الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان مُكثِرًا. وَهُوَ أخو عَبْد الواحد.
-
حرف القاف
-
266-
قزل أرسلان [1] .
أخو البهلوان مُحَمَّد بْن إلدكز [2] .
ولّي أذربيجان، وأرّان، وهَمَذَان، وأصبهان، والرّيّ بعد أَخِيهِ. وَقَدْ كَانَ سار إلى أصبهان والفِتّن بها متّصلة بَيْنَ المذاهب، وَقَدْ قُتِلَ خلْق، فقبض عَلَى جماعة منَ الشّافعيَّة فصلب بعضهم، وعاد إلى هَمَذَان، وخطب لنفسه بالسّلطنة.
وكان فِيهِ كَرَم وعدْل وحلْم فِي الجملة.
قُتِلَ ليلة عَلَى فراشه غِيلة، ولم يُعرف قاتله، وذلك فِي شعبان [3] . قاله ابن الأثير [4] .
-
حرف الميم
-
267-
محمد بن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن وضّاح [5] .
أَبُو القاسم اللَّخْميّ، الغرناطيّ.
أَخَذَ القراءات عَنْ: أَبِي الْحُسَيْن بْن هُذَيْل.
وحجَّ فأخذ القراءات بمكة عَنْ: أبي عليّ بن العرجاء سنة سبع وأربعين.
[1] انظر عن (قزل أرسلان) في: الكامل في التاريخ 12/ 75، 76، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 406 (وفيات 586 هـ.) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 81، والعبر 4/ 262، وتاريخ ابن الوردي 2/ 104، والعسجد المسبوك 2/ 215 وفيه «قرا» ، ومآثر الإنافة 2/ 57، 58، وشذرات الذهب 4/ 289.
[2]
تصحّف في شذرات الذهب 4/ 289 إلى «الزكر» .
[3]
جاء في مآثر الإنافة أنه مات سنة 586 هـ.
[4]
في الكامل 12/ 76.
[5]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 544، والذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة 6/ 104، ومعرفة القراء الكبار 2/ 571 رقم 527، وغاية النهاية 2/ 46، ونفح الطيب 2/ 160.
وحجّ ثلاث حجج. ودخل بغداد، ثمّ ردّ واستوطن جزيرة شقر خطيبا ومقرئا بلا معلوم. وكان زاهدا قانتا واحدا في وقته، يشار إليه بإجابة الدّعوة.
أخذ عنه: ابنه أبو بكر محمد بن محمد، وأبو عبد الله بن سعادة.
268-
محمد بن أحمد بن سلطان [1] .
أبو الفضل الواسطيّ، الغرّافيّ.
حدّث عَنْ: أَبِي عليّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الفارقيّ.
والغَرَّاف: من سواد واسط.
269-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه [2] .
أَبُو عَبْد اللَّه الْجَمَديّ، والْجَمَد: قرية بِدُجَيْل.
سكن بغداد، وسَمِع من: أَبِي البدر الكَرْخيّ، وعبد الوهَّاب بْن الأَنْماطيّ، وسعد الخير الأندلسيّ، وطائفة.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن خَالِد الحربيّ.
وكان صالحا خيّرا، مُجاوِرًا بجامع الرّصافة [3] .
270-
محمد بن الحسن بن محمد [4] .
أبو عبد اللَّه الرَّاذانيّ [5] ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيّ.
كَانَ من أولاد المشايخ.
سَمِع: أَبَا بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبا القاسم بْن السّمرقنديّ.
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 154، 155 رقم 139.
[2]
انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 116، 117 رقم 81، والمشتبه 1/ 169، وتوضيح المشتبه 2/ 392.
[3]
ورّخ المنذري وفاته في سنة 585 هـ.
[4]
انظر عن (محمد بن الحسن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 156 رقم 142، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي 1870) ورقة 31، والمختصر المحتاج إليه 1/ 34، 35، وتاج العروس 2/ 563.
[5]
قال المنذري: وهو منسوب إلى راذان العراق، وليس هو من راذان المدينة.
سَمِع منه: مُحَمَّد بْن محمود بْن المعزّ الحرَّاني، وغيره.
تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
271-
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم ابْن شيخ الشّيوخ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد [1] .
النَّيْسابوريّ، الصُّوفيّ.
صحِب جَدّه، وسَمِع منه، ومن: أَبِي الفتح عَبْد الملك الكَرُوخيّ [2] ، وأبي الوقت السَّجْزيّ.
وتُوُفّي فِي جمادى الآخرة.
حدَّث بدمشق فسمع منه: أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن أَبِي الحديد الدّمشقيّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن المَرْوَزِيّ.
272-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ الوزير أَبِي طَالِب بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ.
أَبُو المحاسن السُّمَيْرَميّ، الأصبهانيّ، الملقَّب بالعضُد.
قتِل أَبُوهُ ببغداد سنة ستّ عشرة، وحُمِل فِي تابوت، وسار معه ولده هَذَا إلى أصبهان. ثُمَّ إنَّه قدِم فِي دولة المقتفي والمستنجد ومَدَحهما، وخدم فِي الدّيوان، ثُمَّ عاد إِلَى أصبهان، ومضى إلى أَذَرْبَيْجان، وخدم السّلطان دَاوُد، وتولّى الكتابة والإنشاء، ثُمَّ عاد إلى أصبهان وتزهّد وتعبّد، وأقبل عَلَى شأنه.
وَقد سمع بأصبهان من غانم بْن خَالِد، ومن إِسْمَاعِيل الحافظ. وكتب كُتُبًا كثيرة بخطّه المليح. وَلَهُ شِعرٌ رائق. وترجّل لَهُ قاضي أصبهان مرّة، فرأى سَرجَه بالحرير، فأنكر عليه وعنّفه. تُوُفّي فِي رمضان سنة سبْعٍ وثمانين.
- مُحَمَّد.
ويلقّب بالفضل، أَبُو المحاسن وَلَدُ الوزير الكبير أَبِي طَالِب عَلِيّ بن أحمد السّميرميّ.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 156، 157 رقم 144، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي 1870) ورقة 66، 67، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 65 رقم 273.
[2]
في الأصل: «الكروجي» بالجيم، وهو تحريف.
وُلِد سنة 505، هُوَ هَذَا المتقدّم.
273-
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لاجين [1] .
ابن أخت السّلطان صلاح الدّين، الأمير حسام الدّين.
تُوُفّي فِي تاسع عشر رمضان فِي اللّيلة الّتي تُوُفّي فِي صبيحتها صاحب حماه تقيّ الدّين، فحزن عليهما السّلطان.
ودُفِن حسام الدّين فِي التُّربة الحُساميَّة المنسوبة إِلَيْهِ من بناء والدته ستّ الشّام، وهي فِي الشّاميَّة الكبرى بظاهر دمشق.
وقيل اسمه عُمَر بْن لاجين.
274-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد.
أَبُو القاسم الْأَنْصَارِيّ، القُرْطُبيّ، الفقيه، قاضي مالقة.
رَوَى عَنْ: أَبِي القاسم بْن رضا، وأبي جَعْفَر بْن الباذش.
وعاش ثمانين سنة.
275-
مُحَمَّد بْن الموفّق بْن سَعِيد بْن عَلِيّ بْن الحسن [2] .
[1] انظر عن (محمد بن عمر) في: الكامل في التاريخ 12/ 77، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 413، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 49، والمختصر في أخبار البشر 3/ 80، وتاريخ ابن الوردي 2/ 104.
[2]
انظر عن (محمد بن الموفّق) في: معجم البلدان 3/ 398، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 161، 162 رقم 154، ورحلة ابن جبير 23، والتاريخ المظفري لابن أبي الدم (مخطوط) ورقة 224، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 414، 415، ووفيات الأعيان 4/ 239 رقم 597، والعبر 4/ 262، 263، والإعلام بوفيات الأعلام 242، وسير أعلام النبلاء 21/ 204- 207 رقم 101، والدرّ المطلوب 110، و 111، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 190 (7/ 14) ، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) 142 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 493، 494، ومرآة الجنان 3/ 433، 434، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 378 رقم 346، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 143 ب، 144 أ، والبداية والنهاية 12/ 347، والوافي بالوفيات 5/ 99 رقم 2108، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 49- 51، والعقد المذهب لابن الملقّن (مخطوط) ورقة 25، وطبقات الأولياء، له 471 رقم 155، والسلوك ج 1 ق 1/ 107، والمقفّى الكبير 7/ 225- 229
نجم الدّين أَبُو البركات الخُبُوشانيّ [1] ، الصُّوفيّ، الفقيه الشّافعيّ.
قَالَ القاضي شمس الدّين [2] : كَانَ فقيها ورِعًا، تفقّه بنَيْسابور عَلَى مُحَمَّد بْن يَحْيَى وكان يستحضر كتابه «المحيط» حَتَّى قِيلَ أَنَّهُ عُدِم الكتاب فأملاه من خاطره. وَلَهُ كتاب «تحقيق المحيط» وَهُوَ فِي ستة عشر مجلدا رَأَيْته.
وقَالَ الحافظ المُنْذريّ: كَانَ مولده بأستوا بخبوشان في رجب سنة عشر وخمسمائة، وحدَّث عَنْ: أَبِي الأسعد هبة الرَّحْمَن القُشَيْريّ.
وقدم مصر سنة خمس وستين فأقام بالمسجد المعروف بِهِ بالقاهرة عَلَى باب الجوانية مدة، ثُمَّ تحوَّل إلى تربة الشافعيّ رحمه الله، وتبتل لعمارة التربة المذكورة والمدرسة، ودرّس بها مدّة طويلة، وأفتى. ووضع فِي المذهب كتابا مشهورا.
وخُبُوشان قرية من أعمال نَيْسابور.
وقَالَ ابن خلّكان [3] : كَانَ السّلطان صلاح الدّين يقرّبه ويعتقد فِي علمه ودِينه، وعمَّرَ لَهُ المدرسة المجاورة لضريح الشّافعي، ورأيتُ جماعة من أصحابه، وكانوا يصفون فضله ودينه، وأَنَّهُ كَانَ سليم الباطن.
وقَالَ الموفَّق عَبْد اللَّطيف: كَانَ فقيها صوفيّا، سكن خانقاه السُّمَيْساطيّ بدمشق، وكانت له معرفة بنجم الدّين أيّوب، وبأَسَد الدّين أَخِيهِ. وكان قَشفًا فِي العيش، يابسا فِي الدّين، وكان يَقُولُ بمِلءِ فِيهِ: اصعد إلى مصر وأُزيل ملك بني عُبَيْد اليهوديّ. فَلَمَّا صعِد أسد الدّين صعد ونزل بمسجد، وصرّح
[ () ] رقم 3294، والنجوم الزاهرة 6/ 115، وعقد الجمان للعيني (مخطوط) 17/ ورقة 133 ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي (مخطوط) ورقة 62، وتاريخ الخلفاء 457، وحسن المحاضرة 1/ 189. والكواكب الدريّة للمناوي 2/ 100، ومفتاح السعادة 2/ 210، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 245، والأعلام 7/ 342، ومعجم المؤلفين 12/ 69.
[1]
الخبوشانيّ: بضم الخاء المعجمة والباء الموحّدة كما قيّده ابن السمعاني، وابن الأثير، والمنذري، والسبكي وغيرهم. أما ياقوت فقال في (معجم البلدان 2/ 300) بفتح الخاء المعجمة، وتابعه ابن عبد الحق في (مراصد الاطلاع) .
[2]
هو ابن خلّكان في (وفيات الأعيان 4/ 239) .
[3]
في وفيات الأعيان 4/ 240.
بثلْب أهلِ القصر، وَجَعَل تسبيحه سبَّهم، فحاروا فِي أمره، فأرسلوا إِلَيْهِ بمالٍ عظيم، قِيلَ مبلغه أربعة آلاف دينار، فَلَمَّا وقع نَظَرُه عَلَى رسولهم وَهُوَ بالزِّيّ المعروف، نهض إِلَيْهِ بأشدّ غضب وقَالَ: ويلك ما هَذِهِ البدعة؟ وكان الرجل قد زوّر في نفسه كاملا يلاطفه بِهِ، فأعجله عَنْ ذَلِكَ، فرمى الدّنانير بَيْنَ يديه، فضربه عَلَى رأسه، فصارت عمامته حَلقًا فِي عُنقه، وأنزله منَ السُّلَّم وَهُوَ يرمي بالدّنانير عَلَى رأسه، ويلعن أَهْل القصر.
ثُمَّ إنّ العاضد تُوُفّي، وتهيَّب صلاح الدّين أن يخطب لبني الْعَبَّاس خوفا منَ الشّيعة، فوقف الخُبُوشانيّ قُدّام المنبر بعصاه، وأمَر الخطيب أن يذكر بني الْعَبَّاس، ففعل، ولم يكن إلّا الخير. ووصل الخبر إلى بغداد، فزيّنوا بغداد وبالغوا، وأظهروا منَ الفرح فوق الوصْف.
ثُمَّ إنّ الخُبُوشانيّ أَخَذَ فِي بناء ضريح الشّافعيّ، وكان مدفونا عنده ابن الكيزانيّ، رجلٌ ينسب إلى التّشبيه، وَلَهُ أتباع كثيرون منَ الشّارع.
قُلْتُ: بالغ الموفّق، فإنّ هَذَا رجلٌ سُنّيّ يلعن المشبِّهة، تُوُفّي فِي حدود السّتّين وخمسمائة.
قَالَ: فَقَالَ الخُبُوشانيّ: لا يكون صِدّيق وزِنديق فِي موضع واحد.
وَجَعَل ينبش ويرمي عظامه وعظام الموتى الَّذِين حوله، فشدّ الحنابلة عليه وتألّبوا، وصار بينهم حملات حربيَّة، وزحفات إفرنجيَّة، إلى أن غلبهم وبنى القبر والمدرسة، ودرّس بها. وكان يركب الحمار، ويجعل تحته أكْسِية لئلّا يصل إِلَيْهِ عَرَقُه. وجاء الملك الْعَزِيز إلى زيارته وصافَحَه، فاستدعى بماءٍ وغَسَل يده وقَالَ: يا ولدي إنّك تمسك [1] العنان، ولا يتوقّى الغلمانُ عليه.
فَقَالَ: اغسِل وجهك، فإنّك بعد المصافحة لمستَ [2] وجهك. فقال: نعم.
وغسَل وجهه.
[1] في سير أعلام النبلاء 21/ 205 «تمسّ»
[2]
في سير أعلام النبلاء 21/ 205 «لمست» .
وكان أصحابه يتلاعبون بِهِ، ويأكلون الدُّنْيَا بسببه، ولا يسمع فيهم قولا، وَهُم عنده معصومون.
وكان مَتَى رَأَى ذِميًّا راكبا قصد قتله، فكانوا يتحامونه، وإنَّه ظفر بواحد منهم، فوكزه بالمِقْرَعة، فأندر عينه وذهبت هَدْرًا. وكان هَذَا طبيبا يُعرف بابن شوعَة، وكان صلاح الدّين لمّا توجّه إلى الفِرَنج نوبة الرملة خرج فِي عسكرِ كثيفٍ فيهم أربعة عشر ألف فارس مزاجي العِلل، وجاء إلى وداعه، فالتمس منه أن يُسقِط رسوما لا يمكن إسقاطها، فسَاء عليه خُلُقه وقَالَ: قُمْ لا نَصَرَك اللَّه. ووكزه بعصا، فوقعت قَلَنْسُوَتُه عَنْ رأسه. فوجمَ لها، ثُمَّ نهض متوجِّهًا إلى الحرب، فكسر وأسر كثيرا من أصحابه، فظنّ أنّ ذَلِكَ بدعوة الشَّيْخ، فجاء وقبّل يديه، وسأله العفو.
وكان تقيّ الدّين عُمَر ابن أَخِي صلاح الدّين لَهُ مواضع يباعُ فيها المِزْرُ.
فكتبَ ورقة إلى صلاح الدّين فيها: إنّ هَذَا عُمَر لا جَبَره الله يبيع المِزْر.
فسيّرها إلى عُمَر وقَالَ: لا طاقة لنا بهذا الشَّيْخ فارْضِهْ. فركب إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ حاجبه ابن السّلّار: قفْ بباب المدرسة وأسبقك. فأُوطِّئ لك. فدخل وقَالَ:
إنّ تقيّ الدّين يُسلّم عليك. فَقَالَ: بل شقيّ الدّين لا سلّم اللَّه عليه.
قَالَ: إنَّه يعتذر ويقول: لَيْسَ لي موضعُ يباع فِيهِ المِزْر. فَقَالَ: يكذب.
فَقَالَ: إنْ كَانَ هناك موضع مزْرٍ فأرِناه. فَقَالَ: أُدْنُ. وأمْسَكَ ذُؤابتيه وَجَعَل يلطم عَلَى رأسه وخدَّيه ويقول: لستُ مزارا فأعرف مواضع المِزْر، فخلّصوه من يده، فخرج إلى تقيّ الدّين وقال: سلمت وفديتك بنفسي.
وعاش هَذَا الشَّيْخ عُمره لَمْ يأخذ دِرهمًا من مال الملوك، ولا أكل من وقف المدرسة لُقمةً، ودُفِن فِي الكساء الّذين صحِبه من خُبُوشان. وكان بمصر رَجُل تاجر من بلده يأكل من ماله. وكان قليل الرُّزْءِ، لَيْسَ لَهُ نصيب فِي لذّات الدُّنْيَا.
ودخل يوما القاضي الفاضل لزيارة الشّافعيّ، فوجده يُلقي الدّرس عَلَى