الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكره ابن الصّلاح في «الشافعية» ، ولم يذكر لَهُ وفاة. وكأنّه مات قبل هذا الأوان [1] ، فاللَّه أعلم.
روى عنه: قاضي آمُل ابن أخته أبو جعفر محمد بْن الحُسَيْن بْن أميركا [2]] .
-
حرف الميم
-
90-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ ابن الصَّنْدليّ [3] .
أبو بَكْر المقرئ البابَصْريّ.
سَمِعَ: أبا محمد الخلّال.
وحدَّث.
روى عَنْهُ: سعْد الله بْن محمد الدّقّاق.
ومات في صَفَر.
91-
محمد بْن صالح بْن حمزة بْن محمد [4] .
أبو يَعْلَى ابن الهبّارّية [5] ، الهاشميّ، العبّاسيّ الشّريف البغداديّ نظام الدّين.
أحد الشّعراء المشهورين. أكثر شعره في الهجاء والسّخف.
[1] قال ابن الصلاح: وقد اشترك أبو الحسن هذا، والكيا الإمام في: الاسم، والكنية، واسم الأب، والجدّ، والطبرية، وهو أسنّ من الكيا، فإنه سمع من إملاء الحافظ الجناري سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. ومولد الكيا سنة خمسين.
[2]
ما بين الحاصرتين عن هامش الأصل.
[3]
لم أجد مصدر ترجمته.
[4]
انظر عن (محمد بن صالح) في: الأنساب 12/ 306، واللباب 3/ 381، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 70- 140، ووفيات الأعيان 4/ 453- 457، وسير أعلام النبلاء 19/ 392 رقم 233، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 315، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 58- 62، وفيه:
«محمد بن علي» ، والوافي بالوفيات 1/ 130، ولسان الميزان 5/ 367، والنجوم الزاهرة 5/ 210، وشذرات الذهب 4/ 24- 26 وفيه وفاته سنة 509 هـ-.، وفهرس المخطوطات المصوّرة 1/ 238، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 291، ومعجم المؤلفين 10/ 82، والأعلام 7/ 248، وستعاد ترجمته في وفيات سنة 509 هـ-. برقم (275) .
[5]
الهبّارية: بفتح الهاء والباء المشدّدة وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى هبّار، وهو اسم جدّ عبد العزيز بن علي بن هبّار الهبّاري. (الأنساب) .
وكان ملازمًا لخدمة نظام المُلْك. وله كتاب «نتائج الفطْنة في نظمْ كليلة ودِمْنَة» . وديوان شِعْره في ثلاث مجلَّدات [1] .
وهو القائل:
رأيتُ في النّوم عرسي وهي وممسكة
…
ذقني، وفي كفّها شيءٌ مِن الأَدَمِ
مِعْوجَ الشّكل مسْوَدّ بِهِ نُقَط
…
لكّن أسفله في هيئة القَدَم [2]
حتّى تنبّهتُ مُحَمَّر القَذَال، فلو
…
طال الرُّقادُ [3] عَلَى الشّيخ الأديب عَمِ [4]
قَالَ العماد الكاتب: [5] توفّي بكرمان سنة أربع وخمسمائة [6] .
[1] وقيل: في أربع مجلّدات.
[2]
زاد في (وفيات الأعيان) بيتا بعده:
تظلّ ترقعني كيما ترنّخني
…
فصرت ألتذ بالإيقاع والنغم
[3]
في وفيات الأعيان: «المنام» .
[4]
وفيات الأعيان 4/ 455.
[5]
في الخريدة 2/ 72.
[6]
وهو قال: غلب على شعره الهجاء والهزل والسخف، وسبك في قالب ابن الحجّاج وسلك أسلوبه، وفاقه في الخلاعة والمجون. والنظيف من شعره في نهاية الحسن.
وحكى أبو المعالي في كتاب (زينة الدهر في فضلاء أهل العصر) أنّ ابن الهبّارية خرج من بغداد وقدم أصبهان وبها السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان ووزيره نظام الملك، فدخل على النظام رقعتان، رقعة فيها هجوه، وفي الأخرى مدحه، فأعطاه التي فيها هجوه، فقرأها النظام وفهمهما، فإذا فيها:
لا غرو إن ملك ابن إسحاق
…
وساعده القدر
وصفت له الدنيا وخصّ
…
أبو المحاسن بالكدر
فالدهر كالدولاب ليس
…
يدور إلّا بالبقر
فكتب النظام على رأسها: يطلق لذا القوّاد رسمه مضاعفا. وأبو المحاسن صهر نظام الملك، ويقال له أبو الغنائم، وكان بينه وبين النظام منافرة، وكان ابن الهبّارية يميل إلى أبي المحاسن، فنقم عليه نظام لهذا السبب.
وقيل إن أبا الغنائم بن دارست ويقال له أبو المحاسن تاج الملك، كان بينه وبين نظام الملك شحناء ومنافسة، كما جرت العادة بمثله بين الرؤساء، فقال أبو الغنائم لابن الهبّارية: إن هجوت نظام الملك فلك عندي كذا، وأجزل له الوعد، فقال: كيف أهجو شخصا لا أرى في بيتي شيئا إلا من نعمته؟ فقال: لا بدّ من هذا، حتى حمله على أن يسأل النظام شيئا، فصعب عليه اجابته، فسأله، فمنعه، فعمل هذه الأبيات، وهو يشير إلى المثل السائر على ألسن الناس، وهو قولهم:«أهل طوس بقر» ، فلما وصلت إليه قال: جعلني من بقر طوس، وأغضى عنه، ولم يقابله على ذلك بل زاد في إفضاله عليه، إذ استدعاه وخلع عليه، وأعطاه خمسمائة
_________
[ () ] دينار، فكانت هذه معدودة من مكارم أخلاق نظام الملك وسعة حلمه.
وكان مع فرط إحسان نظام الملك إليه يقاسي من غلمانه وأتباعه شرّ مقاساة لما يعلمونه من بذاءة لسانه، فلما اشتدّ عليه الحال منهم كتب إلى نظام الملك:
لذ بنظام الحضرتين الرضى
…
إذا بنو الدهر تحاشوك
وأجل به عن ناظريك القذى
…
إذا لئام القوم أعشوك
واصبر على وحشة غلمانه
…
لا بدّ للورد من الشوك
وذكر العماد أنه انفذ هذه الأبيات مع ولده إلى نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي، ولقبه نظام الحضرتين أبو الحسن.
ويقال إن سبب غضب نظام الملك على ابن الهبّارية قوله وكتب به إليه:
أتجهل يا نظام الملك أني
…
أعاود من حماك كما قدمت
وأصدر عن حياضك وهي نهب
…
بأفواه السقاة وما وردت
يدلّ على فعالك سوء حالي
…
وتنطق عن مثالي إن كتمت
إذا استخبرت ماذا نلت منه
…
وقد عمّ الوفود ندي سكت
وما في الوافدين عليك شخص
…
يمتّ من الولاء كما أمتّ
وهم دوني إذا اختبروا جميعا
…
فلم بالدّون دونهم خصصت؟
ولي أصل وفضل غير خاف
…
ولكن ما الفضل منك بخت
إذا ما وضعت عند بني جهير
…
وعندك مع سماحتك انتهيت
فأين الفرق بينكم؟ وماذا
…
ببعدي عن دياركم استندت؟
وها أنا ساكت، فإن اصطلحنا
…
وإلّا خانني صبري، وقلت
فبلغ النظام، فأهدر دمه. وقال عبيد الله بن علي المعروف بابن المرستانية في (ذيل تاريخ بغداد) : لما أهدر نظام الملك دم ابن الهبارية استجار بصدر الدين محمد بن الخجنديّ، وكان يمضي في كل يوم اثنين إلى دار النظام بأصبهان ومعه الفقهاء للمناظرة، فقال لابن الهبّارية:
أدخل معنا مع جملة الفقهاء متنكّرا، فإذا عرفت المناظرة فقم في المجلس مستغفرا. ففعل. فقال ابن الخجنديّ: قال الله تعالى وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ 26: 224، وقال: إِلَّا من تابَ وَآمَنَ 19: 60، والخادم يسأل العفو عن الشريف بقبول شفاعة الفقهاء عامّة. فقال النظام: عفا الله عمّا سلف، ثم أذن له في الإنشاد. (مرآة الزمان 8/ 59) .
وقال سبط ابن الجوزي: وكان ابن الهبّارية من الفضلاء، له كتاب سمّاه «فلك المعاني» جمع فيه نتفا وطرفا. (مرآة الزمان 8/ 60) .
وقال ابن خلكان: وديوان شعره كبير يدخل في أربع مجلّدات، ومن غرائب نظمه كتاب «الصادح والباغم» نظمه على أسلوب «كليلة ودمنة» وهو أراجيز، وعدد بيوته ألفا بيت، نظمها في عشر سنين، ولقد أجاد فيه كل الإجادة، وسيّر الكتاب على يده ولده إلى الأمير أبي الحسن صدقة بن منصور بن دبيس الأسدي صاحب الحلّة، وختمه بهذه الأبيات، وهي:
هذا كتاب حسن
…
تحار فيه الفطن
أنفقت فيه مدّه
…
عشر سنين عدّه
منذ سمعت باسمكا
…
وصنعته برسمكا
وهبّار جدّ لأمّه.
وقيل: تُوُفّي سنة تسعٍ، فسأعيده هناك [1] .
92-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمد بْن أَبِي النّضر [2] .
[ () ]
بيوته ألفان
…
جميعها معاني
لو ظلّ كل شاعر
…
وناظم وناثر
كعمر نوح التالد
…
في نظم بيت واحد
من مثله لما قدر
…
ما كل من قال شعر
أنفذته مع ولدي
…
بل مهجتي وكبدي
وأنت عند ظنّي
…
أهل لكلّ من
وقد طوى إليكا
…
توكّلا عليكا
مشقّة شديدة
…
وشقّة بعيده
ولو تركت جيت
…
سعيا وما ونيت
إنّ الفجار والعلا
…
إرثك من دون الورى
فأجزل صلته وأسنى جائزته. (وفيات الأعيان 4/ 456، 457) .
وقال ابن السمعاني: كان شاعرا مجوّدا، ولكنه كان هجّاء، خبيث اللسان.
وقد أورد له العماد شعرا كثيرا في الخريدة، وقال في ترجمته إنه وقع في يده مجلّدة مقفّاة من شعره، فأورد منها ما انتخبه (2/ 98)، ومنه:
وإنّ ضلالي فيك أهدى من الهدى
…
وإنّ سهادي فيك أحلى من الكرى
وددت، وما تغني الودادة والمنى
…
لو أنّي أرى قلبا يباع فيشترى
وقوله:
ما كنت أعرف قدر أيّامي
…
الّتي ذهبت ضياعا
حتى فجعت بها، ولم
…
أسطع لذاهبها ارتجاعا
وله:
وجهي يرقّ عن السؤال
…
، وحالتي منه أرقّ
دقّت معاني الفضل في،
…
وحرفتي منها أدقّ
وله:
ما صغت فيك المدح، لكنّني
…
من حسن أوصافك أستملي
تملي سجاياك على خاطري
…
فها أنا أكتب ما تملي
[1]
وقال ابن السمعاني: توفي بعد سنة تسعين وأربعمائة، وتابعه ابن الأثير في اللباب. وصحّحه الصفدي فقال: توفي سنة 509 هـ-.
[2]
انظر عن (محمد بن أحمد البلدي) في: الأنساب 2/ 288، 289، وسيعيده المؤلّف- رحمه الله في وفيات السنة التالية، رقم (116)، وقال: الأصح وفاته في هذه (يعني 505 هـ-.) فينقل إلى هناك.
أبو بكر البلديّ [1] ، والنّسفيّ [2] ، المحدّث. منسوب إلى بلد نَسَف، يعني أنّه لَيْسَ مِن قُرى نَسَف.
حدَّث بالكُتُب الكبار «كالصّحيح» لعمر بن محمد بن بجير.
سَمِعَ مِن: جعفر بْن محمد المستغفري، وأحمد بْن عليّ المايْمَرْغِيّ، [3] وغيرهما.
قَالَ ابن السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ نحو مِن عشرين نفسًا [4] .
وقال عمر بن محمد النسفي في كتاب «القند» إنّه تُوُفّي في ثالث صَفَر سنة خمسٍ وخمسمائة، وإنّه ولد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قَالَ أبو سعْد: كَانَ إمامًا فاضلًا، وعُمَّر العُمر الطّويل حتّى روى الكثير.
وسمع: أَبَاهُ أبا نصر، ومحمد بْن يعقوب السّلاميّ، وأبا مسعود أحمد بْن محمد البجلي، والحسين بْن إبراهيم القَنْطريّ.
روى لنا عَنْهُ أحمد بْن عَبْد الجبّار البلديّ، [5] والحسن بْن عَبْد الله المقرئ، ومسعود بْن عُمَر الدّلّال، وميمون بْن محمد الدّربيّ.
93-
محمد بن الحسين [6] .
[1] البلدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب. والثاني: منسوب إلى بلاد الكرج التي بناها أبو دلف وسمّاها البلد. والمترجم من هذه الثانية.
[2]
النّسفي: بفتح النون والسين، وكسر الفاء، هذه النسبة إلى نسف وهي من بلاد ما وراء النهر، يقال لها نخشب. (الأنساب 12/ 80) .
[3]
المايمرغي: بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الميمين المفتوحتين، وسكون الراء، وفي آخرها الغين المعجمة المكسورة. هذه النسبة إلى ما يمرغ وهي قرية كبيرة حسنة على طريق بخارى من نواحي نخشب. (الأنساب 11/ 109، 110) .
[4]
زاد ابن السمعاني: ببخارى، وسمرقند، ونسف، وما يمرغ.
[5]
وقال ابن السمعاني: سألت حفيده أبا نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر بن أبي نصر البلدي عن هذه النسبة، فقال: كانت العلماء في زمان جدّي الأعلى أبي نصر أكثرهم ينسف من القرى والناحية، وكان جدّي من أهل البلد، فعرف بالبلدي، فبقي علينا هذا الاسم.
(الأنساب 2/ 389) .
[6]
انظر عن (محمد بن الحسين) في: الأنساب 7/ 150.