الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وورد في محافل نانس بفرنسا ما يلي:
"إذا كوَّن الماسونيون جمعية بالاشتراك مع غيرهم فعليهم ألا يدعوا أمرها بيد غيرهم، ويجب أن يكون رجال الإدارة في مراكزها بأيد ماسونية، كما يجب أن تسير بوحي من مبادئها".
تعتبر نوادي الروتاري هي الأكثر شعبية، وهي الأقوى نشاطًا حينما تضعف الحركة الماسونية أو تخمد، ذلك لأن الماسونية تنقل نشاطها إلى أندية الروتاري حتى تزول تلك الضغوط فتعود إلى حالتها الأولى.
تتزاور هذه النوادي فيما بينها، وفي بعض المدن يوجد مجلس لرؤساء النوادي من أجل التنسيق بينها.
الجذور الفكرية والعقائدية لمنظمة الروتاري، وطريقة دخول العضو الجديد فيها، وشعارها
الجذور الفكرية والعقائدية لمنظمة الروتاري:
ونبدأ بالتشابه الكبير بين الماسونية وبين الروتاري في مسألة الدين والوطن، وفي اعتماد كليهما على مبدأ الاختيار، فالعضو لا يمكنه أن يتقدم بنفسه للانتساب، ولكن ينتظر حتى تُرسل إليه بطاقة دعوة للعضوية، وعندهم أيضًا أن القيم والروح التي يُصبغ بها الفرد واحدة في الماسونية وفي الروتاري مثل فكرة المساواة وفكرة الإخاء وفكرة التعاون العالمي، وهذه الروح الخطيرة تهدف إلى إذابة الفوارق بين الأمم كما تهدف إلى تفتيت جميع أنواع الولاءات حتى يصبح الناس أفرادًا ضائعين تائهين، ولا تبقى قوة متمسكة إلا اليهود الذين يريدون السيطرة على العالم.
أيضًا إن الروتاري وما يماثله من النوادي يعملون في نطاق المخططات اليهودية؛ وذلك من خلال سيطرة الماسون عليها، والماسون -كما نعلم- مرتبطون باليهودية العالمية نظريًّا وعمليًّا، ورصيد هذه المنظمات ونشاطاتها يعود على اليهود أولًا وآخرًا، لكن الماسونية تختلف عن الروتاري؛ لأن قيادة الماسونية ورأسها مجهولان، على عكس الروتاري الذي يمكن معرفة أصوله ومؤسسيه، ولكن لا يجوز تأسيس أي فرع للروتاري إلا بتوثيق من رئاسة المنظمة الدولية وتحت إشراف مكتب سابق.
وتتظاهر أندية الروتاري بأنها تعمل في العمل الإنساني، وذلك من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف، كما تتظاهر أندية الروتاري بأنها تحصر نشاطها في المسائل الاجتماعية والثقافية، وتحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدوري والمحاضرات والندوات التي تدعو إلى التقارب بين الأديان وإلغاء الاختلافات الدينية، هذا هو الهدف المعلن، أما الهدف الحقيقي والغرض الحقيقي فهو أن يمتزج اليهود بالشعوب الأخرى باسم الود والإخاء، وعن طريق ذلك يصلون إلى جمع معلومات تساعدهم في تحقيق أغراضهم الاقتصادية والسياسية، كما تساعدهم على نشر عادات معينة تعين على التفسخ الاجتماعي، ويتأكد هذا إذا علمنا بأن عضوية أندية الروتاري لا تُمنح إلا للشخصيات البارزة والمهمة في المجتمع.
طريقة انتشار هذا الفكر الروتاري وطريقة دخول العضو الجديد فيه:
للروتاريين طريقتهم في إدخال العضو الجديد في ناديهم ولعل أحسن من يعبر عن ذلك أحد هؤلاء الذين دخل معهم وعرفهم عن كثب وبين ذلك بعد أن تركهم وتاب عن دخوله، وقد حكى ذلك فقال: " تلقيت التهاني من كثير من
الأصدقاء؛ لأنني أصبحت عضوًا في نادي الروتاري، وكل واحد كان يضغط علي بطريقة معينة وبعضهم لم يكتفي بالضغط على اليد إنما كان يضربني على كتفي أو يقرصني كما تفعل الفتيات عند زفاف زميلة لهن حسدًا، ومن الطبيعي جدًّا أن أتظاهر بالسعادة كالعروس أو كالعريس، ولذلك كنت أرد التحية بأحسن منها، وأضغط على اليد وأضرب على الكتف وأهز رأسي بمعنى خاص كأنني أقول: إن شاء الله أشوفكم جميعًا أعضاء في الروتاري، ونحن السابقون وأنتم اللاحقون ".
ويكمل " ونسيت أن أقول: إن انعقاد الروتاري كان في فندق هيلتون، قد أُخبر سابقًا أن الأسعار في هذا الفندق من نار، كانت الجلسة الواحدة تستغرق أحيانًا ثلاث ساعات أكل وشرب وضحك ولهو فقط، إلى أن قال: لا أعرف ما الذي يمكن أن يراه أو يعرفه أو يستفيده إنسان من بقا ئ هـ ثلاث ساعات جالسًا آكلًا شاربًا قاعدًا مبتسمًا محشورًا محبوسًا كالثور الأسباني لا يكاد يرى العالم الصغير في يد رئيس النادي حتى يهب واقفًا مصفقًا دون سبب ودون مناسبة، وبعض مواقف شخصية ساخرة حصلت من النادي، أخبر هذا الرجل عن استقبال هذه النوادي لأعضائها من هنا وهناك على الموائد الفاخرة وفي الفنادق الفاخرة دون أن يرى لهم أي عمل قدموه أو خدمة ذكروها غير هذا الحضور المتكرر، وما أكثر ما تُرمى الشوك والسكاكين أثناء الأكل حينما يُذكر أن السيد فلان وصل من اليابان، وأنه ينقل إلى الحاضرين تحيات الأصدقاء الزملاء هناك، وبعد قليل يعلو التصفيق لحضور السيد فلان الآتي من الهند والسيد فلان وهكذا تستمر الجلسة أكل وشرب واستقبالات وتصفيق ولهو، وأخيرًا ضقت ذرعًا بهذا الحال وقلت لنفسي: ما الذي استفدته من هذا النادي غير اللهو والأكل، فقررت أن
حضوري إنما هو مضيعة للوقت فتركتهم وشأنهم
…
" إلى آخر ما يحكي هذا العضو.
قد تبين من كلامه أن نوادي الروتاري إنما هي للهو ومضيعة للوقت، وأنها ليست على شيء، بل هي هزل وليس بجد، وما يظهر في هذا المقام أن هذه الأموال الكثيرة التي لا حصر لها وهي تنفق وفي أماكن من أرقى الأماكن وحشود من مختلف طبقات الناس لا يُعقل أن القائمين على هذه الأندية يصرفونها وينفقونها عبثًا دون فائدة غير تقديم هذه الخدمات المجانية لأصحاب تلك النوادي، لكن الذي يظهر أن هؤلاء ينفقون هذه الأموال في تلك الجلسات وفي أفخم القصور لبعض المكاسب نذكر منها:
أولًا: ضمان ولاء الأعضاء له، فقد قال أحد السلف:" ما وضعت يدي في قصعة أحد إلا وشعرت بالذل له "، والأعضاء الروتاريون في الأغلب من الطبقات المشهورة ومن أصحاب السلطة والجاه.
ثانيًا: أن يتأكد الماسونيون من انسلاخ أعضاء الروتاري من دينهم وأوطانهم وحيائهم، بل وإغراقهم في اللهو والعبث، ومن وصل إلى هذا الحد فلا يُرتجى منه خير، لا يُرتجى منه تحرير أرض دنسها اليهود، وليس عنده أدنى أسف على ذهاب القدس أو حتى على الإسلام برمته.
ثالثًا: إقامة الدعاية على أكتاف الأعضاء لكل ما تريده الماسونية اليهودية من أفكار وآراء؛ فإن وجود التاجر والصحفي والمدرس والموظف ضمن نفوذهم مكسب كبير وأي مكسب، ومن آمنت جانبه هان عليك الاحتراس منه، وحين ما يصرح العضو الروتاري بملء فيه: لا دين ولا وطن ولا تفرقة بين الشعوب،
وأن هذا الدين الجديد هو القيم الروتارية وهو الإنسانية التي تفسرها كما يحلو لمريدها أليس هذا مكسب وصل إليه هؤلاء الأعضاء أصحاب هذه النوادي؟!.
ولا ننسى قصة الرجلين اللذيْن طلب منهما المشركون تقديم أي شيء لأصنامهم، فأبى أحدهم أن يقرب ولو ذبابًا فقتلوه، ورضي الآخر وقرب ذبابًا فأثن وا عليه وتركوه ينطلق معززًا مكرمًا من قبلهم، لماذا؟ لأنهم ينظرون إلى كسب ولاء الشخص وخضوعه لهم ورضاه بعملهم أكثر مما ينظرون إلى المكاسب الأخرى المادية، وهكذا الحال بالنسبة للقائمين على تلك النوادي الذين يكسبون تصفيق أولئك الفئات، وترديد أفكارهم والوقوف إلى جانبهم في كل القضايا، وأهم هذه القضايا عدم إيذاء اليهود بأدنى أذى، وضم أصواتهم إليهم فضلًا عن المكاسب الأخرى ذات الأثر الفعال في سلوك الأعضاء وولاءاتهم.
شعار الروتاري:
قد سبق أن الروتاريون يتخذون من العجلة المسننة شعارًا لهم، عجلة مسننة على شكل ترس في وسطها ثقب فيه ستة قطبان يعلوها أربعة وعشرون سنًا باللونين الذهبي والأزرق، وفي داخل محيط هذه العجلة المسننة تتحد ست نقاط وهمية بتوصيلها تظهر صورة النجمة السداسية تحتضنها -كما قلنا- كلمتي روتاري وعالمي، مكتوبتين بخط واحد داخل سمك المحيط.
كما أن الروتاريين يستخدمون شعارات أخرى كالسنبلة والكفين المتصافحين والعين الواحدة والأذن الواحدة والناقوس والمطرقة والفانوس المقطوع بالسيف.