الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رموز، وقد اتخذت الماسونية من مواد وأدوات بناء رموز لها، ومن ذلك رمز الزاوية والميزان والملعقة والفرجار والمنجل والمطرقة، وكذلك اتخذت بعض أعضاء جسم الإنسان كرموز منها العين والكف والصدر وغيرها.
وكذلك اتخذت بعض الأشكال الهندسية كالهرم والمثلث وغير ذلك، هذه الشعارات والرموز مدسوسة ومتغلغلة في كثير من دول العالم؛ ومنها على سبيل المثال الشعار الموجود على العملة الورقية الأمريكية من فئة الدولار الواحد، والتي تحمل شعار الماسونية متمثلًا في العين والهرم، بالإضافة إلى طلاسم بالعبرية على سفح الهرم من أعلاه إلى القاعدة، يُلاحظ بأن المنجل أو الشاقوف والسندان أو المطرقة هي أيضًا شعارات للشيوعية الحمراء وهي من الرموز المشتركة.
وكذلك للماسونية عهود يقسم بها العضو عند دخوله فيها، ويتعهد بعدم إفشاء أسرارها، وبها أيضًا بعض الطقوس المفزعة كعصب العينين واستخدام الجماجم البشرية للتخويف.
الماسونية والأديان
ونرى أن الماسونية لها شعارات معلنة لكنها في الحقيقة تخفي غير ما تبدي، فهي في شعاراتها المعلنة تدعي أنها تحترم الأديان، وتحترم أحكامها، مع أنها في الحقيقة تخفي في مبادئها عداءً سافرًا للدين، كل دين، ما عدا الدين اليهودي طبعًا.
سنبدأ بالحديث عن موقفها من الدين اليهودي ثم نتحدث عن موقفها من المسيحية وموقفها من الإسلام والأديان عمومًا.
أما موقفها من اليهودية: فكما سبق القول إن تاريخ الماسونية وطقوسها ورموزها كلها تدل على أنها بنت الفكر اليهودي وربيبته، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا منها مثلًا وجود هيكل سليمان في كل محافلهم، ووجود المذبح وهو يشبه المذبح
اليهودي؛ وغير ذلك من الدلائل الكثيرة، بل إن العضو الماسوني حين يصل إلى الدرجة الثالثة والثلاثين نجد هذا الحوار: "يُسأل على أي شيء أقسمت؟ فيجيب على التوراة، فيُسأل هل علمت بكتاب سواه؟ فيجيب نعم، هناك إنجيل وقرآن وهذان لشرذمة خارجة عن الإيمان والبشرية آمنت بالمسيح ومحمد العدوين اللدودين لعقيدتنا، فيُسأل هل تؤمن بهما؟ فيجيب كلا أؤمن بالتوراة فق ط الكتاب الصحيح الذي أنزل على موسى
…
" إلى آخر هذه الأسئلة والأجوبة التي تجعل العضو الماسوني يتبرأ مما سوى العقيدة الماسونية.
أما موقف الماسونية من المسيحية فيتلخص في كلمة واحدة؛ وهي أن الماسونية ترى المسيح عليه السلام نبي شرذمة خارج عن الإيمان، وأنه يستحق اللعن، وأن ما جاء به باطل وأضاليل، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (الكهف: 5).
أما موقفهم من الإسلام فهم يزعمون أن محمدًا - صلوات الله وسلامه عليه - نبي مزعوم وأنه لم يأتِ بجديد، وأن القرآن الكريم فرع من التوراة، وأن هذا النبي يتزعم شرذمة من أعداء الإيمان والبشرية.
يقول أحد رجالهم: إننا إذا سمحنا ليهودي أو مسلم أو كاثوليكي أو بروتستانتي بالدخول إلى أحد هياكل الماسونية؛ فإنما ذلك يتم بشرط أن الداخل يتجرد من أضاليله السابقة، ويجحد خرافاته، وتقول النشرة الماسونية الألمانية الصادرة في سنة 1866: ليس فقط يجب على الفرماسون ألا يكترثوا للأديان المختلفة، ولكن يقتضي عليهم أيضًا أن يقيموا نفوسهم فوق كل اعتقاد بالإله أيًّا كان.
نخرج مما سبق بأن الماسونية لا تهتم بالأديان جملة، ولا تعيرها أدنى التفات، لكن يأتي هنا سؤال وهو كيف نوفق بين أقوالهم هذه وبين ما نجده في بعض نشراتهم التي يعلنوها للناس، من تكرار لفظ الإله وترديده في قسمهم؟
وللإجابة على هذا السؤال ننظر إلى نشراتهم السرية التي لا يطلع عليها إلا الخاصة منهم، منها مثلًا ما تقوله اللائحة النهائية للمجمع الرسمي للماسونية الهولندية، يقولون: ليست الماسونية سوى نكران جوهر الدين، وإن قال الماسون بوجود الإله فإنهم يريدون به الطبيعة وقواها المادية، أو جعل الإله والإنسان واحدًا، يقولون أيضًا: والإنسان من جنس الله، وروح الإنسان من روح الله، والروح غير منقسم، فنحن البشر نؤلف الكل الذي يقوم به الكائن الأعظم، وكل شيء يرجع إلى هذا الوحي، نحن الله، وتعالى الله عما يصفون.
إذًا فالماسونية تتفق في الإلحاد، بل إن هناك بعض المحافل تدين بالولاء للشيطان، وتتخذه إله ًا، فهذه إحدى جرائدهم تقول:"إبليس هو رئيسنا" هكذا بصراحة، بل يصرح أحد كهنتهم بأن الحقيقة الفلسفية الخالصة هي أن الله والشيطان متساويان، ولكن الله هو إله النور والخير، وهو الذي ما زال يكافح منذ الأزل ضد إله الظلام والشر.
أما عن موقف الماسونية من المرأة فنجد أن الماسونية تهتم بالمرأة وتعلي من قيمتها، لكن لا يغرنكم هذا الاهتمام؛ لأنه ليس اهتمامًا بالمرأة لأنها زوجة أو لأنها أم أو لأنها أخت أو لأنها شريكة، ولكن اهتمام بالمرأة؛ لأنها في نظرهم تحقق الكثير من أهداف الماسونية الهدامة، فالمرأة عند الماسونية سلاح قوي يقنع الرجال ويلوي أعناقهم ويلغي عقولهم.
ومن هنا كان اهتمام الماسونية بالمرأة أو بالجنس على وجه التحديد، فقد أقامت الماسونية معابد للجنس ومهدت لطالب الجنس، بل إن المتصفح لتوراة اليهود المحرفة يجد أن الجنس هو الطابع المسيطر عليها، وهو الذي يشغل الكثير من صفحاتها، ويعجب المرء من دعوتهم العريضة واتهامهم الأنبياء بجرائم، فعندهم مثلًا داود عليه السلام يسطو على زوجة ابنه، وعندهم أن سليمان عليه السلام يقتل قائده
ليظفر بزوجته الجميلة، وأن لوطًا عليه السلام يضاجع ابنتيه
…
إلى آخر هذه الأكاذيب والخرافات التي يعف اللسان عن ذكرها، والتي يتسامى عنها أنبياء الله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
بل إننا نجد في هذا العصر الحديث أن الماسونية هم من أوائل من روج لأفكار الفساد، وهم أول من دعا إلى الإباحية، وهم أول من طالب بإشاعة الرجس والفاحشة، ومنهم على سبيل المثال أحد هؤلاء الماسون وهو اليهودي "ليون بلوم" الذي خطط مع مجموعة من الماسون للثورة الفرنسية، وعندما نجح مسعاه طالبوا بفصل الدين عن الدولة، وعملوا على نشر الإباحية في فرنسا، ودعوا إلى إخراج النساء من بيوتهن، بل وأخرجوهن فعلًا، وهذا الرجل له كتاب، هذا الرجل " ليون بلوم " له كتاب يُسمى "الزواج" يعد من أقذر كتب الجنس والدعوة إليه، وقد دعا " بلوم " في هذا الكتاب إلى:
أولًا: دعوة الشباب والفتيات إلى الرذيلة.
ثانيًا: مطالبة الشباب بتعجيل قضاء رغباتهم الجنسية بمجرد الإحساس.
ثالثًا: دعا إلى التهوين من الأخلاق والقيم والمثل، ودعا إلى السخرية من الأديان والرسل، كما دعا إلى تحطيم رباط الأسرة والزواج وتنفير النساء من الحمل والولادة إلى آخر هذه الشناعات والبشاعات في الحديث عن الجنس.
وهكذا نجد أن الماسونية حين تهتم بالمرأة لا تهتم بها إعلاءً لقيمتها، ولكنها تهتم بها؛ لأنها تعتبر أن المرأة هي من أعظم وسائل تحقيق أهداف الماسونية الهدامة، وتهتم بالمرأة وتهتم بالجنس وتدعو إلى إشاعة الفاحشة وإشاعة الحرية والاختلاط بين الجنسين، وهذا سنجده مفصلًا عند الحديث عن أثر هذه الأفكار الماسونية في بلاد الغرب، وعند الحديث عن أثر هذه الأفكار الماسونية في بلاد المسلمين من إشاعة للاختلاط وإشاعة للفاحشة وإشاعة للجنس ودعوة إليه.
وصلَّ اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.