المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الألف - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والأربعون (سنة 581- 590) ]

- ‌الطبقة التاسعة والخمسون

- ‌ذكر الوقائع الكائنة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[تدريس النظامية]

- ‌[منع الوعّاظ]

- ‌[مولود بأذن واحدة]

- ‌[خطبة الملثّم للناصر لدين اللَّه]

- ‌[مسير السلطان إِلَى الموصل]

- ‌[منازلة صلاح الدين ميّافارقين]

- ‌[منازلة المَوْصِل]

- ‌[مرض السلطان]

- ‌[وفاة صاحب حمص]

- ‌[مصالحة أَهْل خلاط للبهلوان]

- ‌[فتنة التركمان والأكراد]

- ‌[استيلاء ابن غانية عَلَى بلاد إفريقية]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

- ‌[اعتدال صحَّة السلطان]

- ‌[رواية المنجّمين عَنْ خراب العالم]

- ‌[فتنة عاشوراء]

- ‌[خِلاف الفرنج]

- ‌[غدْر أرناط صاحب الكَرَك]

- ‌[خروج طغتكين عَنْ طاعة صلاح الدين]

- ‌[مزاعم المنجّمين]

- ‌[عقد قران الخليفة الناصر]

- ‌[الفتنة بَيْنَ الرافضة والسُّنَّة]

- ‌[الفِتَن بأصبهان]

- ‌[إمرة الركْب العراقي]

- ‌كثرة الخُلْف بَيْنَ الأمم والطوائف]

- ‌[تصادم الطيور فِي الجوّ]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة

- ‌[اتفاقات الأوائل]

- ‌[نقابة النقباء]

- ‌[قتل مجد الدين ابن الصاحب]

- ‌[إحراق النقيب]

- ‌[نيابة الوزارة]

- ‌[وفاة ابن الدامغانيّ]

- ‌[هدم مملكة السلطان طغرل]

- ‌[الحرب بَيْنَ الركْب العراقي والركْب الشامي]

- ‌[وفاة ابن المقدَّم]

- ‌[إحراق ضياع الكرك والشوبك]

- ‌[الإغارة عَلَى طبريَّة]

- ‌[هزيمة الفِرَنج بصفُّوريَّة]

- ‌[موقعة حِطّين]

- ‌[رواية ابن الأثير]

- ‌[رواية ابن شدّاد]

- ‌[إنشاء العماد]

- ‌[تتابع الفتوحات]

- ‌[فتح تبنين وصيدا وبيروت وجبيل]

- ‌[فتح بيت المَقْدِس]

- ‌[تطهير قبة الصخرة والمسجد الأقصى]

- ‌[عمل منبر الأقصى]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتح عسقلان]

- ‌[الصَّلاة فِي المسجد الأقصى]

- ‌[وقعة حِطّين يصفها العماد]

- ‌[حصار صور]

- ‌سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌[فتح بلاد الساحل الشمالية]

- ‌[فتح برزية ودربساك وبغراس]

- ‌[مهادنة صاحب أنطاكية]

- ‌[دخول السلطان حلب ودمشق]

- ‌[فتح تبنين والشوبك]

- ‌[فتح صفد]

- ‌[فتح حصن كوكب]

- ‌[تعبيد السلطان فِي القدس]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتح صهيون]

- ‌[فتح الحصون الشمالية]

- ‌[مهادنة صاحب أنطاكية]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ فتوحات الشمال]

- ‌[نيابة الوزارة]

- ‌[المصافّ بَيْنَ طغرل والوزير ابن يُونُس]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي عَنِ ابن يُونُس]

- ‌[العزل عَنْ نيابة الوزارة]

- ‌[وزارة بغداد]

- ‌[قضاء القضاة]

- ‌[ضعف تدبير الوزارة]

- ‌[ولاية الأستاذ دارية]

- ‌[ظهور الباطنية بالقاهرة]

- ‌[استرجاع السلطان عسقلان]

- ‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

- ‌[اعتذار شحنة أصبهان]

- ‌[الخطبة لوليّ العهد]

- ‌[ولاية ابن يُونُس المخزن]

- ‌[عزْل ابن حديدة]

- ‌[وصول صليب الصلبوت إلى باب النوبيّ]

- ‌[محاصرة قلعة الْحَدِيثة]

- ‌[تقليد نيابة الوزارة]

- ‌[مقتل زعيم قلعة تكريت]

- ‌[عزل صدر المخزن]

- ‌[وصول شباب منَ الفِرَنج]

- ‌[تسليم أرناط حصن الشقيف وغدره]

- ‌[مقتل الفِرَنج عِنْد صيدا وعكا]

- ‌[القتال عَلَى عكا]

- ‌[نيابة دمشق]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ تحشّدات الفِرَنج]

- ‌[ذكر الوقعة الكبرى]

- ‌[محاصرة الفِرَنج عكا]

- ‌[ذكر وصول ملك الألمان إلى الشّام]

- ‌[رواية ابن واصل]

- ‌[استشهاد الأمير جمال الدين بن ألدكز]

- ‌سنة ست وثمانين وخمسمائة

- ‌[العفو عَنِ الملك طُغْرُل]

- ‌[ولادة ابنين وبنتين فِي بطن واحد]

- ‌[مقتل آلاف الفِرَنج أمام المصريين]

- ‌[موت ملك الألمان]

- ‌[دخول بُطْسة المسلمين عكا]

- ‌[خروج كمين المسلمين عَلَى الفِرَنج]

- ‌[اشتداد الغلاء عَلَى الفِرَنج]

- ‌[تبديل عسكر عكا]

- ‌[كسرة مراكب القوت عِنْد عكا]

- ‌سنة سبع وثمانين وخمسمائة

- ‌[استيلاء الفِرَنج عَلَى عكا]

- ‌[رواية ابن شدّاد]

- ‌[تحصين القدس]

- ‌[وقعة نهر القصب]

- ‌[هدم عسقلان وتخريب الرملة ولُدّ]

- ‌[إقطاع الدينور للماهكي]

- ‌[أستاذ داريّة الخلافة]

- ‌[السعي من تكريت إلى بغداد فِي يوم]

- ‌[جاثليق النَّصارى]

- ‌[خروج عسكر الخليفة إلى خوزستان]

- ‌[إحراق السَّهْرُوَرْديّ الساحر]

- ‌[تراجع الفِرَنج إلى الرملة]

- ‌[انتحار تاجر حلبي]

- ‌[حجّ طاشتكين]

- ‌[إمارة مكة]

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

- ‌[استتابة ابن عَبْد القادر]

- ‌[عزل قاضي القضاة]

- ‌[ترسُّل السَّهْرُوَرْديّ]

- ‌[حبْس أمير الحاج طاشتِكِين]

- ‌[بناء دار الخلافة]

- ‌[عمارة الفِرَنج عسقلان]

- ‌[قَتْلُ المركيس صاحب صور]

- ‌[تملُّك كندهري صور]

- ‌[انتهاب البصرة]

- ‌[انصباب البلاء عَلَى الفِرَنج]

- ‌[غزو الهند وقتل ملكها]

- ‌[كسرة المسلِمين]

- ‌[المشورة فِي أمر القدس]

- ‌[عمارة سور القدس]

- ‌[موت ابن المشطوب]

- ‌[أَخَذَ الفِرَنج للداروم]

- ‌[فتح يافا وقلعتها]

- ‌[الهدنة بَيْنَ السلطان والفِرَنج]

- ‌[امتناع جُند السلطان عن القتال]

- ‌[توثيق الهدنة]

- ‌[مقتل سلطان الروم]

- ‌سنة تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌[قدوم ابن شملة عَلَى الخليفة]

- ‌[إمرة الحاجّ]

- ‌[إعادة ابن الْبُخَارِيّ للقضاء]

- ‌[مقتل بكتمر]

- ‌[مرض السلطان طُغْرُل]

- ‌[الخِلعة عَلَى قيماز]

- ‌[وفاة السلطان صلاح الدين]

- ‌[افتتاح مدرسة ببغداد]

- ‌[فتوحات أيبك]

- ‌[انقضاض كوكبين]

- ‌سنة تسعين وخمسمائة

- ‌[ولاية شحنكية بغداد]

- ‌[الحرب بَيْنَ ملك غزنة وسلطان الهند]

- ‌[مقتل السلطان طُغْرُل]

- ‌[التجاء خوارزم شاه إلى الجبال]

- ‌[ولاية الأستاذ دارية]

- ‌[قُتِلَ متولّي الحلَّة]

- ‌[وزارة ابن القصّاب]

- ‌[حبس ابن الجوزي]

- ‌[السلاطين الأيوبيّون وبلادهم]

- ‌[قصد الملك الْعَزِيز دمشق]

- ‌[استعادة الفِرَنج جُبَيل]

- ‌[الصلح بَيْنَ الأخوين الأفضل والعزيز]

- ‌[زواج الْعَزِيز منَ ابْنَة عمّه]

- ‌[دهاء الملك العادل]

- ‌[المصالحة بَيْنَ الأيوبيّين]

- ‌[الإفساد عَلَى الأفضل]

- ‌الموتى في هذه الطبقة

- ‌الموتى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌[مواليد السنة]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌الكنى

- ‌[مواليد السنة]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزين

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌وممن كَانَ فِي هَذَا الوقت ولم تتصل بِي وفاته

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف الألف

‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

-‌

‌ حرف الألف

-

158-

أَحْمَد بْن أَبِي مَنْصُور أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَنَال [1] .

أَبُو الْعَبَّاس التُّرك الأصبهانيّ، شيخ الصُّوفيَّة بأصبهان.

كَانَ أديبا متواضعا، عالي الرّواية. مُسْنِد أصبهان فِي عصره.

سَمِع: أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وعبد الرَّحْمَن بْن حَمْد الدُّونيّ، وتفرّد بالرّواية عَنْهُمَا.

وقدم بغداد فِي صِباه فسمع: أَبَا عليّ نبهان الكاتب، وأبا طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسُفيّ.

وطال عمره: وخرَّج لَهُ الحافظ أَبُو مُوسَى المَدِينيّ.

وروى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن عساكر الحافظ، والحافظ عَبْد الغنيّ، والحافظ أَبُو بَكْر الحازميّ، وأَبُو المجد القزْوينيّ، وخلْق كثير.

وبالإجازة: أَبُو المنجّا بْن اللّتّيّ، والرّشيد إِسْمَاعِيل العراقيّ.

وتُوُفّي فِي شعبان بأصبهان عن نيّف وتسعين سنة [2] .

[1] انظر عن (أحمد بن أبي منصور) في: المشتبه 2/ 672، والعبر 4/ 255، ودول الإسلام 2/ 97، وسير أعلام النبلاء 21/ 124 رقم 62، والمعين في طبقات المحدّثين 180 رقم 1912، والإعلام بوفيات الأعلام 241، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 148، 149 رقم 127 (في وفيات 586 هـ.) ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 160، والمختصر المحتاج إليه 1/ 172، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 78، والنجوم الزاهرة 6/ 110، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1922 و 5/ رقم 733، وشذرات الذهب 4/ 283.

[2]

ورّخه المنذري في وفيات سنة 586 هـ.، ثم قال في آخر ترجمته: وقيل كانت وفاته في

ص: 208

159-

أَحْمَد بْن حَمْزَة بْن أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن الموازينيّ [1] .

السُّلَميّ، الدّمشقيّ، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي طاهر، المعدَّل.

ولد في ربيع الأوّل سنة ستّ وخمسمائة.

وسَمِع من: جَدّه أبي الْحَسَن، وأُمّه شكر بِنْت سهل الإسْفَرَائينيّ.

ورحل إلى بغداد وَهُوَ كهْل فسمع: أَبَا الكَرَم الشّهْرَزُوريّ، وأبا بَكْر بن الزَّاغُونيّ، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الرُّطَبِيّ، وسليمان بن مسعود الشّحّام، وسعيد بن البنّاء، وجماعة.

وَلَهُ إجازة من أبي عليّ الحدّاد، وغيره.

وكان محدّثا، خيّرا، صالحا، يحبّ العزلة والانقطاع.

رَوَى عَنْهُ: البَهَاء عَبْد الرَّحْمَن، والضياء مُحَمَّد، والزَّين بْن عَبْد الدّائم، وجهمة بِنْت هبة اللَّه السُّلَميَّة، وعبد الحقّ بْن خَلَف، وعليّ بْن حسّان الكُتُبيّ، ويوسف بْن خليل الحافظ، ومُحَمَّد بْن سعد الكاتب، وأَبُو الفضل عَبَّاس بْن نصر اللَّه القَيْسَرانيّ، والعماد عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن النّحّاس الأصمّ، وخطيب مَرْدا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، والعماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي، وخلْق سواهم.

قرأتُ فِي حقّهِ بخطّ الضّياء: كَانَ خيِّرًا، ديِّنًا، كبيرا، سمعنا عليه الكثير، وكان يسكن الجبل. وكان كُلّ ليلةٍ يأتي من منزله حَتَّى نسمع عليه، وكان قَدِ انحنى. وسمعنا عليه أكثر «الحلية» بإجازته من أَبِي عليّ الحدّاد.

وقرأتُ بخطّ ابن الحاجب أَنَّهُ سَمِع أيضا من نصر بْن نصر العُكْبَرِيّ، وابن ناصر، وأبي الْعَبَّاس بْن الطّلايَّة، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وهبة الله الحاسب، وأبي القاسم الكروخيّ.

[ () ] يوم الأربعاء السابع من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. (التكملة 1/ 149) .

[1]

انظر عن (أحمد بن حمزة) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 183، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 110، 111 رقم 71، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 738، وتكملة إكمال الإكمال 247، والمختصر المحتاج إليه 1/ 181، والعبر 4/ 255، 256، والمعين في طبقات المحدّثين 180 رقم 1911، وسير أعلام النبلاء 21/ 161، 162 رقم 80، والإعلام بوفيات الأعلام 241، والنجوم الزاهرة 6/ 110، وشذرات الذهب 4/ 283، وديوان الإسلام 5/ 295 رقم 2067.

ص: 209

وبالموصل منَ: الْحُسَيْن بْن نصر بْن خميس، وبنصيبين من عسكر بْن أسامة، وبدمشق أيضا من: حَمْزَة بْن كردوس، ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحوافر، وحَمْزَة بْن أسد التَّمِيمِيّ.

ولم يزل مُؤْثِرًا للانقطاع عَنِ النّاس. أنفق مالا صالحا عَلَى زاويةٍ انقطع إليها بالجبل. وكان مُقْبلًا عَلَى شأنه، مفيدا لمن قصده من إخوانه، مواسيا، باذلا.

خرَّج لنفسه مشيخة، وخرّج فِي الرّقائق الفضائل، ورحل إلى العراق مرَّتين.

وتُوُفّي فِي نصف المحرَّم.

قُلْتُ: كذا ورّخه الضّياء، والدُّبِيثيّ، والمُنْذريّ، وَغَيْرُهُمْ.

وقَالَ أَبُو المواهب بْن صَصْرى: تُوُفّي فِي نصف ذِي الحجَّة سنة خمس، ولعلّه سَبْقُ قَلَمٍ.

160-

أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن الفضل [1] .

الفقيه أبو الفضل بْن الشَّيْخ أبي القاسم ابن أَبِي عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ الصَّقَلّيّ الأصل، ثمَّ الإسكندرانيّ، المالكيّ.

تفقَّه وأحكم المذهب.

وروى عَنْ: أبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وَأَبِي الْوَلِيد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خيرة، ويوسف بْن مُحَمَّد الأُمَويّ.

وسمع فِي الكهولة بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن رِفاعة. وبمكَّة منَ الحافظ أبي مُوسَى المَدِينيّ.

وحدّث ودرّس. وقَالَ: مولدي فِي المحرَّم سنة اثنتين وعشرين، فعلى هَذَا يكون سماعه منَ الرَّازيّ حضورا.

وهو من بيت الرّواية والعلم.

حدَّث هُوَ وأخوه القاضي مُحَمَّد، وأبوهما، وجدّهما. وأبوهما آخر من

[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 115 رقم 79، وسير أعلام النبلاء 21/ 217، 218 رقم 107.

ص: 210

حدَّث عَنِ الحبّال بالإجازة.

تُوُفّي أَحْمَد فِي سادس رجب، وَهُوَ أقدم شيخ لأبي طاهر بْن الأنْماطيّ الحافظ. وروى عَنْهُ جماعة.

161-

أَحْمَد بْن أَبِي نصر بْن نظام المُلْك.

الطُّوسيّ، ثمَّ الْبَغْدَادِيّ.

أحد الأكابر. كَانَ ذا فضل وأدب وحشمة وجلالة.

تُوُفّي ببغداد، وشيّعه الأعيان.

162-

إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.

أَبُو إِبْرَاهِيم العَبْدَريّ المَيُورقيّ، ويُعرف بابن عَائِشَة.

فقيه مالكيّ مشاور، قائم عَلَى «المدُّونة» ، بعيد الصِّيت.

تفقّه عليه غير واحد.

اشتغل عَلَى أَبِي إِسْحَاق بْن فتحون، وغيره.

وتُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السّنة.

163-

إِسْمَاعِيل بْن مَفْرُوح بْن عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم [1] .

أَبُو العرب الكِنَانيّ السّبْتيّ، المغربيّ، ويُعرف بابن مَعِيشَة [2] .

شابٌّ فاضل فِي عِلم الكلام والأدب. لَهُ شِعرٌ جيّد. قدِم العراقَ وناظَر.

وأوّل طلوعه منَ البحر منَ اللّاذقيَّة. فدخل حلب ومدح الملك الظّاهر صاحبَها، فخلَع عليه. واتّفق أَنَّهُ دخل الحمّام [3] ، فرأى رجلا يخاصم النّاطور عَلَى عِمامةٍ لَهُ ضاعت، فَقَالَ: أَنَا أُقاسمك بقياري [4] . ثمّ قطعه نصفين. وكان معروفا بالكرم.

[1] انظر عن (إسماعيل بن مفروح) في: بغية الطلب (مخطوط) 4/ 368- 371 رقم 548، وبدائع البدائه 371 رقم 442.

[2]

في بدائع البدائه: «معوشة» ، والمثبت كما في الأصل وبغية الطلب.

[3]

هو حمّام النطاعين، كما يقول ابن العديم الحلبي.

[4]

البقيار: عمامة توضع على الرأس.

ص: 211

وَفِي شِعره يبوسة وفصاحة. فَلَه فِي الظّاهر:

جَنِّبِ السِّرْبَ وخَفْ مِن أنْ تُصَدّ

أيُّها الآمِلُ جُهْدًا أن يَصِدْ

واجتِنبْ رشْقَة ظبْيٍ إنْ رَنا

أثبتَ الأسهُمَ فِي خِلْب الكبدْ

تُعِلِيُّ الطرفِ طائيّ الحَشَا

مازِنيّ الفتْك صخْريّ الْجَلَدْ

أَهْيَفٌ لاعَبَهُ من شَعْره

أرقَمٌ ماسَ عَلَى خوطهِ قدْ

فانْثنَتْ [1] غُصْنًا ومن أزهاره

بدرُ تَمٍّ حلّ فِي بُرُج الفَنَدْ

مَنَعتْهُ عَقْرَبا أَصْداغِه

مِن جنا لَثْم ومن تجميش يدْ

وحسامٍ من لِحاظٍ خِلْتُهُ

صارمَ الظّاهر يوم المطّرد

ملك قامت له هيبة [2]

عوض الجيش وتكثير العدد

علّق الفَرْقَدُ فِي جَبْهَتِهِ

والثُّرَيّا فِي عذارٍ فوق خد

وأرانا سَرْجُه شمس الضُّحَى

فحسِبْنا أَنَّهُ بُرجُ الأَسَدْ

[3]

ثُمَّ رجع أَبُو العرب هَذَا فِي هَذَا العام إلى مصر، فالتقى الحكيم أَبَا مُوسَى اليهوديّ الَّذِي أُهدِر دمُه بالمغرب وهَرَب، فاصطنعه أَبُو العرب، فنُمِي الخبر إلى صاحب المغرب، فطلب أَبَا العرب أيضا، فهرب وطلع منَ اللّاذقيَّة ثانيا، وأراد أن يتكلَّم فِي اليهوديّ بمصر، فبذل لرجلٍ ذَهَبًا حَتَّى يقتل أبا العرب، فأتاه وَهُوَ عَلَى شاطئ النّيل، فضربه بخشبةٍ، فسقط فِي النّيل [4] .

[1] في الأصل: «فانثنا» ، والمثبت من الهامش حيث كتب: «فانثنت، يعني الخوطة. وكذا في: بغية الطلب 4/ 370.

[2]

في بغية الطلب: «هيبته» .

[3]

الأبيات في (بغية الطلب) وفيه زيادة.

[4]

قال الخطيب أبو عبد الرحمن بن هاشم: وقيل إنما فعل به أبو موسى اليهوديّ هذا لأنّ أبا العرب كان عرف من حاله أنه أسلم في بلاد الغرب وحفظ القرآن، فشهد عليه بذلك وأراد إقامة البيّنة عليه ففعل به ذلك.

وقال ابن العديم: كتب إلينا الحافظ أبو عبد الله الدبيثي الواسطي قال: إِسْمَاعِيل بْن مَفْرُوح بْن عَبْد الملك بْن إبراهيم الكناني أبو العرب الباديسي المغربي، منسوب إلى بلدة بالمغرب تسمّى باديس، شاب فاضل كاتب، له معرفة حسنة بعلم الكلام والأدب، وله شعر جيد. قدم بغداد وأقام بها وتكلّم مع جماعة من أهلها في علم الكلام، وجالس

ص: 212