الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جميل الرحمن وإقامة دولة
داخل أفغانستان
السؤال: بالنسبة إذا ما تيسر للشيخ جميل الرحمن قيام دولة أو دويلة في منطقة كمار التي حُرِّرت -والحمد لله تعالى- من أيدي الشيوعيين تماماً وبها الآن محكمة وفيها قاضي شرعي لكن هذه المحكمة طبعاً ما عندها السلطة والقوة الكاملة لاختلاط جماعة جميل الرحمن بغيرهم، فإذا ما تمكن من ذلك هل يشرع له هذا بإقامة دويلة وإقامة حدود وطبعاً هذا يترتب عليه أمر آخر وهو أنه قد يقاتَل مِنْ غيره من الأحزاب الأخرى لعلمهم بأن ذلك قد يدرك قوتهم ويقوي الشيخ جميل رحمن فهل يشرع قتالهم إذا ما قاتلوه وبدؤوا بالقتال أم لا وأين ذلك مما يترتب عليه من الأحكام؟
جواب الشيخ: أنا كما قلت آنفاً لأنه وجه لي هذا السؤال وجوابي لا يزال كما كان، أن الذي أفهمه من قواعد الشريعة أن من كان بهذه المثابة، وفي ذالك المكان المحاط بأحزاب كثيرة، ولو أنها أحزاب إسلامية، ولكنهم يختلفون مع الحزب السلفي هذا اختلافاً كثيراً أو قليلاً، فكرياً أو سياسياً، فأنا لا أنصح بأن يكون هذا الحزب -إذا صح أن نسميه حزباً- الحزب السلفي والأحسن أن نطلق عليهم الجماعة السلفية، لا أنصح بأن يبدؤوا مقاتلة إخوانهم في الإسلام وفي الدين على ما بينهم من اختلاف جذري أو سطحي، ولكن عليهم أن يستعملوا الحكمة وأن يتعاطوا السياسة الشرعية مع من قد يحول
بينهم وبين نشر الدعوة السلفية فلا يبادئهم، ولا يبادرهم بالقتال إلا إذا هم بادؤوه، وحتى هم إذا بادؤوه بالقتال وكان بإمكانه أن يكون عبد الله المظلوم، ولا يكون عبد الله الظالم، فهذا الذي أنصح به، وأن يهتم فقط بالدعوة، لا يهتم بالسياسة التي تتطلب الحكم، مادام أنه لا يجد من حوله من الأحزاب الإسلامية يسايره، ولا أقول يساعده، على الأقل لا أجد من يسايره ويسكت عنه هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن الآن نجد كيف أن نشاط الجهاد الأفغاني الذي عرف طيلة هذه العشر السنين كيف وقف الآن؛ والسبب في اعتقادي واضح، وإن كنت أنظر للمسألة من بعيد، ومن كان قريباً فنظره أقرب إلى الصواب، لماذا الآن توقف النشاط الجهادي في تلك البلاد؟ أنا اعتقد لسببين اثنين:
السبب الأول: خارجي يعود إلى أعداء الإسلام، الذين يترقبون أي فرصه تسمح لهم للقضاء على الإسلام والمسلمين.
السبب الثاني: هو نابع من أنفسهم كما نسمع الآن من الاختلاف القائم بين الأحزاب، فلو افترضنا أن هذه الأحزاب كانوا كلهم كتلة واحده، فيبقى الخطر الأول الخارجي محيطاً بهم، وهو الذي يضطرهم الآن إلى أن لا يتقدموا في الجهاد؛ لأننا نعلم أن الشعب المجاهد ينبغي أن يكون سلاحه نابعاً من عنده، وليس مسؤولاً أو مشحوذاً شحاذة من غيره، وبخاصة إذا كان الغير إذا صح التعبير، هو من اعداء الإسلام والمسلمين، فنحن نرى هذا التلكؤ وهذا التباطؤ في الاستمرار في النصر سببه انقلاب بعض من كان يشده من أجل الجهاد الأفغاني لمصلحة، فلما رأى أن هذا الجهاد إذا ما وصل إلى آخر مداه سيصبح ضده أخذ يتباطأ في مده بالسلاح. فوقف ذلك النشاط.
مداخلة: هذا الواقع.
الشيخ: الذي عهدناه من قبل، إذا كان هذا بالنسبة للمجاهدين كلهم على اختلاف مذاهبهم ومناهجهم، فأنا لا أتصور أبداً أن دويلة صغيره ممكن أن تقوم بين هذه الأحزاب الإسلامية، والحالة كما نشاهدها الآن من الدول التي يُسَمُّونها بالعظمى، وهي كلها متفقه على شيء فقط، وهو محاربة الإسلام.
لذلك فأنا أرى أن الشيخ جميل الرحمن لا يُفَكّر بالعمل السياسي، وإنما ينشط ويوجه كل نشاطه وكل قدراته إلى بث الدعوة السلفية بين القبائل الأفغانية وبين أفرادها جميعاً إلى أن يأذن الله عز وجل لهذا الشعب بفضل غيره من الشعوب الإسلامية أن تهيأ لهم الأسباب ليقيموا الدولة المسلمة
…
فالله عز وجل على كل شيء قدير، ولكن الواجب على كل شعب مسلم أن يتخذ الأسباب سالكاً في هذا الاتخاذ سبيل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي يخاطبنا عز وجل في كتابة بقوله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} [الأحزاب: 21]، ونحن نعتقد أن هذه البرهة القصيرة قصيرة بالنسبة للشعوب، والأمم لا يكفي أن يتمكن فيها الداعية أن يبث الدعوة؛ بل الأمر يحتاج إلى زمن أطول، ويحتاج إلى ناس وأفراد يكونون عوناً له في نشر الدعوة من أهل العلم، وهذا كما ترون مع الأسف غير موجود، ليس فقط في تلك البلاد، بل يكاد يكون الأمر عاماً في أكثر بلاد الإسلام، ولهذا فأنا لا أرى إطلاقاً أن يستعمل السلاح ولو وقف حزب أو أحزاب أخرى في وجهه، وإنما يظل هو كما هو شأن الدعاة الإسلاميين في البلاد الأخرى التي يحكمها حكام لا يهتمون كثيراً -هذا أقل ما يقال- للدعوة للإسلام، وتعليم المسلمين، وتعريفهم بدينهم وعلى المنهج الإسلامي الصحيح، هذا خير من أن تسيل
الدماء بين المسلمين من كل من المتحاربين، ولا يستفيد من وراء ذلك لا هذا ولا ذاك، وإنما يستفيده أعداء الإسلام، هذا الذي أراه بالنسبة لهذا السؤال.
السائل: شيخي أنا هذا الكلام طبعاً الحمد لله كلام جيد نسأل الله عز وجل أن ينفعنا به، وجميل الرحمن الحمد لله يقوم بهذا الواجب، يعني له الآن أكثر من أربعمائة مدرسة، والحمد لله .. طبعاً هي مدارس ليست كمدارسنا بعضها
…
الشيخ: على كل حال له أسوة مما مضى.
مداخلة: وفيها طبعاً الحمد لله التوحيد، وكذا كما ذكرت المرة الماضية، ولكن يبقى شيء أن هؤلاء لا يتركونه للدعوة، لا يتركونه يدعو، يعني مسألة الخطف أو القتل لمن يدعو، هذه مسألة سهله جداً، وإذا علموا أن هذا الرجل ليس له في القتال وليس له جماعة تجاهد، أصبح الأمر أعظم، وتداعوا عليه أكثر، فنريد توضيح هذه النقطة شيخنا ما رأيكم فيها؟
الشيخ: ما فهمته؟ طيب يعني ما هي الحيلة؟
السائل: لا الحيلة هذا السؤال ما العمل إذا مثلاً كان يدعو إلى الله عز وجل، وأراد أن يحافظ فقط على المنطقة التي يملكها؛ لأن هناك كل حزب من الأحزاب في منطقة معينة له أكبر السيطرة ومعظم السيطرة، وعنده القوة الفعلية للدفاع عن هذه المنطقة، لكن الإشكال هل يشرع له إذا ما هاجمه هؤلاء، وهو يدعو فقط إلى التوحيد وإلى العقيدة؛ لأنهم لن يتركوه على ما رأيناه طبعاً من الواقع الموجود، لأن عندهم تعصب عجيب، يعني السنة صغيره جداً يقيموا عليها الدنيا ويقعدوها، فما بالكم بالعقيدة، وطبعاً رئيس
هذه الحكومة لعله بلغكم ذلك، رجل صوفي يقول بأن الأبدال الأربعة يتحكمون في الكون.
الشيخ: الله المستعان.
السائل: فهذا رئيس الحكومة الوهمية لهذه ..
الشيخ: المؤقتة يعني كما يقولون.
السائل: فما هو عمل هذا الرجل إذا ما هاجمه هؤلاء، وهو يدعو فقط، وخاصة إذا ما علموا ضعف منه، ازداد هجومهم عليه وعلى جماعته بالقتل فعلاً، ما عندهم هذا التفاهم، إذا استطاع هو الرجل في ذاته الحمد لله فيما علمنا عنه أنه حريص جداً على حقن الدماء، وعدم سفك الدماء إلى آخر حد، ولكن الإشكال كله إذا ما اضطروه لذلك؟
جواب الشيخ: على كل حال أنا سبق أن أجبت، يعني في فكري وفي رأيي سبيلين:
السبيل الأول: الدفاع عن النفس وهذا جائز، لكن مع ذلك قلت آنفاً:(انقطاع) كن عبد الله المظلوم ولا تكن عبد الله الظالم. واضح أظن جوابي.
(الهدى والنور/286/ 35: 12: 00)