المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١٠

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌القضية الأفغانية

- ‌مجالس حول الجهاد الأفغاني

- ‌مجلس حول الجهاد الأفغاني

- ‌القول بأن الجهاد الأفغاني فرضعين على الأفغان وكفائي على غيرهم

- ‌جميل الرحمن وإقامة دولةداخل أفغانستان

- ‌حكم الأفغان خارج أفغانستانوالذين يحاربون مع الشيوعيين

- ‌السبايا في حرب الأفغان

- ‌جريدة ناطقة باسم السلفيين فيأفغانستان ونصيحة للمجاهدين الأفغان

- ‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌حكم الجهاد في أفغانستانلغير الأفغانيين

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان؟ وهل يختلفالحكم باختلاف صحة معتقد المجاهدين هناك

- ‌هل الذهاب إلى أفغانستان لمن لا يعرفالعقيدة الصحيحة خطر عليه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌الإعداد العسكري

- ‌هل طلب العلم مُقَدَّم علىالجهاد في أفغانستان

- ‌الجهاد الأفغاني آمال وآلام

- ‌من يذهب إلى الجهاد فيأفغانستان لِمُدَد قصيرة

- ‌كم يبقى المجاهد في أفغانستان

- ‌الدعوة في أفغانستان

- ‌هل الذي يرجع من أفغانستان يُعَدُّ فارًا من الزحف

- ‌أمراء الجماعات الذين يمنعونأتباعهم من الذهاب إلى أفغانستان

- ‌هل ينصح العلماء بالذهابإلى الأفغان

- ‌هل تراجع الشيخ عن رأيهفي حكم الجهاد الأفغاني

- ‌هل غَيَّر الشيخ رأيه فيالجهاد الأفغاني

- ‌الشيخ لا يشجع على الجهاد في أفغانستانبعد وقوع الفتنة بين الجماعات هناك

- ‌هل الجهاد في أفغانستان واجبمن غير إذن الوالدين

- ‌الجهاد في أفغانستانوإذن الوالدين

- ‌ترك السنن في أفغانستانخوفاً من المفاسد

- ‌سوء الظن بالمنضمينإلى الجهاد الأفغاني

- ‌استخراج جواز سفر للانضمامإلى الجهاد الأفغاني

- ‌تفجير النفس في أفغانستان

- ‌الشيوعيون الذي يقاتلونالمجاهدين الأفغان

- ‌التبرعات للجهاد الأفغاني

- ‌هل يجب دفع الزكاةللمجاهدين الأفغان

- ‌مساعدة المسلمين توجه إلىأي طرف في أفغانستان

- ‌لمن تدفع التبرعات فيالجهاد الأفغاني

- ‌التبرع للجهاد الأفغاني

- ‌أيهما أفضل التطوع للحجأو الصدقة للمجاهدين

- ‌الاختلاف بين المجاهدينفي أفغانستان

- ‌الاختلاف والفُرْقَة بين المجاهدين الأفغان

- ‌حول الاختلافات بين الجماعاتفي أفغانستان

- ‌تقصير العلماء في تسوية النزاعاتعلى الساحة الأفغانية

- ‌حول الخلافات التي دبَّت بين صفوفالمجاهدين الأفغان

- ‌تكفير بعض الجماعاتفي أفغانستان

- ‌فتنة التكفير الواردةمن أفغانستان

- ‌الصوفية في أفغانستان

- ‌نصيحة للمجاهدين بعد وقوعالفتنة بين الأفغان أنفسهم

- ‌لقاء الشيخ مع مجلةالمجاهد الأفغانية

- ‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهدالأفغانية

- ‌حول الشيخ جميل الرحمنالأفغاني رحمه الله

- ‌اتصال جميل الرحمنبالشيخ الألباني

- ‌حول مقتل جميل الرحمن

- ‌كلمة حول مقتل جميل الرحمن

- ‌القضية الجزائرية

- ‌العمل السياسيفي الجزائر

- ‌سئل الشيخ عن العمل السياسيفي الجزائر والكويت، فكان جوابه

- ‌الانشغال بالعمل السياسيفي الجزائر

- ‌الانتخابات في الجزائر

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌دخول الإسلاميين في الجزائربرلمان الدولة

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌حول الجبهة الإسلاميةللإنقاذ

- ‌نصيحة الشيخ لقادة الجبهةالإسلامية للإنقاذ

- ‌الانضمام لجبهة الإنقاذ

- ‌باب منه

- ‌حول الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌زيارة علي بلحاج للشيخ الألباني

- ‌حول خطب علي بلحاج

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌انتخاب أفراد الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌من تُعَرَّض للسجن من أفراد جبهة الإنقاذ

- ‌نصائح للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب الجزائري

- ‌نصيحة للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب في الجزائر

- ‌متفرقات حول القضيةالجزائرية

- ‌الاعتقالات في الجزائر

- ‌الجهاد في الجزائر

- ‌الهجرة من ليبيا والجزائر

- ‌استخدام العنف في الجزائر

- ‌القضية الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد في فلسطين

- ‌قتل اليهودي

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد الفردي في فلسطين

- ‌مهاجمة مصالح اليهود في الغرب

- ‌الموقف من المفاوضات

- ‌الصلح مع اليهود

- ‌جهاد النساء في فلسطين ورصدأموال للقتال في فلسطين

- ‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية

- ‌حكم عمل الفلسطينيين في بناءالمستعمرات الإسرائيلية وحكم استيلاءالفلسطينيين على أراضي بعضهم

- ‌العمليات الانتحارية في فلسطين

- ‌الهجرة من فلسطين

- ‌قضية البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌حول حرب البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌مجلس مطول حول قضية البوسنة

- ‌حول هيئات الإغاثة في البوسنة

- ‌حكم قتل البوسنيات أنفسهنلئلا يفعل فيهن الفاحشة

الفصل: ‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية

كفار ولا يحكمون بما أنزل الله، ولو نظرت إليهم لوجدتهم كالحكام، لكن سلطة الحاكم بلا شك أوسع ودائرة ظهور عدم حكمة بالإسلام أيضاً أوسع من حكم هؤلاء الأفراد على أنفسهم وعلى أهليهم، لكن مع ذلك هؤلاء لا يُطَبِّقون الإسلام الذي يعلمونه، لماذا؟ لغلبة الأهواء علي نفوسهم، فهم إذاً: مع الحكام في الهوى سوا كما يقولون.

(الهدى والنور / 459/ 33: 17: 00)

‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية

الملقي: يا شيخنا كنا في إحدى الجلسات سأل أحد الأخوة سؤال عن هجرة أهل الضفة الغربية إلى بلد عربي آخره إلى بلد مسلم آخر، لكون الكفار بيعيشوا فيها بيقولوا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيقول في الحديث: «لا هجرة بعد الفتح» ، فهل لهذا الحديث علاقة في الفتوى اللى سمعناها .. شيخنا؟

الشيخ: لا، ليس لها علاقة.

الملقي: ومعنى فوقه الحديث نفسه.

الشيخ: أوه «لا هجرة بعد الفتح» ليس المقصود نفى الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام مطلقاً، وإنما المقصود نفي وجوب الهجرة من مكة إلى المدينة، لأنه في أول الإسلام كان يجب على ضعفاء المؤمنين الذين كانوا في مكة من المستضعفين أن يهاجروا من مكة إلى المدينة بعد أن بدأ الرسول عليه السلام أن يضع فيها أساس الدولة المسلمة، فبعد أن استقر الأمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة، وأخذ الإسلام يستوطئ ويتقوى في الأرض حينئذ قال عليه السلام: لا هجرة بعد فتح مكة، أما الهجرة بصورة عامة فلا تزال، وذلك من عقائد

ص: 352

المسلمين المتوارثة التي يذكر في كتب العقيدة، الهجرة ماضية إلى يوم القيامة ثم النص القرآني:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97]، فهذا النص القرآني ثابتاً غير منسوخ، أما الحديث فهو كان مقيداً لهذا النص القرآني، ولزمن معين كما شرحت أنفاً فإذن لا تعارض.

مداخلة: الحمد لله رب العالمين.

الملقي: سؤال يسأله الأخ: حسن.

الشيخ: تفضل.

الملقي: أول سؤال: عن أهل الضفة الغربية، يعني هل يجوز أن يخرجوا من الأرض، ويهاجروا إلى بلد ثاني؟

الشيخ: يجب أن يخرجوا، يجب أن يخرجوا من الأرض التي لم يتمكنوا من طرد الكافر منها إلى أرض يتمكنوا فيها من القيام بشعائرهم الإسلامية.

الملقي:

الضفة الغربية ويرحل إلى بلاد ثانية، أصبح مَكَّن الأعداء من الأرض.

الشيخ: أنا أعرف أنك أنت بدك تقول الكلام، شو رأيك: المهاجرون الأولون الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، ماذا فعلوا؟

الملقي: هاجروا طبعاً من مكة إلى المدينة.

الشيخ: لا تكرر الكلام، أخلوا المكان للكفار والا لا؟

الملقي: هذا طبعاً

بحال ضعفهم كانوا ضعفاء.

الشيخ: ما جاوبني.

ص: 353

مداخلة: أخلوها.

الشيخ: طيب، أخلوها وهادول أخلوها، هادول أحسن من هاديك يعني فكرك، لا هاديك أحسن من هادول بكثير.

الملقي: أحسن هادول هم يتقاتلوا

الشيخ: يا أخي بارك الله فيك، أنت يجب أن تخضع عقلك ورأيك للشرع، مش تخضع شرعك لعقلك، لأنه لا تؤاخذني مهما كان عقلك أنت جبار، وكبير، وكبير جداً، فأنت لا تساوي شيئاً بالنسبة لعقل الرسول عليه السلام الذي نزل عليه الوحي أولا ثم طبقه كما أنزل عليه ثانياً.

فهو الذي هاجر من مكة إلى المدينة، فلماذا لا يقتدي المسلم بمهاجرته من البلد الذي فيه الكفار؟ فكرك أنت وغيرك انه هكذا أخلينا البلد للكفار، أي نعم، لازم تخلوا البلد للكفار من شان تتهيؤوا لإخراج الكافر من بلادكم الذي احتلكم فيه، ذلك هو ما فعله الرسول عليه السلام.

ولذلك بعد أن هاجر هو وأصحابه من مكة إلى المدينة، ماذا فعل؟ ، تهيأ لغزو مكة، ولذلك فتحها، وكان قبل ذلك يجمع المسلمين، ويحشرهم حشراً في المدينة، استعداد لغزو البلد الذي اضطر من المشركين أنفسهم أن يخرج منها.

فبعد أن مَكَّنه الله عز وجل من مكة وفتحها قال: «لا هجرة بعد الفتح» .

ولذلك لا تُحَكِّم عقلك ولو كنت من أعلم علماء الدنيا، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]

نعم.

مداخلة: ولكن إلى أي منطقة تهاجر؟ ما كلها محتلة ذي الضفة؟

ص: 354

الشيخ: لا ليسوا سواء.

الملقي: ليش؟

الشيخ: لا. اسمح لي.

الملقي: تفضل.

الشيخ: أنا بأوافقك على شيء من كلامك، لكن ما أوافقك إنه كلها محتلة. لا؛ لإنه في احتلالين، اسمح لي، في احتلال عسكري، وفكري، وثقافي، وفي احتلال فكري ، وثقافي، وما في احتلال عسكري.

فالآن أنا با سألك: السعودية مع الأسف الآن احتلها الأمريكان، فهل أنت تعتقد أن السعودية الآن هي كقبل عشرين سنة؟

مداخلة: هى .. هى.

الشيخ: الله يهديك.

الملقي: من يوم ما تولى آل سعود فالسعودية مثل مثل الآن.

الشيخ: الله يهديك، الله يهديك، نحن ما بدنا نشتغل بالأهواء، بدنا نشتغل بدراسة الواقع، هل قبل عشر سنين، عشرين سنة كنت ترى الصور منتشرة في السعودية؟

الملقي: بس بعض ناس.

الشيخ: أرجو أن تجيب بارك الله فيك.

الملقي: بعض ناس.

الشيخ: شو بعض ناس، شو بعض ناس يعني؟

ص: 355

الصور التي تعلق الآن في الدوائر السعودية، الملك، ونائب الملك، وأخو الملك، واللي مات، واللي حيي .. الخ. هذه كانت موجودة قبل عشر سنوات؟

الملقي: ما بأعرف.

الشيخ: طيب إذا ما بتعرف شو واجبك أنت؟ أنت اللي ما بتعرف .. شو واجبك؟

الملقي: ما با عرف.

الشيخ: تمام بتعرف.

الملقي: لازم أعرف.

الشيخ: شو واجبك، واحد ما بيعرف.

الملقي: أتعلم؟

الشيخ: آه. لا زم تقول كما قال رب العالمين: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

إذن أنت ما بتعرف، فأسأل الذين يعلمون، اسأل من شئت من كبار القوم هنا، اسألني أنا اللي حججت ثلاثين حجة، وما أدري كم عدد العمر اللي اعتمرتها؟ وأقمت في المدينة ثلاث سنوات.

أنا با قول لك إن هذه الصور ما كانت معروفة من قبل أبداً، ولا كان في سفارة من السفارات السعودية أول ما تدخل ترى الصنم أمامك، ما كان هذه الظاهرة أبداً.

كيف تقول أنت: إن الآن مثل ذاك الزمان؟ هذا غلط، هذا غلط.

ص: 356

الملقي: آل سعود

الحكم.

الشيخ: يا أخي بارك الله فيك نحن مو قصدنا نحكم عن قوم أو جماعة، بس يجب إنه أنتم كفلسطينين ما تتحمسوا لبلدكم وتخالفوا شريعة نبيكم لأنه لا يتناسب حكم الشرع لعقولكم، هذا ما يجوز:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

أنا با سألكم الآن سؤال: الذين خرجوا من ديارهم كرها من الفلسطينيين وغيرهم، هم أفضل عند الله أم الذين هاجروا لأن الكفار احتلوا بلادهم؟ سؤال: تعرف تحكي، ما تعرف تسأل أهل العلم.

الملقي: هاجرنا من فلسطين.

الشيخ: ما بنسألك أنت، نسألك: نوعين من الفلسطينيين نوع منهم: هربوا اللي طلع بايده يأخذ شيء مما يقال أيش: خف حمله وغلا ثمنه، وهاجروا وهربوا واحتلوا مساجد حتى يحيى المأوى الخ.

والذي خرج عن تخطيط وعن تفكير إسلامي صحي، إن هذا بلد أحتله اليهود وأنا بدي أخرج إلى بلد إسلامي آخر، أيهما أفضل عند الله؟

الملقي: اللي خرج من شان دينه، حافظ على دينه.

الشيخ: بارك الله فيك، بس أنا ذكرت لك اثنين، قل لي: الأول والا الثاني؟

الملقي: اللي خوفا على دينه.

الشيخ: يا أخي قل لي: الأول والا الثاني؟ الله يهديك.

ص: 357

الملقي: حرصا على دينه.

الشيخ: الأول والا الثاني؟

الملقي: الثاني.

الشيخ: طيب قلها كلمة مختصرة.

فنحن الآن نقول هكذا، بدل ما يفروا خوفاً من القتل، من السلب والنهب يفرون إلى الله:{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50].

هذا الفرار إلى الله اليوم معدوم، نتمسك بأوطاننا وببلادنا تمسك الكفار، ما في فرق بين المسلم والكافر.

هنا قضيه أنا أريد ألفت نظركم بصفتنا مسلمين: أنتم تعرفوا أنكم جميعاً أن هناك لفظة مشهورة على ألسنة الناس هي: حب الوطن من الإيمان، هذا بيقولوا إن الرسول قاله قال:«حب الوطن من الإيمان» ، هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

مداخلة:

الشيخ: نعم

عجيب والله.

الملقي: الرسول وقف على مكة يوم هاجر قال: «إنك والله أحب بقاع الأرض إلي» .

الشيخ: اسمع الله يهديك، ما يجوز مصادرة الكلام، أنا بدي أوصلك إلى هذا الحديث.

الملقي: بارك الله فيك.

ص: 358

الشيخ: أنا ما عما أقول لك حب الوطن ما

وما يجوز، لا.

أولاً: عما ألفت نظرك إن ها الجملة اللي هي شائعة بين الناس إن الرسول قال: «حب الوطن من الإيمان» . هذا كلام ما أنزل الله به من سلطان.

إذن الرسول ما صح عنه أنه قال: حب الوطن من الإيمان.

نرجع بقى تقول: سؤال فقهي، سؤال فقهي بعد ما طهرنا الأذهان من كون الرسول قال «حب الوطن من الإيمان» .

هل صحيح أن حب الوطن من الإيمان أم يجوز حب الوطن؟

في فرق: شيء يجوز وشيء له علاقة بالإيمان، أي شيء له علاقة بالإيمان فهو مستحب وأنت صاعد حتى يصير فرض، صح والا لا؟

لكن الأمر الجائز سواء عليك فعلته أو تركته.

حب الوطن أمر غريزي، حب الوطن أمر غريزي، مثل حب الحياة، ومثل كراهية الموت، فالإنسان يحب الحياة لا يمدح ولا يذم لكن يمدح ويذم باعتبار ما يتعلق بحياته كما قال عليه الصلاة والسلام:«خيركم من طال عمره وحسن عمله وشركم من طال عمره وساء عمله» .

فإذن حب الوطن أمر غريزي في الناس؛ ولذلك قال تعال في حق اليهود: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ} [النساء: 66] لماذا؟

لإن الإنسان يتعلق بوطنه، فالتعلق بالوطن أمر غريزي، أمر طبيعي، ولكن حب الوطن لا لذاته، لا لإن أرضك فلسطين، فأنت بتحب فسطين ديناً، لا، بحت أصوات الدعاة الإسلاميين بالتفاخر أن من كمال الإسلام وعظمته أن

ص: 359

كل بلاد الإسلام هو وطن واحد، صح والا لا؟ هي من الناحية الإسلامية، أما من الناحية الغريزية الطبيعية المفطورة، الواحد مش بيحب الوطن فلسطين، بيحب البلدة التي ولد فيها، بيحب الحارة، المحلة التي ولد فيها، هذا له علاقة يا أخي بالإيمان، هذا له علاقة بطبيعة الإنسان، ولذلك فيجب أن نفرق بين كون حب الشيء غريزة، طبيعة، فطرة، وبين كون الشيء من الإيمان. ظهر لك الفرق الآن؟ آه

بدي أرجع أنا لحديثك، صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما عزم على الهجرة من مكة إلى المدينة تَوَجَّه إلى مكة وقال: أما إنك انتبه بقي الحديث أيش يختلف الأمر عن المعنى اللي دار في ذهنك خطأ، خطأ، الحديث ليس له علاقة بحب الوطن أي وطن، كان له علاقة بحب خير بلاد الله، قال عليه السلام:«إنك أحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت» ، ليه؟ لأنه وطنه؟ لا؛ لأنه خير بلاد الله، ولأن هذه مكة أحب بلاد الله إلى الله، بالتالي أحب بلاد الله إلى رسول الله.

فإذن هذا الكلام لا يطبق على كل بلاد الدنيا.

فمثلاً لا يجوز لمسلم. نضر بها كما يقولون: عزاوية؟ ! أخرج من بلده مصر مكرها بيلتفت بيقول: أما إنك من أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت؟ ما بيجوز هذا الكلام، فأنت يا أخي فبارك الله فيك، العلم نور، فلا يجوز للإنسان المسلم أن يتكلم بغير علم لأن الله عز وجل يقول:{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] بسم الله.

ص: 360

الملقي: تذكر شيخنا أهل 48 إيش صار فيهم اليوم، هجرة 48 لما احتلت فلسطين، معظم العرب والمسلمين اللي هناك، معظمهم اللي هناك شيخنا بيوالوا الكفار وبيناصروهم وبيؤيدهم، ورأينا على الشاشة بعضهم بيقدم المساعدات في الوقت اللي كانت الصواريخ العراقية تقصف تل أبيب، ويقولوا: إنه إحنا إخوان لأن بنعيش مع سوا صار مودة وحب بيناتهم شيخنا.

الشيخ: يا أخي المسلمون اليوم مع الأسف الشديد يعني ما أصابهم من مصائب فصدق الله بما كسبت أيديهم ويعفو عن كثير.

المسلمون اليوم لا يعلمون من دينهم إلا أشياء شكلية محضة، لكنهم بعيدون عن الحقائق الإسلامية تماماً، من الحقائق المعروفة لدى الجميع قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، إلا ليعبدون، فحيثما تمكن المسلم من القيام بعبادته لله عز وجل أكثر من أي مكان آخر فهذا هو بلده الذي ينبغي أن ينزل فيه، ولا يتمسك بوطنه للسبب الذي ذكرناه آنفاً.

هناك حديث في صحيح البخاري ومسلم لعلكم جميعاً تعرفون شو قيمة البخاري ومسلم عند علماء الحديث، أي من أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل.

هناك حديث يقول، وأعتقد أن كثيراً من إخواننا الحاضرين الآن لا بد أنهم قد طرق سمعهم يوماً ما هذا الحديث ولكنهم ما خطر في بالهم أن له صلة ما بهذا الموضوع الذي أنا الآن أدندن حوله.

الحديث نصه: «كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً بغير حق فأراد أن يتوب، فسأل عن أعلم أهل الأرض بده يستفتيه، بده يدله على طريق

ص: 361

الخلاص من الجرم الذي كان قد وقع فيه فسأل عن أعلم أهل الأرض فَدُلّ لسوء حظه على عابد -على جاهل متعبد، ليس عالم-، فأتاه وقال له: أنا قتلت تسعة وتسعين نفساً، هل لي من توبة؟ قال: قتلت تسعة وتسعين نفساً وبدك تتوب مالك توبة. فما كان منه إلا أن قطع رأسه وأكمل المائة لكن الرجل حقيقة عازم على الرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فسأل، ما زال يسأل حتى دُلَّ على عالم، فأتاه وقال له: إني قتلت مائة نفس بغير حق، فهل لي من توبة؟ قال: ومن يحول بينك وبين التوبة! ».

هنا الشاهد الآن أتى: ولكنك بأرض سوء، أخرج منها إلى القرية الصالح أهلها.

فخرج الرجل؛ لأنه لماذا كان يسأل عن عالم، عن أعلم أهل الأرض؟

عشان يدلوه على طريق الخلاص فذاك الرجل الأول جاهل، فلقي جزاء جهله أن قتله، لما العالم قال له: أنت تعيش في أرض منتشر فيها سفك الدماء، وأنت تطبعت بطبيعة هؤلاء السفاكي الدماء، فاخرج منها وانج بنفسك منها، واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها.

فانطلق يمشي، إذن هو مخلص، إذاً هو كمَّا سأل أهل العلم؟ مو عشان يستصدر منهم فتوى تناسب هواه، لا هو مستسلم لأمر الله:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].

إذن هذا العالم قال له: أترك البلد التي أنت فيها، لأنها بلد شريرة، واذهب إلى البلدة الفلانية؛ لأن أهلها صالحين.

ص: 362

في الطريق جاءه الموت، جاءه ملك الموت، جاءته معه ملائكة العذاب، ومن جهة أخرى جاءت ملائكة الرحمة، فتنازعت الطائفتان، كل من الطائفتين يَدّعي أنه من حقه، ليه؟

الطائفة الأولى: إن هذا قتل مائة نفس هذا لازم نحن نفارق روحه بالونش.

الطائفة الثانية تقول: لا، هذا تاب إلى الله عز وجل.

فأرسل الله إليهم حكماً، فقال لهم: فقال لهم: قيسوا ما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي أقبل إليها.

فوجدوه إلى القرية التي خرج إليها أقرب من القرية التي خرج منها، فتولته ملائكة الرحمة.

إذن ماذا نأخذ من هذا الحديث؟

أن المسلم يجب أن يختار البلد التي يشعر بأنه يتمكن فيه أو فيها من القيام بشريعة الله أكثر من البلد التي يعيش فيها.

الآن يا جماعة خلينا نكون صريحين متناصحين، إلى ما قبل السنين الأخيرة، ما أقول دخول الأمريكان في السعودية، شو رأيكن حجاب نساء السعوديات أحسن والا حجاب الشاميات: الفلسطينيين، والسوريين، واللبنانين، قلها صريحة بنشوف؟

الملقي:

الشيخ: ما بيجاوب، ما بتجاوب، ما بتجاوب الله الله يهديك.

الملقي: ما كل المناطق واحدة.

ص: 363

الشيخ: ما بتجاوب.

الملقي: مش كل المناطق واحدة.

الشيخ: يا شيخ الله يهديك، خليك منصف في البحث.

الملقي: صح.

الشيخ: أنا ما أقولك النساء السعوديات بعامة والنساء الشاميات بعامة، أما بتقول في هيك أحسن من هيك، نعم.

مداخلة:

الشيخ: لا. موهيك السؤال، كل سؤال له جواب، الله يهديك.

أنا هلا بأ قول لك في هون، في ها الجماعة هادول، فيهم صالحين والا لا؟

بتقول: نعم، لكن ما في بره أصلح منهم؟

مداخلة: الله أعلم، لا يعلم بالقلوب إلا الله، أنا لا أعلم بالقلوب.

الشيخ: الله يهديك، الله يهديك أبو أيش إنت بيقولوا لك: أبو بكر: أي لازم يكون لك قدوة في أبي بكر الله يرضى عنه ما يكفيك.

مداخلة: يعلم ما في القلوب؟

الشيخ: يا أخي، الله يهديك، أنا عم أقول لك اكشف عن القلوب؟

مداخلة: تقول لي: هل يوجد بره أصلح من الموجود؟

الشيخ: ما بتعتقد عن في بره

الله بيعد الملايين المملينة؟

مداخلة: أمام الله، هو خلق منا الصالح والطالح.

ص: 364

الشيخ: شوف أبو بكر، كيف غير الكلام، الملايين المملينة اللي يره.

مداخلة: نعم.

الشيخ: ما فيها واحد أحسن من كل الجماعة هادول؟ أيش الكلام هذا؟

مداخلة: ما با عرف، الله أعلم.

أنا با علم شو في بره، هذا الخير والشر بيد الله.

الشيخ: طيب.

(الهدى والنور /527/ 59: 00: 00)

(الهدى والنور /527/ 13: 18: 00)

ص: 365