المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس والثلاثون (سنة 501- 520) ]

- ‌الطبقة الحادية والخمسون

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسمائة

- ‌[فتنة العميد عَلَى سيف الدّولة صَدَقة بْن مَزْيَد]

- ‌[دخول السّلطان بغداد]

- ‌[الحرب بين السّلطان وصدقة بْن مَزْيَد]

- ‌[ترجمة صَدَقة بْن منصور]

- ‌[سفر فخر المُلْك ابن عمّار إلى بغداد]

- ‌[دخول فخر المُلْك جبلة]

- ‌[القبض عَلَى جماعة ابن عمّار]

- ‌[إظهار السّلطان العدل ببغداد]

- ‌[بِناء حصن عند صور]

- ‌[منازلة الفرنج صيدًا]

- ‌[أسْر صاحب طبريّة]

- ‌سنة اثنتين وخمسمائة

- ‌[حصار مودود المَوْصِل]

- ‌[الحرب بين جاولي وجكرمش]

- ‌[تملك قلج أرسلان المَوْصِل]

- ‌[منازلة جاولي الرحبة]

- ‌[غرق قلج بالخابور]

- ‌[تملُّك جاولي المَوْصِل]

- ‌[دخول مودود المَوْصِل]

- ‌[أخذ جاولي بالِس]

- ‌[وقعة جاولي وصاحب أنطاكية]

- ‌[صفْح السّلطان عن جاولي]

- ‌[غزوة طغتكين إلى طبرية]

- ‌[مهادنة طُغتِكين وبغدوين]

- ‌[أخذ الفرنج عرقة]

- ‌[وزارة ابن جَهير]

- ‌[زواج المستظهر باللَّه]

- ‌[شحنة بغداد]

- ‌[مقتل قاضي إصبهان]

- ‌[مقتل قاضي نَيْسابور]

- ‌[أخذ الفرنج قافلة مِن دمشق]

- ‌[قتل الباطنية بشيزر]

- ‌[مقتل الروياني شيخ الشافعية]

- ‌[أخْذُ طرابلس]

- ‌سنة ثلاث وخمسمائة

- ‌[سقوط طرابُلُس بيد الفرنج]

- ‌[أخذ بانياس]

- ‌[أخذ جبلة]

- ‌[محاصرة حصن الألموت]

- ‌[إقامة السّلطان ببغداد]

- ‌[جرح الباطنية ابن نظام المُلْك]

- ‌[موت صاحب آمد]

- ‌[تعويق محمد بن ملك شاه عن الغزو]

- ‌[أخْذُ الفرنج طرسوس وحصن شَيْزر]

- ‌وفي سنة أربع وخمسمائة

- ‌[سقوط بيروت]

- ‌[سقوط صيدا]

- ‌[عصيان نائب عسقلان]

- ‌[أخْذ الفرنج حصني الأثارب وزَرْدَنا]

- ‌[تعاظم البلاء]

- ‌[ثورة الناس ببغداد]

- ‌[وزارة المَيْبذي]

- ‌[زواج الخليفة ببنت السّلطان]

- ‌[الريح السوداء بمصر]

- ‌[مهادنة طغتكين بغدوين]

- ‌سنة خمس وخمسمائة

- ‌[محاصرة المسلمين الرُّها]

- ‌[مسير المسلمين إلى الشام]

- ‌[حصار صور]

- ‌[غارات طُغتِكين]

- ‌[إحراق المراكب بصيداء]

- ‌[الملحمة بالأندلس]

- ‌سنة ست وخمسمائة

- ‌[موت بسيل الأرمني]

- ‌[موت قراجا صاحب حمص]

- ‌[قدوم القادة للجهاد في الإفرنج]

- ‌سنة سبع وخمسمائة

- ‌[موقعة المسلمين والفرنج عند الشريعة]

- ‌[اغتيال مودود صاحب المَوْصِل]

- ‌[نقل المصحف العثماني إلى دمشق]

- ‌[وفاة الوزير ابن جَهير]

- ‌[وفاة الملك رضوان]

- ‌[ثورة الباطنية بشيزر]

- ‌[مهادنة بغدوين أهل صور]

- ‌سنة ثمان وخمسمائة

- ‌[خروج البُرْسُقيّ لحرب الفرنج]

- ‌[حرب صاحب ماردين والبرسقي]

- ‌[أسر إيلغازي وإطلاقه]

- ‌[وفاة سلطان الهند]

- ‌[الزلزلة بالجزيرة والشام]

- ‌[وفاة الشريف بدمشق]

- ‌[مقتل صاحب حلب]

- ‌[هلاك بغدوين]

- ‌[موت صاحب مَرَاغة]

- ‌سنة تسع وخمسمائة

- ‌[عصيان صاحبي ماردين ودمشق عَلَى السّلطان]

- ‌[استرجاع كفر طاب مِن الفرنج]

- ‌[خذلان المسلمين أمام الفرنج]

- ‌[موت بُرْسُق وأخيه]

- ‌[استرداد رفنية مِن الفرنج]

- ‌[اجتماع طُغتِكين بالسلطان]

- ‌[مصالحة بغدوين والأفضل]

- ‌سنة عشر وخمسمائة

- ‌[قتل صاحب مَرَاغة]

- ‌[موت جاولي]

- ‌[محاصرة ابن باديس تونس]

- ‌[فتح ابن باديس جَبَل وسْلات]

- ‌[فتنة مشهد الرضا]

- ‌[حريق بغداد]

- ‌[هرب ابن صَنْجيل بالبقاع]

- ‌[مقتل الخادم لؤلؤ]

- ‌[حج الركْب العراقي]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة أربع وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌سنة سبع وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة تسع وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة عشر وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌الطبقة الثانية والخمسون

- ‌حوادث سنة إحدى عشر وخمسمائة

- ‌[الزلزلة بغداد]

- ‌[مهاجمة الفرنج حماه]

- ‌[رحيل العساكر عَنِ الألموت]

- ‌[غرق سنجار بالسيل]

- ‌[مقتل لؤلؤ الخادم]

- ‌[وفاة السلطان محمد بن ملك شاه]

- ‌[هلاك بغدوين]

- ‌[هلاك ملك القسطنطينية]

- ‌سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

- ‌[حريق محلّات ببغداد]

- ‌[إعدام ابن الْجَزَريّ]

- ‌[وفاة وَلَدي المسترشد باللَّه]

- ‌[مصادرة ابن كمّونة]

- ‌[إمارة المَوْصِل]

- ‌[الخِلْعة لابن مَزْيد]

- ‌[حجابة ابن طلحة]

- ‌[شِحنكيّة بغداد]

- ‌[وفاة الخليفة المستظهر]

- ‌سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

- ‌[انفصال ابن المستظهر باللَّه عَنِ الخليفة]

- ‌[الخطبة بولاية العهد]

- ‌[الوقعة بين السّلطان سنجر وابن أخيه]

- ‌[هزيمة صاحب أنطاكيّة بأرض حلب]

- ‌[الفتنة بين الآمر والأفضل أمير الجيوش]

- ‌[الخِلعة لابن صَدَقة]

- ‌[هدايا السّلطان سَنْجَر للخليفة العباسي]

- ‌[التضييق عَلَى الأمير أَبِي الحَسَن]

- ‌[قتل منكبرس]

- ‌[شِحنكيّة بهروز]

- ‌[وفاة ربيب الدّولة]

- ‌[وزارة السميرمي]

- ‌[ظهور قبور الخليل، وإسحاق، ويعقوب عليهم السلام]

- ‌سنة أربع عشرة وخمسمائة

- ‌[الخطبة واللّقَب للسلطان سَنْجَر وابن أخيه]

- ‌[نقْل أَبِي الفتوح مِن الحجابة]

- ‌[تمرُّد العيّارين ببغداد]

- ‌[زواج دُبَيْس بْن صَدَقة]

- ‌[الخُلْف بين السّلطان محمود وأخيه]

- ‌[خروج الخَزَر إلى بلاد الإسلام]

- ‌[المصافّ بين السّلطان محمود وأخيه]

- ‌[ظهور ابن تومرت بالمغرب]

- ‌[انهزام دُبَيْس مِن بغداد]

- ‌[الأمر بإراقة الخمور]

- ‌[ردّ الوزير السميرمي]

- ‌[انهزام المسلمين أمام ابن رُدْمير ملك الإفرنج]

- ‌سنة خمس عشرة وخمسمائة

- ‌[وفاة جدّة السّلطان محمود]

- ‌[عُزِل ابن طراد عَنِ النقابة وإعادته]

- ‌[انقضاض كوكب]

- ‌[خِلعَة القضاء للهروي]

- ‌[احتراق جامع بإصبهان]

- ‌[انعقاد مجلس السّلطان]

- ‌[الأمطار ببغداد]

- ‌[الثلج بالبصرة]

- ‌[خروج دُبَيْس إلى الحلّة ومصالحته]

- ‌[إقطاع المَوْصِل لأقسنقر]

- ‌[حُكم إيلغازي بماردين]

- ‌[إلزام الباعَةَ المكوس]

- ‌[مرض الوزير وشفاؤه]

- ‌[وفاة ابن يلدرك]

- ‌[منازلة ابن تاشفين قُرْطُبَة]

- ‌سنة ست عشرة وخمسمائة

- ‌[مصالحة البرسقيّ ودبيس بن صَدَقة]

- ‌[وزارة الزَّيْنَبيّ]

- ‌[وزارة عثمان بْن نظام المُلْك]

- ‌[نزول ابن صَدَقة حُديثة الفرات]

- ‌[وزارة أحمد بن النظام]

- ‌[تألُّم دُبَيْس مِن معاملة الخليفة لَهُ]

- ‌[احتماء سُرْخاب بابن مَزْيَد]

- ‌[خروج الخليفة لقتال دُبَيْس]

- ‌[مقتل الوزير السُّمَيْرميّ]

- ‌[وزارة شمس المُلْك]

- ‌[مقتل الأمير جيوش بك]

- ‌[وفاة إيلغازي]

- ‌[إقطاع البُرْسُقيّ واسط وأعمالها]

- ‌[الغزنوي الواعظ ببغداد]

- ‌[ورُود أَبِي الفتوح الإسْفرائينيّ بغداد]

- ‌سنة سبع عشرة وخمسمائة

- ‌[الحرب بين المسترشد ودُبَيْس]

- ‌[بناء سور بغداد]

- ‌[ختان أولاد الخليفة]

- ‌[أعمال دُبَيْس المنكَرَة]

- ‌[القبض عَلَى الوزير شمس المُلْك]

- ‌[وزارة ابن صَدَقة]

- ‌[استيلاء الأمير بَلْك عَلَى حرّان وحلب]

- ‌[التدريس في نظاميّة بغداد]

- ‌[موت ابن قُراجا صاحب حماه]

- ‌[مقتل بَلْك صاحب حلب]

- ‌[تحوّل تمرتاش عَنْ حلب]

- ‌سنة ثمان عشرة وخمسمائة

- ‌[ظهور الباطنيّة بآمد]

- ‌[ردّ شِحنكيّة بغداد إلى برتقش]

- ‌[تأهّب الخليفة لمواجهة ابن صدقة]

- ‌[الوباء ببغداد والبصرة]

- ‌[زواج الخليفة]

- ‌[قتل جماعة مِن الباطنية]

- ‌[القبض عَلَى أستاذ الدار]

- ‌[مقتل بَلْك صاحب حلب]

- ‌[محاصرة الإفرنج صور]

- ‌[القبض عَلَى والي صور]

- ‌[عودة الفرنج لمحاصرة صور وسقوطها]

- ‌[عزل البرسقي عن بغداد]

- ‌[إكرام السّلطان لعماد الدين زنكي]

- ‌[ملك البُرْسُقيّ حلب]

- ‌سنة تسع عشرة وخمسمائة

- ‌[القبض عَلَى دُبَيْس]

- ‌[شكوى برتقش مِن الخليفة]

- ‌[رواية ابن الجوزي عَنْ قتل أقسُنْقُر]

- ‌[كسرة الفرنج للبُرْسُقيّ]

- ‌[هزيمة المسلمين أمام بغدوين]

- ‌[منازلة ابن رُدْمير بلاد الأندلس]

- ‌سنة عشرين وخمسمائة

- ‌[كتاب سَنْجَر إلى السّلطان محمود]

- ‌[انزعاج الخليفة مِن قدوم السّلطان إلى بغداد]

- ‌[صلاة الخليفة بالناس يوم الأضحى]

- ‌[وصول السّلطان إلى حُلوان]

- ‌[وصول ابن رُدْمير إلى قرب قُرْطُبَة]

- ‌[هياج الإسماعيلية بخراسان]

- ‌[مقتل البُرْسُقيّ]

- ‌[تكاثر الإسماعيلية بالشام]

- ‌[وقعة مرج الصُّفَّر]

- ‌[استفحال الباطنية بحلب والشام]

- ‌[تراجم وفيات]

- ‌سنة إحدى عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حَرْفُ الْيَاءِ

- ‌سنة ثمان عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة تسع عشرة وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌سنة عشرين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ومن هذه الطبقة ممن لَا أعرف وفاته

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الميم

وتفقَّه عَلَى القاضي أبي يَعْلَى.

روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأنْماطيّ، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وأبو المُعَمَّر الأَزَجيّ، وجماعة.

تُوُفّي في ذي الحجّة، ووُلِد سنة خمسٍ وعشرين. وهو مِن علماء الحنابلة [1] .

190-

عُمَر بْن أحمد بْن رزق [2] .

أبو بَكْر بْن الْفَصيح التُّجَيْبيّ، الأندلسيّ.

مِن أَهْل الْمَريّة.

روى عَنْ: أَبِي عَمْرو الدّانيّ المقرئ، وغيره.

قَالَ ابن بَشْكُوال: كَانَ ثقة فيما رواه. أخذ النّاس عَنْهُ. أخبرني بأمره يحيى بْن محمد صَاحُبنا.

-‌

‌ حرف الميم

-

191-

مالك بْن عَبْد الله [3] .

أبو الوليد العُتْبيّ، السَّهْليّ، القُرْطُبيّ، اللُّغَويّ.

مِن أئمّة الأدب.

سَمِعَ مِن: محمد بْن عتّاب، وحاتم بْن محمّد، وأبي مروان بْن حَيّان المؤرخ، وسِراج القاضي.

روى النّاس عنه كثيرا.

ومات بقرطبة [4] .

[1] وقال ابن أبي يعلى: وكان أحد الشهود العدول

وولي القضاء بربع باب الطاق، وكان يعظ في جامع المنصور وجامع القصر، ويشهد، ويحكم، وكان ينشر السّنّة في مجالسه.

[2]

انظر عن (عمر بن أحمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 403 رقم 869.

[3]

انظر عن (مالك بن عبد الله) في: الغنية للقاضي عياض 175 (في ترجمة علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المعروف بابن البيذش) رقم 77، والصلة لابن بشكوال 2/ 620، 621 رقم 1364.

[4]

قال ابن بشكوال: وكان من أهل المعرفة بالآداب واللغات والعربية ومعاني الشعر مع حضور الشاهد والمثل، مقدّما في ذلك على جميع أصحابه، ثقة فيما رواه، ضابطا لما كتبه، حسن

ص: 164

192-

محمد بْن أحمد بْن الحُسَيْن بْن عمر [1] .

الإمام أبو بَكْر الشّاشيّ [2] ، الفقيه، الشّافعيّ، مؤلّف «المستظهريّ» ، ولد بميّافارقين سنة تسع وعشرين وأربعمائة.

وتفقَّه عَلَى الإمام أبي عَبْد الله محمد بن بيان الكازرونيّ [3] .

[ () ] الخط، جيّد الضبط، وكتب بخطه علما كثيرا وأتقنه وجوّده. أخذ الناس عنه. وكان يقول: لم أترك عند التميميين شيئا إلّا قرأته عليهما، يعني بذلك: الطرابلسي، والطبني.

[1]

انظر عن (محمد بن أحمد الشاشي) في: تبيين كذب المفتري 306، 307، والمنتظم 9/ 179 رقم 294 (17/ 138 رقم 3817) ، والكامل في التاريخ 10/ 500، وطبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 85- 90 رقم 3، ووفيات الأعيان 4/ 219- 221، والمختصر في أخبار البشر 2/ 227، ودول الإسلام 2/ 36، والإعلام بوفيات الأعلام 208، وسير أعلام النبلاء 19/ 393، 394 رقم 234، والعبر 4/ 13، وتذكرة الحفاظ 4/ 1241، والمعين في طبقات المحدّثين 149 رقم 1615، وتاريخ ابن الوردي 2/ 22، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 3، 4، وعيون التواريخ 12/ 24، 25، ومرآة الجنان 3/ 194، 195، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 57، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 86، 87، والبداية والنهاية 12/ 177، 178، والوافي الوفيات 2/ 73، 74، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 105 أ، ب، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 297- 299 رقم 259، والنجوم الزاهرة 5/ 206، وتاريخ الخلفاء 431، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 72، وأسماء الرجال، له (مخطوط) 64 ب، وكشف الظنون 401، 690، 1025، وشذرات الذهب 4/ 16، 17، وهدية العارفين 2/ 81، وديوان الإسلام 3/ 128 رقم 1262 والأعلام 5/ 316، ومعجم المؤلفين 8/ 253.

وقد أضاف السيد «محيي الدين علي نجيب» في تحقيقه لكتاب «طبقات الفقهاء الشافعية» لابن الصلاح، إلى مصادر صاحب الترجمة كتابي:«تهذيب الأسماء واللغات» للنووي 2/ 282، و «التقييد» لابن نقطة، ت (49) . (انظر ج 1 85 الحاشية) .

ويقول خادم العلم، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :

إنّ المذكور في (تهذيب الأسماء 2/ 282 رقم 485، هو «القفّال الشاشي» واسمه: محمد بن علي بن إسماعيل، ويعرف بالقفّال الشاشي الكبير، تمييزا له عن «القفّال المروزي الصغير» .

قيل مات سنة 336 وقيل سنة 365 هـ-. وبها ورّخه المؤلّف الذهبي- رحمه الله. انظر ترجمته ومصادرها في (حوادث ووفيات 351- 380 هـ-.) ص 345- 347.

أما المذكور في (التقييد، ت 49) فهو، «محمد بن حبّان بن أحمد بن حبّان بن معاذ بن معبد، أبو حاتم البستي» ! توفي سنة 354 هـ-. ولا علاقة له بصاحب الترجمة مطلقا.

ولا ترجمة للشاشي في (التقييد) أساسا. لذلك اقتضى التنبيه والتصحيح.

[2]

الشاشي: نسبة إلى مدينة الشاش من أعمال سمرقند. أهلها كلهم شافعية.

[3]

الكازروني: قال ابن السمعاني: بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء وفي آخرها النون.

وقال ابن الأثير في (اللباب) : بفتح الزاي. وهي نسبة إلى كازرون إحدى بلاد فارس.

ص: 165

وتفقَّه عَلَى قاضي ميَّافارقين أَبِي منصور الطّوسيّ [1] تلميذ الأستاذ أبي محمد الجوينيّ. ثمّ رحل أبو بَكْر إلى العراق، ولازم الشَّيْخ أبا إِسْحَاق، وكان مُعيد درسه. وكان يتردّد إلى أَبِي نصر بْن الصّبّاغ، فقرأ عَليْهِ «الشّامل» .

وسمع الحديث مِن الكازْرُونيّ شيخه، ومن ثابت بْن أبي القاسم الخيّاط.

وبمكّة مِن أَبِي محمد هَيّاج الحِطّينيّ [2] .

وسمع ببغداد مِن: أَبِي بَكْر الخطيب، وجماعة.

روى عَنْهُ: أبو المُعَمَّر الأَزَجيّ، وأبو الْحَسَن عليّ بْن أحمد الْيَزْديّ، وأبو بَكْر بْن النُّقور، وشُهْدة، والسّلَفيّ، وغيرهم.

وتفقَّه بِهِ جماعة.

قَالَ القاضي ابن خَلّكان: [3] أبو بَكْر الشّاشيّ، الفارقيّ، المعروف بالمُسْتَظهري، الملقّب فخر الإسلام. كَانَ فقيه وقته. دخل نَيْسابور صُحبة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق، وتكلّم في مسألة بين يدي إمام الحرمين، وتعيَّن في الفِقْه ببغداد بعد أستاذه أَبِي إِسْحَاق. وانتهت إِليْهِ رئاسة الطّائفة الشّافعيّة، وصَنَّف تصانيف حَسَنَة، مِن ذَلِكَ كتاب «حلْية العلماء» [4] في المذهب ذكر فيه مذهب الشّافعيّ، ثمّ ضمّ إلى كلّ مسألةٍ اختلافَ الأئمّة فيها، وسمّاه «المستظهريّ» ، لأنّه صنَّفه للإمام المستظهر باللَّه.

وصنَّف أيضًا في الخلاف. وولي تدريس النّظاميّة ببغداد بعد شيخه، وبعد

[1] هو أبو منصور محمد بن شاذان الطوسي، ولي القضاء بميافارقين سنة 435 أو 436 هـ-. وعزل سنة 449 هـ-. (انظر: تاريخ الفارقيّ 162 و 174) .

[2]

الحطّيني: بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة أيضا، نسبة إلى حطّين قرية بين أرسوف وقيسارية، بالشام. منها هيّاج هذا، توفي سنة 472 هـ-. (الأنساب المتّفقة- طبعة دار الكتب العلمية 56 رقم 72) ، وحطّين هي التي جرت عندها الموقعة المشهورة بين صلاح الدين الأيوبي والصليبيين وانتصر عليهم واسترجع منهم بيت المقدس على إثرها. قيّض الله قائدا مثله يفكّ أسرها ويطهّرها من رجس اليهود الصهاينة.

[3]

في وفيات الأعيان 4/ 219.

[4]

نشرت منه مؤسّسة الرسالة، ودار الأرقم: قسم العبادات في ثلاثة أجزاء صغيرة، بتحقيق الدكتور ياسين درادكة، سنة 1980 بعنوان:«حلية العلماء في معرفة مذاهب الفقهاء» .

ص: 166

ابن الصّباغ، والغزاليّ. ثمّ وليها بعد موت الكيا الهرّاسيّ سنة أربع وخمسمائة في المحرَّم. ودرّس بمدرسة تاج المُلْك وزير ملك شاه.

وتوفّي في خامس وعشرين شوّال [1] ، ودُفِن مَعَ شيخه أَبِي إِسْحَاق في قبرٍ واحد.

وقيل: دُفِن إلى جانبه.

وكان أشعريّا، أصوليّا [2] .

[1] وقع في المطبوع من (تبيين كذب المفتري 307) أن وفاته سنة سبع وسبعين وخمسمائة! وهذا خطأ.

[2]

وقال الشيخ أبو الحسن ابن الخلّ: كان الإمام فخر الإسلام أبو بكر الشاشي مبرّزا في علم الشرع، عارفا بالمذهب، حسن الفتيا، جيّد النظر، محقّقا مع الخصوم، يلزم المسائل الحكمية حتى يقطع خصمه، مع حسن إيراد، وكان يعنى بسؤال الكبير، ويمشّيه مع الكبار من الأئمة، ويفتي بمسألة ابن سريج وينصرها، وله فيها مصنّف.

وقال ابن الصلاح: وكان لطيفا، صالحا، ورعا، ديّنا، على سيرة السلف، وخلّف ولدين إمامين مبرّزين في المذهب والنظر: أبو المظفّر أحمد، وأبو محمد عبد الله

وحدّث بشيء يسير، وأخذ عنه عبّاد بن سرحان- من فضلاء المغرب- كتاب «الملخّص في الجدل» ، وغيره، عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وكتاب «زواهر الدرر في نقض جواهر النظر» حدّثه به عن مصنّفه الإمام أبي بكر الخجنديّ.

ومن تآليفه: كتاب «الشافي في شرح الشامل» في عشرين مجلّدا، وكان قد بقي من إكماله نحو الخمس، هذا في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ومن تصانيفه كتاب «الترغيب في المذهب» ، وله «الشافي في شرح مختصر المزني» .

أنشد أبو سعد السمعاني، عن أبي الحسن علي بن أحمد الفقيه، قال: أنشدنا أبو بكر الشاشي في الاعتذار عن الإقلال من الزيارة:

إنّي، وإن بعدت داري لمقترب

منكم بمحض موالاة وإخلاص

وربّ دان وإن دامت مودّته

أدنى إلى القلب منه النازح القاصي

وقال ابن الصلاح: ومن تصانيفه «المستظهري» الكتاب المشهور في المذهب، و «المعتمد» وهو كالشرح ل «المستظهري» وهو غريب، و «العمدة» المختصر المشهور. (طبقات ابن الصلاح) وقال ابن الجوزي: صنّف ودرّس في النظامية ثم عزل، وكان ينشد:

تعلّم يا فتى والعود رطب

وطينك ليّن والطبع قابل

فحسبك يا فتى شرفا وفخرا

سكوت الحاضرين وأنت قائل

(المنتظم) وقال ابن خلّكان: وتولّى التدريس بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد سنة أربع وخمسمائة إلى حين وفاته، وكان قد وليها قبله الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو نصر ابن الصباغ صاحب

ص: 167

193-

محمد بْن إبراهيم بْن سَعِيد بْن نِعَم الخلفاء [1] .

أبو عَبْد الله الرُّعَيْنيّ، الأندلسيّ.

سَمِعَ بسَرَقُسْطَة مِن أَبِي الوليد الباجيّ، ورحل وحجّ.

وقرأ القراءات عَلَى أَبِي معشر الطَّبَريّ.

وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

وتوفّي بأورْيُولة. وكان ثقةً، خيارًا.

194-

محمد بْن الحُسَيْن بْن وهْبان [2] .

أبو المكارم الشَّيْبانيّ.

عَنْ: القاضي الطَّبَريّ، والجوهريّ.

سَمِعَ لنفسه مِن ابن غَيْلان.

195-

محمد بْن طاهر بْن عليّ بْن أحمد [3] .

[ () ]«الشامل» ، وأبو سعد المتولّي صاحب «تتمة الإبانة» ، وأبو حامد الغزالي، فلما انقرضوا تولّاها هو، وحكى لي بعض المشايخ من علماء المذهب أنه يوم ذكر الدرس، وضع منديله على عينيه وبكى كثيرا، وهو جالس على السّدّة التي جرت عادة المدرّسين بالجلوس عليها، وكان ينشد:

خلت الديار فُسدْتُ غير مُسَوَّد

ومن العناء تفرّدي بالسؤددِ

وجعل يردّد هذا البيت ويبكي، وهذا إنصاف منه واعتراف لمن تقدّمه الفضل والرجحان عليه.

وهذا البيت من جملة أبيات في «الحماسة» .

ومدحه تلميذه أبو المجد حمدان بن كثير البالسي بقصيدة يقول فيها:

يا كعبة الفضل أفتنا لم لم يجب

شرعا على قصّادك الإحرام

ولما تضمّخ زائريك بطيب ما

تلقيه وهو على الحجيج حرام

(وفيات الأعيان 4/ 220، 221) .

[1]

انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 569 رقم 1252.

[2]

لم أجده.

[3]

انظر عن (محمد بن طاهر) في: التحبير 1/ 82، 199 و 2/ 247- 249، 251، والأنساب 27 أ، ومعجم البلدان 1/ 158، ومعجم الأدباء 14/ 97، والتقييد لابن نقطة 68، 69 رقم 55، والمنتظم 9/ 177- 179 رقم 293 (17/ 136- 138 رقم 3815) ، ووفيات الأعيان 4/ 287، وميزان الاعتدال 3/ 587، وتذكرة الحفاظ 4/ 1242، والمعين في طبقات المحدّثين 149 رقم 1616، والإعلام بوفيات الأعلام 208، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 247 رقم 304، والعبر 4/ 14، وسير أعلام النبلاء 19/ 361- 371 رقم 213، ودول الإسلام 2/ 36، والمغني في الضعفاء 2/ 594 رقم 5643، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد

ص: 168

الحافظ أبو الْفَضْلُ المقدسيّ، ويُعرف بابن الْقَيْسَرانيّ، الشَّيْبانيّ.

لَهُ الرحلة الواسعة.

سَمِعَ ببلده مِن: نصر المقدسيّ، وابن وَرْقاء، وجماعة.

ودخل بغداد سنة سبْعٍ وستّين، فسمع مِن: الصَّريْفينيّ [1] ، وابن النّقور، وطبقتهما.

وحجَّ، وجاور فسمع مِن: أَبِي عليّ الشّافعيّ، وسعْد الزَّنْجانيّ، وهَيَّاج الحِطّينيّ.

وصحِب الزَّنْجانيّ [2] ، وتخرّج بِهِ في التّصوُّف، والحديث، والسُّنَّة، ورحَلَ بإشارته إلى مِصْر، فَسَمِعَ بها مِن أَبِي إِسْحَاق الحبّال.

وبالإسكندرية مِن الحُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّفْراويّ.

وبتِنّيس مِن عليّ بْن الحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحدّاد، حدَّثه عَنْ جدّه، عَنْ أحمد بْن عيسى الوشاء، عن عيسى بن زُغْبَة، وذلك مِن أعلى ما وقع لَهُ في الرحلة المصرية.

وسمع بدمشق مِن أَبِي القاسم بْن أبي العلاء الفقيه.

[31- 33،) ] ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 49، 50، ومرآة الجنان 3/ 195، 196، والوافي بالوفيات 3/ 166- 168 رقم 1133، وعيون التواريخ 12/ 25- 27، والبداية والنهاية 12/ 176، 177، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 316- 318، وطبقات النحويين واللغويين لابن قاضي شهبة 53، ولسان الميزان 5/ 207- 210، والأنس الجليل 265، 266، وطبقات الحفاظ 452، والمقفّى الكبير 5/ 734- 742 رقم 2378، وكشف الظنون 88، 116، 180، وشذرات الذهب 4/ 18، وهدية العارفين 2/ 82، 83، وديوان الإسلام 3/ 244، 245 رقم 1381، والأعلام 6/ 171، ومعجم المؤلفين 10/ 99، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 26- 28 رقم 1019، وعلم التأريخ عند المسلمين 586، 600، 717، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 157 رقم 1018.

[1]

الصريفيني: بفتح الصاد المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والفاء بين الياءين، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى «صريفين» ، قريتين، إحداهما من أعمال واسط، والأخرى صريفين بغداد. (الأنساب 8/ 58) .

[2]

الزّنجاني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حدّ أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرّق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان. (الأنساب 6/ 306) .

ص: 169

وبحلب مِن الْحَسَن بْن مكّيّ الشّيرازيّ.

وبالجزيرة العمريّة من أبي أحمد عَبْد الوهّاب بْن محمد اليمنيّ، عَنْ أبي عُمَر بْن مَهْديّ.

وبالرَّحْبَة مِن الحُسين بْن سعدون.

وبصور مِن القاضي عليّ بْن محمد بْن عبد الله الهاشميّ [1] .

وبإصبهان مِن: عَبْد الوهّاب بن مندة، وإبراهيم بن محمد القفّال، وطائفة.

وبنيسابور من: الفضل بن المحبّ، وموسى بن عمران، وأبي بكر بن خلف.

وبهراة من: محمد بن أبي مسعود الفارسيّ، وكلار، وبيبى، وشيخ الإسلام.

وبجرجان من: إسماعيل بن مسعدة، والمظفّر بن حمزة البيّع.

وبآمد من قاسم بن أحمد الخيّاط الأصبهانيّ، وهو من كبار شيوخه، سمع سنة أربع وثمانين وثلاثمائة مِن محمد بْن أحمد بْن جِشْنس [2] ، صاحب ابن صاعد.

وبأَسْتِراباذ مِن: عليّ بْن عبد المُلْك الحفْصي، حدَّثه عَنْ هلال الحفّار.

وببُوشَنْج مِن: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عفيف كُلار.

وبالبصرة مِن: عَبْد المُلْك بْن شَغَبَة.

وبالدّيَنورَ مِن: أَحْمَد بْن عِيسَى بْن عَبّاد الدّيَنَوريّ، عَنِ ابن لال الْهَمَذَانيّ.

وبالرَّيّ مِن: إسماعيل بْن عليّ الخطيب، عَنْ يحيى بْن إبراهيم المُزَكّيّ.

وبسَرْخَس مِن: محمد بْن عَبْد المُلْك المظفَّري، عَنْ أحمد بْن محمد بْن الْفَضْلُ الكرابيسيّ، عَنْ محمد بْن حَمْدَوَيْه الْمَرْوَزِيّ.

[1] وسمع بصور أيضا: أبا الحسن علي بن عبد السلام الأرمنازي، وأبا الفرج غيث بن علي الأرمنازي، وهو قال:«طرابلس» بغير ألف، والمشهور بالألف. (الأنساب المتّفقة 10) .

[2]

جشنس: بكسر الجيم والنون وبينهما شين معجمة ساكنة، وآخره سين مهملة. (المشتبه 1/ 265) .

ص: 170

وبشيراز مِن: عليّ بْن محمد بْن عليّ الشّروطيّ، عن الحسن بن أحمد ابن محمد بْن اللَّيْثُ الحافظ إملاءً سنة إحدى وأربعمائة، ثنا ابن الْبَخْتَرِيّ [1] ببغداد.

وبقزوين مِن: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عليّ العِجْليّ الإمام، عَنْ أَبِي عُمَر بْن مهديّ، قِدم عليهم.

وبالكوفة مِن: أَبِي القاسم الحُسَيْن بْن محمد، مِن طريق ابن أبي غَرْزَة.

وبالْمَوْصل مِن: هبة الله بْن أحمد المقرئ، عَنْ محمد بْن عليّ بْن بحشَل، عَنْ محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب.

وبمرو: محمد بن الحسن المهربندقشابيّ [2] ، عن أحمد بن عبدوس النّسويّ.

وبمروالرّوذ مِن: الْحَسَن بْن محمد الفقيه، عَنِ الحِيريّ.

وبنُوقان مِن: محمد بْن سَعِيد الحاكم، عَنِ السُّلَميّ.

وبنهاوند مِن: عُمَر بْن عُبَيْد الله القاضي، عَنْ عَبْد المُلْك بْن بِشْران.

وبهَمَذَان مِن: عَبْد الواحد بْن علي الصُّوفيّ، عَنْ محمد بْن عليّ بْن حَمْدَوَيْه الطّوسيّ.

وبالمدينة النبويّة مِن: طِراد الزَّيْنَبيّ.

وبواسط مِن صَدَقة بْن محمد المتولّي.

وبساوة مِن: محمد بْن أحمد الكامِخيّ.

وبأسَدَاباذ مِن: أبي الْحَسَن عليّ بْن محمد المحلميّ، عَنِ الحِيريّ.

وبالأنبار مِن: أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الخطيب.

وبأسفرايين مِن: عَبْد المُلْك بْن أحمد العدْل، عَنْ عليّ بْن محمد بْن عليّ السّقّاء.

وبآمُل طَبَرِسْتان مِن: الْفَضْلُ بْن أحمد البصْريّ، عَنْ جدّه، عن أبي أحمد ابن عديّ.

[1] البختري: بفتح الموحّدة، وسكون الخاء المعجمة، وفتح التاء المثنّاة، وراء.

[2]

في الأصل: «المهرندقشاني» .

ص: 171

وبالأهواز من: عُمَر بْن محمد بْن حَيْكان النَّيْسابوريّ، عَنِ ابن ريذة.

وببِسْطام مِن: أبي الْفَضْلُ محمد بْن عليّ السَّهْلكيّ، عَنِ الحيريّ.

وبخُسْرُوجِرْد مِن: الْحَسَن بْن أحمد الْبَيْهَقيّ، عَنِ الحيريّ.

فهذه أربعون مدينة قد سمع فيها الحديث، وسمع في البلدان أُخَر تركتُها.

روى عَنْهُ: شِيرَوَيْه الْهَمَذَانيّ، وأبو جعفر محمد بْن الْحَسَن الْهَمَذَانيّ، وأبو نصر أحمد بْن عمر الْغَازي، وعبد الوهّاب الأنْماطيّ، وابن ناصر، والسّلَفيّ، وطائفة كبيرة، آخرهم موتًا محمد بْن إسماعيل الطَّرَسُوسيّ الإصبهانيّ.

قَالَ أبو القاسم بْن عساكر: سَمِعْتُ إسماعيل بْن محمد بْن الْفَضْلُ الحافظ يَقُولُ: أحفظ مِن رَأَيْت محمد بْن طاهر.

وقال يحيى بْن مَنْدَهْ في «تاريخه» : كَانَ أحد الحُفّاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطّريقة، صدوقًا، عالمًا بالصّحيح والسّقيم، كثير التّصانيف، لازمًا للأثَر.

وقال السّلَفيّ: سَمِعْتُ ابن طاهر يَقُولُ: كتبت «صحيح الْبُخَارِيّ» «ومسلم» «وابن داود» سبْعٍ مرّات بالوراقة، وكتبت «سُنَن ابن ماجه» بالوراقة عشر مرّات، سوى التّفاريق بالرَّيّ.

وقال ابن السّمعانيّ: سَأَلت أبا الْحَسَن محمد بْن أَبِي طَالِب عَبْد المُلْك الفقيه بالْكَرَج، عَنْ محمد بْن طاهر، فقال: ما كَانَ عَلَى وجه الأرض لَهُ نظير.

وعظَّمَ أمره، ثمّ قَالَ: كَانَ داوديَّ المذهب.

قَالَ لي: اخترت مذهب داود.

فقلت: لَهُ: ولم؟

قَالَ: كذا اتّفق.

فسألته عَنْ أفضل مِن رَأَى، فقال: سعد الزنجاني، وعبد الله بن محمد الأنصاريّ.

وقال أبو مسعود الحاجّيّ: سَمِعْتُ ابْن طاهر يَقُولُ: بُلْتُ الدَّم في طلب الحديث مرَّتين. مرَّة ببغداد، ومرّة بمكّة. وذاك أنّي كنت أمشي حافيا في حرّ

ص: 172

الهواجر، فلحِقَني ذَلِكَ. وما ركبتُ دابّةً قطّ في طلب الحديث. وكنتُ أحمل كُتُبي عَلَى ظهري، إلى أن استوطنت البلاد. وما سَأَلت في حال الطّلب أحدًا.

وكنت أعيش عَلَى ما يأتي مِن غير مسألة [1] .

وقال ابن السّمعانيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بعض المشايخ يَقُولُ: كَانَ ابن طاهر يمشي في ليلة واحدة قريبًا مِن سبعة عشر فرسخًا. وكان يمشي عَلَى الدّوام باللّيل والنّهار عشرين فرسخًا [2] .

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا خليل بْن أَبِي الرجاء الرازانيّ، نا محمد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق قَالَ: محمد بْن طاهر كَانَ صوفيا مَلامتّيا، سكن الرَّيّ، ثمّ هَمَذَان. لَهُ كتاب «صَفْوة الصُّوفيّة» [3] . لَهُ أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ الْبُخَارِيّ ومسلم، وغيرهما [4] . شاهدناه بجرجان، ونيسابور. ذكر لي عَنْهُ حديث الإباحة، أسأل الله أن يُجَنّبنا منها، وممن يَقُولُ بها من الرجال والنساء، والأخابث الكحلية من جوانية زماننا، وصوفيّة وقتنا، وأن ينقذنا مِن المعاصي كلّها، وهم قومٌ ملاعين، لهم رموز ورَطَانات، وضلالة، وخذْلان، وإباحات، إنّ قولهم عند فعل الحرام المنع شؤم، والسّراويل حجاب. وحال

[1] تاريخ دمشق، مختصر تاريخ دمشق 22/ 247.

[2]

وزاد ابن السمعاني: سمعت من أثق به يقول: قال عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي، ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة، سريع النسخ، سريع المشي، وقد جمع هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.

[3]

في (المنتظم) و (سير أعلام النبلاء) : «صفوة التصوّف» .

وقال ابن الجوزي: وكان له حفظ الحديث ومعرفة به، وصنّف فيه إلّا أنه صنّف كتابا سمّاه «صفوة التصوّف» يضحك منه من يراه ويعجب من استشهاده على مذاهب الصوفية بالأحاديث التي لا تناسب ما يحتجّ له من نصرة الصوفية. وكان داوديّ المذهب، فمن أثنى عليه فلأجل حفظه للحديث ومعرفته به، وإلّا فالجرح أولى به.

[4]

زاد المؤلّف الذهبي في (سير أعلام النبلاء 19/ 364) .

«قلت: يا ذا الرجل، أقصر، فابن طاهر أحفظ منك بكثير.

ثم قال: وذكر له عنه الإباحة.

قلت: ما تعني الإباحة؟ إن أردت بها الإباحة المطلقة، فحاشا ابن طاهر، وهو- والله- مسلم أثري، معظّم لحرمات الدين، وإن أخطأ أو شذّ، وإن عنيت إباحة خاصّة، كإباحة السماع، وإباحة النظر إلى المرد، فهذه معصية، وقول للظاهرية بإباحيّتها مرجوع» .

ص: 173

المذنبين مِن شربة الخمور والظَّلَمة، يعني خير منهم.

وقال ابن ناصر: محمد بْن طاهر ممّن لَا يُحْتَجّ بِهِ. صنَّف كتابًا في جواز النَّظر إلى المُرْد [1]، أورد فيه حكاية يحيى بْن مَعِين أنّه قَالَ: رَأَيْت جارية بمصر مليحة صلّي الله عَليْهَا.

فقيل لَهُ: تصلّي عليها؟! فقال: صلّى الله عليها وعلى كلّ مليح.

ثمّ قَالَ ابن ناصر: كَانَ يذهب مذهب الإباحة [2] . يعني في النَّظَر إلى المِلاح. وإلّا فلو كَانَ يذهب إلى إباحة مطلَقَة لكان كافرًا، والرجل مُسْلم متَّبِع للأثر، سيّئ. وإن كَانَ قد خالف في أمورٍ مثل جواز السّماع، وقد صنَّف فيه مصنّفًا ليته لَا صنّفه.

وقال ابن السّمعانيّ: سألت عَنْهُ إسماعيل الحافظ، فتوقّف، ثمّ أساء الثّناء عَليْهِ [3] . وسمعت أبا القاسم بْن عساكر يَقُولُ: جمع ابن طاهر أطراف الصّحيحين، وأبي داود، والتّرْمِذيّ، والنَّسَائيّ، وابن ماجه، وأخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشًا. رَأَيْته يخطّ عند أَبِي العلاء العطّار.

وقال ابن ناصر: محمد بْن طاهر كَانَ لُحَنَة وكان يصحّف. قرأ: وإنّ جبينه

[1] تحرّفت في (عيون التواريخ 12/ 27) إلى: «المبرد» .

[2]

المنتظم.

[3]

وقال ابن الجوزي: ثم انتصر له السمعاني، فقال: لعلّه قد تاب.

فوا عجبا ممّن سيرته قبيحة فيترك الذمّ لصاحبها لجواز أن يكون قد تاب، فما أبله هذا المنتصر.

ويدلّ على صحّة ما قاله ابن ناصر من أنه كان يذهب مذهب الإباحة، ما أنبأنا به أبو المعمّر المبارك بن أحمد الأنصاريّ، قال: أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي لنفسه:

دع التصوّف والزهد الّذي اشتغلت

به جوارح أقوام من الناس

وعج على دير داريّا فإنّ به

الرهبان ما بين قسّيس وشمّاس

ثم استمع رنّة الأوتار من رشأ

مهفهف طرفه أمضى من الماس

غنّى بشعر امرئ في الناس مشتهر

مدوّن عندهم في صدر قرطاس

لولا نسيم بذكراكم يروّحني

لكنت محترقا من حرّ أنفاسي

قال المصنّف- رحمه الله: فالعجب من ابن السمعاني قد روي عنه هذه القصيدة، وطعن الأكابر فيه، ثم ردّ ذلك بلا شيء! (المنتظم) .

ص: 174

لَيَتَقَصَّدُ عَرَقًا. بالقاف [1]، فقلتُ: بالفاء، فكابَرَني.

وقال السّلَفيّ: كَانَ فاضلًا يعرف، ولكنه كَانَ لُحَنَة. حكى لي المؤتمن قَالَ: كنّا بهَرَاة عند عَبْد الله الأنصاريّ، وكان ابن طاهر يقرأ ويَلْحَن، فكان الشَّيْخ يحرّك رأسه ويقول: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه.

وَقَالَ ابن طاهر: وُلِدتُ في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ببيت المقدس، وأوّل ما سَمِعْتُ سنة ستّين [2] . ورحلت إلى بغداد سنة سبْعٍ وستّين. ثمّ رجعت إلى بيت المقدس، فأحرمت مِن ثَمّ إلى مكّة.

وقال ابن عساكر: [3] كَانَ ابن طاهر لَهُ مصنَّفات كثيرة، إلّا أنّه كثير الوهْم، وله شِعْر حسن، مَعَ أنّه كَانَ لَا يُحسن النَّحْو. وله كتاب «المختلف والمؤتلف» [4] .

وقال ابن طاهر في «المنثور» [5] : رحلت مِن مصر إلى نَيْسابور، لأجل أَبِي القاسم الْفَضْلُ بْن المحبّ صاحب أَبِي الحُسَيْن الْخَفّاف، فلمّا دخلت عَليْهِ قرأت في أوّل مجلس جزءين مِن حديث أَبِي العبّاس السَّرَّاج فلم [أجد][6] لذلك حلاوة، واعتقدتُ أنّي نلته بغير تعبٍ، لأنّه لم يمتنع علي، ولا طالبني بشيء، وكل حديث من الجزءين يَسْوَى رحلة.

وقال: لمّا قصدت الإسكندرية كَانَ في القافلة مِن رشد إليها رجلٌ مِن أهل الشّام، ولم أدْرِ ما قصْده في ذَلِكَ. فلمّا كانت اللّيلة الّتي كُنَّا في صبيحتها

[1] يريد الحديث الّذي أخرجه البخاري، ومسلم (2333) من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ فيفصم عنّي، وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثّل لي رجلا يكلّمني، فأعي ما يقول. قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه وإنّ جبينه ليتفصّد عرقا.

[2]

التقييد 69.

[3]

في تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 247.

[4]

زاد ابن عساكر: «فيما اتفق لفظه واختلف أصله» .

[5]

تحرّف في (لسان الميزان 5/ 210) إلى «المنشور» .

[6]

إضافة على الأصل يقتضيها السياق.

ص: 175

ندخل الإسكندريّة رحلنا باللّيل، وكان شهر رمضان، فمشيت قُدّام القافلة، وأخذتُ في طريق غير الجادّة، فلمّا أصبح الصّبّاح، كنت عَلَى غير الطّريق بين جبال الرّمْل، فرأيتُ شيخًا في مِقْثأة، فسألته عَنِ الطّريق، فقال: تصعد هذا الرمل، وتنظر البحر وتقصده، فإنّ الطريق عَلَى شاطئ البحر. فصعدت الرمل، ووقعت في قصب الأقلام، وكنت كلّما وجدت قلما مليحا اقتلعته، إلى أن اجتمع مِن ذَلِكَ حزْمة عظيمة، وحمِيَت الشمس وأنا صائم، وكان الصَّيْف.

فتعبت، فأخذت أنتقي الجيّد، وأطرح سواه، إلى أن بقي معي ثلاثة أقلام لم أر مثلها، طول كلّ عُقْدة شِبْرين وزيادة: فقلت إنّ الْإنْسَان لَا يموت مِن حمل هذه. ووصلتُ إلى القافلة المغرب، فقام إليَّ ذَلِكَ الرجل وأكرمني. فلمّا كَانَ في بعض اللّيل رحلت القافلة، فقال لي: إنّ في هذه اللّيلة مُكس، ومعي هذه الفضّة، وعليها العُشر، فإنْ قدرت وحملتها معك، لعلّها تَسْلَم، فعلتَ في حقّي جميلًا.

فقلت: أفعل.

قَالَ: فحملتها ووصلت الإسكندرية وسلمت، ودفعتها إِليْهِ فقال: تحبّ أن تكون عندي، فإنّ المساكنة تتعذّر.

فقلت: أفعل.

فلمّا كَانَ المغرب صلّيت، ودخلت عَليْهِ، فوجدته قد أخذ الثّلاثة الأقلام، وشقّ كلّ واحدٍ منها نصفين، وشدّها شدّة واحدة، وجعلها شبه المسرَجَة وأقعد السَّرَّاج عليها. فلحِقَني مِن ذَلِكَ مِن الغمّ شيءٌ لم يمكنيّ أن آكل الطّعام معه، واعتذرت إليه، وخرجت إلى المسجد، فلمّا صلّيت التّراويح، أقمت في المسجد، فجاءني القيّم وقال: لم تجر العادة لأحدٍ أن يبيت في المسجد.

فخرجت وأغلق الباب، وجلست عَلَى باب المسجد، لا أدري إلى أَيْنَ أذهب، فبعد ساعةٍ عبر الحارس، فأبصرني، فقال لي: مِن أنت؟

فقلت: غريب مِن أهل العِلْم، وحكيت لَهُ القصّة.

فقال: قُم معي. فقمت معه، فأجلسني في مركزه، وثمَّ سراجٌ جيّد، وأخذ يطوف ويرجع إلى عندي، واغتنمت أَنَا السَّرَّاج، فأخرجت الأجزاء، وقعدت

ص: 176

أكتب إلى وقت السَّحَر، فأخرج إليَّ شيئًا مِن المأكول، فقلت: لم تجر لي عادة السُّحُور.

وأقمتُ بعد هذا بالإسكندرية ثلاثة أيّام، أصوم النّهار، وأبيت عنده، واعتذر إليه وقت السَّحَر، ولا يعلم إلى أن سهَّل الله بعد ذَلِكَ وفتح.

وقال: أقمت بِتّنيس مدّةً عَلَى أبي محمد بْن الحدّاد ونُظَرائه، فضاق بي، ولم يبق معي غير درهم، وكنت في ذَلِكَ أحتاج إلى خبز، وأحتاج إلى كاغَذ، فكنت أتردّد إنْ صرفته في الخبز لم يكن لي كاغذ، وإنْ صرفتُهُ في الكاغَذْ لم يكن لي خبز، ومضى على هذا ثلاثة أيّام ولياليهنّ لم أُطْعَم فيها، فلمّا كَانَ بُكْرَةَ اليوم الرابع قلت في نفسي: لو كَانَ لي اليوم كاغَذ لم يمكن أن أكتب فيه شيئًا لما بيَ مِن الْجُوع، فجعلت الدّرهم في فمي، وخرجتُ لأشتري الخبز، فبلغته، ووقع عليّ الضَّحك، فلِقيني أبو طاهر بْن حطامة الصّائغ، المواقيتيّ بها وأنا أصحك، فقال لي، ما أضحك؟

فقلت: خير.

فألحَّ علي وأبيت، فحلف بالطّلاق لَتَصْدُقَنّي لم تضحكْ؟ فأخبرته. وأخذ بيدي، وأدخلني منزله، وتكلَّف لي ذَلِكَ اليوم أطعمة، فلمّا كَانَ وقت صلاة الظُّهر خرجت أَنَا وهو إلى الصّلاة، فاجتمع بِهِ بعض وكلاء عامل تِنّيس، فسأله عنّي، فقال: هُوَ هذا. فقال: إنّ صاحبي منذ شهر أمرني أن أوصل إِليْهِ في كلّ يوم عشرة دراهم، قيمتها ربع دينار، وسهوت عَنْهُ.

قَالَ: فأخذ منه ثلاثمائة درهم، وجاءني وقال: قد سهّل الله رزقًا لم يكن في الحساب. وأخبرني بالقصّة، فقلت: تكون عندك، ونكون عَلَى ما نَحْنُ من الاجتماع إلى وقت الخروج، فإنني وحدي. ففعل. وكان بعد ذَلِكَ يصِلُني ذَلِكَ القدر، إلى أن خرجت مِن البلد إلى الشّام.

وقال: رحلت مِن طوس إلى إصبهان لأجل حديث أبي زُرْعة الرّازيّ الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْهُ في «الصّحيح» [1] ، ذاكَرَني بِهِ بعض الرّحّالة باللّيل، فلمّا

[1] انظر صحيح مسلم، كتاب الرقاق (2739)، باب: أكثر أهل الجنّة الفقراء.

ص: 177

أصبحت شددت عليَّ، وخرجت إلى إصبهان، فلم أحلُلْ عنّي حتّى دخلت عَلَى الشَّيْخ أَبِي عَمْرو، فقرأته عَليْهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْر القطّان، عَنْ أَبِي زُرْعة، ودفع إليَّ ثلاثة أرغفة وكُمّثْراتَيْن، ثمّ خرجتُ مِن عنده إلى الموضع الَّذِي نزلت فيه، وحَللْت عنّي [1] .

وقال: كنت ببغداد في أوّل الرحلة الثّانية مِن الشّام، وكنت أنزل برباط الزّوزنيّ وكان بِهِ صوفيّ يُعرف بأبي النّجم، فمضى علينا ستّة أيام لم نطْعَم فيها، فدخل عليَّ الشَّيْخ أبو عليّ المقدسيّ الفقيه، فوضع دينارًا وانصرف، فدعوتُ بأبي النّجم وقلت: قد فتح الله بهذا، أيّ شيء نعمل بِهِ؟.

فقال: تعبر ذاك الجانب، وتشتري جبزا [2] ، وشِواءً، وحلْواء، وباقِلَّى [3] أخضر، ووردًا [4] ، وخسًا [5] بالجميع، وترجع. فتركت الدّينار في وسط مجلَّدة معي وعبرت، ودخلت عَلَى بعض أصدقائنا، وتحدّثت عنده ساعة، فقال لي:

لأيّ شيءٍ عبرت؟.

فقلت له.

فقال: وأين الدّينار؟

[1] وقال ابن طاهر: كنت يوما أقرأ على أبي إسحاق الحبّال جزءا، فجاءني رجل من أهل بلدي، وأسرّ إليّ كلاما قال فيه: إنّ أخاك قد وصل من الشام، وذلك بعد دخول الترك بيت المقدس، وقتل الناس بها، فأخذت في القراءة، فاختلطت عليّ السطور، ولم يمكني أقرأ، فقال أبو إسحاق: ما لك؟.

قلت: خير.

قال: لا بدّ أن تخبرني. فأخبرته.

فقال: وكم لك لم تر أخاك؟

قلت: سنين.

قال: ولم لا تذهب إليه؟

قلت: حتى أتمّ الجزء.

قال: ما أعظم حرصكم يا أهل الحديث، قد تمّ المجلس، وصلّى الله على محمد، وانصرف.

(سير أعلام النبلاء 19/ 367) .

[2]

في الأصل: «خبز» .

[3]

هكذا في الأصل.

[4]

في الأصل: «وورد» .

[5]

في الأصل: «وخس» .

ص: 178

فظننت أني قد تركته في جيبي، فطلبته فلم أجده، فضاق صدري ونمت، فرأيتُ في المنام كأنّ قائلًا يَقُولُ لي: أليس قد وضعته في وسط المجلَّدة؟ فقمت مِن النّوم، وفتحت المجلَّدة، وأخذت الدّينار، واشتريت جميع ما طلب رفيقي، وحملته عَلَى رأسي، ورجعت إِليْهِ وقد أبطأتُ عليه، فلم أُخبره بشيءٍ إلى أن أكلت، ثمّ أخبرته، فضحك وقال: لو كَانَ هذا الأكل لكنت أبكي.

وقال: كنت ببغداد في سنة سبْعٍ وستّين، فلمّا كَانَ عشيّة اليوم الَّذِي بويع فيه المقتدي بأمر الله دخلنا عَلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق جماعة مِن أهل الشّام، وسألناه عَنِ الْبَيْعة، كيف كانت؟ فحكى لنا ما جرى، ثمّ نظر إليَّ، وأنا يومئذٍ مختطّ، وقال: هُوَ أشبهُ النّاس بهذا. وكان مولد المقتدي في الثاني عشر مِن جمادي الأولى سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة، ومولدي في سادس شوّال مِن هذه السّنة.

قَالَ أبو زُرْعة طاهر بْن محمد بْن طاهر: أنشدني أَبِي لنفسه:

لمّا رَأَيْت فتاة الحيّ قد برزَتْ

مِن الحِطَم تَرُوم السَّعيَ في الظُّلمِ

ضوءُ النّهار بدا مِن ضوء بهجتها

وظُلْمةُ اللّيل مِن مسْوَدّها الفحمِ

خدعتها بكلامِ يُستلَذُّ بِهِ

وإنّما يُخْدع الأحرارُ بالكلمِ

وقال المبارك بْن كامل الخفّاف: أنشدنا ابن طاهر لنفسه:

ساروا بها كالبدر في هودجٍ

يميس محفوفًا بأترابه

فاستعبرتْ تبكي، فعاتَبْتُها

خوفًا مِن الواشي وأصحابه

فقلت: لَا تبكِ عَلَى هالكٍ

بعدَكِ ما [1] يبقى عَلَى ما بِهِ

للموت أبواب، وكلّ الورى

لا بدّ أن تدخل [2] مِن بابه

وأحسنُ الموتِ بأهل الهوى

مِن مات مِن فُرْقة أحبابه

وله:

خلعتُ العِذارَ بلا مِنّةٍ

عَلَى مِن خلعت عليه العذارا

[1] في سير أعلام النبلاء 19/ 371: «لن» .

[2]

في السير: «يدخل» .

ص: 179

وأصبحت حَيْران لَا أرتجي

جَنانًا، ولا أتّقي فيه نارًا [1]

وقال شِيرَوَيْه في «تاريخ هَمَذَان» : محمد بْن طاهر سكن هَمَذَان، وبنى بها دارًا. وكان ثقة، صدوقًا، حافظًا، عالمًا بالصّحيح والسّقيم، حسن المعرفة بالرجال والمُتُون، كثير التّصانيف، جيّد الخطّ، لازمًا للأثر، بعيدًا مِن الفُضول والتّعصُّب، خفيف الرّوح، قويّ السَّير في السَّفَر، كثير الحجّ والعُمْرة. كتب عَنْ عامّة مشايخ الوقت [2] .

[1] عيون التواريخ 12/ 26.

[2]

وقال ياقوت الحموي: وكان كما علمت وقّاعة في كل من انتسب إلى مذهب الشافعيّ، لأنه كان حنبليّا. (معجم الأدباء 14/ 97) في ترجمة «علي بن فضّال المجاشعي» .

وقد علّق الحافظ ابن حجر على قول ياقوت بأن ابن طاهر ما كان حنبليّا، بل هذه صفة ابن ناصر الّذي قال عنه إنه كان يذهب مذهب الإباحة، لأنه كان شافعيا ثم تحنبل وتعصّب، فلعلّ ياقوت انتقل ذهنه من ابن ناصر إلى ابن طاهر. (لسان الميزان 5/ 209) .

وقال ابن خلّكان: كان أحد الرحّالين في طلب الحديث.. وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنّفات ومجموعات تدلّ على غزارة علمه وجودة معرفته.

وصنّف تصانيف كثيرة، منها:«أطراف الكتب الستة» وهي: صحيح البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، و «أطراف الغرائب» تصنيف الدارقطنيّ، وكتاب «الأنساب» في جزء لطيف، وهو الّذي ذيّله الحافظ أبو موسى الأصبهاني، وغير ذلك من الكتب.

وكانت له معرفة بعلم التصوّف وأنواعه، متفنّنا فيه، وله فيه تصنيف أيضا. وله شعر حسن، وكتب عنه غير واحد من الحفّاظ. (وفيات الأعيان 4/ 287) .

وقال ابن نقطة: صنّف كتبا في علوم الحديث، وكانت له معرفة بذلك، وكان مقيما بهمذان ويرحل إلى الحجّ في كل عام، وذكر أنه سافر إلى الحجاز ثلاثين سنة. (التقييد 69) .

وقال ابن السمعاني إن أبا المفاخر الحسن بن سيد الكاتب الرازيّ حمل إليه كتابا لابن طاهر المقدسي سمّاه «اللباب محذوف المسانيد» وذكر أنه سمعه من مصنّفه، فقرأت عليه حديثا، أو حديثين في أوله مسندا. (التحبير 1/ 199، 200) .

وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله في (ميزان الاعتدال 3/ 587) : «ليس بالقويّ، فإن له أوهام كثيرة في تواليفه.

وله انحراف عن السّنّة إلى تصوّف غير مرضيّ، وهو في نفسه صدوق لم يتّهم» .

وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 19/ 368) : أنبئت عن أبي جعفر الطرسوسي، عن ابن طاهر قال: لو أنّ محدّثا من سائر الفرق أراد أن يروي حديثا واحدا بإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوافقه الكلّ في عقده، لم يسلم له ذلك، وأدّى إلى انقطاع الزوائد رأسا، فكان اعتمادهم في

ص: 180

قَالَ شجاع الذُّهْليّ: مات ابن طاهر عند قدومه بغداد من الحجّ يوم الجمعة في ربيع الأوّل [1] .

وقال أبو المُعَمَّر: تُوُفّي يوم الجمعة النّصف من ربيع الأوّل ببغداد [2] .

[ () ] العدالة على صحّة السماع والثقة من الّذي يروى عنه، وأن يكون عاقلا متميّزا.

وعلّق الذهبي على ذلك بقوله:

العمدة في ذلك صدق المسلم الراويّ، فإن كان ذا بدعة أخذ عنه، والإعراض عنه أولى، ولا ينبغي الأخذ عن معروف بكبيرة، والله أعلم.

وقال الحافظ ابن عساكر: أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر لنفسه:

إلى كم أمنّي النفس بالقرب واللقا

بيوم إلى يوم وشهر إلى شهر

وحتّام لا أحظى بوصل أحبّتي

وأشكو إليهم ما لقيت من الهجر

فلو كان قلبي من حديد أذابه

فراقكم أو كان من أصلب الصخر

ولما رأيت البين يزداد والنوي

تمثّلت بيتا قيل في سالف الدهر

متى يستريح القلب والقلب متعب

ببين على بين وهجر على هجر

وقال ابن عساكر: سمعت أبا العلاء الحسن بن علي بن أحمد الهمذاني، يقول: ابتلي محمد بن طاهر بهوى امرأة من أهل الرستق، وكان يسكن قرية على ست فراسخ من همذان، فكان يذهب في كل يوم وليلة اثني عشر فرسخا. (تاريخ دمشق، مرآة الزمان، مختصر تاريخ دمشق) .

وقال ابن عساكر أيضا: جمع أطراف الكتب الستة، فرأيته بخطّه، وقد أخطأ فيه في مواضع خطأ فاحشا.

[1]

قيل: ولما احتضر جعل يردّد هذا البيت:

وما كنتم تعرفون الجفا

فممّن ترى قد تعلّمتم؟!

(المنتظم، مرآة الزمان) .

[2]

هكذا أرّخه ابن عساكر.

وقال ابن خلّكان: توفي عند قدومه من الحج آخر حجّاته يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. وقيل توفي يوم الخميس العشرين من الشهر المذكور. (وفيات الأعيان) .

وقال ابن النجار: أنبأنا ذاكر، عن شجاع الذهلي قال: مات ابن طاهر عند قدومه من الحج من يوم الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. قال: وقرأت في كتاب عبد الله بن أبي بكر ابن الخاضبة أنه توفي في ضحى يوم الخميس العشرين من الشهر، وله حجّات كثيرة على قدميه، وكان له معرفة بعلوم التصوّف وأنواعه، متفنّنا به، ظريفا مطبوعا، له تصانيف حسنة مفيدة في علم الحديث. (سير أعلام النبلاء 19/ 371) .

وقال ابنه أبو زرعة: أنشدنا والدي لنفسه:

يا من يدلّ بقدّه

وبخدّه والمقلتين

ويصول بالصدغ المعقرب

شبه لام فوق عين

ص: 181

196-

محمد بْن أَبِي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق [1] .

الرئيس أبو المظفَّر الأُمَويّ، الْمَعَاويّ، الأبِيَوَرْدِيّ، اللُّغَويّ، الشّاعر المشهور، مِن أولاد عَنْبَسة بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ [2] .

كَانَ أوحد عصره، وفريد دهره في معرفة اللُّغة والأنساب، وغير ذَلِكَ. وله تصانيف كثيرة مثل «تاريخ أَبِيَوردْ ونَسَا» .

وكان حَسَن السّيرة، جميل الأمر، مَنْظرانيا مِن الرجال، وكان فيه تيه

[ () ]

ارحم فديتك مدنفا

وسط الفلاة صريع بين

قتلته أسهمك التي

من تحت قوس الحاجبين

الله ما بين الفرا

ق وبين من أهوى وبيني

وله:

أضحى العذول يلومني في حبّهم

فأجبته والنار حشو فؤادي

يا عاذلي لو بتّ محترق الحشا

لعرفت كيف تفتّت الأكباد

صدّ الحبيب وغاب عن عيني الكرى

فكأنّما كانا على ميعاد

(سير أعلام النبلاء 19/ 370، 371) .

[1]

انظر عن (محمد الأبيوردي) في: الأنساب المتّفقة 134، والأنساب 10/ 496 و 11/ 386، 387، والمنتظم 9/ 176، 177 رقم 291 (17/ 135، 136 رقم 3813) ، ومعجم الأدباء 17/ 234- 266، ومعجم البلدان 1/ 86، والكامل في التاريخ 10/ 500، واللباب 3/ 230، والمحمّدون للقفطي 1/ 36، وإنباه الرواة 3/ 49، 52، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 106، 107، ووفيات الأعيان 4/ 444- 449، وآثار البلاد وأخبار العباد 415، والمختصر في أخبار البشر 2/ 227، والإعلام بوفيات الأعلام 208، وسير أعلام النبلاء 29/ 283- 292 رقم 182، والعبر 4/ 14، وتذكرة الحفاظ 4/ 1241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 37، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 29، 30، وعيون التواريخ 12/ 27- 34، ومرآة الجنان 3/ 196، والبداية والنهاية 12/ 176، وطبقات الشافعية الكبرى 6/ 81- 84، والوافي بالوفيات 2/ 91- 93، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 52، والنجوم الزاهرة 5/ 206، 207، وبغية الوعاة 1/ 40، 41، وتاريخ الخلفاء 431، وكشف الظنون 397- 345، وشذرات الذهب 4/ 18- 20، وديوان الإسلام 1/ 83، 84 رقم 95، والفلاكة والمفلوكين 66، وروضات الجنات 185، وهدية العارفين 2/ 81، 82، وأعيان الشيعة 43/ 261، 262، ومصفّى المقال لآغابزرگ 389، 390، وفهرست الخديوية 4/ 239، 240، 260، والأعلام 6/ 209، ومعجم المؤلفين 8/ 314 وانظر: ديوان الأبيوردي الّذي نشر بيروت سنة 1317 هـ-.، وقد كتب البحّاثة الشيخ محمد بهجة الأثري مقالة عنه في مجلّة الزهراء بمصر 3/ 228- 242، أوضح فيها أن ناشر الديوان أضاف إليه أكثر من عشرين قصيدة ليست من شعر الأبيوردي، بل هي من شعر أبي إسحاق الغزّي.

[2]

انظر نسبه بالكامل في (معجم الأدباء 17/ 234) وقد طوّل فيه.

ص: 182

وتكبُّر. وكان يفتخر بنسَبِه ويكتب: الْعَبْشَميّ الْمَعَاويّ، لا أنّه مِن وُلِد معاوية بْن أبي سُفْيان، بل مِن وُلِد معاوية بْن محمد بْن عثمان بْن عَنْبَسة بْن أَبِي سُفْيان [1] .

وله شِعْرٌ فائق، وقسَّم ديوان شِعْره إلى أقسام، منها العراقيّات، ومنها النَّجْديّات [2] ، ومنها الْوَجْديّات.

وأثنى عليه أبو زكريّا بْن مَنْدَهْ في «تاريخه» بحُسن العقيدة، وحميد الطّريقة، وكمال الفضيلة.

وقال ابن السّمعانيّ: صنَّف كتاب «المختلف» ، وكتاب «طبقات العِلْم» ، «وما اختلف وائتلف مِن أنساب العرب» [3] .

وله في اللُّغة مصنَّفات ما سُبِق إليها.

سَمِعَ: إسماعيل بْن مَسْعدة الإسماعيليّ، وأبا بَكْر بْن خلف الشّيرازيّ، ومالك بْن أحمد البانياسي، وعبد القاهر الْجُرْجانيّ النَّحْويّ.

وسمعتُ غير واحد من شيوخي يقولون: إنّه كَانَ إذا صلّي يَقُولُ: اللَّهمّ ملّكني مشارق الأرض ومغاربها [4] .

وذكره عَبْد الغافر فقال: فَخْر العرب، أبو المظفّر الأبِيَوَرْدِيّ، الكوفنيّ، الرئيس، الأديب، الكاتب، النَّسّابة، مِن مفاخر العصر، وأفاضل الدهر. لَهُ الفضائل الرّائقة، والفصول الفائقة، والتّصانيف المعجزة، والتّواليف المعجبة،

[1] الأنساب 11/ 387.

[2]

الأنساب 11/ 387.

[3]

المنتظم.

[4]

المنتظم. وقال ابن السمعاني إنه سأل أبا عليّ أحمد بن سعيد العجليّ المعروف بالبديع عن دعاء الأبيوردي: أيّ شيء هذا الدعاء؟ فكتب إليّ بهذه الأبيات:

يعيّرني أخو عجل إبائي

على عدمي وتيهي واختيالي

ويعلم أنّني فرط لحيّ

حموا خطط المعالي بالعوالي

فلست بحاصن إن لم أزرها

على نهل شبا الأسل الطّوال

وإن بلغ الرجال مداي فيما

أحاوله فلست من الرجال

قال أبو علي العجليّ: وكنت يوما متكسّرا، فأردت أن أقوم، فعضدني الأبيورديّ وعاونني على القيام، ثم قال: أمويّا يعضد عجليّا. كفى بذلك شرفا. (معجم الأدباء 17/ 237) .

ص: 183

والنَّظْم الَّذِي نسخ أشعار المحدثين، ونسج فيه عَلَى منْوال الْمَعَرّي ومن فوقه مِن المفلِقين. رَأَيْته شابًا قام في درس إمام الْحَرَمَيْن مِرارًا، وأنشأ فَيه قصائد طِوالًا كبارًا، يلفظها كما يشاء زَبَدًا مِن بحر خاطره، كما نشأ ميسّر لَهُ الإنشاء، طويل النَّفَس، كثير الحِفْظ، تلتفت في أثناء كلامه إلى النّثْر والوقائع والاستنباطات الغريبة. خرج إلى العراق، وأقام مدّة يجذب فضله بطبعه، ويشتهر بين الأفاضل كمال فضله، ومتانة طبْعه حتّى ظهر أمره، وعلا قَدره، وحصل لَهُ مِن السّلطان مكانة ونعمة.

ثمّ كَانَ يرشح مِن كلامه نوعُ تشبُّث بالخلافة، ودعوةٌ إلى أتّباع فضله، ادّعاء استحقاق الإمامة. تبيض وساوس الشّيطان في رأسه وتفرّخ، ويرفع الكِبْرَ بأنفه، ويَشْمُخ [1] ، فاضطّره الحال إلى مفارقة بغداد، ورجع إلى هَمَذَان، فأقام بها يدرّس ويفيد، ويصنَّف مدّة.

ومن شِعْره:

وهَيْفاء لَا أُصغي إلى مِن يَلُومُني

عليها، ويُغْريني أن يَعيبَها [2]

أميل بإحدى مُقْلَتَيَّ إذا بَدَتْ

إليها، وبالأُخْرى أُراعي رقيبَها

وقد غَفَلَ الواشي فلم يدْرِ أنّني

أخَذْتُ لعيني مِن سُلَيْمَى نصيبَها [3]

وله:

أكوكبٌ ما أرى يا سَعْد أمْ نارُ

تشُبُّهَا سَهْلَةُ الْخَدَّين مِعْطارُ

بيضاءُ إنّ نَطَقَتْ في الحيّ أو نَظَرَتْ

تَقَاسَمَ الشَّمْس أسماعٌ وأبصارُ

والرَّكْبُ يسيرون والظَّلْماءُ راكدةٌ

كأنَّهُمْ في ضمير اللّيل أسرارُ

فاسْرَعُوا وطُلا الأعناقِ مائلةٌ

حيثُ الوسائدُ للنُّوَّام أكوارُ [4]

عَنْ حمّاد الْحَرّانيّ قَالَ: سمعت السّلفيّ يقول: كان الأبيورديّ- والله-

[1] وقال ابن الجوزي: كان فيه تيه وكبر زائد يخرج صاحبه إلى الحماقة.

[2]

في وفيات الأعيان: «أعيبها» .

[3]

ديوان الأبيوردي 2/ 193، وفيات الأعيان 4/ 446، سير أعلام النبلاء 19/ 287، الوافي بالوفيات 2/ 92، عيون التواريخ 12/ 29.

[4]

سير أعلام النبلاء 19/ 287.

ص: 184

مِن أهل الدّين والخير والصَّلاح والعِفّة [1]، قَالَ لي: والله ما نمت في بيتٍ فيه كتاب الله، أو حديثُ رسول الله، احترامًا لهما أن يبدو منّي شيء لَا يجوز.

أنشدنا أبو الحُسَيْن النُّوبيّ، أَنَا جعفر، نا السّلَفيّ: أنشدنا الأبِيَوَرْدِيّ لنفسه:

وشادنٍ زارني عَلَى عَجَلٍ

كالبدر في صَفْحة الدُّجا لَمَعَا

فلم أزلْ مُوهِنًا لحديثه [2]

والبدْرُ يُصْغي إليّ مُسْتَمِعا

وصلْتُ خدّي بخدّه شَغَفًا

حتى التقى الرَّوْض والغدِيرُ معًا [3]

وقال أبو زكريّا بْن مَنْدَهْ: سُئل الأديب أبو المظفَّر الأبِيَوَرْدِيّ عَنْ أحاديث الصّفات، فقال: نُقِرَّ ونَمُرّ [4] .

وقال أبو الْفَضْلُ بْن طاهر المقدسيّ: أنشدنا أبو المظفَّر الأبِيَوَرْدِيّ لنفسه:

يا مِن يُساجِلُني وُلّيس بمُدْرِكٍ

شأوي، وأين لَهُ جلالةُ مَنْصبي

لا تَتْعَبَنّ فدُونَ ما حاوَلْتَهُ

خَرْطُ الْقَتَادة وامتطاءِ الكواكبِ

والمجدُ يعلمُ أيُّنَا خيرٌ أبًا

فأسالْهُ يعلم [5] أيُّ ذي حَسَبٍ أَبِي

جدّي مُعاويةُ الأَغَرّ سَمَتُ بِهِ

جُرثُومةٌ مِن طِينها خُلِق النَّبِيّ

ورّثْتُهُ [6] شرَقًا رفعتُ مَنَاره

فبنو أُمَيَّة يفخرون بِهِ وبي [7]

وَقِيلَ: إِنَّهُ كتب رقعة إلى الخليفة المستظهر باللَّه، وَعَلَى رأسها: المملوك المعاوي، فحك الخليفة الميم، فصار العاوي، ورد إِلَيْهِ الرقعة [8] .

[1] في السير 19/ 285: «والثقة» .

[2]

في السير: «أحدّثه» .

[3]

السير 19/ 285.

[4]

أي نعترف به ونجيزه.

[5]

هكذا في الأصل هنا، وفي الأصل لسير أعلام النبلاء 19/ 287، أما في الديوان، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي:«تعلم» .

[6]

في الديوان، والأنساب المتّفقة، ومعجم الأدباء، وطبقات السبكي:«وورثته» . والمثبت يتّفق مع: السير.

[7]

الديوان 2/ 252، الأنساب المتّفقة 134، معجم الأدباء 17/ 262، سير أعلام النبلاء 19/ 287، 288، طبقات السبكي 6/ 83.

[8]

الأنساب 11/ 387، المنتظم.

ص: 185

ومن شِعْره:

تنكَّر لي دهري ولم يدر أنّني

أعزّ وأحداث الزّمان تَهُونُ

فبات يُريني الخطْب كيف اعتداؤه

وبِتُّ أريه الصَّبْرَ كيف يكون [1]

ومن شِعْره:

نزلنا بنُعْمان الأراكِ وللنَّدَى

سَقيطٌ بِهِ ابتلَّتْ علينا المطارفُ

فبِتُّ أُعاني الوجْدَ والركْبُ نُوَّمُ

وقد أخَذَتْ منّا السّرَى والتّنائفُ

وإذا خُودًا إنْ دَعاني عَلَى النَّوَى

هواهَا أجابتْهُ الدّموعُ الذَّوارفُ

لها في مَغَاني ذَلِكَ الشّعْبِ منزلٌ

لئنْ أنْكَرَتْه العينُ فالقلبُ عارفُ [2]

وقفتُ بِهِ والدَّمْع أكثرُهُ دَمٌ

كأنيّ مِن جَفْني بنُعمان راعِفُ [3]

أنشدنا أبو الحُسَيْن ببَعْلَبَكّ: أنشدنا أبو الْفَضْلُ الْهَمَذَانيّ: أنشدنا السّلَفيّ: أنشدنا الأبِيَوَرْدِيّ لنفسه:

مِن رَأَى أشباحَ تِبْرٍ

حُشيَتْ رِيقةَ نَحلهْ

فجمعناها بُذُورًا

وقَطَعْناها أهِلَّهْ [4]

توفّي بأصبهان في ربيع الأوّل مسموما [5] .

[1] المنتظم، مرآة الزمان ج 8/ 30، معجم الأدباء 17/ 246، الكامل في التاريخ 10/ 500، وفيات الأعيان 4/ 446، سير أعلام النبلاء 19/ 287، عيون التواريخ 12/ 29، الوافي بالوفيات 2/ 92، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 83، البداية والنهاية 12/ 176، النجوم الزاهرة 5/ 207.

والبيتان في ديوانه 2/ 55.

[2]

إلى هنا في (سير أعلام النبلاء 19/ 287) . وقد ذكر محقّقه الشيخ شعيب الأرنئوط: إنّ هذه الأبيات لم ترد في الديوان.

أقول: بلى هي في ديوانه.

[3]

في الديوان: «كأني في عيني بنعمان رافع» . (انظر المخطوط- ورقة 10 أ) ، عيون التواريخ 12/ 30.

[4]

سير أعلام النبلاء 19/ 288.

[5]

وقال أحمد بن سعد العجليّ: كان السلطان نازلا على باب همذان، فرأيت الأديب الأبيوردي راجعا من عندهم، فقلت له: من أين؟ فأنشأ يقول ارتجالا:

ركبت طرفي فأذرى دمعه أسفا

عند انصرافي منهم مضمر الياس

ص: 186

_________

[ () ]

وقال: حتّى م تؤذيني فإن سنحت

حوائج لك فاركبني إلى الباس

(المنتظم) ، (الكامل في التاريخ 10/ 500) .

وقال ابن الهبّارية الشاعر في موت الأبيوردي:

قد نزلت بي نزلة صبعة

أصبحت منها اليوم في جهد

يسيل من أنفي على شاربي

شيء ولا عرض أبي سعد

وقال أيضا:

كأنّ في رأسي، ولا رأس لي،

من نتنه شعر الأبيوردي

(خريدة القصر- قسم العراق- ج 2/ 87) .

وحكي أنه كان من أبيورد، ولم يعرف له هذا النسب، وأنه كان ببغداد في خدمة مؤيّد الملك ابن نظام الملك، فلما عادى مؤيّد الملك عميد الدولة بن منوجهر ألزمه أن يهجوه ففعل، فسعى عميد الدولة إلى الخليفة بأنه قد هجاك ومدح صاحب مصر، فأبيح دمه، فهرب إلى همذان واختلق هذا النسب حتى ذهب عنه ما قرف به من مدح صاحب مصر.

وسمع سنقر كفجك بخبره، فأراد أن يجعله طغرائيّ الملك أحمد، فمات أحمد، فرجع إلى أصفهان بحال سيّئة، وبقي سنين يعلّم أولاد زين الملك برسق، ثم شرح سنقر الكفجك للسلطان محمد ذلك، وأعطاه أشراف المملكة، وكان يدخل مع الخطير، وأبي إسماعيل، والمعين، وشرف الدين. (معجم الأدباء 17/ 234، 235) .

وقال العماد الأصبهاني في (خريدة القصر) :

الأبيوردي، تولّي في آخر عمره أشراف مملكة السلطان محمد بن ملك شاه، فسقوه السّمّ وهو واقف عند سرير السلطان، فخانته رجلاه، فسقط وحمل إلى منزله، فقال:

وقفنا بحيث العدل مدّ رواقه

وخيّم في أرجائه الجود والبأس

وفوق السرير ابن الملوك محمد

تخرّ له من فرط هيبته الناس

فخامرني ما خانني قدمي له

وإن ردّ عيني نفرة الجأش إيناس

وذاك مقام لا نوفّيه حقّه

إذا لم ينب فيه عن القدم الرأس

لئن عثرت رجلي فليس لمقولي

عثار وكم زلّت أفاضل أكياس

قال العماد: وكان- رحمه الله عفيف الذيل، غير طفيف الكيل، صائم النهار، قائم الليل، متبحّرا في الأدب، خبرا بعلم النسب.

وقال ياقوت: «وله تصانيف كثيرة منها: كتاب تاريخ أبيورد ونسا، كتاب المختلف والمؤتلف، كتاب قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان، كتاب نهزة الحافظ، كتاب المجتبى من المجتنى في رجال، كتاب أبي عبد الرحمن النسائي في السنن المأثورة وشرح غريبه، كتاب ما اختلف وائتلف في أنساب العرب، كتاب طبقات العلم في كل فن، كتاب كبير في الأنساب، كتاب تعلّة المشتاق إلى ساكني العراق، كتاب كوكب المتأمّل يصف فيه الخيل، كتاب تعلّة المقرور في وصف البرد والنيران وهمذان، كتاب الدرّة الثمينة، كتاب صهلة القارح، رد فيه على المعرّي وسقط الزند» .

وقال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: سمعت الأبيوردي يقول: كنت ببغداد عشرين سنة

ص: 187

197-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الله بْن محمد بْن الحجاج بْن مندوَيْه [1] .

أبو منصور الإصبهاني، الشُّرُوطيّ، المعدّل.

سَمِعَ: أبا نُعَيْم.

روى عَنْهُ: أبو موسى الْمَدِينيّ، وقال: تُوُفّي في الثّامن، وقيل السّادس، والعشرين مِن جُمَادَى الآخرة.

198-

محمد بْن عيسى بْن محمد اللَّخْميّ [2] .

أبو بَكْر الأندلسيّ، الشّاعر، المعروف بابن اللّبّانة الدّانيّ.

كَانَ مِن جِلّة الأُدباء وفحول الشّعراء، مَعِين الطّبع، واسع الذَّرْع، عزيز الأدب، قويّ العارضة، متصرّفًا في البلاغة.

لَهُ تصانيف. لَهُ كتاب «مناقل الفتنة» ، وكتاب «نَظْم السُّلوك في وعظ الملوك» ، وكتاب «سقيط الدّرّ ولقيط الزّهر» في شِعْر ابن عبّاد، ونحو ذلك. وديوان شعره موجود.

[ () ] حتى أمرّن طبعي على العربية، وبعد أنا أرتضخ لكنة. (معجم الأدباء 16/ 244) .

وقد طوّل ياقوت ترجمته، فذكر مزيدا من أخباره وأشعاره.

ووقع في المطبوع من (وفيات الأعيان 4/ 449)، وكانت وفاة الأبيوردي المذكور بين الظهر والعصر يوم الخميس العشرين من ربيع الأول سنة سبع وخمسين وخمسمائة بأصبهان مسموما! والصواب: سنة سبع وخمسمائة.

«أقول» : ذكره ابن السمعاني مرتين، إحداهما في مادّة «الأبيوردي» ، بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة، وفتح الواو، وسكون الراء، ودال مهملة، نسبة إلي الأبيورد، ويقال لها: أبا ورد، وباورد، وهي من بلاد خراسان بين سرخس ونسا.

والأخرى، في مادّة:«الكوفني» بضم الكاف، وسكون الواو، وفتح الفاء، وفي آخرها النون.

هذه النسبة إلى كوفن، وهي بليدة صغيرة على ستة فراسخ من أبيورد.

[1]

لم أجده.

[2]

انظر عن (محمد بن عيسى) في: تكملة الصلة 145، وقلائد العقيان 282- 290، والحلّة السيراء 2/ 35، 53، 58، 66، 68، 71، 87، 91، 173، ووفيات الأعيان 5/ 27، والعبر 4/ 15، وعيون التواريخ 12/ 34- 41، والبيان المغرب 2/ 409، ومرآة الجنان 3/ 197، والمعجب 143، وفوات الوفيات 2/ 514، والوافي بالوفيات 4/ 297، وشذرات الذهب 4/ 20، وكشف الظنون 7993 1963، وإيضاح المكنون 1/ 218 و 2/ 562، وهدية العارفين 2/ 83، ومعجم المؤلفين 11/ 108.

ص: 188

أخذ عَنْهُ: أبو عَبْد الله بْن الصَّفّار.

وتُوُفّي بمَيُورقَة.

وقد سُقْتُ من شِعْره في ترجمة المعتمد بْن عبّاد. وكان مِن كبراء دولة محمد بن صمادح.

وهو القائل في صاحب مَيُورقَة مبشّر العامريّ:

وضَحتْ وقد فضحتْ ضياءَ النّيّر

فكأنّما التحفتُ ببشِرْ مبشّر

وتبسّمتْ عَنْ جوهرٍ فحسِبْتُهُ

ما قلّدته محامدي مِن جوهر

وتكلَّمتْ فكان طِيبُ حديثها

متعب منه بطيب مسك وأذفر

هزّت بنَغَمة لفْظِها نفسي، كما

هزّت بذِكراه أعالي المِنْبرِ

ولثمت فاها فاعتقدت بأنّني

مِن كفّه سوّغت لثْم الخِنْصَر

بمعاطِف تحت الذّوائب خِلْتُها

تحت الخوافق ما لَهُ مِن سمْهَرِي

ملك أزِرّة بُردِه ضُمّت عَلَى

بأس الوصيّ وعزْمة الإسكندر

وهي طويلة [1] .

199-

محمد بْن محمد بْن أحمد بْن محمد [2] .

الآبنُوسي، أبو غالب بن أبي الحسين.

روى عن أبيه.

[1] وقال ابن الأبّار:

من بني المنذرين وهو انتساب

زاد في فخره بنو عبّاد

فتية لم تلد سواها المعالي

والمعالي قليلة الأولاد

(الحلّة السيراء 2/ 35) .

وكتب ابن اللبّانة إلى عزّ الدولة لما توفي أبوه المعتصم وخلع هو وسائر إخوته وقد وافاه منتجعا:

يا ذا الّذي هزّ أمداحي بحليته

وعزّه أن يهزّ المجد والكرما

واديك لا زرع فيه كنت تبذله

فخذ عليه لأيام المنى سلما

فوجّه إليه بما أمكنه، وكتب معه:

المجد يخجل من يفديك في زمن

ثناه عن واجب البرّ الّذي علما

فدونك النزر من مصف مودّته

حتى يوفيك أيام المنى السّلما

(الحلّة 2/ 91، 92) .

[2]

لم أجده.

ص: 189

وعنه: المُعَمَّر بْن أحمد، وأبو طاهر السّلَفيّ.

مات في شوّال، وله ثمانون سنة.

200-

محمد بْن مكّيّ بْن دُوَسْت [1] .

أبو بَكْر البغداديّ.

يروي عَنْ: أَبِي محمد الجوهريّ، والقاضي أَبِي الطَّيّب.

وعنه: السّلَفيّ، وابن خُضَيْر [2] .

201-

محمد بْن وهبان [3] .

أبو المكارم البغداديّ.

روى عَنْ: أَبِي الطَّيّب الطَّبَريّ، وأبي محمد الجوهريّ.

تُوُفّي في صَفَر.

روى عَنْهُ: المبارك بْن كامل.

202-

المفضَّل بْن عَبْد الرّزّاق [4] .

سديد الدّين، أبو المعالي الإصبهانيّ، صاحب ديوان الحسن ببغداد.

ولد بعد الأربعين وأربعمائة.

وتفقه عَلَى: أبي بَكْر محمد بْن ثابت الخُجَنْديّ.

وولي ديوان العرض، ورأى مِن الجاه والمال ما لم يكن لعارض.

قِدم بغداد مع السّلطان بركياروق سنة أربع وتسعين وأربعمائة فأقام بها، فسفر لَهُ أبو نصر بْن الْمَوْصِلايا كاتب الإنشاء في الوزارة، وطلب، وخلع عَليْهِ خِلَع الوزارة.

وكان ابن الْمَوْصلايا يجلس إلى جانبه فيسدّه، لأنه كَانَ لَا يعرف الاصطلاح، ثمّ عُزِل بعد عشرة أشهر. وكانت حاشيته سبعين مملوكًا مِن الأتراك، فاعتُقِل بدار الخلافة سنةً، ثمّ أطلق بشفاعة بركياروق، فتوجّه إلى

[1] انظر عن (محمد بن مكي) في: المنتظم 9/ 179 رقم 296 (17/ 138 رقم 3818) .

[2]

وقال ابن الجوزي: ولد سنة سبع وعشرين وأربعمائة.. وكان سماعه صحيحا.

[3]

لم أجده.

[4]

انظر عن (المفضل بن عبد الرزاق) في: الكامل في التاريخ 10/ 329.

ص: 190

المعسكر، فولّاه السّلطان الاستيفاء، ثمّ صودر، وجَرَت لَهُ أمور.

تُوُفّي في ربيع الأوّل. ورخّه أبو الْحَسَن الْهَمَذَانيّ.

203-

مَلَكَةُ بنتُ دَاوُد بْن محمد [1] .

الصُّوفيّة، العالمة.

سَمِعْتُ بمصر سنة اثنتين وخمسين مِن الشّريف أحمد بْن إبراهيم بْن ميمون الحُسَينيّ. وبمكة مِن كريمة.

وسكنت مدّة بدُوَيْرة السُّمَيْساطيّ بدمشق.

سَمِعَ منها: غيث بْن عليّ، وقال: سألتها عَنْ مولدها، فذكرت انّه عَلَى ما أخبرتها أمُّها في ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعمائة، بناحية جَنْزة، ونشأت بتَفْلِيس.

توفيت بشوال سنة سبْعٍ، ولها مائة وخمسُ سِنين.

قَالَ ابن عساكر: أجازت لي، وحضرتُ دفْنَها بمقبرة باب الصّغير.

204-

المؤتمن بْن أحمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عبد الله [2] .

الحافظ أبو نصر الرَّبَعيّ، الدَّيْرعَاقُوليّ، ثمّ البغداديّ، المعروف بالسّاجيّ. أحد أعلام الحديث.

حافظ كبير، متقْن، حُجّة، ثقة، واسع الرحلة، كثير الكتابة، ورع، زاهد.

[1] انظر عن (ملكة بنت داود) في: تاريخ دمشق (تراجم النساء) 393 رقم 111.

[2]

انظر عن (المؤتمن بن أحمد) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 497- 499، والمنتظم 9/ 179، 180 رقم 297 (17/ 138، 139 رقم 3819) ، وخريدة القصر 1/ 287، والكامل في التاريخ 10/ 500، ومختصر طبقات علماء الحديث (مخطوط) ، ورقة 223، والعبر 4/ 15، والإعلام بوفيات الأعلام 208، وسير أعلام النبلاء 19/ 308- 311 رقم 195، والمعين في طبقات المحدّثين 149 رقم 1617، ودول الإسلام 2/ 36، وتذكرة الحفاظ 4/ 1246- 1248، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 234، 235، وعيون التواريخ 12/ 43، ومرآة الجنان 3/ 197، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 313، والبداية والنهاية 12/ 7178 والإعلام بتاريخ أهل الإسلام لابن قاضي شهبة (مخطوط) حوادث 507 هـ-.، وطبقات الحفاظ 453، ولسان الميزان 6/ 109، 110، وشذرات الذهب 4/ 20، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم الثاني) ج 4/ 226، 267 رقم 1281، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 177 رقم 1020.

ص: 191

سَمِعَ: أبا الحُسَيْن بْن النّقور، وعبد العزيز بْن علي الأنْماطيّ، وأبا القاسم ابن البُسْريّ، وأبا القاسم عَبْد الله بْن الخلّال، وأبا نصر الزَّيْنَبيّ، وإسماعيل بْن مَسْعَدة، وخلْقًا ببغداد.

وأبا بَكْر الخطيب بصور، وأبا عثمان بْن ورقاء ببيت المقدس، والحسن بْن مكّيّ الشّيرازيّ بحلب.

ولم أره سَمِعَ بدمشق، ولا كأنّه رآها. ودخل إلى إصبهان فسمع: أبا عَمْرو عَبْد الوهّاب بْن مَنْدَهْ، وأبا منصور بْن شكروَيْه، وطبقتهما.

وبنَيْسابور: أبا بَكْر بْن خلف.

وبهَراة: أبا إسماعيل الأنصاريّ، وأبا عامر الأزْديّ، وهؤلاء وأبا عليّ التستريّ وجماعة بالبصرة.

ثمّ سَمِعَ ببغداد ما لَا يُحْصَر، ثمّ تزهّد وانقطع.

روى عَنْهُ: سَعْد الخير الأنصاريّ، وأبو الْفَضْلُ بْن ناصر، وأبو المُعَمَّر الأنصاريّ، ومحمد بْن محمد السّنْجيّ، وأبو طاهر السّلَفيّ، وأبو سعد البغداديّ، وأبو بَكْر بْن السّمعانيّ، ومحمد بْن عليّ بْن فولاذ، وطائفة.

قَالَ ابن عساكر: سَمِعْتُ أبا الوقت عَبْد الأوّل يَقُولُ: كَانَ الإمام عَبْد الله بْن محمد الأنصاريّ إذا رَأَى المؤتمن يَقُولُ: لَا يمكن أحد أن يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما دام هذا حيا. حدَّثني أخي أبو الحُسَيْن هبة الله قَالَ: سَأَلت السّلَفيّ، عَنِ المؤتمن السّاجيّ، فقال: حافظ متقن، لم أر أحسن قراءةً منه للحديث، تفقَّه في صباه عَلَى الشَّيْخ أبي إِسْحَاق، وكتب «الشامل» ، عَنِ ابن الصَّبّاغ بخطّه، ثمّ خرج إلى الشّام، فأقام بالقدس زمانًا. وذكر لي أنّه سَمِعَ مِن لفظ أَبِي بَكْر الخطيب حديثًا واحدًا، بصور، غير أَنَّهُ لم يكن عنده نسخة. وكتب ببغداد كتاب «الكامل» لابن عَدِيّ، عَنِ ابن مَسْعَدة الإسماعيليّ، وكتب بالبصرة السُّنَن عَنِ التُّسْتَرِيّ. وانتفعت بصُحبته ببغداد، ونُعي إليَّ وأنا بثغر سَلَمَاس، وصلّينا عَليْهِ صلاة الغائب يوم الجمعة.

ص: 192

وقال أبو النَّضْر الفاميّ: [1] أقام المؤتمن بهَرَاة نحو عشر سنين، وقرأ الكثير، وكتب «الجامع» للتّرْمِذيّ ستٌّ كرّات. وكان فيه صَلَفُ نفْسِ، وقناعة، وعفّة واشتغال بما يعنيه.

وقال أبو بَكْر مُحَمَّد بْن مَنْصُور السّمعانيّ: ما رَأَيْت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين: المؤتمن السّاجيّ ببغداد، وإسماعيل بْن محمد التَّيْميّ بإصبهان.

وسمعت المؤتمن يَقُولُ: سَأَلت عَبْد الله بْن محمد الأنصاريّ، عَنْ أَبِي عليّ الخالديّ، فقال: كَانَ لَهُ في الكذب قصّة، ومن الحِفْظ حِصّة.

وقال السّلَفيّ: لم يكن ببغداد أحسن قراءةً للحديث منه، يعني السّاجيّ، كَانَ لَا يملّ قراءته وإن طالت. قرأ لنا عَلَى أَبِي الحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ كتاب «الفاضل» [2] للرّامَهُرْمُزِيّ في مجلس.

وقال يحيى بْن مَنْدَهْ الحافظ: قِدم المؤتمن السّاجيّ إصبهان، وسمع مِن والدي كتاب «معرفة الصّحابة» وكتاب «التّوحيد» و «الأمالي» ، و «حديث ابن عُيَيْنَة» لجدّي، فلمّا أخذ في قراءة «غرائب شُعْبَة» بلغ إلى حديث عُمَر في لبْس الحرير فلمّا انتهى إلى آخر الحديث كَانَ الوالد في حال الانتقال إلى الآخرة، وقضى نحْبه عند انتهاء ذَلِكَ بعد عشاء الآخرة. هذا ما رأينا وشاهدنا وعَلِمْنا. ثمّ قدم أبو الْفَضْلُ محمد بْن طاهر سنة ستّ وخمسمائة، وقرأنا عَليْهِ جزءًا مِن مجموعاته، وقرأ عَليْهِ أبو نصر اليُونارتيّ جزءًا مِن الحكايات فيه. سَمِعْتُ أصحابنا بإصبهان يقولون: إنّما تَمَّم المؤتمن السّاجيّ كتاب «معرفة الصّحابة» عَلَى أَبِي عَمْرو بعد موته، وذلك أنّه كَانَ يقرأ عَليْهِ وهو في النَّزْع، ومات وهو يقرأ عَليْهِ. وكان يُصاح بِهِ: نريد أن نغسّل الشَّيْخ.

قَالَ يحيى: فلمّا سَمِعْتُ هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب أن

[1] تحرّفت في (تذكرة الحفاظ) إلى: «أبي نصر الناهي» .

[2]

اسمه بالكامل: «المحدّث الفاصل بين الراويّ والواعي» للحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزيّ القاضي المتوفى سنة 360 هـ-. وهو مطبوع بتحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب.

ص: 193

تصلح هذا، فإنه كذِب وزور. وكتب اليُونارتيّ في الحال عَلَى حاشية النّسخة صورة الحال. وأمّا قراءة «معرفة الصّحابة» فكان قبل موت الوالد بشهرين. وكان المؤتمن والله، متورعًا، زاهدًا، صابرًا عَلَى الفقر، رحمه الله.

وقال أبو بَكْر محمد بْن فولاذ الطَّبَريّ: أنشدنا المؤتمن لنفسه.

وقالوا كُنْ لنا خَدْنًا وخِلًا

ولا والله أفعل ما شاءوا

أُحابيهم ببعضي أو بكلّي

وكيف وجلّهم نعَمٌ وشاءُ

وقال ابن ناصر: سَأَلت المؤتمن عَنْ مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وتوفّي في صَفَر سنة سبْعٍ. وصلّيت عَليْهِ. وكان عالمًا، فهْمًا، ثقة، مأمونًا [1] .

205-

مودود بْن ألْتُونكين [2] .

سلطان الموصل.

[1] وقال ابن الجوزي: وكان حافظا، عارفا بالحديث معرفة جيّدة، خصوصا المتون، وكان حسن القراءة والخط، صحيح النقل، وما زال يسمع ويستفيد إلى أن مات.

كان فيه صلف نفس وقناعة وصبر على الفقر، وصدق وأمانة وورع. حدّثنا عنه أشياخنا، وكلّهم وصفه بالثقة والورع. وقد طعن فيه محمد بن طاهر المقدسي، والمقدسي أحقّ بالطعن، وأين الثريّا من الثّرى؟ (المنتظم) .

وقال السّلَفيّ: لم يكن ببغداد أحسن قراءةً للحديث من المؤتمن الساجي، كان لا يملي قراءته وإن طالت. قال ابن محاسن البغدادي: أنبأنا ذاكر بن كامل، عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، قال: ورأيت أنا من تساهله- يعني أبا نصر الساجي- أنّا كنا بنيسابور سنة ثمان وسبعين، وكنا نحضر مجلس أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، وكان لكل واحد منا نوبة يقرأ فيها. فظهر سماع الشيخ في الجزء الثاني من تفسير سفيان بن عيينة، فقرأنا عليه.

فلما كان يوم نوبتي أخذ في قراءة الأول من التفسير. فقلت له: وجدت السماع في الأول؟.

قال: لا. قلت: فلم تقرأه؟ قال: تراه سمع الثاني ولم يسمع الأول، فذكرت ذلك للشيخ، فمنعه من القراءة. (المستفاد) .

[2]

انظر عن (مودود) في: التاريخ الباهر 18، 19، وبغية الطلب (القسم الخاص بتراجم السلاجقة) 146- 148، 160، 161، 266، 354، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 50، 51، والمختصر في أخبار البشر 2/ 226، والدرّة المضيّة 476، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري 199، وغيره.

وقد تقدّمت مصادر أخرى عن أخباره في الحوادث.

ص: 194