المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الآية: (44) * قَالَ اللهُ عز وجل: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - تفسير العثيمين: النور

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌تقديم

- ‌نُبْذَةٌ مُخْتَصَرَةٌ عَنْ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ العُثَيْمِين 1347 - 1421 هـ

- ‌نَسَبُهُ وَمَوْلِدُهُ:

- ‌نَشْأَتُهُ العِلْمِيَّةِ:

- ‌تَدْرِيسُهُ:

- ‌آثَارُهُ العِلْمِيَّةُ:

- ‌أَعْمَالُهُ وجُهُودُهُ الأُخْرَى:

- ‌مَكانَتُهُ العِلْمِيَّةُ:

- ‌عَقِبُهُ:

- ‌وَفَاتُهُ:

- ‌الآية (1)

- ‌الآية (2)

- ‌الآية (3)

- ‌الآية (4)

- ‌الآية (5)

- ‌الآية (6)

- ‌الآية (7)

- ‌الآية (8)

- ‌الآية (9)

- ‌الآية (10)

- ‌الآية (11)

- ‌الآية (12)

- ‌الآية (13)

- ‌الآية (14)

- ‌الآية (15)

- ‌الآية (16)

- ‌الآية (17)

- ‌الآية (18)

- ‌الآية (19)

- ‌الآية (20)

- ‌الآية (21)

- ‌الآية (22)

- ‌الآية (23)

- ‌الآية (24)

- ‌الآية (25)

- ‌الآية (26)

- ‌الآية (27)

- ‌الآية (28)

- ‌الآية (29)

- ‌الآيتان (30، 31)

- ‌الآية (32)

- ‌الآية (33)

- ‌الآية (34)

- ‌الآية (35)

- ‌الآيتان (36، 37)

- ‌الآية (38)

- ‌الآية (39)

- ‌الآية (40)

- ‌الآية (41)

- ‌الآية: (42)

- ‌الآية (43)

- ‌الآية: (44)

- ‌الآية (45)

- ‌الآية (46)

- ‌الآية (47)

- ‌الآية (48)

- ‌الآية (49)

- ‌الآية (50)

- ‌الآية (51)

- ‌الآية (52)

- ‌الآية (53)

- ‌الآية (54)

- ‌الآية (55)

- ‌الآية (56)

- ‌الآية (57)

- ‌الآية (58)

- ‌الآية (59)

- ‌(الآية: 60)

- ‌الآية (61)

- ‌الآية (62)

- ‌الآية (63)

- ‌الآية (64)

الفصل: ‌ ‌الآية: (44) * قَالَ اللهُ عز وجل: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ

‌الآية: (44)

* قَالَ اللهُ عز وجل: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور: 44].

* * *

قَوْلهُ: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} قَالَ المُفَسِّر رحمه الله: [أَي: يَأْتِي بِكُلٍّ مِنْهُمَا بَدَل الْآخَر، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً} التَّقْلِيب {لَعِبْرَةً} دَلَالَة {لِأُولِي الْأَبْصَارِ} لِأَصْحَابِ الْبَصَائِر عَلَى قُدْرَة الله تَعَالَى] اهـ.

قَوْلهُ: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} التقليب معناه: تغيير الشَّيء من جهة إلى جهة، وهَذَا التقليب، هل المُراد به التقليب الحسِّي الَّذِي أشار إلَيْه المُفَسِّر رحمه الله بمَعْنى أنَّه يأتي بهَذَا بدل هَذَا وهَذَا بدل هَذَا، أو المُراد ما هو أشمل، يعني: التَّقليب الحسي والمعنوي؟

الجواب: المُراد ما هو أعمُّ من التَّقليب الحسي، والتَّقليب الحسي أن الله يقلِّب الأَرْض بدلًا من أن كَانَت ضياء ونهارًا إلى ليل ثم إلى نهار وهَكَذا، ومن التَّقليب أيضًا تقليب الفصول؛ حيث يَكُون الليل والنَّهار مرة في وقت الشِّتاء ومرة في وقت الصَّيف، كل هَذَا من التقليب.

والتَّقليب المعنوي: ما يحصل في هَذِهِ الأيام من الحوادث والتَّغيرات والعز والنَّصر والإذلال والخذلان؛ كما قَالَ اللهُ تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ص: 301

المُهِمّ أنَّه يَجب أن نعرف أن هَذَا التَّقليب عام لكل ما يحصل من تغيير في الليل والنَّهار من الْأُمُور الحسية والْأُمُور المعنويَّة، ووجه العبرة أن في ذَلِك التقليب {لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} ، أي: فصاحب البصيرة فالمُراد بالأبصار هُنا البصائر ولَيْسَ المُراد بالأبصار بصر العين، فكل ذي بصيرة يعرف ما في تقليب الليل والنَّهار من قدرة الله عز وجل، قَالَ تَعَالَى:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ} [القصص: 71].

لو اجتمع الخلق كلهم على أن يُخرجوا الشَّمس في نصف الليل مثلًا لا يستطيعون، ولو اجتمعوا كلهم على أن يأتوا بالليل في نصف النَّهار ما استطاعوا إلى ذَلِك سبيلًا، ولو أن الله تَعَالَى جعل الوقت دائمًا ليلًا أو نهارًا ما استطاع الخلق كلهم أن يُغيِّروا هَذَا الوضع؛ ولهَذَا بَيَّن الله تَعَالَى مِنَّتَهُ علَى عِبَادِه فقَالَ تَعَالَى:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [غافر: 61].

كَذلِكَ ما يحصل في الليل والنَّهار من الحوادث وتقلبات الْأُمُور؛ فهَذَا أيضًا فيه عبرة، تجد مثلًا هَذَا المُلك لهَذَا الرَّجل مُلك تامٌّ وافٍ ونعم وافرة، ثم ينقلب ذَلِك المُلك إلى ذل وأسر، وتجد هَؤُلَاءِ القوم في عز ونصر وتمكين وإذا الْأَمْر بالعَكْسِ. كل هَذَا مما يستدل به الْإِنْسَان العاقِل ذو البصيرة على ما لله تَعَالَى من قدرة في تقليب الْأُمُور ومن حِكْمَة في تدبيرها.

قَوْلهُ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} إِذَا كنت لا تتخذ من ذَلِك عبرة ولم تجد في نفسك حركة لهَذَا التقلُّب وهَذَا التغيُّر فاعلم أنك لست من ذوي البصائر؛ لأَن كلام الله سبحانه وتعالى محكم لا يتغير، وقد أخبر أن في ذَلِك التقليب عبرة لأولي الأبصار؛ فإذا لم يكن لك في ذَلِك عبرة فاعلم أنك لست من ذوي البصائر.

ص: 302

إذن لا بُدَّ أن تُعالج نفسك حَتَّى تتأمل ما في هَذَا التقليب من العبر وتعتبر به، لا تظن أن قَوْلهُ:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} مجرّد كَلِمة أُطلقت، وتقول: الْإِنْسَان صاحب البصيرة يعرف ما لله تَعَالَى في ذَلِك من القدرة والحِكْمة، ولكن يَجب أن تعتبر، فإذا لم تعتبر فإنك لست من ذوي البصائر.

* * *

ص: 303