الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه، تعليل للقهر والغلبة، أكده لأن أفعالهم مع أوليائه أفعال من يظن ضعفه {قَوِيٌّ} على نصر أنبيائه. قال بعضهم: القوي: هو الذي لا يلحقه ضعف في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا يمسه نصب ولا تعب، ولا يدركه قصور ولا عجز في نقض ولا إبرام. والقوة في الأصل: عبارة عن شدة البنية وصلابتها المضادة للضعف، ويراد بها: القدرة بالنسبة إلى الله تعالى. {عَزِيزٌ} لا يغلب عليه في مراده.
والمعنى: أن الله الذي له الأمر كله - قوي على نصر رسله، لا يُغلب على مراده، فمتى أراد شيئًا .. كان، ولم يجد معارضًا ولا ممانعًا، كما قال:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} .
فإن قلت (1): فإذا كان الله قويًا عزيزًا غير عاجز. فما وجه انهزام المسلمين في بعض الأحيان وقد وعد النصر لأوليائه؟
قلت: إن النصرة والغلبة منصب شريف فلا يليق بالكافر، لكن الله تعالى تارة يشدد المحنة على الكفار، وأخرى على المؤمنين؛ لأنه لو شدد المحنة على الكفار في جميع الأوقات وأزالها عن المؤمنين في جميع الأوقات .. لحصل العلم الضروري بأن الإيمان حق وما سواه باطل ولو كان كذلك .. لبطل التكليف والثواب والعقاب. فلهذا المعنى تارة يسلط الله المحنة على أهل الإيمان، وأخرى على أهل الكفر، لتكون الشبهات باقية، والمكلف يدفعها بواسطة النظر في الدلائل الدالة على صحة الإِسلام، فيعظم ثوابه عند الله تعالى.
22
- {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد. و {تَجِدُ} إما متعد إلى اثنين، فقدله:{يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} مفعوله الثاني، أو إلى واحدٍ؛ بأن كان بمعنى: صادف، فهو حال من مفعوله، لتخصيصه بالصفة، وهو {يُؤْمِنُونَ}. والموادة: الصحابة، مفاعلة من المودة، بمعنى: المحبة، وهي: حالة تكون في القلب أولًا، ويظهر آثارها في القالب ثانيًا. والمراد بمن حاد الله ورسوله: المنافقون، واليهود، والفساق، والظلمة، والمبتدعة. والمراد
(1) روح البيان.
بنفي الوجدان: نفي الموادة على معنى أنه لا ينبغي أن يتحقق ذلك، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال وإن جد في طلبه كل أحد، وجعل ما لا ينبغي وجوده غير موجود لشركته في فقد الخير. ويجوز أن يقال: لا تجد قومًا كاملي الإيمان على ما يدل عليه سياق النظم، فعدم الوجدان على حقيقته.
أي: لا تجد يا محمد، أو أيها المخاطب قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر حق الإيمان، موادين ومحبين من حاد الله ورسوله، وخالفهما في أوامرهما ونواهيهما {وَلَوْ كَانُوا}؛ أي: من حاد الله ورسوله. والجمع باعتبار معنى {مَنْ} كما أن الإفراد فيما قبله باعتبار لفظها. {آبَاءَهُمْ} ؛ أي: آباء الموادين {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} قدم الأقدم حرمة ثم الأحكم محبة {أَوْ إِخْوَانَهُمْ} نسبًا {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} ؛ أي: أقاربهم؛ أي: ولو كان المحادون لله ورسوله آباء الموادين .. إلخ، فإن الإيمان يزجر عن ذلك، ويمنع منه، ورعايته أقوى من رعاية الأبوة والبنوة والأخوة والعشيرة.
والمعنى (1): أي لا تجد قومًا يجمعون بين الإيمان بالله واليوم الآخر، ومودة أعداء الله ورسوله؛ لأن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكافرين، إذ من كان مؤمنًا حقًا لا يوالي كافرًا، فمن أحب أحدًا .. امتنع أن يوالي عدوه. والمراد من موالاته: مناصحته وإرادة الخير له في الدِّين والدنيا. أما المخالطة والمعاشرة: فليست بمحظورة، ولقد أصاب المسلمين اليوم من ذلك بلاءً شديد، فإنا نرى الأمم الإِسلامية أصبحت في أخريات الأمم، ويصادقون الأفارج والنصارى، وينصرونهم على أبناء جنسهم، ويقتدون بهم في عاداتهم وأخلاقهم، ولو كان في ذلك ذل لهم ولدينهم وأمتهم، ولن تزول هذه الغفلة إلا بالاستشعار بالعزة الدينية والكرامة القومية، والدفاع عن حوزة الدِّين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا. ثم بالغ في الزجر، وأبان أنه لا ينبغي لمؤمن أن يفعل ذلك ولو مع الأقارب، كالآباء الذين يجب طاعتهم ومصاحبتهم في الدنيا بالمعروف، أو الأبناء الذين هم فلذات الأكباد، أو الإخوان الذين هم الناصرون لهم، أو العشيرة الذين يعتمد عليهم بعد الإخوان.
والخلاصة: أنه لا يجتمع إيمان مع موادة أعداء الله؛ لأن من أحب أحدًا .. امتنع من محبة عدوه، فإذا حصل في القلب مودّة أعداء الله .. لم يحصل فيه
(1) المراغي.
الإيمان الصحيح، وكان صاحبه منافقًا.
أخرج الطبراني والحاكم والترمذي مرفوعًا: يقول الله تبارك وتعالى: "وعزتي لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي ويعاد أعدائي".
وأخرج الديلمي من طريق الحسن عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل لفاجر ولا لغاش عليّ يدًا ولا نعمة فيوده قلبي، فإني وجدت فيما أوحيت إليّ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} .
تتمّة: وبدأ بالآباء (1)؛ لأنهم الواجب على الأولاد طاعتهم، فنهاهم عن مودتهم، وقال تعالى:{وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} ، {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} . ثم ثنى بالأبناء؛ لأنهم أعلق بالقلوب، ثم أتى ثالثًا بالإخوان؛ لأن بهم التعاضد، كما قيل:
أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لَا أَخَا لَهُ
…
كَسَاعٍ إِلَى الْهَيْجَا بِغَيْرِ سِلَاحِ
ثم رابعًا بالعشيرة؛ لأن بها التناصر، وبهم المقاتلة والتغلب، والتسرع إلى ما دعوا إليه ما قال:
لَا يَسْأَلُوْنَ أَخَاهُمْ حِيْنَ يَنْدُبُهُمْ
…
فِي النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانا
وقرأ الجمهور: {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} على الإفراد، وأبو رجاء على الجمع {عَشِيْرَاتِهم} .
ورويت هذه القراءة عن عاصم.
ثم بيَّن العلة في عدم اجتماع الإِيمان، ومودة أعدائه، فقال:{أُولَئِكَ} الذين سلفت أوصافهم. فهو إِشارة إِلى الذين لا يوادونهم وإن كانوا أقرب الناس إليهم وأمسهم رحمًا. {كَتَبَ} الله سبحانه؛ أي: خلق، وأثبت، وأركز {فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} وهو (2) الإيمان الوهبي الذي وهبه الله لهم قبل خلق الأصلاب والأرحام، إذ لا يزال أبدًا بحال كالإِيمان المستعار. وفيه دلالة على خروج العمل من مفهوم الإِيمان، فإن الجزء الثابت في القلب ثابت فيه قطعًا، ولا شيء من أعمال الجوارح
(1) البحر المحيط.
(2)
روح البيان.
يثبت فيه. وفيه حجة ظاهرة على القدرية حيث زعموا أن الإِيمان والكفر يستقل بعملهما العبد، وهم القائلون بنفي كون الخير والشر كله بتقدير الله ومشيئته، يعني: هم الذين يزعمون أن كل عبد خالق لفعله، ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله. وسموا بذلك لمبالغتهم في نفيه وكثرة مدافعتهم إياه. وقيل: لإثباتهم للعبد قدرة الإيجاد، وليس بشيء؛ لأن المناسب حينئذٍ القدري بضمّ القاف.
وقرأ الجمهور (1): {كَتَبَ} مبنيًا للفاعل {فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} نصبًا على المفعولية؛ أي: كتب الله. وقرأ أبو حيوة، وزرّ بن حبيش، والمفضل عن عاصم:{كُتِبَ} مبنيًا للمفعول، ورفع {الْإِيمَانُ} على النيابة.
والمعنى: أي أولئك الذين لا يوادون مَنْ حاد الله ورسوله أثبت (2) الله سبحانه في قلوبهم الإِيمان، والإيمان نعمة عظيمة لا تحصل لمن يواد من حاد الله ورسوله. وفي هذا مبالغة عظيمة في الزجر عن موادة أعداء الله.
ثم ذكر سببًا آخر يمنع من موادتهم، فقال:{وَأَيَّدَهُمْ} ؛ أي: قواهم الله سبحانه. وأصله: قوَّى يدهم {بِرُوحٍ مِنْهُ} ؛ أي (3): من عند الله تعالى. و {مِنْ} لابتداء الغاية، وهو نور القرآن، أو النصر على العدوّ؛ أي: قوَّى يدهم بنصر منه على عدوهم في الدنيا. وسمى نصره لهم روحًا لأن به يحيا أمرهم. وقيل: هو نور القلب. وهو بإدراك حقيقة الحال، والرغبة في الارتقاء إلى المدارج الرفيعة الروحانية، والخلاص من درك عالم الطبيعة الدنية. وكل ذلك سمي روحًا لكونه سببًا للحياة. وقيل: بجبريل. وقيل: برحمة. وقيل (4): الضمير للإِيمان؛ فإنه سبب لحياة القلب.
أي: إنه قوَّاهم بطمأنينة القلب، والثبات على الحق. فلا يبالون بموادة أعداء الله، ولا يأبهون لهم.
ثم ذكر ما أعده لهم من النعيم المقيم، فقال:{وَيُدْخِلُهُمْ} في الآخرة {جَنَّاتٍ} وبساتين {تَجْرِي} وتسيل {مِنْ تَحْتِهَا} ؛ أي: من تحت أشجارها أو
(1) البحر المحيط.
(2)
المراغي.
(3)
روح البيان.
(4)
البيضاوي.
قصورها {الْأَنْهَارُ} الأربعة: الماء، واللبن، والخمر، والعسل، حال كونهم {خَالِدِينَ فِيهَا}؛ أي (1): ماكثين فيها أبدَ الآباد لا يقرب منهم زوال، ولا موت، ولا مرض، ولا فقر، كما قال صلى الله عليه وسلم:"ينادي منادٍ: آن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وآن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وآن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وآن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا".
ثم ذكر السبب فيما أفاض عليهم من نعمه، فقال:{رضي الله عنهم} ؛ أي: قبل أعمالهم، وأفاض عليهم آثار رحمته العاجلة والآجلة. والرضى: ضد السخط. {وَرَضُوا عَنْهُ} ؛ أي: فرحوا بما أعطاهم عاجلًا وآجلًا.
والمعنى (2): أي رضي الله عنهم، فأغدق عليهم رحمته العاجلة والآجلة، فأدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ورضوا لابتهاجهم بما أوتوا عاجلًا وآجلًا، فإنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى .. عوضهم بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم، والفضل العميم.
ثم أشاد بتشريفهم فجعلهم جنده تعالى، فقال:{أُولَئِكَ} الموصوفون بالصفات السابقة {حِزْبُ اللَّهِ} ؛ أي: جنده الذين يمتثلون أوامره، ويقاتلون أعداءه وينصرون أولياءه. وفي إضافتهم إلى الله سبحانه تشريف لهم عظيم وتكريم فخيم. {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ} وأعوانه {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ أي: الناجون من المكروه والفائزون بالمحبوب، دون غيرهم المقابلين لهم من حزب الشيطان المخصوصين بالخذلان والخسران، وهو بيان لاختصاصهم بالفوز بسعادة النشأتين وخير الدارين.
والمعنى (3): أي هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة، الكاملون في الفلاح، الذين صار فلاحهم هو الفرد الكامل حتى كان فلاح غيرهم بالنسبة إلى فلاحهم كَلَا فلاح.
الإعراب
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى
(1) روح البيان.
(2)
المراغي.
(3)
الشوكاني.
الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)}.
{أَلَمْ} : {الهمزة} : للاستفهام التقريري التعجبي، {لم}: حرف جزم. {تَرَ} : فعل مضارع مجزوم بـ {لم} وعلامة جزمه: حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى محمد، أو إلى أي مخاطَب، {إِلَى الَّذِينَ}: متعلق بـ {تَرَ} وهو متعد بإلى؛ لأنه بمعنى: تنظر. والجملة الفعلية مستأنفة مسوقة للتعجب من حال المنافقين الذين اتخذوا اليهود أولياء. {تَوَلَّوْا} : فعل ماض وفاعل، والجملة صلة الموصول {مَا}: مفعول به، وجملة {غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ} صفة قومًا، {مَا}: نافية حجازية، {هُمْ}: اسمها، {مِنْكُمْ}: خبرها. {وَلَا} : {الواو} : عاطفة، (لا): نافية، {مِنْهُمْ}: معطوف على {مِنْكُمْ} ، وجملة {مَا} الحجازية مستأنفة، أو صفة ثانية لـ {قَوْمًا} ، أو حال من فاعل {تَوَلَّوْا}. {وَيَحْلِفُونَ}: فعل وفاعل معطوف على {تَوَلَّوْا} . وهو داخل في حيّز الصلة. {عَلَى الْكَذِبِ} متعلق بـ {يحلفون} ، {وَهُمْ}:{الواو} : حالية، {هم}: مبتدأ، وجملة {يَعْلَمُونَ}: خبره، والجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل {يحلفون}. {أَعَدَّ اللهُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {لَهُمْ}: متعلق بـ {أَعَدَّ} ، {عَذَابًا}: مفعول به، {شَدِيدًا}: صفة {عَذَابًا} ، {إِنَّهُمْ}: ناصب واسمه، {سَاءَ}: فعل ماض بمعنى قبح، مجرد عن معنى الإنشاء، {مَا}: اسم موصول في محل الرفع فاعل {سَاءَ} ، {كَانُوا}: فعل ناقص واسمه، وجملة {يَعْمَلُونَ} خبره، وجملة {كان} صلة لـ {مَا} الموصولة، وجملة {سَاءَ} في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن} مستأنفة.
{اتَّخَذُوا} : فعل وفاعل، من أخوات ظنّ، {أَيْمَانَهُمْ}: مفعول أول لـ {اتخذ} ، {جُنَّةً}: مفعول ثان له، والجملة الفعلية مستأنفة. {فَصَدُّوا}:{الفاء} : عاطفة، {صَدُّوا}: فعل وفاعل معطوف على {اتَّخَذُوا} ، {عَنْ سَبِيلِ اللهِ}: متعلق بـ {صدوا} ، {فَلَهُمْ}:{الفاء} : عاطفة، {لهم}: خبر مقدم، {عَذَابٌ}: مبتدأ مؤخر، {مهِين}: صفة {عَذَابٌ} . والجملة الاسمية معطوفة على جملة {صدوا} {لَنْ} : حرف نصب واستقبال، {تُغْنِيَ}: فعل مضارع منصوب بـ {لَنْ} ، {عَنْهُمْ}: متعلق بـ {تُغْنِيَ} ، {أَمْوَالُهُمْ}: فاعل، {وَلَا أَوْلَادُهُمْ}: معطوف على {أَمْوَالُهُمْ} ، {مِنَ
اللَّهِ}: متعلق بـ {تُغْنِيَ} ، {شَيْئًا}: مفعول مطلق؛ أي: قليلًا من الإغناء. والجملة الفعلية مستأنفة. {أُولَئِكَ} : مبتدأ، {أَصْحَابُ}: خبره، {النَّارِ}: مضاف إليه، والجملة مستأنفة، {هُمْ}: مبتدأ، {فِيهَا}: متعلق بـ {خَالِدُونَ} ، و {خَالِدُونَ}: خبرهم، والجملة في محل النصب حال من {أَصْحَابُ النَّارِ} .
{يَوْمَ} : منصوب بفعل محذوف، تقديره: اذكر، والجملة مستأنفة، {يَبْعَثُهُمُ}: فعل ومفعول مقدم {اللَّهُ} : فاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {يَوْمَ} ، {جَمِيعًا}: حال من ضمير المفعول، أي: مجتمعين. {فَيَحْلِفُونَ} : {الفاء} : عاطفة، {يحلفون}: فعل وفاعل معطوف على {يَبْعَثُهُمُ} ، {لَهُ}: متعلق بـ {يحلفون} ، {كَمَا}:{الكاف} : حرف جر وتشبيه، {ما}: مصدرية، {يَحْلِفُونَ}: فعل وفاعل، {لَكُمْ}: متعلق بـ {يَحْلِفُونَ} ، والجملة الفعلية صلة لـ {ما} المصدرية، {ما} مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالكاف، تقديره: كحلفهم لكم. والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: فيحلفون له حلفًا مثل حلفهم لكم. {وَيَحْسَبُونَ} : فعل، وفاعل، والجملة في محل النصب حال من الواو في {يَحْلِفُونَ}؛ أي: يحلفون له حال كونهم ظانين أنّ حلفهم في الآخرة يجديهم من عذابها. {أَنَّهُمْ} : ناصب واسمه، {عَلَى شَيْءٍ}: خبره، وجملة {أن} في تأويل مصدر سادّ مسد مفعولي حسب، أي: ويحسبون كونهم على شيء، {أَلَا} حرف تنبيه واستفتاح. {إِنَّهُمْ}: ناصب واسمه، {هُمُ}: ضمير فصل أو مبتدأ، {الْكَاذِبُونَ}: خبر {إن} على الأول، وخبر {هُمُ} على الثاني، والجملة خبر {إن} ، وجملة {إن} مستأنفة. {اسْتَحْوَذَ}: فعل ماضي، {عَلَيْهِمُ}: متعلق بـ {اسْتَحْوَذَ} ، {الشَّيْطَانُ}: فاعل، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان استيلاء الشيطان عليهم. {فَأَنْسَاهُمْ}:{الفاء} : عاطفة، {أنساهم}: فعل ماضي، وفاعل مستتر يعود على {الشَّيْطَانُ} ، ومفعول به أول، والجملة معطوفة على جملة {اسْتَحْوَذَ} ، {ذِكْرَ اللَّهِ}: مفعول ثان لـ {أنساهم} ، {أُولَئِكَ}: مبتدأ، {حِزْبُ الشَّيْطَانِ}: خبره. والجملة مستأنفة {أَلَا} : حرف استفتاح وتنبيه. {إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ} ناصب
واسمه، {هُمُ}: ضمير فصل أو مبتدأ، {الْخَاسِرُونَ}: خبر على الحالين، كما مر آنفًا. وجملة {إِنَّ} مستأنفة.
{إِنَّ الَّذِينَ} : ناصب واسمه، {يُحَادُّونَ اللَّهَ}: فعل وفاعل ومفعول به، {وَرَسُولَهُ}: معطوف على الجلالة، والجملة صلة الموصول، {أُولَئِكَ}: مبتدأ، {فِي الْأَذَلِّينَ}: خبر. والجملة الابتدائية في محل الرفع خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} مستأنفة. {كَتَبَ اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، وقد تضمن {كَتَبَ}: معنى فعل القسم، وأجيب عنه بقوله:{لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} . كأنه قيل: أقسم بالله لأغلبن أنا .. إلخ. {لَأَغْلِبَنَّ} : {اللام} : موطئة للقسم، {أغلبن}: فعل مضارع، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد حرف لا محل لها من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنا، والجملة جواب القسم المضمن في {كَتَبَ} ، لا محل لها من الإعراب. و {أنا}: تأكيد لفاعل {أغلبن} ، {وَرُسُلِي}: معطوف على الضمير المستتر في {أغلبن} . {إِنَّ اللَّهَ} : ناصب واسمه، {قَوِيٌّ}: خبر أول، {عَزِيزٌ}: خبر ثان له. وجملة {إِنَّ} : مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
{لَا} : نافية، {تَجِدُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت، والجملة مستأنفة. {قَوْمًا}: مفعول أول، وجملة {يُؤْمِنُونَ}: صفة قومًا، {بِاللَّهِ}: متعلق بـ {يُؤْمِنُونَ} ، {وَالْيَوْمِ}: معطوف على الجلالة، {الْآخِرِ}: صفة اليوم، {يُوَادُّونَ}: فعل وفاعل، {مَنْ}: اسم موصول في محل النصب مفعول به، والجملة في محل النصب مفعول ثان لـ {تَجِدُ} ، {حَادَّ اللَّهَ}: فعل ماضي، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة صلة الموصول، {وَرَسُولَهُ}: معطوف على الجلالة.
هذا إن كان وجد بمعنى علم، وإن كان بمعنى صادف .. فجملة {يُوَادُّونَ}: حال من {قَوْمًا} ، لتخصصه بالصفة. {وَلَوْ}:{الواو} : عاطفة على محذوف تقديره: لا يوادون من حاد الله ورسوله لو كانوا غير أبائهم أو أبنائهم، إلخ، لا يوادونهم. وجملة الشرط المحذوف في محل النصب حال من {مَن} الموصولة في قوله:{مَنْ حَادَّ اللَّهَ} . {لو} : حرف شرط غير جازم {كَانُوا} : فعل ناقص، {آبَاءَهُمْ}: خبر كان، {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}: معطوفات على {آبَاءَهُمْ} . وجملة {كان} فعل شرط لـ {لو} الشرطية، وجوابها محذوف تقديره: لا يوادونهم. وجملة {لو} الشرطية في محل النصب معطوفة على جملة {لو} المحذوفة. {أُولَئِكَ} : مبتدأ، {كَتَبَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على اللهَ، {فِي قُلُوبِهِمُ}: متعلق به، {الْإِيمَانَ}: مفعول به، وجملة {كَتَبَ}: في محل الرفع خبر المبتدأ. والجملة الاسمية مستأنفة، {وَأَيَّدَهُمْ}: فعل ماضي، وفاعل مستتر، ومفعول به، معطوف على {كَتَبَ} ، {بِرُوحٍ}: متعلق بـ {أَيَّدَ} ، {مِنْهُ}: صفة روح، {وَيُدْخِلُهُمْ}: فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به أول، معطوف على {كَتَبَ} ، {جَنَّاتٍ}: مفعول به ثان على السعة، {تَجْرِي}: فعل مضارع، {مِنْ تَحْتِهَا}: متعلق به، {الْأَنْهَارُ}: فاعل، والجملة صفة لـ {جَنَّاتٍ} ، {خَالِدِينَ}: حال من هاء {يدخلهم} ، {فِيهَا}: متعلق بـ {خَالِدِينَ} ، {رَضِيَ اللَّهُ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {عَنْهُمْ}: متعلق بـ {رَضِىَ} ، {وَرَضُوا}: فعل وفاعل، معطوف على {رَضِيَ} ، {عَنْهُ}: متعلق بـ {وَرَضُوا} . {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ} : مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة. {أَلَا}: أداة استفتاح. {إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ} : ناصب واسمه، {هُمُ}: ضمير فصل، أو مبتدأ، {الْمُفْلِحُونَ}: خبر {إنَّ} أو خبر {هُمُ} ، والجملة خبر {إِنَّ} ، وجملة {إِنَّ} مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
{إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا} : من التولي، بمعنى الموالاة، لا بمعنى الإعراض. والموالاة: المودة، والمحبة، والصداقة. وأصله: توليوا، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار:{تولوا} . {قَوْمًا} : هم اليهود. {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} : غضب الله: سخطه، وطرده من رحمته. والغضب
في الأصل: حركة للنفس مبدؤها إرادة الانتقام ممن أساء لك. {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ} : والحلف: العهد بين القوم، والمحالفة: العهد. والحلف أصله: اليمين التي يأخذ بعضهم من بعض بها العهد، ثم عبر به عن كل يمين.
{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ} : أصله: أعدد، نقلت حركة الدال الأولى، إلى العين فسكنت، فأدغمت في الدال الثانية. {سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: أصله: سوأ، بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح. {جُنَّةً}: الجنة - بضم الجيم -: الترس؛ لأنه يجن صاحبه ويقيه من السلاح. {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} فالاتخاذ عبارة عن إعدادهم لأيمانهم الكاذبة وتهيئتهم لها إلى وقت الحاجة، ليحلفوا بها ويتخلصوا من المؤاخذة، اهـ من "الروح". {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} من الإغناء، يقال: أغنى عنه كذا، إذا كفاه. {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} مصدره الحسبان، وهو أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الأصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، يقاربه الظن، لكن الظن: أن يخطر النقيضان بباله، فيغلب أحدهما على الآخر. {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} من حذف الإبل، إذا استوليت عليها وجمعتها وسقتها سوقًا عنيفًا، وهو مما جاء على الأصل، كاستصوب واستنوق؛ أي: على خلاف القياس، فإن القياس أن يقال: استحاذ، بقلب الواو ألفًا، كاستقام واستعاذ، فهو فصيح استعمالًا وشاذ قياسًا. ومنه قول عائشة رضي الله عنها:"كان عمر أحوذيًا نسيج وحده"؛ أي: سائمًا ضابطًا للأمور، لا نظير له. {فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ} مصدر مضاف إلى المفعول؛ أي: لم يمكنهم من ذكرهم إياه تعالى بما زين لهم من الشهوات. {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} والحزب: الفريق الذي يجمعه مذهب واحد. {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ؛ أي: يعادونهما، ويخالفون أمرهما، من حادّه محادّةً، كشاقه مشاقة. وكلّ منهما: المخالفة، والمعاداة، والمنازعة.
{أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} ؛ أي: في جملة أذل خلق الله وأحقره؛ لأن ذلة أحد المتخاصمين على مقدار عزّة الآخَر. {لَا تَجِدُ قَوْمًا} : {تَجِدُ} : فيه إعلال بالحذف، إذ قياسه: توجد، من وجد المثالي، من باب فعل بفتح العين، يفعل بكسرها، نظير وعد يعد، لكن فاء هذا الفعل حذفت من المضارع حذفًا مطردًا. {يُوَادُّونَ} أصله: يواددون، بوزن يفاعلون، سكنت الدال الأولى وأدغمت في الثانية. {مَنْ حَادَّ اللَّهَ} أصله: حادد بوزن فاعل، كرهوا توالي المثلين فسكنوا الدال
الأولى، فأدغموها في الثانية. {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} العشيرة: أهل الرجل الذين يتكثّر بهم؛ أي: يصيرون بمنزلة الكامل. وذلك أن العشرة هو العدد الكامل، فصار العشيرة لكل جماعة من أقارب الرجل يتكثر بهم. والعشير: المعاشر قريبًا أو معارفًا. وفي "القاموس": عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته، انتهى.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ} للدلالة على تكرر الحلف وتجدده حسب تكرر ما يقتضيه.
ومنها: التقييد بقوله: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} : دلالة على أن الكذب يعم ما يعلم المخبر عدم مطابقته للواقع وما لا يعلمه، فيكون حُجة على النظَّام، والجاحظ، كما مر.
فائدة: ذكر علماء البلاغة في حد الصدق والكذب أقوالًا أربعة:
أولًا - إن الصدق مطابقة حكم الخبر للواقع، والكذب عدم مطابقته له. ولو كان الاعتقاد بخلاف ذلك في الحالين.
ثانيًا - وهو للنظَّام من كبار المعتزلة -: أن الصدق المطابقة لاعتقاد المخبر، ولو خطأ، والكذب: عدم مطابقته للاعتقاد، ولو صوابًا. وما الاعتقاد معه على هذا القول داخل في الكذب بلا واسطة.
ثالثًا - وهو للجاحظ، أحد شيوخ المعتزلة أيضًا -: أن الصدق المطابقة للخارج مع اعتقاد المخبر المطابقة. والكذب عدم المطابقة للواقع مع اعتقاد عدمها. وما عدا ذلك ليس بصدق ولا كذب - أي: واسطة بينهما -. وهو أربع صور: المطابق ولا اعتقاد لشيء، والمطابق مع اعتقاد عدم المطابقة، وغير المطابق مع اعتقاد المطابقة، وغيره ولا اعتقاد.
رابعًا - وهو للراغب -: وهو مثل قول الجاحظ، غير أنه وَصَف الصور الأربع بالصدق والكذب باعتبارين؛ فالصدق باعتبار المطابقة للخارج أو للاعتقاد، والكذب من حيث انتفاء المطابقة للخارج أو للاعتقاد. وحجة ما لكل من الأقوال مذكورة
في محله.
ومنها: التنكير في قوله: {عَذَابًا شَدِيدًا} إفادة لنوعية العذاب؛ لأنه يدل على أنه نوع من أنواع العذاب الشديد.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية، أو التشبيه البليغ في قوله:{جُنَّةً} من قوله: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} ؛ لأنه حقيقة في الترس، فاستعير لما هو وقاية للشيء، أو كالجنة.
ومنها: الجناس الناقص بين {يَعْلَمُونَ} ، و {يَعْمَلُونَ} لتغيير الرسم.
ومنها: التشبيه المرسل في قوله: {فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} ؛ لأنه حذف منه وجه الشبه، وهو عدم النفع في كل من الحلفين.
ومنها: جمع المؤكدات في قوله: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} ، وفي قوله:{أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
ومنها: المقابلة بين قوله: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ، وبين قوله:{أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} .
ومنها: توافق الفواصل في الحرف الأخير مثل: {الْخَاسِرُونَ} ، {الْكَاذِبُونَ} ، {خَالِدُونَ} ، {يَعْمَلُونَ} .
ومنها: رعاية الترتيب العجيب في قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} إلخ. فقد بدأ أولًا بالآباء؛ لأنهم أدعى إلى الاهتمام بهم، لوجوب إخلاص الطاعة لهم، ثم ثنى بالأبناء؛ لأنهم أعلق بحبات القلوب ثم ثلث بالإخوان؛ لأنهم هم المثابة عند الحاجة والناصر عند نشوب الأزمات، ثم ربع بالعشيرة؛ لأنها المستغاث في الشدائد، وهي الموئل والمفزع في النوائب، وهم المسرعون إلى النجدة. كما مر.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
خلاصة موضوعات هذه السورة الكريمة
اشتملت هذه السورة على المقاصد التالية:
1 -
ألفة الأزواج في المنازل.
2 -
ألفة الأصحاب في المجالس.
3 -
الأدب مع الحكام؛ بترك مضايقتهم لكثرة أعمالهم.
4 -
رفق الحكام بالمحكومين عليهم إذا رأوا أمرًا يثقلهم.
5 -
مجانبة خيانة الأمة بموالاة أعدائها، وبالنفاق والشقاق، فإن ذلك يضعفها، ويفرق جمعها، ويذلها (1).
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *
(1) تمّ بعون الله تعالى، وتوفيقه تفسير سورة المجادلة في أوائل يوم الاثنين المبارك، اليوم الخامس من شهر شوال، من شهور سنة ألف وأربع مئة وخمس عشرة سنة 5/ 10/ 1415 هـ، من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، آمين.