الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حول مقتل جميل الرحمن
مداخلة: السؤال الثاني شيخي يسأل عن محمد بو ضياف هل يحل قتله علماً أن من سيأتي بعده قد يكون أسوأ منه، وأنه في الفتنة يجب التزام الدار.
الشيخ: وأنه ماذا؟
مداخلة: في الفتنة يجب التزام الدار.
الشيخ: نحن قلنا سلفاً مع بعض إخواننا الحاضرين أولاً: في قرارة أنفسنا سررنا بقتله هذه حقيقة لا نستطيع أن نكتمها؛ لأنه رجل طغى وبغى، لكن في الوقت نفسه قلنا: عسى أن يكون خيراً لنا شراً لأعدائنا؛ لأن مثل هذا القتل ليس هو من منهجنا الإسلامي الذي نفهمه من كتاب ربنا، ومن سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومما جرى عليه سلفنا الصالح.
فنحن نعلم كثيراً بأن الملوك الذين جاؤوا بعد الخلفاء الراشدين لم يكونوا ملتزمين للكتاب والسنة التزامهم، ولا كانوا سالكين مسلكهم، كانوا منحرفين قليلاً أو كثيراً، وحسبكم مثلاً على ذلك: فتنة المأمون الذي فرض على علماء الإسلام في زمانه أن يقولوا: بأن كلام الله الذي هو صفة من صفاته تبارك وتعالى أن يقولوا بأنه مخلوق، وبلي في ذلك كثير من أئمة المسلمين، وبخاصة منهم إمام السنة الإمام أحمد، وقتل منهم كثيرون وفتن منهم عديدون ومع ذلك لم يفكر أحد هؤلاء الأئمة أن يرسل إلى مثل هذا الذي فرض هذه
الضلالة على أئمة المسلمين أن يقتل وأن يغدر به؛ لأنهم يعلمون أن مثل هذا الغدر أولاً: ليس من منهج السلف الذين مضوا، وثانياً: أنه قد يترتب من المفاسد أكثر من مصلحة القضاء على مثل هذا الطاغية.
ولذلك فأنا قلت: أنا أرجو في الوقت الذي سررنا بقتله نرجو أن لا تكون العاقبة أسوأ؛ لأنه ما الفائدة أنتم تعلمون رأينا بالنسبة لما يسمى بأطفال الحجارة والانتفاضة الفلسطينية هذه، نحن نقول: هذا لا يفيد شيئاً إطلاقاً؛ لأنهم إن قتلوا يهودياً قتل مقابلهم عدد أكبر وأكبر، إذا قتلوا يهودياً قتلوا من المسلمين أكثر وأكثر وهكذا، ولذلك فنحن لا نرى هذا الغدر وهذا القتل؛ لأنه ليس هناك أولاً: دولة إسلامية تأمر وعلى المسلمين أن ينفذوا، وإنما هي آراء ارتجالية هوائية لا ينظر إلى ما يترتب من ورائها من عواقب سيئة.
خلاصة القول: لا نرى هذا القتل وهذا الغدر.
مداخلة: السؤال الثالث بالنسبة للقتل .. للقاتل شيخي يعني: يعتبر قاتل قتل آثم عليه؟
الشيخ: لا، هذا يعود إلى الدافع والباعث.
مداخلة: نعم جزاكم الله خير.
مداخلة: شيخنا ذكرتم في أثناء الحديث أن المأمون لم يقم أحد عليه وفعل ما فعل مع أنه لابن جرير ..
الشيخ: عفواً أنا لم أقل: لم يقم أحد عليه نعم، قلت: لا أحد دفع من هؤلاء الأئمة دفع رجلاً مخلصاً ليقتله ويكفي شر المؤمنين منه.
مشهور: أحمد بن نصر كان يفكر بقتله.
الشيخ: كان يفكر.
مشهور: بقتله وكان محدثاً ومدحه أحمد وقال: رحمه الله لقد جاد بنفسه.
الشيخ: لقد ماذا؟
مشهور: لقد جاد بنفسه، ويذكر أخبار مفصلة طويلة جداً.
الشيخ: لماذا جاد بنفسه؟
مشهور: لأنه قام عليه وأراد أن يقتله.
الشيخ: فهمت، وبعد ذلك ماذا حصل؟
مشهور: قتل.
الشيخ: قتل.
مشهور: قتله المأمون، عمل حركة ووزع ناس في بغداد عفواً قسمها لقسمين وصنع رايات ووضعها في آبار وَوَقَّت وقت للقيام عليه ولقتل المأمون وأوشي عليه ووصل خبره إلى المأمون وقتل، فلما سئل عنه أحمد قال: رحمه الله لقد جاد نفسه ما أجرأه أو بنفس العبارة هذه.
الشيخ: أنا أقول: رحمه الله يا أخي! لكن هذا تصرف شخصي لا يمثل الفكر الجماعي بالنسبة لعلماء المسلمين يعني: هل أنت تظن أنه كان لا يمكن قتل المأمون لو كانت الفكرة الموجودة اليوم فيمن يسمون: بجماعة التكفير والهجرة لو كانت هي المسيطرة على علماء المسلمين في ذلك الزمان أنه لا يوجد فيهم من يأمر تلميذ له بقتل مثل المأمون، لا هم يقررون في عقائدهم كما تعلم بأن الخروج على الأئمة لا يجوز لما يترتب من وراء ذلك من
الفساد، فإذا صح هذا الخبر عن محمد بن نصر المروزي رحمه الله فيكون هذا رأي له.
مداخلة: أحمد بن نصر الخزاعي.
الشيخ: نعم، فعلى كل حال هذا الخبر ذكره ابن جرير مثلاً أو من؟
مداخلة: ذكره ابن جرير في التاريخ في العاشر، وفَصَّل جداً في أخبار قيامه
…
الشيخ: طيب! لعله يكون هذا من خبر .. مثلاً.
مداخلة: ذكره الذهبي بصيغة أيضاً يعني.
الشيخ: الجزم.
مداخلة: نعم في السير.
الشيخ: على كل حال الجواب الذي عندي هو هذا.
مداخلة: شيخي السؤال الأخير لمحمد يقول: عن حكمتيار ألا نستطيع أن نختلق له الأعذار.
مداخلة: القافية الله يعطيك العافية.
مداخلة: هذا محمد بن طاهر.
الشيخ: لكن هذا السؤال غامض.
مداخلة: أنا لا أدري ماذا يقصد بـ: أن نختلق له الأعذار يعني: هل فعل شيء حكمتيار.
الشيخ: يمكن يقصد بالنسبة لقتل جميل الرحمن إذا كان السائل يعني: أن له يداً في قتله فنوجد له الأعذار، لا ندري ماذا يقصد.
مداخلة: نعم شيخنا، أخذ منا شريط لوالده الذي هو رقم خمسمائة وعشرين تكلمت فيه شيخنا أنت على مقتل الشيخ جميل، ومن ثم جلستكم مع أخونا.
الشيخ: فارس.
مداخلة: لا شيخنا، مع أخونا الذي هو تبع أبو ظبي أو البحريني، تكلمت على موضوع: جميل الرحمن نعم، وبعض الأمور في الجهاد وكذا، وكنت أعطيت للأخ: أبو محمد.
الشيخ: إذاً يقصد: قتل جميل الرحمن.
مداخلة: هذا هو الظاهر يعني.
مداخلة:
…
طلع قبل أيام أخبار عن حكمتيار أنه يجمع الناس من أجل عمل شيء في المنطقة للسيطرة على الحكم.
مداخلة: لا هو يقصد إذا أعرف أنا
…
نتحدث أنا وأنت، أنا أرجح أنه يقصد: قتل نجيب الرحمن طاهر يؤكد هذا الكلام.
الشيخ: هذا الذي يتبادر إلى ذهني، لا ما أجد له عذراً في ذلك؛ لأنه لا فرق بينه وبين جميل الرحمن من حيث أنه يمثل يعني: جماعة من الجماعات الإسلامية، فليس له أن يتصرف وأن يسعى لقتل من يخالفه في دعوته وفي منهجه وفي أسلوبه؛ لأنه لم يصبح حاكماً أعلى ولا بويع من المسلمين حتى يكون له التصرف المطلق.
مداخلة: شيخنا! في الأمس هم أخرجوا جميل الرحمن ومن معه منطقة حرروها وأقاموا فيها
…
الشيخ: لذلك الحقيقة كان يجب أن يكون محمد موجود ونفهم منه ما هي وجهة نظره، ونحصل له على عذر في ماذا؟
مداخلة: هو دائماً معه أشرطه يوزع في موضوع: التمس لأخيك عذراً.
الشيخ: هكذا.
مداخلة: هو يعرفه يا شيخنا.
الشيخ: طبعاً ..
(الهدى والنور / 517/ 19: 49: 00)
(الهدى والنور / 517/ 02: 56: 00)