الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس عشر
(الأحباش والبلاليون)
التعريف بفرقة الأحباش، تأسيسها وأبرز الشخصيات فيها
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
أما بعد:
الأحباش والبلاليون:
والأحباش طائفة تنسب إلى شخص يسمى عبد الله الحبشي، وقد ظهرت حديثًا في دولة لبنان، مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من جهل وفقر.
تأسيسها وأبرز الشخصيات فيها: فنبدأ بالحديث عن مؤسسها، وهو عبد الله الهراري الحبشي: وهو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسبًا، الهراري موطنًا نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، وفيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية، ودرس في باديتها اللغة العربية، كما درس الفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري، والشيخ محمد يونس جامع الفنون، ثم ارتحل إلى منطقة جمة، وبها درس على الشيخ الشريف، ثم ارتحل إلى منطقة داوئ من مناطق أرمو ودرس (صحيح البخاري) وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير، ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داوئ فالتقى بالشيخ مفتي السراج تلميذ الشيخ يوسف النبهاني، صاحب كتاب (شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق)، ودرس على يديه الحديث، ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية، ثم أتى إلى سوريا، ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في إفريقيا عام 1969 ميلادية.
وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950 بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين؛ إذ تعاون مع حاكم إندراجي صهرو هيلاسلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر، سنة ألف وثلاثمائة وسبعة وستين هجرية، الموافق سنة 1948 فيما عُرف بفتنة بلازكلب، فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن
ثلاثًا وعشرين سنة مع النفي، وقضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها، وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع نظام هيلاسلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه، وإذلالهم حتى فر الكثيرون منهم إلى مصر وإلى السعودية، ومنذ أن أتى إلى لبنان وهو يعمل على نشر عقيدته، والترويج لمذهبه، وسب الصحابة واتهامه لأم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى كثير من الفتاوى الشاذة.
وقد نجح الحبشي مؤخرًا في تخريج مجموعات كبيرة من أتباعه الذين لا يرون مسلمًا إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم، وهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية، ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان، ومن أتباعه نزار الحلبي وهو خليفة الحبشي، ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية، ويطلقون عليه لقب سماحة الشيخ؛ إذ يعدونه لمنصب دار الفتوى، إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق: لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي، وقد قتل مؤخرًا. ولديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي، ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على ألف وسبعمائة صوت معظمهم من النصارى، إذ وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية، لكن لم يكتب له النجاح.
ومن الشخصيات أيضًا حسان قرقريا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوتي وغيرهم، وهؤلاء هم الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل: المؤسسة الثقافية للخدمات، ومركز الأبحاث والخدمات، وقد بدءوا أخيرًا في تحقيق كتب التراث تحقيقًا يحيلون على أسماء غريبة لا يعرفها حتى طلبة العلم، فمثلًا يقولون: قال الحافظ العبدري في دليله، فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل: الحافظ ابن حجر أو النووي؛ وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه (الدليل القويم) مثلًا.