الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حينما يقود أعمال العنف والقمع والإبادة التي يفعلها يسميها حربا ضد الإرهاب، مع أنه يعلم كم سعت بلاده في صناعة الإرهاب، وبصماتهم في فيتنام وبغداد وأفغانستان لا تزال قابعة بآثارها القذرة. ولعل ما يقوله "بوش" الابن معلنًا أن حربه في أفغانستان حرب صليبية بدون صليب، بل ربما بهلال يدل على مدى خبث الأصولية التي انطوى عليها قلبه، ويعمل من أجلها، ولكن من شابه أباه فما ظلم، فـ "بوش" الابن كان واحدًا من أفراد البيت الأصولي، الذي كان يقول عنه "بوش" الأب:"إن جدهم كان قسيسًا وأنهم كانوا يقرءون الكتاب المقدس كل يوم".
بعض الإحصائيات عن الأصولية النصرانية الإنجيلية في أمريكا
لعله لا يخفى على أحد تزعم أمريكا للأصولية الإنجيلية في شتى مجالاتها، فهي التي تحتضن أهم قيادة دينية في العالم النصراني، ذلك هو مجلس الكنائس العالمي، مما يجعل لها قيادة روحية لا تقل قداسة عن التي لبابا الفاتيكان في روما.
ولعل ذكر بعض الإحصائيات يرسم -بصورة أكثر وضوحًا- مدى تغلغل الأصولية النصرانية في المجتمع الأمريكي، فيذكر معهد "جالوب" المتخصص في الإحصاءات أن أكثر من 94% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون بالله، بالطبع على عقيدتهم، وأن 71% من سكانها يؤمنون بالبعث بعد الموت على العقيدة الإنجيلية، وتقول أيضًا بعض الإحصائيات أن عدد أعضاء الجسم الكنسي في الولايات المتحدة سنة 1970 كان 131 مليونًا من الأمريكان، وجميعهم ينتمون إلى الكنائس.
ودليل آخر على تغلغل الأصولية النصرانية في أمريكا: وهي إن إحصائيات صناعة الكتب الأمريكية سجلت أكبر ظاهرة في شراء الكتب الدينية، ففي سنة 1984 كان بيع أكثر من ثلث السوق كتبًا دينية، تقدر أثمان هذه الكتب بحوالي مليار دولار، وإحصائية أخرى تقول: إن للأصولية النصرانية في أمريكا أكثر من عشرين ألف مدرسة ومعهد وكلية، والملايين من الطلاب والدارسين للتوراة والإنجيل، حتى في الإعلام السينمائي تغلغلت الأصولية النصرانية، حتى إنه جاء في دراسة استطلاعية أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية بجدة: أنه تم تخصيص ما يزيد على المائة مليون دولار لإنتاج سينمائي تعده في هوليود ولاية أمريكية، ويشمل إنتاج خمسة عشر فيلما أعدت مادتها من سفر التكوين وثمانية عشر فيلما أعدت مادتها من إنجيل لوقا.
وأما عن التبرعات التي يجود بها الأمريكان لدعم الأصولية النصرانية فمثلا تقول الإحصائيات: إنه في سنة 1982 بلغ إجمالي التبرعات نحو ستين ألف مليون دولار، وقد نشرت المجلة الدولية لأبحاث التنصير أن مجموع التبرعات الكنسية لأغراض التنصير مائة وواحد وخمسون ألف مليون دولار، بل إن الإحصائيات تقرر أن ما يتلقاه نجمان من نجوم الأصولية في أمريكا -كـ "جيل فلويل" و"باتر روبرتسون"- وحده من التبرعات أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في أمريكا: الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، حتى إن "روبرتسون" هذا أنشأ محطة تلفازية خاصة بجماعته التي تسمى "روبرتسون" الإنجيلية، وهي تغطي أكثر من ستين دولة أجنبية وتستخدم الأقمار الصناعية في البث على مدار أربع وعشرين ساعة.
ويؤكد "روبرتسون" في برامجه على عداوته للعرب ويسميهم أعداء الله، فيعتقد أنه لا مجال للعدل مع الفلسطينيين طالما أن رغبة الله هي تأسيس إسرائيل وتعيين