الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيهقي: وإنما توقف الشافعي في ثبوته؛ لأن مداره على عبد الله بن سلِمة الكوفي، وكان قد كبِر وأنكِر من حديثه وعقله بعضُ النكْرة؛ وإنما روى هذا الحديث بعد ما كبر، قاله شعبة».
ثم إنه قد صح ما يعارضه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.
رواه مسلم وأبو عوانة في «صحيحيهما» والمصنف وغيرهم؛ وهو في الكتاب الآخر «رقم 14» فهو- بعمومه- يشمل ما نفاه حديث الباب.
نعم، الأفضل ألا يذكر ولا يقرأ القران إلا على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:«إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر» .
وهو حديث صحيح، فانظره في الكتاب الآخر «رقم 13» .
(ضعيف سنن أبي داود 9/ 85)
إذا كان الرجل جنباً هل يجوز له أن يقرأ القرآن أو يذكر الله
؟
السائل: [إذا كان الرجل جنباً هل يجوز له أن يقرأ القرآن] أو يذكر الله؟
الشيخ: .. قبل ما أقول لك بيجوز أو ما بيجوز، من أسلوب العلم توضيح الكلمات، إذا كنت تعني في سؤالك: هل يجوز؟ بمعنى العكس يحرم فهذا له جواب، وإذا كنت تعني بقولك: هل يجوز؟ يعني ما هو الأفضل أن يقرأ القرآن على طهارة أو على جنابة، كما أن هذا الشطر الثاني من السؤال ما فيه داعي له لأن كل الناس بيعرفوا أن قراءة القرآن على طهارة كاملة هو الأفضل بلا شك ولا ريب. إذاً: قبل ما أجاوبك بَدِّي آخذ منك جواب، إذا أنت تعني بقولك: هل يجوز يعني
هل يحرم؟ فالجواب: لا يحرم قراءة القرآن للجنب، لأن تحريم شيءٍ ما حرمه الله ولا رسوله حرام، ليه؟ نحن نُحَرِّم ونُحَلِّل من عندنا، قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا
لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ} [الشُّورى: 21].
لا، نحن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كان لا يوجد نص في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن كتاب الله بتحريم قراءة القرآن على الجنب.
فمن ذا الذي يتجرأ أن يُحَرِّم ما لم يحرمه الله، وهذه من طبيعة النصارى، قال تعالى [قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ] [التوبة: 29] هم بيجيبوا من عندهم، لذلك اليوم البابا بيجب لهم أحكام جديدة، لأن عندهم في الإنجيل أن بطرس قال لهم: ما تعقده في الأرض، الله قال له -زعموا-: ما تعقده في الأرض يا بطرس يكون معقوداً في السماء، ولذلك دين النصارى كل يوم دين شكل على كيفهم، لكن نحن نقول: يُكره قراءة القرآن على الجُنُب كراهةً، التحريم ممنوع لأنه ما فيه نص، قد تقول أين النص في الكراهة؟ بنقول لك: لبيك، نأتيك بالنص على الفور.
هناك حديث في «سنن أبي داود» بالسند الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى حاجته، ثم مر به رجل فقال: السلام عليك يا رسول الله، فابتدر الرسول الجدار وتَيَمَّم وقال:«وعليك السلام، إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهْرٍ» .
أنتم ممكن تتساءلوا، وين كره أن يُذكر الله، السلام المؤمن المهيمن، هذا اسم من أسماء الله في القرآن الكريم.
وقد أكد ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم في سنته حيث قال «السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم» فإذا عرفتم هذه الحقيقة، وتبين لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كره أن يقول السلام عليكم إلا على طهارة، فماذا نقول بالنسبة للقرآن أليس هذا أولى وأولى، لا شك ولا ريب في ذلك.
لكن الشدة لا تأتي بخير، أنت بِدَّك تحترم القرآن كلام الله، مجال الاحترام مفتوح، أبوابه على مصراعيه، لكن إياك والتنطع في الدين، لأن النبي الكريم قال:«هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون» ، فبحسبك أن تقول للناس: يا جماعة كلام الله عز وجل ينبغي أن يُكَرَّم، وأن يعظم كما قال تعالى في القرآن الكريم:
{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ} [الحج: 32].
إذاً: لما نقول يكره ولا نقول يحرم أو لا يجوز، زيادة على هذا نقول تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه، إذا ليش احنا بنقول عكس ما قالت السيدة عائشة عن نبيها ونبي الجميع، وأنا بأكد أنه لا يستطيع إنسان أن يلتزم القول بالتحريم مهما كان متعصباً للقول بالتحريم.
الآن: نسمع أن كثيراً من المُدَرِّسات في مدارس البنات بيتحرجوا لما بيجي درس القرآن، بيتحرجوا من تعليم البنات القرآن، ليش؟ لأنها بتكون حائض، بلغكم هذا الشيء، أو لا؟ وبالعكس بتكون بنت بالغة وراشدة بتقول المعلمة لواحدة حظها ونصيبها سَمِّعينا يابنت، تفهم هي شو قصتها؟ قصتها أنها حائض، شو بها الحائض، مُحَرَّم عليها تقرأ القرآن.
يا جماعة: الحائض هون كنا نتكلم عن الجنب، والآن بنحكي عن الحائض، الجنب نقدر نقول له تطهر.
ونقدر نقول له: إنك أنت بيكون إذا عشت جُنُباً كالجيفة عند الله لا تقربها الملائكة، ليش؟ لأنه باستطاعته أن يتطهر، لكن الحائض ماذا نفعل بها؟ الحائض لو تطهرت بمياه البحار كلها ما بتطهر، بتبقى حائض، وتجري عليها أحكام الحيض لا بتصلي، ولا بتصوم، ولا بيجامعها زوجها، ولا أيَّ شيء ولو اغتسلت -يعني- .. ما بيفيدها شيء إطلاقاً.
طيب، هذه ماذا نفعل بها؟ نُحَرِّم عليها تلاوة القرآن خمسة أيام، سبعة أيام، عشرة أيام، لأنه فيه قول قاله بعض الناس، لكن هذا القول يحتاج إلى دعم، ويحتاج إلى سند من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا وجود له إطلاقاً، بل عرفتم -آنفاً- أن السيدة عائشة تقول عن زوجها، وهي أعرف الناس به:«كان يذكر الله على كل أحواله» يذكر الله في اللغة الشرعية، غير لغتك أنت يا شيخ، لما ذكرت -آنفاً- أو يذكر الله أنك تقصد غير القرآن، أما اللغة الشرعية بيدخل فيها أول ما يدخل القرآن الكريم، لأن الله يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] أي القرآن الكريم، السيدة عائشة لما بتتكلم بلغة نبيها وزوجها: يذكر الله، يعني كل الذكر بدون التفصيل اللَي احنا حكيناه مع بعضنا -آنفاً- وهذا معقول جداً، الآن بأذكر لكم شيئاً فيه أدب في الإسلام، أن المسلم ما ينام جنباً بل يغتسل، وهنا فيه ثلاث مراتب:
الأفضل يغتسل، والله فيني برد وكسلان، وما أدري إيش؛ بيتوضأ وهي المرتبة الثانية، المرتبة الثالثة والأخيرة بيتيمّم، شاف إنه يرفع يخفف شيئاً من جنابته، هذا حكم شرعي، الغسل ثم الوضوء ثم التيمم، لكن هل يحرم أن ينام جنباً؟ نقول لا، ليه؟ لأن الرسول عليه السلام كان أحياناً ينام ولا يغتسل إلا في الصبح، حتى في رمضان، كان يغتسل قبل الصبح بقليل.
إذاً؛ هنا يرد البيان الذي له علاقة ببعض المسائل.
طيب، الرسول لما بيكون جنب وبينام جنباً ما بيقرأ القرآن؟ كان عليه السلام لا ينام إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك، وحَضّنا نحن أن نقرأ آية الكرسي، وقال:«من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة فقد كفتاه» ، والشيء الكثير والكثير جداً من تلاوة المعوذات، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس.
فإذا كان واحد جنب بنحَرِّم عليه يقرأ هذه الأوراد، وهي ورد كل ليلة عند الاضطجاع، ونقول يا جماعة: لا تُشَدِّدوا فَيُشِّدد الله عليكم، الله شدد على النصارى لأنه ابتدعوا رهبانية {ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِم} الشاهد: إذا أخذنا الإسلام بمجموعه، بنشوف أنه لا يمكن لمسلم أن يُطَبق حكم حرام على جنب، حرام على الحائض أن يقرؤوا القرآن، لا.
بالنسبة للجنب، ذكرنا أن الأفضل أن يكون على طهارة كاملة، حتى لو ما بِدّه يقرأ شيء الأفضل أن يكون على طهارة كاملة، فإذا كان بده يقرأ هذا أولى وأولى، لكن نرجع للحائض، ماذا نفعل مع الحائض، نُحَرِّم عليها.
إذاً: ليس فقط أنه تتدبر القرآن، وتقرأه في أثناء النهار، في أثناء فراغها، تُنَوِّر شويه عن ظلمة قلبها، على الأقل لما تنام، ما نقول لها لا تقرئي آية الكرسي، وأنتم
تعرفون أن آية الكرسي من يقرأها في تلك الليلة كان في حرز من الشيطان، ومن عجائب ما وقع في أول عهد النبوة والرسالة، أنه هذه نصيحة الشيطان، اللِّي قال فيه الرسول «صدقك وهو كذوب» تعرفون هذا الحديث؟ .
إذاً: هذه المرأة اللِّي بِدّها تضع رأسها وتنام، هيك صُم بُكم، ما تقرأ شيئاً من آيات الله اللِّي بتتحصن بها، لا يا أخي تقرأ، وكذلك لها أن تدخل مسجد، وتسمع الموعظة والدرس، كمان هذا مربوط بهذا، لكن كمان المرأة بتكون جنب مثل الرجل، بتكون طاهر لكن جنب، يقال لها ما قيل للرجل: إنه تَطَهَّري أحسن لكِ وأشرف لكِ وأثوب لكِ .. إلى آخره.
لكن لما بتكون في حالة الحيض ما نستطيع أن نقول لها تطهري، لأن الله عز وجل ما أمرها أن تتطهر، وأنتم تعرفون أنه يحرم عليها الصلاة، ويحرم عليها الصيام، من أين أخذنا تحريم الصلاة والصيام؟ من عندنا، لا، من شريعتنا كتاب وسنة.
طيب يا جماعة، هذا الصلاة وهذا الصيام حرام عليها من أين، حائض ، طيب، من يجب لنا أنه حرام عليها تدخل المسجد، حرام عليها تقرأ القرآن، وأين النص اللِّي بيحرم عليها شيئاً مثلما حَرَّم عليها الصلاة والصيام، ثم شوفوا الفرق، أمرها بقضاء الصيام، ولم يأمرها بقضاء الصلاة، فالقضية مش من عقلنا نحن وهوانا، إنما هو اتباع تماماً.
وبهذه المناسبة تتمة للموضوع المتعلق بالحائض: لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع كان معه نساؤه التسع، لحِكْمَة يريدها الله، قَدَّر أن السيدة عائشة قبلما ما تدخل مكة بمرحلة، وعند ما كانوا نازلين في مكان اسمه سرف حاضت، وهي مُحْرِمة بالعمرة، لأنها نوت التمتع بالعمرة إلى الحج، وكل نساء الرسول هكذا، دخل عليها الرسول عليها السلام فوجدها تبكي، قال لها:«مالك؟ أنفُستِ؟ » قالت: نعم يا رسول الله، قال «هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاصنعي - هنا الشاهد فانتبهوا - فاصنعي ما يصنعُ الحاجُ غير أن لا تطوفي ولا تُصَلِّي» هذا المسجد كبير،
ومنه هذه القطعة المباركة، وهي الكعبة، ما قال لها: لا تدخلي المسجد، قال لها: لا تطوفي ولا تصلي.
إذاً؛ معناه أذن لها بتلاوة القرآن، لأنه أيش بيسوي الحاج، بيقرأ القرآن، وبيصلي على الرسول وبيذكر
…
إلى آخره، طيب، والحاج شو بيسوي؟ بيطوف حول الكعبة، أنتِ لا تطوفي حول الكعبة.
إذاً؛ أذن لها أن تدخل المسجد، الآن تقع مشاكل بسبب التشديد في الدين، بيدخل زوجته غصباً عن دينه، بقصد دينه شو اللّي فهمانه أنه حرام على المرأة الحائض تدخل المسجد بيدخلها، شو بيقول لك؟ بيقول لك إذا بِدّي أتركها بَرَّة بخاف أضيع عنها وتضيع عني، وهذا ممكن، لكن هون عليك، هاي الرسول قال لعائشة: ادخلي المسجد بس ما تطوفي، بس الطواف حرام عليكِ.
من العجائب التي تُذْكَر، ناس يُحَرِّمون على الحائض دخول المسجد، ويُجِيْزون لها السعي بين الصفا والمروة، فسُئلت أنا هذا السؤال، قلت: يا عجباً بتحرموا على المرأة الحائض تدخل المسجد، وبتجيزوا لها أن تسعى والمسعى جزء من المسجد، هذا شو بيدلنا؟ بيدلنا أن الناس رجعيين فعلاً، يعني بيحكوا بالمنطق القديم، أنا من فضل الله عليّ حَجّيت الحجة الأولى، والمسعى خارج المسجد
…
الواقع الآن أن المسجد الحرام الحمد لله صار وسيع جداً، وصار المسعى جزء لا يتجزء من المسجد الحرام، فلما بتقولوا يجوز لها السعي، وأنتم بتمنعوها من دخول المسجد وهي حائض.
خلاصة الكلام: أذن الرسول عليه السلام للسيدة عائشة بأن تدخل المسجد، وأن تقرأ القرآن، لكن حَرَّم عليها الصلاة وحرم عليها الطواف حول الكعبة، لذلك لا يجوز أن يطوف إنسان ذكراً كان أو أنثى إلا وهو على طهارة كاملة.
السائل: قد يرد على أذهان بعض الإخوة الجالسين شيئان -لهما علاقة كبيرة بالسؤال أو بالجواب- الشيء الأول: مدى موافقة كل الذي ذكرت مع قوله سبحانه وتعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79].
والشيء الثاني: أن كل الشيوخ بيحكوا حرام -مثلاً-، وكيف احنا بدنا نقول غير هيك، أو ما شابه ذلك؟
الشيخ: كلام جوهري، أما بالنسبة للآية:{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] الحقيقة أن الناس ابتعدوا جدًّا عن فهم القرآن كما أراده الله عز وجل، وكما بَيَّنه علماء التفسير، أول شيء بيلفت نظركم {إلا المطهرون} مش نحن المسلمين على غير جنابة، على طهارة كاملة نحن المطهرون، هذا له علاقة باللغة العربية -مع الأسف- اللِّي نسيها العرب قبل الأعاجم، «المطهرون» هم الملائكة المقربون.
نحن نقول إذا كنا فِعْلاً كما أراد الله منا متطهرون، فيه فرق بين مطهر ومتطهر، إذا كان فيكم شخص قرأ اللغة العربية نحو وصرف وو إلى آخره، وعرف الاشتقاق في الكلمات، المطهر من الله، المتطهر منه، ولذلك قال تعالى لما ذكر {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] لما نزلت هذه الآية قال الرسول عليه السلام -طبعا المقصود بالمسجد هنا مسجد قباء- فعرف الرسول عليه السلام أن المقصود بهؤلاء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} هم الأنصار الذين حوله، إني أسمع الله تبارك وتعالى يُحْسِن الثناء عليكم، فلما؟ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} هذا الثناء استحققتموه من الله تعالى، شو بتسووا؟ هذا أسلوب من أساليب الرسول في اكتشاف حقائق بعض الناس الصالحين، من شان الناس الآخرين يقتدون بهم، قالوا: يا رسول الله: لنا جوار من اليهود إذا خرجوا لقضاء الحاجة تطهروا بالماء، فنحن نتطهر بالماء، قال:«هو ذاك فعليكموه» .
كان الأعراب في البَرِيَّة -لشُح الماء وقلته- يستعملون الحجارة، هؤلاء الأنصار بحكم مجاورتهم لليهود -وهم أهل كتاب كما هو معلوم- عند اليهود بقية من آثار النبوة القديمة، أنهم يستعملون في الاستنجاء الماء، فالأنصار بفطرتهم السليمة استحسنوا هذا الشيء فأخذوه عن اليهود فصار يستنجوا بالماء، لما قالوا للرسول هذا الكلام قال: هو ذاك، يعني الثناء الذي استحققتموه من الله هذا هو