المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهدالأفغانية - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١٠

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌القضية الأفغانية

- ‌مجالس حول الجهاد الأفغاني

- ‌مجلس حول الجهاد الأفغاني

- ‌القول بأن الجهاد الأفغاني فرضعين على الأفغان وكفائي على غيرهم

- ‌جميل الرحمن وإقامة دولةداخل أفغانستان

- ‌حكم الأفغان خارج أفغانستانوالذين يحاربون مع الشيوعيين

- ‌السبايا في حرب الأفغان

- ‌جريدة ناطقة باسم السلفيين فيأفغانستان ونصيحة للمجاهدين الأفغان

- ‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌حكم الجهاد في أفغانستانلغير الأفغانيين

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان؟ وهل يختلفالحكم باختلاف صحة معتقد المجاهدين هناك

- ‌هل الذهاب إلى أفغانستان لمن لا يعرفالعقيدة الصحيحة خطر عليه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌الإعداد العسكري

- ‌هل طلب العلم مُقَدَّم علىالجهاد في أفغانستان

- ‌الجهاد الأفغاني آمال وآلام

- ‌من يذهب إلى الجهاد فيأفغانستان لِمُدَد قصيرة

- ‌كم يبقى المجاهد في أفغانستان

- ‌الدعوة في أفغانستان

- ‌هل الذي يرجع من أفغانستان يُعَدُّ فارًا من الزحف

- ‌أمراء الجماعات الذين يمنعونأتباعهم من الذهاب إلى أفغانستان

- ‌هل ينصح العلماء بالذهابإلى الأفغان

- ‌هل تراجع الشيخ عن رأيهفي حكم الجهاد الأفغاني

- ‌هل غَيَّر الشيخ رأيه فيالجهاد الأفغاني

- ‌الشيخ لا يشجع على الجهاد في أفغانستانبعد وقوع الفتنة بين الجماعات هناك

- ‌هل الجهاد في أفغانستان واجبمن غير إذن الوالدين

- ‌الجهاد في أفغانستانوإذن الوالدين

- ‌ترك السنن في أفغانستانخوفاً من المفاسد

- ‌سوء الظن بالمنضمينإلى الجهاد الأفغاني

- ‌استخراج جواز سفر للانضمامإلى الجهاد الأفغاني

- ‌تفجير النفس في أفغانستان

- ‌الشيوعيون الذي يقاتلونالمجاهدين الأفغان

- ‌التبرعات للجهاد الأفغاني

- ‌هل يجب دفع الزكاةللمجاهدين الأفغان

- ‌مساعدة المسلمين توجه إلىأي طرف في أفغانستان

- ‌لمن تدفع التبرعات فيالجهاد الأفغاني

- ‌التبرع للجهاد الأفغاني

- ‌أيهما أفضل التطوع للحجأو الصدقة للمجاهدين

- ‌الاختلاف بين المجاهدينفي أفغانستان

- ‌الاختلاف والفُرْقَة بين المجاهدين الأفغان

- ‌حول الاختلافات بين الجماعاتفي أفغانستان

- ‌تقصير العلماء في تسوية النزاعاتعلى الساحة الأفغانية

- ‌حول الخلافات التي دبَّت بين صفوفالمجاهدين الأفغان

- ‌تكفير بعض الجماعاتفي أفغانستان

- ‌فتنة التكفير الواردةمن أفغانستان

- ‌الصوفية في أفغانستان

- ‌نصيحة للمجاهدين بعد وقوعالفتنة بين الأفغان أنفسهم

- ‌لقاء الشيخ مع مجلةالمجاهد الأفغانية

- ‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهدالأفغانية

- ‌حول الشيخ جميل الرحمنالأفغاني رحمه الله

- ‌اتصال جميل الرحمنبالشيخ الألباني

- ‌حول مقتل جميل الرحمن

- ‌كلمة حول مقتل جميل الرحمن

- ‌القضية الجزائرية

- ‌العمل السياسيفي الجزائر

- ‌سئل الشيخ عن العمل السياسيفي الجزائر والكويت، فكان جوابه

- ‌الانشغال بالعمل السياسيفي الجزائر

- ‌الانتخابات في الجزائر

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌دخول الإسلاميين في الجزائربرلمان الدولة

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌حول الجبهة الإسلاميةللإنقاذ

- ‌نصيحة الشيخ لقادة الجبهةالإسلامية للإنقاذ

- ‌الانضمام لجبهة الإنقاذ

- ‌باب منه

- ‌حول الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌زيارة علي بلحاج للشيخ الألباني

- ‌حول خطب علي بلحاج

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌انتخاب أفراد الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌من تُعَرَّض للسجن من أفراد جبهة الإنقاذ

- ‌نصائح للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب الجزائري

- ‌نصيحة للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب في الجزائر

- ‌متفرقات حول القضيةالجزائرية

- ‌الاعتقالات في الجزائر

- ‌الجهاد في الجزائر

- ‌الهجرة من ليبيا والجزائر

- ‌استخدام العنف في الجزائر

- ‌القضية الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد في فلسطين

- ‌قتل اليهودي

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد الفردي في فلسطين

- ‌مهاجمة مصالح اليهود في الغرب

- ‌الموقف من المفاوضات

- ‌الصلح مع اليهود

- ‌جهاد النساء في فلسطين ورصدأموال للقتال في فلسطين

- ‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية

- ‌حكم عمل الفلسطينيين في بناءالمستعمرات الإسرائيلية وحكم استيلاءالفلسطينيين على أراضي بعضهم

- ‌العمليات الانتحارية في فلسطين

- ‌الهجرة من فلسطين

- ‌قضية البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌حول حرب البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌مجلس مطول حول قضية البوسنة

- ‌حول هيئات الإغاثة في البوسنة

- ‌حكم قتل البوسنيات أنفسهنلئلا يفعل فيهن الفاحشة

الفصل: ‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهدالأفغانية

‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهد

الأفغانية

مداخلة: الشاهد من الكلام أنه مجلة المجاهد يعني إخوة كلفوني باللقاء بكم وأخذ بعض الأسئلة، طبعاً إضافة إلى ذلك أسئلة خاصة بي، وأسئلة لبعض الإخوان في قطر وبعض الإخوان هناك، وأسئلة متعلقة بالجهاد، فالمهم أن هذه الأسئلة قد تكثر، فأردنا أن تكون إذا ممكن على عدة مرات للقاء وكذا.

الشيخ: على كل حال، بعد الفراغ من الإجابة عن الأسئلة التي يساعد عليها وقتنا الحاضر الليلة، بعد ذلك لكل حادث حديث.

مداخلة: طيب.

الشيخ: فقد تطول الجلسة مثلاً وتقل الأسئلة أو تطول الجلسة وتكثر الأسئلة، لكن لا يكثر الجواب عليها، بينما أحياناً يكون العكس تماماً، ربما الإجابة عن سؤال واحد يأخذ وقت من الجلسة، ولذلك لا أرى من الحكمة في شيء أن نقول الآن شيئاً بخصوص هذه الكثرة التي أنت أشرت إليها، وإنما كما قلنا: لكل حادث حديث.

مداخلة: بارك الله فيك.

ص: 183

الشيخ: أي نعم، طيب يا سيدي، على كل حال، نسأل الله أنه يسدد خطى المسلمين، ويوحد كلمتهم؛ لأنه الوقت عصيب جداً، وكم جلست مع الشيخ.

مداخلة: ستة أشهر تقريباً.

الشيخ: ففي إقامتك هناك ستة أشهر كان اتصالك به كثيراً؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: كيف وجدته؟

مداخلة: والله! على ما يظهر لنا والإخوة الموجودين، تمسك ما شاء الله جيد بالكتاب والسنة ودعوة كذلك، إلا أن الأعاجم الذين لم يخالطوا ..

الشيخ: هذه رقعها.

مداخلة: صحيح، هذا شيء معروف وموجود، ولامسته حتى في غيره ممن يدعي السلفية أو ممن يدعو إلى السلفية، يعني يدخل في شيء من البدع، وشيء من الجهل ببعض الأمور العلمية، والأحاديث كذلك من حيث الصحة والضعف كذلك، لكن من حيث العقيدة والمنهج العام مثل نبذ التقليد، والمدارس الموجودة طبعاً ذهبت إليها واطلعت على مناهجها، ففيها يدرس كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وغير ذلك، فهذا شيء الحمد لله وجدته طيب.

الشيخ: جيد.

مداخلة: الحمد لله.

ص: 184

الشيخ: لكن أظنك في آخر كلامك ظلمت علماء الأعاجم برفعك لعلماء العرب.

مداخلة: لا ما قصدت.

الشيخ: هل فهمتني، ما أظنك فهمتني.

مداخلة: لا فهمتك يا شيخ.

الشيخ: كيف ذلك؟

مداخلة: لأنه حينما نزلت من قيمة العلماء الأعاجم، فكأن بمفهوم المخالفة رفعت ..

الشيخ: ما فهمتني، هذا مطلع كلامك، أنا أقول: آخر كلامك.

مداخلة: آخر كلامي .. أي جزء فيه .. لعلي

الشيخ: هو هذا.

مداخلة: شيخنا ما هو بعيد

فيكم الآن صار له سنة

ولا هذه المواويل نفهما على الطاير إن شاء الله.

الشيخ: يعني وأنت في وصفك لعامة علماء الأعاجم، كان في هذا الوصف وصف ينطبق أيضاً على العلماء العرب.

مداخلة: صحيح.

الشيخ: هلا عرفت ما هو؟

مداخلة: نعم.

ص: 185

الشيخ: ما هو؟

مداخلة: الوصف المشترك في هذا الأمر هو وجود البدع الموجودة.

الشيخ: هذا صحيح، لكن الأمر أدق من ذلك؛ لأنه في علماء العرب الذين هم مشتركون معنا في إنكار البدع، من لا يعرف الحديث أيضاً.

مداخلة: الحديث الصحيح ..

الشيخ: فإذاً: هذه النقطة نقطة مشتركة بين هؤلاء وهؤلاء، فإذا جاءت مناسبة أخرى، واقتضى حديثك أن تجيب بمثل هذا الجواب، فيشطب منه هذا الكلام.

مداخلة: طيب، جزاكم الله خير.

الشيخ: وإياك، إلا إذا كان لك رأي آخر هذا بحث آخر.

مداخلة: لا .. صحيح.

مداخلة: هذا يا شيخنا سجلناه عليه؟

الشيخ: كيف؟

مداخلة: هذا الكلام سجلناه عليه.

الشيخ: لكن من الأفضل أنه لا يسجل حساب عليه.

مداخلة: على كل حال سجل أيضاً الرجوع.

الشيخ: أي نعم.

مداخلة:

ص: 186

الشيخ: لذلك قلت: لا يسجل عليه حساب.

مداخلة: جزاكم الله خير.

الشيخ: وكم عمر الشيخ؟

مداخلة: طبعاً لم أسأله ..

الشيخ: مش ضروري، بس أنت تقدر.

مداخلة: أقدر فوق الستين.

الشيخ: له ولا بد أولاد؟

مداخلة: له أولاد نعم.

الشيخ: أكبرهم تقريباً؟

مداخلة: لم أر أكبرهم، هو متزوج بامرأتين، إنما رأيت من أولاده في عمر الأربعة عشر.

الشيخ: ويظهر عليهم أو على ما رأيت منهم الاتجاه العملي السلفي والا بعد؟

مداخلة: لا، لم يظهر عليهم هذا، وإنما رأيته يؤدب بعض أولاده على الصلاة والتأخير .. وكذا.

الشيخ: هو مقيم في مقاطعة كما كان قد بلغني من أفغانستان.

مداخلة: جماعته هي المقيمة في مقاطعة.

الشيخ: وهو؟

ص: 187

مداخلة: في بيشاور.

الشيخ: ما يتردد على الجماعة؟

مداخلة: يتردد على الجماعة، ولكن إقامته وإقامة أهله في بيشاور.

مداخلة: .. في كونار وفي

مداخلة: هي منطقة كونار هي الولاية الوحيدة تقريباً التي حُررت من أفغانستان تماماً من الشيوعيين، وهذه الولاية من فضل الله عز وجل أن الدعوة السلفية فيها منتشرة انتشار طيب على كل حال.

فهناك من الأحزاب الأخرى في هذه الولاية ومع ذلك تجد عقيدتهم الحمد لله بسبب اختلاطهم بجماعة جميل رحمن، عقيدتهم صحيحة.

الشيخ: وماذا تعني بكلمة الأحزاب الأخرى؟

مداخلة: لأنها كلها أحزاب ..

الشيخ: هل هناك مثلاً بعث .. شيوعي .. كذا.

مداخلة: لا، لا.

الشيخ: أي الأحزاب تعني؟

مداخلة: الأحزاب الأخرى، لأنهم تحزبوا، فبعضهم سموا أنفسهم الحزب الإسلامي، والبعض الجمعية، وبعضهم كذا .. فكل منهم ..

الشيخ: إذاً: تقصد بالأحزاب أحزاب إسلامية.

مداخلة: أحزاب إسلامية نعم.

ص: 188

الشيخ: يعني مثل الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ عندنا مثلاً.

مداخلة: على كل حال ليسوا على هذه الشاكلة، في بعضهم أشد

الشيخ: التشبيه من زاوية محددة، وهي أنهم إسلاميون.

مداخلة: نعم، إسلاميون طبعاً.

الشيخ: أي نعم.

مداخلة: لكن منهم الصوفية، ومنهم كذا ..

الشيخ: هذا الحزب الإسلامي هو الذي يرأسه حكمت يار.

هذه كلمة يار ما معناها؟

مداخلة: والله كلمة يار ما

الشيخ: لم تتعلم بعد.

مداخلة: نعم.

الشيخ: الأفغانية.

مداخلة: قيلت لي: حكمت يار، يعني ترجمتها، لكن أنا الآن لا أذكر، قد يعرف الأخ عمران هو باكستاني الأصل.

الشيخ: هات ما عندك.

مداخلة: يا شيخ معنى كلمة يار: محب أو حبيب.

الشيخ: يار: حبيب.

مداخلة: نعم.

ص: 189

الشيخ: وحكمت؟

مداخلة: حكمت من الحكمة

الشيخ: هو هذا الظاهر، فكيف يكون التركيب العربي؟

مداخلة: محب الحكمة يمكن.

الشيخ: لا ما أظن هكذا ..

الآن مثلاً: غلام أحمد مفهوم أنه خادم أحمد، هو كذلك.

فأحمد اسم علم، وهنا غلام أحمد مضاف ومضاف إليه. غلام أحمد يعني: خادم أحمد.

فحكمت يار، كيف يكون الترجمة الحرفية؟

مداخلة: والله هذا ما أدري عنه.

الشيخ: خير إن شاء الله.

وأنت

بحكمت يار رئيس الحزب الإسلامي، هل هو يشبه الإخوان المسلمين أو يختلف عنهم؟

مداخلة: يا شيخ ما استفسرت، جلست معهم ولا أعرف.

الشيخ: ما تعرف؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: حسن.

ص: 190

مداخلة: هو على كل حال أفضل من الأحزاب، هو لا يدعو إلى السلفية، وإنما هو معتدل من حيث الرضا أو السكوت على من يدعو إلى السلفية. هذا أكثرهم اعتدالاً.

مداخلة: هذه نعمة هناك أن واحد يسكت عن الدعوة السلفية.

مداخلة: وهو جميل رحمن كان معه وانفصل عنه؛ لأنه وجد أنه لا يستطيع أن يقيم المدارس وكذا؛ لأن هذا يحتاج إلى أموال، والأموال لا بد أن تأتي من القائد، وهذه الأمور كانت تضايقه في دعوته، فانفصل عنهم.

وقد صرح الشيخ

مداخلة: السلام عليكم.

الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً وسهلاً.

مداخلة: حكمت يار صرح بأن الشيخ جميل رحمن رجل عالم، ونحن تعلمنا منه واستفدنا منه في التفسير وكذا، وهذا الذي صرح ..

الشيخ: هذا حكمت يار يصرح بهذا، يله نمشي.

مداخلة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

ارتأى بعض الدعاة السلفيين ضرورة التنظيم من أجل النهوض لمصلحة الأمة، ولكن هذا التنظيم اضطرهم إلى الوقوع في منافسة مع الجماعة الأخرى التقليدية، مما دفعهم في النهاية إلى الدفع بأناس غير مؤهلين تربوياً ولا علمياً إلى مصاف الدعاة، وتغليب الاهتمام بالكم على الكيف، وهم يعتذرون عن

ص: 191

كل ذلك بأن دائرة الدعوة اتسعت عليهم، واضطروا إلى ذلك اضطراراً، فهل تنصحون هؤلاء بأن يجمدوا نشاطهم لحين اكتمال مؤهلاتهم، وبخاصة المؤهلات التربوية، أم تنصحونهم بتحجيم هذا النشاط، على قدر وسعهم وطاقتهم؟

الشيخ: أقول: الله المستعان.

طالما تكلمنا حول هذا السؤال مراراً وتكراراً، والآن السؤال واضح ولا يقتضينا نحن أن نطيل الجواب عليه لوضوحه.

فنقول: ننصح إخواننا السلفيين في كل بلاد الإسلام، بأن عليهم أن يعملوا في حدود طاقاتهم وقدراتهم، وأن لا يكلفوا أنفسهم ولا غيرهم فوق طاقتهم؛ لأن عاقبة مثل هذا التكثيف أن يعود بالعاقبة السيئة التي لا يظنون أنهم سيقعون فيها أو في مثلها.

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال في الحديث الصحيح، في مناسبة وصيته لبعض أصحابه بالاعتدال في العبادة التي كان هو متوجهاً إليها من قيام وصلاة وصيام، قال عليه الصلاة والسلام في هذه المناسبة:«إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل» .

ولذلك فنحن ننصح إخواننا هؤلاء السلفيين والذين يقولون عن أنفسهم أو يقول عنهم غيرهم إنهم دعاة، نقول لهؤلاء: تمهلوا ولا تستعجلوا الأمر؛ لأن من الحكم المنقول عن بعضهم: من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.

ص: 192

والعبرة قائمة في كثير من الجماعات الإسلامية، ومن أقدمها في الساحة الإسلامية أنهم لما شغلوا أنفسهم بالدعوة التي يتبنونها، دعوا إليها عامة المسلمين ويكاد أن يمضي عليهم قرن كامل من الزمان، وهم لا يزالون حيث كانوا من حيث العلم ومن حيث التربية.

وعلى التعبير العسكري في بعض البلاد: مكانك راوح. هناك حركة وهناك نشاط، ولكن ليس هناك تقدم، فهذه الحركة وهذا النشاط قد عاد عليهم بالخسران؛ لأن الإنسان حينما يتعاطى أمراً ولو كان هذا الأمر أمراً دنيوياً محضاً، ولكن هو أقل ما يقال فيه إنه أمر مباح أن عليه أن يعيد حسابه ونظره في كسبه أو في خسارته، فإذا قضى دهراً من الزمان، عدم حصوله على مرامه وعلى غرضه كل هذه المدة، دليل أن الخطوة أو السبيل الذي كان يسلكها للوصول إلى هدفه المنشود، مما لا يؤدي إلى مراده ومرامه، وكما قيل قديماً في مثل هذه المناسبة:

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل.

ولذلك نحن منذ عشرات السنين نؤكد على إخواننا المسلمين: أن الدعوة ينبغي أن تقوم على أساسين اثنين وعلى دعامتين عظيمتين، لا مجال للنهوض بالمسلمين إلا على أساسهما، ألا وهما: التصفية والتربية.

نحن نكرر هذا مراراً وتكراراً، وجوابنا على السؤال هو: أننا ننصح هؤلاء الإخوان السلفيين الذين انطلقوا إلى ما لم يُخْلَقوا له، انطلقوا إلى دعوة الناس بغير علم إلا أفراداً قليلين منهم، وليس الكلام فيهم، وإنما الكلام في أن تكون الدعوة تُوْكَل وتنسب إلى ناس ناشئين في هذه الدعوة، ليس عندهم علم ومع ذلك فهم يكلفون أن يدعوا إلى دعوة، ما هي هذه الدعوة؟

ص: 193

يجب أن يلاحظ إخواننا أن دعوتنا تختلف كل الاختلاف عن دعوات الجماعات الأخرى، دعوتنا دعوة علمية إصلاحية، دعوة الآخرين دعوة قد تكون تارة تربوية ولو كلاماً، والذي ينصب جهودهم عليه هو أن تكون دعوتهم تكتيل الناس وتجميعهم على أمر سهل، طائفة منهم يجمعون الناس على دين الإسلام، لكن ما هو هذا الإسلام، فأكثر المدعوين وأكثر الأفراد المتكتلين على أساس تلك الدعوة، إذا سألتهم: ما هي دعوتكم؟ قد يقولون: دعوتنا الكتاب والسنة، وهذه الدعوة أصبحت اليوم في الحقيقة أو هذان الاثنان الكتاب والسنة من فضائل الدعوة السلفية؛ لأنني أنا وقد بلغت من الكبر عتياً كما ترون، قبل ثلاثين سنة أو قبلاً من ذلك، ما كنا نسمع دعوة الكتاب والسنة، ما كنا نسمع خطيباً من الخطباء يذكر الكتاب والسنة، كل ما كانوا يدعون إليه هو الإسلام، والإسلام كما تعلمون أي: أتباع الإسلام هم فرق شتى من قرون عديدة ومديدة، فإذا أطلق الإسلام شمل كل هؤلاء الناس على عجرهم وبجرهم، على كثرة اختلافهم وتفرقهم، لكننا حينما نقول: الإسلام كتاباً وسنة على منهج السلف الصالح، حينئذ تضيق هذه الدائرة الواسعة التي تشمل كل الفرق الضالة، والتي نص عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث المعروف:«وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة .. » إلى آخره، تضيق هذه الدائرة وتنحصر في الفرقة الناجية كما قال عليه السلام، التي هي:«ما أنا عليه وأصحابي» .

فحينما يدعو الدعاة الآخرون المسلمين بعامة، فإنما يدعونهم إلى إسلام عام، ما حقيقة هذا الإسلام؟ كل فرد منهم يجيبك جواباً تقليدياً، يعني: العمل بالدين، بالكتاب والسنة. لكن ما هو الكتاب وما هي السنة، وكيف سبيل

ص: 194

فهمه؟ فهذا أمر لا يدندن حوله كل الدعاة الإسلاميين حاشا السلفيين، فهم الذين يدعون الناس إلى الكتاب وإلى السنة، وعلى منهج السلف الصالح.

أذكر نكتة بهذه المناسبة تتعلق بالعلماء وهي: فاقد الشيء لا يعطيه.

فحينما تريد أن تدعو إلى الإسلام، فبدهياً جداً جداً أن تكون عارفاً وعالماً وعاملاً بما تدعو إليه، وإلا كان مثلك مثل ذلك الكردي الذي زعموا أنه لقي رجل من اليهود في طريقه، فأشهر عليه خنجره، وقال له بلهجته العربية الأعجمية: فلان أسلم وإلا قتلتك. قال: دخلك، ماذا أقول؟ قال: والله لا أدري.

فإذاً: ينبغي أن ندعو إلى الإسلام ندري ما هو، فإذا كانت الدعوة من الدعاة الإسلاميين إلى إسلام غير مفهوم، فما فائدة هذه الدعوة، ولذلك ضربت لكم مثلاً آنفاً ببعض الأحزاب الإسلامية الذين يصيحون بأعلى أصواتهم، وقد كانت لهم جولة وصولة في بعض أيامهم الماضية، لكنهم ما استفادوا شيئاً؛ لأنك إذا سألت كبيرهم فضلاً عن صغيرهم، عن عقيدة ما من عقائد السلف القائمة على الكتاب والسنة، إما أن يجيبك بجواب جهمي اعتزالي أو أن يجيبك بلا أدري.

إذاً: هو لا يدري، ولا يدري العقيدة التي ينبغي على المسلم قبل كل شيء أن يعرفها أولاً، ثم أن يؤمن بها ثانياً، فماذا يكون حال الدعاة من مثل هذا الداعي، ولذلك النكتة التي رويتها لكم آنفاً بالنسبة لذاك الكردي واليهودي، هي خير مثال لكثير من هؤلاء الدعاة الذين يدعون الجماهير المسلمة إلى الإسلام، ولكنه إسلام غير مفهوم.

لذلك قيل قديماً من الحكم: من رأى العبرة بغيره فليعتبر.

ص: 195

الإخوان السلفيون الذين مضى على انضمامهم أو قيامهم بهذه الدعوة الطيبة المباركة كجماعة، لم يمض عليهم إلا أقل من ربع قرن من الزمان، وقد لمسوا آثار دعوتهم في العالم الإسلامي، فما يجوز لهم إطلاقاً أن ينتكسوا، وأن يرجعوا القهقرى، وأن يقعوا فيما وقع فيه غيرهم من الأحزاب الأخرى مع فارق كثير، الأحزاب الأخرى ما عرفوا ولا ذاقوا طعم ولذة الدعوة السلفية، بل أهمية الدعوة السلفية، ولذلك فهم يعيشون حيارى، لا يدرون العقيدة التي أنزلها الله ..

مداخلة: الحمد لله.

الشيخ: يرحمك الله.

على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، وبينها للناس كافة، لا يدرون حتى في هذه الأيام الأخيرة، أما السلفيون فقد ذاقوا حلاوة هذه الدعوة، وعرفوا قدرها وقيمتها، فما ينبغي لهم أبداً أن يتناسوها وأن يشغلوا الناس الآخرين الذين كانوا يدعونهم إلى أن يفهموها وأن يؤمنوا بها، أن يشغلوها بأمور أخرى تدخل في باب السياسة سواء أطلقت أو قيدت؛ لأن السياسة على إطلاقها لا أعتقد أن مسلماً يقول بشرعيتها، فلا بد إذاً من تقييدها بالسياسة الشرعية.

السياسة الشرعية أمر مرغوب فيه بلا شك في الشرع؛ لأنه لا يمكن إدارة الدولة المسلمة إلا على الأساس من السياسة الشرعية، لكن هذه السياسية ليست من شأن الأفراد، وليست من شأن الدعاة الذين يجب عليهم أن يُفَقِّهوا المسلمون بعامة وأنا حينما أقول: بعامة كدعوة، لكن التكتل والتجمع على هذه الدعوة لا يخفى على أي مسلم عاقل؛ لأنه من المستحيل أن يمكن للدعاة أو لبعض الدعاة أن يجمعوا كل المسلمين على اختلاف نزعاتهم،

ص: 196

ومذاهبهم، بل ونزغاتهم، وأحزابهم في كتلة واحدة قائمة على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح

(حصل هنا انقطاع صوتي)

الشيخ: .. [مصدقاً] لقول رب العالمين: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119].

وللحديث حديث الفرق الذي أشرت إليه آنفاً، ولكن على الأقل الذين يريدون أن يسلكوا سبيل الله وسبيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي حكى ربنا عز وجل عنه في القرآن أنه أمره أن يقول:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

هؤلاء يجب أن يتكتلوا على هذا الأساس، وتكون هي الفرقة الناجية، فيوم تتكتل هذه الجماعة على هذه الفهم الصحيح للإسلام الصحيح ويُرَبَّون تربية صحيحة ككتلة وكجماعة، فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله تبارك وتعالى.

أما الخروج عن هذه الدعوة وإشغال عامة المسلمين بشيء آخر، فهو انحراف خطير سيكون عاقبة هذا الانحراف أن يصاب جماعة السلفيين لا سمح الله بمثل ما أصيبت جماعات الأحزاب الأخرى، أن يظلوا سنين طويلة وطويلة جداً، وهم يدعون .. ويعملون، ولكن القاعدة التي أشرت إليها آنفاً:(مكانك راوح).

ولئن يستفيد الدعاة السلفيون هداية فرد فضلاً عن أفراد يدعونهم إلى الكتاب والسنة ويربونهم تربية صحيحة على هذه الدعوة خير لهم من أن يجمعوا ويكتلوا آلافاً بل ملايين من البشر، وهم لم يفهموا الإسلام ولم يؤمنوا

ص: 197

بالإسلام الذي أنزله الله عز وجل على قلب محمد عليه السلام، وبالتالي لم يُرَبَّوا التربية على هذا الأساس من الفهم الإسلامي الصحيح.

لذلك نحن ننصح أن يتراجعوا

عن توسعهم في دعوتهم، وعن اعتذارهم المحكي في السؤال؛ لأن هذا العذر في الحقيقة هو كما يقال: عذر أقبح من ذنب؛ فلا يكلف نفساً إلا وسعها.

والغلو في الدعوة دون القيد المذكور آنفاً كما ذكرت أيضاً في

كلامي السابق أن عاقبة هذا الغلو هو الانهيار كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل» .

فإذاً: علينا أن نظل ندعوا الناس كل الناس إلى فهم الكتاب فهماً صحيحاً، مبتدئين بالعقيدة التي هي أساس النجاة يوم القيامة، ثم بما يجب بعد ذلك من معرفة الفرائض العينية، ثم الفرائض الكفائية التي إذا قام بها البعض سقط عن الباقين، وهذا يَجُرُّني إلى التنبيه إلى شيء من الغلو الذي وقع المسلمون اليوم؛ حتى بعض الدعاة، وهو:

أصبحت كلمة الدعوة والدعاة في اعتقادي هي من بدعة العصر الحاضر، وأنا في ظني أنكم سوف لا تسمعون هذا الكلام من غيري، لكنه الحق، و {لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [الذاريات: 23].

الدعوة اليوم والدعاة أصبح كأنه أمر فرض عيني على كل مسلم، ولو كان لا يعرف من الإسلام شيئاً، والمثال تعرفونه اليوم في كتلة إسلامية ضخمة جداً يخرجون إلى الدعوة بزعمهم، ويسمون هذا الخروج بالخروج في سبيل الله،

ص: 198

وأكثر الذين يخرجون كما يقولون في سبيل الله كما يقولون في بعض البلاد العربية: لا يفرق بين الخمسة والطمسة، وبين الألف والمسطيجي.

هؤلاء ماذا يفعلون؟ هؤلاء دعاة. دعاة إلى ماذا؟ إلى الإسلام!

يا جماعة اتقوا الله، فاقد الشيء لا يعطيه، اجلسوا في بلادكم وتَحَلَّقوا واجتمعوا في مساجدكم، واتلوا كتاب الله تبارك وتعالى وتدارسوه بينكم، وتفقهوا في الكتاب والسنة؛ حتى تكونوا على بينة، وتكونون كما قال عليه السلام:«من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» .

نعلم أن كثيراً من هؤلاء وهم رؤوس هؤلاء يأتون بأعمال مستنكرة، إما جهلاً وإما تجاهلاً، إما جهلاً بالإسلام، وإما من باب القاعدة الكافرة التي لا أصل لها في الإسلام، ومع ذلك فبعض الدعاة الإسلاميين ينتسبون إليها ويعملون بها، ألا وهي: الغاية تبرر الوسيلة.

فقد بلغنا أن جماعة من هؤلاء الدعاة وصلوا إلى قرية، فوجدوا أهلها يطوفون بقبر ولي زعموه ولياً، فرئيس الجماعة هؤلاء طاف حول القبر مع القوم، لماذا؟ قال: ليتألف قلوبهم!

أهكذا يأمر الإسلام؟ ! الإسلام يقول لنا منذ خمسة عشر قرناً: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94]. ولا يقول: اعمل عمل الجاهلين، وكلنا يعلم مبلغ اهتمام الرسول عليه الصلاة والسلام في مخالفة مظاهر الشرك حتى ولو كانت لفظية وليست عملية كالطواف حول قبور الأولياء والصالحين، حتى باللفظ الذي قد يصدر من بعضهم خطأ بغير قصد ونية سيئة، فكلكم يعلم الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن أبي واقد الليثي:«أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في سفر لما مر أصحابه وهو معهم بشجرة ضخمة من شجر السدر، فقال بعض أصحابه عليه السلام: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط» .

ص: 199

هذه الشجرة كان يُعَلِّقون عليها أسلحتهم، فقال بعضهم:«اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط» يعني: تعليقات تعلق عليها الأسلحة.

فقال عليه السلام: «الله أكبر! هذه السنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: {اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]» .

انظروا اهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قطع دائرة الشرك حتى بلفظ خرج من اللافظ به دون أن يقصد معنىً شركياً، ولما هذا اللفظ شابه لفظ المشركين القدامى من اليهود:{اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، لمجرد هذه المشابهة اللفظية قال:«الله أكبر! هذه السنن، لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى .. » إلى آخر الحديث.

فكيف يستجيز مسلم عالم بالإسلام القائم على الكتاب والسنة أن يعمل عمل المشركين، وأن يطوف مع القوم الضالين، لماذا؟ قال: ليتألفهم وليكسب قلوبهم، قال تعالى لنبيه مؤدباً لنا في مخاطبته إياه:{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74].

فما يجوز للمسلم وبخاصة إذا كان داعية يريد أن يعلم من حوله أن يشارك الناس في ضلالهم، بحسبه أن يخالطهم ليعلمهم ويوجههم، أما أن يشاركهم في الضلال، فهذا هو عين الضلال.

لذلك ما يقع في مثل هذه المخالفة الشرعية إلا من كان لم يؤدب على ما ندعو الناس إليه من الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح.

هذا ما عندي جواباً عن ذلك السؤال، ولعله لم يفتني شيء.

فإذاً: ننتقل إلى السؤال الثاني.

(الهدى والنور / 280/ 00: 30: 00)

ص: 200