الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
استخدام العنف في الجزائر
شيخنا! سؤال فيما يخص الوضع في الجزائر
…
في هذه الفترة الأخيرة يا شيخ، خاصة مما يحدث من كوارث وفتن، وحيث صار الأمر إلى استخدام المتفجرات التي تُوْدي بحياة العشرات من الناس أكثرهم من الأبرياء وفيهم نساء وأطفال ومن تعلمون، وحيث سمعنا بعض الناس الكبار أنهم يهددون عن سكوت أهل العلم والمفتين عن المشايخ الكبار عن سكوتهم وعدم التكلم بالإنكار لمثل هذه التصرفات الغير إسلامية طبعاً، ونحن أخبرناهم برأي أهل العلم ورأيكم في المسألة لكنهم ردوا بجهل بما تقولونه بعدم وجود أشرطة منتشرة لبيان الحق فيمن خلى؛ ولهذا نحن طرحنا سؤال بهذا الأسلوب الصريح حتى يكون الناس على بينة برأيكم ورأي من تنقلون عنهم، فبينوا الحق في القضية وكيف يعرف الحق فيها عند كل مسلم.
لعل الشيخ يسمع ما يجري الآن أو نشرح له شيئاً مما ..
الشيخ: ما في داعي ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أنت جزاك الله خيراً أشرت بأننا كنا تكلمنا في هذه المسألة وذكرت أنهم يردون بجهل وبغير علم، إذا كان الكلام يخرج ممن يظن فيه العلم ثم يقابل ممن لا علم عندهم بالفرض والرد، فما فائدة الكلام حينئذٍ، لكن نحن نجيب لمن قد يكون عنده شبهة بأن هذا الذي يفعلونه هو أمر جائز شرعاً وليس لإقناع ذوي الأهواء وأهل الجهل وإنما لإقناع الذين قد يترددون في قبول أن هذا الذي يفهمه هؤلاء المترددون إلى أنه غير مشروع.
لا بد لي قبل الدخول في شيء من التفصيل إلى أن أُذَكَّر والذكرى تنفع المؤمنين بقول أهل العلم ما يبنى على فاسد فهو فاسد، فالصلاة التي تبنى على غير طهارة مثلاً فهي ليست بصلاة، لماذا؟ لأنها لم تقم على أساس
الشرط الذي نص عليه الشارع الحكيم بمثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صلاة لمن لا وضوء له» فمهما صلى المصلي بدون وضوء، فما بني على فاسد فهو فاسد.
الأمثلة في الشريعة
…
شيء كثير وكثير جداً، فنحن ذكرنا دائماً وأبداً بأن الخروج على الحكام ولو كانوا من المقطوع بكفرهم أن الخروج عليهم ليس مشروعاً إطلاقاً؛ ذلك لأن هذا الخروج إذا ولا بد ينبغي أن يكون خروجاً قائماً على الشرع كالصلاة التي قلنا آنفاً إنها ينبغي أن تكون قائمة على الطهارة وهي الوضوء، ونحن نحتج في مثل هذه المسألة بمثل قوله تبارك وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
إن الدور الذي يمر به المسلمون اليوم من تَحَكُّم بعض الحكام وعلى افتراض أن كفرهم كفر جلي واضح ككفر المشركين تماماً، إذا افترضنا هذه الفرضية فنقول: إن الوضع الذي يعيشه المسلمون بأن يكونوا محكومون من هؤلاء الحكام ولنقل: الكفار مجاراة لجماعة التكفير لفظاً لا معنى بأن لنا في ذلك التفصيل
…
فنقول: إن الحياة التي يحياها المسلمون اليوم تحت حكم هؤلاء الحكام لا تختلف عن الحياة التي حييها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام بما يسمى في عرف أهل العلم بالعصر المكي، لقد عاش عليه السلام تحت حكم الطواغيت الكافرة المشركة والتي كانت تأبى صراحة أن تستجيب لدعوة الرسول عليه السلام وأن يقولوا كلمة الحق: لا إله إلا الله، حتى أن عمه أبو طالب وفي آخر رمق من حياته قال له: لولا أن تعيرني بها قومي لأقررت بها عيناً.
أولئك الكفار الصريحين في كفرهم المعاندين لدعوة نبيهم كان الرسول عليه السلام يعيش تحت حكمهم ونظامهم ولا يتكلم معهم إلا أن اعبدوا الله
وحده لا شريك له،
…
العهد المدني ثم تتابعت الأحكام الشرعية وبدأ القتال بين المسلمين وبين المشركين كما هو معروف في السيرة النبوية، أما في العهد الأول العهد المكي لم يكن هناك خروج كما يفعل اليوم كثير من المسلمين في غير ما بلد إسلامي، فهذا الخروج ليس على هدي الرسول عليه السلام الذي أمرنا بالاقتداء به وبخاصة في الآية السابقة:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
الآن كما نسمع في الجزائر هناك طائفتان وأنا أهتبلها فرصة إذا كنت أنت أو أحد الحاضرين على بينة من الإجابة عن السؤال التالي أقول: أنا أسمع وأقرأ بأن هناك طائفتين أو أكثر
…
الذين يعادون الحكام هنالك .. لنعرض مثلاً أحدهم فيقال: وهل هنا تكفير؟ نعم؟
مداخلة: جيش الإنقاذ هذا هو المسلح يعني .. غير الجبهة.
مداخلة: غير الجبهة.
الشيخ: لكن أليس له علاقة بالجبهة؟
مداخلة: انفصل عنها يعني: متشدد.
مداخلة: نعم.
الشيخ: فإذاً، أنا أردت أن أستوضح من وجود أكثر من جماعة مسلمة ولكل منها سبيلها ومنهجها في الخروج على الحاكم تُرى لو كلها على هذا الحاكم وانتصرت طائفة من هذه الطوائف التي كان إسلامها ومحاربتها للحاكم الكافر من عهدهم ثم هل تتفق هاتان الطائفتان فضلاً عما إذا كانت هناك
طائفة أخرى ليقيمون حكم الإسلام الذي يقاتلون من أجله؟ سيقع الخلاف بينهم ..
الشاهد الآن موجود مع الأسف الشديد هو أفغانستان .. يوم أن قامت الحرب في أفغانستان كانت أيضاً في سبيل الإسلام والقضاء على الشيوعية فما كادوا يقضون على الشيوعية وحينها الأحزاب كانت قائمة وموجودة
…
فإذا بهم ينقلب بعضهم عدواً لبعض، فإذاً: كل من خالف هدي الرسول عليه السلام فهو سوف لا يكون عاقبة أمره إلا خُسْرا، وهدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذاً في إقامة الحكم الإسلامي وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها، إنما يكون بالدعوة أولاً دعوة التوحيد، ثم تربية هؤلاء المسلمين على أساس الكتاب والسنة.
وحينما نقول نحن إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرتين، إنه لا بد من التصفية والتربية بطبيعة الحال لا نعني بهما أن هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أن يصيروا أمة واحدة وإنما نريد أن نقول: إن من يريد أن يعمل للإسلام حقاً وأن يتخذ الوسائل التي تُمَهِّد له إقامة حكم الله في الأرض لا بد أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكماً وأسلوباً.
لهذا نحن نقول: إن ما يقع سواءً في الجزائر أو في مصر هذا خلاف الإسلام؛ لأن الإسلام يأمر بالتصفية والتربية، أقول التصفية والتربية لسبب يعرفه أهل العلم .. نحن اليوم في القرن الخامس عشر ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة لم نعرف الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام؛ لذلك فالإسلام الذي أتى أكله وثماره في أول أمره هو الذي سيؤتي أيضاً أكله وثماره في آخر أمره كما قال عليه الصلاة
والسلام: «أمتي كالمطر لا يُدْرَى الخير في أوله أم في آخره» فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول عليه السلام في هذا الحديث، وفي الحديث الآخر الذي هو منه أشهر:«لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن نصبح والملايين المملينة من المسلمين قد تبنوا الإسلام مصفىً وربوا أنفسهم على هذا الإسلام المصفى، لكننا نريد لهؤلاء الذين يهتمون حقاً أولاً بتربية نفوسهم .. ثم بتربية من يلوذ بهم ثم ثم، لا يصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلا بهذا التسلسل الشرعي المنطقي.
بهذا
…
كنا أن نجيب بأن هذه الثورات وهذه الخلافات التي تقام حتى الجهاد الأفغاني كنا نحن غير مؤيدين له أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب والآن الذي يحكم والذي قاموا ضده معروف بأنه من رجال الصوفية مثلاً، فالقصد أن من أدلة القرآن الكريم أن الاختلاف ضعف حيث أن الله عز وجل ذكر من أسباب الفشل هو التنازع والاختلاف:{وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31 - 32] إذاً: إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأن هذا التشيع وهذا التفرق إنما هو دليل الضعف.
إذاً: على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق أن تتمثل بكلمة أعتبرها من حكم العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة، ولكن أتباعه غير تابعون له ألا وهي قوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم، فنحن نشاهد أن لا أقول الجماعات التي تقوم بهذه الثورات بل
استطيع أن أقول بأن كثيراً من رؤوس هذه الجماعات لن يطبقوا هذه الحكمة التي هي تعني ما نقوله نحن في تلك اللفظتين التصفية والتربية.
لن يقوموا بعد بتصفية الإسلام مما دخل فيه مما لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام في العقيدة أو في العبادة أو في السلوك، لن يحققوا هذه التصفية في نفوسهم فضلاً عن أن يحققوا التربية في ذويهم، فمن أين لهم أن يحققوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويكونون معها على هؤلاء الحكام.
أقول: إذا عرفنا بشيء من التفصيل تلك الكلمة ما بني على فاسد [انقطاع في الصوت] فجوابنا واضح جداً: أن ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو سابق لأوانه أولاً، ومخالف لأحكام الشريعة غاية وأسلوباً ثانياً.
لكن لا بد من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال:
نحن نعلم أن الشارع الحكيم بما فيه من عدالةٍ وحكمةٍ نهى الغزاة المسلمين الأولين أن يتعرضوا في غزوهم للنساء فنهى عن قتل النساء وعن قتل الصبيان والأطفال، بل ونهى عن قتل الرهبان المنطوين على أنفسهم لعبادة ربهم زعموا وهم على شرك وعلى ضلال .. نهى الشارع الحكيم قواد المسلمين أن يتعرضوا لهؤلاء لتطبيق أصل من أصول الإسلام ألا وهو قوله تبارك وتعالى في القرآن:{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 36 - 39] فهؤلاء الأطفال وهذه النسوة والرجال الذي ليسوا لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء فقتلهم لا يجوز إسلامياً، قد جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى ناساً مجتمعين على شيء، فسأل قالوا: هذه امرأة قتيلة .. قال عليه السلام: «ما
كانت هذه لتقاتل» وهنا نأخذ حكمين متقابلين، أحدهما سبقت الإشارة إليه ألا وهو: أنه لا يجوز قتل النساء؛ لأنها لا تقاتل، لكن الحكم الآخر أننا إذا وجدنا بعض النسوة يقاتلن المسلمين
…
المحاربين أو الخارجين فحينئذٍ يجوز للمسلمين أن يقتلوا هذه المرأة التي شاركت الرجال بتعاطي القتال.
فإذا كان السؤال إذاً بأن هؤلاء حينما يفخخون كما يقولون بعض السيارات ويفجرونها فتصيب بشظاياها من ليس عليه مسؤولية إطلاقاً في أحكام الشرع ولا يكون هذا من الإسلام في شيء إطلاقاً، لكني أقول: إن هذه جزئية من كلية أخطرها هو هذا الخروج الذي مضى عليه بضع سنين ولا يزداد الأمر إلا سوءاً؛ لهذا نحن نقول: إن الأعمال بالخواتيم والخاتمة لا تكون حسنة إلا إذا كانت قائمة على الإسلام فما بني على خلاف الإسلام فسوف لا يثمر إلا الخراب والدمار.
مداخلة: بسم الله الرحمن الرحيم.
سؤال ثان: بالنسبة للشريط الذي سُجِّل فيه لقاؤكم مع الشيخ علي بالحاج فإنه لا يعلم له شيء في الموجود لما علمتموه من العهد الذي أخذه الشيخ علي بالحاج منكم في عدم الإخراج وقد تردد على ألسنة الكثير من ألسنة الجزائريين التساؤل عما في هذا الشريط وضرورة إخراجه للناس والأمة حتى يعرف الحق الذي فيه، وخاصة أن الأمر متعلق بحق وباطل ومصير أمة وشعب بأكمله، ولقد كلمنا الشيخ أبو ليلى عن إخراج الشريط فعلق الأمر بكم أي بشيخنا محمد ناصر الألباني وبالشيخ أبو مالك محمد إبراهيم شقرة، أما الشيخ أبو مالك فقد أخبرناه بذلك فأبدى القبول والرضا وقال على العهد
المذكور أنه باطل وفيه كتم للحق، وبقى قولكم فهل أنت موافق على إخراج الشريط للناس؟
الشيخ: أنا قد أوافق وقد لا أوافق؛ لأني لست مستحضراً ما فيه من المسائل .. هو موجود عندك؟
مداخلة: طبعاً بتذكر يومها رفض الرجل التسجيل .. وجلسنا أكثر من ربع ساعة في إلحاح بيني وبينه أمامكم، أخيراً طبعاً أنت قلت له: لماذا لم تسجل؟ قال: لا أحب الشهرة وكذا .. أيضاً
…
بالنهاية شيخنا! الشيخ أبو مالك قال: لا يخرج الشريط إلا بإذنك هذا مسجل الكلام
…
الشيخ: نعم.
أبو ليلى: نعم، فسألتكم مرة أنا قلت نجلس نحن والشيخ أبو مالك وإياكم حتى نتباحث في هذا الموضوع.
الشيخ: هل يذكر أبو مالك هذا الكلام؟
مداخلة:
…
الشريط
…
الشيخ: على كل حال {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
مداخلة: شيخ كثير من الشعب هؤلاء الخارجون يعني: متبعين لعلي بالحاج ويجعلونه كأنه المتبع وقوله هو النافذ.
الشيخ: بل بس لو لم يكن مثل هذا العهد كنا نقول قولاً بوجوب الإخراج ..
مداخلة: مع أن الأمر يا شيخ متعلق بالأمة، والشيخ أبو مالك سألناه فقال هذا الأخ صادق وقال فيه كتم للحق، فإذا كان ..
الشيخ: نحن سألناك آنفاً هل يتذكر أن أبو مالك هذه الكلمة التي قالها
…
مداخلة: هو حضر الجلسة أبو مالك؟
مداخلة:
…
أتذكر لئن ما سمعت الشريط أنا ولا أعرف ..
الشيخ: على كل حال ينبغي أن نتدارس الموضوع إن شاء الله ..
مداخلة: لا تنسوا يا شيخ.
الشيخ: فهات ما عندك.
مداخلة: يا شيخ مثلاً
…
الأخ الي
…
عليها
…
الشيخ: ما شاء الله.
مداخلة: شيخنا بعد إذنك كما قد سئلت من قبل وما زلت تسأل عن خوارج يسمون بخوارج السيف أو ما يدعون لهذه الكلمة .. قد جلت وصلت في أناس كتبوا في منهج الخوارج منهجاً فوجدت من بعد استقرائي هذا يعني: المنهج أنه على منوال خوارج أهل القرون الأولى كما بدا لي ورددت كلاماً لعلي أن أقتصر على الفائدة منه إن شاء الله، كالآتي:
خوارج العصر ينقلون عن السلف أقوالاً مبتورة مقطوعة ليس لها معنى ذا الوحدة الموضوعية فإن أخذ الناقل منهم عن أحدهم أخذ الأول من كلامه دون التالي أو التالي دون الأول.
التقول عليهم بما لم يقولوا وتحميلهم معاني لكلامهم لم يعنوها، وتقصيدهم ما لم يقصدوه في أقوالهم .. أمينهم ينقل معتمداً أقوال السلف اعتضاداً بها ليس اعتماداً عليها، بحيث الإجمال سَمْتها وعدم الإيضاح في
طياتها واضح، وهذه الطريقة الوحيدة المعتضدة عندهم في منهجهم وإعلانه وإشهاره.
الموضوع الذي أحببت أن أظهره أمامك أن الخروج عن منهج السلف كان بما كتبته هنا: أن من مات مقراً بالتوحيد ولم يعمل بمقتضاه وأول مقتضى التوحيد هو الصواب ملاصق لم ينفعه هذا الإقرار ..
الشيخ: هذا كلام من؟
مداخلة: كلام خوارج العصر ..
النقطة الثانية: أن أصل الإيمان ابتداءً هو الإقرار والتصديق فمن لم يأت بمقتضاه أُنْقِضَ هذا الأصل الذي زعمه صاحبه أن من شابه الكافر بفعلته أو بفعله أو بقوله وإن كان مِلِّياًّ مهما كان متأولاً ولو كان تأوله غير سائغ فإنه بمشابهته يكفر بهذا القول أو الفعل ..
النقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نصوصاً أو من كتاب الله مبتورة لا يفهم لها منهجاً يتخذه أو اتخذه صاحبه دليلاً يفهم القارئ أو السامع له أنه صاحب حجة ..
القضية كذلك في مسألة العذر بالجهل أن من كان معذوراً بالجهل هو الذي لم تصله الحجة سواءً كانت عقلية أو نقلية أنا سأورد واحدة وهذا ..
(الهدى والنور /830/ 03: 01: 00)