الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمل السياسي في الجزائر
مداخلة: شيخ يعني الأخوة في الجزائر وعملهم هذا ودخولهم المعترك السياسي هذا خطأ؟
الشيخ: ما ننصح .. ما ننصح في هذه الأيام بالعمل السياسي في بلد من بلاد الإسلام؛ لأن الذين يريدون أن يعملوا العمل السياسي يجب عليهم أن يكونوا قد تربوا على الإسلام تربية صحيحة، وآنفاً قلت في الجواب المختصر أن الأساس هو التصفية والتربية فهل وجدتم جماعة ما نقول اثنا عشر ألف وإنما نقنع الآن مبدئياً بألف عُلموا التعليم الإسلامي الصحيح أي المصفى سواء ما كان منه متعلقاً بالعقيدة أو بالعبادة أو بالسلوك وربوا على ذلك برهة من الزمن طويلة، واجتمعوا حتى كانوا على قلب رجل واحد؟ أنا في علمي لا أجد هؤلاء على وجه الأرض اليوم، فإذا ما دخلوا في العمل السياسي جرتهم السياسة إلى الحظوظ النفسية وكان ذلك مدعاة وسبباً للانشغال عن الدعوة التي هي أولاً التعليم الصحيح ثم على التربية الصحيحة، فنحن لا نجد اليوم بلدة فيها أو قرية فيها ألف رجل مضى عليهم سنين طويلة وهم عندهم علماء وليس عالم واحد وهم يشتغلون بالتصفية والتربية معاً، ولذلك أنا قلت في بعض الأجوبة التي وجهت إليّ وأكررها أنا أرى اليوم من السياسة ترك السياسة، ولا أعني أنه ليس هناك في الإسلام سياسة، كيف وشيخ الإسلام ابن تيمية قد ألّف رسالته المشهورة والمعروفة بالسياسة الشرعية، لكن أريد من هذا ألا نستبق النتائج قبل أن نحقق المقدمات وإلا فالحكمة التي يقولها بعض الناس هي تنطبق تماماً اليوم من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه، ثم نحن بخاصة نحن معشر السلفيين دائماً ندندن حول قوله عليه الصلاة
والسلام: خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه، وآله وسلم، فهل اشتغل الرسول عليه السلام في أول ما بعث بالسياسة أم بالدعوة؟ الجواب المتفق عليه هو الدعوة، لكن الشيء الذي يغفل عنه كثير من الدعاة الإسلاميين فضلاً عن غيرهم أنهم لا يلاحظون الفرق بين العلم الذي كان ينزل فوراً من السماء على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة ثم هو ينقله من فمه إلى آذان أصحابه، ثم يربيهم
على ذلك التربية سنين طويلة لا يلاحظ الدعاة الإسلاميون اليوم الفرق بين ذلك الوقت وبين وقتنا الحاضر، نحن قد عُرفنا إسلاماً مع الأسف الشديد ليس هو الإسلام الذي نزل على قلب محمد عليه السلام بل ورثناه إسلاماً خليطاً ممزوجاً بأشياء يتبرأ منها الإسلام وأظن أنك والحاضرين جميعاً لستم بحاجة إلى التفصيل وضرب الأمثلة خاصة فيما يتعلق بالعقيدة ثم بالعبادة ثم بالسلوك، فاليوم نحن إذا أردنا أن نعمل عملاً سياسياً كما بدأ الرسول عليه السلام فيه في العهد المدني علينا أن نحقق الخطوة الأولى وهي التي تجب علينا اليوم مما لا بد منه وهو التصفية، الإسلام يومئذ كان مصفىً اليوم ليس مصفىً، فإذا أردنا أن نصفي الإسلام ولكي يثمر ثمرته الأولى فلا بد أن يعود سيرته الأولى في صفائه ونقائه، هذا من حيث العلم، ثم لا بد من قرن هذا العلم بتربية المدعوين إليه تربية مديدة قد تأخذ السنين الطويلة، هذه النقطة في اعتقادي كل الجماعات الإسلامية اليوم التي تحرص على العمل السياسي والتنظيم السياسي يتغافلون أو يجهلون وأحلاهما مر كما يقال، لذلك فيوم يتكتل الألوف المؤلفة من المسلمين على هذا الإسلام المصفى الذي لم يقدم بعد إلى جماعة ما ويوم يربوا هؤلاء الجماعة على هذا الإسلام المصفى، يومئذ نكون قد بدأنا النواة للعمل السياسي نعم.
(الهدى والنور / 352/ 04: 45: 00)