الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعًا: ومن آثارها أيضًا الدعوة إلى تحرر المرأة من قيود الدين والفضيلة، وللمثال على ذلك نجد هذا النداء الذي وجهه المحفل الماسوني الوطني المصري الأكبر إلى أهل فلسطين في ثورتهم عام 1936، يقول النداء: يا أهل فلسطين تذكروا أن اليهود هم إخوتكم وأبناء عمومتكم قد ركبوا متن الغربة فأفلحوا ونجحوا، ثم هم اليوم يطمعون في الرجوع إليكم لفائدة وعظمة الوطن المشترك العام بما أحرزوه من مال وما كسبوه من خير وعرفان، إن العربية والعبرية غصنان من شجرة إبراهيم أبوهما إسحاق وإسماعيل؛ ف متى وضع أحدهما يده في يد الآخر انتفعا جميعًا بما لديهما من الوسائل المختلفة، وكان في تعاونهما تمام الخير وكمال البركة.
مبادئ الماسونية المعلنة والخفية
ونحسب أننا قد ظهر لنا بعض المبادئ التي يعلنها الماسونيون وبعض المخفي منها، فلهم مبادئ معلنة وأخرى خفية:
أما المبادئ المعلنة في شعارات براقة لخداع الناس وتزيين الباطل واصطياد العميان للدخول في زمرتهم، ومن هذه المبادئ المعلنة:
أولًا: إنهم يدعون إلى الإيمان بالله تعالى إيمانًا مطلقًا لا يحده حد ولا تشوبه شائبة، ونقرأ في بعض وصاياهم فرض على الأخ حب الله والكنيسة المقدسة وسيده الذي يصحبه، ولي حفظ المبادئ الثلاثة كما يحفظ حياته، ولا يخطو خطوة دون رأي سيده الذي يجب أن ي تبعه في المقاصد النبيلة، ولا يكشف أمره ولا يبح بسره لأحد، ولا يحد قيد شعرة عما يأمر به المحفل في جميع الأحوال، ومهما كان الأمر وحيثما ذهب.
ثانيًا: من مبادئهم المعلنة أنهم يقولون: إنهم يحترمون الأديان، ويصرحون لهذا في كل مناسبة، إنهم يحترمون الأديان كل الأديان، وفي جلسة قبول المبتدئ يقول الرئيس له: اعلم أيها الطالب أنه لا يوجد في الماسونية ما يخالف شرائع البلاد والتعاليم الدينية، ولا يُقبل في الماسونية إلا من كان محبًّا ومخلصًا لوطنه، ومن أبناء المذاهب التي تقر بوجود الله وتعمل بوصاياه.
ثالثًا: أنهم يقولون ويدعون أنهم يحترمون الأخلاق والفضيلة، وهم يقولون: إن الماسونية مؤسسة إنسانية لا تدعو إلا إلى الأخلاق والفضائل، وشعارها -كما يقولون- الحرية والإخاء والمساواة.
رابعًا: أنهم يقولون: إن الماسونية لا تعمل في السياسة، ولا تتدخل في الحقل السياسي، وإ ن الماسونية تحترم السلطة الحاكمة مهما كان نوعها، وتخضع لكل ما تأمر به، فهم يقولون: نحن نحترم كل سلطة تأسست بطريقة شرعية، ونخضع لها بارتياح سواء كانت ماسونية أم مدنية، وهم يقولون: إن الأنظمة الماسونية تحذر من الخوض بالحديث حول الأوضاع العسكرية أو الأوضاع السياسية، وتنذر من يخوض في ذلك بالطرد من العشيرة، وقد جاء في (مع ج م الماسونية والماسونيين) ما يلي: تمنع في المحافل المناقشات السياسية والدينية.
هذه هي مبادئهم المعلنة وهي -كما نرى- خداع في خداع، يخدعون بها البسطاء والعميان.
أما مبادئهم الخفية الحقيقية فهي أيضًا كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال:
أولًا: الإيمان بالشيطان، نعم هم يؤمنون بالشيطان، ويعلنون هذا في وثائقهم؛ ففي كلمة للأستاذ الأكبر كما يسمونه لأحد المحافل يقول:"نحن الماسونيين ننتسب إلى أسرة كبيرة هي أسرة كبير الأبالسة " لوسيفر "، فصليبنا هو المثلث وهيكلنا هو المحفل".
وفي رسالة وجهها الجنرال " بايك " إلى رؤساء المحافل نقرأ هذا النص: "يجب علينا نحن الماسون أن نقول للجماهير: إ ننا نؤمن بالله ونعبده، ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات، ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلى مراتب الاطلاع العليا أن نحتفظ بنقاء العقائد الشيطانية ".
لقد سجل (معجم الماسونية الماسونيين) وجود مجموعات ماسونية بعضها ينكر وجود الله تعالى، وبعضها يعترف بوجود الله تعالى ولكنه ينكر كل الأحكام الخلقية، وبعضهم يرى أن الإله الحقيقي هو المادة أو الطبيعة، بل إن أحد الماسونيين العرب يصرح بقوله:"لم يبقَ أحد يؤمن بالله وخلود النفس إلا البلهاء والحمقى".
نحب أن نذكر هنا أن البعض ممن يخدعه القسم الذي يقسمه الماسون باسم مهندسي الكون الأعظم فيعتقد أنهم يقصدون به اسم الله جل جلاله، والحق أن الماسونية لا تريد به ذلك، بل إن الكون الأعظم عندهم هو القوة الخفية، وأما المهندس فهو " أدونيرم " الرئيس الرابع لتلك القوة الخفية.
المبدأ الثاني من مبادئ الماسونية الخفية: فهو: محاربة الأديان، ف ما دامت الماسونية قد جحدت وجود الله سبحانه، واتخذت الشيطان أو المادة أو العدم آله تعبدها من دون الله جل جلاله؛ فإن موقفها من الدين الذي نزل من السماء هو موقف العدو المحارب ولا شك، ف هم يقولون في دستورهم: ليست الماسونية دينًا، ولا ترضى بأن تدخل الشرائع الدينية في صلب قوانينها، وتخشى من انقسام أعضا ئ ها على أنفسهم حين تدخل الشرائع الدينية بينهم، الأمر الذي يخالف تقاليد العشرية الماسونية ويناقض دستورها، في نشرة من نشرات الماسونية يقولون: نحن الماسون لا يمكننا التوقف عن الحرب بيننا وبين الأديان، ولا مناص من ظفرنا
أو ظفرها، ولن نرتاح إلا بعد أن نغلق المعابد جميعًا، يقول أحد الماسون العرب: كل اعتقاد ديني هو ضعف في عقل الإنسان، ويقول آخر: والماسونية لا تتبع الطريقة الدينية ولا تتمذهب بمذهب معين، فأقل ما يُقال في أي مذهب أو أي دين: إ نه نتيجة للتفكير البشري المحترم في حد ذاته، ويقول ثالث: إن الماسونية دين له خطوطه الواضحة وإن تركت لأبنا ئ ها أديانهم مؤقتًا، ومما يدل على ذلك أنهم يضعون في محافلهم الزاوية فوق القرآن.
أما ثالث مبادئهم الخفية الحقيقة: فهو أنه لا أخلاق، وكل شيء عندهم يدل على ضياع القيم والأخلاق والفضائل، بل ويفضح كذب دعواهم بالمناداة بالحرية والإخاء والمساواة: ف هم لا يعرفون المساواة ويدل على ذلك أنهم درجات متفاوتة، لا يعرف ما يدور في الدرجة الأعلى من كان في الدرجة الأدنى حتى ولا يستطيع أن يفهم لغة مخاطباتها، ولا يعرفون المساواة وهم لا يقبلون السود في عضوية محافلهم، بل إن الماسونية تقطع صلة الماسوني بأقرب الناس إليه، تقطع صلته بالقيم الخلقية، وهذا أحد الماسونية ينفي عن الماسونية أنها جمعية خيرية، فيقول: إن الماسونية ليست جمعية خيرية، والبناءون الأحرار يقومون في الواقع بأعمال خيرية متسعة النطاق مختلفة الأغراض عديدة الوسائل، وذلك للتغطية على الأهداف التي تسعى اليهودية العالمية لتحقيقها، وذلك وأكرر للتغطية على الأهداف التي تسعى اليهودية العالمية لتحقيقها، فليس الغرض هو فعل الخير، وليس الغرض هو خدمة الناس، ولكن الغرض هو تحقيق الأهداف.
وكذلك تعمل الماسونية على نشر الإباحية والانحلال، وآمال الماسونيين في الناحية الخلقية من حياة الناس قائمة على إيجاد أمة من الناس أحرار بمفهوم الحرية الذي يزعمونه وهو ألا يشعر هؤلاء الناس الأحرار في زعمهم بالخجل