الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويُعجبني أهلُ الحديثِ لصِدْقِهم
…
مَدَى الدَّهر فِي أفعالهم والتَّكَلُّمِ
[1]
تُوُفّي رحمه الله فِي ربيع الآخر وَلَهُ ثمانٌ وثمانون سنة.
318-
نَصْر بْن أَبِي مَنْصُور [2] .
المؤدّب المعروف بالحَكَم الشّاعر.
تُوُفّي فِي هَذِهِ السّنة أيضا.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ من شِعره ابن الدُّبِيثيّ هذين البيتين:
ولمّا رَأَى ورْدًا بخدّيه يُجْتَنَى
…
ويُقطَفُ أحيانا بغير اختياره
أقام عليه حارسا من جُفُونِهِ
…
وسَلَّ عليه مُرْهفًا من عِذارِه
قُلْتُ: لو قَالَ «وسيّجه صونا بآسِ عِذاره» لكان أحسَن.
-
حرف الياء
-
319-
يَحْيَى بْن عَبْد الجليل [3] بْن مُجْبَر [4] .
أَبُو بَكْر الفِهْريّ، المُرْسِيّ، ثُمَّ الإشبيليّ، شاعر الأندلس فِي زمانه بلا مُدافعة.
أَخَذَ الأدب عَنْ شيوخ مُرْسِيَة، ومدح الملوك والأمراء، وشهد لَهُ بقوّة عارضته، وسلامة طبْعه قصائدُهُ البديعة الّتي سارت أمثالا، وبَعُدت عَلَى قُربها منالا.
[1] الأبيات في الذيل على طبقات الحنابلة باختلاف ألفاظ.
[2]
انظر عن (نصر بن أبي منصور) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ج 15.
[3]
انظر عن (يحيى بن عبد الجليل) في: بغية الملتمس 503، 504 رقم 1480، وتكملة الصلة لابن الأبّار 3/ 132، ووفيات الأعيان 7/ 13، 14، (في ترجمة يعقوب بن عبد المؤمن سلطان المغرب) ، وزاد المسافر للتجيبي 9، والروض المعطار 201، 202، 342، 343، 415، 479، 568، والعبر 4/ 267، وسير أعلام النبلاء 21/ 215، 216 رقم 105، وفوات الوفيات 4/ 275- 277 رقم 570، ونفح الطيب للمقّري 3/ 237، وكشف الظنون 768، وهدية العارفين 2/ 521، والأعلام 9/ 187، 188، ومعجم المؤلفين 13/ 204.
[4]
تحرّف في معجم المؤلفين إلى: «مجير» .
أَخَذَ عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن حسّان، وغيره.
تُوُفّي بمَرّاكُش ليلة عيد النَّحْر فِي الكهولة.
وقيل: تُوُفّي سنة سبْع [1] الماضية.
وَلَهُ:
لا تغبط المُجْدِبَ فِي عِلْمِهِ
…
وإنْ رأيتَ الخِصْبَ فِي حالِهِ
إنّ الَّذِي ضيَّع من نفسِهِ
…
فوقَ الَّذِي ثَمَّرَ من مالِهِ
وَلَهُ أيضا:
إن الشدائدَ قَدْ تَغشى الكريمَ
…
لأنْ تبين فضلَ سجاياه وتوضحُه
كمِبْرَدِ القين إذْ يَعْلُو الحديدَ بِهِ
…
وليس يأكُلُهُ إلّا ليُصْلحُه
ذكره أَبُو عَبْد اللَّه الأَبّار فِي «تكملة الصّلة» [2] وبالغ فِي وصفه.
ولابن مُجْبَر ديوان أكثر ما فِيهِ منَ المدائح فِي السّلطان يعقوب صاحب المغرب. فَمنْ ذَلِكَ هَذِهِ القصيدة البديعة:
أتُراه يتركَ الغَزَلا [3]
…
وعليه شبَّ واكْتَهَلا
كلِفٌ بالغِيد ما عِلقَت [4]
…
نفسْهُ السلوانَ مُذْ عَقَلا
غير راضٍ عَنْ سجيَّةِ مَنْ
…
ذاقَ طعَمَ الحُبّ ثُمّ سلا
أيُّها اللُّوّامُ ويْحَكُمُ
…
إنّ لي عَنْ لَوْمكُم شُغُلا
نَظَرَتْ عيني لشِقْوَتِها
…
نظراتٍ وافقَتْ أَجَلا
غادة لمّا مَثَلْتُ لها
…
تركتني في الهوى مثلا
[1] بها ورّخه ابن خلّكان 7/ 14.
[2]
ج 3/ 132.
[3]
في هامش الأصل كتب بالخط نفسر: «العذلا» ، وكذا في سير أعلام النبلاء. و P المثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، وفوات الوفيات.
[4]
في وفيات الأعيان 7/ 13 «عقلت» ، والمثبت من الأصل، وسير أعلام النبلاء، وفوات الوفيات.
خشيت [1] أنّي سأحرقها [2]
…
إذ رأيت رأسي قَدِ اشتعلا
يا سراةَ الحيّ مثلُكُم
…
يتَلافَى الحادثَ الْجَلَلا
قَدْ نزلنا فِي جواركُم
…
فشَكَرْنا ذَلِكَ النُّزُلا
ثُمّ واجهْنا ظِباءكُم
…
فلقِينا الهَوْلَ والوَهَلا
أَضَمِنْتُم أمْنَ جِيرتكمْ
…
ثُمّ ما أمّنْتُمُ [3] السُّبُلا
ليتنا نلقى [4] السيوفَ ولم
…
نلقَ تِلْكَ الأعينَ النُّجُلا
أشرعوا الأعطاف مايسة [5]
…
حين أشرعنا القنا الذُّبُلا
واستفزَّتنا عيونُهُم
…
فخلعنا البَيْضَ والأَسَلا
نُصروا بالحُسْن فانْتَهَبُوا
…
كُلّ قلبٍ بالهوى خُذِلا [6]
عطَّلَتْني الغِيدُ مِن جَلَدي
…
وأنا حلَّيْتُها الغَزَلا
حملت نفسي عَلَى فَنَنٍ [7]
…
سُمْتها صبْرًا فَمَا احتملا
ثُمّ قَالَت [8] سوف نتركها
…
سَلَبًا للحبّ أو نقلا
قلتُ: أمّا وَهْيَ قَدْ علِقَتْ [9]
…
بأميرِ المؤمنين، فلا
ما عدا تأميلها ملْكًا
…
مَنْ رآه أدْرَكَ الأَمَلا
فإذا ما الجودُ حركَّه
…
فاض في كفّيه [10] فانهملا
[1] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 21/ 216، وفي وفيات الأعيان، وفوات الوفيات:
«حسبت» .
[2]
في فوات الوفيات: «سأحزنها» .
[3]
في وفيات الأعيان 7/ 14: «آمنتم» ، والمثبت يتفق مع: فوات الوفيات 4/ 276.
[4]
في وفيات الأعيان 7/ 14: «خضنا» ، ومثله في: فوات الوفيات.
[5]
في وفيات الأعيان 7/ 14: «ناعمة» ، ومثله في: فوات الوفيات، وسير أعلام النبلاء.
[6]
في وفيات الأعيان 7/ 14: «جذلا» ، والمثبت يتفق مع: سير أعلام النبلاء، وفوات الوفيات.
[7]
في وفيات الأعيان: «فتن» .
[8]
في سير أعلام النبلاء: «قالوا» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، وفوات الوفيات.
[9]
في سير أعلام النبلاء: «قلت أو ما وهي عالقة» ، والمثبت يتفق مع: وفيات الأعيان، وفوات الوفيات.
[10]
في وفيات الأعيان: «فاض من يمناه» .
وهي مائة وتسعة [1] أبيات.
وَلَهُ يمدح يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن أيضا.
دعا الشوقُ قلبي والرّكائب والرّكبا
…
فلبَّوا جميعا وَهُوَ أوّل من لبَّى [2]
وظَلْنا نَشَاوَى للّذي بقلوبنا
…
نخال الهوى كأسا وتحَسبُنا شرْبا
أرق نفوسا عند ما نصف الهوى
…
وأقسى قلوبا عند ما نشهدُ [3] الحربا
ويؤلمنا لَمْعُ البُرُوقِ إذا بدا
…
ويَصْرَعُنا نَفْحُ النسيمِ إذا هبّا
يقولون: داوِ القلب تسل [4] عن الهوى
…
فقلت: لَنِعْمَ الرأيُ لو أنّ لي قلْبا
[5]
320- يزيد بْن مُحَمَّد بْن يزيد بْن رفاعة [6] .
أَبُو خَالِد اللَّخْميّ، الغَرْناطيّ، المحدّث.
قَدْ مرَّ فِي سنة خمسٍ وثمانين.
وقَالَ ابن الزّبير: كان من جلّة الشّيوخ، وثقات الرّواة، عارفا بالأسانيد، يعط ويُقرِئ. وكان مُكثرًا. أكثرَ عَنْ أَبِي مُحَمَّد الرشاطيّ. وسمّى جماعة.
ثُمّ افتقر واحتاج بدخول النَّصارى المَرِيَّة، فجلس يؤدّب.
مات من عَطْسةٍ في المحرّم سنة ثمان وثمانين.
[1] في وفيات الأعيان: 7/ 14 «مائة وسبعة أبيات» .
[2]
في الأصل: «لبّا» .
[3]
في الأصل: «نسهد» .
[4]
في سير أعلام النبلاء «يسل» .
[5]
في سير أعلام النبلاء 21/ 216 البيتان الأول والأخير فقط، وفي الروض المعطار 343 الأول والثاني، وذكر بيتا ثالثا ليس هنا:
إذا القضب هزّتها الرياح تذكّروا
…
قدود الحسان البيض فاعتنقوا القضبا
[6]
تقدّمت ترجمته برقم (199) .
[مواليد السنة] وفيها وُلِد:
إِسْمَاعِيل بْن عَبْد القويّ بْن عزون، وتاج الدّين عَلِيّ بْن أحمد بن القسطلانيّ، والصّاحب كمال الدّين عُمَر بْن العديم، والضّياء زُهير بْن عُمَر الزُّرَعيّ، والكمال إِسْحَاق بْن خليل الشَّيْبَانِيّ قاضي زُرَع، وعمر بْن أَبِي الفتح بْن عوة الْجَزَريّ التّاجر، ويحيى بْن شجاع بن ضرغام صاحب ابن المفضّل المَقْدسيّ.