الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم الانتفاضة الفلسطينية
مداخلة: طبعاً نسألك على الانتفاضة الفلسطينية يعني: لها الآن أكثر من سنة ونصف ونحن نرمي اليهود بالحجارة، وربما تصل الحجارة إلى رؤوسهم أو لا تصل، فما رأيكم يعني: في ضرب اليهود بالحجارة أو استمرار الانتفاضة بهذا الشكل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب: نحن رأينا في المسألة منذ بدأت الانتفاضة، وبدأت الجرائد من كل ناحية وصوت، تمجد بها وهي تستحق التمجيد من حيث الشجاعة والبطولة، ولكن الأمر كما قيل:
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فنحن إذا نظرنا إلى أولاً: النصوص الشرعية، وثانياً: إلى السيرة النبوية لوجدنا أن الأمر كان يحتاج إلى استعداد من نوعين اثنين:
أحدهما: الاستعداد النفسي، وإن شئت قلت التربوي.
والآخر: هو الاستعداد المادي، فكلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبث في مكة، وهو يعاني هو وأصحابه العذاب الشديد من بغي كفار قريش عليه وعلى أصحابه حتى كان من حِكْمة الله تبارك وتعالى أن أذن لمن شاء منهم أن يهاجروا، ولو إلى الحبشة، ثم أذن الله تبارك وتعالى لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم أن يهاجر من مكة إلى
المدينة، وتبعه من استطاع أن يتبعه وبقي هناك ضعفاء المؤمنين لا يزالون يلعقون أشد العذاب، التاريخ معروف لدى الجميع.
والشاهد: أن الأمر في كل مكان الآن: مما يصاب به المسلمون يطالبون به أو فيه بعدم استعجال الأمور، ويطالبون بالإعداد لمجاهدة الكفار وإخراجهم من بلاد الإسلام إلى بلاد الطغيان والكفر في سائر البلاد التي هاجروا منها إلى بلاد الإسلام، ولذلك قال تعالى في القرآن:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
فلاشك في اعتقادي أن مثل هذه الانتفاضة كما هو في الأمر السابق تماماً، لكن الآن بصورة أوضح: لم يكن هناك أي استعداد لمجاهدة هؤلاء الكفار الذين احتلوا البلاد، لا من الناحية النفسية التربوية، ولا من الناحية المادية الاستعدادية السلاحية.
والأمر الثاني واضح جداً: وهذا يُعَبِّر عنه صورة سؤالك بأن مقابلة الرصاص المختلف أشكاله وأنواعه بالرمي بالحجارة، فهذا كما يقول المثل العامي في سوريا وربما في بلاد أخرى: إبرة لا تقابل مخرز.
لذلك أرى أنه لا نتيجة من هذه الانتفاضة والواقع مع الأسف الشديد يشهد؛ لأنهم حاصرين عليهم سنتين كاملتين، وهم على التعبير العسكري مكانك راوح، وبخاصة أن الدول العربية والحكومات المستعدة استعداداً لا بأس به من الناحية المادية، ومن الناحية السلاحية، أما الاستعداد الأول والأهم، فهذا لا شيء منه إطلاقاً، مع ذلك فلا يمدون إخواننا هناك بنوع من السلاح إطلاقاً، ولذلك أنا إن لم يمد الله تبارك تعالى هؤلاء المسلمين في هذه البلاد بمعجزة خارقة للعادة يتغلبون بها على أعدائهم، فما هم فيه من الضعف
المعنوي والمادي لا يؤهلهم للنصر؛ لأن الله عز وجل قد دمغ النصر بمثل قوله: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7].
مداخلة: استكمالاً للسؤال يعني؟
الشيخ: خير إن شاء الله.
السؤال: طبعاً يعني: بالنسبة للانتفاضة قامت نتيجة خطوط معينة معروفة، نحن شعرنا بها، وإن توجهت الآن بتوجيه أو بتخطيط من قبل ثلاث اتجاهات وهي حركة المقاومة الإسلامية التي تتمثل بحماس أو الإخوان المسلمين، أو الجهاد الإسلامي، أو الذي هي طبعاً القيادة الموحدة التابعة طبعاً للمنظمات تبعنا، نعم.
فبالنسبة لنا نحن لا نستطيع أن نوقفها الآن؛ لأن إذا وقفناها ستزيد الضغوط الاقتصادية علينا يعني: إن كان الآن غير مستمرة يعني: الاقتصاد طبعاً انهار كلياً، خصوصاً بعد نزول الدينار.
الشيخ: خصوصاً ماذا بعد ماذا؟
مداخلة: بعد نزول الدينار الأردني؛ لأنه تعود الناس بالدينار.
وجابوا طبعاً لهم خط بذلك يعني: هو إذلالنا، وهم نفس يريدون وقف الانتفاضة بأي شكل يعني: أرهقتهم يعني: الجندي يقابل الحجر ببارودة أو برصاصة فهو يتعب نفسياً أنه هو فقط مجهز أنه يقود أو يقابل جيش، فيقابل حجر فربما تكون المعنوية النفسية لليهود تعبانة حالياً جداً، لكن مش عارف بالنسبة لفضيلتك بوقتها أو؟
الشيخ: والله بالنسبة لإيقافها والأمر كما تقولون أنت، فهنا لا أستطيع أن أعطي جواباً، وإنما أقول الجواب التقليدي: أهل مكة أدرى بشعابها، وصاحب الدار أدرى بما فيها، لكن الأصل: كان ينبغي التريث والإعداد الروحي والبدني في آن واحد؟
(الهدى والنور /233/ 41: 00: 00)