الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل الشيخ عن العمل السياسي
في الجزائر والكويت، فكان جوابه
الشيخ: لكن أنا في اعتقادي أن العاقبة كما قلت بالنسبة إليكم هذا الزمن ليس هو زمن الإشتغال بالسياسة الخارجية وأعني بالسياسة الخارجية الخارجة عن نفس المُكَلّف، وإنما الواجب الاشتغال بالسياسة الداخلية يعني أن يربي الإنسان نفسه وذويه الذين حوله تربية إسلامية قائمة على الفهم الصحيح للإسلام، حتى تتسع هذه الحلقات وتعم كثيراً من سكان تلك البلاد وتترابط بعضها مع بعض عن قريب أو بعد لا ندري كيف تكون الأمور، فتصبح فيما بعد كتلة واحدة ويصير لهم كما في التعبير العصري شعبية للأمة، فتأخذ الدعوة مشروعها الطبيعي في هذا الشعب بحيث أنهم يظهرون بأنهم أقوى جماعة هناك، ولا شك أنه سيأتي يوم تصطدم هذه الجماعة شاؤوا أم أبوا مع الجماعات الأخرى لأنها إن لم تكن مع هذه الجماعة فهي ضدها وإذا اصتطدم الحق مع الباطل انفجر الموقف لا بد حين إذاً ينصر الله من يشاء من عباده، يعني قدوتنا في القضية السيرة النبوية كيف بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم هنا في الحقيقة نكته عجيبة نبينا صلوات الله عليه الممدود بسبب قوي من السماء - وعليكم السلام - ظل ثلاثة عشر سنة يدعوا المخالفين في مكة يصبر على أذاهم وعلى إذاهم وعلى مشاكستهم، وهو يصلي كما تعلم ألقوا القاذورات على ظهره وقام أبو بكر يدافع عنه قائلا أتقتلون رجلاً يقول ربي الله، نحن ما وقعنا في شيء من هذه المصائب بعد هذه المدة من السنين رأى من الحكمة ونعم ما رأى أن يهاجر فأمر بالهجرة أول مرة على الحبشة وأخرى إليها، ثم هاجر هو بنفسه إلى مكة ومعه بعض الصحابة، وهكذا بدأ الركب يلحق بأميره برئيسها ونبيه وبدأت الدعوى في المدينة المنورة تنشر وارف ظلها على بيوت
سكانها، إلى أن صار الأمر يحرك الأعداء الذين هناك وبخاصة المنافقين منهم وبدأت بعدها المناوشات تدري بقي في الكفار جاؤوا من مكة ليقاتلوا المسلمين وهم في المدينة وقعة معركة بدر وتلاها أحد وو إلى آخره، التاريخ كما يقولون يعيد
نفسه، وبخاصة أن هذا التاريخ هو خير تاريخ هو خير تاريخ وجد على وجه الأرض منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، فهذا التاريخ هو قدوتنا، فأي نهضة إسلامية اليوم لا تعيد هذا التاريخ بكل تفاصيله وأجزائه فأنا في اعتقادي أنه محكوم عليها سلفاً بالهزيمة وبعدم النجاح والانتصار لأن الله عز وجل يقول في الآية التي يلهج بها جميع الأحزاب وقل من يتنبه إلى ما تتضمنه من مثل هذا التفصيل ألا وهي قوله تعالى {إن تنصروا الله ينصركم} فنصرنا لله ليس بأن نثور على المجتمع الذي نعيشه وإنما أن نثور على أنفسنا، وهنا يحضرني حكمة عصرية لأحد الدعاة الإسلاميين الحكمة تقول أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقام لكم في أرضكم -يقولون الرأي قبل شجاعة الشجعان هو الأول وهي المحل الثاني، يعني قبل ما الإنسان أن يظهر شجاعته وبطولته بده يعمل رأيه أي يخطط بعدين ينفذ المخطط بشجاعة.
الشيخ: كلهم.
مداخلة: سبحان الله جاءت في مكانها
الشيخ: كلهم أبداً
مداخلة: الله أكبر.
(الهدى والنور/266/ 37: 26: 00)