المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٥٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخمسون (سنة 671- 680) ]

- ‌الطّبقة الثّامنة والسّتّين من «تاريخ الإسلام»

- ‌سنة إحدى وسبعين وستّمائة

- ‌مسير السلطان بيبرس إِلَى دمشق

- ‌[عدوان صاحب النُّوبة والردّ عليه]

- ‌[موقعة البيرة]

- ‌[الإفراج عن الأمير الدّمياطيّ]

- ‌[خِلعة الأمراء]

- ‌[إطلاق سنجر المعزّي]

- ‌[مهاداة السلطان لمنكوتمر]

- ‌[اعتقال الشَّيْخ خضر]

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستّمائة

- ‌[مسير السلطان إِلَى الشام]

- ‌[قصَّة ملك الكُرْج]

- ‌[ختان وُلِدَ السلطان]

- ‌[سفر الملك السعيد إِلَى دمشق]

- ‌[حضور قليج خان إِلَى مصر]

- ‌[رؤية المؤلّف لقليج قان]

- ‌[كتاب صاحب الحبشة وجواب السلطان عليه]

- ‌[وعظ ابن غانم]

- ‌سنة ثلاثٍ وسبعين وستّمائة

- ‌[سفر السلطان إِلَى الكَرَك]

- ‌[غزوة سِيس]

- ‌[ذكر استيلاء بيت لاون على سيس والثغور]

- ‌[الرمل بالموصل]

- ‌[قُتِلَ الزنديق بغَرناطة]

- ‌[القحط باليمن]

- ‌سنة أربع وسبعين وستّمائة

- ‌[منازلة التتار البيرة]

- ‌[اتفاق البرواناه مع السلطان الظاهر]

- ‌[غزوة النُّوبة ودُنْقُلَة]

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌[نزول السلطان على حارم]

- ‌[مقتل ابن الخطير]

- ‌[قتل القسّيس مرخسيا]

- ‌[واقعة صاحبي مكة والمدينة]

- ‌[انتصار السلطان على التتار]

- ‌[فتح قيصرية]

- ‌[أخْذ قونية]

- ‌[مذبحة أبغا بأهل قيصريّة]

- ‌سنة ستٍّ وسبعين وستّمائة

- ‌[دخول السلطان دمشق]

- ‌[المشورة فِي أمر التتار]

- ‌[وفاة الملك الظاهر]

- ‌[سلطنة الملك السعيد]

- ‌[القبض على سُنقر والبَيْسري]

- ‌[نيابة الفارقاني]

- ‌[قدوم رُسُل بركة]

- ‌[القبض على الفارقاني]

- ‌[الإفراج عن سنقر والبيسري]

- ‌[اختلاف الآراء على الملك السعيد]

- ‌[دفن الملك الظاهر]

- ‌[قضاء القضاة فِي مصر]

- ‌[قضاء الشام]

- ‌سنة سبع وسبعين وستمائة

- ‌[الترحيب بالقاضي ابن خلّكان بدمشق]

- ‌[التدريس فِي الظاهرية بدمشق]

- ‌[قضاء الحنفية بدمشق]

- ‌[التدريس بالنجيبيّة]

- ‌[فتح الخانكاه النجيبيّة]

- ‌[عبور الملك السعيد إِلَى قلعة دمشق]

- ‌[وزارة السنجاري بمصر]

- ‌[وزارة ابن القيسراني بالشام]

- ‌[الإغارة على بلاد سيس]

- ‌[إسقاط المقرَّر على الأمراء]

- ‌[ولاية شدّ الشام]

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌[قضاء المالكية بدمشق]

- ‌[ولاية دمشق]

- ‌[وقوع الخلاف بين الخاصكية والسلطان]

- ‌[مشاركة قلاوون الملك السعيد فِي السلطنة]

- ‌[ضرْب السكّة]

- ‌[نفي الملك السعيد إِلَى الكرك]

- ‌[انحياز سُنْقر إِلَى قلاوون]

- ‌[القبض على نائب دمشق]

- ‌[عزل قضاة مصر]

- ‌[نيابة سُنْقر بدمشق]

- ‌[سلطنة السلطان الملك المنصور]

- ‌[القبض على ابن القيسراني]

- ‌[تحليف الأمراء]

- ‌[عزل السنجاري عن وزارة مصر]

- ‌[حبس أيدمر الظاهريّ]

- ‌[حجّ الركْب الشامي]

- ‌[موت الملك السعيد]

- ‌[سلطنة سُنْقر الأشقر بدمشق]

- ‌[سلطنة الملك خضر فِي الكرك]

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌[استعراض سُنْقر بالسلطنة]

- ‌[انهزام الشاميّين عند غزّة]

- ‌[قدوم ابن مهنا وأمير آل مرّي على سُنْقر]

- ‌[تدريس الأمينيّة]

- ‌[انهزام سُنْقر أمام المصريّين]

- ‌[ولاية ابن سنيّ الدولة قضاء دمشق]

- ‌[التحاق ابن مُهنّا بسُنقر]

- ‌[أحكام القاضي الحلبي بدمشق]

- ‌[عفو السلطان المنصور عن الرعيّة]

- ‌[نيابة السلطنة بدمشق]

- ‌[إعادة ابن خَلِّكان إِلَى القضاء بدمشق]

- ‌[ولاية ابن الحرّاني]

- ‌[مطاردة المصريين سُنْقر الأشقر]

- ‌[نزول الحاج أزدمر بشَيْزر]

- ‌[ولاية ابن النّحاس الدواوين]

- ‌[وقوع الجفل فِي البلاد الحلبية]

- ‌[تواتر العساكر لمواجهة التتار]

- ‌[اتفاق الأمراء مع سُنْقر لقتال التتار]

- ‌[نداء حلبي يائس بنصر الإِسْلَام]

- ‌[تسحُّب الأمراء عن سُنْقر]

- ‌[الخطبة بولاية العهد للملك الصالح]

- ‌[عودة السنجاري وابن لقمان إِلَى منصبيهما]

- ‌[رجوع السلطان من غزّة]

- ‌[إعادة القضاة إِلَى مناصبهم بمصر]

- ‌[هزيمة طائفة من الشاميّين أمام الفرنج بالمرقَب]

- ‌[خروج السلطان إِلَى الشام]

- ‌[البَرَد بمصر]

- ‌[الصاعقة بالجبل الأحمر]

- ‌[الصاعقة بالإسكندرية]

- ‌[مراسلة أَهْل عَكَا بالهدنة]

- ‌[قدوم ابن مُهنّا على السلطان]

- ‌[وزارة ابن مزهر بدمشق]

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌[كشف مؤامرة الفتك بالسلطان]

- ‌[جرح الأمير طقصو]

- ‌[حبْس أمراء بقلعة دمشق]

- ‌[دخول السلطان دمشق]

- ‌[مصالحة السلطان وسُنقر الأشقر]

- ‌[إدارة الخمور بدمشق ومصر وإبطالها]

- ‌[مصالحة السلطان والملك خضر]

- ‌[إقامة العزاء بالملك السعيد]

- ‌[عزل ابن البيّع ووزارة ابن السنهوري]

- ‌[الأخبار بخروج التتار]

- ‌[وقعة حمص [1]]

- ‌[دخول السّلطان القاهرة]

- ‌[ولاية شدّ الدواوين]

- ‌[موت ملك التتار]

- ‌[القبض على أميرين بمصر]

- ‌[فتح المدرسة الجوهرية]

- ‌الثلج والبرد والجليد ببعلبكّ]

- ‌[الاستسقاء بصحراء دمشق]

- ‌[إرسال بنات الملك الظاهر إِلَى الكَرَك]

- ‌[جفاف تربة ببولاق وغلاء الماء]

- ‌[الإفراج عن السنجاري]

- ‌[تدريس ابن الزملكاني بالأمينية

- ‌المتوفّون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وسبعين وستّمائة هجرية

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة اثنتين وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف اللام ألف

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثلاث وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة خمس وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ست وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الْيَاءِ

- ‌فصل

- ‌الكنى

- ‌سنة سبْعٍ وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وسبعين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمانين وستمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ذِكر جماعة انقطع خبرهم فِي هَذَا العام

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى والألقاب

الفصل: ‌ حرف الميم

-‌

‌ حرف الميم

-

77-

مُحَمَّد بْن إياس [1] .

أبو عَبْد الله الأشِيريّ.

وُلِدَ سنة خمسٍ وعشرين وستّمائة بالقاهرة.

وسمع من: ابن الُمَقَيرِّ، وأصحاب السَّلَفي.

وكتب وحصّل وعُني بالحديث.

وكان عنده فَهْمٌ ومعرفة. وحدَّث بشيءٍ قليل.

وكان أَبُوهُ مَوْلَى لابن الأثير.

تُوُفِّيَ بالنُّوَيْرة من الصّعيد فِي أوّل صفر، رحمه الله تعالى.

78-

مُحَمَّد بْن زياد.

شمس الدّين الحَرّانيّ.

أخو البهاء، خطيب بيت لِهْيا.

تُوُفِّيَ فِي ربيع الأوّل، ودفن بقاسيون.

79-

مُحَمَّد بْن سُليمان [2] بْن مُحَمَّد بْن سُليمان بْن عَبْد الملك بْن عليّ.

أبو عَبْد الله المعافِريّ، الشّاطبيّ، الزّاهد. نزيل الإسكندريّة.

كان من كبار مشايخ الثَغَر المشهورين بالعبادة والصّلاح والانقطاع.

وكان كبير القدر، رفيع الذِّكْر، يقصد للتّبرّك والزّيارة، ويعدّ في طبقة القبّاريّ.

[1] انظر عن (محمد بن إياس) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 36 ب.

[2]

انظر عن (محمد بن سليمان) في: تاريخ الملك الظاهر 97، 98، وذيل مرآة الزمان 3/ 72، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 ب، والعبر 5/ 300، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والوافي بالوفيات 3/ 128 رقم 1071، وعيون التواريخ 21/ 49- 52، وتاريخ ابن الفرات 7/ 21، والبداية والنهاية 13/ 267، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، والنجوم الزاهرة 7/ 245، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 333، وغاية النهاية 2/ 149 رقم 3044.

ص: 106

تُوُفِّيَ فِي العشرين من رمضان، وله سبْعٌ وثمانون سنة [1] . ودُفن بمرج سوار. ولا أعلمه روى شيئا إلّا عن أبي القاسم بْن صصريّ.

روى عنه: أبو محمد الدّمياطيّ، وغيره.

وقد لبس الخرقة من جعفر الهمدانيّ. ثمّ وجدت أربعين حديثا قد خرّجها ابن عَبْد الباري له، وَإِذَا به قد سمع من: ابن صَصْرَى فِي دمشق، ومن: مُوسَى بْن عَبْد القادر، وأحمد بْن الخضِر بْن طاوس، وزين الُأمَناء، وغيرهم.

وأنّه قرأ بالسَّبْع بالأندلس. وله تفسير صغير. وله كتاب «المنهج المفيد فيما يلزم الشَّيْخ والمريد» .

سمع منه: شيخنا التّاج الغرافيّ هَذِهِ الأربعين، والوجيه عَبْد الرَّحْمَن السّبتيّ.

وكتب الطّبقة الغرافيّ، فكتب له:«قدوة الطّوائف، شيخ الإِسْلَام» .

80-

مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن هبة الله [2] بْن يوسف.

الشَّيْخ، جمالُ الدّين، أبو عَبْد الله الهوّاريّ، الجلوليّ، التُّونِسيّ، المالكيّ.

وُلِدَ سنة ستّمائة بالقاهرة.

وسمع من: أبي الْحَسَن عليّ بْن المفضَّل الحافظ، وعبد الْعَزِيز بْن باقا.

وكان صالحا، فاضلا، خيّرا، له شِعْرٌ حَسَن.

تُوُفِّيَ فِي السّادس والعشرين من رمضان.

[1] مولده سنة خمس وثمانين وخمس مائة. وفي الوافي بالوفيات 3/ 128 توفي سنة ثلاث وسبعين وست مائة.

[2]

انظر عن (محمد بن سليمان بن هبة الله) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 41 ب، والوافي بالوفيات 3/ 127، 128 رقم 1070، وفوات الوفيات 3/ 371، رقم 2307، وذيل مرآة الزمان 3/ 71، وعيون التواريخ 21/ 48، 49 وفيه:«محمد بن سليمان بن عبد الله» ، والمقفّى الكبير 5/ 693، 694 رقم 2307.

ص: 107

روى عنه الدمياطي من شعره [1] .

81-

محمد بن صالح [2] بْن أبي عليّ.

البَهْنسِيّ.

روى عن: عليّ بن البنّاء.

وحدَّث بمصر فِي شوّال. وهو أخو تاج الدّين البَهْنَسِيّ إمام المقام بمكّة.

82-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بن جَعْفَر.

القاضي عزّ الدّين البصْريّ، الشّافعيّ، نائب الحُكْم ببغداد، ومدرّس النّظاميّة.

كان متبحّرا فِي العِلم، صاحب تصانيف.

مات فِي ذي الحجّة ودُفِن خلْف الْجُنَيْد، ورَثَتْه الشُّعراء.

ووُلِد فِي أوّل سنة ستٍّ وستّمائة.

روى عن جَدّه [4] .

83-

مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [5] بْن عَبْد اللَّه بْن مالك.

[1] ومن شعره:

لولا التطيّر بالخلاف وأنهم

قالوا: مريض لا يعود مريضا

لقضيت نحبي خدمة بفنائكم

لأكون مندوبا قضى مفروضا

وقال يخاطب رجلا ينعت بالصدر:

ما زلت في بعد وقرب

صبّا إليك وأيّ صبّ

حزت القلوب بأسرها

والصدر موضع كل قلب

[2]

انظر عن (محمد بن صالح) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 42 أ.

[3]

انظر عن (محمد بن عبد الله) في: الحوادث الجامعة 181 وفيه «عزّ الدين أبو العزّ محمد بن جعفر البصري» ، والمقتفي 1/ ورقة 38 أ.

[4]

قال صاحب «الحوادث الجامعة» : وكان عالما فاضلا، ولّي تدريس النّظامية بعد واقعة بغداد، ثم نقل إلى تدريس مدرسة الأصحاب، ودرّس في المدرسة العصمتية عند فتحها، وناب في الحكم والقضاء ببغداد.

[5]

انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تاريخ الملك الظاهر 95، 96، وزبدة الفكرة، ورقة

ص: 108

العلّامة الأوحد، جمال الدّين، أبو عَبْد الله الطّائيّ، الْجَيَّانيّ، الشّافعيّ، النَّحْويّ، نزيل دمشق.

وُلِدَ سنة ستّمائة أو سنة إحدى وستّمائة.

وسمع بدمشق من: مُكْرَم، وأبي صادق الْحَسَن بْن صبّاح، وأبي الْحَسَن السَّخاويّ، وغيرهم.

وأخذ العربيّة عن غير واحد، وجالس بحلب: ابن عمرون، وغيره.

وتصدّر بحلب لإقراء العربيّة، وصرف همّته إِلَى إتقان لسان العرب حَتَّى بلغ فِيهِ الغاية، وحاز قَصَب السَّبْق، وأربى على المتقدِّمين.

وكان إماما فِي القراءات وعِللها، صنَّف فيها قصيدة داليّة مرموزة في مقدار «الشّاطبيّة» .

[82] ب، والمقتفي 1/ ورقة 40 ب، 41 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، وذيل مرآة الزمان 2/ 132، ونهاية الأرب 30/ 214، ودول الإسلام 2/ 174، والعبر 5/ 300، والمعين في طبقات المحدّثين 214 رقم 2235، والمشتبه في الرجال 1/ 129، والإعلام بوفيات الأعلام 280، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، ومشيخة ابن جماعة 2/ 491- 495 رقم 58، والوفيات لابن قنفذ 332 رقم 672، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 28، وتاريخ ابن الوردي 2/ 222، 223، ومرآة الجنان 4/ 172، وعيون التواريخ 21/ 50، والبداية والنهاية 13/ 267، وفوات الوفيات 3/ 4 رقم 471، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، والوافي بالوفيات 3/ 359- 364 رقم 1439، والسلوك ج 1 ق 2/ 613، وتوضيح المشتبه 2/ 149، وعقد الجمان (2) 123، 124، والنجوم الزاهرة 7/ 244، وبغية الوعاة 1/ 130، ونفح الطيب 7/ 257- 296، وتاريخ ابن سباط 1/ 435، ومفتاح السعادة 1/ 115- 117، وكشف الظنون 82، 119، 133، 144، 151، 205، 412، 553، 649، 694، 978، 1087، 1166، 1170، 1219، 1301، 1338، 1344، 1369، 1395، 1396، 1462، 1536، 1587، 1774، 1798، 1800، و 1964، وشذرات الذهب 5/ 295، وإيضاح المكنون 1/ 260 و 2/ 23، ومعجم المؤلّفين 10/ 234، وذيل معرفة القراء الكبار، لابن مكتوم 610، وتاريخ ابن الفرات 7/ 19، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزآبادي 229، وطبقات النحاة واللغويّين لابن قاضي شهبة 133، والدليل الشافي 2/ 642 رقم 2209، وهدية العارفين 2/ 130، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 272، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 5، 6 رقم 450، والأعلام 7/ 111، وتاريخ آداب اللغة العربية 3/ 140، وتاريخ الخلفاء 483، وديوان الإسلام 4/ 239، 240 رقم 1991.

ص: 109

وأمّا اللّغة فكان إليه المْنَتَهى فِي الإكثار من نقل غريبها، والاطّلاع على وحشِيّها.

وأمّا النّحْو والتّصريف فكان فِيهِ بحرا لا يُجارى، وحَبْرًا لا يُبارى.

وأمَا أشعار العرب الّتي يُستشهَد بها على اللّغة والنّحْو فكانت الأئمّة الأعلام يتحيّرون فِيهِ، ويتعجّبون من أَيْنَ يأتي بها.

وكان نظْم الشِّعر سهلا عليه، رجْزه وطويله وبسيطه، وغير ذلك.

هَذَا مع ما هُوَ عليه من الدّين المتين، وصِدْق اللهجة، وكثرة النّوافل، وحُسْن السَّمْت، ورقّة القلب، وكمال العقل والوقار والتُّؤَدَة.

أقام بدمشق مدّة يصنّف ويُشغِل. وتصدَّر بالتُّربة العادليّة، وبالجامع المعمور، وتخرّج به جماعة كثيرة.

وصنَّف كتاب «تسهيل الفوائد فِي النَّحْو» ، وكتاب «سبْك المنظوم وفكّ المختوم» ، وكتاب «الشّافية الكافية» ، وكتاب «الخُلاصة» وشرحها [1] ، وكتاب «إكمال الإعلام بتثليث الكلام» ، و «المقصور والممدود» ، و «فعل وأفعل» ، و «النّظم الأوجز فيما يهمز وما لا يهمز» ، و «الاعتقاد فِي الطّاء والضّاد» ، وتصانيف أُخر مشهورة لا يحضُرُني ذِكرُها.

روى عَنْهُ: ولده الإِمَام بدْر الدّين، والإمام شمس الدّين بْن جعوان، والإمام شمس الدّين بْن أبي الفتح، وعلاء الدّين ابن العطّار، وزين الدّين أبو بَكْر المِزّيّ، وشيخنا أبو الْحُسَيْن اليُونِينيّ، وأبو عَبْد الله الصَّيْرفيّ، وقاضي القُضاة ابن جماعة، وطائفة سواهم.

أنشدنا أبو عَبْد الله بْن أبي الفتح: أنشدنا العلّامة جمال الدّين بْن مالك لنفسه فِي تذكير الأعضاء وتأنيثها:

يمين شمال كفّ القلب خنصر

سه بنصر سن رحم ضلع كبد

[1] جاء فوقها: كذا. وفي الهامش: ث. إنما نعرف شرحها لولده بدر الدين.

ص: 110

كرش عين الأذن القتب فخذ قدم

ورك وكتف وعقب ساق الرجل ثم يد

لسان ذراع عاتق عنق قفا

كراع وضرس ثمّ إبهام العضد

ونفس وروح فرسن ذفرى إصبع

معا بطن إبط عجز الدّبر لا تزد

ففي يد التّأنيث حتما وما تلت

ووجهان فيما قد تلاها فلا تحد

وأنشدنا ابن أبي الفتح: أنشدنا ابن مالك لنفسه فِي أسماء الذَّهَب:

نَضْرٌ نضيرٌ نُضارٌ زبْرجُ سَيرا

زُخرف عسجد عقيانٌ الذَّهَبُ

والِّتبرُ ما لم يُذَبْ وأشركوا ذَهَبًا

وفضّة فِي نَسِيكِ هكِذا الغربُ [1]

وأنشدنا ابن أبي الفتح: أنشدنا ابن مالك لنفسه فِي خيل السّباق العشرة على الولاء:

خَيْلُ السّباقِ المُجَلّي يقتفيه مُصَلٍّ

والمُسَلّي وتالٍ قبل مُرْتاحِ

وعاطِفٌ وحَظِيٌّ والمؤمَّلُ واللَّطيمُ

والفِسْكِلُ السُّكَيْتُ يا صاحِ [2]

تُوُفِّيَ ابن مالك رحمه الله فِي ثاني عشر شعبان، وقد نيّف على السّبعين.

[1] البيتان في: طبقات الشافعية الكبرى 5/ 28 وفيه: «نسيك هذا الغرب» . ونسيك: بفتح النون ثم سين مهملة مكسورة ثم آخر الحروف ثم كاف، والغرب بفتح الغين المعجمة والراء، من أسماء كلّ من الذهب والفضّة.

[2]

من نظمه يلغز في الشكر:

ما اسم بإجماع البريّة واجب

وإذا يخفّ مصحّفا فحرام

وإذا تنقله لدى تصحيفه

فهو الحلال الحلو حيث يرام

وله يلغز في امرأة اسمها عين:

عجبت للفظ في اكتمال حروفه

يبين معنى ثلثه عنه يعرب

وفي لثلث الثاني دلالات أربع

وفي الثلث الباقي دليلان فاعجبوا

ص: 111

84-

مُحَمَّد بْن عَبْد القادر [1] بْن ناصر بْن الخضِر بْن عليّ.

القاضي شهابُ الدّين الأَنْصَارِيّ الشّافعيّ. قاضي بلد الخليل.

ويُعرف بابن العالمة.

ولد سنة ستّمائة بدمشق.

قَالَ قُطْب الدّين [2] : كان من الفُضلاء الُأدباء، سافر فِي طلب العِلم إِلَى البلاد وحصّل.

وكانت أُمُّه عالمة فاضلة تحفظ القرآن وشيئا من الخُطَب والمواعظ.

وتكلّمت فِي عزاء السلطان الملك العادل. وتعُرف بدُهْن اللَّوْز. كَانَتْ عالمَة وقْتِها، وقد ضبط أبو شامة وفاتَها.

روى عَنْهُ ولده قاضي القضاة زين الدين عَبْد الله قاضي حلب شيئا من نظْمه، فمنه:

أَتُرَى أعيشُ أرى العريشَ وشامَة

فبِمِصْرَ قد سَئِم المحبُّ مقامَه

أم هَلْ تبلّغُ عَنْهُ أنفاسُ الصّبا

يوما إِلَى دار الحبيب سلامَة [3]

يا سادة خلْفت قلبي عندهم

هَلْ تحفظون عهوده وذِمامَه

أسعرتُم نارَ الغرامِ بمهجتي

وسلبتم طرْف الكئيب منامه

إنْ لم تجُدْ قطْرٌ على مَغناكم

أغناكم دمعي يقوم مقامَه

بأهل تعبد الله أيّام الحِمَى

من قبل أن يلقى المحبّ حِمامه

وهو أخو العلّامة الحكيم نجم الدّين ابن المنفاخ الطّبيب لأمّه. وقد مرّ سنة اثنتين وخمسين.

[1] انظر عن (محمد بن عبد القادر) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 39 ب، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 182 ب، والوافي بالوفيات 3/ 269 رقم 1313، وذيل مرآة الزمان 2/ 148.

[2]

في ذيل مرآة الزمان.

[3]

إلى هنا في: الوافي بالوفيات 3/ 269.

ص: 112

85-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] ابْن الشَّيْخ الزّاهد أبي مُحَمَّد عبدُ الرَّحْمَن [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عُلْوان.

القاضي الجليل، محيي الدّين، أبو المكارم ابْن القاضي الأوحد جمال الدّين ابْن الأستاذ الأسديّ، الحلبيّ، الشّافعيّ.

وُلِدَ سنة اثنتي عشرة وستّمائة.

وروى عن: جدّه، وبهاء الدّين ابن شدّاد.

ودرّس بالقاهرة بالمسروريّة، ثمّ ولي قضاء حلب إلى حين وفاته بها في ثالث عشر جمادى الأولى. وسمع منه المصريّون.

86-

مُحَمَّد بن محمد بن حسن [3] .

[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: تاريخ الملك الظاهر 92- 94، وذيل مرآة الزمان 3/ 81، وزبدة الفكرة، ورقة 82 ب، والمقتفي 1/ ورقة 39 أ، والوافي بالوفيات 1/ 183، 184 رقم 113، وعيون التواريخ 21/ 52، ومشيخة ابن جماعة 2/ 517- 519 رقم 65، والسلوك ج 1 ق 613، والمقفّى الكبير 7/ 47 رقم 3115، وعقد الجمان (2) 126، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 476 رقم 258.

[2]

في ذيل مرآة الزمان «عبد الرحيم» .

[3]

انظر عن (محمد بن محمد بن حسن) في: الحوادث الجامعة 183، وتاريخ الملك الظاهر 98، والمقتفي للبرزالي 1/ ورقة 43 أ، والمختصر في أخبار البشر 4/ 8، وذيل مرآة الزمان 3/ 79، وتاريخ الزمان 330، وتاريخ مختصر الدول 286، 287، وتذكرة الحفاظ 4/ 1491، ودول الإسلام 2/ 147، والإشارة إلى وفيات الأعيان 366، والعبر 5/ 300، ومسالك الأبصار 5/ 380- 386، وتاريخ ابن الوردي 2/ 223، والبداية والنهاية 13/ 267، 268، والوافي بالوفيات 1/ 179- 181، رقم 112، وفوات الوفيات 2/ 307، وعيون التواريخ 21/ 52، والسلوك ج 1 ق 2/ 614، وعقد الجمان (2) 124، 125، والنجوم الزاهرة 7/ 245، وتاريخ ابن سباط 1/ 436، وكشف الظنون 95، 139، 142، 143، 346، 351، 352، 357، 391، 859، 896، 950، 969، 1103، 1361، 1436، 1493، 1644، 1739، وشذرات الذهب 5/ 339، 340، وإيضاح المكنون 2/ 243، 352، 353، 420، 421، وهدية العارفين 2/ 131، والفوائد الرضوية لعباس القمّي 602- 615، وأعيان الشيعة 46/ 4- 19، والأعلام 7/ 257، 258، ومعجم المؤلّفين 11/ 207، 208، وتاريخ الخلفاء 483، وديوان الإسلام 4/ 308، 309 رقم 2085، وروضات الجنات 605.

ص: 113

الشَّيْخ نصيرُ الدّين، أبو عَبْد الله الطُّوسيّ، الفَيْلَسُوف.

كان رأسا فِي عِلم الأوائل، لا سيما معرفة الرّياضيّ وصَنْعة الأرصاد، فإنّه فاق بِذَلِك على الكبار.

قرأ على المعين سالم بْن بدران الْمصريّ المعتزليّ، الرّافضيّ، وغيره.

وكان ذا حُرْمةٍ وافرة، ومنزلةٍ عالية عند هولاكو. وكان يطيعه فيما يشير به، والأموال فِي تصريفه. وابتنى بمدينة مَرَاغَة قُبّةً وَرَصَدًا عظيما، واتّخذ فِي ذلك خزانة عظيمة عالية، فسيحةَ الأرجاء، ومَلَأها بالكُتُب الّتي نُهِبَت من بغداد والشّام والجزيرة، حتّى تجمّع فيها زيادة على أربعمائة ألفِ مجلَّد.

وقرّر للرَّصْد المنجّمين والفلاسفة والفُضَلاء، وجعل لهم الجامكيّة.

وكان سَمْحًا جوادا، حليما، حَسَن العِشْرة، غزير الفضائل، جليل القدْر، لكنّه على مذهب الأوائل فِي كثير من الُأصول، نسأل الله الهُدّى والسَّداد.

تُوُفِّيَ فِي ذي الحجّة [1] ببغداد، وقد نيَّف على الثّمانين. ويُعرف بخواجا نصير.

قَالَ الظَّهير الكازرُونيّ: مات المخدوم خواجا نصير الدّين أبو جَعْفَر الطُّوسيّ فِي سابع عشري ذي الحجّة، وشيّعه خلائقُ وصاحب الدّيوان والكُبَراء. ودُفِن بمشهد الكاظم. وكان مليح الصّورة، جميل الأفعال، مَهيبًا، عالِمًا، متقدّما، سهْل الأخلاق، متواضعا، كريم الطِّباع، محتملا، يشتغل إِلَى قري ب الظُّهْر.

ثُمَّ طوَّل الكازرُونيّ ترجمتَه، وفيها تواضُعُه وحلمه وفتوّته.

[1] ورّخ صاحب «الحوادث الجامعة» وفاته في سنة 672 هـ، في ثامن عشر ذي الحجّة.

ص: 114

ثمّ رأيت في «تاريخ تاج الدّين الفَزَاريّ» : حَدَّثَنِي شمس الدّين الأيكيّ أنّ النّصير تمكّن إِلَى الغاية، والنّاس كلُّهم من تحت تصرّفه. وكان حسن الشّكْل، فصيحا، خبيرا بجميع العلوم.

كان يقول: اتّفق المحقّقون على أنّ علم الكلام قليل الفائدة، وأقلّ المصنّفات فِيهِ فائدة كُتُب فخر الدّين، وأكثرها تخليطا كتاب «المحصّل» .

قَالَ: وأقمت مع شيخنا النّصير سبْع سنين. وصنّف كُتُبًا عدّة.

ومَولده بطُوس يوم الأحد حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 597 [1] .

[1] قال صاحب الحوادث الجامعة، ص 183 «دفن في مشهد موسى بن جعفر، عليه السلام، في سرداب قديم البناء، خال من الدفن. قيل إنه كان قد عمل للخليفة الناصر لدين الله، وكان فاضلا، عالما، كريم الأخلاق، حسن السيرة، متواضعا، لا يضجر من سائل، ولا يردّ طلب حاجة

ورثاه الشعراء، فممّا قاله بهاء الدين بن الفخر عيسى الإربلي المنشئ فيه وفي الملك عزّ الدين عبد العزيز [بن جعفر النيسابورىّ] :

ولما قضى عبد العزيز بن جعفر

وأردفه رزء النصير محمد

جزعت لفقدان الأخلاء وانبرت

شئوني كمرفض الجمان المبدّد

وجاشت إليّ النفس حزنا ولوعة

فقلت: تعزّي واصبري فكان قد

وقيل كان بينه وبين عماد الدين محمد بن حسن الأبهري المعروف بالزمهرير منافسة، وتقدّم بعض الخواقين إلى خواجه نصير الدين الطوسي بمشيخة رباط الخلاطية، فرتّبه عوضا عن شمس الدين بن البزدي، وكان شيخا لم يخالط الصوفية، ولا عرف قواعدهم، ولا تأدّب بآدابهم، وكان الناس يولعون به، فقال له يوما شمس الدين الكوفي الواعظ:«أنا وأنت لا نرى في الجنة» ، فتأثّر لذلك واغتاظ منه، فقال له: إنّ الله تعالى يقول: لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً 76: 13. ولم يزل شيخا بالرباط إلى سنة سبع وسبعين، ثم سافر وأعيد ابن البزدي إلى الرباط.

وقال ابن شدّاد في تاريخ الملك الظاهر 98 «كان رجلا عالما فاضلا، مبرّزا في الخلاف والمنطق والأصولين والهيئة والأرتماطيقي والرياضي. خلّف من الكتب بعد موته مائة ألف وأربعة عشر ألف كتاب» .

وقال ابن العبري: امتاز بالفضل في كل العلوم الحكمية ولا سيما في العلوم الرياضية وآلات الرصد والدوائر النحاسية الكبرى، ففاق فيها ما أقامه بطليموس في الإسكندرية. واختبر سير الكواكب وأتقنه. واجتمع كثير من الحكماء من مختلف البلاد وأقبلوا إلى مراغة بأذربيجان. وكانت جميع أوقاف المساجد والمدارس في بغداد وأثور تحت حكمه يوزّع منها الأجور على المعلّمين والطلّاب الذين لديه. وقد صنّف كتبا جمّة في المنطق

ص: 115

87-

مُحَمَّد بْن يوسف [1] بْن نصر.

السّلطان، أبو عَبْد الله بْن الأحمر الأرجونيّ، صاحب الأندلس.

بويع سنة تسعٍ وعشرين بأَرْجُونَة، وهي بُلَيْدةٌ بالقُرب من قُرْطُبَة.

وكان سعيدا مؤيَّدًا، مدبّرا، حازما، بطلا، شجاعا، ذا دِينٍ وعفاف.

هزم ابن هود ثلاث مرّات، ولم تُكْسَر له راية قطّ، وقد جاء أذفونش فحاصر جيّان عامين، وأخذها بالصُّلْح، وعُقدت بينهما الهدنة عام اثنتين وأربعين، فدامت عشرين سنة، فعُمّرت البلاد.

وأخبار ابن الأحمر علَّقْتُها فِي ورقتين.

مات فِي رجب [2] ، وتملّك بعده ابنه مُحَمَّد.

88-

مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن أبي الَّليْث.

الدّاوَريّ، من زِمِنْدَاوَر [3] ، وهي من أقصى خُراسان.

العلّامة شهاب الدّين، أبو منصور.

سمع ببلده من: مخلص الدّين الوخي. وفصيح الدّين الدّاوريّ.

ورحل إِلَى بُخَارى فتفقّه على: شمس الأئمّة أبي الوحدة مُحَمَّد بْن عَبْد السّتّار، وجمال الدّين عُبَيْد الله بْن إِبْرَاهِيم المحبوبيّ.

وقرأ الأدب.

[ () ] والطبيعيات والإلهيّات وأوقليدس ومجسطي بدقّة تامة. وله كذلك كتاب أخلاق في الفارسية جمع فيه نصوص أفلاطون وأرسطو في الفلسفة العملية. وكان متشبّثا بآراء الفلاسفة الأقدمين يعارض معارضة قويّة في تصانيفه كل من يخالفهم. (تاريخ الزمان 330) و (تاريخ مختصر الدول 286، 287) .

[1]

انظر عن (محمد بن يوسف) في: دول الإسلام 2/ 174، والوافي بالوفيات 5/ 255 رقم 2336.

[2]

وقع في الوافي بالوفيات أنه توفي سنة اثنتين وستين وستمائة. وهو غلط.

[3]

الداوري: نسبة إلى داور. وأهل تلك الناحية يسمّونها زمنداور، ومعناه: أرض الداور، وهي ولاية واسعة ذات بلدان وقرى مجاورة لولاية رخّج وبست والغور. (معجم البلدان 2/ 434) .

ص: 116

وسمع من: أبي رشيد مُحَمَّد بْن أبي بَكْر بْن الغزّال، وقِوام الدّين محمود بْن أَحْمَد ابن مازة.

قرأ عليه الأدبَ جماعةٌ من أصحابنا.

وُلِدَ فِي حدود سنة ستٍّ وثمانين وخمسمائة، وتُوُفِّي بسرخس فِي سنة 672.

قَالَ فِيهِ الفَرَضيّ: شيخنا شِهابّ الدّين.

89-

مُحَمَّد بْن الرّجاء [1] بْن أبي الزّهر بْن أبي القاسم.

الحكيم شمس الدّين، أبو عَبْد الله التَّنُوخيّ، الدّمشقيّ، الطّبيب، المعروف بابن السَّلعُوس.

وُلِدَ سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

وسمع من: أبي القاسم بْن الحَرَسْتانيّ.

وحدَّث بالقاهرة ومات بها فِي شعبان.

90-

مجاهد بْن سُلَيْمَان [2] بْن مرهف.

الْمصريّ، الأديب، المعروف بالخيّاط، ويعرف بابن الرّبيع.

توفّي في جمادى الآخر وقد ناهز السّبعين، وله أشياء حَسَنَة، ومعانٍ مُبَتَكَرَة.

وكان من كبار أدباء العوامّ. وقد قرأ النَّحْو، وفهِم. فَمَنْ رائق نظْمه [3] قوله:

أعِدْ يا برقُ ذِكْرَ أهيل [4] نجد

فإنّ لك اليد البيضاء عندي

[1] انظر عن (محمد بن أبي الرجاء) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، والوافي بالوفيات 3/ 70 رقم 973، وذيل مرآة الزمان 3/ 82.

[2]

انظر عن (مجاهد بن سليمان) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 40 أ، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وذيل مرآة الزمان 3/ 68- 71، وفوات الوفيات 3/ 236، 237، والنجوم الزاهرة 7/ 242، 243، وذيل مرآة الزمان 3/ 70، وعيون التواريخ 21/ 46- 48.

[3]

لم يذكر البرزالي له شعرا، بل اكتفى بالقول:«وله شعر جيّد كثير» .

[4]

في ذيل المرآة «أصيل» . والمثبت يتفق مع المختار.

ص: 117

أشيمك بارقا فيضلّ عقلي

فوا عجبا تُضِلّ وأنت تَهْديّ

ويبكيك السحاب وليس مِمَّنْ [1]

تحمل بعض أشواقي ووجْديّ

بعثت مع النّسيم لهم سلاما

فَمَا منّوا [2] عليّ له بردِّ [3]

وله يهجو أَبَا الْحُسَيْن الجزّار، وأجاد:

إنْ تاه جزّارُكُم عليكم

بفِطْنةٍ نالها [4] وَكَيْسِ

فَلَيْس يرجوه غير كلبٍ

وليس يخشاه غير تَيْسٍ [5]

91-

محمود بْن أبي سَعِيد [6] بْن محمود بْن محمد.

الشّيخ ناصح الدّين، أبو الثّناء الطّاووسيّ القزوينيّ.

ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة تقريبا.

وسمع بحلب من: أبي مُحَمَّد بْن الأستاذ، وأبي المحاسن بْن شدّاد، وغيرهما.

وهو ابن أخت الإِمَام أبي القاسم الرّافعيّ صاحب «الشَّرْح» .

تُوُفِّيَ بالقاهرة فِي ربيع الأوّل.

روى عن خاله بالإجازة أربعين حديثا له، سمعها منه البرهان رئيس المؤذّنين.

92-

مكرَّم بْن مظفَّر [7] بن أبي محمد.

العين زربيّ.

[1] في ذيل المرآة: «السخاء ولست ممن» . والمثبت يتفق مع المختار.

[2]

في المختار: «فما عنوا» ، وكذا في عيون التواريخ.

[3]

الأبيات في ذيل مرآة الزمان 3/ 70، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وعيون التواريخ 46، وفوات الوفيات 3/ 236.

[4]

في ذيل المرآة، والمختار:«بفطنة عنده» ، وكذا في عيون التواريخ.

[5]

البيتان في ذيل مرآة الزمان 3/ 69، والمختار من تاريخ ابن الجزري 275، وعيون التواريخ 21/ 48.

[6]

انظر عن (محمود بن أبي سعيد) في: المقتفي للبرزالي 1/ ورقة 38 أ.

[7]

انظر عن (مكرّم بن مظفر) في: المقتفي 1/ ورقة 42/ أ، ب، وعقد الجمان (2) 127، وتاريخ ابن الفرات 7/ 20.

ص: 118