الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم الأفغان خارج أفغانستان
والذين يحاربون مع الشيوعيين
السؤال الثالث: ما حكم الأفغانيين المسلمين المقيمين بين الشيوعيين، وما حكم الأفغانيين المقيمين خارج أفغانستان، سواء للتعليم أو لغيره من العمل وغير ذلك، وما موقف أهل السنة، الموقف الذي يجب أن يكون من أهل السنة تجاه الشيعة الذين لا يألون جهداً في قتل أو خطف المسلمين من السنة هناك، خطفوا بعض إخواننا الأطباء المصريين هناك، خطفوهم ثلاثة أو أربعة، بعضهم هرب والبعض حتى الآن ما نعرف عنه شيء، وهل لو قاتل أحد من المسلمين في صفوف الشيوعيين لشبهة، وهذا موجود كثير أيضاً.
الشيخ: كيف هذا؟
السائل: من الأفغان في صفوف الشيوعيين يقاتل المجاهدين لشبهة عنده: أن هؤلاء مسلمين، وهؤلاء مسلمين، ولكن مسألة قبائل، طبعاً إنهم يؤثرون عليه من الإعلام أن هذه مسألة قبائلية، وأن أمريكا تمد هؤلاء مثلما روسيا تمدنا نحن، وهؤلاء يريدوا أرض يريدوا قتل نسائكم، وأخذ أموالكم وكذا، فهذه كلها شبهات موجودة في بعض الشيوعيين، فهل كثير من المسلمين في صفوفهم على هذا الحال إن صح التعبير. فما رأيكم يا شيخ في هذه الأحكام؟
الشيخ: ما رأيي في هؤلاء المسلمين الذين يعيشون مع الدولة الشيوعية الحاكمة حينما يقاتلون المجاهدين، ما رأيي فيهم من أي ناحية؟
السائل: حكمهم.
الشيخ: أظن أن من تمام السؤال أن يقال مثلاً: إذا وقعوا أسرى في يد المجاهدين هل يقتلون؟ أم السؤال غير هذا، هل مثلاً: يجوز للمجاهدين أن يقذفوا البلدة التي فيها الحكام الشيوعيون وفيهم هؤلاء الأفراد من المسلمين؟ فأنا أريد توضيح للسؤال؟
السائل: طيب على كل حال جزاك الله خيراً.
الشيخ: نجيب عن هذا وهذا، لكن ما هو بيت القصيد من السؤال والا هو هذا فقط.
السائل: بيت القصيد هو في الشطر الثاني، وهي مسألة قتالهم أو مثلاً قذف هذه المنطقة.
الشيخ: ممكن يكون السؤال هكذا، وممكن يكون السؤال هكذا، حتى لا نشرد عن المقصود بالسؤال، فأنا افترضت أن السؤال له شعبتان، وتَبَيّن أن المقصود هي الشعبة الأخرى، وأنا أقول إن المجاهدين إذا كانوا وصلوا إلى مرحلة الهجوم على عاصمة من العاصمتين اللامعتين اسمهما الآن: وهي كابل وجلال أباد، أن عليهم أن يتخذوا وسائل التبليغ أن يبلغوا السكان هناك، طبعاً هم هؤلاء الأفراد الذين يظن أنهم مسلمون ولكنهم مضللون، لتلك الدعايات التي أنت أشرت إليها، فينبغي تبليغهم بالحقيقة، أن نحن أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الاستيلاء على هذه البلدة أو تلك، ولكن نحن لا يمكننا
الاستيلاء، والحاكم عندكم الكافر الشيوعي مصر ومستبد ببقائه على الحكم، لذلك وقد أعذر من أنذر، من كان منكم حريصاً على النجاة بشخصه وبدينه فليخرج من هذه البلدة.
السائل: ما يملكون الخروج؟
الشيخ: ما يملكون الخروج؟
السائل: نعم؛ لأن فيه ألغام
…
وفي جيش كذلك أو الشرطة تمنعهم.
الشيخ: لكن نحن نسمع أنهم كثير يخرجون؟
السائل: هذا يخرج تسلل، بعضهم يستطيع لكن الغالب والعام يصعب ذلك.
الشيخ: كيف؟
السائل: يعني الأعم والأغلب يصعب عليه الخروج فعلاً؛ لأنهم محاطون إحاطة، لكن الذي يتسلل وله طرق ومعرفة، فصعب.
الشيخ: نفترض أيضاً هذا، فيكون الجواب: أننا ليس معقولاً ولا مشروعاً أن نظل خارج البلدة، نقاتل حكامكم ويقاتلوننا، وتذهب دماؤنا ودماؤكم هباءً منثوراً، هذا غير معقول أبداً، فإما أن تخرجوا إن استطعتم، نأخذ نحن هذه الحيطة، وإما أن تخرجوا على حكامكم، وتكونون لنا عوناً عليهم، فأنتم من الداخل ونحن من الخارج؛ لأنه لا يعقل أن يظل الأمر هكذا جبهتين إلى
…
هؤلاء يضربوا من هنا وهؤلاء يضربوا من هنا، وعلى التعبير العسكري الذي قلناه يومئذ: مكانك راوح.
فإذاً: إما أن يخرجوا ويخلصوا وينووا، وإما أن يخرجوا عليهم وهذا هو السبيل فيما اعتقد والله أعلم.
السائل: طيب شيخ حكمهم إذا ما أسروا؟
الشيخ: حكمهم إذا ما أسروا أن يستتابوا، وفعلاً إذا كانوا مسلمين، فرأساً سيقولون نحن مسلمون أو كنا مغرر بنا .. وإلى آخره.
السائل: طبعاً هذا كبار رؤسائهم.
الشيخ: نعم.
السائل: كلهم شيخ يقولون كذا فما الحكم فيهم، يعاملوا بمعاملة المسلمين؟
الشيخ: لاشك، لا يجوز يعني من كان منهم غير معروف كفره هؤلاء ..
السائل: رئيس المخابرات العامة هناك في منطقة من المناطق عضو كبير جداً قائد في المخابرات الأفغانية، هذا مشرك وكذا، وقال: أنا مسلم وأصلي وكذا .. وأنا تبت ....
الشيخ: قالها وهو معادي والا بعدما.
السائل: بعد ما أسر.
الشيخ: طيب هذا لا يقتل ما دام يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله لكن يتخذ الحيطة بالنسبة له، وأنا بهذه المناسبة أتساءل في نفسي كل ما سمعت بأنه أنضم من الجيش الحكومي الأفغاني إلى المجاهدين أربعين شخص، خمسين شخص فيهم القائد الفلاني .. إلى آخره، فيا ترى المجاهدين
ماذا يعملوا فيهم؟ هل يعني تصل بهم الطيابة في نفوسهم أنه خلاص هؤلاء خرجوا من السلطة الشيوعيين وانضموا إلينا، فهؤلاء لازم نحنى نعطيهم كل أسرارنا وكل خططنا أو يتحفظون منهم.
السائل: لا يتحفظون منهم.
الشيخ: المفروض هكذا، فإذا كان الأمر كذلك ذاك الرئيس أو الآخر، بالضرورة أن يتحفظوا بالنسبة إليه.
السائل: بس لا يقتلوا.
الشيخ: لا يقتلوا أنا بقول.
السائل: لأنه أحياناً يحدث هذا الأمر وهو أن الجماعة ترى مثلاً مجموعة تقاتل في مركز من مراكز الشيوعيين، فيدخلون عليهم ليلاً ويأخذونهم أسرى، أشهد أن لا إله إلى الله وأنا أصلي وأنا أصوم وأنا والله كذا، طيب لماذا تقتلونا، فيقولون: والله كنا مخدوعين ونحن قوم منكم ناس طيبين، هذا الكلام واقع وموجود، فيعني كثير من الإخوان يمسكوا الرشاشات ويرشوهم رش.
الشيخ: لا ما يجوز هذا.
السائل: لا حول ولا قوة.
الشيخ: لأن هؤلاء الشيوعيين الأوغاد لا أستطيع أنا أن أتصورهم شراً من مشركي العرب، فإذا كان المشرك العربي حينما يرى نفسه ما بينه وبين الموت إلا لحظات، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فيبادر المسلم إلى قتله ظناً منه أنه ما قالها إلا تقية، إلا خوفاً من القتل، مع ذلك يقول الرسول عليه السلام:«هلا شققت عن قلبه» أو: «ماذا تفعل بكلمة لا إله إلا الله» هؤلاء الأفغان أصلهم
مسلمين وليس أصلهم مشركين، المشرك نفسه كما تعلمون من الفقه النبوي، المشرك نفسه إذا وقع أسيراً في يد المسلمين لا يجب قتله، وإنما يعامل معاملة من أربعة أنواع ففي القرآن نص على نوعين:{فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: 4]، والنوع الثاني: هو الاسترقاق والاستعباد، والأخير: هو القتل، فالقتل يعود إلى رأي الحاكم المسلم، بل أي نوع من هذه الأنواع الأربعة يعود إلى رأيه، إما هؤلاء إما هذا وإما هذا وإما هذا بالنسبة للمشرك، أما الذي أصله مسلم، ثم يؤكد إسلامه بالشهادة، هذا لا يجوز قتله أبداً، إلا في ظروف ضيقة جداً يرى الحاكم أنه يقتل من باب التأديب لغيره، وإلا الأصل أنه لا يجوز قتله، ولذلك أنا ما أرى أن رش هؤلاء الأسرى الذين كانوا من قبل يقاتلونا، وإنما هؤلاء يكونون أسرى، ويحتفظ بهم في أماكن؛ حتى يؤمنوا غدرهم وانقلابهم عليهم. هذا الذي أراه والله أعلم.
السائل: طيب إذا ما شهد الشهادتين، وظل يبكي، وسامحوني أنتم ناس طيبين وإننا
…
الشيخ: يعرض عليه الإسلام، ألست مسلم، طيب هنا يظهر حقيقة أمره فيما يظهر منه، قد يكون منافقاً والمنافقون كانوا في العهد الأنور مع ذلك كانوا يقرون على ظاهر إسلامهم، يعني ليس هناك شيء في الإسلام غامض يعني: إما هكذا وإما هكذا.
(الهدى والنور/286/ 25: 27: 00)