الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووثق بِهِ فِي حفظها، فنازلها صلاح الدّين وأخذها. وامتنع عليه الحصن يوما، وتسلّمه بالأمان [1] .
وسار إلى اللّاذقيَّة، وهي بلد كبير عَلَى السّاحل، بها قلعتان عَلَى تلّ، ولها ميناء مِن أحسن المواضع، وهي من أطيب البلاد، فحصرها أيّاما، وافتتحها، وأخذ منها غنائم كثيرة [2] ، ثُمَّ نازل القلعتين، وغلّقت النّقوب، فصاحوا بالأمان، وساروا إلى أنطاكية.
قَالَ العماد: ولقد كثر تأسُّفي عَلَى تِلْكَ العمارات كيف زالت، وعلى تِلْكَ الحالات كيف حالت.
[فتح صهيون]
وسار فنازل صهيون، وهي حصينة فِي طرف الجبل، لَيْسَ لها خندق محفور إلّا من ناحية واحدة، طوله ستّون ذراعا، نُقِر فِي حجر، ولها ثلاثة أسوار. وكان عَلَى قُلتها عَلَمٌ طويل عليه صليب. فَلَمَّا شارفها المسلمون وقع الصّليب، فاستبشروا ونصبوا عليها المناجيق، وأخذوها بالأمان فِي ثلاثة أيّام [3] ، ثُمَّ سلّمها إلى الأمير ناصر الدّين منكورس [4] بْن الأمير خُمارتِكِين، فسكنها وحصَّنها. وكان من سادة الأمراء وعُقلائهم. تُوُفّي وَهُوَ مالك صهيون. وولي بعده ولده مظفّر الدّين عُثْمَان، ثمّ وليها بعده سيف الدّين مُحَمَّد بْن عثمان إلى بعد السّبعين وستّمائة.
[فتح الحصون الشمالية]
وبثَّ السّلطان عسكره وأولاده فأخذوا حصون تلك النّاحية مثل
[1] الكامل 12/ 7.
[2]
الكامل 12/ 9، مشارع الأشواق 2/ 938.
[3]
مشارع الأشواق 2/ 938.
[4]
في الكامل 12/ 11 «منكوبرس» .