الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وثمانين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
- أَحْمَد بْن الْحَسَن [1] .
112-
إِبْرَاهِيم بْن سُفْيان بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهّاب ابن الحافظ عَبْد اللَّه بْن مَنْدَه [2] .
أَبُو إِسْحَاق العبديّ، الأصبهانيّ.
حدَّث عَنْ: زاهر الشّحّاميّ، والْحُسَيْن بْن الخلَّال، وخلْق.
قَالَ ابن النّجّار: سَمِع كثيرا وأسمع أولاده، وكتب بخطّه وكان موصوفا بالصّدق والأمانة، وحُسْن الطّريقة والدّيانة.
تُوُفّي فِي ثاني عشر جُمادى الأولى.
113-
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الأعلى بْن أَحْمَد [3] .
أَبُو غالب الخطيب، الواسطيّ، المعدَّل.
شيخ صالح يخطب بقرية.
سَمِع: أباه، ونصر اللَّه بن الجلخت، والحسن بن إبراهيم الفارقيّ الفقيه، والمبارك بن نغوبا.
قال ابن الدّبيثيّ: قدِم بغداد، وكتبنا عَنْهُ. وكان ثقة.
تُوُفّي في المحرّم وله نيّف وسبعون سنة.
[1] هكذا في أصل المتن من المخطوط، من غير ترجمة. وقد كتب بجانبه على الهامش:«مرّ سنة 72» .
[2]
ذكره ابن النجار في تاريخه كما ذكر في ترجمته.
[3]
انظر عن (إبراهيم بن عبد الأعلى) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ رقم 31.
114-
أُسَامَة بْن مُرشد بْن عَلِيّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن منقذ [1] .
الأمير الكبير مجد الدّين، مؤيَّد الدَّولة، أَبُو المظفَّر الكِنانيّ، الشَّيزَرِيّ الأديب، أحد أبطال الْإِسْلَام، ورئيس الشّعراء الأعلام.
ولد بشيزر في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. وسمع سنة تسعٍ وتسعين نسخة أَبِي هُدْبة من: عَلِيّ بْن سالم السِّنْبِسيّ [2] .
سَمِع منه: أَبُو القاسم بْن عساكر الحافظ، وأَبُو سعد بْن السّمعانيّ، وأَبُو المواهب بْن صَصْرى، والحافظ عَبْد الغنيّ، وولده الأمير أَبُو الفوارس مُرْهَف، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وشمس الدّين مُحَمَّد بْن عَبْد الكافي، وعبد الصَّمد بْن خليل بْن مقلّد الصّائغ، وعبد الكريم بْن نصر اللَّه بْن أَبِي سُرَاقة، وآخرون.
وَلَهُ شِعْر يروق وشجاعة مشهورة. دخل ديار مصر وخدم بها في أيّام
[1] انظر عن (أسامة بن مرشد) في: الباهر 112- 116، وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 498- 547، و (قسم شعراء الشام) 1/ 499، وسنا البرق الشامي 1/ 227، والفتح القسي 261، ومعجم الأدباء 2/ 173- 197، والتذكرة لابن العديم (مخطوط) 87، 90، 91، 263، وبغية الطلب (مخطوط) 3/ 396- 410 رقم 375، والروضتين 2/ 137، ووفيات الأعيان 1/ 195 رقم 84، والذيل على الروضتين 93، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 95، 96 رقم 51، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة (مخطوط) ورقة 82، وديوان ابن منير الطرابلسي (بعنايتنا) 12، 15، 17، 21، 23، 63، 64، 72، 74، 79، 114، 272، 273، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 258- 262 رقم 241، والعبر 4/ 252، ودول الإسلام 2/ 96، وسير أعلام النبلاء 21/ 165- 167 رقم 83، والإعلام بوفيات الأعلام 240، ومرآة الجنان 3/ 427، 428، والوافي بالوفيات 8/ 378 رقم 3818، والبداية والنهاية 12/ 313، والعسجد المسبوك 2/ 205، 206، والمقفى الكبير 2/ 40- 49 رقم 711، وعقد الجمان (مخطوط) 17/ ورقة 64، والإعلان بالتوبيخ للسخاوي 54، والنجوم الزاهرة 6/ 107، 108، وروضات الجنات 72، وكشف الظنون 769، وسلّم الوصول لحاجّي خليفة (مخطوط) ورقة 174، وشذرات الذهب 4/ 279، وديوان الإسلام 4/ 285 رقم 2051، وأعيان الشيعة 10/ 228، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 400، والأعلام 1/ 260، ومعجم المؤلفين 2/ 184، ومقدّمة كتابه «الإعتبار» للدكتور فيليب حتى، وكتابه «لباب الآداب» وغيره.
[2]
السّنبسيّ: بكسر السين المهملة وسكون النون وكسر الباء الموحّدة وفي آخرها سين أخرى. نسبة إلى سنبس: قبيلة مشهورة من طيِّئ. (الأنساب 7/ 158، اللباب 2/ 144، توضيح المشتبه 5/ 255) .
العادل بْن السّلّار، ثمّ قدِم دمشقَ، وسكن حماه مدّة، وكان أَبُوهُ أميرا شاعرا مُجِيدًا أيضا.
وقَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي أَبُو المظفَّر: أحفظ أكثر من عشرين ألف بيت من شِعْر الجاهلية. ودخلتُ بغداد وقت مُحاربة دُبَيْس والمسترشد باللَّه، ونزلت بالجانب الغربيّ، وما عبرتُ إلى شرقيّها.
وقَالَ العماد الكاتب [1] : مؤيَّد الدّولة أعرف أَهْل بيته فِي الحسب، وأعرفهم بالأدب. وجرت لَهُ نَبْوة فِي أيّام الدّمشقيّين، وسافر إلى مصر فأقام بها سنين فِي أيّام المصريّين، ثمّ عاد إلى دمشق. وكنت أسمع بفضله وأنا بأصبهان. وما زال بنو [2] منقذ مالكي شَيْزَر إلى أن جاءت الزَّلزَلة في سنة نيّف وخمسين وخمسمائة، فخرَّبت حصنها، وأذهبت حُسْنها، وتملَّكها نور الدّين عليهم، وأعاد بناءها، فَتَشعَّبوا شُعَبًا، وتفرَّقوا أيدي سبأ. وأسامة كإسمه فِي قوّة نثره ونظْمه، تلوح فِي كلامه إمارة الأمارة، ويؤسِّسُ بيتُ قريضهِ عمارةَ العبارَة. انتقل إلى مصر فبقي بها مؤمَّرًا، مشارا إِلَيْهِ بالتّعظيم إلى أيّام ابن رُزّيك، فعاد إلى دمشق محتَرَما حَتَّى أُخِذت شَيْزَر من أهله، ورشقهم صرف الزّمان بنَبْله، ورماه الحِدْثان إلى حصن كِيفا مقيما بها فِي ولده، مؤثِرًا بلَدَها عَلَى بلده، حَتَّى أعاد اللَّه دمشق إلى سلطنة صلاح الدّين، ولم يزل مشغوفا بذِكره، مستهترا بإشاعة نظْمه ونثْره. والأمير عضُد الدّولة وُلِد الأمير مؤيّد الدّولة جليسه ونديمه [3] ، فطلبه إلى دمشق وَقَدْ شاخ، فاجتمعتُ بِهِ وأنشدني لنفسه فِي ضرسه:
وصاحب لا أملُّ الدّهرَ صُحْبَتَه
…
يشقى لنفْعي ويسعى [4] سعْي مجتهدِ
لَمْ أَلْقَهُ مُذْ تصاحبنا، فحين بدا
…
لناظريّ افترقنا فرقة الأبد
[5]
[1] في خريدة القصر (الشام) 1/ 499.
[2]
في الأصل: «بنوا» .
[3]
معجم الأدباء 5/ 192، 193.
[4]
في الأصل: «يسعا» .
[5]
البيتان في ديوانه ص 153، وسنا البرق الشامي 1/ 227، ومعجم الأدباء 5/ 194،
قَالَ العماد: ومن عجيب ما اتّفق لي أنّي وجدتُ هذين البيتين مَعَ أُخَر فِي ديوان أَبِي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن منير الرّفّاء [1] المتوفّى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وهي:
وصاحبٍ لا أملُّ الدّهرَ صُحبَتَه
…
يسعى لنفعي وأجني ضُرَّه بيدي
أدنى إلى القلب من سمعي، ومن بصري
…
ومن تِلادي، ومن مالي، ومن ولدي
أخلو ببثّي من خالٍ بوجنته
…
مداده زائد التّقصير للمُدَد
[2]
والأشبه أنّ ابن منير أخذهما وزاد عليهما [3] .
ولأسامة فِي ضرسِ آخر:
أعجب بمحتجب عَنْ كُلّ ذِي نَظَر
…
صحِبْتُه الدَّهرَ لَمْ أَسْبِرْ خلائقه
حَتَّى إذا رابني قابَلْتُه فقضى
…
حباؤه وإبائي أن أفارقه
وَلَهُ:
وصاحبٍ صاحَبَني فِي الصّبى
…
حَتَّى تردَّيت رداء المَشيبْ
لَمْ يَبْدُ لي ستّين حولا، ولا
…
بلوت من أخلاقه ما يريبْ
أفسَده الدّهر، ومن ذا الَّذِي
…
يحافظ العهد بظهر المغيب؟
منذ افترقا لَمْ أصِبْ مثله
…
عُمري ومثلي أبدا لا يصيب
وَلَهُ:
قَالُوا نَهَتْهُ الأربعون عَنِ الصّبا
…
وأخو المشيب بحرم [4] ثمّت يهتدي
[ () ] والنجوم الزاهرة 6/ 107، وبلوغ الأرب لجرمانوس 125 وفيه أنهما لبعض الأدباء، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 260، والوافي بالوفيات 8/ 379.
[1]
انظر ديوان ابن منير، بعنايتنا- ص 272، 273.
[2]
في ديوان ابن منير زيادة بيت هو البيت الثاني الّذي أنشده أسامة.
[3]
وقال العماد: وقد وجدت هذا البيت الأول على صورة أخرى حسنة:
وصاحب ناصح لي في معاملتي وانظر: الروضتين ج 1 ق 2/ 677، 678.
[4]
في معجم الأدباء: «يجور» .
كم صار [1] فِي ليلِ الشّباب فدلَّه
…
صُبْحُ المَشِيب عَلَى الطّريق الأقصدِ
وَإِذَا عَدَدْتَ سِنِيّ ثُمَّ نَقَصْتَها
…
زَمَنَ الهُمُوم فتِلكَ ساعةُ مولدي
[2]
وَلَهُ فِي الشَّيْب:
أَنَا كالدُّجى لمّا تناهى عُمره
…
نشرت لَهُ أيدي الصّباح ذوائبا
[3]
وَلَهُ:
انظر إلى لاعب الشَّطْرَنْج يجمعُها
…
مُغالِبًا ثُمَّ بعد الجمْع يرميها
كالمرءِ يكْدَحُ للدّنيا ويجمعُها
…
حَتَّى إذا مات خلّاها وما فيها
[4]
وَلَهُ إلى الصّالح طلائع بْن رُزّيك وزير مصر يسأله تسييرَ أهله إلى الشّام، وكان الصّالح ابن رُزّيك يتوقَّع رجوعَه إلى مصر:
أذْكِرْهُمُ الوِدَّ إنْ صدُّوا وإنْ صَدَفوا
…
إنّ الكرام إذا استعطفْتهُمُ عطفوا
ولا تُرِدْ شافعا إلّا هواك لهم
…
كفاك ما اختبروا وما كشفوا
يا حيرة القلب والفُسْطاطُ دارُهُم
…
لَمْ تصقب الدّار ولكنْ أصقب الكَلَفُ
فارقتُكُم مُكْرَهًا والقلبُ يخبرني
…
أن ليس لي عِوضٌ عنكم ولا خَلَفُ
ولو تعوَّضْتُ بالدّنيا غُبِنتُ، وهل
…
يُعوِّضني عَنْ نفس الجوهر الصَّدَفُ؟
ولَسْتُ أُنكر ما يأتي الزّمان بِهِ
…
كُلّ الورى لرزايا دهرهم هرفُ
ولا أسِفتُ لأمرٍ فات مطْلبُه
…
ولكنْ لفُرقِه مَن فارقتُه الأسفُ
الملكُ الصّالح الهادي الَّذِي شهِدَتْ
…
بفضل أيّامه الأنباءَ والصُّحُفُ
ملكٌ أقلّ عطاياه الغِنى، فإذا
…
أدناكَ منه فأدنى حظّك الشَّرَفُ
سعتْ إلى زُهده الدُّنْيَا بزُخْرُفها
…
طَوْعًا، وفيها عَلَى خطابها صلف
[1] في معجم الأدباء: «جار» .
[2]
معجم الأدباء 5/ 194، الخريدة 1/ 533، الوافي بالوفيات 8/ 381، مقدّمة لباب الآداب (م، ن) .
[3]
معجم الأدباء 5/ 198، لباب الآداب- ص (ن) . وقال أسامة في (اللباب 377) : أفردت لذكر الشيب والكبر والشباب كتابا ترجمته بكتاب (الشيب والشباب) اشتمل على كثير مما يتطلّع إليه من هذا النوع.
[4]
خريدة القصر 1/ 515، معجم الأدباء 5/ 204، الوافي بالوفيات 8/ 381.
مُسْهَدٌ وعيونُ النّاس هاجعةٌ
…
عَلَى التَّهجُّدِ والقرآنِ معتكِفُ
وتُشرق الشّمس من لألاء غُرَّتِهِ
…
فِي دَسْتِهِ فتكاد الشّمس تنكسِفُ
فأجابه الصّالح، وكان يجيد النَّظْم رحمه الله:
آدابُكَ الغُرّ بحرٌ ما لَهُ طَرَفُ
…
فِي كُلّ جنسٍ بدا من حُسِنِه طُرَفُ
نقول لمّا أتانا ما بعثتَ بِهِ:
…
هَذَا كتابٌ أتى، أمْ روضةٌ أنُفُ
إذا ذكرناك مجدَ الدّين عاوَدَنا
…
شوقٌ تجدَّد منه الوجدُ والأسفُ
يا مَن جفانا ولو قَدْ شاء كَانَ إلى
…
جنابنا دون أَهْل الأرض ينعطف
وهي طويلة.
ولأسامة:
مَعَ الثّمانين عاش الضَّعْفُ فِي جسدي
…
وساءني ضَعْفُ رِجْلي واضطّرابُ يدي
إذا كتبتُ فخطّي خطُّ مضطَّرِبٍ
…
كخطّ مُرْتَعِشِ الكفَّين مُرْتَعدِ
فاعْجب لضَعْفِ يدي عَنْ حَمْلها قَلَمًا
…
من بَعْد حَطْمِ القَنَا فِي لُبَّةَ الأَسَدِ
وإن مشيتُ وَفِي كفّي العصا ثقُلَتْ
…
رِجلي كأنّي أخوضُ الوحل فِي الجلدِ
فقُلْ لمن يتمنّى طول مدَّتِهِ:
…
هذي عواقبُ طُولِ العُمرِ والمُدَدِ
[1]
ولمّا قدِم من حصن كِيفا عَلَى صلاح الدّين قَالَ:
حَمِدْتُ عَلَى طول عُمري المَشِيبا
…
وإنْ كنتُ أكثرتُ فِيهِ الذُّنوبا
لأنّي حييتُ إلى أن لقيت
…
بعد العدوّ صديقا حبيبا
وَلَهُ:
لا تَستعِرْ جلَدًا عَلَى هجرانهم
…
فقِواك تَضْعُفُ عَنْ حدودٍ دائمِ
واعْلم بأنَّك إنْ رجعتَ إليهم
…
طَوْعًا، وإلّا عُدْتَ عَودة راغمِ
[2]
وعندي لَهُ مجلَّدٌ يخبر فِيهِ بما رَأَى منَ الأهوال قَالَ: حضرت منَ المصافّات والوقعات مَهْولَ أخطارِها، واصطليت من سعير نارها، وباشرت
[1] الاعتبار 163، 164، الروضتين 1/ 114 وبعض هذه الأبيات في سير أعلام النبلاء 21/ 167.
[2]
خريدة القصر، الوافي بالوفيات 8/ 380، لباب الآداب (ن) .
الحربَ وأنا ابن خمس عشرة سنة إلى أن بلغت مدى التّسعين، وصرتُ منَ الخوالِفِ، خَدِين المنزلُ، وعن الحروب بمعزِل، لا أُعَدُّ لمهمّ، ولا أدعى لدفاع ملمّ، بعد ما كنتُ أوّل من تنثني عليه الخناصر، وأكبر العدد لدفع الكبائر، أوّل من يتقدَّم السَّنْجَقِيَّة عِنْد حملة الأصحاب، وآخر جاذب عِنْد الجولة لحماية الأعقاب.
كم قَدْ شهدت منَ الحروب فليتني
…
فِي بعضها مِن قبل نكسي أُقتلُ
فالقتلُ أحسن بالفتى من قبل أن
…
يفنى ويبليه الزّمان وأجملُ
وأبيكَ ما أحجمتُ عَنْ خوض الرَّدى
…
فِي الحرب، يشهد لي بذاك المنْصلُ
لكنْ قضاء اللَّه أخَّرني إلى
…
أَجَلي الوقت لي فماذا أفعلُ؟
ثُمَّ أَخَذَ يعدّ ما حضره منَ الوقعات الكبار قَالَ: فَمنْ ذَلِكَ وقعة كَانَ بيننا وبين الإسماعيليّة فِي قلعة شَيْزَر لمّا وثبوا على الحصن في سنة سبع وخمسمائة [1] ، ووقعة كَانَتْ بَيْنَ عسكر حماه وعسكر حمص في سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ومصافّ عَلَى تِكْريت بَيْنَ أتابَك زنكي بْن آق سنقر، وبَيْنَ قُراجا صاحب مرس فِي سنة ستٍّ وعشرين، ومصافّ بين المسترشد باللَّه وبين
[1] هكذا في الأصل. ووقع في كتاب «لباب الآداب» لأسامة ص 190 «سنة سبع وعشرين وخمسمائة» .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ كلا التاريخين غير صحيح استنادا إلى ما جاء في «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 10/ 472، وغيره من المؤرخين الذين ذكرت مصادرهم في حوادث تلك السنة من هذا الكتاب، من أن حادثة استيلاء الإسماعيلية الباطنية على حصن شيزر كانت في فصح النصارى من سنة 502 هـ.
والوهم في التاريخين (527 هـ.) و (528 هـ.) من أسامة نفسه، خاصّة وأنه ذكر أن الشيخ أبا عَبْد الله مُحَمَّد بْن يوسف بْن المنيّرة الكفرطابي كان بشيزر وقت الحادثة.
والمعروف أن ابن المنيّرة توفي سنة 503 هـ. (كما في: بغية الوعاة 1/ 124، وكشف الظنون 1/ 186 و 2/ 158 و 612) فكيف يكون موجودا في سنة 527 هـ.؟
أتابَك زنكي عَلَى بغداد فِي سنة سبْعٍ وعشرين، ومصافّ بَيْنَ أتابَك زنكي وبَيْنَ الأرتقيَّة وصاحب آمِد عَلَى آمد فِي سنة ثمانٍ وعشرين، ومصافّ عَلَى رَفَنية بَيْنَ أتابَك زنكي وبَيْنَ الفِرَنج سنة إحدى وثلاثين، ومصافّ عَلَى قِنَّسْرين بَيْنَ أتابَك وبَيْنَ الفِرَنج لَمْ يكن فِيهِ لقاء فِي سنة إحدى وثلاثين، ووقعة بَيْنَ المصريّين وبَيْنَ رضوان الولخشي سنة اثنتين وأربعين، ووقعة بَيْنَ السُّودان بمصر فِي أيّام الحافظ فِي سنة أربعٍ وأربعين.
ووقعة كَانَتْ بَيْنَ الملك العادل ابن السّلّار، وبَيْنَ أصحاب ابن مَصال فِي السَّنة، ووقعة أيضا بَيْنَ أصحاب العادل وبَيْنَ ابن مصال فِي السّنة أيضا بدلاص، وفتنة قُتِلَ فيها العادل بْن السّلّار فِي سنة ثمانٍ وأربعين. وفتنة قُتِلَ فيها الظّافر وأخواه وابن عمّه فِي سنة تسعٍ وأربعين، وفتنة المصريّين وعبّاس ابن أَبِي الفتوح فِي السّنة. وفتنة أخرى بعد شهر حين قامت عليه الْجُنْد.
ووقعة كَانَتْ بيننا وبَيْنَ الفِرَنج فِي السّنة.
ثُمَّ أَخَذَ يسرُد عجائب ما شاهد فِي هَذِهِ الوقعات، ويصف فيها شجاعته وإقدامه رحمه الله.
وَقَدْ ذكره يَحْيَى بْن أَبِي طيِّئ فِي «تاريخ الشّيعة» [1] فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: اجتمعت بِهِ دفعات، وكان إماميّا حَسَن العقيدة، إلّا أَنَّهُ كَانَ يداري عَنْ منْصبه ويُظهر التَّقِيَّة. وكان فِيهِ خيرٌ وافر. وكان يرفد الشّيعة، ويَصِل فُقراءهم، ويعطي الأشراف.
وصنّف كتبا منها «التّاريخ البدريّ» [2] جمع فِيهِ أسماء من شهد بدرا منَ الفريقين، وكتاب «أخبار البلدان» في مدّة عمره، وذيّل عَلَى «خريدة [3] القصر» للباخَرْزِيّ، وَلَهُ «ديوان» كبير، ومصنّفات.
[1] هذا واحد من كتبه المفقودة حتى الآن.
[2]
سمّاه فيليب حتى في مقدّمة كتاب «الإعتبار» : «التاريخ البلدي» وهو تصحيف واضح.
[3]
هكذا في أصل المؤلّف- رحمه الله وهو سبق قلم منه، والصحيح «دمية القصر» . أما «الخريدة» فهو للعماد الكاتب.
تُوُفّي ليلة الثّالث والعشرين من رمضان بدمشق، ودُفِن بسفح قاسيون عَنْ سبْعٍ وتسعين سنة [1] .
115-
إقبال بْن أَحْمَد بن عليّ بْن بَرْهان [2] .
أَبُو القاسم الواسطيّ، الْمُقْرِئ، النَّحْويّ، المعروف بابن الغاسلة.
ولد بواسط سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وقرأ القرآن عَلَى المظفَّر بْن سلامة الخبّاز، وجماعة.
وسمع من: أَبِي عليّ الفارقيّ، وأبي السّعادات الخطيب.
ودخل بغداد فسمع من: أَبِي بَكْر بْن الزّاغونيّ.
وكان عارفا بالعربيّة.
تُوُفّي ليلة عيد الأضحى.
وبَرْهان: بالفتح.
رَوَى عَنْهُ: ابن الدُّبِيثيّ ووثّقه.
116-
أيّوب بْن مُحَمَّد.
أَبُو مُحَمَّد بْن القلاطيّ، البَلَنْسيّ، المؤدِّب.
أَخَذَ القراءات عن: ابن هذيل.
[1] ومن شيوخ أسامة الذين تلقّى العلم عليهم: أبو عبد الله أحمد بن محمد الطليطلي النحويّ، وكان ناظرا على دار العلم بطرابلس، وحين سقطت المدينة بأيديهم سنة 502 هـ. أخذوه أسيرا، فاستخلصه والد أسامة من أيديهم لقاء مبلغ من المال، فأقام عندهم بشيزر- وكان في النحو سيبويه زمانه- فقرأ عليه أسامة النحو نحوا من عشر سنين. (الإعتبار 208، 209) وانظر: كتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام- بيروت 1973- ص 48، 49.
ولأسامة أبيات قالها في مدينة صور وقد زار أطلال قصور قضاتها وأمرائها من بني أبي عقيل. انظر ديوانه ص 281، والمنازل والديار، له ص 236، والروضتين لأبي شامة ج 1 ق 1/ 317، وخطط الشام لمحمد كردعلي 5/ 273، ولبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (تأليفنا) - طبعة دار الإيمان، طرابلس 1414 هـ. / 1994 م.
ص 131 (القسم السياسي) .
[2]
انظر عن (إقبال بن أحمد) في: إنباه الرواة 1/ 236، 237، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة باريس 5921) ورقة 274، 275، والمختصر المحتاج إليه 1/ 259، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 104 رقم 61، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة، ورقة 117.