الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من تُعَرَّض للسجن من أفراد جبهة الإنقاذ
مداخلة: السؤال يا شيخنا هو الآتي: هذه الجماعة في بلادنا وهي التي تسمى بجماعة الإنقاذ وقد استجن طائفة منهم، هل يؤجرون على هذا السجن؟
الشيخ: نحن نقول هل هم مأجورون أو غير مأجورين علمه عند ربي، كمثل مسألة اجتهد فيها رجل من أهل العلم أو من طلاب العلم فأخطأ، نحن لا نستطيع أن نقول هو مأجور أو هو غير مأجور، وإنما نستطيع أن نقول كما قال الرسول عليه الصلاة السلام في الحديث الصحيح المشهور:«إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد» .
إذاً: الأجر مرتبط بالاجتهاد في أيِّ مسألة لمن كان أهلاً للاجتهاد، فهؤلاء الذين تسأل عنهم أو غيرهم علمهم عند ربي، هل هم اجتهدوا أولاً أم لا؛ لأن هناك فرق بين إنسان يجتهد ويفرغ جهده لمعرفة الحكم الشرعي أو لمعرفة أن هذا العمل ينبغي الإقدام عليه أم لا، فهذا ينبغي أن يتقدمه الاجتهاد، هذا أولاً، وثانياً هل هذا الذي تقدم إلى الاجتهاد فعلاً هو من أهل الاجتهاد، فهنا إذاً قضيتان أولاً: هل اجتهد أم لا؟
القضية الثانية: هل هو من أهل الاجتهاد أم لا، فإذا توفر الشرطان أي: هو من أهل الاجتهاد، واجتهد فأخطأ فهو مأجور، فإذا اختل أحد الشرطين فهو مأزور غير مأجور، ونحن لا نستطيع أن نعمم الحكم سلباً أو إيجاباً، أي: أن
نقول هو مأجور أو غير مأجور بالنسبة لكل فرد من الأفراد الذين يتقدمون إلى فتوى ما، أو عمل ما، أو جهاد ما، أو قل ما شئت، هل اجتهد أم لم يجتهد، هل هو من أهل الاجتهاد أم ليس من أهل الاجتهاد، نقول هذا لأن الحكم على الفرد هو أخطر شيء في الإسلام وبخاصة إذا ترتب منه توزيره وربط ذنبه ونحن لسنا على اليقين من ذلك، لكن من حيث الواقع نحن نعلم أن هذه الأمور التي يفاجأ بها العالم الإسلامي اليوم هي خطأ بالمائة مائة، لكن البحث ليس هل هذا هو خطأ، إنما البحث هل الذي اجتهد هو مأجور أو هو مأزور، ولذلك التفصيل الذي ذكرته من الناحيتين لا بد أن يلاحظ.
(الهدى والنور /623/ 39: 14: 00)