الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَخَذَ القراءاتِ عَنْ: أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل.
وروى الْحَدِيث عَنْ: أَبِي الْوَلِيد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وكان صالحا، منعزلا عَنِ النّاس.
رَوَى عنه: أبو الربيع بن سالم وقال: توفي في حدود التّسعين وخمسمائة.
352-
عِيسَى بْن الصّالح عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الفضل [1] .
الورّاق أَبُو شجاع العتّابيّ [2] ، الْبَغْدَادِيّ.
سَمِع من: جَدّه لأمّه أَبِي السُّعْود أَحْمَد بْن عَلِيّ المُجَليّ، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وأَحْمَد بْن ملوك الورّاق.
وحدَّث. رَوَى عَنْهُ: يوسف بْن خليل.
وأجاز لابن الدُّبِيثيّ.
-
حرف الميم
-
353-
مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الْحَسَن بْن الفضل بْن الْحَسَن [3] .
الأَدَميّ، أَبُو الفضل الأصبهانيّ.
سَمِع من: أَبِي عليّ الحدّاد، وأجاز لَهُ.
وتُوُفّي فِي ذِي القعدة.
354-
مُحَمَّد بْن الفقيه أَبِي عليّ الْحُسَيْن بْن مفرّج بْن حاتم [4] .
المقدسيّ. ثُمّ الإسكندرانيّ رشيد الدّين الواعظ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
[1] انظر عن (عيسى بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 195 رقم 219، والمختصر المحتاج إليه (باريس) ورقة 103.
[2]
العتّابيّ: بتشديد التاء. نسبة إلى العتّابين المحلّة المشهورة بغربيّ بغداد. (المنذري 1/ 195) .
[3]
انظر عن (محمد بن أبي علي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 193 رقم 214.
[4]
انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 192 رقم 211.
وسَمِع من أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابن عمّه الحافظ أَبُو الْحَسَن.
وتُوُفّي في رمضان.
355-
مُحَمَّد بْن ساكن بْن عِيسَى بْن مخلوف [1] .
أَبُو عَبْد اللَّه الحِمْيَريّ، الْمَصْرِيّ.
شيخ جليل عالم. جمع لنفسه مشيخة ذكر أَنَّهُ قرأ فيها القرآن عَلَى أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد الرَّوْحانيّ، والشّريف أَبِي الفُتُوح ناصر بْن الْحَسَن، وأبي الْعَبَّاس بْن الحُطَيْئة، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الكِيزانيّ.
وأَنَّهُ سَمِع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن الْحباب، والفقيه عُمَر بْن مُحَمَّد البَلَويّ الذّهبيّ، وعبد اللَّه بْن رفاعة، والسِّلَفيّ، وطائفة.
وحدَّث وألَّف مجاميع، وتصدَّر بجامع مصر، وخطب بجيزة الفُسْطاط مدَّة.
تُوُفّي فِي أوائل شوّال.
356-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الفقيه مُجَلّي بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحَارِث [2] .
الرمليّ الأصل، الْمَصْرِيّ، الفقيه الشّافعيّ، القاضي أَبُو عَبْد الله.
ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
ناب فِي القضاء بمصر نحْوًا من عشرين سنة.
وسَمِع من: أَبِي الفتح سلطان بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وأبي صادق مرشد بْن يَحْيَى، وابن رفاعة.
وحدَّث. وكان يُقَالُ لَهُ حسّون.
[1] انظر عن (محمد بن ساكن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 192، 193 رقم 212.
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 182، 183 رقم 188، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 142 ب.، والعقد المذهب (مخطوط) ورقة 160.
وَهُوَ والد القاضي أَبِي مُحَمَّد عبد اللَّه.
وكان جَدّه الفقيه مُجَلي قَدْ سَمِع منَ القاضي الخلَعيّ. وولّي عقد الأَنْكِحَة بالرملة.
357-
مُحَمَّدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن الفَضْلُ بْن مَنْصُور بْن أحمد بن يونس بن عبد الرحمن بن اللّيث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن المغيث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العلاء بْن الْحَضْرَمِيّ [1] .
الفقيه أَبُو عَبْد اللَّه ابن الشَّيْخ أَبِي القاسم بْن أَبِي عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ، العلائيّ، الصَّقَلّيّ، ثُمّ الإسكندرانيّ، المالكيّ.
وُلِد سنة أربع عشرة وخمسمائة بالإسكندريّة.
وسَمِع من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرَّازيّ.
وتفقّه عَلَى مذهب مالك. وكان فِي القضاء بالثّغر مدّة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْحَسَن بْن المفضّل، وابن رواح، وعبد الرَّحْمَن بْن يَحْيَى بْن علاس القصديريّ، وعَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن سُكَيْن، وعَلِيّ بْن عُمَر بْن ركّاب الإسكندرانيّون [2] .
358-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد [3] .
أَبُو بَكْر السَّرْخَسِيّ، ثُمّ الْبَغْدَادِيّ، الخيّاط المعروف بالخاتونيّ.
سَمِع من: أَبِي القاسم سَعِيد بن البَنّاء، وَأَبِي بَكْر بْن الزَّاغُونيّ، وجماعة.
وحدَّث.
359-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بْن الْحَارِث.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 189، 190 رقم 206، والعبر 4/ 269، وحسن المحاضرة 1/ 214، وشذرات الذهب 4/ 297.
[2]
وقال المنذري: وهو من بيت الحديث، حدّث هو، وأبوه، وجدّه، وأخوه أبو الفضل أحمد.
[3]
انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 134 رقم 365، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 196 رقم 220.
أَبُو عبد اللَّه وأَبُو بَكْر اليعمُريّ، الأندلسيّ، الأديب، الشّاعر.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الخصال.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه بْن الصّفّار، وغير واحد.
360-
الْمُبَارَك بْن كامل بْن مُقَلَّد بْن عَلِيّ بْن نصر بْن منقذ [1] .
الأمير سيف الدّولة أَبُو الميمون الكِنانيّ، الشَّيزَرِيّ.
وُلِد بشَيْزَر سنة ستّ وعشرين وخمسمائة، وسمع بمكّة قليلا من أَبِي حَفْص الميانِشِيّ.
رَوَى عَنْهُ ولده الأمير إِسْمَاعِيل.
وَقَدْ وُلّي سيف الدّولة أمر الدّواوين بمصر مدّة، وَلَهُ شعر يسير [2] .
وكان مع شمس الدّولة توران شاه أَخِي السّلطان لمّا ملك اليمن، فناب فِي مدينة زَبِيد عَنْهُ. ثُمّ رجع معه، واستناب أخاه حطّان، فَلَمَّا مات شمس الدّولة حبسه السّلطان، لأنّه بلغه عَنْهُ أَنَّهُ قتل باليمن جماعة، وأخذ أموالهم، فصادره، وضيّق عليه، وأخذ منه مائة ألف دينار، وذلك فِي سنة سبْعٍ وسبعين.
ولمّا توجّه سيف الْإِسْلَام طُغْتِكِين إِلَى اليمن، تحصّن الأمير حطّان فِي قلعةٍ وعصى، فخدعه سيف الْإِسْلَام حَتَّى نزل إِلَيْهِ، فاستصفى أمواله وسجنه، ثمّ أعدمه.
[1] انظر عن (المبارك بن كامل) في: الروضتين 2/ 25، وتاريخ إربل 1/ 416، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 190 رقم 208، ووفيات الأعيان 3/ 291، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 237 (في الملقّبين: مجد الدين) ، والسلوك ج 1 ق 1/ 105.
[2]
قال أَبُو القَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن رواحة الصقلّي المتوفى سنة 646 هـ. أنشدنا أبو الميمون المبارك بن كامل بن علي بن منقذ، وكان أميرا كبيرا فصيحا، جميلا:
لما نزلت الدّبر قلت لصاحبي:
…
قم فاخطب الصّهباء من شمّاسه
فأتى وفي يمناه كأس خلتها
…
مقبوسة في الليل من أنفاسه
وكأنّ ما في كأسه من خدّه
…
وكأنّ ما في خدّه من كاسه
(تاريخ إربل 1/ 416) .
وقيل إنَّه أَخَذَ منه سبعين غلاف زَرَدِيَّة مملوءا ذَهَبًا.
تُوُفّي سيف الدّولة فِي رمضان بالقاهرة.
361-
الْمُبَارَك بْن أَبِي بَكْر بْن أَبِي العزّ [1] .
أَبُو الفتح الْبَغْدَادِيّ، الْمُقْرِئ المعروف بابن غلام الدّيك، وابن الدّيك [2] .
ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة [3] .
وسمع من: أبي القاسم بن الحصين، وأبي القاسم بْن الطّبر، وأبي السُّعْود أَحْمَد بْن المُجَليّ، وأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، وجماعة.
وكان واعظا فاضلا.
سَمِع منه: مُحَمَّد بْن مشّق، وتميم البَنْدَنِيجيّ، وجماعة.
واسم أبيه أَحْمَد.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
362-
الْمُبَارَك بْن أَبِي نصر بْن أَبِي عَبْد اللَّه بْن أَبِي ظاهر بْن أَبِي حنيفة [4] أَبُو مُحَمَّد بْن الفارض الْبَغْدَادِيّ، الحريميّ.
ويُقَالُ اسمه الْحَسَن.
سَمِع من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وجماعة.
وتُوُفّي فِي شعبان.
[1] انظر عن (المبارك بن أبي بكر) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 167 رقم 1119، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 181 رقم 185، وغاية النهاية 2/ 37.
[2]
في غاية النهاية: «صاحب الديك» .
[3]
في غاية النهاية: «ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة» .
[4]
تقدّمت ترجمة (المبارك بن أبي نصر) ومصادرها باسم «الحسن بن أبي نصر» برقم (331) .
363-
مبشّر بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [1] .
أَبُو الرّشيد الرَّازيّ، ثُمّ الْبَغْدَادِيّ، الفَرَضيّ، الحاسب.
لَهُ مصنّفات مفيدة.
رَوَى عَنْ: أَبِي الوقت.
وتُوُفّي برأس عين فِي ذِي القعدة.
وانتفع عليه جماعة.
ولقد بالغ ابن النّجّار في تقريظه وقَالَ: كَانَ إماما فِي الجبر، والمقابلة، والمساحة، وخواصّ الأعداد، واستخراج الضّمير، وحساب الوقف، وقسمة الفرائض، والمنطق، والفلسفة، والهيئة.
صنّف فِي جُمَيْع ذَلِكَ، وكان شديد الذّكاء، شُدّت إِلَيْهِ الرحال.
إِلَى أن قَالَ: وكان يُرمى بفساد العقيدة وإنكار البعيث، ويتهاون بالفرائض.
نُفَّذ منَ الدّيوان رسولا إِلَى الشّام، فمات برأس العين [2] .
364-
محاسن بْن أَبِي بَكْر بْن سَلْمان بْن أَبِي شَريك [3] .
أَبُو البدر الحربيّ.
رَوَى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن أحمد اليُوسُفيّ.
وتُوُفّي فِي جُمادى الأولى [4] .
[1] انظر عن (مبشر بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 195 رقم 218، وأخبار الحكماء للقفطي 269، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 298- 300 (7/ 376) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 591، والعقد المذهب لابن الملقّن (مخطوط) ورقة 261، ولسان الميزان 5/ 12، وكشف الظنون 1245، وهدية العارفين 2/ 4، ومعجم المؤلفين 8/ 175.
[2]
رأس العين: مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حرّان ونصيبين ودنيسر. (معجم البلدان) .
[3]
انظر عن (محاسن بن أبي بكر) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 200 رقم 1227، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 186 رقم 195.
[4]
وقال ابن الدبيثي: والد عبد الله. سمع ابن الطلّاية. كتب عنه ابن أخته أحمد بن سلمان واستجازه لنا في سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
365-
محمود بْن خُوارزم شاه أرسلان بْن خُوارزم شاه أتْسِز بْن مُحَمَّد بْن أنوشْتِكِين [1] .
السّلطان الخُوارزميّ، ولَقَبُه: سلطان شاه. وَهُوَ أخو علاء الدّين خُوارزم شاه تكش.
تملَّك بعد والده فِي سنة ثمانٍ وستّين، وجَرَت لَهُ أمورٌ يطول شَرحُها.
وكان أخوه قَدْ سلَّم إِلَيْهِ أَبُوهُ بعضَ المدائن، فحشد وجمع وقصد أخاه، فترك خُوارزم وهرب. وذلك مذكورٌ فِي الحوادث.
ثُمّ إنَّه استولى عَلَى مملكة مَرْو. وكان نظيرا لأخيه فِي الحزْم والعزْم والرأي والشّجاعة. وحضر غير مصافّ. واستعان بجيش الخَطَا. وافتتح جماعة مدائن. وكان السّيف بينه وبَيْنَ أَخِيهِ، لأنّه أَخَذَ منه خُوارزم، والتقاه فهزمه، وأسرَ أُمّه أمّ محمود فقتلها، واستولى عَلَى أكثر حواصل أبيها، أعني علاء الدّين.
ونقل ابن الأثير فِي «كامله» فصلا طويلا فِي أخبارها استطرادا. وحكى فِيهِ عَنْ بعض المؤرّخين أنّ سلطان شاه أَخَذَ مَرْو، ودفع الغُزّ عَنْهَا، ثُمّ تجمّعوا لَهُ وأخرجوه، وانتهبوا خزائنه، وقتلوا أكثر رجاله، فاستنجد بالخَطَا، وجاء بعسكرٍ عظيم، وأخرج الغُز عَنْ مَرْو، وسَرْخَس، ونَسَا، وأَبِيوَرْد، وتملّكها، ورجعت الخطا إلى بلادها بالأموال.
ثمّ كاتب غياث الدّين الغوريّ ليسلّم إليه هراة، وبعث إليه غياث الدّين أيضا، فأمره أن يخطب لَهُ ببلاده، فسار وشنّ الغارات، ونهب بلاد الغوريّ، وظلم وعَسَف، فجهّز الغُوريّ لحربه ابن أَخِيهِ بهاء الدّين وصاحب سِجِسْتَان، فتقهقر سلطان شاه إِلَى مَرْو بعد أن عمل كُلّ قبيح بالقُرى، فتحزّب لقصده
[1] انظر عن (محمود بن خوارزم) في: الكامل في التاريخ 12/ 104، والمختصر في أخبار البشر 3/ 89، ودول الإسلام 2/ 100، والعبر 4/ 268، 269، وسير أعلام النبلاء 21/ 218، 219 رقم 108، ومرآة الجنان 3/ 438، والعسجد المسبوك 2/ 424، وتاريخ ابن الوردي 2/ 109، وشذرات الذهب 4/ 297، وأخبار الدول وآثار الأول 2/ 464.
غِياث الدّين وأخوه شهاب الدّين صاحب الهند. وجمع سلطان شاه العساكر، واستخدم الغُزَّ وأُولي الطّمع، وعسكر بمروالرّوذ، وعسكر الغُوريُّون بالطّالقان.
وبقوا كذلك شهرين، وتردّدت الرُسُل فِي معنى الصُّلْح، فلم ينتظم أمر. ثُمّ التقى الْجَمْعان، وصبر الفريقان، ثُمّ انهزم جيش سلطان شاه، ودخل هُوَ مَرْو فِي عشرين فارسا، فانتهز أخوه تكش الفرصة، وسار فِي عسكر، وبعث عسكرا إِلَى حافّة جَيْحُون يمنعون أخاه منَ الدّخول إِلَى الخَطَا إنْ أرادهم، فَلَمَّا ضاقت السُّبُل عَلَى سلطان شاه، خاطر وسار إِلَى غياث الدّين، فبالغ فِي إكرامه واحترامه، وأنزله معه. فبعث علاء الدّين تكش إِلَى غياث الدّين يأمره بالقبض عليه، فلم يفعل. فبعث علاء الدّين يتهدّده بقصد بلاده، فتجهَّز غياث الدّين وجمع العساكر، فلم ينشب سلطان شاه أن تُوُفّي فِي سلْخ رمضان فِي سنة تسعٍ هَذِهِ، فاستخدم غياث الدّين أكثر أجناده، وأنعم عليهم، وجرى بعده لعلاء الدّين تكش ولغياث الدّين اختلاف وائتلاف طمعت بسبب ذَلِكَ الغُزّ، وعادوا إِلَى النَّهْب والتّخريب، فتجهَّز علاء الدّين تكش، وسار ودخل مَرْو، وسَرْخَس، ونَسَا، وتطرّق إِلَى طُوس.
قُلْتُ: وساق ابن الأثير رحمه الله قولا آخر مخالِفًا لهذا فِي أماكن، واعتَذَرَ عَنْهُ ببُعْد الدّيار، واختلاف النَّقَلَة منَ السُّفّار.
366-
مَسْعُود بْن الملك مودود بن أتابك زنكي بن آق سنقر [1] .
السّلطان عزّ الدّين أَبُو المظفَّر صاحب المَوْصِل.
وصل إِلَى حلب قبل السّلطان مُنْجِدًا لابن عمّه الصّالح إسماعيل بن نور
[1] انظر عن (مسعود بن مودود) في: الكامل في التاريخ 12/ 101، 102، ومفرّج الكروب 3/ 19- 22، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 54، 57، 80، 107، 121، 134، 174، 176- 179، 228 و 2/ 437، وتاريخ إربل 1/ 67، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 423، 424، والمختصر في أخبار البشر 3/ 88، ووفيات الأعيان 5/ 203- 209، والدرّ المطلوب 125، ودول الإسلام 2/ 101، وسير أعلام النبلاء 21/ 237- 239 رقم 122، والإعلام بوفيات الأعلام 243، والعبر 4/ 269، وتاريخ ابن الوردي 2/ 108، 109، ومرآة الجنان 3/ 438، 439، والعسجد المسبوك 212، 213 و 22، 223، والبداية والنهاية 13/ 7، وشذرات الذهب 4/ 297، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 2/ 341، وأخبار الدول وآثار الأول 2/ 477.
الدّين عَلَى السّلطان صلاح الدّين، وليُرهب صلاح الدّين، لئلّا يطمع ويقصد المَوْصِل، فانضمّ إِلَيْهِ عسكر حلب، وسار فِي جَمْعٍ كثير، فوقع المصافّ عَلَى قُرُون حماه، فكسره صلاح الدّين، وأسَر جماعة من أمرائه فِي سنة سبعين، كَمَا ذكرناه فِي الحوادث.
وعاد صلاح الدّين فنازل المَوْصِل ثالثا، فمرض فِي الحَرّ مرضا أشفى منه عَلَى الموت، فترحّل إِلَى حَرَّان، فسيّر صاحب المَوْصِل عزّ الدّين رسولا، وَهُوَ القاضي بهاء الدّين يوسف بْن شدّاد إِلَى صلاح الدّين فِي الصُّلْح. فأجاب وحلف لَهُ وَقَدْ تماثل من مرضهِ. ووفى لَهُ إِلَى أن مات. فلم تطُلْ مدّة عزّ الدّين بعد صلاح الدّين، وعاش أشهرا.
وتُوُفّي فِي شعبان فِي التّاسع والعشرين منه.
قَالَ ابن الأثير [1] : وكان قَدْ بَقِيّ ما يزيد عَلَى عشرة أيّام لا يتكلّم إلّا بالشّهادتين وتلاوة القرآن، وَإِذَا تكلَّم بغيرها استغفر اللَّه، ثُمّ عاد إِلَى التّلاوة، فرُزق خاتمة سعيدة.
وكان خيّر الطَّبْع، كثير الخير والإحسان، يزور الصّالحين ويقرّبهم ويشفّعهم. وكان حليما حيِّيًّا، لَمْ يكلّم جليسه إلّا وَهُوَ مُطْرِق. وكان قَدْ حجّ، ولبس بمكّة خِرْقَةَ التَّصَوُّف. فكان يلبس تِلْكَ الخِرْقة كُلّ ليلة، ويخرج إِلَى مَسْجِد داره، فيصلّي فِيهِ إلى نحو ثلث اللّيل. وكان رقيق القلب، شَفوقًا عَلَى الرّعيّة.
قُلْتُ: ودُفِنَ فِي مدرسته بالموصل، وهي مدرسة كبيرة عَلَى الشّافعيّة والحنفيّة، وتسلطن بعده ولده نور الدّين إِلَى أن مات عَنْ ولدين وهما: القاهر عزّ الدين مَسْعُود، والمَنْصُور عماد الدّين زنكي.
وقسّم البلاد بينهما، فأعطى القاهر المَوْصِل، وأعطى المنصور قلاعا.
وقد توفّي القاهر صاحب المَوْصِل فجأة فِي سنة خمس عشرة وستّمائة، ودفن بمدرسته.
[1] في الكامل 12/ 101، 102.
وأمّا زنكي فانتقل إِلَى إربل، وتزوَّج بابنة صاحبها مظفَّر الدّين. وكان من أحسن النّاس صورة، ثُمّ قبض عليه مظفَّر الدّين لأمور جَرَت، وسيَّره إِلَى الملك الأشرف مُوسَى، ثُمّ أطلقه وعاد. وأُعطي بلده شَهْرَزُور وأعمالها.
وتُوُفّي في حدود سنة ثلاثين وستّمائة، وقام بعده ولده قليلا، ومات.
367-
المكرَّم بْن هبة اللَّه بْن المكرَّم [1] .
أَبُو مُحَمَّد الصُّوفيّ، أخو أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد.
شيخ معروف سَمِع: أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي، وعَلِيّ بْن عَلِيّ بْن سُكَيْنَة، وأبا سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، وشيخ الشّيوخ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: الشَّيْخ الموفَّق، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، والزَّيْن بْن عَبْد الدّائم.
وحدَّث بدمشق، وبغداد.
وتوفّي فِي رجب.
368-
مَنْصُور بْن الْمُبَارَك بْن الفضل بْن أَبِي نُعَيم [2] .
أَبُو المظفَّر الواسطيّ، الواعظ، الملقّب بجرادة.
سَمِع من: أَبِي الوقت السَّجْزيّ، وذُكِر أَنَّهُ سَمِع «المقامات» من أَبِي مُحَمَّد الحريريّ، وَلَهُ فصول وعظيّة.
وكان شيخا مُسِنًّا، يُقَالُ إنَّه جاوز المائة، والصّحيح أَنَّهُ عاش سبْعًا وثمانين سنة.
[1] انظر عن (المكرّم بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 1/ 188، 189 رقم 203، والمشتبه 2/ 611، وتوضيح المشتبه 8/ 253، 254.
وقد ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 21/ 230 ولم يترجم له.
[2]
انظر عن (منصور بن المبارك) في: مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 424، 425، والتكملة لوفيات النقلة 1/ 197 رقم 223، وعقد الجمان للعيني (مخطوط) 17/ ورقة 184، 185، وشذرات الذهب 2/ 300.