الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثمانين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
158-
أَحْمَد بْن أَبِي مَنْصُور أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يَنَال [1] .
أَبُو الْعَبَّاس التُّرك الأصبهانيّ، شيخ الصُّوفيَّة بأصبهان.
كَانَ أديبا متواضعا، عالي الرّواية. مُسْنِد أصبهان فِي عصره.
سَمِع: أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، وعبد الرَّحْمَن بْن حَمْد الدُّونيّ، وتفرّد بالرّواية عَنْهُمَا.
وقدم بغداد فِي صِباه فسمع: أَبَا عليّ نبهان الكاتب، وأبا طاهر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد اليُوسُفيّ.
وطال عمره: وخرَّج لَهُ الحافظ أَبُو مُوسَى المَدِينيّ.
وروى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن عساكر الحافظ، والحافظ عَبْد الغنيّ، والحافظ أَبُو بَكْر الحازميّ، وأَبُو المجد القزْوينيّ، وخلْق كثير.
وبالإجازة: أَبُو المنجّا بْن اللّتّيّ، والرّشيد إِسْمَاعِيل العراقيّ.
وتُوُفّي فِي شعبان بأصبهان عن نيّف وتسعين سنة [2] .
[1] انظر عن (أحمد بن أبي منصور) في: المشتبه 2/ 672، والعبر 4/ 255، ودول الإسلام 2/ 97، وسير أعلام النبلاء 21/ 124 رقم 62، والمعين في طبقات المحدّثين 180 رقم 1912، والإعلام بوفيات الأعلام 241، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 148، 149 رقم 127 (في وفيات 586 هـ.) ، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 160، والمختصر المحتاج إليه 1/ 172، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 78، والنجوم الزاهرة 6/ 110، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1922 و 5/ رقم 733، وشذرات الذهب 4/ 283.
[2]
ورّخه المنذري في وفيات سنة 586 هـ.، ثم قال في آخر ترجمته: وقيل كانت وفاته في
159-
أَحْمَد بْن حَمْزَة بْن أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن الموازينيّ [1] .
السُّلَميّ، الدّمشقيّ، أَبُو الْحُسَيْن بْن أَبِي طاهر، المعدَّل.
ولد في ربيع الأوّل سنة ستّ وخمسمائة.
وسَمِع من: جَدّه أبي الْحَسَن، وأُمّه شكر بِنْت سهل الإسْفَرَائينيّ.
ورحل إلى بغداد وَهُوَ كهْل فسمع: أَبَا الكَرَم الشّهْرَزُوريّ، وأبا بَكْر بن الزَّاغُونيّ، ومُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الرُّطَبِيّ، وسليمان بن مسعود الشّحّام، وسعيد بن البنّاء، وجماعة.
وَلَهُ إجازة من أبي عليّ الحدّاد، وغيره.
وكان محدّثا، خيّرا، صالحا، يحبّ العزلة والانقطاع.
رَوَى عَنْهُ: البَهَاء عَبْد الرَّحْمَن، والضياء مُحَمَّد، والزَّين بْن عَبْد الدّائم، وجهمة بِنْت هبة اللَّه السُّلَميَّة، وعبد الحقّ بْن خَلَف، وعليّ بْن حسّان الكُتُبيّ، ويوسف بْن خليل الحافظ، ومُحَمَّد بْن سعد الكاتب، وأَبُو الفضل عَبَّاس بْن نصر اللَّه القَيْسَرانيّ، والعماد عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن النّحّاس الأصمّ، وخطيب مَرْدا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل، والعماد عَبْد الحميد بْن عَبْد الهادي، وخلْق سواهم.
قرأتُ فِي حقّهِ بخطّ الضّياء: كَانَ خيِّرًا، ديِّنًا، كبيرا، سمعنا عليه الكثير، وكان يسكن الجبل. وكان كُلّ ليلةٍ يأتي من منزله حَتَّى نسمع عليه، وكان قَدِ انحنى. وسمعنا عليه أكثر «الحلية» بإجازته من أَبِي عليّ الحدّاد.
وقرأتُ بخطّ ابن الحاجب أَنَّهُ سَمِع أيضا من نصر بْن نصر العُكْبَرِيّ، وابن ناصر، وأبي الْعَبَّاس بْن الطّلايَّة، وأبي الفضل الأُرْمَوِيّ، وهبة الله الحاسب، وأبي القاسم الكروخيّ.
[ () ] يوم الأربعاء السابع من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. (التكملة 1/ 149) .
[1]
انظر عن (أحمد بن حمزة) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 183، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 110، 111 رقم 71، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 738، وتكملة إكمال الإكمال 247، والمختصر المحتاج إليه 1/ 181، والعبر 4/ 255، 256، والمعين في طبقات المحدّثين 180 رقم 1911، وسير أعلام النبلاء 21/ 161، 162 رقم 80، والإعلام بوفيات الأعلام 241، والنجوم الزاهرة 6/ 110، وشذرات الذهب 4/ 283، وديوان الإسلام 5/ 295 رقم 2067.
وبالموصل منَ: الْحُسَيْن بْن نصر بْن خميس، وبنصيبين من عسكر بْن أسامة، وبدمشق أيضا من: حَمْزَة بْن كردوس، ومُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الحوافر، وحَمْزَة بْن أسد التَّمِيمِيّ.
ولم يزل مُؤْثِرًا للانقطاع عَنِ النّاس. أنفق مالا صالحا عَلَى زاويةٍ انقطع إليها بالجبل. وكان مُقْبلًا عَلَى شأنه، مفيدا لمن قصده من إخوانه، مواسيا، باذلا.
خرَّج لنفسه مشيخة، وخرّج فِي الرّقائق الفضائل، ورحل إلى العراق مرَّتين.
وتُوُفّي فِي نصف المحرَّم.
قُلْتُ: كذا ورّخه الضّياء، والدُّبِيثيّ، والمُنْذريّ، وَغَيْرُهُمْ.
وقَالَ أَبُو المواهب بْن صَصْرى: تُوُفّي فِي نصف ذِي الحجَّة سنة خمس، ولعلّه سَبْقُ قَلَمٍ.
160-
أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن الفضل [1] .
الفقيه أبو الفضل بْن الشَّيْخ أبي القاسم ابن أَبِي عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ الصَّقَلّيّ الأصل، ثمَّ الإسكندرانيّ، المالكيّ.
تفقَّه وأحكم المذهب.
وروى عَنْ: أبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، وَأَبِي الْوَلِيد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خيرة، ويوسف بْن مُحَمَّد الأُمَويّ.
وسمع فِي الكهولة بمصر من أَبِي مُحَمَّد بْن رِفاعة. وبمكَّة منَ الحافظ أبي مُوسَى المَدِينيّ.
وحدّث ودرّس. وقَالَ: مولدي فِي المحرَّم سنة اثنتين وعشرين، فعلى هَذَا يكون سماعه منَ الرَّازيّ حضورا.
وهو من بيت الرّواية والعلم.
حدَّث هُوَ وأخوه القاضي مُحَمَّد، وأبوهما، وجدّهما. وأبوهما آخر من
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 115 رقم 79، وسير أعلام النبلاء 21/ 217، 218 رقم 107.
حدَّث عَنِ الحبّال بالإجازة.
تُوُفّي أَحْمَد فِي سادس رجب، وَهُوَ أقدم شيخ لأبي طاهر بْن الأنْماطيّ الحافظ. وروى عَنْهُ جماعة.
161-
أَحْمَد بْن أَبِي نصر بْن نظام المُلْك.
الطُّوسيّ، ثمَّ الْبَغْدَادِيّ.
أحد الأكابر. كَانَ ذا فضل وأدب وحشمة وجلالة.
تُوُفّي ببغداد، وشيّعه الأعيان.
162-
إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ.
أَبُو إِبْرَاهِيم العَبْدَريّ المَيُورقيّ، ويُعرف بابن عَائِشَة.
فقيه مالكيّ مشاور، قائم عَلَى «المدُّونة» ، بعيد الصِّيت.
تفقّه عليه غير واحد.
اشتغل عَلَى أَبِي إِسْحَاق بْن فتحون، وغيره.
وتُوُفّي فِي حدود هَذِهِ السّنة.
163-
إِسْمَاعِيل بْن مَفْرُوح بْن عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم [1] .
أَبُو العرب الكِنَانيّ السّبْتيّ، المغربيّ، ويُعرف بابن مَعِيشَة [2] .
شابٌّ فاضل فِي عِلم الكلام والأدب. لَهُ شِعرٌ جيّد. قدِم العراقَ وناظَر.
وأوّل طلوعه منَ البحر منَ اللّاذقيَّة. فدخل حلب ومدح الملك الظّاهر صاحبَها، فخلَع عليه. واتّفق أَنَّهُ دخل الحمّام [3] ، فرأى رجلا يخاصم النّاطور عَلَى عِمامةٍ لَهُ ضاعت، فَقَالَ: أَنَا أُقاسمك بقياري [4] . ثمّ قطعه نصفين. وكان معروفا بالكرم.
[1] انظر عن (إسماعيل بن مفروح) في: بغية الطلب (مخطوط) 4/ 368- 371 رقم 548، وبدائع البدائه 371 رقم 442.
[2]
في بدائع البدائه: «معوشة» ، والمثبت كما في الأصل وبغية الطلب.
[3]
هو حمّام النطاعين، كما يقول ابن العديم الحلبي.
[4]
البقيار: عمامة توضع على الرأس.
وَفِي شِعره يبوسة وفصاحة. فَلَه فِي الظّاهر:
جَنِّبِ السِّرْبَ وخَفْ مِن أنْ تُصَدّ
…
أيُّها الآمِلُ جُهْدًا أن يَصِدْ
واجتِنبْ رشْقَة ظبْيٍ إنْ رَنا
…
أثبتَ الأسهُمَ فِي خِلْب الكبدْ
تُعِلِيُّ الطرفِ طائيّ الحَشَا
…
مازِنيّ الفتْك صخْريّ الْجَلَدْ
أَهْيَفٌ لاعَبَهُ من شَعْره
…
أرقَمٌ ماسَ عَلَى خوطهِ قدْ
فانْثنَتْ [1] غُصْنًا ومن أزهاره
…
بدرُ تَمٍّ حلّ فِي بُرُج الفَنَدْ
مَنَعتْهُ عَقْرَبا أَصْداغِه
…
مِن جنا لَثْم ومن تجميش يدْ
وحسامٍ من لِحاظٍ خِلْتُهُ
…
صارمَ الظّاهر يوم المطّرد
ملك قامت له هيبة [2]
…
عوض الجيش وتكثير العدد
علّق الفَرْقَدُ فِي جَبْهَتِهِ
…
والثُّرَيّا فِي عذارٍ فوق خد
وأرانا سَرْجُه شمس الضُّحَى
…
فحسِبْنا أَنَّهُ بُرجُ الأَسَدْ
[3]
ثُمَّ رجع أَبُو العرب هَذَا فِي هَذَا العام إلى مصر، فالتقى الحكيم أَبَا مُوسَى اليهوديّ الَّذِي أُهدِر دمُه بالمغرب وهَرَب، فاصطنعه أَبُو العرب، فنُمِي الخبر إلى صاحب المغرب، فطلب أَبَا العرب أيضا، فهرب وطلع منَ اللّاذقيَّة ثانيا، وأراد أن يتكلَّم فِي اليهوديّ بمصر، فبذل لرجلٍ ذَهَبًا حَتَّى يقتل أبا العرب، فأتاه وَهُوَ عَلَى شاطئ النّيل، فضربه بخشبةٍ، فسقط فِي النّيل [4] .
[1] في الأصل: «فانثنا» ، والمثبت من الهامش حيث كتب: «فانثنت، يعني الخوطة. وكذا في: بغية الطلب 4/ 370.
[2]
في بغية الطلب: «هيبته» .
[3]
الأبيات في (بغية الطلب) وفيه زيادة.
[4]
قال الخطيب أبو عبد الرحمن بن هاشم: وقيل إنما فعل به أبو موسى اليهوديّ هذا لأنّ أبا العرب كان عرف من حاله أنه أسلم في بلاد الغرب وحفظ القرآن، فشهد عليه بذلك وأراد إقامة البيّنة عليه ففعل به ذلك.
وقال ابن العديم: كتب إلينا الحافظ أبو عبد الله الدبيثي الواسطي قال: إِسْمَاعِيل بْن مَفْرُوح بْن عَبْد الملك بْن إبراهيم الكناني أبو العرب الباديسي المغربي، منسوب إلى بلدة بالمغرب تسمّى باديس، شاب فاضل كاتب، له معرفة حسنة بعلم الكلام والأدب، وله شعر جيد. قدم بغداد وأقام بها وتكلّم مع جماعة من أهلها في علم الكلام، وجالس