الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جريدة ناطقة باسم السلفيين في
أفغانستان ونصيحة للمجاهدين الأفغان
السائل: هل ترون أهمية جريدة ناطقة باسم السلفيين كما هو حال غالب الجماعات الأخرى؟
الشيخ: أرى هذا إذا وجد أهلها.
السائل: إذا وجد أهلها؟
الشيخ: أي نعم، يعني إذا وجد كُتَّابها، وعلماؤها وما أدري إذا كان هؤلاء موجودين.
السائل: طيب أطلعت شيخنا على المجلات الموجودة السلفية أو التي تزعم أنها سلفية ما رأيكم في أحسن مجله في هذا؟
الشيخ: والله أنا حتى الآن من حيث العقيدة أرى مجلة التوحيد المصرية التي تبع جماعة الأنصار، فهي من حيث العقيدة والتوحيد جيدة، لكن من حيث الأحكام الشرعية الفقهية ومن حيث الأحاديث النبوية، أَقْرأ فيها العجب العجاب، في مجلة الاستقامة أظن تبع السودان هذه لا بأس فيها، وفيها مقالات جيدة؛ لكنها حديثة عهد بالصدور فما آن لنا أن نستكشف حقيقتها، ويشبهها تماماً، وإن كنت أنا مسروراً بها إلى حد بعيد مجلة الفرقان التي يصدرها الإخوان السلفيون هناك في الكويت، وعليها ورئيسها أظن عبد
الرحمن عبد الخالق، هؤلاء يعنون بالنواحي السياسية وفي بيان وضع الدول العربية وحكامها، يعني يروي ويشفي صدور قوم مؤمنين، لكن مع ذلك أخشى أنه ما يدوم أمرها، وأن يصنع بها بما صنع من قبل بمجلة الأمة، مع أنها كانت معتدلة إلى حد ما، لكنها كانت أيضاً صريحة في مهاجمة الأوضاع الحاكمة في كل البلاد، ولذلك ما مضى عليها إلا سنين قليلة ثم سجنت، ثم انصرف أهلها إلى إصدار كتيبات لا غناء فيها ولا قيمة علمية فيها، سوى معالجة أوضاع اجتماعية اقتصادية، وبأقلام غير عليمة بالإسلام.
فلذلك أقول: إذا كان هناك علماء وكتاب يحسنون اختيار المواضيع التي تفيد المسلمين بعامة، والأفغانيين هناك بخاصة، ويحسنون الكتاب والبيان، فهذا أمر ضروري وهذا من الواجبات الكفائية التي إذا لم يقم بها أحد أثموا جميعاً، وإذا قام بها البعض سقط عن الباقين، فأهل مكة كما يقال: أدرى بشعابها، فإن كان يوجد هناك حول أخينا في الغيب جميل الرحمن من يثق بعلمهم وبأقلامهم، وبإخلاصهم؛ فليتقدم ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
لأن ذلك الرجل صار في خلاف بيني وبينه؛ لماذا؟ لأنه الظاهر ليس هناك وحدة فكرية، فهو عليه أن يستصفي ممن حوله أناساً يكون قد اقتنع بأنهم متوحدين في المذهب، وفي المشرب من جهة، وأنهم قادرين على أن يكتبوا، وأن يشرحوا للناس ما في نفوسهم من علوم يجب إظهارها.
السؤال: بالنسبة يا شيخنا مجلة المجاهد هي ما فيها من يكتب لها دائماً، وإنما هي تستفت العلماء وبعض الدعاة، وكذا السلفيين، فما رأيكم يعني في المجلة بعمومها، مجلة المجاهد خاصة ومجلة البيان كذلك بهذه المناسبة؟
الجواب: ما عندي فكرة؛ لأن الحقيقية مجلة المجاهد صار لها أشهر ما أشوفها، أنا جاءني بعض الأعداد
مداخلة: بعطيك إياها شيخنا
الشيخ: ما أدري هل انقطعت بسبب الخلاف اللي وقع، وإلا، لا تزال تستمر!
مداخلة: ممكن. كان في خطأ كبير في التوزيع.
الشيخ: وكذلك مجلة البيان لا تجيني، الجهاد هي التي تجيني تقريباً تباعاً.
مداخلة: سبحان الله.
الشيخ: طيب الآن نكتفي بهذا القدر.
مداخلة: طيب في نصيحة بس أخيرة يا شيخ.
الشيخ: نعم.
مداخلة: نصيحة تقدمها، إذا في نصيحة تقدمها للمجاهدين الأفغان، وللقادة منهم، ولإخواننا العرب هناك في أفغانستان هذه يعني مهمة شيخنا.
الشيخ: والله الذي يمكنني في هذه الساعة أن أقدمه إلى إخواننا هناك جميعاً: أن لا يتنازعوا، وأن الاختلاف بين الأفراد هو كالاختلاف بين الجماعات أمر طبيعي لابد منه؛ لأن الله عز وجل لحكمة ما قدر ذلك، كما قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 118 - 119]، وكلنا يعلم أن الصحابة رضي الله عنهم الذين أثنى ربنا عليهم في القرآن الكريم، ونبينا صلى الله عليهم وآله وسلم في أحاديث كثيرة كمثل:«أكرموا أصحابي» وكمثل: «خير الناس قرني» ، ونحو ذلك .. مع هذا الثناء العاطر كانوا مختلفين في كثيرٍ من آرائهم وأفكارهم، ولكن هذا الاختلاف ما أدى بهم إلى أن يتنازعوا؛ لأن التنازع يؤدي إلى الفشل بنص الآية الكريمة.
فلهذا وقد اقتضت مصلحة الجهاد في أفغانستان أن يطرق أرضها بعض المسلمين العرب، ولهم أفكارهم، ولهم عاداتهم، وقد يختلفون في هذا وذاك مع الأفغانيين كثيراً أم قليلاً، ولذلك فلا ينبغي إذا وجد شيء من الاختلاف الفكري أو الأخلاقي أن يكون ذلك مدعاةً لتفريق الكلمة، وتمزيق الصفوف التي يجب أن تكون مرصوصة تجاه الأعداء الذين اجتمع المسلمون هؤلاء جميعاً من عرب وأفغان على مقاتلتهم، وإخراجهم عن أرضهم، ينبغي أن لا يختلفوا، وأن لا يتنازعوا؛ حتى يتمكنوا من القضاء على عدوهم.
وأنا أعرف أن البعد كبير جداً بين الأفغانيين كشعب مسلم، وبين العرب كشعب مسلم أيضاً؛ لأن العرب ولو كانوا كبعض الأفراد منحرفين في بعض النواحي عن الكتاب والسنة، ولكن مع ذلك يكونون أقرب إلى الكتاب والسنة من الأعاجم، وبناء على هذا الواقع الذي يكون خيراً من واقع الأفغان على الأفغانيين أن يرحبوا بوجودهم في أرضهم وأن يشكروهم حينما جاؤوا ليساعدوهم على عدوهم، وأن يتحملوا ما قد يرون منهم من مخالفات لمذهبهم؛ لأن مذهبهم .. يجب أن يعلموا هذه الحقيقة؛ لأن مذهبهم -أي: المذهب الحنفي- هو كسائر المذاهب الأخرى التي يعيشها الشعوب الأخرى المغاربة مثلاً: مذهبهم مذهب الإمام مالك، والمصريون يغلب عليهم المذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي يغلب على البلاد النجدية وبعض البلاد السورية وغيرها، يجب أن يعلم أصحاب هؤلاء المذاهب كلهم أن كل مذهب من هذه المذاهب ليس وحياً من الله تبارك وتعالى على إمام المذهب، فضلاً عن أنه ليس وحياً على أتباعهم على مدى سنين طويلة، وإنما هي في كثير من الأحيان تكون اجتهادات وآراء لبعض الأئمة المتقدمين أو المتأخرين بعضها صواب وبعضها خطأ، فسواء كان صواباً أو خطأ فهم مأجورون في الصواب
أجرين، وفي الخطأ أجراً واحداً، فلا ينبغي أن يتحمس كل أصحاب مذهب لمذهبه، فتقع الفرقة، وحينئذ لا يكونون متجاوبين مع قوله تبارك وتعالى:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32].
ولا شك أن عامة الشعوب لا يمكن أن نتصور أن وعي كل فردٍ منها كوعي الرؤوساء القائمون عليها، ولذلك أول من ينبغي أن تتوجه هذه النصيحة إليهم، وأن يرعوها حق رعايتها، إنما هم الرؤوساء القائمون على هذه الأحزاب الكثيرة؛ فأنهم كما قال عليه السلام:«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» ، فهؤلاء رؤساء الأحزاب هم المسؤولون عما قد يقع من الخلافات ومن الفتن بينهم؛ لأنهم كان بوسعهم أن يحولوا بين هذه الفتن بإشاعة ما يسمى بالتسامح المذهبي، لا أعني أن بالتسامح المذهبي ألا يهتم الإنسان بمعرفة الحق الموجود في المذاهب الأخرى، وإنما أعني بالتسامح: أنك إذا التقيت مع أخيك المسلم وجرى بينك وبينه خلاف ما في مسألة ما، سواء كانت في الفروع كما يقولون أو في الأصول، فتباحثتم في ذلك ثم بقي كل منكم على رأيه السابق متقياً ربه تبارك وتعالي خائفاً من ربه غير متعصب إلا لما يبدو له أنه صواب، فألا يكون هذا البقاء كل على مذهبه سبب تنافر وتباغض وتدابر، ويجب عليهم أن يكونا كما في النص الكريم:«وكونوا عباد الله إخوانا» هذا ما يتيسر لي بهذه المناسبة وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
(الهدى والنور/286/ 30: 55: 00)
(الهدى والنور/286/ 02: 00: 01)
(الهدى والنور/287/ 13: 03: 00)