الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً (1) لَهَا فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ، وَقَال: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، وتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2) عَن أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْد الصَّمَدِ بْن عَبْدِ الوارث.
ورَوَاهُ النَّسَائي (3) ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَرْبٍ، عَن أَبِي الزُّبَيْرِ مُرْسلاً، لَمْ يَذْكُرْ فِيهَ جَابِرًا.
1158 د:
حرب بن عُبَيد اللَّه بن عُمَير الثقفي
(4) .
عَن: جده (د) رجل من بني تغلب، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وعلمني الإسلام، وعلمني كيف آخذ الصدقة (5) .
قاله عَبْد السلام بْن حرب (د) ، عن عطاء بْن السائب، عنه (6) .
(1) جاء في حواشي النسخ تعليق للمؤلف: تمعس: تدلك، والمنيئة: الجلد ما كان في الدباغ.
(2)
أخرجه (1403) في النكاح: باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته.
(3)
في سننه الكبرى.
(4)
تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 205، ورواية ابن طهمان، رقم 249، وتاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 220، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1108، وثقات ابن حبان الورقة 84، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة 8، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة: 127، والكاشف: 1 / 212، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 141، والوافي بالوفيات: 11 / 331، وبغية الاريب، الورقة 84، ونهاية السول، الورقة 60، وتهذيب ابن حجر: 2 / 225، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1276.
(5)
كان ينبغي أن يقول: الحديث"لانه لم يورد الحديث كاملا، وتمامه:..من قومي ممن أسلم، ثم رجعت إليه فقلت: يا رسول الله، كل ما علمتني قد حفظته إلا الصدقة، أفأعشرهم؟ قال: لا، إنما العشور على النصاري واليهود.
(6)
أخرجه أبو داود (3049) في الخراج والامارة والفئ: باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، عن محمد بن ابراهيم البزاز، عَن أبي نعيم، عن عبد السلام.
وَقَال أَبُو الأحوص (د) : عن عطاء، عن حرب، عن جده أبي أمه، عَن أَبِيهِ (1) .
وَقَال عبد الرحمن بْن مهدي (د) : عن سفيان، عن عطاء، عن رَجُلٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، عن خاله، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعشر قومي (2) .
وَقَال وكيع (د) : عن سفيان، عن عطاء، عن حرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مُرْسلاً (3)، وقيل: عن سفيان، عن عطاء، عن حرب، عن خال له (4) .
وَقَال حماد بْن سلمة: عن عطاء، عن حرب، عن رجل من أخواله.
قال البخاري: ولا يتابع عليه (5) .
وَقَال جرير: عن عطاء، عن حرب بْن هلال الثقفي، عَن أَبِي أمامة بْن ثعلبة.
وَقَال نصير بْن أَبي الأشعث: عن عطاء، عن حرب، عَن أبي جده.
(1) أخرجه أبو داود (3046) عن مسدد، عَن أَبِي الأَحوص.
(2)
أخرجه أَبُو داود (3048) عَنْ مُحَمَّد بْن بشار بندار، عن عبد الرحمن، وتمامه: قال: إنما العشور على اليهود والنصارى.
(3)
أخرجه أَبُو داود (3047) عَنْ مُحَمَّد بْن عُبَيد المحاربي، عن وكيع.
(4)
أخرجه أحمد: 3 / 474.
(5)
تاريخه الكبير: 3 / الترجمة 220.
قال عبد الرحمن بن أَبي حاتم (1) : حرب بْن عُبَيد اللَّه الثقفي روى عن خال له من بكر بْن وائل، قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
روى عنه عطاء بْن السائب، سمعت أبي يقول ذلك، واختلف الرواة عن عطاء على وجوه، فَكَانَ (2) أشبهها ما روى الثوري عن عطاء، ولا يشتغل برواية جرير، وأبي الأَحوص، ونصير بْن أَبي الأشعث.
وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي (3) : سألت يَحْيَى بْن مَعِين، عن حرب بْن عُبَيد اللَّه الذي روى عنه عطاء بْن السائب، فَقَالَ: هو مشهور.
وَقَال عَباس الدُّورِيُّ (4) : قلت ليحيى: تعرف أحدا يقول عن جده أبي أمه، عَنْ جده أبي أمية وفي رواية عن جده أبي أمه، عَنْ أخيه (5) ؟ قال: لا، كأنه عنده إنما هو عن جده أبي أمه فقط.
قال (6) : وسألته عن حديث عطاء بْن السائب، عن حرب ابن عُبَيد اللَّه عن خاله: من خاله؟ قال: لا أدري (7) .
(1) الجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1108.
(2)
في المطبوع من الجرح والتعديل: فكان.
(3)
في المطبوع من الجرح والتعديل: ولم.
(4)
تاريخه، رقم 249، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1108.
(5)
تاريخه 2 / 105.
(6)
هذه هي الرواية الموجودة في المطبوع من تاريخ يحيى برواية عباس.
(7)
تاريخه 2 / 105.
(8)
وذكر ابْن حبان فِي كتاب "الثقات" ترجمتين هما لواحد، قال في الاولى: حرب بن عُبَيد الله، كوفي يروي عن خال لَهُ عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، روى عنه عطاء بن السائب". ثم قال بعد عدة تراجم: =
روى له أبو داود هذا الحديث الواحد.
1159 م ت فق: حرب بن ميمون الأَنْصارِيّ (1) ، أَبُو الخطاب البَصْرِيّ الأكبر، مولى النضر بْن أنس بْن مالك.
رَوَى عَن: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وسماك بْن عطية، وعطاء بْن أَبي رباح، وعِمْران العمي، ومولاه النضر بْن أَنَس بْن مالك (م ت فق) ، وعن هنيدة، عن أنس بن النبيذ.
رَوَى عَنه: بدل بْن المحبر (ت) ، وحبان بْن هلال، وحرمي ابن حفص، وحرمي بْن عمارة، والحسين بْن حفص الأصبهاني، وداود بْن المحبر، وزيد بْن عوف، وسَعِيد بْن عامر الضبعي، وعبد الله بْن رجاء الغداني، وعبد الصمد بن عبد الوارث (فق) ،
="حرب بن هلال الثقفي يروي عَن أبي أمامة الباهلي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، روى عنه عطاء بْن السائب"انتهى. فقد قال البخاري في تاريخه البكير في ترجمة حرب بن عُبَيد الله (3 / الترجمة: 220) وهو يذكر الاختلاف: وَقَال أحمد بْنِ يونس، عَن أَبِي بَكْرِ، عن نصير، عن عطاء، عن حرب بْن هلال الثقفي، عَن أَبِي أمامة من تغلب سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مثله. وهي الرواية التي ذكرها المؤلف بقوله: وَقَال جرير: عن عطاء، عن حرب بن هلال..الخ"وقد جاءت في مسند أحمد أيضا من طريق عطاء بْن السائب، عن حرب بن هلال، عَن أبي أمامة"، فيتبين مما تقدم أن الحافظ ابن حبان قد وهم حينما جعل الترجمة الواحدة ترجمتين.
(1)
تاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 235، وتاريخه الصغير: 1 / 259، والكنى لمسلم، الورقة 32، وسؤالات الآجري لاباي داود، الورقة 22، والكنى للدولابي: 2 / 166، وضعفاء العقيلي، الورقة 54، والمجروحين لابن حبان: 1 / 261، والكامل لالابن عدي: 1 / الورقة 288، وتسمية من أخرجهم الإمامان للحاكم، الورقة: 17، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 41، وموضح أوهام الجمع: 1 / 96، والجمع لابن القيسراني: 1 / الترجمة 431، والضعفاء لابن الجوزي، الورقة 34، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 127، والكاشف: 1 / 212، وميزان الاعتدال: 1 / 470، والمغني: 1 / الترجمة 1347، وديوان الضعفاء، الترجمة 863، وسير أعلام النبلاء: 7 / 192، ورجال صحيح مسلم، الورقة 63، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 142، وبغية الاريب، الورقة 84، ونهاية السول، الورقة 60، وتهذيب ابن حجر: 2 / 226 225، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1277.
ومحمد بْن بلال، ومحمد بْن محبوب، ويونس بْن مُحَمَّد المؤدب (م) .
روى له مسلم، والتِّرْمِذِيّ، وابن ماجه في التفسير (1) .
وأما الأصغر فهو:
1160 تمييز: حرب بن ميمون العبدي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَصْرِيّ (2) العابد صاحب الأغمية.
رَوَى عَن: إسماعيل بْن مسلم المكي، والجلد بْن أيوب، وحجاج بْن أرطاة، وخالد الحذاء، وخويل ختن شعبة، وشهاب ابن خراش، وعوف الأعرابي، وهشام بْن حسان.
رَوَى عَنه: أَحْمَد بْن عبدة الضبي، وإسحاق بْن أَبي إسرائيل، وبشر بْن سيحان، وحميد بْن مسعدة، والصلت بْن مسعود، وأَبُو بَكْر عَبد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبي الأسود، وعلي بْن أَبي هاشم بْن طبراخ وكناه، ومحمد بْن عقبة السدوسي، ومسلم ابن إبراهيم ونسبه، ونصر بْن عَلِيٍّ الجهضمي.
قال عَبد اللَّهِ بْن عَلِيِّ ابْن المديني: سمعت أبي وسئل عن
(1) سيأتي الكلام عليه في ترجمة الذي بعده، وانتظر تعليقنا هناك.
(2)
تاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 230، والكنى لمسلم، الورقة 67، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1116، وثقات ابن حبان، الورقة 84، وموضح أوهام الجمع: 1 / 96، والضعفاء لابن الجوزي، الورقة 34، وتذهيب الذهبي: 1 / الورقة 127، والكاشف: 1 / 212 (في ترجمة الاكبر)، وميزان الاعتدال: 1 / 471 (رقم 1773)، والمغني: 1 / الترجمة 1348، وديوان الضعفاء، الترجمة 864، وتاريخ الاسلام، الورقة 64 (أيا صوفيا 3006)، وسير أعلام النبلاء: 7 / 193، وبغية الاريب، الورقة 84، وتهذيب ابن حجر: 2 / 227 226، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1278.
حرب بْن ميمون فَقَالَ: ضعيف، وحرب بْن ميمون الأَنْصارِيّ ثقة (1) .
وَقَال عَمْرو بْن علي: حرب بْن ميمون الأصغر ضعيف الحديث، وحرب بْن ميمون الأكبر ثقة.
وَقَال ابن الغلابي: حرب بْن ميمون الأَنْصارِيّ روى عنه يونس بْن مُحَمَّد، وَقَال أيضا: حرب بْن ميمون صاحب الأغمية، سمع منه أشباه أبي زكريا يعني يَحْيَى بْن مَعِين.
وَقَال إسحاق بْن مَنْصُور، عَنْ يحيى بْن مَعِين: حرب بْن ميمون صاحب الأغمية، صالح.
وقَال البُخارِيُّ (2) : حرب بْن ميمون صاحب الأغمية، قال سُلَيْمان بْن حرب: هذا أكذب الخلق، قال (3) : وَقَال لي مُحَمَّد ابن عقبة: كَانَ مجتهدا.
وَقَال أَبُو زُرْعَة: حرب بْن ميمون لين.
وَقَال أبو حاتم: شيخ (4) .
وَقَال عَبْدُ الغني بْن سَعِيد (5) : حرب بن ميمون الاكبر أبو
(1) لم ينتبه الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى توثيق ابن المديني لحرب بن ميمون الأَنْصارِيّ الذي ذكره المزي، فقال في زياداته على التهذيب: وقرأت بخط الذهبي: وثقه ابن المديني" (2 / 226) فهذا ذهول منه رحمه الله، والذهبي أخذه من"تهذيب الكمال.
(2)
تاريخه الكبير: 3 / الترجمة 235.
(3)
تاريخه الكبير: 3 / الترجمة 230، ولكن انتظر التعليق بعد قليل.
(4)
كلام أبي زرعة وأبي حاتم في "الجرح والتعديل.
(5)
في تعقباته على تاريخ البخاري 8 / 454 453.
الخطاب، وحرب بْن ميمون الأصغر أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ صاحب الأغمية، قال: وهذا مما وهم فيه البخاري، وأول من نبهني على ذلك علي بْن عُمَر، وَقَال لي: إن مسلم بْن الحجاج تبعه على ذلك، وجعل الأثنين واحدا، وَقَال لي: من ها هنا نستدل على أن مسلما تبع البخاري، وأنه نظر في علمه فعمل عليه (1) .
(1) الذي في تاريخ البخاري الكبير المطبوع ترجمتان، الاولى برقم 230 قال فيها"حرب بن ميمون، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ صاحب الأغمية البَصْرِيّ، كناه علي بن أَبي هاشم. قال محمد بن عقبة: كان حرب مجتهدا. سمع حبيب بن حجر، وهشام بن حسان. وَقَال ابن أَبي الأسود: حَدَّثَنَا حبان، قال: حَدَّثَنَا حرب بن ميمون، عن خالد، عَن أبي إياس.."والثانية برقم 235 وهي: حرب بن ميمون، يقال: أبو الخطاب البَصْرِيّ مولى النضر بن أنس الأَنْصارِيّ عن أنس. سمع منه يونس بن محمد. قال سُلَيْمان بن حرب: هذا أكذب الخلق.
وَقَال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى اليماني رحمه الله في تعليقه على تاريخ البخاري الكبير (3 / 65) : وفي تعقبات عبد الغني المِصْرِي المطبوعة آخر هذا الكتاب (4 / 2 / 453) اعتراض على المؤلف بأنه جمعهما، وحكى عن المؤلف ما لا يوجد في هذه الترجمة (رقم 235) ولا في ترجمة صاحب الاغمية (رقم (230) وحكى المزي عبارة عبد الغني ولم يتعقبها وكذلك ابن حجر، وكنت أتعجب من ذلك ثم راجعت الميزان (بشار: 1 / 470 الترجمة 1772) فتبين منه أنهم اعتمدوا صنيع المؤلف في كتاب"الضعفاء الكبير"فكأن المؤلف رحمه الله جمعهما أولا ثم أصلح ذلك في التاريخ ولم يتفرغ لاصلاحه في كتاب"الضعفاء"، وقد كان عليهم أن ينبهوا على ما وقع في التاريخ من الاصلاح. أما ابن أَبي حاتم ففي نسختنا من كتابه ترجمة واحدة لصاحب الاغمية (رقم 1116) ولم يذكر هذا الأَنْصارِيّ.
وَقَال رحمه الله معلقا على قول سُلَيْمان بن حرب: هذا أكذب الخلق"التي وردت في المطبوع من تاريخ البخاري في ترجمة حرب بن ميمون أبي الخطاب البَصْرِيّ الأَنْصارِيّ: في تهذيب المزي وتهذيبه لابن حجر حكاية هذه العبارة عن المؤلف في ترجمة صاحب الاغمية المتقدم رقم (230) ، وفي الميزان: فقال البخاري: حدثني علي بن نصر، قال: قلت لسُلَيْمان بن حرب: حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا حرب بن ميمون، قال: شهدت الحسن ومحمد بن سيرين يغسلان النضر بن أنس، فقال سُلَيْمان بن حرب: هذا من أكذب الخلق. حدثني حماد بن زيد عن أيوب، قال: قيل لمحمد: لم لم تشهد جنازة الحسن؟ قال: مات أعز أهلي علي النضر بن أنس فما أمكنني أن أشهده". وذكر ابن أَبي حاتم"مسلم بن إبراهيم"في الرواة عن صاحب الاغمية، وكذلك صنع المزي، ولكن ما ندري على ماذا اعتمد ابن أَبي حاتم مع انه ليس عنده إلا ترجمة واحدة كما مر، فأما المزي فلعله قلده، والذي يظهر أن الحامل لهم على صرف هذه العبارة إلى صاحب الاغمية أن ابن المديني وعَمْرو بن علي قد ليناه ووثقا هذا الأَنْصارِيّ، ولكن رأى البخاري بعد أن تبين له أنهما اثنان أن القصة التي حكاها علي بن نصر عن حرب بن =
_________
= ميمون تتعلق بالنضر بن أنس فكان ذلك مشعرا بأن حرب بن ميمون الذي حكاها هو مولى النضر بن أنس، وقد يجاب عن تكذيب سُلَيْمان له بأنه اعتمد على ما حكاه عن ابن سيرين أنه لم يشهد النضر بن أنس، ولعله شهد غسله، ثم عرض له شغل فانصرف ولم يشهد الصلاة والدفن، فقوله: فما أمكنني أن أشهده"أي أن أشهد الصلاة عليه، لانه إنما سئل عن عدم شهوده جنازة الحسن أي الصلاة عليه ودفنه، كما هو المتبادر، فتأمل، والله أعلم"انتهى.
قال العبد المسكين أبو محمد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: قد تأمت كلام العلامة اليماني وتدبرته، فوجدته قد صرفه إلى غير وجهه وبناه على أساس أن البخاري قد ذكر ترجمتين في "تاريخه الكبير"ولو تدبر الامر أكثر من ذلك لوجد أن وجود هاتين الترجمتين في تاريخ البخاري الكبير فيه نظير من عدة أوجه:
الوجه الاول: ان عبد الغني بن سَعِيد إنما تعقب تاريخ البخاري الكبير، وقد ولد سنة 332 وتوفي سنة 409، فكيف لم ينتبه إلى هذا"الاصلاح"إن كان البخاري اصلحه؟
الوجه الثاني: ان العلامة مغلطاي لم يشر إلى وجود ترجمتين في تاريخ البخاري الكبير مع عنايته الفائقة في تعقب المؤلف المزي في أمور أقل أهمية من هذا بكثير، علما بأنه كان شديد الكلف بتاريخ البخاري الكبير كثير المراجعة له مما يدل على أنه وجد كلام عبد الغني بن سَعِيد، ونقل المزي له، صحيحا، ثم كيف فات الامر على جملة حفاظ عنوا بهذا الامر، ومنهم الحافظ ابن حجر؟ !
الوجه الثالث، وهو أقوى الادلة التي استدل بها: ما نقله ابن عدي في "الكامل"(1 / الورقة 288) وهو من الذين خلطوا الترجمتين، قال: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: حرب بن ميمون أبو الخطاب، مولى النضر بن أنس سمع منه يونس بن محمد، قال سُلَيْمان بن حرب: هذا أكذب الناس". ورأيت البخاري في تاريخه الكبير (يقول) : حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن البَصْرِيّ صاحب الاغمية مولى النضر بن أنس الأَنْصارِيّ، سمع عطاء والنضر بن أنس وخالد بن أيوب، روى عنه (؟) وحرمي بن عمارة وعبد الله بن أَبي الأسود ومحمد بن بلال، قال محمد بن عقبة: كان حرب مجتهدا.
فأين هذه الترجمة التي نقلها ابن عدي من تاريخ البخاري الكبير في التاريخ الكبير المطبوع؟ ! وقد لاحظ ابن عدي ان ما حدثه ابن حماد الدولابي عن البخاري يختلف عما وجده في تاريخه الكبير، لذلك قال: ورأيت البخاري في تاريخه الكبير". ومن هنا يظهر أن النسخ المتداولة من تاريخ البخاري إلى عصر المزي في الاقل لم تكن تحتوي إلا على ترجمته واحدة هي التي نقلها أو نقل بعضها ابن عدي في "الكامل"فلعل بعضهم غير في بعض النسخ، والله أعلم.
الوجه الرابع: قول أبي بكر الخطيب في كتابه"المتفق والمفترق": أبو الخطاب روى عن عطاء والنضر بن أنس وكان ثقة. وحرب بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية حدث عن خالد الحذاء وهشام بن حسان، وكان ضعيفا. جعل البخاري ومسلم هذين رجلا واحدًا، وقد شرحنا ذلك في كتابنا"الموضح"وأوردنا من الحجة في كونهما اثنين ما يزول معه الشك ويرتفع به الريب" (وراجع موضح أوهام الجمع والتفريق: 1 / 96) . قال بشار أيضا: وتوهم الحافظ ابن حجر فذكر في ترجمة أبي الخطاب حرب بن ميمون الذي روى له مسلم أن ابن حبان ذكره في كتاب "الثقات" وَقَال يخطئ (تهذيب: 2 / 226) ، والصحيح أن ابن حبان =
وَقَال أَبُو بَكْرِ بْن منجويه: ومنهم من ميز بين حرب بْن ميمون صاحب الأغمية أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وبين حرب بْن ميمون أبي الخطاب وجعلهما اثنين وأنهما يقرنان، وصاحب الأغمية، يقال: إنه كَانَ متعبدا.
ذكرناه للتمييز بينهما، وقد جمعهما غير واحد، وفرق بينهما غير واحد وهو الصحيح إن شاء اللَّه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بْن البخاري، وأبو الغنائم بْن علان، وأحمد بْن شَيْبَانَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبد اللَّهِ، قال: أخبرنا أَبُو القاسم بْن الحصين، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيِّ ابْنُ الْمُذْهِب، قال: أَخْبَرَنَا أبو بكر بْن مالك، قال: حَدَّثَنَا عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ، قال: حَدَّثني أبي، قال (1) : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: اذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْ لَهُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَغَدَّى عِنْدَنَا فَافْعَلْ، فَجِئْتُ فَبَلَّغْتُهُ، فَقَالَ: ومن عندي"؟
= ذكر حرب بن ميمون الاصغر في "الثقات" فقال: حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن الذي يقال له صاحب الاغمية بصري يروي عن أيوب، وكان متعبدا، روى عنه البَصْرِيّون، يخطئ، وليس هذا بحرب بن ميمون أبي الخطاب، ذاك واه (الورقة 84 من ترتيب الهيثمي)، ثم ذكر حرب بن ميمون أبا الخطاب في "المجروحين"وَقَال: وقد قيل: إنه صاحب الاغمية، روى عنه يونس بْن مُحَمَّد المؤدب، يخطئ كثيرا حتى فحش الخطأ في حديثه، كان سُلَيْمان بْن حرب يقول: هو أكذب الخلق" (1 / 261) .
ويلاحظ أن كثيرا من العلماء، منهم ابن حبان، وابن عدي، والذهبي، إنما ذكروا قول سُلَيْمان بن حرب: كان أكذب الخلق"في أبي الخطاب الأَنْصارِيّ، لذلك رد الذهبي على قول سُلَيْمان في "السير"فقال: قلت: هذه عجلة ومجازفة، أو لعله عنى آخر لا أعرفه"، وَقَال في "الديوان": ثقة رماه بالكذب سُلَيْمان بن حرب"، وَقَال في "المغني": ثقة غلط من تكلم فيه، وهو صدوق". قال بشار: لا يصح اطلاق لفظ"ثقة"عليه على وجه الاطلاق، بعد ما قدمنا.
(1)
مسند أحمد: 3 / 242.
قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: انْهَضُوا"، قال: فَجِئْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، وأَنَا مُدْهَشٌ لِمَنْ أَقْبَلَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قال: فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: مَا صَنَعْتَ يَا أَنَسُ؟ فَدَخَلَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ، قال: هَلْ عِنْدَكِ سَمْنٌ"؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ مِنْهُ عِنْدِي عُكَّةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ سَمْنٍ، قال: فَأْتِ بِهَا"، قَالَتْ: فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَتَح رُبَاطَهَا ثُمَّ قال: بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَعْظِمْ فِيهَا الْبَرَكَةَ"، فَقَالَ: اقْلِبِيهَا"، فَقَلَبْتُهَا فَعَصَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يُسَمِّي، قال: فَأَخَذَتْ تَقَعُ قَدْرًا فَأَكَلَ مِنْهَا بِضْعٌ وثَمَانُونَ رَجُلا فَفَضَلَ فِيهَا فَضْلٌ فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: كُلِي وأَطْعِمِي جِيرَانَكِ"
رَوَاهُ مُسْلِمٌ (1) ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْهُ نَحْوَهُ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، ولَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُهُ.
وبِهِ (2) : عَنْ أَنَسٍ قال: سَأَلْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قال: أَنَا فَاعِلٌ"، قال: فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ ، قال: اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبْنِي عَلَى الصِّرَاطِ"، قال: قُلْتُ: فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قال: فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ"، قال: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ، قال: فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ، لا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلاثَةَ مَوَاطِنَ يَوْمِ القيامة.
(1) أخرجه مسلم (2040) 3 / 1614 في الاشربة: باب جواز استتباعه غيره، وساقه مسلم من طرق أصح من هذه الطريق من حديث أنس.
(2)
مسند أحمد: 3 / 178.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ (1) عَنْ عَبد اللَّهِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ بَدَلِ بْنِ الْمُحَبَّرِ عَنْهُ نَحْوَهُ، ولَيْسَ لَهُ فِي كِتَابِهِ غَيْرُهُ. ورَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي "التَّفْسِيرِ"، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَن أَبِيهِ، نَحْوَهُ، عَنْهُ، ولَمْ أَجِدْ لَهُ فِيهِ غَيْرَهُ، ووَقَعَ لَنَا عَالِيًا.
1161 د ق: حرب بن وحشي بن حرب الحبشي الحمصي (2) مولى جبير بْن مطعم القرشي.
روى عن: أبيه (د ق) .
رَوَى عَنه: ابنه وحشي بْن حرب (د ق) .
قال أبو بكر أحمد بْن مُحَمَّد بْن عيسى البغدادي في "تاريخ الحمصيين"، قرأت في قضاء (3) من أبي حبيب الحارث بْن مخمر الْقَاضِي الظهري عند أبي شريح ومحمد بْن خالد بْن فضالة الهوزني وإذا في قضاء أبي حبيب: أتاني شَرِيك بْن شريح الهوزني بستة نفر رضى مقانع، منهم حرب بْن وحشي الحبشي (4) .
(1) أخرجه التِّرْمِذِيّ (2433) في صفة القيامة: باب ما جاء في شأن الصراط. وَقَال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". قلت: وقد صرح في سنده أنه عن"حَرْب بْن مَيْمُون الأَنْصارِيّ أبي الخطاب.
(2)
تاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 221، والجرح والتعديل: 3 / الترجمة 1109، وثقات ابن حبان، الورقة 84، ومعرفة التابعين للذهبي، الورقة 8، وتذهيب التهذيب: 1 / الورقة 127، والكاشف: 1 / 212، وميزان الاعتدال: 1 / 471، والمجرد في رجال ابن ماجة، الورقة 14، وإكمال مغلطاي: 2 / الورقة 142، وبغية الاريب، الورقة: 84، ونهاية السول، الورقة 60، وتهذيب ابن حجر: 2 / 227، وخلاصة الخزرجي: 1 / الترجمة 1279.
(3)
في تهذيب ابن حجر: في كتاب قضاء"، ولا أدري من أين جاء بلفظة: كتاب". وأبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي مترجم في "أخبار القضاة"لوكيع، ولكن تحرف اسم ابيه إلى: مجهر" (3 / 210) .
(4)
وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات"، ونقل ابن حجر عن البزار أنه قال: مجهول في الرواية معروف بالنسب".