الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر (1) المفسرون أنواعًا مضطربة في تعذيبها، وليس في القرآن نص بأنها عذبت، والله أعلم. وقال بعض الظرفاء، وقد سئل أين في القرآن مثل قولهم: الجار قبل الدار؟ قال: قوله تعالى: {ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} ، فـ {عِنْدَكَ} هو المجاورة، و {بَيْتًا} في الجنة هو الدار، وقد تقدم {عِنْدَكَ} على قوله:{بَيْتًا} .
ومعنى الآية (2): أي وجعل الله حال امرأة فرعون مثلًا يبين به أن وصلة المؤمنين بالكافرين لا تضرهم شيئًا إذا كانت النفوس خالصة من الأكدار؛ فقد كانت تحت أعدى أعداء الله في الدنيا، وطلبت النجاة منه ومن عمله، وقالت في دعائها: رب اجعلني قريبًا من رحمتك، وابن لي بيتًا في الجنة، وخلصني من أعمال فرعون الخبيثة، وأنقذني من قومه الظالمين. وفي هذا دليل على أنها كانت مؤمنة مصدقة بالبعث، ومن سنن الله أن:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وأن لكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت.
12
- وقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} معطوف على امرأة فرعون. وجمع في التمثيل بين التي لها زوج والتي لا زوج لها نسلية للأرامل وتطييبًا لأنفسهن. وسميت مريم في القرآن باسمها في سبعة مواضع، ولم يسم غيرها من النساء؛ لأنها أقامت نفسها في الطاعة كالرجل الكامل. ومريم بمعنى العابدة. وقد سمى الله أيضًا زيدًا في القرآن كما سبق في سورة الأحزاب. وقرأ الجمهور:{ابْنَتَ} بفتح التاء، وأيوب السختياني:{ابنه} بسكون الهاء وصلًا، إجراء مجرى الوقف.
والمعنى (3): وضرب الله سبحانه مثلًا للذين آمنوا حال مريم ابنة عمران والدة عيسى عليهما السلام، وما أوتيت من كرامة الدنيا والآخرة والاصطفاء على نساء العالمين مع كون قومها كفارًا. {الَّتِي أَحْصَنَتْ} وحفظت {فَرْجَهَا} عن مساس الرجال مطلقًا، حرامًا وحلالًا على آكد الحفظ. والاحصان: العفاف. والفرج: ما بين الرِّجْلَين، وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه. قال بعضهم: صانته عن الفجور كما صان الله آسية عن مباشرة فرعون؛ لأنه كان عنّينًا - وهو من لا يقدر على الجماع لمرض أو كبر سن، أو يصل إلى الثيب دون البكر - فالتعبير عن آسية بالثيب كما مرّ في {ثَيِّبَاتٍ} لكونها في صورة الثيب من حيث إن لها بعلًا.
(1) البحر المحيط.
(2)
المراغي.
(3)
روح البيان.
وقال السهيلي: إحصان الفرج معناه: طهارة الثوب، يريد فرج القميص؛ أي: لم يعلق بثوبها ريبة؛ أي: إنها طاهرة الأثواب، فكنى بإحصان فرج القميص عن طهارة الثوب من الريبة. وفروج القميص أربعة: الكمان، والأعلى، والأسفل، فلا يذهبن وهمك إلى غير هذا؛ لأن القرآن أنزه معنى وأوجز لفظًا وألطف إشارة وأحسن عبارة من أن يريد ما ذهب إليه وهم الجاهل، انتهى. قال في "الكشاف": ومن بدع التفاسير: أن الفرج هو حبيب الدرع ومعنى أحصنته: منعته.
{فَنَفَخْنَا فِيهِ} : {الفاء} : للسببية. والنفخ: نفخ الريح في الشيء؛ أي: فنفخنا بسبب ذلك في فرجها، على أن يكون المراد بالفرج هنا الجيب. وقال السجاوندي في "عين المعاني": أي فيما انفرج من جيبها، وكذا قال أبو القاسم في "الأسئلة": ولم يقل: فيها؛ لأن المراد بالكناية حبيب درعها، وهو إلى التذكير أقرب، فيكون قوله:{فِيهِ} من باب الاستخدام؛ لأن الظاهر: أن المراد بلفظ الفرج العضو، وأريد بضميره معنى آخر للفرج، ومنه قوله تعالى:{وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} . وكذا يكون إسناد النفخ إلى الضمير مجازيًا؛ أي: نفخ جبريل بأمرنا، وهو إنما نفخ في حبيب درعها. {مِنْ رُوحِنَا}؛ أي (1): من روح خلقناه بلا توسط أصل. وأضاف الروح إلى ذاته تعالى، تفخيمًا لها ولعيسى، كقوله:{وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} ، وفي سورة الأنبياء {فَنَفَخْنَا فِيهَا}؛ أي: في مريم؛ أي: أحيينا عيسى في جوفها من الروح الذي هو من أمرنا. وقال بعضهم: أحيينا في فرجها، وأوجدنا في بطنها ولدًا من الروح الذي هو بأمرنا وحده، بلا سببية أصل وتوسل نسل على العادة العامة، أو من جهة روحنا جبريل؛ لأنه نفخ من حبيب درعها، فوصل النفخ إلى جوفها. أو ففعلنا النفخ فيه. وقرىء:{فيها} على وفاق ما في سورة الأنبياء؛ أي: في مريم، والمآل واحد، انتهى.
يقول الفقير: يلوح لي هاهنا سر خفي، وهو: أن النفخ وإن كان في الجيب إلا أن عيسى لما كان متولدًا من الماءين: الماء المتحقق، وهو ماء مريم، والماء المتوهم، وهو ما حصل بالنفخ .. كان النفخ في الجيب بمنزلة صب الماء في الفرج، فالروح المنفوخ في الجيب كالماء المصبوب في الفرج، والماء المصبوب،
(1) روح البيان.
وإن لم يكن الروح عينه إلا أنه في حكم الروح؛ لأنه يخلق منه الروح، ولذا قال تعالى:{فَنَفَخْنَا فِيهِ} ؛ أي: في الفرج، سواء قلت: إنه فرج القميص أو العضو، فاعرف، ولا يقبله إلا الألباء الربانيون.
وقرأ الجهور (1): {فَنَفَخْنَا فِيهِ} ؛ أي: في الفرج. وقرأ عبد الله: {فيها} كما في سورة الأنبياء؛ أي: في الجملة.
{وَصَدَّقَتْ} معطوف على {أَحْصَنَتْ} ، {بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}؛ أي: بالصحف المنزلة على الأنبياء عليهم السلام. وفي "كشف الأسرار": يعني بالشرائع التي شرعها الله تعالى لعباده بكلماته المنزلة. ويقال: صدقت بالبشارات التي بشر بها جبريل، وهي: قول جبريل لها: {قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا} . وقال مقاتل: يعني بالكللمات: عيسى. {وَكُتُبِهِ} ؛ أي: بجميع كتبه المنزلة الشاملة للصحف وغيرها من الكتب الإلهية، متقدمة أو متأخرة. {وَكَانَتْ} مريم {مِنَ} {الْقَانِتِينَ}؛ أي: من عداد المواظبين على الطاعة. فـ {مِنْ} للتبعيض. وفي "عين المعاني": من المطيعين المعتكفين في المسجد الأقصى. وقال عطاء: من المصلين، كانت تصلي بين المغرب والعشاء، أو كانت من القانتين؛ أي: من نسلهم، يريد رهطها وعشيرتها الذين كانت منهم، وكانوا مطيعين أهل بيت صلاح وطاعة؛ لأنها من أعقاب هارون أخِ موسى عليه السلام. فـ {مِنْ} لابتداء الغاية. وقال:{مِنَ الْقَانِتِينَ} ولم يقل: من القانتات؛ لتغليب الذكور على الإناث، وللإشعار بأن طاعتها لم تقصر عن طاعات الرجال حتى عدت من جملتهم.
وقرأ الجمهور (2): {وَصَدَّقَتْ} بتشديد الدال. وقرأ يعقوب وأبو مجلز، وقتادة، وعصمة عن عاصم بتخفيفها؛ أي: كانت صادقة بما أخبرت به من أمر عيسى عليه السلام، وما أظهر الله له من الكرامات.
وقرأ الجمهور: {بِكَلِمَاتِ} جمعًا، فاحتمل أن تكون الصحف المنزلة على إدريس وغهره، وسماها كلمات لقصرها ويكون المراد: بكتبه الكتب الأربعة، ويحتمل أن تكون الكلمات ما صدر في أمر عيسى عليه السلام. وقرأ الحسن،
(1) البحر المحيط.
(2)
البحر المحيط.
ومجاهد، والجحدري:{بكلمة} على التوحيد، فاحتمل أن يكون اسم جنس، واحتمل أن تكون كناية عن عيسى؛ لأنه قد أطلق عليه أنه كلمة الله ألقاها إلى مريم.
وقرأ أبو عمرو وحفص: {وكتبه} جمعًا، ورواه كذلك خارجة عن نافع. وقرأ باقي السبعة:{وكتابه} على الإفراد، فاحتمل أن يراد به الجنس وأن يراد به الإنجيل، لا سيما إن فسرت الكلمة بعيسى. وقرأ أبو رجاء:{وكتبه} بسكون التاء. قال ابن عطية مرادًا به الإنجيل والتوراة. وقال صاحب "اللوامح": وقرأ أبو رجاء: {وكَتْبه} بفتح الكاف وهو مصدر أقيم مقام الاسم. وقال سهل: {وَكَتْبه} أجمع من كتابه؛ لأن فيه وضع المضاف موضع الجنس، فالكتب عام والكتاب هو الإنجيل فقط.
ومعنى الآية (1): أي وضرب الله مثلًا للذين آمنوا حال مريم - وما أوتيت من كرامة الدنيا وكرامة الآخرة، فاصطفاها ربها مع أن أكثر قومها كانوا كفارًا من قبل - أنها منعت حبيب درعها جبريل عليه السلام، وقالت له:{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} . فأثبتت بذلك عفتها وكمال طهارتها، فنفخ جبريل فيه، فحملت بنبي الله وكلمته عيسى صلوات الله عليه، وصدقت بشرائع الله وكتبه التي أنزلها على أنبيائه وكانت في عداد القانتين العابدين المخبتين لربهم المطيعين له.
روى أحمد في "مسنده": "سيدة نساء أهل الجنة: مريم، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم عائشة". وفي "الصحيح": "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وفضل عائشة كفضل الثريد على سائر الطعام"، وإنما فضل الثريد لأنه مع اللحم غذاء جامع بين اللذة وسهولة التناول وقلة المؤنة في المضغ وسرعة المرور على المريء، فضربه مثلًا ليؤذن بأنها رضي الله عنها أعطيت مع حسن الخلق حلاوة المنطق وفصاحة الكلام، وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل، والتحبب للبعل، وبحسبك أنها عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يعقل غيرها من النساء، وروت ما لم يرو مثله الرجال.
(1) المراغي.
الإعراب
{يَا أَيُّهَا} : {يا} حرف نداء، {أي}: منادى نكرة مقصودة، {ها}: حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات؛ أي: من الإضافة. {النَّبِيُّ} : بدل من {أي} أو عطف بيان له، أو نعت له، وجملة النداء مستأنفة. {لِمَ}:{اللام} : حرف جر، {مَا}: اسم استفهام للاستفهام الإنكاري في محل الجر باللام مبني بسكون على الألف المحذوفة فرقًا بينها وبين (ما) الموصولة، الجار والمجرور متعلق بـ {تُحَرِّمُ} ، {تُحَرِّمُ}: فعل مضارم، وفاعل مستتر يعود على {النَّبِيُّ} ، والجملة جواب النداء، لا محل لها من الإعراب. {ما}: اسم موصول في محل النصب مفعول به، {أَحَلَّ اللَّهُ}: فعل، وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: ما أحله لك، {لَكَ}: جار ومجرور، متعلق بـ {أَحَلَّ} ، {تَبْتَغِي}: فعل مضارع وفاعل مستتر، {مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}: مفعول به، والجملة في محل النصب حال من فاعل {تُحَرِّمُ} ، {وَاللَّهُ غَفُورٌ}: مبتدأ وخبر، {رَحِيمٌ}: خبر ثان، والجملة مستأنفة. {قَدْ}: حرف تحقيق، {فَرَضَ اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {لكم}: متعلق بـ {فَرَضَ} ، {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}: مفعول به، ومضاف إليه، {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ}: مبتدأ وخبر، والجملة معطوفة على {فَرَضَ} ، {وَهُوَ الْعَلِيمُ}: مبتدأ وخبر، {الْحَكِيمُ}: خبر ثان، والجملة معطوفة على ما قبلها.
{وَإِذْ} : {الواو} : استئنافية، {إذ}: ظرف لما مضى من الزمان، متعلق بمحذوف، تقديره: واذكر يا محمد قصة ..... ، والجملة المحذوفة مستأنفة:{أَسَرَّ النَّبِيُّ} : فعل وفاعل والجملة في محل الجر، مضاف إليه لـ {إذ} ، {إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ}: جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {أسر} ، {حَدِيثًا}: مفعول به. {فَلَمَّا} : {الفاء} : عاطفة، {لما}: حرف شرط غير جازم، {نَبَّأَتْ}: فعل ماض، و {التاء}: علامة تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى بعض أزواجه،
والجملة فعل شرط لـ {لما} ، لا محل لها من الإعراب. والأصل في نبأ وأنبأ، وأخبر وخبر وحدث أن تتعدى إلى مفعول واحد بأنفسها وإلى ثان بحرف جر، ويجوز حذفه كما هنا؛ لأنه محذوف هنا، تقديره: غيرها، {بِهِ}: جار ومجرور متعلق بـ {نبأ} على أنه مفعول ثان. وقوله: {مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} ؛ أي: بهذا، و {نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ}؛ أي: به فإذا ضمنت معنى أعلم .. تعدت إلى ثلاثة مفاعيل، كما هو مقرر في محله. {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ}: فعل ومفعول وفاعل معطوف على {نَبَّأَتْ} ، {عَلَيْهِ} متعلق بـ {أظهر} ، {عَرَّفَ بَعْضَهُ}: فعل وفاعل مستتر يعود على النبي، ومفعول به، والجملة جواب {لما} الشرطية، لا محل لها من الإعراب، وجملة {لما} معطوفة على جملة {إذ أسر}. {وَأَعْرَضَ}: فعل ماض وفاعل مستتر معطوف على {عَرَّفَ} ، {عَنْ بَعْضٍ} متعلق بـ {أعرض}. {فَلَمَّا}:{الفاء} : عاطفة، {لما} حرف شرط، {نَبَّأَهَا}: فعل، وفاعل مستتر ومفعول به فعل شرط لـ {لما} لا محل لها من الإعراب، {بهِ} متعلق بـ {نبأ} على أنه مفعول ثان. {قَالَتْ}: فعل ماض، وفاعل مستتر جواب {لما} لا محل لها من الإعراب. وجملة {لما} معطوفة على جملة {لما} الأولى. {من}: اسم استفهام للاستفهام الاستخباري في محل الرفع، مبتدأ، {أَنْبَأَكَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر، ومفعول أول، و {هَذَا}: مفعول ثان لـ {أنبأ} ، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لـ {مَنْ} الاستفهامية، والجملة الاستفهامية في محل النصب مقول {قَالَتْ}. {قَالَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على النبي، والجملة مستأنفة، {نَبَّأَنِيَ}: فعل ماض، ونون وقاية، ومفعول به أول، والثاني محذوف، تقديره: نبأني به، {الْعَلِيمُ}: فاعل، {الْخَبِيرُ}: صفته، والجملة الفعلية في محل النصب مقول {قَالَ} .
{إِنْ} : حرف شرط جازم، {تَتُوبَا}: فعل مضارع مجزوم بـ {إن} : الشرطية على أنه فعل شرط لها، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والألف فاعل {إِلَى اللَّهِ}: متعلق به، وجواب الشرط محذوف، تقديره: يتب عليكما. وجملة {إنْ} الشرطية مستأنفة. {فَقَدْ} : {الفاء} : تعليلية، {قد}: حرف تحقيق، {صَغَتْ}: فعل ماض مبني بفتحة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من
التقاء الساكنين منع من ظهورها التعذر، و {التاء}: علامة تأنيث الفاعل، {قُلُوبُكُمَا}: فاعل، والجملة الفعلية جملة تعليلية، لا محل لها من الإعراب. {وأن}:{الواو} : عاطفة، {إنْ}: حرف شرط، {تَظَاهَرَا}: فعل وفاعل مجزوم بـ {إنْ} الشرطية على كونه فعل شرط لها، وعلامة جزمه حذف النون، {عَلَيْهِ} متعلق بـ {تَظَاهَرَا} ، وجواب الشرط محذوف، تقديره: يجد ناصرًا. وجملة {إنْ} الشرطية معطوفة على جملة {إنْ} الأولى. {فَإِنَّ اللَّهَ} : {الفاء} : تعليلية، {إن الله}: ناصب واسمه، {هُوَ}: ضمير فصل، {مَوْلَاهُ}: خبر {إن} ، والوقف تام هنا، وجملة {إنَّ} تعليلية لا محل لها من الإعراب. {وَجِبْرِيلُ}: مبتدأ، {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}: معطوف عليه. {وَصَالِحُ} : اسم جنس لا جمع، ولذلك جاء من غير واو بعد الحاء، وجوزوا أن يكون جمعًا بالواو والنون، وحذفت النون للإضافة، وكتبت دون واو اعتبارًا بلفظه؛ لأن الواو ساقطة لالتقاء الساكنين، ولا داعي لهذا التكلف. {وَالْمَلَائِكَةُ}: معطوف على {جبريل} أيضًا، {ظَهِيرٌ}: خبر عن الجميع؛ لأن فعيلًا يستوي فيه الواحد والجمع كما مر. والجملة الاسمية معطوفة على جملة {إِنّ} على كونها تعليلية، ويجوز أن تعطف {جِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} على محل {إِنّ} واسمها، فالخبر عن الجميع، {مَوْلَاهُ} {وَالْمَلَائِكَةُ} حينئذٍ مبتدأ، {بَعْدَ ذَلِكَ}: متعلق بـ {ظَهِيرٌ} ، و {ظَهِيرٌ}: خبر عن الملائكة، والجملة معطوفة على جملة {إِنّ} أيضًا.
{عَسَى} : فعل ماض من أفعال الرجاء، {رَبُّهُ}: اسمها، {إن}: حرف شرط، {طَلَّقَكُنَّ}: فعل ماض وفاعل مستتر، ومفعول به في محل الجزم بـ {إِن} الشرطية، على كونه فعل شرط لها، وجواب الشرط محذوف، تقديره: إن طلقكن يبدله أزواجًا خيرًا منكن، وحملة {إن} الشرطية معترضة بين {عَسَى} وخبرها، لا محل لها من الإعراب. {أنْ}: حرف نصب ومصدر، {يُبْدِلَهُ}: فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به أول، {أَزْوَاجًا}: مفعول به ثان، {خَيْرًا}: صفة لـ {أَزْوَاجًا} ، {مِنْكُنَّ}: متعلق بـ {خَيْرًا} ، والجملة الفعلية مع {أن} المصدرية في تأويل مصدر منصوب على أنه خبر {عَسَى} ، ولكنه على تأويل اسم الفاعل ليصح الإخبار،
تقديره: عسى ربه مبدلًا إياه أزواجًا خيرًا منكن، وجملة {عَسَى} مستأنفة. وفصل بين عسى وخبرها بالشرط اهتمامًا بالأمر وتخويفًا لهن. {مُسْلِمَاتٍ}: نعت ثان لـ {أَزْوَاجًا} ، ويجوز نصبه على أنه حال من الضمير المستتر في {خَيْرًا} ، ونصبه بعضهم على الاختصاص، {مُؤْمِنَاتٍ}: صفة ثالثة، {قَانِتَاتٍ}: رابعة، {تَائِبَاتٍ}: خامسة، {عَابِدَاتٍ}: سادسة، {سَائِحَاتٍ}: سابعة، {ثَيِّبَاتٍ}: ثامنة، {وَأَبْكَارًا}: معطوف على {ثَيِّبَاتٍ} . ووسطت الواو بين {ثَيِّبَاتٍ} {وَأَبْكَارًا} لتنافي الوصفين فيه دون سائر الصفات، وليست هي واو الثمانية، كما توهمه بعضهم.
{يَا أَيُّهَا} : {يا} : حرف نداء، {أيها}: منادى نكرة مقصودة، {الَّذِينَ}: صفة لـ {أي} ، وجملة {آمَنُوا} صلة الموصول، {قُوا}: فعل أمر، من الوقاية، فوزنه: عوا، كما سيأتي، مبني على حذف النون، و {الواو}: فاعل، {أَنْفُسَكُمْ}: مفعول به أول، والجملة جواب النداء لا محل لها من الإعراب. {وَأَهْلِيكُمْ}: معطوف على {أَنْفُسَكُمْ} ، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، {نَارًا}: مفعول ثان، {وَقُودُهَا}: مبتدأ، {النَّاسُ}: خبره، {وَالْحِجَارَةُ}: معطوف عليه، والجملة صفة لـ {نَارًا} ، {عَلَيْهَا}: خبر مقدم، {مَلَائِكَةٌ}: مبتدأ مؤخر، والجملة صفة ثانية لـ {نَارًا} ، {غِلَاظٌ}: صفة أولى لـ {مَلَائِكَةٌ} ، و {شِدَادٌ}: صفة ثانية لـ {مَلَائِكَةٌ} ، {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ}: فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة صفة ثالثة لـ {مَلَائِكَةٌ} ، {مَاَ} مصدرية، {أَمَرَهُمْ}: فعل ماض، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة صلة لـ {مَا} المصدرية، {مَا} مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على أنه بدل اشتمال من الجلالة، كأنه قيل: لا يعصون أمره. وأجاز أبو حيان نصبه على نزع الخافض؛ أي: فيما أمرهم. {وَيَفْعَلُونَ} : فعل، وفاعل مرفوع بثبوت النون، {مَا}: اسم موصول في محل النصب مفعول به، وجملة {يفعلون} في محل الرفع صفة رابعة لـ {مَلَائِكَةٌ} ، وجملة {يُؤْمَرُونَ} صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: يؤمرون به.
{يَاأَيُّهَا} : منادى نكرة مقصودة، {الَّذِينَ}: صفة لـ {أي} ، وجملة {كَفَرُوا}: صلة الموصول، {لَا}: ناهية جازمة، {تَعْتَذِرُوا}: فعل وفاعل مجزوم بـ {لا} الناهية، و {الْيَوْمَ}: ظرف متعلق بـ {تَعْتَذِرُوا} ، والجملة جواب النداء. {إِنَّمَا}: أداة حصر، {تُجْزَوْنَ}: فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع بالنون، و {الواو}: نائب فاعل له، و {مَا}: مفعول به ثان، والجملة الفعلية جملة تعليلية مسوقة لتعليل النهي، لا محل لها من الإعراب، وجملة {كُنْتُمْ} صلة لـ {ما} الموصولة، وجملة {تَعْمَلُونَ}: خبر كان الناقصة.
{يَا أَيُّهَا} : منادى نكرة مقصودة، {الَّذِينَ}: صفة لـ {أي} ، وجملة {آمَنُوا}: صلة الموصول، {تُوبُوا}: فعل أمر مبني على حذف النون، و {الواو}: فاعل. والجملة جواب النداء، {تَوْبَةً}: مفعول مطلق، {نَصُوحًا}: نعت لـ {تَوْبَةً} ، {عَسَى}: فعل ناقص من أفعال الرجاء، {رَبُّكُمْ}: اسمها، {أَن}: حرف نصب ومصدر، {يُكَفِّرَ}: فعل مضارع، وفاعل مستتر منصوب بـ {أن} المصدرية، {عنكم}: متعلق به، {سَيئاتِكم}: مفعول به والجملة الفعلية مع {أَن} المصدرية في تأويل مصدر منصوب على أنه خبر {عَسَى} ولكنه مع التأويل بمشتق تقديره. عسى ربكم مكفرًا عنكم سيئاتكم، {وَيُدْخِلَكُمْ}: فعل، وفاعل مستتر، ومفعول به معطوف على {يُكَفِّرَ} ، {جَنَّاتٍ}: مفعول به ثان على السعة، {تَجْرِي}: فعل مضارع، {مِنْ تَحْتِهَا}: متعلق به، {الْأَنْهَارُ}: فاعل، والجملة صفة لـ {جَنَّاتٍ} ، {يَوْمَ}: ظرف متعلق بـ {يدخلكم} أو بفعل محذوف، تقديره: اذكر، {لَا} نافية، {يُخْزِي اللَّهُ}: فعل وفاعل، {النَّبِيَّ}: مفعول به، والجملة في محل الجرّ مضاف إليه لـ {يَوْمَ} ، {وَالَّذِينَ}:{الواو} : عاطفة، {الذين}: معطوف على {النَّبِيَّ} ، وجملة {آمَنُوا} صلة الموصول، {مَعَهُ}: حال من فاعل {آمَنُوا} ، أو متعلق به.
{نُورُهُمْ} : مبتدأ، وجملة {يَسْعَى}: خبره والجملة الاسمية مستأنفة أو حالية.
ويجوز أن تكون الواو استئنافية، {وَالَّذِينَ}: مبتدأ، وجملة {نُورُهُمْ يَسْعَى}: خبره، {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: ظرف متعلق بـ {يَسْعَى} ، {وَبِأَيْمَانِهِمْ}: معطوف على {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} ، متعلق بما تعلق به، {يَقُولُونَ}: فعل وفاعل، والجملة خبر ثان عن الموصول أو حال منه، {رَبَّنَا}: منادى مضاف، وجملة النداء مقول لـ {يَقُولُونَ} ، {أَتْمِمْ}: فعل دعاء، وفاعل مستتر، {لَنَّا} متعلق به، {نُورَنَا}: مفعول به، والجملة الفعلية في محل النصب مقول لـ {يَقُولُونَ} على كونها جواب النداء، {وَاغْفِرْ لَنَّا}: معطوف على {أَتْمِمْ لَنَّا} . {إِنَّكَ} : ناصب واسمه، {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} متعلق بـ {قَدِيرٌ} ، و {قَدِيرٌ}: خبر {إنَّ} ، وجملة إن في محل النصب مقول لـ {يَقُولُونَ} على كونها معللة للدعاء.
{يَا أَيُّهَا} : منادى نكرة مقصودة، {النَّبِيُّ}: صفة لـ {أي} ، والجملة مستأنفة، {جَاهِدِ الْكُفَّارَ}: فعل أمر وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة جواب النداء، لا محل لها من الإعراب، {وَالْمُنَافِقِينَ}: معطوف على {الْكُفَّارَ} ، {وَاغْلُظْ}: فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على {النَّبِيُّ} ، معطوف على {جَاهِدِ} ، {عَلَيْهِمْ}: متعلق بـ {اغلظ} ، {وَمَأْوَاهُمْ}:{الواو} استئنافية. {مأواهم} : مبتدأ، {جَهَنَّمُ}: خبر، والجملة مستأنفة، {وَبِئْسَ}:{الواو} : استئنافية، {بئس}: فعل ماض جامد لإنشاء الذم، {الْمَصِيرُ}: فاعل، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: هي، وهو مبتدأ مؤخر، وجملة {بئس} خبره مقدم عليه، والتقدير: هي؛ أي: جهنم مقول فيها: بئس المصير، والجملة جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب.
{ضَرَبَ اللَّهُ} : فعل، وفاعل، {مَثَلًا}: مفعول ثان مقدم، {لِلَّذِينَ}: صفة لـ {مَثَلًا} ، وجملة {كَفَرُوا}: صلة الموصول، {امْرَأَتَ نُوحٍ}: مفعول به أول، {وَامْرَأَتَ لُوطٍ}: معطوف على امرأة نوح، والجملة مستأنفة مسوقة لإيراد حالة
غريبة، {كَانَتَا}: فعل ناقص، و {التاء}: علامة تأنيث اسمها، والألف اسم كان، {تَحْتَ عَبْدَيْنِ}: ظرف متعلق بمحذوف خبر كان، {مِنْ عِبَادِنَا}: جار ومجرور صفة لـ {عَبْدَيْنِ} ، وجملة كانتا جملة مفسرة لا محل لها من الإعراب سيقت لتفسير ضرب المثل. {فَخَانَتَاهُمَا}: فعل، وفاعل، ومفعول به، معطوف على {كَانَتَا} ، {فَلَمْ}:{الفاء} : عاطفة، {لم}: حرف جزم، {يُغْنِيَا}: فعل مضارع مجزوم بـ {لم} وعلامة جزمه حذف النون، والألف فاعل، والجملة معطوفة على جملة {خانتاهما} ، {عَنْهُمَا}: متعلق بـ {يُغْنِيَا} ، {مِنَ اللَهِ}: حال من شيئًا؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها، {شَيْئًا}: مفعول مطلق، أو مفعول به، {وَقِيلَ}:{الواو} : عاطفة، {قيل}: فعل ماض، {ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}: نائب محكي لـ {قيل} ، والجملة معطوفة على جملة {فَلَمْ يُغْنِيَا}. وإن شئت قلت:{ادْخُلَا} فعل أمر مبني على حذف النون، و {الألف}: فاعل، {النَّارَ}: مفعول به على السعة، {مَعَ الدَّاخِلِينَ}: ظرف متعلق بـ {دَخَلَا} ، والجملة في محل الرفع نائب فاعل لـ {قيل} .
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} : فعل وفاعل ومفعول ثان، {لِلَّذِينَ}: صفة لـ {مَثَلًا} ، وجملة {آمَنُوا}: صلة الموصول، {امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ}: مفعول أول، والجملة معطوفة على جملة قوله:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا} ، {إذ}: ظرف متعلق بـ {مَثَلًا} . ولعل الأولى أن يقال: إنه متعلق بمحذوف بدل من مثلًا، أو نعت له، وجملة {قَالَتْ}: في محل الجرّ بإضافة الظرف إليه، {رَبِّ ابْنِ لِي}: إلى قوله: {وَمَرْيَمَ} مقول محكي لـ {قَالَتْ} ، {رَبِّ}: منادى مضاف، حذفت منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول {قَالَتْ} ، {ابْنِ}: فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ} ، {لِي}: متعلق بـ {ابْنِ} ، والجملة في محل النصب مقول لـ {قَالَتْ} ، {عِنْدَكَ}: ظرف متعلق بمحذوف حال من ضمير المتكلم، أو من {بَيْتًا} لتقدمه عليه، {فِي الْجَنَّةِ}: عطف بيان أو بدل من قوله: {عِنْدَكَ} ، أو متعلق بـ {ابْنِ} ، {وَنَجِّنِي}: فعل دعاء وفاعل مستتر ونون وقاية، ومفعول به معطوف على {ابْنِ} . {مِنْ فِرْعَوْنَ} متعلق بـ {نجني} ، {وَعَمَلِهِ}: معطوف على {فِرْعَونَ} ، {وَنَجِنِى}: معطوف على {نجني} الأول، {مِنَ الْقَوْمِ}:
متعلق بـ {نجني} ، {الظَّالِمِينَ}: نعت للقوم.
{وَمَرْيَمَ} : معطوف على {امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} ، {ابْنَتَ}: بدل، أو نعت لـ {مريم} ، {عِمْرَانَ}: مضاف إليه مجرور بالفتحة لزيادة الألف والنون، {الَّتِي}: صفة ثانية لـ {مريم} ، {أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}: فعل وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة صلة الموصول، {فَنَفَخْنَا}: فعل، وفاعل، معطوف على {أَحْصَنَتْ} ، {فِيْهِ}: متعلق بـ {نفخنا} ، {مِنْ رُوحِنَا}: صفة لمفعول محذوف؛ أي: روحًا كائنًا من روحنا. {وَصَدَقَتْ} : فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {مريم} ، معطوف على مقدر مناسب للسياق؛ أي: فحملت بعيسى. {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} : جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ {صدقت} ، {وَكُتُبِهِ}: معطوف على {كلمات} ، {وَكَانَتْ}: فعل ناقص، واسمها ضمير مستتر يعود على مريم، {مِنَ الْقَانِتِينَ}: خبرها، والجملة معطوفة على {صدقت} ، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{لِمَ تُحَرِّمُ} أصل {لِمَ} لما، مركبة من (لام) الجر و (ما) الاستفهامية. {مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أصل أحل: أحلل، بوزن أفعل، نقلت حركة اللام الأولى إلى الحاء فسكنت فأدغمت في الثانية. {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}: الابتغاء: الطلب. والمرضاة: مصدر كالرضا، وفيه إعلال بالقلب، أصله: مرضية بوزن مفعلة، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، وأصل الياء واو، من الرضوان، أعل بالقلب حملًا له في الإعلال على اسم الفاعل، والماضي: رضي، أصله: رضو، قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة. والأزواج: جمع زوج، فإنه يطلق على المرأة أيضًا، بل هو الفصيح كما قال في "المفردات": وزوجة لغة رديئة. {تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} : مصدر لحلل الرباعي، فأصله: تحللة، بوزن تفعلة، كتكرمة من كرم، وتفرقة من فرق، فأدغمت، ولكنه غير مقيس، فإن قياس مصدره التفعيل إذا كان صحيحًا غير مهموز، فأما معتل اللام، كزكى، ومهموز اللام كنبأ .. فمصدرهما تفعلة، كتزكية وتنبئة، على أنه قد جاء التفعيل في المعتل كاملًا، نحو قوله:
بَاتَتْ تُنَزي دَلْوَهَا تَنْزِّيَا
…
كَمَا تُنَزِّي شَهْلَةٌ صَبِيًّا
وعبارة "الروح" هنا: الفرض هنا بمعنى الشرع والتبيين، كما دل عليه {لَكُمْ} ، فإن فرض بمعنى: أوجب، إنما يتعدى بعلى. والتحلة: مصدر حلل، بتضعيف العين، بمعنى التحليل، أصله: تحلة، كتكرمة، وتعلة، وتبصرة، وتذكرة، من كرم وعلل وبصر وذكر، بمعنى: التكريم والتعليل والتبصير والتذكير، إلا أن هذا المصدر من الصحيح خارج عن القياس، فإنه من المعتل اللام، نحو: سمي تسمية، أو مهموز اللام مثل: جزّأ تجزئة. والمراد: تحليل اليمين، كأن اليمين عقد والكفارة حله. انتهى.
وتحلة القسم يستعمل على وجهين:
أحدهما: تحليله بالكفارة كما في الآية.
ثانيهما: بمعنى الشيء القليل، وهذا هو الأكثر، كما جاء في الحديث:"لن يلج النار إلا تحلة القسم"؛ أي: إلا زمنًا يسيرًا.
قوله تعالى: {أَسَرَّ النَّبِيُّ} أصله: أسرر، بوزن أفعل، نقلت حركة الراء الأولى إلى السين، فسكنت فأدغمت في الثانية. والإسرار: خلاف الإعلان، ويستعمل في الأعيان والمعاني والسر هو: الحديث المكتتم في النفس، وأسررت إلى فلان حديثًا: أفضيت به في الخفية، فالإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يفضي إليه بالسر وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره، فإذًا قولهم: أسررت إلى فلان، يقتضي من وجه الإظهار ومن وجه الإخفاء. و {النَّبِيُّ}: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاللام للعهد. {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ}؛ أي: وليكم وناصركم. {حَدِيثًا} قال الراغب: كل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه يقال له: حديث: {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ} ضمن أظهر معنى أطلع، من ظهر فلان السطح إذا علاه، وحقيقته: صار على ظهره، وأظهره على السطح؛ أي: رفعه عليه، فاستعير للإطلاع على الشيء، وهو من باب الإفعال. قال الراغب: ظهر الشيء، أصله: أن يحصل شيء على ظهر الأرض، فلا يخفى، وبطن إذا حصل في بطنان الأرض فيخفى، ثم صار مستعملًا في كل بارز للبصر والبصيرة. {عَرَّفَ بَعْضَهُ} وبعض الشيء: جزء منه.
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} أصله: تتوبان، حذفت نون الرفع للجازم، ثم نقلت حركة
الواو إلى التاء؛ لأن الأصل: تتوبان، لوزن تفعلان، فسكنت الواو إثر ضمة فصارت حرف مد، فوزنه تفعلان. {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} أصله صغي، بوزن فعل، قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح، فلما اتصلت بالفعل تاء التأنيث الساكنة .. حذفت الألف لالتقاء الساكنين، يقال: صغا يصغو صغوا، إذا مال، وأصغى إليه: مال بسمعه. قال الشاعر:
تُصْغِي الْقُلُوبُ إِلَى أَغَرَّ مُبَارَكٍ
…
مِنْ آلِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبْ
{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} أصله: تتظاهران - بتاءين - وحذفت منه نون الرفع للجازم وإحدى التاءين للتخفيف، ماضيه: تظاهر، من باب تفاعل من الظهر؛ لأنه أقوى الأعضاء. {ظَهِيرٌ}؛ أي: ظهراء معاونون وأنصار مساعدون. {عَسَى رَبُّهُ} أصله عسي بوزن فعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {مُسْلِمَاتٍ}؛ أي: خاضعات لله منقادات له بالطاعة. {مُؤْمِنَاتٍ} ؛ أي: مصدقات بتوحيد الله مخلصات له. {قَانِتَاتٍ} ؛ أي: مواظبات على القنوت والعبادة. {تَائِبَاتٍ} ؛ أي: مقلعات عن الذنوب، وفيه إعلال بالإبدال، أصله: تاوبات، من تاب يتوب أبدلت الواو في الجمع والمفرد همزة حملًا للوصف في الإعلال على فعله حيث أعل بقلب الواو ألفًا في الفعل لأن أصل تاب توب، كقال أصله: قول {عَابِدَاتٍ} أي: متعبدات متذللات لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. {سَائِحَاتٍ} أي: صائمات، وسمي الصائم بذلك من حيث أن السائح لا زاد معه ولا يزال ممسكا حتى يجد الطعام، كالصائم، ثم لا يزال كذلك حتى يجيء وقت الإفطار. وفيه إعلال بالإبدال، أصله: سايحات، أبدلت الياء همزة في الجمع أيضًا حملًا للوصف في الإعلال على فعله: سيح، حيث قلبت الياء ألفًا، والسياحة في اللغة: الجولان في الأرض. {ثَيِّبَاتٍ} جمع ثيب، والثيب الرجل الداخل بامرأة. والمرأة المدخول بها، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فيجمع المذكر على ثيبين، والمؤنث على ثيبات، من ثاب إذا رجع، سميت به المرأة لأنها راجعة إلى زوجها إن أقام بها، وإلى غيره إن فارقها، أو إلى حالتها الأولى، وهي: أنه لا زوج لها، فهي لا تخلو عن الثوب، أي: الرجوع، وقس عليها الرجل.
وأصل ثيب: ثيوب كسيّد وميّت، أصلهما سيود وميوت، ووزن ثيبات فيعلات، أدغمت ياء فيعل في عين الكلمة كما هو رأي صاحب "القاموس"
و"اللسان".
وقيل: ثيوبات، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء، وهذا رأي الجوهري، والراغب الأصفهاني.
{وَأَبْكَارًا} ؛ أما: عذارى، وسميت العذراء بالبكر لأنها على أول حالتها التي طلعت عليها. قال الراكب: سميت التي لم تفتض بكرًا اعتبارًا بالثيب؛ لتقدمها عليها فيما يراد له النساء، ففي البكر معنى الأولية والتقدم، ولذا يقال: البكرة لأول النهار، والباكورة للفاكهة التي تدرك أولًا. {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} ، قال الراغب: الصلاح: ضد الفساد الذي هو خروج الشيء عن الاعتدال والانتفاع، قل أو كثر، وهما مختصان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقوبل الصلاح في القرآن تارة بالفساد وتارة بالسيئة.
{قُوا أَنْفُسَكُمْ} : أمر من الوقاية، بمعنى الحفظ والحماية والصيانة. أصله: أوقيوا، كاضربوا؛ لأنه أمر من وقى يقي وقاية، وهذا الفعل لفيف مفروق، ماضيه: وقى، ومضارعه: يقي، مع أن القياس أن يكون المضارع يوقي بوزن يفعل - بكسر العين - لكن فاء الفعل الواو حذفت من المضارع لوقوعها بين عدوتيها،، الياء المفتوحة والكسرة، ولما بني منه أمر مسند إلى واو الجماعة .. حذف منه حرف المضارعة وحذفت الواو، ثم استثقلت الضمة على الياء فحذفت للتخفيف؛ لأن اللفظ صار بعد حذف نون الرفع عند بناء الأمر من الأفعال الخمسة، صار: قيوا، فلما حذفت حركة الياء .. سكنت، فالتقت ساكنة مع واو الجماعة، فحذفت لذلك، فصار وزنه: عوا، وهكذا شأن كل لفيف مفروق بني منه الأمر لم يبق من أصله إلا العين فقط؛ لأن الفاء تحذف قياسًا إذا كانت واوًا، واللام: حرف علة تحذف لبناء الأمر على حذف حرف العلة من المعتل، أو لالتقاء الساكنين كما هنا.
{وَأَهْلِيكُمْ} أصله: أهلين، جمع أهل، حذفت النون للإضافة، وقد يجمع على أهالي - على غير قياس -: وهو كل من في عيال الرجل، ونفقته، من المرأة والولد، والأخ والأخت، والعم وابنه، والخادم، ويفسر بالأصحاب أيضًا. {وَقُودُهَا النَّاسُ} الوقود - بفتح الواو -: اسم لما توقد به النار من الحطب وغيره، وبالضم: مصدر بمعنى الاتقاد.
{غِلَاظٌ} : جمع غليظ، بمعنى خشن خال قلبه عن الشفقة والرحمة. {شِدَادٌ} جمع شديد، ككرام جمع كريم، وهو القوي الجسم. {لَا يَعْصُونَ} أصله: يعصيون، بوزن يفعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الصاد لمناسبة الواو. {لَا تَعْتَذِرُوا} يقال: اعتذرت إلى فلان من جرمي، ويعدى بـ {من}. والمعتذر قد يكون محقًا وغير محق. قال الراغب: العذر: تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه. {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ} أصله: تجزيون، بوزن تفعلون، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة. {تَوْبَةً نَصُوحًا} والتوبة: أبلغ وجوه الاعتذار، بأن يقول: فعلت وأسات وقد أقلت، وفي الشرع: ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة كما مر. {نَصُوحًا} والنصوح: فعول، من أبنية المبالغة، كقولهم: رجل صبور وشكور؛ أي: مبالغة في النصح، وصفت التوبة بذلك على الإسناد المجازي، والنصح: تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه. {نُورُهُمْ يَسْعَى} والسعي: المشي القوي السريع. {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} : جمع يد، يراد بها قدام الشيء. {وَبِأَيْمَانِهِمْ} جمع يمين، مقابل الشمال. {كَانَتَا}: أصل كان: كون، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، والتحق بها هنا تاء التأنيث الساكنة، ولكنها حركت بالفتح لالتقائها ساكنة مع ألف الاثنين وكان تحريكها؛ أي: التاء بالفتح ليناسب الألف، وكذلك القول في قوله:{فَخَانَتَاهُمَا} أصله: خون، قلبت الواو ألفًا، ثم لحقت الفعل تاء التأنيث الساكنة وحركت لمناسبة ألف الاثنين الساكنة، واختير لها الفتح لمناسبة الألف. {الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} الإحصان: العفاف، والفَرْجُ: ما بين الرِّجْلَين، وكنى به عن السوأة، وكثر حتى صار كالصريح فيه. {فَنَفَخْنَا فِيهِ} والنفخ: نفخ الريح في الشيء.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق بين {حرم} و {أَحَلَّ} في قوله: {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ} .
ومنها: الاستفهام الإنكاري في {لِمَ} .
ومنها: الطباق بين {عَرَّفَ} و {أعرض} عرض، وبين {ثَيِّبَاتٍ} و {وَأَبْكَارًا} .
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ} ؛ لأن الإظهار: رفع الشيء على نحو السطح، فاستعير للاطلاع على الشيء.
ومنها: التفنن في قوله أولًا: {فَلَمَّا نَبَّأَتْ} ، {فَلَمَّا نَبَّأَهَا} ، ثم قوله ثانيًا:{قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ} ، ثم قوله ثالثًا:{قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} زيادة في اللوم والعتاب.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ؛ لأن جواب الشرط محذوف، تقديره: إن تتوبا فقد وجد منكما ما يوجب التوبة.
ومنها: جمع القلوب فيه، فرارًا من كراهة اجتماع تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة لو قال: فقد صغى قلباكما، لكراهة العرب اجتماع ذلك.
ومنها: تغليب المخاطب على الغائبات أو تعميم الخطاب لكل الأزواج في قوله: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ} ، إذ التقدير: إن طلقكما وغيركما، أو كون كلهن مخاطبات لما عاتبهما بأنه قد صغت قلوبكما.
ومنها: توسيط العاطف بين {ثَيِّبَاتٍ} و {أَبْكَارًا} دون غيرهما، إشعارًا بتنافيهما وعدم اجتماعهما في ذات واحدة، كما مرّ.
ومنها: التعريض لغير عائشة بقوله: {ثَيِّبَاتٍ} ولها بقوله: {أبكارًا} .
ومنها: ذكر العام بعد الخاص في قوله: {وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ} . فقد خص جبريل بالذكر أولًا تشريفًا له، ثم ذكره ثانيًا مع العموم اعتناء بشان الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} حيث ذكر المسبب وأراد السبب؛ أي: لازموا على الطاعة لتقوا أنفسكم وأهليكم من عذاب الله تعالى.
ومنها: السلب والإيجاب في قوله: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} . وهو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى. أو أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة، وهذا المعنى في الآية ظاهر، فقد سلب عز وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان وأوجب لهم الطاعة.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {تَوْبَةً نَصُوحًا} ، حيث أسند النصح إلى التوبة مجازًا للمبالغة، وإنما النصح من التائب.
ومنها: المقابلة بين مصير أهل الطغيان ومصير أهل الإيمان في ضرب المثل في قوله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا} ، وقوله:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا} .
ومنها: إيراد صيغة الماضي في قوله: {وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} إفادة لتحقق وقوعه.
ومنها: تغليب الذكور على الإناث في قوله: {مَعَ الدَّاخِلِينَ} ؛ لأنهن لا ينفردن بالدخول.
ومنها: التصريح بما علم التزامًا في قوله: {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} بعد قوله: {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} مبالغة في ذمهم.
ومنها: إظهار العبدين في قوله: {تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا} المراد بهما نوح ولوط لتعظيمهما بالإضافة التشريفية إلى ضمير التعظيم والوصف بالصلاح، وإلا .. فيكفي أن يقول: تحتهما، وفيه بيان شرف العبودية والصلاح.
ومنها: الإطناب في قوله: {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} بعد قوله: {وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ} مبالغة في الدعاء.
ومنها: الاستخدام في قوله: {فَنَفَخْنَا فِيهِ} ؛ لأن المراد بلفظ الفرج، العضو، وأريد بضميره معنى آخر، وهو: الجيب، وهو من المحسنات البديعية. وفيه أيضًا الإسناد المجازي، حيث أسند النفخ إلى الضمير مع أن النافخ هو جبريل عليه السلام.
ومنها: الإضافة في قوله: {مِنْ رُوحِنَا} تفخيمًا لها ولعيسى عليهما السلام كقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} .
ومنها: تغليب الذكور في قوله: {مِنَ الْقَانِتِينَ} إشعارًا بأن طاعتها لم تقصر عن طاعة الرجال حتى عدت من جملتهم.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
خلاصة ما تضمنته هذه السورة الكريمة
اشتملت هذه السورة على شيئين:
1 -
أخبار نساء النبي صلى الله عليه وسلم وحلفه صلى الله عليه وسلم أن لا يشربن العسل إرضاء لبعضن، وإطلاع الله له على ما أفشين من سرّ أمرهن بكتمه.
2 -
ضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام.
والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين (1).
* * *
(1) وكان الفراغ من تسويد هذا الجزء في (المسفلة) بحارة الرشد من (مكة المكرّمة) جوار الحرم الشريف، في اليوم الخامس عشر وقت الضحوة من يوم الجمعة المبارك، من شهر الله المحرم، من شهور سنة ألف وأربع مئة وست عشرة 15/ 1/ 1416 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
إلى هنا تمّ المجلدُ التاسعُ والعشرونَ. ويليه المجلد الثلاثون أوله سورة الملك.
شعرٌ
أَلَا أَيُّهَا الْمَأَمُولُ فِي كُلِّ حَاجَةٍ
…
إِلَيْكَ شَكَوْتُ الضُّرَّ، فَارْحَمْ شِكَايَتِي
أَلَا يَا رَجَائِي أَنْتَ كَاشِفُ كُرْبَتِي
…
فَهَبْ لِي ذُنُوبِيْ كُلَّهَا وَاقْضِ حَاجَتِيْ
فَزَادِي قَلِيْلٌ مَا أَرَاهُ مُبَلِّغِي
…
عَلَى الزَّادِ أَبْكِيْ أَمْ لِبُعْدِ مَسَافَتِي
أَتَيْتُ بِأَعْمَالٍ قِبَاحٍ رَدِيْئَةٍ
…
وَمَا فِي الْوَرَى خَلْقٌ جَنَى كَجِنَايَتِي
آخرُ
يَا خَادِمَ الْجِسْمِ كَمْ تَسْعَى لِخِدْمَتِهِ
…
وَتَطْلُبُ الرِّبْحَ بِمَا فِيْهِ خُسْرَانُ
عَلَيْكَ بِالنَّفْسِ فَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا
…
فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالْجِسْمِ إِنْسَانُ
آخرُ
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا
…
إِلَّا مَا أَلْهَمَتْنَا إِلْهَامَا
إِنِّي إِذَا مَا قَدْ خَتَمْتُ خَتْمًا
…
أَقُولُ: يَا اللَّهُمَّ يَا اللَّهَمَّا
آخرُ
لَكَ الحَمْدُ حَمْدًا يُوَافِي
…
وَلَكَ الشُّكْرُ شُكْرًا يُكَافِي