الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآية (43)
* قَالَ اللهُ عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النور: 43].
* * *
قَوْلهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [يَسُوقُهُ بِرِفْقٍ] اهـ.
قَوْلهُ: {أَلَمْ تَرَ} الخِطَاب لكل مخاطب {أَلَمْ تَرَ} أيها المخاطب و (ترى) هُنا بصرية أو علمية؟ إِذَا قُلْنا: إنها بصرية معنى ذَلِك أن الأعمى لا يدري عن شَيْء ومعناه أنَّه لم يعتبر بهَذَا السَّحاب لأَنَّه لا يراه، فهي علمية؛ لأَن العلمية تتضمن البصرية، فالرؤية في قَوْلهُ:{أَلَمْ تَرَ} بمَعْنى العِلْم، وتفسيرنا لها بالعلم أعم من تفسيرها بالرؤية البصرية لأجل أن يشمل رؤية الْإِنْسَان ببصره، أي: عن طريق المشاهدة؛ لأنَّها تؤدي إلى العِلْم ورؤية الْإِنْسَان بسمعه بما يخبر به، لأنَّها تؤدي أيضًا إلى العِلْم، ورؤية الْإِنْسَان بقراءته عن هَذَا الْأَمْر لأنه يؤدي إلى العِلْم، والمهم أنَّه ما دامت الرؤية محتملة لأَن تَكُون بمَعْنى العِلْم فتفسيرها بالعلم أولى؛ لأَنَّه أشمل وأعم من السماع.
قَوْلهُ: {أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} يسوقُه برفْقٍ ومن المفسِّرين من يَقُول: يسوقه ولم يقيده برفق، ولعل ذَلِك أولى، أي: أن نفسر الإزجاء بالسَّوق سواء كَانَ برفق أو بغير
رفق؛ لأَننا نشاهد أن السَّحاب يسير أحيانًا برفق، أي: يَكُون مشيه رويدًا رويدًا، وأحيانًا يسير بسرعة وهو سحاب يَقُول - أظن - المتنبي:
ومنَ الخَيرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عَنِّي
…
أَسْرَعُ السُّحْبِ في المَسيرِ الجَهامُ
الذي لَيْسَ فيه ماء.
والاستفهام في قَوْلهُ: {أَلَمْ تَرَ} للتقرير مثل قَوْله تَعَالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)} [الشرح: 1]، فهو للتقرير أيضًا، يعني قد شرحنا لك، وهَكَذا كلما دخلت أداة الاستفهام على النَّفي صَارَت للتقرير، لتقرير ذَلِك الشَّيء يَقُول الله تَعَالَى مقررًا هَذَا الْأَمْر المرئي:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} .
الخِطَاب في قَوْلهُ: {أَلَمْ تَرَ} هل هو للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصح خطابه؟ الظَّاهِر أنَّه لكل من يصحّ خطابه؛ يعني: {أَلَمْ تَرَ} أيها المخاطب {أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا}
…
إِلَى آخِرِهِ؛ لأَن ذَلِك أشمل.
قَوْلهُ: {ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} ، يَقُول المُفَسِّر رحمه الله:[يَضُمّ بَعْضَه إلَى بَعْض فَيَجْعَل الْقِطَع المتفَرِّقَة قِطْعَة وَاحِدَة] اهـ.
وهَذَا أيضًا مشاهد؛ فإن الله سبحانه وتعالى يؤلِّف بين هَذَا السَّحاب ويجمع بعضه إلى بعض حَتَّى يَكُون قطعة كَبيرَة، وأحيانًا لا يؤلِّف بينه، بل نفس القطعة الصَّغيرة تتوسع وتكون قطعة كَبيرَة لكن التأليف أبلغ؛ لأَن المُفَسِّر أحيانًا يَكُون من غير جنس المُفَسِّر به فدائمًا تَكُون سحابة بيضاء وحمراء وسوداء، ثم تجتمع وتكون بلون واحد، وهَذَا أبلغ، هَذَا التأليف يَقُول الله عز وجل:{ثُمَ جعَلهُ، رُكَامًا} فيقول المُفَسِّر رحمه الله: [بَعْضَه فَوْق بَعْض] اهـ.
قَوْلهُ: {ركُامًا} يعني متراكمًا بعضه فوق بعض، وهَذَا أيضًا مشاهد برؤية العين، فإن السَّحاب تجد بعضه فوق بعض، وإذا كنت في الطائرة مرتفعًا فإنَّه يبدو لك ذَلِك ظاهرًا، تجد من السَّحاب ما هو تحتَك ومن السَّحاب ما هو فوقك، وإذا كنت في الأَرْض يتبَيَّن لك أن السَّحاب بعضُه على بعضٍ، وَذلِك بكون بعضه يغطي بعضًا، لكن كَيْفَ يغطي بعضه بعضًا؟ تنظر مثلًا قطعة تمر تحت قطعة أُخْرَى تتجاوزها وتتعداها، مما يدُلّ على أن بعضه فوق بعض، هَذَا الركام له منظر عجيب إِذَا كَانَ الْإِنْسَان ينظر إلَيْه من أعلى، منظر يبهج ويسر، ولِذَلك جعله الله تَعَالَى من الآيَات الدالة على كمال قدرته.
قَوْلهُ: {فَتَرَى الْوَدْقَ} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [المَطَر {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} مَخَارِجه] اهـ.
قَوْلهُ: {فَتَرَى} ترى هُنا بمَعْنى تبصر؛ لأَن المطر يُرى بالعين.
قَوْلهُ: {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} ، أي: من خلال هَذَا السَّحاب، لكن هَذِهِ الرؤية هل الْإِنْسَان يدركها أو بعض النَّاس دون بعض؟ حَقِيقَة لا يدركها إِلَّا إِنْسَان قوي النَّظر، لكن نحنُ نعلم أن المطر ينزل من السَّحاب ويتخلله.
قَالَ بعض العُلَماء: إنه يَكُون مثل الغربال الَّذِي يغربل به القمح وما أشبه ذَلِك، ينزل هَذَا المطر من خلاله، لكن من أين يأتي المطر إِذَا كَانَ ينزل من خلاله؛ من السَّحاب نفسه ينعصر - بإذن الله - ثم يتخلل منه، قَالَ تَعَالَى:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)} [النبأ: 14]؛ فإنَّه - بإذن الله - ينعصر وينزل هَذَا المطر.
وعلى كل حال الأَسْبَاب الطبيعيَّة لا نعرف عنها شيئًا لكن هَذَا ما نعرفه بالرؤية الحسيَّة.
قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ} زَائِدَة {جِبَالٍ فِيهَا} فِي السَّمَاء بَدَل بِإِعَادَةِ الجَارّ {مِنْ بَرَدٍ} أَي: بَعْضَه {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ} .
الغريب أن المُفَسِّر رحمه الله مرتبك في هَذَا، قَالَ في الأوَّل:{مِنْ جِبَالٍ} (من) زائدة يعني زائدة إِعْرابًا، فعلى كلامة يَكُون التَّقدير (ويُنَزِّل من السَّماء جبالًا)، ثم بعد ذَلِك قَالَ: بدل لَهُم {مِنَ السَّمَاءِ} بإعادة الجار، البدل قَوْلهُ:{مِن جِبَالٍ} و (في السَّماء) إِذَا كَانَت بدلًا بإعادة الجار، فهل {مِنْ جِبَالٍ} تَكُون زائدة في قَوْلهُ:{مِنَ السَّمَاءِ} ؟
الجواب: لَيْسَت زائدة، لأنَّها لابتداء الغَايَة، يعني إلى الأَرْض، والمَعْنى الأَخِير الَّذِي ذكره هو المَعْنى الصَّحيح، وهو أن قَوْلهُ:{مِنْ جِبَالٍ} بدل {مِنَ السَّمَاءِ} كأنه قَالَ: (يُنزِّل من جبال في السَّماء) فهي بدل من السَّماء بإعادة الجار الَّذِي هو يعني: {مِنَ السَّمَاءِ} مهو، يعني:(من السَّماء إلى الأَرْض)، من أين {مِنَ السَّمَاءِ}؟ قَالَ المُفَسِّر رحمه الله:{مِنْ جِبَالٍ فِيهَا} ، أَي: فِي السَّمَاء {مِنْ بَرَدٍ} ، أَي بَعْضه] اهـ.
لو قَالَ قَائِلٌ: ما الفَرْق بين (مِن) الزائدة والصلة؟
قُلْنا: صلة أو زائدة المَعْنى واحد.
بقي أن نقول: {فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} {فِيهَا} الضَّمِير يَعود إلى السَّماء، يعني من جبال في السَّماء، وقَوْلهُ:{مِنْ بَرَدٍ} المُفَسِّر رحمه الله يُرِيد أن تَكُون (مِن) للتبعيض، يعني:(يُنَزِّل بعض برد من هَذِهِ الجبال)، ويحتمل أن تَكُون زائدة، {مِن بَرَدٍ} ، أي: بردًا، ينزل من السَّماء من جبال بردًا، فتكون (مِن) زائدة، ويحتمل أن تَكُون (مِن) لبَيان الجنس، كَيْفَ تَكُون لبَيان الجنس؟ أي: من جبال من البرد، فتكون الجبال نفسها من البرد.
وعلى هَذَا يَكُون المَعْنى: وينزل من السَّماء من جبال من البرد، فيَكُون مفعول التنزيل محذوفًا يعني ينزل بردًا.
إِذَا كَانَ من الجبال الَّتِي من البرد فإذا نَزَّل من الجبال الَّتِي من البرد ماذا ينزل؟ ينزل بردًا، فيَكُون المفعول محذوفًا تقديره بردًا، على كل حال (يُنزّل) على رأي المُفَسِّر رحمه الله مفعولها {مِن بَرَدٍ} ، لأنَّه قَالَ: أي بعضه، على أساس أن (مِن) للتبعيض، فهي بمَعْنى بعض، وعلَيْه فيَكُون هَذَا هو مفعول يُنزّل، وأما المنزل منه فهي الجبال الَّتِي في السَّماء، لأَنَّنا قُلْنا {مِنْ جِبَالٍ} بدل {مِنَ السَّمَاءِ} فإعادة الجار، فيَكُون المُنَزَّل منه هَذِهِ الجبال والمُنَزَّل البرد.
وعلى الاحتمال بأن (مِن) زائدة يَكُون أيضًا المُنَزَّل البرد، لكن لَيْسَت (مِن) للتبعيض.
وعلى الاحتمال الثَّالث قُلْنا: إن (مِن) لبَيان الجنس، أي: جنس الجبال من البرد لكن ماذا ينزل من السَّماء؟ ينزل بردًا، فعلَيْه يَكُون المُنَزَّل الَّذِي هو المفعول محذوفًا تقديره بردًا، ودل علَيْه السِّيَاق.
على كل حال معنى الآية الْكَرِيمَةِ أن في السَّماء جبالًا من البرد يُنزل الله تَعَالَى منها، أي: من هَذِهِ الجبال، هَذَا المُنَزَّل أحيانًا يَكُون كبيرًا وأحيانًا يَكُون صغيرًا، لكن من نعمة الله أنَّه لا يَكُون كبيرًا بحيث يهدم البناء، هَذَا شَيْء نادر جدًّا إنما يَكُون كبيرًا بحيث يقتل بعض الزروع أو بعض الأشجار حسب حِكْمَة الله عز وجل، أما أن يهدم المنازل ويقتل الآدميين فهَذَا قليل وإن كَانَ قد يوجد لكنَّه قليل، وفي هَذَا دَليل على قدرة الله سبحانه وتعالى أن هَذِهِ السَّماء تَكُون فيها هَذِهِ الجبال من البرد، وينزل
منها ما ينزل بمشيئة الله سبحانه وتعالى وحكمته على هَذِهِ الأَرْض؛ ولِهَذَا قَالَ: {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} .
هَذِهِ الجُمْلَة: هل هي لبَيان الامتنان أو لبَيان العُقوبَة أو تحتمل؛ لأَن قَوْلهُ: (يصرف) قد يتبادر لِلإنْسان أن المُراد بالإصابة في أول الآية إصابة العُقوبَة كما يُقال: صرف الله عنك السوء وكما جاء في الحَديث: "وَاصْرِفْ عَنِّي سِيِّئَ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ"
(1)
؛ فلا يعبَّر بالصرف إلَّا عن شَيْء مكروه، وعلى هَذَا فتكون جملة {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} مسوقة لبَيان العُقوبَة الَّتِي تحدث بهَذَا البرد.
ويحتمل أن تَكُون من باب الامتنان؛ فإن البرد قد يَكُون خيرًا وقد يحصل به ري الأَرْض ونبات الأشجار وغير ذَلِك، فيَكُون هَذَا من باب سِيَاق الامتنان يصيب بهَذَا البرد من يشاء فينتفع به {وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} فيفوته الانتفاع، ولا مانع من أن يُستعمل الصَّرف في صرف الشَّيء النَّافع، وإن كَانَ أكثر أن يَكُون في صرف الأَشْيَاء الضارَّة، لكن قد يُستعمل أيضًا في صرف الأَشْيَاء الَّتِي تنفع، وهَذَا من بلاغة القُرْآن أن تَكُون هَذِهِ الجُمْلَة صالحة للوجهين: وجه العُقوبَة ووجه الرَّحمة، فالإصابة بالبرد أحيانًا تَكُون عُقوبَة تهلك بها الزروع وتموت بها المواشي، وأحيانًا بالعَكْسِ.
قَوْلهُ: {يَكَادُ} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [يُقْرُب {سَنَا بَرْقِهِ} لمَعَانه {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} النَّاظِرَة لَهُ، أَي: يَخْطَفهَا] اهـ.
(1)
أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، حديث رقم (771)؛ عن علي بن أبي طالب.
من قوة هَذَا البرق يكاد سناه، يعني: لمعانه يذهب بالأبصار، وفي هَذَا إِشارَة إلى أن السَّحاب الَّتِي فيها برد يَكُون برقها أَشَدّ لمعانًا من غيره، فهَذَا البرق يكاد لقوته يذهب بالأبصار، ولا شَك أن هَذَا البرق عَظِيم جدًّا، وقد ذكروا أن فيه طاقة كَبيرَة من الكهرباء وأنَّها تساوي كذا وكذا من الكيلوات، وهَذَا الْأَمْر واقع الآن تجد مثلًا الطّائرات قد تَكُون دون هَذَا السَّحاب ومع ما فيها من الإضاءة لا تكاد تبصرها، أما البرق فإنَّه كما يُشاهد يكاد يخطف البصر ويملأ الأَرْض ضياء، مما يدُلّ على كثرة الطّاقة الكهربائية الَّتِي في هَذَا البرق مع أنَّه - بإذن الله - يحدث في لحظة كأنه انفجار كهربائي، وهَذَا هو الظَّاهِر أنَّه من باب الاحتكاك، كما ذُكر أنَّه يَكُون سالبًا وموجبًا فيتولد من بينهما هَذَا البرق، ولا مانع إن صح الحديث أن يَكُون أيضًا هَذَا من أَسْبَاب ضرب المَلَك الَّذِي يسوق السَّحاب.
فإذا صح الحديث فإنَّه لا يُنافي ما ثبت من حيث العِلْم، الَّذِي يتَّصل بهَذَا الْأَمْر من كونه اجتماع سالب وموجب فيحصل به هَذَا اللمعان، إِذْ أن اجتماع السالب والموجب قد يَكُون بأَسْبَاب ضرب الملك.
إذن هَذَا من آيات الله سبحانه وتعالى الدالة على كمال قدرته، فسوق هَذَا السَّحاب بين السَّماء والأَرْض وكونه جبالًا من البرد وإصابة الله تَعَالَى به من يشاء وصرفه عمَّن يشاء، كل ذَلِك من آيات الله، ولِهَذَا جعلها الله سبحانه وتعالى بِصيغَة الاستفهام الدال على التَّقدير.
فيَنْبَغِي لِلإنْسان أن ينظر في آيات الله الْكَوْنِيَّة ليعتبر بها، إِذْ أن الاعتبار بها يستلزم عبادة الله عز وجل.
قَوْلهُ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا} إِلَى آخِرِهِ، إنما قرر الله تَعَالَى ذَلِك لا لأجل أن ينظر الْإِنْسَان إلى هَذَا الشَّيء بل لأجل أن يعتبر بهَذَا الشَّيء الَّذِي ينظر إلَيْه ويعلمه لَيْسَتدل به على قدرة الفاعل، ومن ثَمَّ على عبادته، لأَن القادر مستحق للعبادة، ولِهَذَا قَالَ تَعَالَى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21].
* * *