المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني - جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى - جـ ١٠

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

- ‌القضية الأفغانية

- ‌مجالس حول الجهاد الأفغاني

- ‌مجلس حول الجهاد الأفغاني

- ‌القول بأن الجهاد الأفغاني فرضعين على الأفغان وكفائي على غيرهم

- ‌جميل الرحمن وإقامة دولةداخل أفغانستان

- ‌حكم الأفغان خارج أفغانستانوالذين يحاربون مع الشيوعيين

- ‌السبايا في حرب الأفغان

- ‌جريدة ناطقة باسم السلفيين فيأفغانستان ونصيحة للمجاهدين الأفغان

- ‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌حكم الجهاد في أفغانستانلغير الأفغانيين

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌باب منه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان؟ وهل يختلفالحكم باختلاف صحة معتقد المجاهدين هناك

- ‌هل الذهاب إلى أفغانستان لمن لا يعرفالعقيدة الصحيحة خطر عليه

- ‌حكم الجهاد في أفغانستان

- ‌الإعداد العسكري

- ‌هل طلب العلم مُقَدَّم علىالجهاد في أفغانستان

- ‌الجهاد الأفغاني آمال وآلام

- ‌من يذهب إلى الجهاد فيأفغانستان لِمُدَد قصيرة

- ‌كم يبقى المجاهد في أفغانستان

- ‌الدعوة في أفغانستان

- ‌هل الذي يرجع من أفغانستان يُعَدُّ فارًا من الزحف

- ‌أمراء الجماعات الذين يمنعونأتباعهم من الذهاب إلى أفغانستان

- ‌هل ينصح العلماء بالذهابإلى الأفغان

- ‌هل تراجع الشيخ عن رأيهفي حكم الجهاد الأفغاني

- ‌هل غَيَّر الشيخ رأيه فيالجهاد الأفغاني

- ‌الشيخ لا يشجع على الجهاد في أفغانستانبعد وقوع الفتنة بين الجماعات هناك

- ‌هل الجهاد في أفغانستان واجبمن غير إذن الوالدين

- ‌الجهاد في أفغانستانوإذن الوالدين

- ‌ترك السنن في أفغانستانخوفاً من المفاسد

- ‌سوء الظن بالمنضمينإلى الجهاد الأفغاني

- ‌استخراج جواز سفر للانضمامإلى الجهاد الأفغاني

- ‌تفجير النفس في أفغانستان

- ‌الشيوعيون الذي يقاتلونالمجاهدين الأفغان

- ‌التبرعات للجهاد الأفغاني

- ‌هل يجب دفع الزكاةللمجاهدين الأفغان

- ‌مساعدة المسلمين توجه إلىأي طرف في أفغانستان

- ‌لمن تدفع التبرعات فيالجهاد الأفغاني

- ‌التبرع للجهاد الأفغاني

- ‌أيهما أفضل التطوع للحجأو الصدقة للمجاهدين

- ‌الاختلاف بين المجاهدينفي أفغانستان

- ‌الاختلاف والفُرْقَة بين المجاهدين الأفغان

- ‌حول الاختلافات بين الجماعاتفي أفغانستان

- ‌تقصير العلماء في تسوية النزاعاتعلى الساحة الأفغانية

- ‌حول الخلافات التي دبَّت بين صفوفالمجاهدين الأفغان

- ‌تكفير بعض الجماعاتفي أفغانستان

- ‌فتنة التكفير الواردةمن أفغانستان

- ‌الصوفية في أفغانستان

- ‌نصيحة للمجاهدين بعد وقوعالفتنة بين الأفغان أنفسهم

- ‌لقاء الشيخ مع مجلةالمجاهد الأفغانية

- ‌لقاء الشيخ مع مجلة المجاهدالأفغانية

- ‌حول الشيخ جميل الرحمنالأفغاني رحمه الله

- ‌اتصال جميل الرحمنبالشيخ الألباني

- ‌حول مقتل جميل الرحمن

- ‌كلمة حول مقتل جميل الرحمن

- ‌القضية الجزائرية

- ‌العمل السياسيفي الجزائر

- ‌سئل الشيخ عن العمل السياسيفي الجزائر والكويت، فكان جوابه

- ‌الانشغال بالعمل السياسيفي الجزائر

- ‌الانتخابات في الجزائر

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌دخول الإسلاميين في الجزائربرلمان الدولة

- ‌العمل السياسي في الجزائر

- ‌حول الجبهة الإسلاميةللإنقاذ

- ‌نصيحة الشيخ لقادة الجبهةالإسلامية للإنقاذ

- ‌الانضمام لجبهة الإنقاذ

- ‌باب منه

- ‌حول الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌زيارة علي بلحاج للشيخ الألباني

- ‌حول خطب علي بلحاج

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌نصيحة للجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌انتخاب أفراد الجبهة الإسلامية للإنقاذ

- ‌من تُعَرَّض للسجن من أفراد جبهة الإنقاذ

- ‌نصائح للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب الجزائري

- ‌نصيحة للشعب الجزائري

- ‌نصيحة للشباب في الجزائر

- ‌متفرقات حول القضيةالجزائرية

- ‌الاعتقالات في الجزائر

- ‌الجهاد في الجزائر

- ‌الهجرة من ليبيا والجزائر

- ‌استخدام العنف في الجزائر

- ‌القضية الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد في فلسطين

- ‌قتل اليهودي

- ‌حكم الانتفاضة الفلسطينية

- ‌الجهاد الفردي في فلسطين

- ‌مهاجمة مصالح اليهود في الغرب

- ‌الموقف من المفاوضات

- ‌الصلح مع اليهود

- ‌جهاد النساء في فلسطين ورصدأموال للقتال في فلسطين

- ‌هجرة أهل فلسطين من الضفة الغربية

- ‌حكم عمل الفلسطينيين في بناءالمستعمرات الإسرائيلية وحكم استيلاءالفلسطينيين على أراضي بعضهم

- ‌العمليات الانتحارية في فلسطين

- ‌الهجرة من فلسطين

- ‌قضية البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌الجهاد في البوسنة

- ‌حول حرب البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌حول الجهاد في البوسنة

- ‌مجلس مطول حول قضية البوسنة

- ‌حول هيئات الإغاثة في البوسنة

- ‌حكم قتل البوسنيات أنفسهنلئلا يفعل فيهن الفاحشة

الفصل: ‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني

‌مجلس آخر حول الجهاد الأفغاني

مداخلة: بالنسبة للقضية الأفغانية الوالد عنده كلام حولها والشيخ أبو مالك والدكتور رفيق وكثير من المشايخ عندهم كلام، لأنهم ذهبوا.

الشيخ: تفضلوا ما عندكم نسمع ونستفيد.

مداخلة: المجاهدين الأفغان الآن كما علمت يعني أن وحدة القيادة ما هي موجودة عندهم، فهل عدم وجود وحدة القيادة يعني هل يسوغ لنا أن نوافق أو نقول لبعض المسلمين يذهبوا مع هؤلاء المجاهدين. هذه واحدة.

الثانية: موضوع الوعي السياسي، هل هذا الوعي السياسي موجود عند هؤلاء المجاهدين وقادتهم؟

الشيخ: ليس موجوداً.

مداخلة: طيب كذلك بالنسبة لموضوع العقيدة هل هي موجودة عند كل القواد؟

الشيخ: ليست موجودة.

مداخلة: إذا مثلاً نحن فرطنا في شبابنا المتعلم الواعي الفاهم للعقيدة ورمينا بهم في أحضان هؤلاء، وهؤلاء كما عرفنا وعلمنا لأنني ذهبت إلى هناك ورأيت بعض الجماعات لهم يذهب مع الجماعة، ثم بعد ذلك يأتي في جبل من الجبال من الخلف ويكون عنده حقد ويقتل بعض رفقائه، لأنه إما أن

ص: 34

يكون شيعي أو يكون أشعري أو يكون صوفي خرافي، أو شيعي، كيف نأتمن أمثال هؤلاء على شبابنا ونحن نعدهم لخير ولقيادة جيدة قيادة بها وحدة الرئاسة

الشيخ: أنا هذا بارك الله فيك هذه الأسئلة (انقطاع) في النقطة الأولى وهي: هذه البلاد أي البلاد الأفغانية هي بلاد إسلامية أم ليست بلاد إسلامية؟ وأنت سمعتني أقول في كل الأسئلة التي سألت عنها: ليسوا كذلك ليسوا كذلك .. إلخ، هل نخرج بنتيجة أن هذه البلاد هي بلاد غير إسلامية؟ أنا ما أظن أنساناً من هؤلاء الإخوان الذين أشرت إليهم وسمعنا عن غيرهم أيضاً أنهم يقولون بأن هذه البلاد بسبب ما فيها من انحراف عن الإسلام إما في العقيدة وإما في العبادة أو في غير ذلك تخرج عن كونها بلاد إسلامية وتلحق بالبلاد الكافرة والمشركة، أي: لا أتصور مسلماً لا يفرق بين البلاد الأفغانية وبين البلاد الروسية، ما أظن إنساناً يصل به الأمر إلى هذا التوحيد وعدم التفريق بين الذين هاجموا البلاد الأفغانية وهم كفار مشركون ملاحدة، وبين البلاد المهاجمة وهي بلاد إسلامية.

إذا كان الأمر كذلك كما أقول إنني لا أعتقد أن أحداً يقول في البلاد الأفغانية أنها ليست بلاد إسلامية، إذاً: يتجه الكلام في ادعاء أن هذه البلاد بلاد إسلامية، من هنا يكون منطلق البحث ونقاش رأيين متباينين، أم رأساً نورد الإشكالات السابقة وأمثالها فأنا أرى ذلك خطأ مجسداً مجسماً، فمن كان من هؤلاء كما أعتقد يوافقني على قول هذا أن هذه البلاد هي بلاد إسلامية على عجرها وبجرها حينئذٍ نقول: إذا غزيت بلاد إسلامية فما واجب المسلمين؟

ص: 35

أنا أعتقد والحالة هذه لا ترد تلك الأسئلة كلها إطلاقاً، تلك الأسئلة ترد كما كنا ولا نزال نقول: إنه إذا قامت جماعة تدعو للجهاد في سبيل الله نشترط فيها هذه الشروط كلها التي ذكرت، ونشترط على الرأس أن يكون هناك خليفة مبايع من المسلمين، لكن الدفاع عن البلاد الإسلامية غير إعلان الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية إلى بلاد أخرى، وأنا وفوق كل ذي علم عليم لا أعلم أن أحداً من علماء المسلمين يشترط حينما اتفقوا جميعاً على أنه إذا غزيت بعض البلاد الإسلامية من الكفار أنه يجب على المسلمين وجوباً عينياً أن يخرجوا لدفع هذا العدو الذي هاجم جانباً من البلاد الإسلامية، أنا لا أعلم أحداً يشترط أن تكون هذه البلاد كلها متفقة على عقيدة واحدة وعلى رأي واحد، لكن يكفي أن تكون بلاد إسلامية وكفى، إذا كان الأمر كذلك فكل هذه الإشكالات والشبهات غير واردة، كون مثلاً مما بقي في ذاكرتي مما سمعته منكم آنفاً كيف نرمي بشبابنا في ذاك المكان.

مداخلة: المعركة غير متكافئة.

الشيخ: أقول: إن هذا القول لا يرد، لأنا نحن نروي لهم في الجهاد في إقامة فرض ربنا عز وجل فرضه علينا، بعبارة أخرى: إما أن نقول إن الجهاد هذا فرض أو ليس بفرض، بل أستدرك الآن على نفسي وهذا لعله من الدقة في التعبير: مبدئياً إما أن نقول يجوز هذا الجهاد أو لا يجوز.

مداخلة: ما نقول فرض عين.

الشيخ: اسمح لي، يعني: الآن فيه عندنا ثلاث مراتب: يجوز الجهاد، هو فرض كفائي، هو فرض عيني، فالآن أنا بدأت وقلت: أستدرك على نفسي، وهذا أسلوب في البحث وطرح المسألة لتتضح للجميع، أنا الآن أقول:

ص: 36

الجهاد هناك إما أن يكون جائزاً أو أن يكون غير جائز، فأنا أنطلق من هنا، وأريد أن أتلقى الجواب: يجوز الجهاد هناك أم لا يجوز؟ كذلك أقول من عندي وأرجو أن لا يخيب الله ظني، كما قلت آنفاً ..

مداخلة: وصول أحد الطلبة وسؤال من الشيخ عنه ورد من الطالب.

الشيخ: ما أدري الإشاعة التي جاءتنا من بلادكم ما أصلها أن الشيخ في المستشفى، كثير ناس اتصلوا معنا هاتفياً حتى لأول مرة بالرغم أني أنا نادر الاتصال مع مكتب الشيخ ابن باز فاتصل أحد الموظفين عنده في الدار ولم أكن فيها، فسأل عن الشيخ وأنه كيف حاله وبخير، وبلغنا أنه في المستشفى مع أن هذا الخبر هذا كله الحمد لله طيب، وأنه ذهب إلى المسجد من الكلام هذا، ثم بعد ذلك اتصل في صهري هناك همام في جدة يعني العديد من الأخبار طبعاً كما نعمل جميعاً: وما آفة الأخبار إلا رواتها، إنسان سهواً أو عمداً يشيع خبراً غير صحيح فيتناقله الناس ويصبح خبراً متواتراً، الحمد لله ما سمعتم شيء من ذلك.

نعود إلى ما كنا فيه، كان البحث حول الجهاد في أفغانستان، فأنا لأول مرة خطر في بالي الآن بأنه طرحه بعض الأفاضل الحاضرين الآن بعض الإشكالات نقولها من بعض إخواننا هناك عندكم في المدينة، خطر في بالي أن أسير في البحث في هذه النقطة على طريقة ربما لأول مرة أتعرض لها، فأقول: الجهاد في أفغانستان إما أن يكون جائزاً وإما أن يكون فرض كفاية أو أن يكون فرضاً عينيناً، وقلت قبل ذلك: البلاد الأفغانية لأنه كان من جملة الإشكالات التي طرحت آنفاً أنه فيها أحزاب وفيها تكتلات صوفية وشيعية

ص: 37

وما شابه ذلك، وكان السؤال: هل تعتقد أن هذه الأشياء موجودة، كان جوابي طبعاً بالإيجاب: نعم نعم نعم.

لكن بعد ذلك أنا أوردت السؤال التالي وهو: على الرغم من هذه الأشياء أن هذه البلاد إما أن نقول إنها بلاد إسلامية أو أنها بلاد غير إسلامية، وزدت الأمر إيضاحاً إما أن نقول: لا فرق بين البلاد الأفغانية المهاجَمة وبين البلاد الروسية المهاجِمة، أي: هؤلاء كفار ومثلما يقولوا الآن أزيد من عندي على ما قلته آنفاً يقولوا عندنا مثل ألباني ترجمته: سن الكلب في لحم الخنزير، هل يقول مسلم بهذا الكلام، يعني: إذا هاجم الروس بلاد الأفغان شو يقولوا عندكم مَثَل يشابه هذا، أنه فخار يكسر بعضه، هل مسلم على وجه الأرض يقول هذا الكلام، لا أعتقد، هذا حسن ظن بالناس.

إذاً: لا مناص لنا من أن نقول: إن تلك البلاد بلاد إسلامية على عجرها وبجرها، قلنا هذا سابقاً.

الآن رجعنا إلى القول: حكم الجهاد هناك، بناءً على إشكال طرح: كيف نلقي بأبنائنا وشبابنا في تلك البلاد ويروح دمهم هكذا هدر؟

حينئذٍ قلت لابد من النظر في حكم هذا الجهاد، فهو بلا شك يدور إما أن يكون جائزاً وإما أن يكون فرضاً ثم هو على قسمين فرض كفائي وفرض عيني، هل هناك مما يمكننا أن نتصور أن مسلماً يقول: إن جهاد هؤلاء الناس في بلادهم الروس هو أمر غير جائز أم نقول أمر جائز؟

الآن أنا أريد أن أتلقى جواب من الحاضرين على اختلاف الآراء والأفكار، لكن هل يمكن أن يقال: إنه غير جائز؟

ص: 38

مداخلة: نحن نقول: بالنسبة للأفراد هذا جائز، ولنا أن نساعدهم بما نستطيعه من مال، ونساعدهم ونقف معهم.

الشيخ: نحن الآن إذا سمحت ما ندخل في التفاصيل، الجهاد هناك جائز أم غير جائز؟

مداخلة: جائز بالنسبة لهم، أما بالنسبة لي أنا في المدينة، وأنا جالس هناك، وأنا عندي وعي سياسي وأفهم وأعرف أن الأمر أمر القتال بين الأفغانيين والروس الموجود الآن مُدَبَّر من قبل أمريكا، والأمر في الخليج أيضاً مدبر من قبل روسيا وهناك نزاع وصراع بين قوتين عظيمتين كل واحدة منهما تريد أن تضع لها قدم حتى تزاحم الأخرى، فآتي إلى شباب مثقف ثقافة إسلامية يستفاد منه في كل بلد، وأقول له: اذهب وسَلِّم نفسك لهؤلاء الروس يقتلوك.

الشيخ: سلم نفسك.

مداخلة: يعني: لما يذهب إلى معركة غير متكافئة.

الشيخ: حتى ما تظن إذا سمحت يا فضيلة الشيخ أنا نحن نختلف في هذه النقطة أيضاً اسأل إخواننا الذين يعرفون ما رأيي في القتال القائم الآن في الخليج وفي القتال في نفس الأفغان، وأنا أقول وبعض إخواننا موجودين، في الوقت الذي أقول إن الجهاد هناك فرض عيني وليس فرضاً كفائياً، أقول: ما دام الطريق مفتوح قبل أن يغلق، لماذا؟ لأني أعتقد الذي أنت تقوله، لكن هل هذا معناه أن ندع الأفغانيين لقمة سائغة، يقولوا عندنا في الشام: كلمة وغطاؤها: هل ندع الأفغانيين لقمة سائغة للروس؟ الجواب: لا، كما قلت آنفاً: هل نقول بأن الجهاد هناك غير جائز؟ الجواب: لا، لا نقول غير جائز وإنما هو جائز، صح والا لا، لأنه بارك الله فيك هذه مقدمات تخرج منها نتائج، قبل أن

ص: 39

يضعوا المقدمات المتفق عليها بين الجميع لا يحسن ألا نصل إلى النتيجة، إذا كنت تقول لا سمح الله: بأنه غير جائز ما فائدة البحث، لأنك إذا قلت غير جائز فأنت تقول غير جائز أن ترسل إليهم المال، وغير جائز أن ترسل إليهم السلاح، صح أم لا؟ ولذلك أنت لا تقول: إنه غير جائز.

مداخلة: حكمهم حكم من دُوْهِمَ في بلده، الشخص الذي يكون جالس في بلده.

الشيخ: سامحك الله سامحك الله، أقول: كلمة وغطاؤها، نحن الآن اتفقنا أن الجهاد هناك جائز، أليس كذلك؟

مداخلة: أنا لا أقول جائز لكل مسلم.

الشيخ: سنأتي إلى التفصيل، إن قلنا فرض بارك الله فيك، ألسنا قلنا ثلاث مراتب جائز، فرض كفائي فرض عيني، أنت الآن أراك تقفز قفز الغزلان، تقفز من القول بالجواز إلى أنه فرض كفائي، لا، نحن لم ننته.

مداخلة: نمشي مع الجائز.

الشيخ: أحسنت بارك الله فيك، الآن نقول: نحن أن الجهاد هناك جائز، طيب ولا إشكال ولا ريب في هذا القول إطلاقاً، يعني: ما يرد عليه إشكالات كما ذكرت بالنسبة للفرضية، أسأل الآن: يرد عليه إشكالات؟

مداخلة: يعني بمطلق الجواب لا يرد عليه إشكالات.

الشيخ: وفيه مقيد جواز بارك الله فيك.

مداخلة: يعني بالتفصيل المذكور أنه الآن المسألة تخرج عن كونها جواز وغير جواز إلى مسألة أكبر مسألة لعبة سياسية.

ص: 40

الشيخ: ما نحن انتهينا منها يا أخي.

مداخلة: كيف ننتهي منها وهي باقية.

الشيخ: انتهينا منها، ألسنا قلنا آنفاً أنا نحن نقول: جاهدوا أعينوا الجماعة هؤلاء قبل أن يغلق الباب، لأن القضية فيها سياسة، مثل ما صار في فلسطين أنا قلت وفيه تسجيلات: أنا أخشى ما أخشاه أنه تعود أفغانستان وهذه كلمة ربما ما سبقني أحد إليها ربما تعود أفغانستان إلى فلسطين ثانية، وهذا أخونا أبو عبد الله سمع مني هذا مراراً وتكراراً، أنا أخشى هذا، لكن نحن لا يجوز لنا أن نفتح المجال لتصبح هكذا، يعني: لو فتحت الأبواب للجهاد في فلسطين نقول: إن هناك لعبة سياسة ولا نجاهد؟ ! طيب، الآن بارك الله فيك أنا أقول لك كما قلنا لشيخنا المعترض: إما جائز وإما فرض كفائي وإما فرض عيني، فيه احتمال ثالث؟

مداخلة: لا طبعاً.

الشيخ: خلينا على الاحتمال الأول، اتفقنا مع الشيخ أن هذا الجهاد هناك جائز، ثم قلنا له: فيه إشكالات؟ استعان بأخيه

فيه عندك شيء، نسمعه.

مداخلة: النقطة .. هو المشكلة في اللعبة السياسية يا شيخ

أستاذي الذي عندي فقط هي القضية السياسية هذه.

الشيخ: يا أخي هذه موجودة عندي بارك الله فيك، لكن القضية السياسية هل نستسلم لها سلفاً وندع تلك البلاد لقمة سائغة للعبة السياسية أم نقوم بما يجب علينا؟

ص: 41

مداخلة: أنا يقع في نفسي شيء: ألا يقال أن تكون تلك لقمة سائغة أفضل من أن نكون نحن وإياها لقمة سائغة.

الشيخ: أنت تتكلم عن الآن أم عما سيكون في ما يأتي من الزمان، هل تتكلم عن الشاهد أم عن الغائب؟ لا شك أنك تتكلم عن الغائب، وحينئذ أقول لك: هل يوجد في البحر

؟

مداخلة: لا.

الشيخ: فإذاً مالكم؟

مداخلة: الشاهد الآن هم كذلك هم يلعبون الآن حتى في الشاهد ..

الشيخ: يا أخي هم يلعبون لكن كان سؤالي ماذا يكون موقفنا تجاه هذه اللعبة، إذا كنا نستطيع أن نعمل عملاً نفسد عليهم هذه اللعبة أو جانباً منها، ماذا ينبغي أن يكون موقفنا؟ أنت الآن مع الأسف تترك البحث الذي يتعلق بنا وتبحث فيما يتعلق بغيرنا من أعدائنا وخصومنا، إنهم يفعلون كذا وكذا، يلعبون يعني، يخططون ليلاً نهاراً، وهذا أمر لا يخفى على الناس كل الناس حتى الشيخ الذي لا يشتغل بالسياسة، وهو نفسه قرر لكم آنفاً أنه قال: -من سنين- حتى بعض الناس لما سمعوا كلامي في الحجاز بأنه يجب قالوا: هذا ينافي كلامك منذ سنة أو سنتين، قلنا: هاتوا الشريط، وإذا الشريط أنا أقول فيه: آخذ حذري أن تعود المعركة هناك كما وقع في فلسطين، قلنا: هذا شيء هو تنبؤ سياسي إن صح التعبير، وكون يجب علينا أن نغيث أولئك هذا شيء آخر، فما فيه عندي تناقض في الموضوع.

ص: 42

فإذاً: نحن الآن لما نبدأ -ولا تؤاخذني أنا الآن عندي من الجرأة أن أقول لك لا لغيرك لما نبدأ نصنف الأمور كذا فتتركوا ما نتفق عليه وتدخلوا في موضوع ثاني، هذا معناه مخل في البحث.

الآن ننتقل إلى الخطوة الثانية، إذا ما كان عندك إشكال أو الأستاذ ما عنده إشكال كما سمعنا أنه هذا أمر جائز، ننتقل إلى مرحلة ثانية، ما هي هذه المرحلة الثانية: فرض كفائي أم ليس فرضاً كفائياً؟ الآن أعطوني جوابكم.

مداخلة: بقي في نفسي شيء حتى

المرحلة الأولى أولاً بالنسبة للموضوع للتكافؤ، يعني: افرض أنا نحن خرجنا الآن على اختلاف عقائدنا.

الشيخ: هل هذا له علاقة بالجواز؟

مداخلة: له علاقة بالجواز.

الشيخ: له علاقة بالجواز تأييداً أم نفياً، هذا الذي ستقوله يؤيد الجواز أم ينفي الجواز؟

مداخلة: ينفي الجواز.

الشيخ: هذا الذي كنت أخاف منه.

مداخلة:

ما أريد أن أنتقل من البحث حتى أقتنع.

الشيخ: أنا معك بارك الله فيك، لكن أنا أسلوبي في البحث حتى أولاً نضيع على أنفسنا وما نضيع السامعين، ليس كل السامعين بارك الله فيك نفترض فيهم أنه تكلم في الموضوع خمس دقائق عشر دقائق ربع ساعة نصف ساعة وبعدين يفهم أن جائز أم ليس جائز، لا نفترض هكذا، وإنما نفترض خير كلام ما قل ودل، لكن هذا لا يمنع الشرح، فأنا الآن تكلمت أنه جائز وأنه فرض

ص: 43

كفائي وأنه فرض عيني، قلنا: هل هناك إشكال في كونه أمراً جائزاً؟ تقريباً وصلنا إلى الاتفاق أنه أمر جائز، ظهر منك الآن ما عندي مانع أسمع منك، لكن هذا الذي تريد أن تشرحه وأن تتكلم حوله هل هو يؤيد الجواز؟ لأني أريد أن أقول: إن كان يؤيد الجواز انتهينا منه، وإن كان ينقد الجواز أسمع منك.

مداخلة: نعم ينقض.

الشيخ تفضل.

مداخلة: أقول الموضوع الآن نحن لا نشك بأن ضعف الإيمان موجود عند المجاهدين.

الشيخ: والله اسمح لي لأني خائف أن أكون أنا شردت معك عن الموضوع، نحن نقول: جائز يعني بالنسبة للأفغانيين؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: كان بالنسبة للأفغانيين غير جائز لهم.

مداخلة: قلنا جائز بالنسبة للأفغانيين على أساس ضعف إيمانهم أو قوي، من أجل أن يدافعوا عن أنفسهم، لكن نحن بالنسبة لنا الآن نخشى ..

الشيخ: إذاً الآن فهمت شيء جديد: يجوز للأفغانيين ولا يجوز لغير الأفغانيين، هذا شيء جديد بالنسبة لي.

مداخلة: ما أقول يجوز للأفغانيين، أقول: يجوز للقاطنين المواجهين للعدو بما فيهم الأفغانيين، حتى الباكستانيين المجاورين، لكن نأخذ القوة الإسلامية كلها ونقدمها لقمة سائغة لأعدائنا.

ص: 44

الشيخ: يا أستاذ هذا كلام كلام خطابي بارك الله فيك، لما تقول: نقدمها لقمة سائغة هذا مبني ..

مداخلة: لأني أعرف عقيدة هؤلاء، والنصر لا يمكن يحصل.

الشيخ: بارك الله فيك يا شيخ عبد الله، أنا أقول هذه لغة خطابية؛ لأنه معناه استبقنا المقدمات وقدمنا النتائج، أنت تقول: نفدي بأولادنا بناء على أن هذا غير الواجب، لكن نحن نريد أن نبحث قبل كل شيء هل هو واجب أم لا، طرحنا البحث في كونه واجب، نبحث هل هو جائز أم لا، فالآن لا تستبق النتائج، ولا تقول: كيف نطرح أولادنا ونرميهم، أين نرميهم؟

إما في التهلكة وإما في النجاة، يا ترى هذه تهلكة أم نجاة، نحن ما بحثنا الموضوع.

مداخلة: أربعة آلاف غير متدربين.

الشيخ: (انقطاع) لكن بارك الله فيك خليك معي في البحث العلمي، وهذا الذي خوفتني به أخيراً هو يضطرني الآن أن أبحث معك الموضوع ليس في كما قلت وَسَّعْت الموضوع أنا سأضيقه شوية من أجلك أنت، أنت وسعت الموضوع وقلت: بالنسبة للأفغانيين ومن حولهم الباكستانيين، أنا إذا أردت رأيي من الناحية السياسية أقول لك: أنت مخطئ في هذا العطف، ولذلك أنا أضيق الخطأ حتى بالنسبة لك ليس بالنسبة لي، وأرجع للأفغانيين فقط، الآن الأفغانيين سؤال وأرجو أن يكون الجواب موجزاً وقاطعاً: هل يجوز لهم الجهاد والدفاع عن بلادهم أم لا؟

مداخلة: يجوز لهم.

ص: 45

الشيخ: فيه إشكال؟

مداخلة: ما فيه إشكال.

الشيخ: ما فيه إشكال.

مداخلة: هذا من أول متفقين على هذا، وقلنا: نحن أيضاً ندعمهم بالمال وندعو لهم ونسأل الله سبحانه وتعالى ..

الشيخ: جميل جداً، السؤال الثاني: هل يجب على الأفغانيين أن يدافعوا عن بلادهم؟

مداخلة: إذا كان هذا.

الشيخ: لا بلاش إذا كان، أنت فكر ما شئت، فكر بارك الله فيك ما شئت،

مداخلة: (انقطاع) يجب عليهم أن يدافعوا.

يجب عليهم الجهاد.

الشيخ: تقولون يجب. السؤال الثالث ولعله الأخير: يجب عينياً أم كفائياً؟

مداخلة: عينياً.

الشيخ: جميل، لماذا يجب عينياً وليس كفائياً؟

مداخلة: لأنهم مداهمين من قبل العدو والعدو يريد سواءً قاتلوه أم لم يقاتلوه هم مقتولين، فليقاتلوا أشرف وأحسن.

الشيخ: جميل جداً، هل يجب عليهم وجوباً عينياً لأنهم مسلمون أفغانيون أم لأنهم مسلمون؟

ص: 46

مداخلة: لأنهم مسلمون، ولأنهم أهل بلاد. أولاً: هي أفغانستان حتى ولو لم يكونوا مسلمين وجوب مدافعة العدو إذا قابلك واجبة عليك.

الشيخ: هذا غير وارد بارك الله فيك.

مداخلة: أي عدو يقابلك ..

الشيخ: لا لا،

أحكام شرعية، تلك أحكام وطنية.

مداخلة: الآن القتال وطني يا شيخ، هؤلاء الآن لو بحثنا في نفس القتال، بالنسبة للجماعة هؤلاء وقلنا له: انتهت المعركة، واستلمتم بلادكم ما الحكم؟

الشيخ: ينادوا الجماعة حكم بالإسلام.

مداخلة:

ما.

الشيخ: كيف ما.

مداخلة: بالفقه الحنفي، معروف في الإسلام، لأني ذهبت هناك للتوعية وأدرس، إذا تكلمنا عن أي مسألة تناقض الكتاب والسنة يقول: هل قال هذا أبو حنيفة،

ورد أو ما ورد.

الشيخ: بارك الله فيك، هذا أمر معروف، ومعروف لديكم أنه فيه طوائف سلفيين هناك أيضاً، ككل بلاد إسلامية فيه سلفيين لكنهم قلة، لكن أليس هذا بارك الله فيك أيضاً انتقال من موضوع إلى موضوع آخر؟ أنت ولا مؤاخذة نقلتنا من موضوع إلى موضوع آخر وهو حتى ولو كانوا غير مسلمين يجب عليهم أن يدافعوا عن بلادهم، هذا ما يقال بارك الله فيك.

ص: 47

مداخلة: ما يجب إسلاماً، نحن نقول: يجب وطناً لأن المسألة الآن انتقلت من ..

الشيخ: اسمح لي، نحن نتكلم الآن من ناحية الحكم الشرعي.

مداخلة: الحكم الشرعي يجب عليهم إسلاماً.

الشيخ: يجب عليهم، أنا كان سؤالي الأخير بارك الله فيك: هل يجب عليهم باعتبارهم مسلمين أفغانيين أم يجب عليهم باعتبارهم مسلمين سواء كانوا أفغانيين أو كانوا غير أفغانيين؟

مداخلة: مسلمين فقط سواء كانوا أفغانيين أو غير أفغانيين.

الشيخ: بارك الله فيك، هذا هو الظن أن يكون جوابك، حينئذ الباكستانيين الذين هم جوارهم يجب عليهم إعانتهم؟

مداخلة: هذا أنا قلت لك، قلت لك: يجب عليهم.

الشيخ: معليش نأخذها من رويداً رويداً.

مداخلة: يجب عليهم.

الشيخ: طيب هؤلاء يجب عليهم، لماذا وهم ليسوا أفغانيين؟

مداخلة: لأن بلادهم قريبة جداً من الأفغانيين.

الشيخ: يأتيك السؤال وهو الأخير: إذا كانت هذه البلاد القريبة لا يحصل فيها تغلب المسلمين على عدوهم، ألا يجب على البلاد الأخرى المجاورة للبلاد القريبة أن يساعدوهم أيضاً؟

مداخلة: بس الواقع الآن

ص: 48

الشيخ: اسمح لي، ما أجبتني.

مداخلة: أنا أقول: إن الواقع الآن الأفغانيين أنفسهم يكفون لأن الذي يقاتل هو سيقول له: ما تقاتل بأفغانستان، من الذي يقول: إن روسيا بكاملها خرجت لقتال ..

الشيخ: هذا كله خروج عن الموضوع.

مداخلة: ليس خروج، لأنه الآن المشكلة الإخوان الذين وصلوا إلى هناك وعرفوا العدد المقاتل من الروس والأعداد يقولون: إنهم أقل عدد من الأفغانيين الموجودين، فالمسالة ما وصلت إلى ما نتصوره نحن، كله تهريج سياسي.

الشيخ: لماذا لا تقول هذا الكلام للباكستانيين.

مداخلة: أنا قلت لك: إذا اضطر الأمر أقول، بالنسبة للباكستانيين إذا اضطرهم الأمر واحتاجوا يجب عليهم، لكن أنا أقول الآن الأفغانيين الموجودين يكفوا.

الشيخ: يا شيخ عبد الله بارك الله فيك لما تقول: إذا اضطرهم بنفس القيد إذا اضطر البلاد الأخرى ألا يجب عليهم ما وجب على الباكستانيين؟

مداخلة: هو واجب واجب على كل مسلم، أنا معك، لكن متى؟ عند الحاجة، الحاجة ما وصلت إلى هذا.

الشيخ: حسناً حسناً، كيف ما وصلت الحاجة، الآن أنا أفترض فرضية خيالية مع الأسف بالنسبة لواقع المسلمين المؤسف: لو نهض المسلمون

ص: 49

كلهم في كل العالم الإسلامي نهضة واحدة ليدافعوا ويساعدوا الأفغانيين في بلادهم، أتظن أن المعركة استمرت ثمان سنوات؟

مداخلة: أنا أقول: لماذا لم نفعل هذا في فلسطين؟

الشيخ: أنت أجبني قبل كل شيء، أنا أفترض فرضية وآسف أنها فرضية، يجب أن تكون حقيقة واقعية: لو أن المسلمين جميعاً نهضوا نهضة رجل واحد، وساعدوا الأفغانيين على الروس أكنت ترى أن هذه الحرب تستمر ثمان سنوات؟

مداخلة: طيب هل هذا الوجوب.

الشيخ: لا يريد يجيب الشيخ.

مداخلة: الجواب لا.

الشيخ: الآن

الجواب لا تفر منه، ثم إذا .. الموقف

أنا أقول بارك الله فيك: إذا افترضنا أن المسلمين جميعاً نهضوا نهضة رجل واحد لمساعدة إخوانهم المسلمين الأفغانيين المنحرفين عن الإسلام، هذه أقولها بياناً للواقع لمساعدة الأفغانيين هؤلاء على الروس، أكنت تظن أن الحرب هذه تستمر ثمان سنوات؟

مداخلة: لا تستمر لو أنهم فعلوا، ولكن لم يفعلوا.

الشيخ: إذاً استمرار الحرب بين المسلمين هؤلاء وبين الروس أليس سببه تقصير المسلمين في إمدادهم؟

ص: 50

مداخلة: ما فيه شك في هذا. هل هذا خاص بأفغانستان أم ينجر إلى فلسطين؟

الشيخ: لا تنقل الموضوع، يا أخي ذاك الموضوع موضوع ثاني، لكن الآن نحن وصلنا إلى نتيجة مهمة جداً، أنك اعترفت أن المسلمين لو أنهم كلهم قاموا قومة رجل واحد لما استمرت الحرب ثمان سنوات هناك، إذاً: فلماذا استمرت أليس لأن المسلمين قصروا، اعترفت بأنهم قصروا، فإذاً: تقصيرهم هذا هو لأنهم ما قاموا بالواجب عليهم.

مداخلة: لكن لماذا نقصر هذا على أفغانستان ونحن عندنا قبل أفغانستان.

الشيخ: يا أخي من قال لك أننا قصرنا هذا، ما أظنك أنك أصبحت شيخاً مثلي تنسى سريعاً، أنا آنفاً قلت لإخواننا: أنا أخشى ما أخشى أن تعود أفغانستان فلسطين ثانية، نسيت هذا الكلام، أنا لا أكرر بارك الله فيك، الآن إذا كان من عندكم أم من هنا والَاّ والَاّ إلخ، يذهبوا يجاهدوا في أفغانستان هؤلاء ينزلوا بالهيلوكبتر أم يتجاوزوا بعض الحدود؟

مداخلة: يتجاوزوا بعض الحدود.

الشيخ: لا تقول لكن، اسمع الكثير من الكلام، هذه الحدود الآن مفتوحة، فإذا ما أغلقت هل يمكن الجهاد هناك لغير الأفغانيين، إذا أغلقت الحدود بين الباكستانيين وبين أفغانستان، ممكن للباكستانيين أن يجاهدوا، وأنت قلت: إن الواجب عليهم لأنهم مجاورين، يمكنهم؟

قلها صريحة: لا يمكنهم، إذاً: هذا الذي أخشى ما أخشاه أن تغلق الحدود وتصبح أفغانستان فلسطين ثانية، أنا قلت آنفاً، وقلته منذ سنتين وثلاث، لكن

ص: 51

هذا كله يجب ألا يغير من فكرتنا العقيدية للحكم الشرعي، أنا أقول الآن سؤالاً واضحاً جداً: ألا يجب على المسلمين جميعاً أن يجاهدوا في فلسطين؟

مداخلة: لا شك.

الشيخ: وجوباً كفائياً أم عينياً؟

مداخلة: متى يعني الآن.

الشيخ: الآن وقبل الآن وبعد الآن ألا يجب على المسلمين أن يجاهدوا في فلسطين؟

مداخلة: يجب عليهم لكن مع التنظيم ما هو بدون تنظيم؟

الشيخ: حسبنا الله.

مداخلة: هم الآن بدون تنظيم لا يجب عليهم في رأيي، إذا كنا .. أنا أريد أن أعيش مع الواقع، أنا الآن الذي أراه هذا الذي انقدح في فكري لا أدري لعلي أخطأت، أنا أقول: الحكم الشرعي هذا ينبني عليه خروج ناس بدون استئذان وقد خرجوا الآن خرجوا رموا أنفسهم في مشاكل وهم ما يعرفوا شيء، فالآن أبناؤنا أكثرهم خرجوا الآن وهم لا يعرفون شيء، ما يعرفون كيف يمسكون البندقية، ونحن نعرف خالد بن الوليد رضوان الله عليه خصوصاً في معركة اليرموك ماذا فعل؟ انسحب لما وجد أن القوة غير متكافئة، نحن الآن ما عندنا ما يكافئ العدو، والعدو يلعب بنا.

الشيخ: أنت حكمت على المسلمين بالإعدام.

مداخلة: يا شيخ الواقع.

ص: 52

الشيخ: واقع ما له من دافع، لكن أنا أقول ..

مداخلة: ماذا نفعل.

الشيخ: ماذا تفعل! لا تغير عقيدتك.

مداخلة: أنا ما أغير عقيدتي،

لقيدتي.

الشيخ: بارك الله فيك، لما أقول لك: ما تغير عقيدتك تسألني ما معنى تغير عقيدتك، أنا عقيدتي الآن: يجب الجهاد في فلسطين وجوباً عينياً على كل المسلمين، لما تقول:

يجب أن يدافعوا عليها هذا منطق غير إسلامي، البلاد الإسلامية كلها بلاد إسلامية، وعلى جميع المسلمين أن يدافعوا عنها، لما نبحث في المسلمين غير الأفغانيين يأتي الكلام الخطابي أن

مقابل مخرج، لا، أنا بكون أول من يقول لا، لكن بماذا يقابل الأفغانيون الروس بالمخارز لماذا؟ هناك واجب، وخارج الحدود الأفغانية ما هو واجب؟ ! ما فيه جواب، أسئلة عاطفية محضة، أنا أقول: يجب على كل المسلمين المستطيعين أن يساعدوا إخوانهم هؤلاء ما دام الطريق مفتوح، أما أنتم تعتبروا أن هذا هو فخ للمسلمين هذه مشكلة المشاكل.

مداخلة: أنا أعتبر هذا الفخ الموجود، والأيام إن شاء الله تبين لنا هذا.

الشيخ: إن شاء الله

مداخلة: نسأل الله أن لا يكون ذلك، لكن المعروف في الإسلام أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، أما من قاتل وطنية ودفاعاً وأصبحت الراية غير موحدة فهل يوجد نصر بدون توحد راية، أنا أرى أن

ص: 53

الراية ما دامت غير موحدة النصر لن يكون واقع ولن يحصل، وهذه أمور معروفة يعرفها كل إنسان.

الشيخ: نحن تكلمنا كثيراً حتى نخرج بنتيجة: هل تستطيع أن تلخص الفرق بين رأيي ورأيكم؟

مداخلة: لا لخص لنا أنت يا شيخ بارك الله فيك.

الشيخ: أنا أقول: الفرق بين النظرة السياسية والنظرة الشرعية، النظرة الشرعية توجب على المسلمين في كل العالم الإسلامي نصرة هؤلاء الذين تعترف أنت وغيرك بأنه يجب عليهم أن يدافعوا عن بلادهم، وأفهم من كلامك الأخير أن يقاتلوا الروس وجبروت الروس الذي يحاربه بالمخارز، هؤلاء الأفغانيون الذين يجب عليهم أن يقاتلوا الروس ويقابلوهم بالمخارز هذا واجب عليهم، أنا أقول: ما دام أن هذه البلاد إسلامية وهوجمت بكل الوسائل المدمرة الحربية الحديثة فعلى المسلمين في هذه الحالة ما عليهم أن ينتظروا ليصنعوا الآلات الحربية ويتمكنوا من مقابلة السلاح بنفس السلاح، وإنما عليهم الآن أن يفعلوا ما يستطيعون، وأن يحملوا ما يستطيعوا من سلاح كما هو الشأن بالنسبة للأفغانيين، أنا لا أفرق بين أفغاني وبين باكستاني وبين سعودي وبين خليجي وبين إلخ، كل هؤلاء مسلمون، وبلادهم هوجمت وهي بلاد إسلامية أخيراً، وأهل هذه البلاد يقاتلون الروس بالمخارز، فأقول: يجب على البلاد الإسلامية الأخرى أن يساعدوا هؤلاء إما بنفس السلاح أو بأحسن منه إذا كان عندهم استطاعة، وتقاعسهم عن الجهاد هذا معناه أن نضعهم تحت مسؤولية المؤاخذة.

مداخلة: إثم على الجميع.

ص: 54

الشيخ: إثم على الجميع يأتي

قال لهم: لو قام المسلمون قومة رجل واحد وناصروا هؤلاء الأفغانيين ما أخذت الحرب هذا المجال الطويل، ثمان سنوات، هذا من ناحية شرعية، من الناحية السياسية أعتقد كما تعتقد تماماً أن هناك فيه لعبة في مجلس الأمم توضع للمسلمين ليس في هذه البلاد فقط، في كل البلاد أيضاً، وربما في بلادنا في عقر دارنا في

ونحن ما ندري

، لكن هل هذا يعني أننا نتقاعس عن مساعدة هؤلاء الإخوان المسلمين هناك؟ بغض النظر عن نسبة إسلامهم قوتهم

إلخ، هذا انتهينا منه، فاللعبة السياسية شيء والواجب الديني الإسلامي شيء آخر، هذا هو الفرق بيني وبينكم، بمعنى: أنا أشارككم بأن هناك لعبة ويراد جعل أفغانستان لقمة سائغة للروس وضربهم بعضهم في بعض كما هو الشأن في فلسطين تماماً، لكن هذا لا يعني أن المسلمين يدعون إخوانهم المسلمين يقاتلون بما عندهم من سلاح وبما عندهم من أشخاص.

ثم أنا أجد تناقضاً كبيراً جداً من جهة تقول: نساعدهم بما نستطيع بالمال والسلاح .. إلخ، ولماذا لا نساعدهم بكل ما نستطيع، ما الذي فرق بين هذا وبين هذا؟

مداخلة: الذي فرق بين هذا وهذا هو أن هؤلاء الأشخاص الذين نذهب بهم إلى هناك عندهم واجبات أخرى غير الجهاد، وأنت تعرف والكل يعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة ما جعلوا من كل المسلمين مجاهدين.

الشيخ: هذا خلط بين الجهاد الكفائي والجهاد العيني بارك الله فيك، هذا فرض عيني، دفع الروس من قبل الأفغانيين فرض عين على الأقل بالنسبة للأفغانيين، هذا أمر متفق عليه صح أم لا؟

ص: 55

مداخلة: بس متى يكون الاتفاق عليه إذا كان العدو غير قادر أم إذا كان قادر، إذا كان العدو مستطيع نحن ما ينكر أحدنا أن هؤلاء الذين

الشيخ: دعنا من الفرضيات.

مداخلة: ليس فرضيات واقع، توازن القوى الآن في العالم.

الشيخ: أنت تقول: إذا، معناها نفترض، نحن نريد نعرج إلى الواقع، هذا الواقع إما هو فرض عين أو فرض كفائي، فأنت الآن أتيت بحجة وهي حجة صحيحة، لكن ما تصدق هنا، الحجة أن الرسول كلهم لم ينفروا معه، لأن ذلك في سبيل نقل الدعوة، لكن إذا هوجموا في عقر دارهم فيخرجون كلهم جميعاً، صح أم لا؟

مداخلة: ألسنا نحن مهاجمين في ديارنا فكرياً.

الشيخ: يا شيخ عبد الله بارك الله فيك! ماذا ترى إذا كانت بلاد من البلاد الإسلامية هي بلاد إسلامية لكن مهاجمة فكرياً، إذا هذه البلاد الإسلامية هوجمت في عقر دارها بالذين نقلوا الأفكار إليها أيهما شر؟

نفترض بإقليمين كل أقليم إقليم إسلامي، أحد الإقليمين مهاجم في أفكاره، لكن ليس مهاجماً في عقر داره، الإقليم الثاني مهاجم في أفكاره وفي عقر داره، أيهما شر؟

مداخلة: ما فيه شك أنه المهاجم من الناحيتين.

الشيخ: ألست ترى أننا نكون في موضع وتنتقل معنا في موضوع ثاني، أنا أتكلم عن المهاجمة من القسم الثاني، يعني: تأتي تقول لي أننا مهاجمون في أفكارنا، من قال لك: أننا لسنا مهاجمين في أفكارنا، ليس البحث في هذا بارك

ص: 56

الله في هذا، البحث في النوع الثاني، إقليم كان مهاجماً من مئات السنين في أفكاره وهذا الذي أنتم تدندنوا حوله

فيه.

لكن الآن هوجم في عقر داره فهل نرضى بهذا الهجوم بحيث يصبح من النوع الثاني، مهاجم في أفكاره ومهاجم في عقر داره، والله هذا عين الخطأ.

أنا أعرف جيداً وقبل يمكن ناس ما صرحوا أنه أخشى ما أخشى أن تعود أفغانستان إلى فلسطين ثانية، لأنه أعرف أن الروس ما تهاجم هذه البلاد إلا وكما يقولون اليوم في التعبير العصري إلا وقد أعطي لها من الأمريكان الضوء الأخضر عرفت كيف؟

مداخلة: الآن بيتغير الوضع.

مداخلة:

بصورة أخرى

الكتب في الجرائد وكذا إنه الآن فيه اتفاق بين روسيا وأمريكا.

الشيخ: المهم سيدي إنه مهاجمة من روسيا إلى أفغانستان ليس بغتة للأمريكان، وإنما خط موضوع بينهما، مسألة متبادلة، فهذا الناحية السياسية، لكن هذا لا يعني نستسلم نحن للأمر الواقع

مداخلة: هل نسلم إذا لم نستسلم.

الشيخ: كيف؟

مداخلة:

الكلمات.

الشيخ: نسلم لماذا؟

مداخلة: نحن الآن نعرف أن كَفَّتهم راجحة.

ص: 57

الشيخ: كفة من.

مداخلة: أن كفتهم راجحة.

الشيخ: كفة من؟

مداخلة: كفة الأعداء؛ لأن نحن عندنا الذنوب والمعاصي، وعندنا زد على هذه الشركيات، وعندنا عدم التكافؤ في السلاح، فكل هذه الطوام يعني: كثيرة بأن تجعلنا لقمة أيضاً لهم.

الشيخ: أنت نسيت ما قلت يا شيخ عبد الله.

مداخلة: نعم يا شيخ.

الشيخ: قلت: لو أن المسلمين قاموا بواجبهم ما طالت الحرب ثمان سنوات.

مداخلة:

لكن أين نحن من

الأول، أين لنا نياماً.

الشيخ: طيب كنا نياماً سنظل نياماً ولا بنعالج الموضوع بمثل هذه التعليمات والتوجيهات،

نؤكد هذا النوم والكل ناموا نومة أهل الكهف.

مداخلة: لماذا لا نعالجهم فكرياً قبل أن نساعدهم، وهل يقبلوا؟ ما يقبلوا منا.

الشيخ: على العكس أنا بقول: أنت ذكرتني الآن بشيء قلته في الآونة الأخيرة: الجهاد في أفغانستان ذهاب يعني: بعض الشعوب الإسلامية التي جمعت بين الفكر السلفي أو العقيدة السلفية وحب الجهاد في سبيل الله، هؤلاء لهم مصلحتان في الذهاب إلى أفغانستان للجهاد في سبيل الله، المصلحة الأولى: هو ما كنا نتحدث فيه، إعانة الأفغانيين لدفع هذا العدو المهاجم لبلادي.

ص: 58

ثانياً: لنقل الدعوة السلفية إلى أفكار هؤلاء، تصور أنت معي الآن وأنا أعتقد تماماً ماذا ستقول، إذا استقرت الأوضاع وقامت دولة إسلامية مهما كانت نوعها في أفغانستان، ممكن أنت أن تذهب هناك وتكون داعية؟ أجبني بصراحة.

مداخلة: أجيبك بصراحة ذهبت ولقيت الكعبة

الشيخ: الله يهديك، أنا أقول لك: افترض إنه استقرت الأمور وقامت دولة أفغانية، وتصور هذه الدولة كما تحسن ظنك أو تسيء على كيفك، فهل تستطيع أنت أن تذهب داعية للعقيدة والتوحيد؟

مداخلة: الواقع وجعلني أقرر إني أستطيع أو لا أستطيع.

الشيخ: مابش قرر،

يستطيع أو لا تستطيع، شوف أنا بقول لك: ما تستطيع.

مداخلة: ما أستطيع.

الشيخ: طيب ليش ما تقول ما أستطيع؟ لماذا ما تقول؟ أنا هذا اللي بيجنني سبحان الله! طيب الآن يعود السؤال، الآن أنت وأمثالك يستطيعون أن ينقلوا هذا الدعوة إلى الأفغانستان؟ قلها صريحة مش تمغمغها، قلها صريحة.

مداخلة: أنا أحكي لك قصة وهي ترد عني، أحكي لك قصة.

الشيخ: لا أدري

أنا تُغنيني والحر تكفيه الإشارة، تغنيني عنك كلمة صريحة العبارة إنه

مداخلة: ما أستطيع الآن.

ص: 59

لا. ما تستطيع؛ لأني ذهبت ولم أستطع، ووجدت فيه أحد المجاهدين وأنا أكلمك في هذا، أحد المجاهدين وجدت في رقبته قلادة في معسكر

وطلبت منه القيام فقام، فقلت له: يا أخي ما هذه؟ قال: هذه من أجل قوتي، هذه تمنع رأسي من الروس قلت: يا أخي ألا تأتمن من جاهدت في سبيله أن يحفظها لك.

مداخلة:

مداخلة: بدل من هذا، فما جاوبني وبقي على ما هو، وقال أحد الإخوان كان معنا زميل عندما ذهبنا إلى الفندق مع الأسف الشديد انتدبوه معنا وهو لا يتكلم على العقيدة هناك، بس موضوع سياسي وسياسية وتهويش وأشياء هذا شغله، إلا من هداه الله، لامني وقام علي وقال لي: أنت مشوش، أيش هذا التشويش؟

الشيخ: هذا من الإخوان المسلمين يا شيخ! هذا من الإخوان المسلمين.

مداخلة: هو يدعي هذا.

الشيخ: أنا عم أقول لك هذا كلمته تفهمني أنه من الإخوان المسلمين.

مداخلة: أقول لك أنا قلت من الإخوان المسلمين

الشيخ: أنا بقول لك الآن: إذا كان الإخوان المسلمون احتلوا الساحة هناك، وأنتوا أفسحتوا لهم الطريق، وقلتوا لهم تفضلوا ونحن هاهنا قاعدنا، هذا نصر للدعوة أم تهديم لها، هذه واحدة، الأخرى بارك الله فيك أنت تأخذ، وهذا خطأ فالعلم لا يخفى على مسلم، أنت تأخذ من جزئية قاعدة، ثم تبني عليها

إن وقع لك مثل هذه القصة ترى ما ألتقيت يعني ربك ما أنعم عليك بهذه

ص: 60

الأخرى ألتقيت مع إنسان ووجدته مخطئ في رأي في عقيدة إلى آخره، ونصحته وتقبل منك.

مداخل: لا. لا بد هذا

الشيخ: شايفين، هذا خطأ، فما يجوز للمسلم إنه يبني على قصة قاعدة إنه أنا والله صار معي كذا وكذا، إذاً: أنا ما أستطيع أن أكون هناك داعية لا يا سيدي، لا باستطاعتك، لكن أنت نسيت السؤال.

مداخلة: أقول: ولو لم أستطيع.

(انقطاع)

الشيخ: فمعناه سايب لك الباب أمام الدعاة السلفيين ولذلك فاهتبلوها فرصة.

مداخلة: هل أطمع يعني: نحن الآن بأن يجعلوا منا وزراء والا مشاركين.

الشيخ: أنا بقول هيك؟

مداخلة: نعم، أقول يعني: كيف نطمع.

الشيخ: بالمخالطة وبالدعوة، مثل طريقة الرسول عليه السلام، ما الذي فعله الرسول {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل: 125] أنت لست بحاجة إلى التذكير بهذا، بارك الله فيك أنا أريد أن أقول: ثمة فرق شاسع جداً بين الوضع الآن وبين الوضع اللي سيكون باتفاق الفريقين ما فيه فرق، باتفاق الفريقين، الوضع الآن مناسب للقيام بجهاد من نوعين، جهاد الكفار من ناحية، وجهاد المبتدعة من ناحية أخرى، بينما إذا وقعت الواقعة،

ص: 61

وقامت الدولة الأفغانية سيُغْلق الباب باب الجهاد بقسميه وأنت تعترف بهذا، لذلك لماذا الآن نغلق الأبواب أمامنا؟ ونقول: كيف نلقي بأرواح شبابنا وطلابنا إلى آخره، يا أخي خليهم يروحوا يقاتلوا في سبيل الله، وإنما الأعمال بالنيات، بعد أن يجاهدوا.

مداخلة: نعلمهم، والا يقاتلوا بدون تعليم.

الشيخ: ثنتين ثنتين، أقول: جهادين بارك الله فيك، أنا بقول الآن: تهتبل الفرصة، ويقوم شبابنا السلفي هناك بجهاد الكفار من جهة، وبجهاد الأفغانيين في أفكارهم وفي عقائدهم وفي توحيدهم هذه فرصة لا تسمح فيما بعد كيف يعني، أنا لا أتصور أبداً وأرجوا إنه الشيخ عبد الله يفهمني جيداً، أنا لا أتصور إنه إذا ما بين عشية وضحاها، ورفع علم الدولة الأفغانية الإسلامية، أنا لا أتصور سوف تكون دولة توحيد.

مداخلة: نعم، وأنا

الشيخ: طيب، لكن هذا لا يعني أننا نحن لا ننصرهم ولا نساعدهم لا سيما إنه الآن نستطيع نساعدهم مساعدتين، نساعدهم على العدو الخارجي ونساعدهم على عدوهم الباطني

والظاهر

مداخلة: نحن نتفق على مساعدتهم العلمية وتثقيفهم وتعليمهم.

(انقطاع)

الشيخ: النقاط اللي نحن ندندن عليها الشيخ عبد الله لا يدندن معي فيها، وهو يعرف حديث:(كلنا حولها يدندن) أنا أقول: هذا الكلام يرد ليس فقط على السعوديين فنخصهم فقط أنهم يعلموا، يرد أيضاً على الباكستانيين، فما الذي فرق بين الباكستاني وبين السعودي، لماذا تقول: يجب على الباكستاني

ص: 62

أنه يساعد الأفغان مادةً أي قتالاً وعلماً، وتقول في السعودي: لا لا يجب عليه قتالاً وإنما علماً، هذا التفريق إقليمي يرد عليه ما يرد على الباكستاني، الباكستاني مسلم، ونحن بحاجة إليه أيضاً ..

مداخلة: أنا قلت: هذا مستنفر وذاك مستنفر لأن الحدود واحدة، الباكستاني والأفغاني في حلق العدو. والأفغاني في حلق العدو.

الشيخ: لكن الباكستانيون غير مهاجمون.

مداخلة: كيف بعض بلاد باكستان هوجمت من بعض الجهات.

الشيخ: هوجمت، لكن غير مهاجمين.

مداخلة:

بين عشية وضحاها يتوقعون هذا، هذا متوقع، أنا هؤلاء لحكم الجوار يتوقع المهاجمة فقلت بالوجوب.

الشيخ: على كل حال نسأل الله أن يهدينا جميعاً سواء السبيل.

مداخلة: بالنسبة لمجلس القيادة هل يجب الجهاد مع تخلف الوحدة؟

الشيخ: أنا لا أزال أقول: أنتم تبحثون في الجهاد بصورة عامة مطلقة، أنا أقول: فيه جهاد فرض كفائي هذا يحتاج إلى وحدة قيادة، فرض عيني تعرفون الذين يسمونه اليوم ثوار، بلاد إسلامية هوجمت، ناس من هنا وناس من هنا أين قائدهم، ما لهم قيادة، هؤلاء بدهم بقي يعملوا كل وسيلة لطرد هذا الغازي، فإذا أنتم فكرتم أنه لابد من قيادة معناه فتحتوا الطريق للكفار أن يهاجموا كل البلاد الإسلامية لا سيما إذا فهموا أن هؤلاء ما يتحركوا للدفاع عن بلادهم إلا إذا صار عندهم قيادة شرعية، القيادة الشرعية متعلقة بالفرض الكفائي، أما الفرض العيني فيجب على كل المسلمين أن ينفروا كافة، ما

ص: 63

يتأخر أحد منهم يستطيع أن يحمل السلاح، إذا استطاعوا مع الزمن أنهم ينظموا أنفسهم، ينظموا سراياهم، يضعوا عليهم رئس عام وقواد إلخ، هذا واجبهم، لأنه مالا يقوم الواجب إلا به فهو واجب، لكن ساعة الهجوم بيقولوا: نحن لا نقاتل حتى يكون علينا قيادة موحدة؟ !

مداخلة: يا شيخ القيادة ما هي موجودة هناك مرة

موجودة تسمى قيادات مختلفة.

الشيخ: وأنا أقول آمين آمين. لكن أنت فهمت علي ما أقول.

مداخلة: بس بالنسبة للجهاد فرض عين إذا كان هوجمت البلاد إذا كان مثلاً

عدد البلد المهاجمة أكثر من المهاجمين يكون فرض عين؟

الشيخ: هذه الإقليمية بذاتها، هذه التي تؤثر وتنخر، يا أخي الإسلام ليس في أفغانستان وبس، الإسلام دائرته واسعة، فإذا هوجمت أفغانستان لا تتصور أن أفغانستان فقط هوجمت حتى تتصور أنت أنه إذا كانت أفغانستان ما تستطيع، لذلك نحن نقول: لماذا استمرت هذه المعركة ثمان سنوات؟ لأنه تركت أفغانستان وحدها، لكن لو قام المسلمون كلهم يدافعوا عن بلاد أفغانستان كما يدافعون عن بلادهم ما كانت هذه الحرب تطول هذه المدة الطويلة باتفاق الجميع، فلماذا أنت تفكر هذا التفكير المحصور أنه إذا هوجمت أفغانستان من الروس بلا شك أفغانستان ما تستطيع أن ترد شر الروس؛ لأن الروس لهم سنين وهم يستعمروا بلاد إسلامية ويتوسعوا في ابتكار الآلات الجهنمية إلخ، لكن لا تقف عند البلاد الإفغانية فقط، لأنك مسلم، فنحن دائماً في محاضراتنا خاصة الذين يرفعوا رايتهم بأنه القرآن دستورنا إلخ، أن البلاد الإسلامية كلها بلاد واحدة، لكن عند العمل تلاقي كل

ص: 64

واحد في بلده يعمل لمصلحة البلد، ولا يفكر في البلد الأخرى، هذا ما أصبنا نحن الآن بالنسبة لأفغانستان، فسؤالك خطأ؛ لأن سؤالك إقليمي محض، أن الأفغان لا تستطيع، وأنا أقول لك: لا تستطيع.

مداخلة: أقصد يا شيخ بالسؤال إذا هوجم إقليم وكان نفس الإقليم هذا أكثر من المهاجمين هل يكون فرض عين أو فرض كفاية؟

الشيخ: فرض عين يا أخي فرض عين، أن يعملوا ما يستطيعون ولو أبيدوا عن بكرة أبيهم، فرض عين، لكن أنا أفهم من سؤالك أنك تنظر لهذا الإقليم مفصولاً عن الأقاليم الإسلامية الأخرى، وإلا كيف تصورت هذا السؤال؟ أولاً: أخذت جواب سؤالك؟

مداخلة: هو يقول

الأفغاني عدد الأفغانيين أكثر من عدد الروس، الموجود كفاية، الكفاية موجودة، فهل يفرض علي وأنا في المدينة أخرج فرضاً عينياً أن أساعدهم أم أبقى في المدينة؟

الشيخ: الجواب الآن بعد هذا التوضيح هل الجهاد يقوم فقط على عدد الأشخاص؟ أظن، الجهاد لا يقوم فقط على عدد أشخاص، صح، إذاً

تتمة الكلام في الشريط التالي.

(الهدى والنور / 151/ 01: 00: 00)

ص: 65