الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذابة الأديان والقوميات في بوتقة الماركسية، ولا عجب بعد ذلك أن نقول لنؤكد على صدق كلامنا عن الباعث اليهودي من بواعث الفلسفة الشيوعية، أولًا: أن صاحب هذا الفكر ومؤسسة هو "كارل مردخاي ماركس" وهو كما قلنا يهودي، وأن ممولي الثورة الشيوعية "إسحاق مونتمر"، و"شبشو ليفي" و"درنوشس" وكلهم من اليهود، أن صانعي الثورة الشيوعية وهم "لينين" وغيره من أعضاء مجلس الثورة، حتى سكرتارية هذا المجلس كانت يهودية وهي زوجة "لينين"، وأن الذين توارثوا هذه الدولة أيضًا كانوا من اليهود، وأن هذه الدولة وهذا المذهب الشيوعي تواصى بالإبقاء على الدين اليهودي وحده، رغم أنهم -كما قلنا- يعادون الأديان ويعتبرون أن الدين مخدر للشعوب أو أفيون الشعوب كما يقولون، ورغم أنهم حاربوا كل الأديان وشنوا حملة ساحقة على كل الأديان، إلا أنهم تواصوا بالإبقاء على الدين اليهودي وحده، وهذا يدل على الباعث اليهودي لهذه الفلسفة.
حقيقة الفكر الشيوعي
أما حقيقة الفكر الشيوعي فهو أنه سرقة علمية سطا فيها "كارل ماركس" على فكر "هيجل" و"فيورباخ" في العصر الحديث، وعلى فكر بعض فلاسفة اليونان في العصر القديم؛ ليشكل منهما توفيقًا وتلفيقًا نظرية تقوم على المادة والتناقض، ثم هي الشيوعية كما نسجها "ماركس" صارت متخلفة عن ركب العلم، تتمثل فيها الرجعية لمن يصر عليها، ذلك أن العلم لم يعد يعترف أن المادة هي ما تقع عليه الحواس كما قال بذلك "ماركس"، ومن خلال نظريات الثقب الأسود وصل العلم إلى أن ما تدركه الحواس من المواد لا يمثل إلا سبعة في المائة، أما
الباقي فهي مواد لم تدركها بعض الحواس، فماذا يضير قول "ماركس" عن المادة بمعيار العلم؟! وهل يصح بعد ذلك أن يضفي صفة العلمية على اشتراكيته؟!.
أما حديثه عن أن في كل مادة تناقضًا فإنه يفتقر كذلك للأساس العلمي؛ إذ إن الملاحظ من الاستقراء والتتبع أن ما في المواد هو التزاوج والتكامل وليس على النحو الذي نرى ونشاهد، ابتداءً من الذرة وانتهاء إلى الجرم الكبير {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يس: 40).
في المجال الاجتماعي تساقطت كذلك دعاوى الصراع بين الطبقات التي ادعاها "ماركس"، بتساقط دعاوى التناقض نفسها التي قامت عليها دعوى الصراع، وكذب التاريخ كذلك هذه الدعاوى بما أثبته من قيام مجتمعات -وعلى مدى طويل- ليس فيها الصراع بين الطبقات، وإنما بينها المودة والرحمة يتمثلها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:((كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
في المجال السياسي سقطت دعاوى ديكتاتورية "البروليتاريا" بما قام في الأنظمة الشيوعية الحاكمة من ديكتاتورية طبقية لا تمت إلى "البروليتاريا" بسبب، تعيش عيشة القياصرة أو الأكاسرة ولا يزال ذهب "الكرملين" يظلهم، وزادوا عليه أن صارت لهم شوارع خاصة لا يسير فيها غيرهم من أبناء "البروليتاريا" أو الطبقة الكادحة.
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.