الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسعين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
373-
أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن يوسف [1] .
أَبُو الخير الطّالقانيّ القزْوينيّ، الفقيه الشّافعيّ، الواعظ، رضيّ الدّين، أحد الأعلام.
وُلِد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين.
وتفقّه عَلَى الفقيه أَبِي بَكْر بْن مَلَكداذ بْن عَلِيّ العَمْركيّ، ثُمّ ارتحل إِلَى نيسابور.
[1] انظر عن (أحمد بن إسماعيل) في: الأنساب 8/ 178، 179، واللباب 2/ 269، ورحلة ابن جبير 197، 198، والتقييد لابن نقطة 131 رقم 147، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 163، 164، ومشيخة النعال 116- 118، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 443، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 200- 202 رقم 224، وذيل الروضتين 6، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 144- 148، وتاريخ إربل 1/ 123، ووفيات الأعيان 4/ 396، 401، وآثار البلاد وأخبار العباد 402، والمختصر المحتاج إليه 1/ 174- 176، وتذكرة الحفاظ 4/ 1356، والعبر 4/ 271، 272، والإعلام بوفيات الأعلام 243، وسير أعلام النبلاء 21/ 190- 193 رقم 94، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 7- 13، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) ورقة 24 أ، ومرآة الجنان 3/ 466، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 139 ب، والبداية والنهاية 13/ 9، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 322، 323، والعقد المذهب لابن الملقن (مخطوط) ورقة 69، والوافي بالوفيات 6/ 253، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 46- 48 رقم 33، والعسجد المسبوك 2/ 225، 226، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 357، 358، رقم 323، وغاية النهاية 1/ 39، وذيل التقييد للفاسي 1/ 297 رقم 592، وعقد الجمان للعيني (مخطوط) 17/ ورقة 186، 195، والنجوم الزاهرة 6/ 134 و 136، وطبقات المفسّرين للسيوطي 11، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 32، وشذرات الذهب 4/ 300، وسلّم الوصول لحاجي خليفة (مخطوط) ورقة 72، وهدية العارفين 1/ 88، والرسالة المستطرفة 160، والأعلام 1/ 93، ومعجم المؤلفين 1/ 168، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 211 رقم 29.
وتفقّه عَلَى مُحَمَّد بْن يَحْيَى الفقيه حَتَّى برع فِي المذهب.
وسَمِع الكثير من: أَبِيهِ، ومن: أَبِي الْحَسَن بْن عَلِيّ الشّافعيّ القَزْوينيّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل الفُرَاوِيّ، وزاهر الشّحّاميّ، وعبد المنعم بْن القُشَيْريّ، وعبد الغافر بْن إِسْمَاعِيل الفارسيّ، وعبد الجبّار الخواريّ، وهبة اللَّه بْن سهل السّيّديّ، وأبي نصر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأَرْغِيانيّ، ووجيه بْن طاهر.
وسَمِع بالطَّابَرَان من: مُحَمَّد بْن المنتصر المَتُّوثيّ [1] : وببغداد من: أَبِي الفتح بْن البَطّيّ. ودرّس ببلده مدّة، ثُمّ درّس ببغداد فِي سنة بضعٍ وخمسين ووعظ، وخُلِع عليه، وعاد إِلَى بلده، ثُمّ قدمها قبل السّبعين وخمسمائة. ودرّس بالنّظاميّة.
قَالَ ابن النّجّار: كَانَ رئيس أصحاب الشّافعيّ، وكان إماما فِي المذهب، والخلاف، والأصول، والتّفسير، والوعظ.
حدّث بالكتب الكبار ك «صحيح مسلم» ، و «مسند إسحاق» ، و «تاريخ نيسابور» للحاكم، و «السّنن الكبير» [2] للبيهقيّ، و «دلائل النّبوّة» و «البعث والنُّشُور» لَهُ [3] أيضا. وأملى عدّة مجالس، ووعظ، ونَفَقَ كلامه عَلَى النّاس، وأقبلوا عليه لحسن سَمْته، وحلاوة منطقه، وكثْرة محفوظاته.
ثُمّ قدِم ثانيا، وعقد مجلس الوعظ، وصارت وجوه الدّولة ملتفتة إِلَيْهِ، وكثُر التَّعصُب لَهُ منَ الأمراء والخواصّ، وأحبّه العوامّ. وكان يجلس بالنّظاميّة، ويجامع القصر، ويحضر مجلسه أممٌ. ثُمّ وُلّي تدريس النّظاميّة سنة تسعٍ وستّين، وبقي مدرّسها إِلَى سنة ثمانين وخمسمائة، ثمّ عاد إلى بلده [4] .
[1] المتّوثي: بفتح الميم، وضم التاء المثلّثة المشدّدة ثالث الحروف، وفي آخرها الثاء المثلّثة. هذه النسبة إلى متّوث، وهي بليدة بين قرقوب وكور الأهواز. (الأنساب 11/ 125، 126) .
[2]
مطبوع باسم «السنن الكبرى» .
[3]
أي للبيهقي، وقد نشره مركز الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت 1406 هـ. / 1986 م.
بتحقيق الشيخ عامر أحمد حيدر.
[4]
المستفاد 47.
وكان كثير العبادة والصَّلاة، دائم الذّكر، قليل المأكل. وكان مجلسه كثير الخير، مشتملا عَلَى التّفسير، والحديث، والفقه، وحكايات الصّالحين من غير سَجَع، ولا تزويقِ عبارةٍ ولا شِعْر. وَهُوَ ثقة فِي روايته.
وقيل إنَّه كَانَ لَهُ في كلّ يومٍ ختْمةٌ مَعَ دوام الصّوم. وقيل إنَّه يُفْطِر عَلَى قُرْصٍ واحد [1] .
وقَالَ ابن الدُّبِيثيّ [2] : أملى عدّة مجالس، وكان مقبِلًا عَلَى الخير، كثير الصَّلاة، لَهُ يدٌ باسطةٌ فِي النّظر، واطّلاع عَلَى العلوم، ومعرفة بالحديث.
وكان جمّاعة للفنون، رحمه الله.
رجع إِلَى بلده سنة ثمانين، فأقام بها مشتغلا بالعبادة إِلَى أن تُوُفّي فِي محرَّم سنة تسعين.
وقَالَ الحافظ عَبْد العظيم [3] : حكى عَنْهُ غيرُ واحدٍ أَنَّهُ كَانَ لا يزال لسانه رطبا من ذكر اللَّه [4] .
تُوُفّي فِي الثّالث والعشرين منَ المحرَّم.
وأنبأني ابن البُزُوريّ أَنَّهُ أوّل من تكلّم بالوعظ بباب بدر الشّريف.
[1] وقال ابن الدمياطيّ نقلا عن ابن النجار: وكان كثير العبادة، دائم الذكر، كثير الصلاة والصيام والتهجّد والتقلّل من الطعام، حتى ظهر ذلك على وجهه وغيّر لونه. وكان لا يفتر لسانه من التسبيح في جميع حركاته وسائر أحواله. (المستفاد 47) .
[2]
في تاريخه، ورقة 163، والمختصر 1/ 175.
[3]
في التكملة 1/ 201.
[4]
قاله أيضا ابن نقطة في التقييد 131.
وقال الرافعي القزويني: إمام كثير الخير والبركة، نشأ في طاعة الله، وحفظ القرآن وهو ابن سبع على ما بلغني، وحصّل بالطلب الحثيث العلوم الشرعية، حتى برع فيها رواية ودراية، وتعليما وتذكيرا وتصنيفا، وعظمت بركته وفائدته بين المسلمين، وكان مديما للذكر وتلاوة القرآن في مجيئه وذهابه، وقيامه وقعوده، وعامّة أحواله.
سمعت غير واحد ممن حضر عنده، بعد ما قضى نحبه، ولقيه على المغتسل، قبل أن ينقل إليه أن شفتيه كانت تتحرّكان كما كان يحرّكهما طول عمره، بذكر الله تعالى، وكان يقرأ عليه العلم وهو يصلّي، ويقرأ القرآن ويصغي مع ذلك إلى القراءة، وقد ينبّه القارئ على زلّته.
(التدوين) .
قُلْتُ: هُوَ مكان كَانَ يحضر فِيهِ وعظه الْإِمَام المستضيء من وراء حجاب، وتحضر الخلائق، فكان يعظ فِيهِ القَزْوينيّ مرّة، وابن الجوزيّ مرةً.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ «مُسْنَد إِسْحَاق بْن راهَوَيْه» [1] أَبُو البقاء إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد المؤدّب البغداديّ.
وروى عَنْهُ: ابن الدُّبِيثيّ، ومُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَبِي سهل الواسطيّ، والموفّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف، وبالغ فِي الثّناء عليه وقَالَ: كَانَ يعمل فِي اليوم واللّيلة، ما يعجز المجتهد عَنْ عملهِ فِي شهر، ولمّا ظهر التَّشَيُّع فِي زمان ابن الصّاحب التمس العامّة منه يوم عاشوراء عَلَى المِنْبر أن يلعن يزيد فامتنع، ووثبوا عليه بالقتل مرّات، فلم يُرَعْ، ولا زَلَّ لَهُ لسانٌ ولا قَدَم، وخلص سليما. وسافر إِلَى قزوين.
قَالَ: وَفِي أيّام مجد الدّين ابن الصّاحب صارت بغداد بالكَرْخ، وجماعةُ منَ الحنابلة تشيّعوا، حَتَّى إنّ ابن الجوزيّ صار يسجع ويُلْغِز، إلّا رَضِيَ الدّين القَزْوينيّ، فَإنَّهُ تصلّب فِي دِينه وتشدّد [2] .
[1] هو تحت الطبع حاليا في دار الكتاب العربيّ، بيروت، بتحقيق السيد «محمد المفتي» .
[2]
وقال الإمام زكريا القزويني في آثار البلاد وأخبار العباد- ص 402) : حكي (عن أبي الخير) أنه كان في بدء أمره يتفقّه، فأستاذه يلقّنه الدرس ويكرّر عليه مرارا حتى يحفظه، فما حفظ، حتى ضجر الأستاذ وتركه لبلادته، فانكسر هو من ذلك ونام الأستاذ، فرأى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ له: لم آذيت أحمد؟ قال: فانتبهت، وقلت: تعال يا رضيّ الدين حتى ألقنك! فقال: بشفاعة النبيّ تلقّنني! ففتح الله تعالى عليه باب الذكاء حتى صار أوحد زمانه علما وورعا، ودرس بالمدرسة النظامية ببغداد مدّة، وأراد الرجوع إلى قزوين فما مكّنوه، فاستأذن للحجّ وعاد إلى قزوين بطريق الشام. وكان له بقزوين قبول ما كان لأحد قبله ولا بعده. يوم وعظه يأتي الناس بالوضوء حتى يحصّلوا المكان. ويشتري الغنيّ المكان من الفقير الّذي جاء قبله. وما سمعوا منه يروونه عنه كما كانت الصحابة تروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحكي أن الشيخ كثيرا ما كان يتعرّض للشيعة، وكان على باب داره شجرة عظيمة ملتفّة الأغصان، فإذا في بعض الأيام رأوا رجلا على ذلك الشجر، فإذا هو من محلّة الشيعة، قالوا: إن هذا جاء لتعرّض الشيخ! فهرب الرجل، وقال الشيخ: لست أقيم في قزوين بعد هذا!.
وخرج من المدينة، فخرج بخروجه كل أهل المدينة والملك أيضا. فقال: لست أعود إلّا بشرط أن تأخذ مكواة عليها اسم أبي بكر وعمر، وتكوي بها جباه جمع من أعيان الشيعة الذين أعيّن عليهم. فقبل منه ذلك وفعل، فكان أولئك يأتون والعمائم إلى أعينهم حتى لا يرى الناس الكيّ.
قُلْتُ: ورّخه فِي هَذِهِ السّنة ابن الدُّبِيثيّ [1] ، والزّكيّ المُنْذريّ [2] .
وورَّخه ابن النّجّار سنة تسعٍ وثمانين فِي المحرّم [3] ، ورواه عَنْ ولده أَبِي المناقب مُحَمَّد بْن أَحْمَد، رحمه الله [4] .
374-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [5] .
أَبُو الْعَبَّاس الشّافعيّ، الواعظ، فخر الدّين بْن فُويرة [6] .
قدِم دمشق ووعظ بها، وبمصر. وحصل لَهُ قبول تامّ. وكان حُلْوَ الإيراد.
تُوُفّي فِي شوال [7] .
375-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [8] .
أَبُو بكر الأصبهانيّ، الْجُورْتانيّ [9] ، الحنبليّ الحمّاميّ.
سَمِع من: سَعِيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيْرفيّ، وغيره.
وتُوُفّي قبل والده بأيّام أو بأشهر.
[1] في تاريخه، ورقة 164.
[2]
في التكملة 1/ 201.
[3]
انظر المستفاد لابن الدمياطيّ 48.
[4]
ذكره ابن السمعاني في (الأنساب) فقال: كان شابا صالحا، سديد السيرة، سمع معنا الحديث بنيسابور عن أَبِي عَبْد اللَّه الفُرَاوِيّ، وأبي القاسم الشّحّاميّ، وسمع معنا الكتب الكبار، ورحل إلى طوس معي لسماع «التفسير» للثعالبي، وحمدت سيرته وصحبته، وشرع في الوعظ، وقبله الناس، وخرج إلى بلاده، ونفق سوقه بها، وقد بلغني عنه الخبر في سنة نيّف وأربعين وخمسمائة أنه نعي بقزوين. والله أعلم!.
[5]
انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: طبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 139 ب، 140 أ، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 102. والتكملة لوفيات النقلة 1/ 211 رقم 245،
[6]
هكذا في الأصل. وفي طبقات ابن كثير: «ابن النويرة» .
[7]
ومولده سنة 522 هـ.
[8]
انظر عن (أحمد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 213 رقم 251، وفيه أضاف صديقنا الدكتور بشار عوّاد معروف (معجم البلدان) إلى مصادره، فوهم بذلك لأن المذكور في المعجم هو «المصلح محمد» والد صاحب هذه الترجمة، وسيأتي برقم 403 وهو المولود سنة 405 هـ. ولم يذكر ياقوت «أحمد» هذا.
[9]
الجورتاني: قال ياقوت: بعد الراء تاء مثنّاة، وألف، ونون، من قرى أصبهان.
376-
أَحْمَد بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الْعَبَّاس بْن المأمون الهاشميَ الْعَبَّاسيّ، المأمونيّ.
نقيب العبّاسيّين. ببغداد، ويُعرف بابن الزّوال.
تُوُفّي ببغداد فِي صَفَر، وَلَهُ سماعٌ نازِلٌ من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن ذاكر الأصبهانيّ.
377-
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن يعقوب بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ، البَلَنْسيّ، المحدّث، نزيل الإسكندريّة، يُعرف بابن الجمش.
رحل وحجّ واستوطن الإسكندريّة، فأكثر الكتابة عَنِ: السِّلَفيّ، وبدر الحبشيّ، وأبي طاهر بن عوف.
وخطّه كيّس مغربيّ، رفيع. نسخ شيئا كثيرا، وزهد فيما بعد وتنسّك، وأقبل على شأنه.
وكان ينفق في الشّهر أقلّ من درهمين يتقنّع بها. وكان حافظا، فهما، متيقّظا.
توفّي في آخر السّنة في ذي الحجّة، وقيل في السّابع والعشرين من ذي القعدة.
378-
إبراهيم بن مسعود بن حسّان [3] .
أبو إسحاق الضّرير، الرّصافيّ، النّحويّ المعروف بالوجيه الذّكيّ.
[1] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 203 رقم 227، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 237.
[2]
انظر عن (إبراهيم بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 211، 212 رقم 247.
[3]
انظر عن (إبراهيم بن مسعود) في: معجم الأدباء 1/ 321، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 267، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 206 رقم 234، وإنباه الرواة 1/ 189، والمختصر المحتاج إليه 1/ 237، والتلخيص لابن مكتوم (مخطوط) ورقة 34، ونكت الهميان 91، والوافي بالوفيات 6/ 146 رقم 2589، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة (مخطوط) ورقة 77، وبغية الوعاة 1/ 432.