الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول هيئات الإغاثة في البوسنة
الملقي: يا شيخ ما يدل على أن المعلومات تتسرب لكل داخل إلى البوسنة أن المكان الذي كنا نمشي عليه قبل ساعات أخذه الصرب.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: فهناك مناطق ضعيفة جداً يعرفونها أولاً بأول، وكل من يمر تصل المعلومات إلى أنه يمر في الآن في نقطة كذا في كذا في كذا، يعني حفظ الله عز وجل هو الذي كان معنا.
الشيخ: لذلك أنا سألت كيف الطريق إلى الوصول إلى مكان الدعوة، هل هو آمن والا هو على خطر؟
الملقي: نعم، جيد، نعم. الأمر الآخر لا بد من كلمة توجيهية منكم -حفظكم الله تعالى- أن هناك من الهيئات ما يقارب أربعة وعشرين هيئة تقريباً وكلها تجمع الأموال.
الشيخ: هذا طبيعة المسلمين اليوم.
الملقي: ولكن للأسف لا تستطيع
الشيخ: متفرقون في كل شيء.
الملقي: أن تنسق فيما بينها لتعين كل جهة وتعطيها ما ينقصها، وليتكم تشيرون إلى هذه المؤسسة يعني فيما لاحظتموه في كلامنا، أنها تسعى إلى الدعوة ولا تتعجل لتجعل شعارها في هذا المخيم أو تجعل لها صورة إعلامية تصور وبعد ذلك تنشر، فلو كلمة توجيهية إلى هذه الهيئات التي
…
الشيخ: من بعد خراب البصرة.
الملقي: لا تخلص في عملها.
الشيخ: بعد خراب البصرة لا يفيد الكلام -بارك الله فيك-؛ لأن أكثر الأعمال ولا نستطيع أن نعمم ليست لوجه الله، إنما هو إما لإبداء أنهم يعملون للإسلام وهم لا يعملون للإسلام؛ لأن العمل للإسلام ليس عملاً مادياً كما يعمله الكفار، فالكفار يعاون بعضهم بعضاً، ولكن أمرهم كما قال الله عز وجل:{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]، فالعمل في الإسلام لا يجدي إلا إذا كان خالصاً لوجه الله عز وجل، ترى الجماعات التي كانت تجاهد في سبيل الله في أفغانستان، ترى هل كانت كلها تبتغي وجه الله عز وجل، وكما جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي موسى الأشْعَرِي رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله الرجل منا يقاتل شجاعة، هل هو في سبيل الله؟ قال:«لا» ، قال: الرجل منا يقاتل عصبية هل هو في سبيل الله؟ قال: «لا» ، الثالث وربما رابع كل واحد يسأل سؤالاً: هل هو في سبيل الله؟ يكون الجواب هو الجواب: «لا» ، قال: فمن هو في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» ، كذلك المبرات والإعانات هذه تساق نفس المساق من كان منهم ينفق في سبيل الله فهو المفلح، وإلا فهو الخاسر، فلا غرابة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرن مع المجاهدين في
سبيل الله قسمين آخرين: أحدهما العلماء، والآخر هم الأغنياء، فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: عالم، ومجاهد، وغني، يؤتى بالعالم يوم القيامة فيقال له: أي عبدي ماذا عملت بما علمت؟ فيقول: يا رب نشرته في سبيلك، فيقال له: كذبت، إنما علمت ليقول الناس: فلان عالم، وقد قيل؛ خذوا به إلى النار. ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له: ما عملت فيما أعطيتك من قوة؟ فيقول: يا رب قاتلت في سبيلك، فيقال له -أيضاً-: كذبت، إنما قاتلت ليقول الناس: فلان شجاع، وقد قيل؛ خذوا به إلى النار.
ثم يؤتى بالغني فيقال له: ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال؟ فيقول: يا رب أنفقته في سبيلك، فيقال: كذبت، إنما فعلت ليقول الناس: فلان كريم، وقد قيل؛ خذوا به إلى النار»، قال عليه الصلاة والسلام:«فهؤلاء الثلاثة هم أول من تسعر بهم النار» ، لذلك هذه الهيئات الله أعلم بمن كان منها نيتها لوجه الله عز وجل، ولذلك لا تعطي ثمارها؛ لأنها ليست خالصة لوجه ربها تبارك وتعالى، ولكن نكاد نقع في اليأس من تذكير هؤلاء ووعظهم؛ لأنهم ربوا على هذا ونشؤوا على هذا، فلم يبق هناك فائدة من تذكيرهم؛ لأن الأمر يحتاج إلى تربية الشباب المسلم منذ نعومة أظفارهم على أن يكون عملهم كله لله عز وجل، سواء كان علماً أو كان جهاداً أو كان إنفاقاً أو أي شيء من الأمور التي تتعلق بالمجتمع الإسلامي، فنسأل الله عز وجل أن يهدي أمتنا إلى الرجوع إلى أحكام دينها فقهاً وعملاً:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3]، والله المستعان، نعم.
(الهدى والنور / 547/ 09: 05: 00)
الملقي: سؤال: بعض الهيئات ترى أنه لا بد من تصوير الفيديو لهذه المخيمات لاستعطاف الناس ولذلك يأتي المال وبذلك إلى غير ذلك؟
الشيخ: مبين المكتوب من عنوانه.
الملقي: نعم.
الشيخ: الله أكبر، شو استفادوا الأفغانيون من الصور التي كانوا ينشرونها للمجاهدين، ذهب كل ذلك أدراج الرياح، تفضل.
(الهدى والنور / 547/ 52: 11: 00)
الملقي: ما هو موقف أهل الخير من أصحاب الأموال؟ ما الذي يجب عليهم أن يفعلوه؟
الشيخ: أعد علي -بارك الله فيك-.
الملقي: أقول: إذا كانت هذه الهيئات أو هذه المؤسسات يعني لا يوثق بأكثرها فما هو موقف أصحاب الأموال، ما هو الذي يجب عليهم أن يفعلونه قبل أن يدفعوا هذا الأموال وهم .... ؟
الشيخ: يجب أن يتحروا أولاً الذين يخلصون لله عز وجل حينما يستلمون الأموال من الأغنياء ويضعونها في أماكنها المشروعة، لا يبتغون من وراء ذلك مالاً، وإنما يبتغون ثواب الله عز وجل، وعلى أهل العلم أن يذكروا بهذه الحقائق أنه ليس كل مال يدفع هو ينفع، ليس الأمر كذلك، إنما ينفع ما كان خالصاً لوجه الله عز وجل، كما جاء في الحديث المروي في مستدرك الحاكم عن أبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «والمجد والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عملاً للدنيا فليس له
في الآخرة من نصيب»، فهذا هو الموقف الذي يجب أن يكون تجاه الأغنياء الذين ينفقون أموالهم أن يوجهوا بأن يضعوا أموالهم في الأماكن التي تنفع الأموال فيها، لكن أزيد في الجواب أنني أخشى ما أخشاه أن هذه الأموال كما جمعت من طرق غير مشروعة، فهي تذهب بطرق غير مشروعة، أنا أعتقد أن من النادر جداً جداً، أن تجد رجلاً غنياً ماله غير مشوب وغير مخلوط بالحرام؛ لأن هذه الأموال التي تجمع تودع في البنوك، على اختلاف أسمائها ومعاملاتها، ولذلك فتجد الرجل منهم يصبح غنياً ما بين عشية وضحاها، فالمال كما يأتي يذهب، فإذاً نحن علينا أن ننصح هؤلاء الأغنياء بأمرين اثنين: أولاً: تحسين طريق كسبها. وتحسين طريق صرفها. فإذا اختل أحد الأمرين لم تكن نافعة إطلاقاً، هذا ما يحضرني من الجواب عن السؤال، وجزاك الله خير.
(الهدى والنور / 547/ 35: 12: 00)