المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي والأربعون (سنة 581- 590) ]

- ‌الطبقة التاسعة والخمسون

- ‌ذكر الوقائع الكائنة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[تدريس النظامية]

- ‌[منع الوعّاظ]

- ‌[مولود بأذن واحدة]

- ‌[خطبة الملثّم للناصر لدين اللَّه]

- ‌[مسير السلطان إِلَى الموصل]

- ‌[منازلة صلاح الدين ميّافارقين]

- ‌[منازلة المَوْصِل]

- ‌[مرض السلطان]

- ‌[وفاة صاحب حمص]

- ‌[مصالحة أَهْل خلاط للبهلوان]

- ‌[فتنة التركمان والأكراد]

- ‌[استيلاء ابن غانية عَلَى بلاد إفريقية]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

- ‌[اعتدال صحَّة السلطان]

- ‌[رواية المنجّمين عَنْ خراب العالم]

- ‌[فتنة عاشوراء]

- ‌[خِلاف الفرنج]

- ‌[غدْر أرناط صاحب الكَرَك]

- ‌[خروج طغتكين عَنْ طاعة صلاح الدين]

- ‌[مزاعم المنجّمين]

- ‌[عقد قران الخليفة الناصر]

- ‌[الفتنة بَيْنَ الرافضة والسُّنَّة]

- ‌[الفِتَن بأصبهان]

- ‌[إمرة الركْب العراقي]

- ‌كثرة الخُلْف بَيْنَ الأمم والطوائف]

- ‌[تصادم الطيور فِي الجوّ]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة

- ‌[اتفاقات الأوائل]

- ‌[نقابة النقباء]

- ‌[قتل مجد الدين ابن الصاحب]

- ‌[إحراق النقيب]

- ‌[نيابة الوزارة]

- ‌[وفاة ابن الدامغانيّ]

- ‌[هدم مملكة السلطان طغرل]

- ‌[الحرب بَيْنَ الركْب العراقي والركْب الشامي]

- ‌[وفاة ابن المقدَّم]

- ‌[إحراق ضياع الكرك والشوبك]

- ‌[الإغارة عَلَى طبريَّة]

- ‌[هزيمة الفِرَنج بصفُّوريَّة]

- ‌[موقعة حِطّين]

- ‌[رواية ابن الأثير]

- ‌[رواية ابن شدّاد]

- ‌[إنشاء العماد]

- ‌[تتابع الفتوحات]

- ‌[فتح تبنين وصيدا وبيروت وجبيل]

- ‌[فتح بيت المَقْدِس]

- ‌[تطهير قبة الصخرة والمسجد الأقصى]

- ‌[عمل منبر الأقصى]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتح عسقلان]

- ‌[الصَّلاة فِي المسجد الأقصى]

- ‌[وقعة حِطّين يصفها العماد]

- ‌[حصار صور]

- ‌سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌[فتح بلاد الساحل الشمالية]

- ‌[فتح برزية ودربساك وبغراس]

- ‌[مهادنة صاحب أنطاكية]

- ‌[دخول السلطان حلب ودمشق]

- ‌[فتح تبنين والشوبك]

- ‌[فتح صفد]

- ‌[فتح حصن كوكب]

- ‌[تعبيد السلطان فِي القدس]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي]

- ‌[فتح صهيون]

- ‌[فتح الحصون الشمالية]

- ‌[مهادنة صاحب أنطاكية]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ فتوحات الشمال]

- ‌[نيابة الوزارة]

- ‌[المصافّ بَيْنَ طغرل والوزير ابن يُونُس]

- ‌[رواية سبط ابن الجوزي عَنِ ابن يُونُس]

- ‌[العزل عَنْ نيابة الوزارة]

- ‌[وزارة بغداد]

- ‌[قضاء القضاة]

- ‌[ضعف تدبير الوزارة]

- ‌[ولاية الأستاذ دارية]

- ‌[ظهور الباطنية بالقاهرة]

- ‌[استرجاع السلطان عسقلان]

- ‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

- ‌[اعتذار شحنة أصبهان]

- ‌[الخطبة لوليّ العهد]

- ‌[ولاية ابن يُونُس المخزن]

- ‌[عزْل ابن حديدة]

- ‌[وصول صليب الصلبوت إلى باب النوبيّ]

- ‌[محاصرة قلعة الْحَدِيثة]

- ‌[تقليد نيابة الوزارة]

- ‌[مقتل زعيم قلعة تكريت]

- ‌[عزل صدر المخزن]

- ‌[وصول شباب منَ الفِرَنج]

- ‌[تسليم أرناط حصن الشقيف وغدره]

- ‌[مقتل الفِرَنج عِنْد صيدا وعكا]

- ‌[القتال عَلَى عكا]

- ‌[نيابة دمشق]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ تحشّدات الفِرَنج]

- ‌[ذكر الوقعة الكبرى]

- ‌[محاصرة الفِرَنج عكا]

- ‌[ذكر وصول ملك الألمان إلى الشّام]

- ‌[رواية ابن واصل]

- ‌[استشهاد الأمير جمال الدين بن ألدكز]

- ‌سنة ست وثمانين وخمسمائة

- ‌[العفو عَنِ الملك طُغْرُل]

- ‌[ولادة ابنين وبنتين فِي بطن واحد]

- ‌[مقتل آلاف الفِرَنج أمام المصريين]

- ‌[موت ملك الألمان]

- ‌[دخول بُطْسة المسلمين عكا]

- ‌[خروج كمين المسلمين عَلَى الفِرَنج]

- ‌[اشتداد الغلاء عَلَى الفِرَنج]

- ‌[تبديل عسكر عكا]

- ‌[كسرة مراكب القوت عِنْد عكا]

- ‌سنة سبع وثمانين وخمسمائة

- ‌[استيلاء الفِرَنج عَلَى عكا]

- ‌[رواية ابن شدّاد]

- ‌[تحصين القدس]

- ‌[وقعة نهر القصب]

- ‌[هدم عسقلان وتخريب الرملة ولُدّ]

- ‌[إقطاع الدينور للماهكي]

- ‌[أستاذ داريّة الخلافة]

- ‌[السعي من تكريت إلى بغداد فِي يوم]

- ‌[جاثليق النَّصارى]

- ‌[خروج عسكر الخليفة إلى خوزستان]

- ‌[إحراق السَّهْرُوَرْديّ الساحر]

- ‌[تراجع الفِرَنج إلى الرملة]

- ‌[انتحار تاجر حلبي]

- ‌[حجّ طاشتكين]

- ‌[إمارة مكة]

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

- ‌[استتابة ابن عَبْد القادر]

- ‌[عزل قاضي القضاة]

- ‌[ترسُّل السَّهْرُوَرْديّ]

- ‌[حبْس أمير الحاج طاشتِكِين]

- ‌[بناء دار الخلافة]

- ‌[عمارة الفِرَنج عسقلان]

- ‌[قَتْلُ المركيس صاحب صور]

- ‌[تملُّك كندهري صور]

- ‌[انتهاب البصرة]

- ‌[انصباب البلاء عَلَى الفِرَنج]

- ‌[غزو الهند وقتل ملكها]

- ‌[كسرة المسلِمين]

- ‌[المشورة فِي أمر القدس]

- ‌[عمارة سور القدس]

- ‌[موت ابن المشطوب]

- ‌[أَخَذَ الفِرَنج للداروم]

- ‌[فتح يافا وقلعتها]

- ‌[الهدنة بَيْنَ السلطان والفِرَنج]

- ‌[امتناع جُند السلطان عن القتال]

- ‌[توثيق الهدنة]

- ‌[مقتل سلطان الروم]

- ‌سنة تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌[قدوم ابن شملة عَلَى الخليفة]

- ‌[إمرة الحاجّ]

- ‌[إعادة ابن الْبُخَارِيّ للقضاء]

- ‌[مقتل بكتمر]

- ‌[مرض السلطان طُغْرُل]

- ‌[الخِلعة عَلَى قيماز]

- ‌[وفاة السلطان صلاح الدين]

- ‌[افتتاح مدرسة ببغداد]

- ‌[فتوحات أيبك]

- ‌[انقضاض كوكبين]

- ‌سنة تسعين وخمسمائة

- ‌[ولاية شحنكية بغداد]

- ‌[الحرب بَيْنَ ملك غزنة وسلطان الهند]

- ‌[مقتل السلطان طُغْرُل]

- ‌[التجاء خوارزم شاه إلى الجبال]

- ‌[ولاية الأستاذ دارية]

- ‌[قُتِلَ متولّي الحلَّة]

- ‌[وزارة ابن القصّاب]

- ‌[حبس ابن الجوزي]

- ‌[السلاطين الأيوبيّون وبلادهم]

- ‌[قصد الملك الْعَزِيز دمشق]

- ‌[استعادة الفِرَنج جُبَيل]

- ‌[الصلح بَيْنَ الأخوين الأفضل والعزيز]

- ‌[زواج الْعَزِيز منَ ابْنَة عمّه]

- ‌[دهاء الملك العادل]

- ‌[المصالحة بَيْنَ الأيوبيّين]

- ‌[الإفساد عَلَى الأفضل]

- ‌الموتى في هذه الطبقة

- ‌الموتى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌[مواليد السنة]

- ‌سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌الكنى

- ‌[مواليد السنة]

- ‌سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزين

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌وممن كَانَ فِي هَذَا الوقت ولم تتصل بِي وفاته

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

الفصل: ‌ حرف العين

سمع: هبة الله بن الأكفاني.

روى عنه: أَبُو القاسم بْن صَصْرى.

وتُوُفّي فِي رجب.

-‌

‌ حرف الخاء

-

207-

خَلَف بْن مُحَمَّد بْن رئيس.

المكّيّ، ثُمَّ الْمَصْرِيّ.

سَمِع منَ: الفقيه رسلان بْن عَبْد اللَّه بْن شعبان الشّارعيّ.

وَهُوَ والد الحافظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه، المعروف بابن بُصَيْلَة.

-‌

‌ حرف الصاد

-

208-

صالح بْن أَبِي القاسم خَلَف بْن عُمَر.

أَبُو الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ، الأوثبيّ، المالقيّ.

رَوَى عَنْ: مَنْصُور بْن الخير، وأبي الْحُسَيْن بْن الطّراوة.

ورحل فلقي بتلمسان أَبَا جَعْفَر بْن باقي، وأخذ عَنْهُ علم الكلام. ولقي بتونس عَبْد الرّزّاق الفقيه.

وأخذ بالمهديَّة عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه المازريّ.

وكان متقدّما فِي علم الكلام والعقليّات.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد، وأَبُو سُلَيْمَان ابْنَا حَوْط الله.

وتُوُفّي فِي رمضان وَلَهُ ستٌّ وثمانون سنة.

-‌

‌ حرف العين

-

209-

عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر [1] .

سيف الدّين، أَبُو القاسم المقدسيّ، الحنبليّ. أحد الأعلام.

وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وخمسمائة بجبل قاسيون. ورحل إلى بغداد،

[1] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: الوافي بالوفيات 17/ 370، 371 رقم 303، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 371- 373 رقم 178، وشذرات الذهب 4/ 285.

ص: 239

وسمع بها الكثير، وتفقَّه. قرأت أخباره بخطّ الحافظ الضّياء قَالَ: اشتغل بالفقه، والخلاف، والفرائض، والنَّحْو، وصار إماما، عالِمًا، ذكيّا، فطِنًا، فصيحا، مليح الإيراد، حَتَّى إنّني سَمِعْتُ بعض النّاس يَقُولُ عَنْ بعض الفقهاء إنَّه قَالَ: ما اعترض السّيف عَلَى مستدلّ إلّا ثلم دليلَه. وكان يتكلَّم فِي المسألة غير مستعجلٍ بكلامٍ فصيح من غير توقُف ولا تَتَعْتُع. وكان رحمه الله حَسَن الخَلْق والخُلُق، وكان أنكر منكَرًا ببغداد، فضربه الَّذِي أنكر عليه وكسر ثنيّته، ثُمَّ إنَّه مُكِّن من ذَلِكَ الرجل، فلم يقتصّ منه.

وسافرتُ معه إِلَى بيت المَقْدِس، فرأيت منه من ورعِه وحُسنِ خُلقِه ما تعجّبت منه.

قَالَ: وشهِدنا غَزَاةً مَعَ صلاح الدّين، فجاء ثلاثة فقهاء فدخلوا خيمة أصحابنا، فشرعوا فِي المناظرة، وكان الشَّيْخ الموفّق والبهاء حاضرين، فارتفع كلام أولئك الفقهاء، ولم يكن السّيف حاضرا، ثُمَّ حضر فشرع فِي المناظرة، فَمَا كَانَ بأسرع من أن انقطعوا من كلامِه.

وسمِعتُ البهاء عَبْد الرَّحْمَن يَقُول مرَّة: كَانَ أَبُو القاسم عَبْد اللَّه بْن عُمَر فِيهِ منَ الذّكاء والفطنة ما يدُهِش أَهْل بغداد. كَانَ يحفظ درس الشَّيْخ إذا أُلقي عليه من مرَّة أَوْ مرَّتين، وكنت أَنَا أتعب حَتَّى أحفظه.

وكان ورِعًا، يتعلّم منَ العماد ويسلك طريقه. وكان مبرّزا فِي علم الخلاف.

واشتغل بالنَّحو عَلَى الشّيخ أَبِي البقاء، فحفظ كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ. واشتغل بعلم العَرُوض وصنّف فِيهِ تصانيف [1] .

قَالَ الضّياء: تُوُفّي بحَرّان فِي شوّال. ورثاه سُلَيْمَان بْن النّجيب بقوله:

عَلَى مثلِ عَبْد اللَّه يُفترضُ الحزنُ

وتُسْفَح آماقٌ ولم يغتمِضْ جفْنُ

عليه بكى الدّين الحنيفيّ والتُّقَى

كَمَا قَدْ بكاه الفقه والذّهن والحسن

[1] في الأصل: «تصانيفا» .

ص: 240

ثوى لثواه كُلّ فَضْلٍ وسُؤْدُدٍ

وعِلمٍ جزيلٍ لَيْسَ تحمله البُدْنُ

وهي بضعة وستّون بيتا.

وقَالَ فِيهِ جبريل المُصْعَبيّ الْمَصْرِيّ:

صبْري لفَقْدِك عَبْد اللَّه مفقودُ

ووَجْدُ قلبي عليك الدَّهَر موجودُ

عدِمتُ صبري لمّا قِيلَ إنّك فِي

قبر بحرّان سيفَ الدّين مغمودُ

نبكي عليك بشَجْوٍ بالدّما كَمَا

تبكي التّعاليقُ حزنا والمسانيدُ

وللمشايخ تعديدٌ عليك كَمَا

للطّير فِي الرُّوح تغريدٌ وتعديدُ

وهي ستّة وعشرون بيتا.

210-

عَبْد الجبّار بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْعَزِيز [1] .

أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ، المخزوميّ، الفرّاش.

مصريّ قديم المولد [2] .

سَمِع فِي الكهولة من: عَبْد اللَّه بْن رفاعة.

211-

عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَلِيّ بْن قريش [3] .

أَبُو المجد المخزوميّ، الْمَصْرِيّ.

استُشْهِد فِي جُمادى الأولى بظاهر عكّا.

لَهُ رواية عَنِ: السِّلَفيّ.

212-

عَبْد الرَّحْمَن بن محمد بن غالب [4] .

[1] انظر عن (عبد الجبار بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 133 رقم 109.

[2]

قال المنذري: مولده سنة خمس وخمسمائة.

[3]

انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 146 رقم 110، وذيل الروضتين 2/ 182، وتاج العروس 2/ 528.

[4]

انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 139 رقم 114، وتكملة الصلة لابن الأبّار (مخطوط) 3/ ورقة 13، وتذكرة الحفاظ 4/ 1360، ومعرفة القراء الكبار 2/ 562 رقم 517، وغاية النهاية 1/ 379، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة (مخطوط) ورقة 178، 179.

وذكره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 21/ 150 دون أن يترجم له.

ص: 241

أَبُو القاسم الْأَنْصَارِيّ، القُرْطُبيّ المعروف بالشّرّاط.

أَخَذَ القراءات عَنْ: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي القاسم الحَجّاريّ، وأبي القاسم بْن رضا.

وسَمِع من: أَبِي القاسم بْن بَقِيّ، وأبي الْحَسَن بْن مغيث، وأبي عبد الله بن مكي، وأبي بكر بن العربيّ، وجماعة.

وأخذ الأدب عَنْ: أَبِي بَكْر بْن فندلة، وأبي الْوَلِيد بْن حَجّاج.

قَالَ الأَبّار [1] : وكان عارِفًا بالقراءات، رأسا فِي تجويدها، بصيرا بالعربيّة، زاهدا، ورِعًا، صاحب ليل، أقرأ النّاسَ القراءات والنَّحْو، وحدَّث.

رَوَى عَنْهُ: ابنه غالب، وابن أخته الأستاذ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد، وابنا حَوْط اللَّه، والحافظ أَبُو مُحَمَّد القُرْطُبيّ، وأَبُو عليّ الرّنديّ، وأَبُو مُحَمَّد بْن عطيّة، وأَبُو الْحُسَيْن بْن السّرّاج، وأَبُو يَحْيَى بْن عَبْد الرحيم.

وتُوُفّي فِي ثاني جُمادى الآخرة وَلَهُ خمس وسبعون سنة. ولم يتخلّف عَنْ جنازته كبيرُ أحدٍ، ودُفِن بمقبرة أمّ سَلَمَةَ بظاهر قُرْطُبة.

213-

عَبْد الرشيد بْن عَبْد الرّزّاق [2] .

الكَرْخيّ، الصُّوفيّ، أَبُو مُحَمَّد.

ذكره أَبُو شامة فِي «تاريخه» فِي ترجمة «إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد» فَقَالَ: جَرَت ببغداد واقعة، كَانَ ببغداد عَبْد الرّشيد، وكان ورِعًا عاملا، وكان ببغداد النّفيس الصُّوفيّ يضحك منه ويسخر بِهِ، وكان يدخل عَلَى الخليفة، فدخل يوما مدرسة دار الذَّهب فجعل يتمسخر، فَقَالَ لَهُ الكَرْخيّ: اتقِ اللَّه، نَحْنُ فِي بحث العلم وأنت تهزل. فدخل عَلَى الخليفة وبكى وقال: ضربني الكرخيّ وعيّرني.

فثار الخليفة وأمر بصلبه. فأُخرج وعليه ثوب ليصلبوه فَقَالَ: دعوني أُصلي رَكْعتين. فصلّى وصلبوه، فجاء أمر الخليفة لا تصلبوه وَقَدْ فات، فلعن النّاس

[1] في تكملة الصلة 3/ ورقة 13.

[2]

انظر عن (عبد الرشيد بن عبد الرزاق) في: مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 405، 406.

ص: 242

النّفيس واختفى. ورأى بعض الصّالحين الكَرْخيّ فِي النّومِ فَقَالَ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: أوقفني بَيْنَ يديه، فقلت: يا إلهي رضيتَ ما جرى عليّ؟ فَقَالَ:

أَوْ ما سَمِعْتُ ما قُلْتُ: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً 3: 169 [1] إنّي أردتُ أن تصل إلى درجة الشهداء.

214-

عَبْد المحمود بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [2] .

الفقيه الصالح أَبُو مُحَمَّد الواسطيّ، الشّافعيّ.

تفقَّه بواسط عَلَى أَبِي جَعْفَر هبة اللَّه بْن البُوقيّ.

وسَمِع بالكوفة من: أَبِي الْعَبَّاس بْن ناقة، وبالبصرة منَ الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد المواقيتيّ، وبمكّة منَ الْمُبَارَك بْن عَلِيّ الطّبّاخ.

ودرَّس وأفتى ومات كهلا فِي ربيع الأوّل بواسط.

215-

عَبْد المنعم ابْن الْمُقْرِئ الكبير أَبِي بَكْر يَحْيَى بْن خَلَف بْن النّفيس [3] .

الْإِمَام أَبُو الطّيّب الحِمْيَريّ، الأندلسيّ، الغَرْناطيّ، الْمُقْرِئ، المُكْتِب.

أخذ القراءات عَنْ والده، وعن: أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي الْحَسَن بْن ثَابِت الخطيب، وأبي عَبْد اللَّه النّوالشيّ، وأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل، وجماعة.

وروى عن: أبي بكر بن العربي، وأبي الحسن بْن مَوْهَب، والقاضي عِياض، وعبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن رضا، وجماعة.

ونزل مَرّاكُش مدّة، فأدّب بالقرآن زمانا وأقرأ القراءات.

[1] سورة آل عمران، الآية 169.

[2]

انظر عن (عبد المحمود بن أحمد) في: تاريخ ابن الدّبيثي (مخطوطة باريس 5922) ورقة 190، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 130، 131 رقم 105.

وذكره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 21/ 150 رقم 104، دون ترجمة.

[3]

انظر عن (عبد المنعم بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 130 رقم 104، وتكملة الصلة لابن الأبار (مخطوط) 3/ ورقة 40، والذيل والتكملة للمراكشي 5 ق 1/ 64، 65، وصلة الصلة لابن الزبير 16، وتذكرة الحفاظ 4/ 1360، ومعرفة القراء الكبار 2/ 556، 557، رقم 509، وغاية النهاية 1/ 471، والنجوم الزاهرة 6/ 112.

ص: 243

قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الأَبّار: أُخِذَ عَنْهُ ولم يكن بالضّابط لأسماء شيوخه مَعَ رداءة خطّه. وكان لَهُ حظُّ منَ العربيّة. ثُمَّ إنَّه حجّ وتجوّل فِي بلاد المشرق، وسكن الإسكندريّة وحدّث بها، وأقرأ القراءات، وسَمِع فيها [1] هناك «الموطّأ» أَبُو الْحَسَن بْن خيرة.

قُلْتُ: وقرأ عليه القراءات أَبُو القاسم بْن عِيسَى.

وسَمِع منه: عَلِيّ بْن المفضّل الحافظ، والفقيه أَبُو البركات مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البَلَويّ.

وتُوُفّي فِي ربيع الأوّل، ويُعرف بابن الخُلوف.

216-

عَبْد الواحد بْن أَبِي الفتح بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَصِيَّة [2] .

أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ، الحربيّ.

وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى.

217-

عَبْد الوهَّاب بْن عَبْد الصَّمد بْن مُحَمَّد بْن غِياث.

أَبُو مُحَمَّد الصَّدَفيّ، نزيل مالقة.

سَمِع: أَبَا بَكْر بْن العربيّ، وأبا الْوَلِيد بْن بقوة.

وأخذ عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه النّوالشيّ كثيرا من كتب القراءات.

وولّي القضاء، وحدّث.

وَقُتِلَ رحمه الله بإشبيليّة فِي فتنة الْجُرَيْري، وصُلِب فِي هَذِهِ السّنة.

218-

عُثْمَان بْن سعادة بْن غنيمة [3] .

اللّبّان المعّاز.

سمع من ابن ناصر.

[1] في الأصل: «منها» .

[2]

انظر عن (عبد الواحد بن أبي الفتح) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 138، 139 رقم 113، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5922) ورقة 174، والمشتبه 2/ 463.

[3]

انظر عن (عثمان بن سعادة) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5922) ورقة 207، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 149 رقم 128.

ص: 244

219-

عُثْمَان بْن الْحَسَن بْن قُدَيْرة [1] .

أَبُو عَمْرو الْبَغْدَادِيّ، الدّقّاق.

حدَّث عَنْ: أَبِي البدر إِبْرَاهِيم الكَرْخيّ، وغيره.

220-

عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] .

أَبُو الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ [3] ، الضّرير، الْمُقْرِئ، الفقيه.

سَمِع: أبا القاسم بْن الحُصَيْن، وأبا غالب بْن البنّاء، وأبا القاسم بْن السَّمَرْقَنْدِيّ.

وحدّث [4] .

221-

عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن شعيب.

أَبُو مُوسَى الغافقيّ، الورّاق.

رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن العربيّ، وأبي الفضل بن الأعلم، وجماعة.

[1] انظر عن (عثمان بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 128 رقم 100، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5922) ورقة 207.

[2]

انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: مشيخة النعال 95- 97، والتقييد لابن نقطة 415 رقم 552، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 312، والتاريخ المجدّد لابن النجار (مخطوطة باريس) ورقة 7، 8، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 366- 368، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 131 رقم 106، وشذرات الذهب 4/ 286.

[3]

يضاف إلى نسبته «البراندسي» كما في المصادر.

[4]

وقال ابن نقطة: وكان شيخا صالحا ديّنا عابدا، صحيح القراءات والسماع، ثقة فاضلا، قاله لي أبو المعالي محمد بن أحمد بن شافع. (التقييد) .

وقال المنذري: مولده سنة ثمانين وأربعمائة. (التكملة 1/ 131) . وعلّق ابن رجب على ذلك بقوله: وأمّا قوله إن مولده سنة ثمانين وأربعمائة فغلط محض، فإنه على قوله يكون قد جاوز المائة بست سنين، فأين آثار ذلك من تفرّده عن أقرانه بالسماع من الشيوخ ثم قد سبق أن القطيعي سأله عن مولده فذكر ما دلّ على أنه قبل الخمس مائة بنحو سنتين، وهذا هو الصحيح. (الذيل 1/ 368) .

أما ابن النجار فقال- نقلا عن ابن الجوزي، وابن مشّق- إن مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة- (ذيل تاريخ بغداد 15/ 312) .

ونقل ابن العماد عن أبي الحسن القطيعي قوله: سألته عن مولده، فقال: ما أعلم، ولكنّي ختمت القرآن سنة ثمان وخمسمائة. (شذرات 4/ 286) والله أعلم.

ص: 245