الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة للشعب الجزائري
مداخلة: ما تقول عن الجهاد في الجزائر وما هي نصيحتك للشعب الجزائري؟
الشيخ: سبق منا نصائح متعددة للشعب الجزائري ولكل المسلمين اليوم أن عليهم جميعاً أن يهتموا بما نطلق نحن عليه كلمتين اثنتين: بالتصفية والتربية، أي: أن يكون فيه العلماء يفهمون الإسلام فهماً صحيحاً وينشرونه بين المسلمين الذين يعيشون بين ظهرانيهم ويربونهم على هذا الإسلام المصفى، وعليهم أن يمضوا في ذلك سنين الله أعلم بعددها حتى إذا ما تكتل طائفة من المسلمين على هذا الأساس من التربية والتصفية حينئذٍ يأتي زمن قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] إلى آخر الآية.
وأنا ألاحظ في هذه الآية أمرين اثنين:
الأمر الأول: أن الخطاب في هذه الآية موجه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم في المدينة المنورة، أي: بعد أن ربوا تربية إسلامية على يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وربوا علماً وعقيدةً وفقهاً وسلوكاً يومئذٍ خوطبوا بهذه الآية:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] ولذلك فكما لا يجوز الإخلال بهذا الأمر الإلهي الصريح في هذه الآية، أي: عدم الاهتمام بالإعداد المادي حين الاستطاعة بطبيعة الحال، كما لا يجوز عدم الاهتمام بتطبيق هذا الإعداد
المادي فمن باب أولى أنه لا يجوز عدم الاهتمام بالإعداد المعنوي الروحي العلمي الذي نُكَنِّي عنه بالتصفية والتربية.
فالجزائر شعب يعد الخمسة وعشرين مليون مسلم ترى! هل أعدوا ليخاطبوا بهذه الآية الكريمة؟ {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] إن فرضنا أنهم أعدوا ولا أعتقد هذا موجوداً في شعب مسلم يعد هذه الملايين كلها، فإن فرضنا أنهم أعدوا على التصفية والتربية فهل استطاعوا أن يطبقوا الآية الكريمة:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]؟ الجواب معروف عند الجميع: أن الشعوب الإسلامية اليوم مغلوبة على أمرها، لا تستطيع أن تعد هذه العدة التي أمروا بهذه الآية الكريمة بينما الإعداد الذي ندندن حوله مما نكني عنه بالتصفية والتربية هذا لا يستطيع أحد من الحكام والطواغيت الذين يستبدون بالناس .. لا يستطيعون أن يحولوا بين المسلمين وبين تحقيق هاتين الركيزتين: التصفية والتربية.
فهاهنا هذا مكان عمل الجماعات الإسلامية لو كانوا يعلمون.
(الهدى والنور/520/ 25: 48: 00)