الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنه: موفّق الدّين الحنبليّ، والبهاء عبد الرّحمن، والحافظ الضّياء، وعبد الرحمن بن أبي حرميّ المكّيّ، وآخرون.
وتوفّي في سابع شوّال.
ولم يكن من بانياس، وإنّما خزن مرّة رزّا كثيرا من بانياس، فكان الرّزّازون يَقُولُ أحدهم: اذهبوا بنا نشتري منَ البانياسيّ. وَإِلَيْهِ يُنسبُ الدَّرْب الَّذِي فِي الكَتّانيّين.
-
حرف الميم
-
32-
مُحَمَّد بْن الملك أسد الدين شيركوه بْن شاذي بْن مَرْوَان [1] .
الملك القاهر ناصر الدّين، صاحب حمص، ابن عم صلاح الدّين.
تُوُفّي بحمص يوم عَرفة، وقت الوقفة، بمرضٍ حادّ مزعج، وتملَّك حمصَ بعدَه ولده الملك المجاهد أسد الدّين شِيركُوه فطالت أيّامه.
وكان السّلطان صلاح الدّين قَدْ مرض فِي هَذِهِ السّنة بحرّان فِي شوّال حَتَّى اشتدّ مرضه وأوصى، فسار من عنده ناصر الدّين مُحَمَّد واجتاز بحلب، وأخذ جماعة منَ الأحداث وأعطاهم مالا ووعدهم، وقِدم حمصَ فكاتبَ أَهْل دمشق بأن تكون لَهُ دمشق إن مات ابن عمّه.
ثُمَّ عوفي صلاح الدّين.
وقيل إنَّه سكر فقتله الخمر، وقيل ابن عمّه سقاه سُمًّا، ونقلته زوجته بِنْت عمّه ستّ الشّام بِنْت أيّوب إلى تربتها بمدرستها الشّامية بظاهر دمشق، ودفنته عند أخيها شمس الدّولة توران شاه.
[1] انظر عن (محمد بن أسد الدين) في: زبدة الحلب 3/ 83، ومفرّج الكروب 2/ 174، وديوان ابن الدهان 86، والروضتين 2/ 77، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 385، 386، والدرّ المطلوب 80، وسير أعلام النبلاء 21/ 143، 442 رقم 72، والعبر 5/ 246، ودول الإسلام 2/ 92، والبداية والنهاية 12/ 316، والوافي بالوفيات 3/ 154، والعسجد المسبوك 2/ 195، والسلوك ج 1 ق 1/ 90، والنجوم الزاهرة 6/ 99، وشذرات الذهب 4/ 273.
وكان موصوفا بالشّجاعة والإقدام، لَهُ نفْسٌ أَبيَّة، وهمّة أيّوبيَّة.
قَالَ ابن واصل: شرب خمرا فأكثر منها فأصبح ميتا. فأقطع السّلطان لولده الملك المجاهد وله اثنتا عشرة سنة، فتملّك حمص بضْعًا وخمسين سنة.
وذُكِر العماد الكاتب أنّ التَّرِكَة بلغت ما قيمته ألف ألف دينار.
33-
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الوهَّاب بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ [1] .
الحافظ أَبُو سعْد الأصبهانيّ، الصّائغ.
وُلِد سنة سَبْعٍ وتسعين وأربعمائة.
وسمع من: أَبِي القاسم غانم البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد، وحمزة بْن الْعَبَّاس العَلَويّ، وجَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثَّقَفيّ، وصاعد بْن سيّار الدّهان، وأبي عدنان مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، وطائفة.
ورحل إلى الجبال، وفارس، وخُوزستان. وسمع بَهَمَذَان من:
جُميع بْن الْحَسَن، وأبي طاهر مُحَمَّد بْن عَبْد الغفّار، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الحافظ.
سَمِع بشيراز من: أَبِي مَنْصُور عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الخطيب، وأبي الفتح هبة اللَّه بْن الْحَسَن، وجماعة.
وَسَمِع بالأهواز من: أَبِي القاسم عبد الْعَزِيز بْن الْحُسَيْن.
وحدَّث وخرَّج. وَقَدْ كتب عَنْهُ من أماليه الحافظ أَبُو سعد السّمعانيّ.
وروى عَنْهُ: الحافظ عَبْد الغنيّ، والفقيه أَبُو نزار ربيعة اليمنيّ.
وبالإجازة: كريمة، وابن اللَّتّيّ.
وتُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ذِي القعدة.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الواحد) في: المعين في طبقات المحدّثين 179 رقم 1905، والإعلام بوفيات الأعلام 240، والعبر 4/ 246، وسير أعلام النبلاء 21/ 129، 130، رقم 64، والنجوم الزاهرة 6/ 101، وشذرات الذهب 4/ 273.
34-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] .
أَبُو الفوارس، العجليّ، اليعقوبيّ.
ولد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وسمع من: مُحَمَّد بْن طِراد، وعَلِيّ بْن الصّبّاغ.
وحدَّث.
35-
مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر عُمَر بْن أَبِي عِيسَى أَحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد [2] .
الحافظ الكبير أَبُو مُوسَى المدينيّ، الأصبهانيّ.
صاحب التّصانيف وبقيَّة الأعلام.
وُلِد فِي ذِي القعدة سنة إحدى وخمسمائة.
وسَمِع حضورا فِي سنة ثلاثٍ باعتناء والده من: أَبِي سعد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المطرِّز، ومات المطرّز في شوّال سنة ثلاث وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن مندويه الشّروطيّ، وغانم
[1] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 132 رقم 360.
[2]
انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: الروضتين 2/ 68، ووفيات الأعيان 4/ 286، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 2/ 98- 100 رقم 311، والمختصر المحتاج إليه 1/ 83- 85، والمختصر في أخبار البشر 3/ 70، والعبر 4/ 246، ودول الإسلام 2/ 92، وسير أعلام النبلاء 21/ 152- 159 رقم 78، والمعين في طبقات المحدّثين 179 رقم 1906، وتذكرة الحفاظ 4/ 1234- 1236، والإعلام بوفيات الأعلام 240، وتاريخ ابن الوردي 2/ 95، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 30، 31 رقم 23، ومرآة الجنان 3/ 423، 440، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 90، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 439، 440، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) 142 ب، 143 أ، والبداية والنهاية 12/ 318، والوافي بالوفيات 4/ 246، 247، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 373، 374 رقم 342، وغاية النهاية 2/ 215، 216، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 21، والنجوم الزاهرة 6/ 101، وتاريخ الخلفاء 457، وشذرات الذهب 4/ 373، وكشف الظنون 89، وإيضاح المكنون 1/ 472، وهدية العارفين 2/ 100، وديوان الإسلام 4/ 196، 197 رقم 1927، والأعلام 6/ 313، ومعجم المؤلفين 11/ 76.
وقد أضاف محقّقا سير أعلام النبلاء الدكتور بشار عوّاد معروف، والدكتور محيي هلال السرحان إلى المصادر كتابي:«الأنساب» لابن السمعاني، و «اللباب» لابن الأثير، وليس فيهما ذكر لصاحب الترجمة، فليراجع.
البُرْجيّ، وأبي عليّ الحدّاد، وأبي الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه خوروست، وأبي الفتح مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّرابيّ بليزة، وأبي الرجاء مُحَمَّد بْن أَبِي زَيْد الجردانيّ، ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن المطهّر العدنانيّ، وأبي الفضل مُحَمَّد بْن طاهر الحافظ، ومُحَمَّد بْن الفضل القرابيّ القصّار، وأبي الرجاء أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن مَنْدَهْ، وإِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَبروَيْه، وإِبْرَاهِيم بْن عَبْد الواحد بْن أَبِي ذرّ الصّالحانيّ، وإِسْمَاعِيل بْن الفضل الإخشيد، وأبي القاسم إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الفضل الحافظ وبه تخرَّج وَهُوَ أستاذه، وإسحاق بْن أَحْمَد الراشتينانيّ [1] ، وتميم بْن عَلِيّ الواعظ، وجَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثَّقَفيّ، وحمزة بْن الْعَبَّاس العَلَويّ، وأبي شكر حمد بْن عَلِيّ الحبّال، وحبيب بْن أَبِي مُسْلِم الزَّاهد، ورجا بْن إِبْرَاهِيم الخباز، وطَلْحَة بْن الْحُسَيْن الصّالحانيّ، وطاهر بْن أَحْمَد البزّار، وأبي نَهْشَل عَبْد الصّمد بْن أَحْمَد العنْبري، وعبد الكريم بْن عَلِيّ بْن فُورجة، وعَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الدَّشْتَج، وعُثْمَان بْن عَبْد الرحيم اللّبيكيّ النَيْسابوريّ، وعليّ بْن عَبْد اللَّه النَيْسابوريّ الواعظ يرويان عَنِ ابن مسرور، وغانم بْن عَلِيّ العَطَّار مشكة، ومحمود بن إسماعيل الصّيرفيّ الأشقر، ونصر بن أبي القاسم الصّبّاغ، ونوشروان بن شيرزاد الدّيلميّ، وهبة الله بن الحسن الأبرقوهيّ، وهبة الله بن الحصين، سَمِع منه «المسند» ، وهبة اللَّه بن الطّبر الحريريّ، وهادي بْن إِسْمَاعِيل العَلَويّ، والهيثم بْن مُحَمَّد المعدانيّ، ويحيى بْن عَبْد الوهَّاب بْن مَنْدَهْ الحافظ، وخُجسْتَه بِنْت عَلِيّ بْن أَبِي ذرّ، ودَعْجاء بِنْت أَبِي سهل الكاغديّ، وفاطمة الْجُوزدانيَّة، وأبي العزّ بْن كادش، وخلْق كثير ببلده، وببغداد، وهَمَذَان.
وصنّف التّصانيف النَّافعة. وكان واسع الدّائرة فِي معرفة الْحَدِيث، وعلله، وأبوابه، ورجاله، وفنونه، ولم يكن فِي وقته أحدٌ أحفظ منه، ولا أعلم، ولا أعلى [2] سندا ممّن يعتني بهذا الشّأن.
[1] الراشتيناني: الشين معجمة ثم التاء المثنّاة من فوقها وياء آخر الحروف ساكنة ونون وآخره نون، من قرى أصبهان. (معجم البلدان) .
[2]
في الأصل: «أعلا» .
قَالَ ابن الدُّبِيثيّ [1] : عاش حَتَّى صار أوحَدَ وقته وشيخ زمانه إسنادا وحِفْظًا.
وقَالَ أَبُو سعد السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه وكتب عنّي، وَهُوَ ثقة صدوق.
قُلْتُ: وروى عَنْهُ: الحافظ مُحَمَّد بْن مكّيّ، وعبد العظيم بْن عَبْد اللّطيف الشّرابيّ، والْحَسَن بْن أَبِي مَعْشر الأصبهانيّ، والنّاصح بْن الحنبليّ، وأَبُو نجيح مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة مقرئ أصبهان، وخلْق كثير.
وبالإجازة: الفقيه مُحَمَّد اليُونينيّ [2] ، وعَبْد اللَّه بْن الخُشوعيّ، وآخرون.
وكانت رحلته إلى ابن الحصين سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
ثُمَّ قدِم بغداد ثانيا فِي سنة اثنتين وأربعين، وعاد إلى بلده وأقبل عَلَى التَّصنيف والإملاء وتعليم العِلم والأدب.
ومن مصنَّفاته الكتاب المشهور فِي «تتمَّة معرفة الصّحابة» الَّذِي ذيَّل بِهِ عَلَى أَبِي نُعَيْم [3] ، يدلّ عَلَى تبحّره وحِفْظه، وكتاب «الطّوالات» مجلّدان، وكتاب «تتمَّة الغريبين» يدلّ عَلَى براعته فِي اللّغة والغريب، وكتاب «الوظائف» ، وكتاب «اللّطائف» ، وكتاب «عوالي التّابعين» ، وغير ذَلِكَ.
وعَرَض من حِفْظه كتاب «علوم الْحَدِيث» للحاكم عَلَى إِسْمَاعِيل الحافظ.
قَالَ الحافظ عَبْد القادر إنّ أبا مُوسَى حصّل منَ المسموعات بأصبهان خاصّة ما لَمْ يحصل لأحدٍ فِي زمانه فيما أَعْلم، وانضمّ إلى كثرة مسموعاته الحِفْظ والإتقان. ولَهُ التَّصانيف الّتي أربى فيها عَلَى تصانيف بعض من تقدَّمه، مَعَ الثّقة فيما يَقُولُ، وتعفّفه الَّذِي لم نره لأحد من حفّاظ الحديث في زماننا له شيء سير يتربّح به وينفق منه، ولا يقبل من أحد شيئا قطّ، حتى إنّه كان
[1] في ذيل تاريخ بغداد 2/ 100.
[2]
اليونيني: نسبة إلى بلدة يونين قرب بعلبكّ.
[3]
توجد نسخة مخطوطة من «معرفة الصحابة» لأبي نعيم، في المكتبة الظاهرية، رقم 2344 حديث.
ببعض قرى أصبهان رجل من أهل العلم والدّين أراد أن يحجّ حجّ نافلة، فجاء جماعة إلى الحافظ أَبِي مُوسَى فسألوه أن يشفع إِلَيْهِ فِي قعوده عَنِ الحجّ لما يرجون منَ الانتفاع بإقامته، فخرج معهم إلى القرية راكبا عَلَى حمار، فأجابه إلى ذَلِكَ، فحملوا إلى أَبِي مُوسَى شيئا منَ الذَّهب، فلم يقبله. فقالوا: فرِقه فِي أصحابك. قَالَ: فرِّقوه أنتم إن شئتم.
وحدَّثني بعضُ مَن رحل بعدي إلى أصبهان أنّ رجلا منَ الأغنياء أوصى إلى الشَّيْخ أَبِي مُوسَى بمالٍ كثيرٍ يفرّقه فِي البرّ، فلم يقبل، وقَالَ: بل أوصي إلى غيري، وأنا أدلّك إلى مَن تدفعه إِلَيْهِ. ففعل.
وفيه منَ التَّواضع بحيث أَنَّهُ يُقْرئ كُلّ من أراد ذَلِكَ من صغير وكبير، ويرشد المبتدءين، حَتَّى رَأَيْته يحفّظ صبيانا القرآن فِي الألواح. ولا يكاد يستتبع أحدا إذا مضى إلى موضع، حَتَّى إنّني تبعته مرَّةً فَقَالَ: ارجِع. ثُمَّ تبِعتُه، فالتفت إليَّ مُغضبًا وقَالَ لي: ألم أقُلْ لك لا تمش خلفي، أنتَ إذا مشيت خلفي لا تنفعني. وتبطل عَنِ النَّسْخ، وتردّدتُ إِلَيْهِ نحوا من سنة ونصف، فَمَا رَأَيْت منه ولا سَمِعْتُ عَنْهُ سَقْطةً تُعاب عليه.
وقَالَ مُحَمَّد بْن محمود الرُّوَيْدَشْتيّ [1] : تُوُفّي الحافظ أَبُو مُوسَى فِي تاسع جُمادى الأولى، وكان أَبُو مَسْعُود كُوتاه الحافظ يَقُولُ: أَبُو مُوسَى كنزٌ مَخْفِيّ.
وقَالَ الْحُسَيْن بْن يَوْحن [2] الباورّيّ [3] : كنتُ فِي مدينة الخان [4] فجاءني رَجُل فسألني عَنْ رؤيا قَالَ: رَأَيْت كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تُوُفّي. فقلت: هَذِهِ رؤيا الكبار، وإنْ صَدَقَتْ رؤياك يموت إمام لا نظير لَهُ فِي زمانه. فَإِن هَذَا المنام رُئِيَ حالةَ وَفاة الشّافعيّ، والثّوريّ، وأحمد بن حنبل.
[1] الرّويدشتيّ: نسبة إلى رويدشت. (معجم البلدان) ويقال لها أيضا: «روذدشت» قرية من قرى أصبهان. وقد تصحّفت في طبقات الشافعية الكبرى إلى «الرويدني» .
[2]
في تذكرة الحفاظ «يوحز» ، وسيأتي برقم (251) في وفيات 587 هـ. ثم برقم (292) في وفيات 588 هـ.
[3]
الباورّي: نسبة إلى باورّ موضع باليمن.
[4]
الخان: موضع بأصبهان.
قَالَ: فَمَا أمسينا حَتَّى جاءنا الخبر بوفاة الحافظ أَبِي مُوسَى.
وعن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد الخُجَنْدِيّ قَالَ: لمّا مات أَبُو مُوسَى لَمْ يكادوا ينزعون حَتَّى جاء مطر عظيم فِي الحَرّ الشّديد، وكان الماء قليلا بأصبهان، رحمه الله.
36-
مُحَمَّد بْن مُنْجح بْن عَبْد اللَّه [1] .
أَبُو شجاع الفقيه الشّافعيّ، الصُّوفيّ الواعظ.
تُوُفّي ببغداد فِي ربيع الأوّل. وكان مولده في سنة خمس وخمسمائة.
وسمع من قاضي المَرِسْتان.
وتفقّه عَلَى: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الشّاشيّ، وأجاز لَهُ ابن طاهر المقدسيّ.
وله شِعر حَسَن.
وتفقَّه أيضا بالجزيرة عَلَى الأستاذ أَبِي القاسم البزريّ، وخرج إلى الشّام. ووُلي قضاء بِعْلَبَكّ، ثُمَّ عاد إلى بغداد.
ومن شِعره:
سلام عَلَى وادي الغضا ما تناوحَتْ
…
عَلَى ضفّتيه شَمْألٌ وجنوبُ
أُحمِّلُ أنفاسَ الخُزَامَى تحيَّةً
…
إذا آنَ منها بالعشِيّ هبوبُ
لَعَمْري لئن شطَّت بنا غُرْبَةُ النَّوَى
…
وطالت صروفٌ دوننا وخطوبُ
وما كُلّ رملٍ جئته رملُ عالجٍ
…
ولا كُلّ ماء عمْتَ فِيهِ مشروبُ
رعى اللَّه هَذَا الدَّهْر كُلّ محاسني
…
لديه وإن كثّرتهنّ ذنوب
[2]
[1] انظر عن (محمد بن منجح) في: المختصر المحتاج إليه 1/ 143، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 186 أو 6/ 401، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 112، 113، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 143 ب، والوافي بالوفيات 5/ 65، 66، وكتابنا موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2 ج 4/ 213، 214 رقم 1222.
[2]
ومن شعره أيضا:
عذيري من زمن كلّما
…
شددت عرى أملي حلّها
وكان رحمه الله فِيهِ مِزاح ودُعابة، طاب وعْظُه لأهل واسط لمّا دخلها، فسألوه أن يجلس فِي الأسبوع مرَّتين، فكان كلّما عيَّن يوما يحتجّون بأنّ القرّاء يكونون مشغولين، فَقَالَ: لو عرفتُ هَذَا كُنْت جئت معي بيومٍ من بغداد.
توفّي ببغداد في ثامن عشر ربيع الأوّل.
37-
الْمُبَارَك بْن فارس.
أَبُو مَنْصُور المّاوَرْدِيّ.
حدَّث بدمشق فِي هَذِهِ السّنة عَنْ قاضي المَرِسْتان بنسخة الْأَنْصَارِيّ.
سَمِع منه: بَدَل التّبريزيّ.
38-
محمود بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد [1] .
أَبُو الفتح المحموديّ الْبَغْدَادِيّ الجعفريّ الصُّوفيّ، ابن الصّابونيّ.
من ساكني الجعفريّة، كَانَ من أجلّاء الشّيوخ. ولد سنة خمسمائة تقريبا، وقرأ بالروايات عَلَى أَبِي العزّ القلانسيّ.
وسَمِع الْحَدِيث من: أبي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي بَكْر المزرفيّ، وعليّ بْن الْمُبَارَك بْن نَغُوبا، وأبي البدر الكَرْخيّ.
وصحِب: أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن مهديّ الْبَصْرِيّ الصُّوفيّ، وحَمَّاد بْن مُسْلِم الدّبّاس.
وكان لَهُ رباط ببغداد. ثُمَّ إنَّه سافر إلى مصر وسكنها، وروى بها الكثير. وحدَّث عَنْهُ: ابنه عَلَم الدّين، وابن المفضّل الحافظ، وجماعة.
[ () ]
عرائس فكري قد عنست
…
لأني عدمت لها أهلها
ونفسي تنهل من مورد
…
ترى الموت في الورد إن علّها
عليها من الدهر أثقاله
…
ولا يغلط الدهر يوما لها
[1]
انظر عن (محمود بن أحمد) في: الروضتين 2/ 68، والمختصر المحتاج إليه 3/ 181، وسير أعلام النبلاء 21/ 163، 164 رقم 81، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 22، وشذرات الذهب 3/ 283.
وانظر مقدمة كتاب «تكملة إكمال الإكمال» للدكتور مصطفى جواد، ص 34 م. وما بعدها.
ولقبُه جمال الدّين. وَهُوَ منسوب إلى جدّ أُمّه شيخ الْإِسْلَام أَبِي عُثْمَان الصّابونيّ، وقيل لجدّه أَبِي جَعْفَر عَلِيّ بْن أحمد المحموديّ، لاتّصاله بالسّلطان محمود بن محمد بن ملك شاه.
ولمّا قدِم أبو الفتح هَذَا دمشق نزل إلى زيارته السّلطان نور الدّين محمود، وسأله الإقامة بدمشق، فذكر لَهُ قصْده زيارة الشّافعيّ رضي الله عنه، فجهّزه صُحبة الأمير نجم الدّين أيّوب عند ما سار إلى ولده صلاح الدّين، وصار بينه وبَيْنَ نجم الدّين مودّة أكيدة، ومحبّة عظيمة، فكان السّلطانان النّاصر والعادل يرعيانه ويحترمانه.
وَقَدْ كتب الشَّيْخ الزَّاهد عُمَر الملّا الْمَوْصِلِيّ كتابا إلى ابن الصّابونيّ هَذَا يطلب منه الدّعاء.
تُوُفّي فِي الثّامن والعشرين من شعبان.
39-
مظفَّر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق [1] .
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ، النّجّار، المعبّر الرؤيا، ويُعرف بالحُجَّة.
كَانَ مشهورا بالكلام العجيب، وَقد سمع الكثير من: عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يوسف، وابن الحُصَيْن، وزاهر الشّحّاميّ [2] .
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخيّاط، وغيره [3] .
وتُوُفّي فِي شوّال عَنْ سبعٍ وسبعين سنة [4] .
40-
مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن هلْوات [5] .
أَبُو عِمْرَانَ الْجُذَاميّ، النّاتليّ، الْمَصْرِيّ، الفقيه الشّافعيّ، المقرئ، الضّرير.
[1] انظر عن (مظفّر بن محمد) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 193 رقم 1210.
[2]
قال ابن الدبيثي: وكان سماعه صحيحا على تسامح فيه.
[3]
وقال ابن الدبيثي: وأجاز لي.
[4]
كان مولده في شعبان سنة 504 هـ.
[5]
انظر عن (موسى بن عبد الله) في: طبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 144 ب.