الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
316-
محمود بْن مُحَمَّد بْن كرم.
أَبُو المجد الْبَغْدَادِيّ، الضّرير، الْمُقْرِئ.
رَوَى عَنْ: أَبِي غالب بن البناء.
روى عنه: عبد الله بن أَحْمَد الخباز.
تُوُفّي فِي شهر رجب.
-
حرف النون
-
317-
نَصْر بْن مَنْصُور [1] بْن الْحَسَن بْن جوشن [2] بْن مَنْصُور بْن حُمَيد.
الأمير أَبُو المُرْهَف النُّمَيْرِيّ، الشّاعر المشهور. من أولاد أمراء العرب.
وأُمّه بنَّة بِنْت سالم بْن مالك بْن بدران بْن مقلّد بْن مُسيَّب العُقَيْليّ.
ولد بالرّافقة سنة إحدى وخمسمائة، ونشأ بالشّام، وخالط أهل الأدب، وقال الشّعر الفائق وَهُوَ مراهق. وأصابَه جُدّريّ وَلَهُ أربع عشرة سنة، فضعف بصره، فكان لا يُبصر إلّا شيئا قريبا منه. ثُمَّ وقع الاختلاف بَيْنَ عشيرته بعد موت والده، واختلّ أمرهم. فسار إلى بغداد طامعا فِي مداواة عينيه، فأيأسته الأطبّاء من ذَلِكَ، فاشتغل بالقرآن فحفظه، وتفقّه عَلَى مذهب أَحْمَد، وقرأ العربيّة عَلَى أَبِي مَنْصُور بْن الجواليقيّ.
وسَمِع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي بكر الْأَنْصَارِيّ، ويَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ، وعَبْد الرحمن الأنماطيّ.
[1] انظر عن (نصر بن منصور) في: معجم الأدباء 7/ 208، وذيل الروضتين 2/ 211، وتلخيص مجمع الآداب 21/ رقم 476، وتاريخ إربل 1/ 177، ومرآة الزمان 8/ 421 وفيه:«نصر بن مسعود» ، ووفيات الأعيان 5/ 383، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 170 رقم 166، والمختصر المحتاج إليه 3/ 213، وسير أعلام النبلاء 21/ 213، 214 رقم 104، ومرآة الجنان 3/ 438، والبداية والنهاية 12/ 352، ونكت الهميان 300، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 374، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 99- 101، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 158، والنجوم الزاهرة 6/ 7118 وشذرات الذهب 4/ 297، وكشف الظنون 817، وهدية العارفين 2/ 491، وديوان الإسلام 4/ 325 رقم 2107، والأعلام 8/ 29، ومعجم المؤلفين 13/ 92.
[2]
تصحّف في تاريخ ابن الفرات إلى «جوش» .
وقوّض ما تبقّى من بصره من ألمٍ أصابه، وصحِب الصّالحين والأخيار، ومدح الخلفاء والوزراء.
وكان فصيح القول، حسن المعاني، وفيه دِين وتسنُّن.
رَوَى عَنْهُ: عُثْمَان بْن مقبل، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، ويوسف بْن خليل، ومُحَمَّد بْن سَعِيد الدُّبِيثيّ، وعليّ بْن يوسف الحمّاميّ، وآخرون.
قَالَ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أحمد القَطِيعيّ: منع الوزير ابن هُبَيْرة الشّعراء من إنشاد الشّعر بمجلسه، فكتب النُّمَيْرِيّ إِلَيْهِ قصيدة، فكتب الوزير عليها:
هَذَا لو كَانَ الشّعراء كلّهم مثله فِي دِينه وقوله لَمْ يُمنعوا، وإنّما يقولون ما لا يحلّ الإقرار عليه، وَهُوَ فالصَّديق، وما يذكره يوقف عليه، ورسومه تزار.
قُلْتُ: وَفِي ديوانه عدّة قصائد مدح بها المقتفي لأمر اللَّه، فَمنْ ذَلِكَ:
جوّى بَيْنَ أثناء الحشاء ما يزايلُه
…
ودمعٌ إذا كفكفته لجَّ هاملُهْ
يضيق لبُعْد النّازلين عَلَى الشَّرى
…
بمرفضّ دمع العين منّي مُسائلُهْ
وهل أنسين الحيَّ من آل جَنْدَلِ
…
تجاوَب ليلا بُزْله وصواهلُهْ
تُبوِّئهُ الثَّغرَ المَخُوفَ محلّه طوالُ
…
ردينياته ومناصلُهْ
وتقتنص الأعداءَ جهْرًا رجالُه
…
كَمَا اقتنصت حر باز شهب أجادلُهْ
وكنت أرى أنّي صبورٌ عَلَى النَّوى
…
فَلَمَّا افترقنا غالَ صبري غوائلُهْ
أَفُرسانَ قيسٍ من نُمَيْرٍ إذا القنا
…
تولّج لبّاه الكُماة عواملُهْ
هَلِ السَّفْح من نجم المعاقل بالشّرى
…
عَلَى العهدِ منكم أمْ تعفَّت منازلُه؟
وهل ما يُقضَى من زمان اجتماعِنا
…
بمردودٍ أسحارُهُ وأصائلُهْ
بكم يأمنَ الجاني جريرةَ ماضي
…
ويَرْوي منَ الخُطى فِي الحرب ناهلُهْ
وأوهن طولُ البُعد عنكم تجلُّدي
…
وغادر ليلي سَرْمَدًا متطاولُهْ
ولم أتّخِذْ إلْفًا منَ النّاس بعدكم
…
وهل يألف الْإِنْسَان مَنْ لا يُشاكله
وَلَهُ فِيهِ:
لولا القنا والصّوارم الخدمُ
…
ما أقلعتْ عَنْ عنادها العجمُ
توهَّموا المُلْك بالعراق وما
…
شارفه مُسْلَمَ الحمَى لهم
وما دروا أنَّ دون حَوْزِتهِ
…
مِنَ المنايا لأمرِهِ خَدَمُ
تتابعوا فِي عجاجتي لَجَبٌ
…
تضيق عَنْهُ البِطاحُ والأكمُ
لا يحسبون الإمامَ من مُضَرٍ
…
مرصده للعِدى بِهِ النَّقَمُ
حَتَّى إذا أبصروا كتائبَه
…
حاروا فَمَا أقدموا ولا انهزموا
وقد تلقّاهم بمرهفة
…
ما برحت من غمودها القممُ
فناشدوهُ الأمانَ والتزموا
…
لأمره الطاعَة الّتي التزموا
وردَّ عَنْهُمْ عقابَه ملكٌ
…
شِيمتُه العفْو حين يحتكمُ
للَّه دَرّ النّفوس هادية
…
إذا أناسٌ عَنِ الرشاد عَمُوا
هُوَ الدّواء الَّذِي تزول بِهِ
…
عَنِ القلوب الشّكوك والتُّهَمُ
ما ابتسمت والخطوب مظلمة
…
إلّا انْجلَتْ بابتسامها الظُّلَمُ
يسمع إنشادها إذا ارْتَحَلَتْ
…
غرائبُ الموت مَنْ بِهِ صَمَمُ
وَلَهُ:
يزهّدني فِي جُمَيْع الأنام
…
قِلَّةُ إنصافِ مَن يُصحَبُ
وهل عرف النّاس ذو نُهْيَةٍ [1]
…
فأمسى لهم فيهمُ مأرَب [2]
هم النّاس ما لم تجرّ بهم
…
وطلس الذّئاب [3] إذا جرّبوا
ولَيْتَكَ تَسْلَمُ عِنْد [4] البِعادِ
…
منهم فكيف إذا قُرِّبُوا
[5]
؟
أنْشَدنا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الواسطيّ: أنشدنا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم، أنشدنا نصر بْن مَنْصُور لنفسه:
أُحِبُّ عليّا والبَتُولَ ووُلْدَها
…
ولا أجحد الشَّيخيْن حقَّ التَّقدُّمِ
وأبْرأُ مِمَّنْ نال عُثْمَانَ بالأَذَى
…
كَمَا أتبرّأ من ولاء ابن ملجم
[1] في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 376 «نهبة» .
[2]
في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 376 «مرغب» .
[3]
في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 376 «الذباب» .
[4]
في سير أعلام النبلاء 21/ 214 «رحال» ، والمثبت يتفق مع ذيل طبقات الحنابلة.
[5]
في الذيل على طبقات الحنابلة: «يقربوا» .