الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مجلس مطول حول قضية البوسنة
مداخلة:
…
وكان هو من الإخوان الذين لهم باع في أمور الجهاد وبخاصة مع الشيخ جميل الرحمن -رحمة الله عليه-
الشيخ: رحمه الله.
مداخلة: ومكث عنده، أظن .... حتى توفي مش هيك؟
الملقي: لا.
مداخلة: الهاتف يرن.
الشيخ: نعم.
مداخلة: والأخ الآن له كم شهر ست أشهر.
الملقي: ستة أشهر.
مداخلة: ستة أشهر في البوسنة.
الشيخ: هاه.
مداخلة: وهو أمير المجاهدين العرب هناك.
الشيخ: أيوه.
مداخلة: والحقيقة هو سامع المسائل المتعلقة، يعني بعض المسائل التي سئلتم عنها وبلغه بعض ما قيل حول موضوع البوسنة والهرسك، خاصة الإخوان اللي كانوا هناك وقدموا زائرين، فهو أحب أن، يعني جاء خصيصاً من هناك، من شان يسمع يعرض عليكم الموضوع بكامله.
الشيخ: حسناً.
مداخلة: ويطرح أو يعرض بعض الأسئلة المتعلقة بالوضع القائم في البوسنة والهرسك.
الشيخ: هاه.
مداخلة: وقال يعني أحببت أني آخذ من الشيخ حتى يعني نتبين الحق -إن شاء الله-، وإذا كان فيه شيء من الخطأ نصوبه، أو شيء فيه شيء من الصواب نؤكده.
الشيخ: أحسن.
مداخلة: وإن كان لا هذا ولا ذاك يعني شوفوا أين نحن.
الشيخ: بارك الله.
مداخلة: من الخطأ والصواب.
الشيخ: بارك الله. أولاً الشيخ يقال أبو ماذا؟
الملقي: أبو عبد العزيز.
الشيخ: أبو عبد العزيز.
الملقي: نعم.
الشيخ: وتكنى بابنك.
الملقي: نعم. ابني.
الشيخ: وهو الأكبر.
الملقي: نعم.
الشيخ: عبد العزيز.
الملقي: نعم.
الشيخ: كم سنه؟
الملقي: الآن تقريباً عشرين سنة.
الشيخ: ما شاء الله، وإن شاء الله هو معك على الخط السلفي.
الملقي: نحمد الله سبحانه وتعالى نعم، وهو الآن في باكستان، لا زال .. كان يجاهد في أفغانستان.
الشيخ: نعم.
الملقي: ولا زال هناك.
الشيخ: نرجو لك وله التوفيق. تفضل ماذا عندك؟
الملقي: إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده،
أما بعد: فهذا اليوم المبارك ليلة الاثنين الثاني عشر جمادى الآخرة 1431 هـ، أي الموافق: الخامس من شهر ديسمبر لعام 1992 م، نحمد الله سبحانه وتعالى أن وفقني أن آتي إلى هذا المكان لأقابل شيخنا الفاضل الشيخ ناصر الدين الألباني، نستفسر منه بعض ما وصلني من الأخبار عن وجهة نظره القتال الذي يحصل في داخل البوسنة والهرسك، ومدى مشاركة إخواننا إن كانوا من العرب أو من العجم غير البوسنويين، الذين هم تحت قيادتي أنا أبو عبد العزيز في البوسنة والهرسك، فأحببت أن آتي إليه وأستفسره عن صحة هذا الكلام أو بمعنى آخر: هل نحن فعلاً نجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وهل جهادنا في هذا المكان تكون لنا ثمرة يوم نلقى الله سبحانه وتعالى، يوماً نتمنى أن نكون مع النبيين والصديقين بجوار ربنا نسأل الله سبحانه وتعالى على ذلك، وحسن ظننا بربنا ذلك أنه سيحشرنا مع هؤلاء، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويثبتنا على ما نحن عليه، والله أعلم.
ونبدأ مع شيخنا هذا السؤال: عندما بدأت الأحوال والحروب في دولة البوسنة والهرسك ذهبنا هناك وبدأنا الجهاد، وإن شاء الله آتيك بالتفصيل، ولكن في الأيام الأخيرة، أي تقريباً قبل 15 يوماً علمت أن هناك شريط تكلم أحد الأخوة الذي هو اسمه أو كنيته أبو غسان أتى عندكم واستفتاكم في الجهاد العَسْكري القتال في البوسنة والهرسك ومدى تطابقه مع الجهاد في سبيل الله، وما إلى ذلك من الأمور، فكانت هذه بعض الأشياء التي ذكرت من بعض الأخوة الذين أتوا للجهاد، ولم يأتوا معهم بالشريط حتى أستمع وأعرف الكلمات التي ذكرت حتى أستطيع أن أتنبه. فأتيت هنا بعد مرور عدة طرق سرية حتى ألتقي بكم، والأمس أخذت الشريط من أحد الأخوة هنا واستمعت إليه، ووضعت بعض النقاط التي ذكرت، وبعض رأيكم أو فتواكم في هذا الموضوع موضوع
الجهاد القتال في البوسنة والهرسك والدور الذي يجب أن نلعبه، أو الدور الذي يجب أن نطبقه هناك في البوسنة والهرسك، فمن ضمن الـ .. فأبو غسان حسب ما علمت.
مداخلة: غسان.
الملقي: غسان؟ غسان حسب ما علمت من الشريط فأخونا غسان كما أتذكر أنه تذكر قبل أربعة أشهر مرسولاً من مؤسسة الحرمين في مجال الدعوة داخل البوسنة والهرسك، ولله الحمد والمنة أن مؤسسة الحرمين فعلاً قامت وتقوم بشؤون الدعوة هناك.
الشيخ: الحمد لله.
الملقي: الحمد لله، وذكر بعض الأشياء التي هي في صدد الدعوة، ولكنني هنا لست بشرح الأمور الدعوية لأنني مختص بالأمور القتال والجهاد في سبيل الله -إن شاء الله تعالى-.
الشيخ: -إن شاء الله-.
الملقي: من بعض الأشياء التي ذكرها أن هناك جيش جبهة للعرب تسمى (COT) وهذا اسمه خطأ وهي ليست جبهة للعرب، وإنما هي جبهة أو جيش باسم (EO) وسأشرحها -إن شاء الله تعالى-.
الشيخ: أيوه.
الملقي: من بعض الأشياء التي ذكرها أنهم يفتقرون النص الشرعي ولا أدري ما يقصد بذلك، وذكر -أيضاً- أن هناك قوات مسلمة تعدادها ثلاثمائة رجل لا يزيد عن ثلاثمائة رجل، وذكر أن من ضمن الأشياء التي ذكرت إن
القتال هناك ليس فيه بعض الأشياء الضرورية أو الفرائض، لا تقام الصلاة، وأن هناك بعض المنكرات، ثم سمعت صوتكم شيخنا، وذكرت أن الدماء ستراق هدراً لوجود الدول النصرانية حول المنطقة، وهي نقطة في بحر من الكفر والضلال، هذه كلمة نريد أن أستسفر منها -إن شاء الله تعالى-.
الشيخ: نعم
…
الملقي: ذكرتم أن الجهاد هناك يجب أن تكون عن طريق الدعوة وليس عن طريق الجهاد، وذكرتم -أيضاً- أن المعركة غير متساوية، ويجب أن تكون الدعوة فقط وليس السلاح، وهذه بعض النقاط التي تهمني وأتيت من أجلها، فأحب أن أضع بعض التشريحات أو المقدمات لهذا الموضوع.
الشيخ: تفضل.
الملقي: كما تعلمون أن البوسنة والهرسك كانت مستعمرة من قبل الدوله السوفيتية الحزب الشيوعي مدة أربعين أو خمسين سنة، وكانت تمنع أي نشاط ديني خلال هذه الفترة إلا في الفترة الأخيرة، وكانت تشجع الشباب خاصةً لمنحهم حرية تعاطي المنكرات منها الخمر والنساء وغير ذلك، فهذه كلها أشياء تأصلت في الشباب خاصة، وقليل من الشيوخ؛ لأن الشيوخ كانوا معتقدين بأدائهم للصلوات في المساجد، ولكن قلة قليلة ربما لا يصل في بعض الصلوات الفرائض العدد المصلين بين أربعة إلى خمسة أشخاص خلف الإمام، ربما كما ذكر لي أحد أئمة المساجد أنه أمضى سنتين في إحدى المساجد في القرى والقرى هناك عدد سكانها ربما يصل إلى ألف أو ألفين، فكان يقول إنه كانت هذه القرية قرية مسلمة فأمضى فيها أكثر من سنتين لا يصلي فيها إلا هو فقط.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: ما عدا صلاة الجمعة، كانوا يحضرون بعض الشيوخ. فمن ضمن الأشياء أن كانت بعض المساجد قفلت ثم فتحت كبارات أو كمعابد
…
ورأيت إحدى المساجد لا زالت موجودة في مدينة (غابنك) مسجد قديم ولا زال مكتوب باللغة العربية أو التركية بعض الكتابات فيها، وهذا المسجد انقلب إلى معرض للألبسة النسائية والنفتيه والأشياء غير ذلك. فهذه السنوات كفيلة بتغيير أو كل من نجده شاباً يبلغ من العمر أربعين أو خمسين سنة فهو ولد في هذه الفترة العصيبة، وكل هذه كانت من ضمن المسائل التي واجهناها، وكان ولله الحمد والمنة أنا لم نجد شاباً إلا وهو يفتخر أنه مسلم، فهو يقول أنا لا زلت أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن أبي يصلي، أو أن عائلتنا من المسلمين وهكذا.
الشيخ: نعم.
الملقي: ولكن لم نكن في بداية الأمر نرى منهم الاهتمام لأداء الصلوات فبداية ذهابي كان هناك قبل الحج من العام الماضي 1412 هـ، عندما علمنا أن الكفار من الصربيين يقتلون إخواننا المسلمين؛ لأنهم مسلمين وليس لأنهم بسنويين، فذهبت أنا وأربعة آخرين نستطلع الأمر لما لي خبرة ولله الحمد والمنة في أفغانستان فهل نستطيع أن نجاهد هناك -أيضاً-؟ هل نستطيع أن ندافع عن المستضعفين؟ وكنا نرى في التلفزيون ما رآه كثير من المسلمين من تشريد
…
للنساء والأطفال ورأينا -أيضاً- أن بعض الجثث ذبحت وهي جثث للمسلمين.
الشيخ: نعم.
الملقي: وأن هناك مقابر جماعية للمسلمين دفنوا إما بعد ذبحهم أو بعد وضع قتلهم بوضع صليب على صدورهم، وتركهم حتى ينتهوا وهم يعني صدورهم تدمي من الصليب. وكذلك النساء وبقروا بطونهن أو اغتصابهن.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: فهذه كلها أخذتنا النخوة الإسلامية التي يجب أن نحس بها ولله الحمد، فذهبنا فوجدنا فعلاً أن هذه هي قليلاً من الحقائق التي شاهدناها في التلفزيون.
الشيخ: نعم.
الملقي: ثم دخلت وقابلت عدة أفراد أو رؤساء بعض المساجد وتحققت أنه فعلاً لا بد من عمل شيء نستطيعه نحن الشباب، فتركت هؤلاء الأخوة الأربعة ورجعت إلى بلدي ثم كونت لنفسي، جمعت لنفسي بعض المبالغ البسيطة، لنستطيع بها أن نشتري بعض السلاح لأنفسنا ونذهب إلى الداخل مكان القتل، أحب أن أعطيك الفكرة البسيطة عن البسنة من ناحية سكانها: طبعاً السكان الأكثرية 60% تقريباً من المسلمين، والباقي الـ 40% منهم النصارى، النصارى قسمان: قسم يسمى صربي، وهو كل من يدين بدين النصرانية الأرثوذكس، والشعب الآخر أو القسم الآخر النصراني ولكنه يدين بدين الكاثوليك، وهناك كل من يدين بدين الكاثوليك يسمى كرواتي حتى وإن لم يكن له أي علاقة بدولة كرواتيا، وكذلك الصربي، كل من يدين بديانة أرثوذكس فهو صربي، حتى وإن لم يكن له أي علاقة بدولة صربيا، فإذا قلنا هنا أو يقال في البوسنة والهرسك أنه هذا كرواتي أو صربي ليس معناه أنه من دولة صربيا، فعندما دخلنا هناك وجدنا أن هناك جيشان في الحكومة
البوسنوية، الجيش الأول يسمى بالحروف اللاتينية (HVO) هي في أو، فهؤلاء أكثرهم من النصارى وقليل من المسلمين.
الشيخ: هذه الأحرف رمز طبعاً؟
الملقي: رموز لجملة.
الشيخ: يترجم مع ماذا
…
الملقي: والله لا أدري بالزبط، ولكنهم.
الشيخ: هه معليش.
الملقي: يعني هي في أو، ولكنهم لهم رمز أصبح معروفاً أنه لأكثرهم كروات وقليل من المسلمين، وتدعمهم دولة كرواتيا أكثر شيء.
الشيخ: هاه.
الملقي: ولكنهم جيش يقولون إنهم جيش البوسنة للدفاع عن البوسنة ضد صربيا، وأيضاً من ضمن النصارى هؤلاء الصربيين والمسلمين بينهم يقاتلون معهم. الجيش الثاني.
الشيخ: عفواً نقف هنا قليلاً، هؤلاء فعلاً يدافعون عن البوسنة والهرسك؟
الملقي: سنأتي -إن شاء الله- ونشرح كيف كل جيش كل جيش كيف يعمل وماذا يعمل.
الشيخ: تفضل.
الملقي: ثم وجدنا هناك جيش آخر يسمى أو الحروف المختصرة لهم (TO) فهؤلاء أكثرهم من المسلمين وقليل من النصارى، والنصارى هؤلاء
يتكونون -أيضاً- من الصربين أو من الكروات، فعندما ذهبنا هناك بحثنا عن أشخاص آخرين نستطيع أن نقاتل معهم، فوجدنا أن بعض أئمة المساجد الذين تخرجوا الجامعات الإسلامية إن كانوا من دول الخليج أو من دول عربية أخرى مثل مصر أو الأردن أو من الجامعة الإسلامية في العاصمة البوسنة والهرسك اللي تسمى الآن سراييفو. كانت هناك جامعة إسلامية.
الشيخ: أيوه.
الملقي: فهؤلاء الأخوة وجدوا أنهم في مكان غير مناسب لم يرض الله سبحانه وتعالى؛ لأن هؤلاء المسلمين الذين في جيش (HVO) جيش (TO) لا يترددون في تعاطي.
الشيخ: المنكرات.
الملقي: المنكرات من شرب الخمر ومصاحبة النساء وغير ذلك، وأيضاً لم نر فيهم المحافظة لأداء الصلوات الخمس، وغير ذلك من الأمور الشرعية، ولكنهم نرى فيهم الخير أنهم يستمعون إلينا، أو أنهم عندما يجدون مثلنا يرحبون ويقدمون لنا الواجب الضيافة وهم كرماء -أيضاً-.
الشيخ: يعني هذا خلينا نسميه الآن الجيش الثالث.
الملقي: الجيش اللي نحن ذهبنا إليهم تسمى القوات المسلمة، .
الشيخ: هذا هو.
الملقي:
…
لم يكن هذا جيش ثالث، ولكنه جمهور أو بعض أناس أرداوا أن يقاتلوا قتال ضد الطغاة للدفاع عن الإسلام والمسلمين.
الشيخ: طب معترف فيهم من قبل حكومة البوسنة والهرسك.
الملقي: الآن حصل هذا.
الشيخ: حصل هذا.
الملقي: ولله الحمد والمنة.
الشيخ: طيب.
الملقي: ونذكر لكم أسبابها. فعندما ذهبنا فانضمينا مع هؤلاء الأخوة وكان ولله الحمد ترحيباً منهم جيداً، وقدموا لنا كل التسهيلات من بيوتهم ومن أماكن تواجدهم وبدأنا مساندتهم وتعليمهم عن كيفية الأداء الواجب، وأيضاً كيفية الصلاة؛ لأنهم كانوا يصلون ولكنهم لا يدرون كيفية الصلاة أو الطهارة وما شابه ذلك، وبالإضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم، وبدأنا معهم بشكل خطين متوازيين، القتال معهم ضد الصرب، والدعوة والإرشاد في صفوفهم وبين السكان الذين يسكنون معهم، وكانت ولله الحمد والمنة أنه 15 يوماً أن نجد أن الشباب بدؤوا يتجهون إلى المساجد ويصلون الصلوات الخمس، حتى نجد في بعض المساجد أربعة صفوف تمتلئ من الشباب في صلاة الفجر، وهذا خير كثير رأيناه بأنفسنا.
الشيخ: لا شك. هذا في أي منطقة؟
الملقي: في مدينة اسمها: ترافينك.
الشيخ: تبعد عن العاصمة كم؟
الملقي: حوالي 75 كيلو متر.
الشيخ: العاصمة دخلتوها.
الملقي: العاصمة لم نستطيع أن ندخلها؛ لأنا قمنا بعملية مع القوات المسلمة فهناك جيش مدجج بجميع الأسلحة من الصربيين وعدة خطوط، حتى أننا حاولنا الاقتحام فقتل مننا ثمانية من الإخوة غير البوسنويين ومن البوسنويين 2 في هذه المعركة بعد المعركة هذه أعلنت إذاعة لندن بي بي سي أنه كانت هناك معركة أكبر معركة من وقت ما بدأ القتال بين المسلمين والصرب لمحاولة إيجاد ثغرة للوصول للداخل، وأن العرب وأن المجاهدين العرب اشتركوا في هذه المعركة وبلغ تعدادهم 5000 مجاهد، وعدد القتلى من المجاهدين العرب 12، ومن الصربيين لم يحص عددهم، هذا من الإذاعة، ولكن لم نكن بهذا العدد الكبير حتى أننا بضع.
الشيخ: مئات.
الملقي: مئات فقط لم نبلغ الألف بعد، ولله الحمد والمنة كان لنا هذا النجاح، وإن لم نستطع تحقيق هدفنا هو فتح طريق لسراييفو. نرجع للموضوع الأول
…
الشيخ: عفواً من حيث معرفة الواقع العاصمة الآن تعتبر محاصرة.
الملقي: لا زالت محاصرة من قبل الـ
…
الشيخ: الصرب.
الملقي: الصرب، نعم.
الشيخ: نعم.
الملقي: وتحاول الأمم المتحدة بكل جهدها إيصال المعونات للمسلمين هناك في داخل البوسنة بطريقة الطائرات أو بطريق البر بالقوة، وقد تمكنت
بعد اتفاقيات، وحسب ما علمت أن كل المساعدات التي تأتي إليهم توزع بالتساوي يعني النص للصرب والنص للمسلمين.
الشيخ: الصرب المعتدين والا؟
الملقي: المعتدين.
الشيخ: المعتدين؟
الملقي: نعم.
الشيخ: هاه.
مداخلة: حتى يمكنوهم.
الشيخ: نعم.
مداخلة: حتى رشوة يعني حتى يدخلوهم
…
الملقي: فالمهم عندما ذهبنا هناك.
الشيخ: أنا سألت هذا السؤال لأنه فهمنا منه أنه في صرب بيقاتلوا.
الملقي: مع المسلمين.
الشيخ: في الجيش البوسنوي.
الملقي: البوسني نعم.
الشيخ: هاه، فأنا من باب يعني حسن الظن تساءلت هالسؤال وأجد
…
للأعداء -أيضاً-.
مداخلة: أي نعم، أي نعم.
الشيخ: الله أكبر، نعم.
الملقي: ثم بدأنا في التدريب تدريب الشباب البوسنوي من القوات المسلمة، وبلغت عدد القوات المسلمة تسعة فصائل في خلال وجودنا، فهؤلاء التسعة الفصائل يرأسها رجل إمام من أئمة المس
…
الشيخ: الفصيلة كم؟
الملقي: هاه، كل فصيل بين مائة إلى مائة وخمسين.
الشيخ: هاه.
الملقي: ولكن كان عدد المسلحين حوالي خمسين الثلث، وعدد الفصائل بلغ حوالي تسعة، فاجتمعوا هؤلاء الأمراء الفصائل واتحدوا فيما بينهم ووضعوا لأنفسهم أميراً وهو الأخ الفاضل محمود كرلتش، وهم من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
الشيخ: محمود أيش؟
الملقي: كرلتش.
الشيخ: يعني من البوسنة.
الملقي: إي بوسنوي نعم كلهم هؤلاء بوسنويين.
الشيخ: أيوه.
الملقي: التسع الفصائل، فأميرهم الأخ محمود كرلتش وهو خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الحديث، وهو رجل نعتقد ذلك عقيدته سليمة
وهو بنفسه بين لي حتى أنه يقول إنهم هؤلاء البوسنويين يقولون إنني وهابي، وغير ذلك، ولكنهم لا يجدون أي عداوة من البوسنويين.
الشيخ: نعم.
الملقي: ونحن ولله الحمد والمنة لم نجد أي نفور أو تردد في قبول ما نقوله معهم.
الشيخ: يعني خلاف الواقع في أفغانستان.
الملقي: خلاف الواقع في الأفغانستان نعم.
الشيخ: طيب.
الملقي: بالإضافة أننا عندما ذهبنا وضعنا شرط من شروطنا أننا لجميع الأخوة الذين يأتون من خارج البوسنة وينضمون معنا في جماعتي أن لا يبث أي نوع من الدراسات أو إحداث أي بلبلة من ناحية أنه أتى من حزب الفلاني أنه من الحزب الفلاني أو أن الحزب الفلانية أو الجماعة الفلانية على خطأ أو على صواب أو
…
الشيخ: هذا اعتباراً بما وقع في أفغانستان.
الملقي: بالضبط، هذا ولله الحمد استطعت بالطريقة هذه أن أوحد صفوفنا في هذا المكان، وأن جميع أعمالنا يجب أن تكون وبحوثنا ومناقشاتنا يجب أن تكون كيف نجاهد ضد الصرب.
الشيخ: جميل.
الملقي: وأن ميزاننا الذي نوزن به أعمالنا وفتوانا وأي أمر من الأمور نوزنه بشيء واحد وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على مفهوم الصحابة -رضوان الله عليهم-.
الشيخ: آمين.
الملقي: فهذا شيء كان محبب للجميع إنه لم يستطع أحد يقول: لا لا أريد كتاب الله أو لا أريد السنة أو لا يريد مفهوم الصحابة.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: لذلك، فكان الاتفاق ولله الحمد، كان الاتفاق كامل، وأيضاً الأخوة البوسنويين رضوا بهذا.
الشيخ: الحمد لله.
الملقي: ولله الحمد. وبدأنا في أي عمل نقوم نقول: قال الله في كتابه الآية كذا، ونقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآية كذا، وأن الصحابة فسروا هذه الآية أو شرحوها شرحوا هذا الحديث بالطريقة الفلانية بتطبيق كذا وكذا، وإنهم ولله الحمد هؤلاء البوسنويين عندهم سرعة الفهم؛ لأن أقل تعليم لأي شباب نجده متعلم الثانوية، وكثيرٌ منهم حاصلين على الجامعات الدرجات الجامعية، ولكن طبعاً ليست جامعات دينية وإنما أمور، ولكن أذهانهم مفتحة ويستطيعون المناقشة ويعرفون المنطق، فعندما تقول: المنطق يقول أنك مسلم، إذاً لا بد كتاب الله وسنة
…
فهو يتسلم لهذا الأمر.
الشيخ: يعني يختلفون عن الأفغان.
الملقي: نعم، لأنهم ليس يوجد لديهم علماء يقولون: هذا عالمي قال كذا وفقط لا غير، وأحياناً يناقشون بما عند بما تعودوا بمذهب الأحناف كان المذهب الشائع هناك المذهبي الحنفي ولكن لا يعرفون ما هو المذهب.
الشيخ: صحيح.
الملقي: نعم، فلله الحمد هذا كان الميزان بيننا وبينهم، وهذا أخونا محمود كرلتش وجدنا فيه الخير الكثير وأيضاً الأخوة أمراء الفصائل وجدنا فيهم هذا الخير وهذه العقيدة.
الشيخ: عظيم.
الملقي: ووزعنا الشباب في عدة مناطق؛ لأننا اتفقنا مع هؤلاء القوات المسلمة أننا لا نريد لأنفسنا جبهة منفصلة للعرب، وإنما نكون نقف جنباً إلى جنبهم ونساندهم وأن تكون القيادة الميدانية لهم، ونحن نشاركهم في التخطيط نشاركهم في استشكاف نسميه الترصد، نشاركهم في القتال إذا وجدنا إنه قتال سيكون ناجحاً بإذن الله تعالى أو النصر سيكون بإذن الله تعالى حليفنا.
الشيخ: حسن.
الملقي: فهذا كان الاتفاق ولله الحمد ما من عملية قمنا بها إلا بعد مشاركة كل هذه الأمور، ونراها أنها تكون إسلامية جيدة، في البداية كما قلت يعني قبل شهر تقريباً إلى قبل شهر كنا ننسق أو نتعاون مع (TO) كيف ذلك، أنهم عند الهجوم هم يهجمون من منطقة ونحن نهجم من منطقة ثم نتلاقى في مكان حتى يكون التطبيق من الناحية العسكرية التكتيك العَسْكري.
الشيخ: في هاتف أرضي.
الملقي: نعم، الذي هو ليس هاتف وإنما لاسلكي.
الشيخ: لاسلكي.
الملقي: نعم نخاطب باللاسلكي، وقت الهجوم، وكان يعني أكثره كان هجوماً من قبلنا، يعني من قبل القوات المسلمة، كنا نجد التقاعس من قوات (تي أو) الهروب عند سماع أو طلقة أو قنبلات تنفجر أو القذيفة.
الشيخ: في هاتف أرضي.
الملقي: نعم، الذي هو ليس هاتف وإنما لاسلكي.
الشيخ: لاسلكي.
الملقي: نعم نخاطب باللاسلكي، وقت الهجوم، وكان يعني أكثره كان هجوماً من قبلنا، يعني من قبل القوات المسلمة، كنا نجد التقاعس من قوات الـ (تي أو) الهروب عند سماع أو طلقة أو قنبلات تنفجر أو القذيفة تأتي، أو أنهم يهربون من مكانهم ومن هذا القبيل، ولكننا ولله الحمد كنا نثبت ونقاتل فكانت هناك معركتان ولله الحمد نجحت وتمكنا من فتح أماكن ودحر العدو وقتلهم وأسرى كثير، إحدى المعارك أربعة أسرى، وقتلى الذين شاهدناهم خمسة عشرة، وأيضاً في مكان آخر القتلى كثير، قتل مننا ثلاثة، وفي السابقة ثمانية، فهؤلاء القتلى، واستمر باقي القتال إما يكون كر وفر، إنه يذهبوا شبابنا إلى أحد خنادقهم بطريقة هدوء وتكتيك عسكري، ورمي القنبلات أو رش بالرصاص ثم الهروب فوراً وكانت ناجحة كثيراً.
الشيخ: آه.
الملقي: حتى أنه وصل بالشباب البوسنوي أنهم هم يتقدمون وكان شبابنا لأنهم تعودوا على صعود الجبال هناك جبال كثيرة فإخواننا ليست فيهم اللياقة السريعة، فكان الأخوة البوسنويين هم أسرع مننا في الهجوم.
الشيخ: ما شاء الله.
الملقي: والحمد لله كانوا سباقين، فكانوا سباقين في القتال وأيضاً في التضحية ولله الحمد هذا قالوا إنما وجدنا فيكم هذا الشيء، وعرفنا أن الموت بيد الله سبحانه وتعالى وأنكم تهجمون وترجعون أمامنا، وسيل من الرصاص حولكم ولم يصبكم بشيء، مثلاً المعركة الذي قلتها في السابق التي قتل مننا ثمانية تسمى معركة فيسكوا، فهذه المعركة أنه كان سألت لأني كنت في الخلف لم أكن في الميدان، فسألت الأخوة كيف كان الهجوم وأننا سمعنا هذه الإذاعة تقول إن عدد العرب المجاهدين خمسة آلاف، قال: والله نعم رأينا عدد القذائف التي كانت تقصف بنا كأنهم يشاهدون خمسة آلاف.
الشيخ: عجيب.
الملقي: والضرب شديد والرش بالرصاص والهجوم والشيء الكثير، فقالوا: ربما يشاهدوننا خمسة آلاف.
الشيخ: آه.
الملقي: وعدد القتلى منهم كثير، فهذا الشيء الذي وجدنا فآخر معركة قبل تقريباً شهر، وهي ليست معركة ولكن وجدنا أن الجيش الـ (تي أو) فيهم بعض الخيانة والله أعلم، وهي كالتالي حتى نتأكد يعني إذا كانت هذه خيانة؛ لأنه شبابنا كانوا أو أذيع في أماكن أخرى أو أشيع بين الدول الإسلامية أن هناك
خيانة من الـ (تي أو) ولكن لم نجد ما نفسره أنها خيانة، وإنما كنا نجد فيهم التقاعس، أو الهروب، أو الخوف من الموت، أو الخوف من الجروح، وكنت أقول لهم: يا إخوان ليست هذه
الشيخ: خيانة.
الملقي: خيانة وإنما هو الجبن والهروب، وهذا لا أستطيع أن أقول إنها خيانة.
الشيخ: أحسنت.
الملقي: ولكن عندما وقعت هذه الحادثة وهي رب ضارة نافعة لنا، وهي أنه كانت هناك منطقة مسيطرة يعني جبهة مسيطرة من الـ (تي أو)، اللي هم أكثرهم مسلمين، وشبابنا في مكان آخر قريباً منهم، -أيضاً- مسيطرة من شبابنا القوات المسلمة.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: عندما أقول شبابنا يعني البوسنويين والعرب.
الشيخ: نعم.
الملقي: فعلموا شبابنا أن القوات الصربية احتلت المنطقة اللي فيها (تي أو)، وأنه هربوا هؤلاء الـ (تي أو)، فذهبوا الشباب وخلال ساعة تمكنوا من دحر العدو من هذا المكان في الصباح.
الشيخ: جميل.
الملقي: يعني علموا ذلك في الصباح، وفي الصباح ذهبوا فوراً وتمكنوا من السيطرة على هذه المنطقة، ولكن طول النهار لم يحصل شيء، ولكن بعد المغرب أتوا خمسين من جنود الـ (تي أو)، وقالوا: إن الحمد لله أنكم سيطرتم وأعددتم لنا هذه المنطقة، فالآن نحن نستطيع أن نسيطر عليها فاذهبوا لترتاحوا، وأن هناك عملية سنقوم بها لدحر العدو أكثر حوالي الساعة الثالثة قبل الفجر.
الشيخ: هاه.
الملقي: فرجعوا الشباب إلى أماكنهم وانتظروا الساعة الثالثة وسألوا باللاسلكي إن كانت ستبدأ المعركة، فقالوا: لا وإنما تأخرت إلى الساعة السادسة صباحاً، فانتظروا إلى الساعة السادسة وإذا بهم يعلمون أن الجيش الصربي تمكن من احتلال المنطقة مرة أخرى.
الشيخ: هاه.
الملقي: فالشباب استغربوا ذلك لأن لم يسمعوا صوت رصاصة واحدة، وفي نفس الوقت قريبين يعني لا يبعدون عن المنطقة أكثر بكثير كيلو متر، يستطيعون سماع أي رصاصة.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: خلاف القذائف الكبيرة.
الشيخ: وما سمعوا، لم يسمعوا أي شيء، معناها سُلِّمت تسليماً.
الملقي: واستنكروا ذلك كثيراً، ولكن -أيضاً- جاء لهم أمر من القيادة العسكرية لـ (تي أو) يجب الانسحاب من كل المنطقة؛ لأن هناك حوالي
خمسة آلاف من الجيش الصربي مدجج بالسلاح والدبابات يتقدمون وستكونوا في كماشة وستنتهي كلها فهذا أمر عسكري يجب أن تنسحبوا جميعاً. وكانوا حوالي 500 من القوات المسلمة في تلك المنطقة، فجاءت الأوامر بشدة وأن الذي يخالف الأمر العَسْكري سيكون مصيره الموت، فالشباب مضطرين ويبكون والدموع تسيل منهم؛ لأنها كانت منطقة فيها بعض القرى وأيضاً الأهالي بدأوا يهاجرون من تلك المنطقة ثم رجعوا إلى الخط النار الثالث
…
قريباً من منطقة كرافينك، فعندما علمت ذلك ذهبت إلى أمير القوات المسلمة في قريته، كان ذلك يوم السبت، المعركة حصلت يوم الجمعة،
…
إلى يوم الأحد، فإذا به مستاء جداً لما حدث، وقال: إن لم ننفرد في هذا الجيش بجيشنا عن جيش الـ (تي أو) فإنني سأمكث في البيت ولا أخرج، وكل شخص حل من أمره، ولست أميراً، فسأدعوا لاجتماع فصائل القوات المسلمة يوم الاثنين؛ لأن السبت والأحد إجازة يوم الاثنين ونقرر ما نستطيع أن نفعل، فاجتمعنا نحن أنا مع الأمير وبعض الفصائل أمراء الفصائل ونحن نجتمع فإذا بأخونا قائد القوات المسلمة في المنطقة يدعى عاصم، أتى وقال إن القيادة العامة للقوات المسلمة في سراييفو أمرت بتغيير القيادة الـ (تي أو) في تلك المنطقة، وأن الأمر أتى برد الهجوم بقيادة قائد القوات المسلمة، ويكون جيش الـ (تي أو) تحت إمرته، فسألناه وهل التخطيط يكون مننا، قال: لا، ولكن التخطيط يكون من (تي أو) من القيادة العليا للـ (تي أو)، فقلنا لا، نحن مُجْتَمِعين الآن لهذا الموضوع، وقررنا بعد دراسة، إما يكون لنا جيشاً قوياً معترف به لدى الدولة مثل الـ (تي أو) و (هي في أو) أو لا نكون، وكل يرجع إلى بيته ويدافع عن بيته فقط، فرفع البرقية أخونا محمود كرلتش إلى القيادة العامة للقوات المسلحة في سراييفو، ولله الحمد والمنة بعد يومين أتانا
ضابط كبير من هناك وقدم لنا الموافقة النهائية أن القوات المسلمة أصبح أصبح جيش معترف به، له جميع الحقوق، وله الاعتراف الكامل، والنظام المتبع هناك أنه أي جيش يسيطر أي منطقة فيستطيع أن يحكمه كيف يشاء، فالـ (هي في أو) يحكمون بطريقتهم، والـ (تي أو) يحكمون بطريقتهم، وأيضاً القوات المسلمة تحكم بطريقتها التي هي الأداء لا أدري هل ذكرت شروط الالتحاق بالقوات المسلمة لأي فرد، فالشروط هي:
- يقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لله، وأن أحافظ على الصلوات الخمس، وأن أحرم شرب الخمر، وقرب النساء، وأن لا أستخدم السباب والشتائم بين بعضنا البعض؛ لأن هناك للأسف شديد عادة متبعة بينهم هو سب الرب، نعوذ بالله من ذلك. مثل بعض الدول، نجدها في الدول العربية. فهذا تم الاتفاق عليه من البداية، وكان هذه كلما يجتمعون مجموعة في القوات المسلمة يعقد له احتفال يعني من عشرين شخصاً أو ثلاثين، كل أسبوع كنت أحضر هذا الاحتفال ويقسمون بصوت عالي هذا القسم أنهم كذلك، ثم بعد ذلك ينضمون للقوات المسلمة وفعلاً أنشأت القوات المسلمة الشرطة العسكرية لمراقبة هؤلاء، فعلاً أنا كنا قد دربنا عشرين شخصاً، يعني من أعمالنا هو التدريب العسكري للأخوة البوسنويين للانضمام للقوات المسلمة، كان هناك شخصان قبض عليهما بتهمة شرب الخمر، فأتوا بهما لدينا؛ لأنهم قد تدربوا وسألونا مدى أخلاقيات هؤلاء الاثنان الشرطة العسكرية،
…
تحقيق يعني، فذكرنا لهم لم نجد فيهم أي شيء من هذا القبيل، ربما حصل منهم لكن خلال 15 يوم التي مكثوا معنا لم نجد هذا الشيء، فهم يقبضون كل من يخالف هذا القسم ويضعونه في السجن لمدة معينة حتى
يتوب أو تحكم الشرطة العسكرية مدة معينة في السجن، فهذا الذي حدث، فنحن الآن نقاتل مع هؤلاء الجيش، القوات المسلمة، التي حققت انتصارات حققت الوجود العسكري في البوسنة والهرسك.
الشيخ: المسلم.
الملقي: المسلم، أصبح للمسلم القيادة المسلمة له كلمته وله الحق القتال دون إخبار حتى القيادة العليا في سراييفو، يعني في أي موقع نريد أن نهاجمها أن نخطط لها ليس للقيادة العامة للقوات المسلحة في سراييفو أن تعلم ماذا نفعل.
الشيخ: طيب هذا الاتفاق هل يخول لكم أن يمدوكم بالأسلحة؟
الملقي: من يمدونا بالأسلحة؟
الشيخ: الجيش الـ البوسنوي الرسمي.
الملقي: نعم، هذا إذا وجدت؛ لأن مخازنها رأيتها بنفسي خاوية يا شيخنا.
الشيخ: حتى عندهم.
الملقي: نعم. خاوية من مدة كبيرة؛ لأن دولة صربيا التي كانت مستعمرة عندما أرادت الخروج أخذت معها جميع الجيش والعتاد، الجيش 85% في يوغسلافيا كان جيش من صربيا، فالجيش البوسنوي لا يوجد في مخازنه أي شيء؛ لأن دولة صربيا عندما أرادت تعطي استقلال للبوسنة والهرسك أخذت جميع العتاد معها.
الشيخ: طيب يا أستاذ يا أبا عبد العزيز، هنا الآن يأتي دور الجهاد، ما دام لا يوجد الأسلحة التي تساعدكم على القيام بواجبكم الجهادي، فكيف تستطيعون الجهاد.
الملقي: نعم، استطعنا أن نشتري يا شيخنا لأفرادنا، وأيضاً القوات المسلمة بدأت تشتري بما تأتيهم من أفراد مساعدات فردية من بعض التجار من دول الخليج، وبعض الأخوة استطاعوا أن يدخلوا بطريقة سرية أسلحة إلى الداخل، ولكن أسلحة تسمى أسلحة خفيفة، يعني لا يوجد مع القوات المسلمة دبابات مثلاً، أو طائرات، ولكن يوجد معهم بعض المدافع، وبعض الطلقات، ولكن هذا ليست بكمية وافرة، ولكن ولله الحمد الآن بدأ يعني بعض الأخوة من المسلمين العرب أنهم يأتون بأسلحة من الخارج، وأيضاً بعض الأسلحة تباع من الكروات أنفسهم، يعني أنا أشتري كثير من الكروات أسلحة، والذخائر، ولكن هذا يكلف مبلغ كبير، نعم، ولكن ولله الحمد والمنة، لا يوجد عندي شخص إلا عنده بندقية وبعض القنابل، وبعض المدافع ضد الدبابات وبعض الأشياء البسيطة التي استطعنا أن نوقف العدو على الأقل في كثير من المناطق التقدم، ولله الحمد والمنة خلال الستة الأشهر الماضية لم يستطيع العدو التقدم في أي مكان يتواجد فيه قواتنا من المجاهدين العرب أو القوات المسلمة، ولكن تقدم العدو في مناطق الذي فيها الـ (هي في أو) اللي هو أكثرهم كروات غير مسلمين، وأيضاً في مناطق الـ (تي أو) حتى أن مدينة أو مدن كاملها تمكنوا نحن ولله الحمد والمنة لا زلنا، فكل مكان فيه القوات المسلمة تمكنا من السيطرة أو دحر العدو، يعني نجد أن العدو يرمي بقذائفه شمالاً يميناً دون تركيز عندما تكون هناك أي معركة أو هجوم من قبلنا، وأحب أن أشير بعض
الحواشي كما يقال، في هناك مجموعة من الشباب العرب حضروا في منطقة اسمها (تشن) الأخ غسان زار هذه المنطقة وهي منطقة مسيطرة من قبل الـ (تي أو)، وأنشؤوا لنفسهم هذه المجموعة، حوالي تقريباً 25 أو 30 شخصاً، وكنت بعثت لهم خبر وقابلت أحدهم إن هؤلاء الـ (تي أو) نحن لا نثق فأرجوا أن لا تثقوا فيه لا تعملوا معهم، تعالوا معنا، ولكن لأنهم كانوا مع تحت مظلة إحدى المنظمات أو
الهيئات تحت مظلة إحدى الهيئات هؤلاء الأخوة وضعوا لأنفسهم جبهة ووضعوا لأنفسهم جبهة يقاتلون من قبلها، حتى كانت الطامة الكبرى عندما قاموا بعمليات وحشية ضد الصرب بحيث أنهم قطعوا رؤوس.
الشيخ: عفوا من الذين قاموا بعمليات وحشية.
الملقي: الأخوة العرب.
الشيخ: عجيب.
الملقي: ما هي الوحشية، أنهم قاموا، كما نقوم نحن بهجوم وقتلوا ثلاثة من الصرب وقطعوا رؤوسهم وأتوا بها إلى إحدى القرى القريبة وعرضوها أمامهم، حتى أن بعض منهم لعبوا بها كورة.
الشيخ: آه.
الملقي: وبعض منهم أخذ بيده أحد الروؤس وصورها.
الشيخ: آه.
الملقي: وللأسف، في بعدها بيومين انتقاماً من الصرب قاموا بجيش كبير، وتمكنوا من قتل ثلاثة من الأخوة العرب، والباقي هرب حتى أن الذي كان معه الكاميرا، ترك الكاميرا في المنطقة وتركوا سلاحهم، فبدون أن يتخذوا
التدريب أو الحيطة والحذر حتى أنهم قبل ذلك بيوم عندي وقالوا إننا نشعر أن الجيش الصربي سيهاجمنا فهل هناك من عمل تعاون، قلت لهم: أنا أخبرتكم أني لا أتعامل مع الـ (تي أو) ونصحتكم، ولكن تعال نرى غداً عند أخونا محمود كرلتش ونرى إذا كان هناك إمكانية على الأقل الدفاع، فعندما اليوم الثاني ذهبنا إلى محمود كرلتش وإذا ونحن مجتمعون يأتينا خبر بالهجوم وأن مقتل ثلاثة من الأخوة العرب في تلك المنطقة التي تسمى (تشن)، وهروب الباقي بعد تركهم للكثير من الأسلحة وخاصة الكاميرا التي صوروا بها وهم معهم الرؤوس، وحسب ما علمت بعد ذلك بمدة أن كان هو انتقام من الصرب وليس الاحتلال؛ لأنه في اليوم الثاني قام الـ (تي أو) بهجوم مضاد ودحر العدو، ولكن نفذوا الصرب ما كانوا يريدون انتقاماً، فهذه المنظمة أو الهيئة التي كانت تساندهم أو تحت كانوا يعملون تحت مظلتهم أتى مسؤول عن هذه المنظمة من داخل كرواتيا من إسبلكس من خارج البوسنة والهرسك ووجد هذه المشكلة وكان يعاني من بعض الأشياء من هذه الأخوة، فأعطى لهم ثلاثة حلول يجب أن يلتزموا إحداها: الأولى: أن ينضموا لجماعة أبو عبد العزيز؛ .... لأنه هذه المنظمة أو الهيئة لا تريد لنفسها جبهة، فينضموا هؤلاء الأخوة عندي أو أنهم يرجعون إلى بلادهم. أو أن يكونوا مساندين لـ (تي أو)، وليس للجبهة، يعني أن لا يكون لنفسهم جبهة، وإنما يكونوا هم تحت والـ (تي أو) فوق؛ لأنه الجبهة مرتفع.
الشيخ: أيوه.
الملقي: فبعض منهم تقريباً أكثر من النصف أتوا عندي، انضموا معي، والباقي أكثرهم رجعوا إلى بلادهم. وهؤلاء الأخوة عندما أتوا وضعتهم في
حقل التدريب، يعني يتدربوا أولاً، حتى تكون لديهم لياقة وما إلى ذلك، ولكنهم لم يستمروا وأكثرهم رجعوا ولم يبق معنا إلا اثنان أو ثلاثة.
الشيخ: رجعوا إلى بلادهم.
الملقي: رجعوا إلى بلادهم. هذه حاشية أحببت أن أذكرها لأن أخونا غسان ذكر منطقة اللي وصلوا إليها وهي منطقة (تشن) وأظهر أن الجيش الإسلامي هناك لم يلتزم
…
أنه لم يلتزم بتعاليم الدين أو أنهم يفترقون يفترقون لنص الله، النص الشرعي.
الشيخ: هاه.
الملقي: لهذا السبب أنهم، وحتى ذكر اسمها (سي أو تي) لكن هي ليست (سي أو تي) وإنما (تي أو).
الشيخ: هاه.
الملقي: وأنهم فيهم بعض المنكرات. فهذا بسبب أنهم ليسوا من القوات المسلمة، حتى أنني سألت الأخ محمود كرلتش هل توجد قوات مسلمة قال: لا، ولكن نحن نرحب بأي جيش أو أي مجموعة تأتي إلينا وتلتزم بتعاليمنا ونحن نراقبها، وثم بعد ذلك ليس فيها أي شيء.
الشيخ: نعم.
الملقي: فأحببت أن أذكر هذا. من ناحية شيخنا الفاضل أن البلاد البوسنة والهرسك أرض خصبة للدعوة والإرشاد من أي جماعة كانت، حتى للأسف الشديد أتوا الشيعة من إيران، وبدؤوا في منطقة بعيدة عنا في منطقة اسمها لا إله إلا الله قريبة من سراييفو، يعني منطقة قريبة من سراييفو، وبدؤوا في خطة،
وهي أن بسبب ما لديهم من دعايات سابقة، وأن الدولة الإسلامية وما إلى ذلك، فبدؤوا بالزواج.
الشيخ: المتعة.
الملقي: وربما هي متعة، ما أدري، لكن حسبما سمعت من أخونا فهو -إن شاء الله- صادق في هذا الموضوع، طبعاً زواج المتعة عندهم أمرٌ شيء عادي.
الشيخ: جائز، نعم.
الملقي: فهم الآن يتزوجون.
الشيخ: يتزوجون من
الملقي: من النساء البوسنويات
الشيخ: آه
الملقي: ويظهرون الأخلاق الحميدة، ويظهرون كذلك، فهؤلاء البوسنويين بسبب بساطتهم وعلمهم القليل فهم يستجيبون لهذه الدعوة.
الشيخ: لأنه لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الملقي: لأنهم لم يظهروا لأنهم يستخدمون التُّقْيَة فلا يظهرون عداوتهم للصحابة ولا شيء من هذا، وإنما
الشيخ: هو التُّقْيَة يا أستاذ والا التَّقِيَّة.
مداخلة:
…
الشيخ: التَّقِيَّة، آه.
الملقي: التَّقِيَّة
الشيخ: كثيراً ما أسمعها تُقْيَّة.
الملقي: هي التَّقِيَّة.
مداخلة: لا التَّقِيَّة، التَّقِيَّة.
الشيخ: التَّقِيَّة نعم.
الملقي: فللأسف هذا الشيء، -أيضاً- إلى الآن لم أجد غيرهم يعني أصحاب المذاهب الأخرى، وإنما يأتون أخوة من الـ
الشيخ: طيب مباشرين نصارى ما في؟
الملقي: نعم، هذا شيء آخر، أحب أن أتطرق إليه، أن كثيراً من النساء والأطفال الذي يهاجرون من داخل البوسنة إلى الخارج فالكنائس أو الدول الأجنبية الأوروبية تستقبلهم وتأخذ تعهد من الأمهات أو من الشيوخ الذي يهاجرون معهم أن لا يتصلوا بهم مرات أخرى.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وهم يقدمون على التلفاز أو الفيديو أن طريقة معيشتهم أنها طريقة أوروبية خالية من القذارة أو من شيء، وأنهم سيهنؤون بالعيش السليم وما إلى ذلك، وأنهم يطلبون عدم الاتصال بهم في أي وقت كان، يعني مدة مفتوحة فهؤلاء يعني بلغ عددهم أكثر من خمسة وعشرين ألف طفل. بعض منهم ذهبوا إلى إيطاليا طبعاً الفاتيكان وبعضهم إلى ألمانيا وفرنسا ودول أخرى، فعندما علمت ذلك، يعني في البداية كانت خمسة آلاف أو شيء من هذا القبيل ذهبت إلى المسؤولين واستنكرت هذا الموضوع، فقالوا: طيب والحل؟
الشيخ: تعني عفواً بالمسؤولين من؟
الملقي: المسؤولين البوسنويين المسلمين؟ في الـ
الشيخ: مش في الجيش المسلم.
الملقي: مسلم مدنيين.
الشيخ: مدنيين؟
الملقي: أنهم كيف تتركون هؤلاء يأتون ويأخذون أطفالنا وهذا؟ ! قال: الحل الوحيد أنه إذا كانت هناك دولة إسلامية تستطيع أن تستقطب هؤلاء الأيتام وتربيهم، نحن نستطيع أن نسترجعهم بقوة القانون أو ما شابه ذلك. وطيب سألتهم: هل في الاتفاقية شيء من هذا؟ قالوا: لا ولكن ربما يعني، أو يلحق البقية الباقية يعني وجد لسا وهناك أطفال كثيرين، فأوصلت
…
الخبر لعدة هيئات إغاثية ولكن لا مجيب، وهم الهيئات الإغاثية تقدم لهم الطعام والشراب في معسكرات اللاجئين فقط، يعني لا توجد هناك ملاجئ للأيتام، الإخوة أو المسلمين في البوسنة والهرسك يقولون: لماذا أنتم تساعدون المهاجرين في خارج البوسنة والهرسك؛ لأنه كلما يأتوا مهاجرين في منطقة يقولون لهم اذهبوا إلى خارج البوسنة لأن هناك الأكل والشرب والمأوى، وإن كان المأوى خيام أو ما أشبه، الآن بلغت درجة الحرارة يا شيخنا خمسة تحت الصفر.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وهم يعيشون في تدفئة رديئة جداً.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: يعني أو لا توجد تدفئة أبداً. فخمسة تحت الصفر بالنسبة للأطفال والنساء يعني ربما أمهات يرون هذا ويقولون: فليذهب طفلي وليعيش بدل أن يموت متجمداً.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الملقي: فيقولون: هؤلاء الأخوة لماذا لا تكون هناك هجرة داخلية، ادخلوا وافتحوا نحن مستعدون أن نعطيكم مباني المدارس والمعسكرات تدخلون هؤلاء المهاجرين وتوزع عليهم في الداخل، ولكن قليل من يفعل ذلك، ولكن بطريقة استمرارية.
الشيخ: طيب المعونات التي نسمع أنها تُرْسَل من قِبَل السعودية، هذه ليس لها حقيقة؟
الملقي: حسب ما أرى أنها ترسل ولكن أين تذهب والله شيخنا لا أستطيع الإجابة بسبب انشغالي في العمل القتالي، ولا أستطيع أن أنفي أو أثبت إنها هل تصل أو لا تصل، فلست أنا في موقف أرد على ذلك، إن كانت من الهيئات السعودية أو غير السعودية لأن هناك هيئات تبلغ عددها ثلاثين هيئة، حتى أنني ذهبت تقريباً جميعها أطلب منهم مساعدات غذائية لشبابي وللقوات المسلمة حتى لا نضطر أن نشتري من مبالغنا بدل أن نشتري الـ
الشيخ: الأسلحة.
الملقي: الأسلحة نشتري الغذاء، وهؤلاء يستطيعون أن يمدونا فكان النفي والسكوت المبهم من كثير، حتى أن أحد رؤساء الهيئات الإغاثية رئيسها قابلته بنفسي وقال: يا أخي أنت تعلم أن لنا مكاتب في أوروبا وأمريكا وأشار بيده
إلى الخارطة العالمية والنقاط التي وضعت في بعض البلدان الأوربية أنه لديه مكاتب في هذه المكاتب، فإذا نحن قدمنا لكم الغذاء فيتهمونا أننا نمد المجاهدين بالغذاء فيغلقون مكاتبنا ونحرم في أمور أخرى.
الشيخ: هذا متى كان؟
الملقي: هذا بلسانه ولدي شاهد على ذلك.
الشيخ: متى كان هذا؟
الملقي: هذا في بداية الجهاد عندما كنا.
الشيخ: آه
الملقي: وكذلك كنا نذهب إلى عدة هيئات، وكانت التشجيع منهم باللسان ولكن لم نستطع أن نحصل منهم أي شيء.
الشيخ: هذه المشكلة يا أبا عبد العزيز هذه المشكلة، بيقولوا في الشام: يد واحدة ما بتصفق.
الملقي: نعم.
الشيخ: بدها يدين معاً، فالجهاد كما تعلم من القرآن الكريم يتطلب إعداداً:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، هذا الإعداد المصرح به في الآية هو واضح أنه أمر بالإعداد المادي.
الملقي: نعم.
الشيخ: وبخاصة لما جاء حديث الرسول عليه السلام يفسر كلمة القوة: ((من قوة))، قال عليه السلام كما أظنك تعلم
الملقي: القوة الرمي.
الشيخ: «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» ، لكن أنا أريد أن ألفت النظر.
الملقي: أحب، ممكن أن أذكر شيء هنا.
الشيخ: تفضل.
الملقي: ولله الحمد والمنة نحن من ناحية الأكل والشرب مكتفين، وإن كانت تأتينا بأشياء إفرادية. أنه بعض الأخوة يعني
الشيخ: أشياء أيش؟
الملقي: أشياء غذائية بأشخاص فردية، وليست عن طريق هيئات.
الشيخ: نعم.
الملقي: وكذلك أهل البلد والله وجدناهم كرماء يا شيخنا
أخوة الإيمان تتمة الكلام في الشريط التالي.
الملقي: وكذلك أهل البلد والله وجدناهم كرماء يا شيخنا، فالكرم من هؤلاء البوسنويين شيء غريب لم نجده في أفغانستان ولا في كشمير ولا في أفريقيا ولا في الفلبين الأماكن التي زرتها وعرفتها.
الشيخ: عجيب.
الملقي: فهؤلاء والله يقتطعون من أكلهم ومن شربهم من الحليب، ويقدمون لنا، لأعطيكم مثالاً بسيط، مثلاً راتب الإمام أحد المساجد راتبه
عشرات ماركات، وقيمة الخروف بين سبعين إلى مائة مارك، فإذا بأحد الأشخاص يأتي باثنين من الخرفان يقول: هذا هدية للمجاهدين.
الشيخ: ما شاء الله.
الملقي: وهكذا، يعني ليست مرة عدة مرات وجدناها، يأتونا أناس بملابس لنا ملابس الشتوية من الصوف غزلوها بأيديهم مثلاً من الشراريب مثلاً أو الطواقي أو الملبس، شيخنا الفاضل إن مدير مصنع الملابس الشتوية أتاني قبل شهر وأحضر معه مائة بدلة من الملابس الصوفية، بوسنوي، ولكن لم نجدها يا شيخنا لا من الدول ولا من الهيئات الإسلامية.
الشيخ: الله ينصرهم.
الملقي: ويقولون إننا إذا قدمنا لكم ربما الغرب سيغضب منا.
الشيخ: الله ينصرهم على عدوهم.
الملقي: ولله الحمد والمنة الآن لا ينقصنا، يعني إن من السلاح الفردي أو من مأكل أو مشرب أو ملبس، نعم ربما مستقبل قريب أو بعيد الله أعلم، ولكن فعلاً مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«وجعل رزقي تحت ظل رمحي» ، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].
الشيخ: نعم.
الملقي: ولله الحمد السبيل مقطوع، نعم الدخول إلى البوسنة ربما فيها بعض المصاعب، ولكن أتوا إخوان ردوهم مرتين ولكنهم في المرة الثالثة دخلوا، وكثير منهم أتوا في المرة الأولى.
الشيخ: الذي ردهم هم البوسنويون؟
الملقي: لا، كروات.
الشيخ: كروات؟
الملقي: كروات من دولة كرواتيا، من المطار بعضهم، فأتوا من طرق أخرى، ردوهم من داخل البوسنة، ولكن أتوا من طريق آخر، ولله الحمد والمنة، طبعاً هناك شباب يخافوا من هذه الشائعات أن الكروات يردونكم أو أنكم لا تستطيعون الدخول، وللأسف الشديد هناك بعض المنظمات موجود في مدينة اسمه (زغرب) أو (اسبليت) وهو مدخل للبوسنة ويتلقون ويستقبلون التجار ويقولون لهم إننا سندخل السلاح أو ندخل المبالغ للمجاهدين، قسماً بالله لم تأتينا من هؤلاء أي شيء.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وعلمنا أن ملايين قدمت لهؤلاء. إن أحد المسؤولين من الذين يعملون ليس هو رئيس وإنما يعمل تحت في داخل هذه المنظمة وأستطيع أن أثبت ذلك، أنه هذه المنظمة أدخلت ما قيمته 9 ملايين دولار أسلحة، وسلمتها للجيش، أي جيش لا أدري، ولم يصلنا منهم طلقة واحدة.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وهكذا وهكذا، ولكن ولله الحمد يا شيخنا إلى الآن لم أجد يعني حادثة أنه يأتيني أخ مجاهد ويقول إنه يستطيع الذهاب إلى الجبهة وأقول له: لا أجد ما أحمل .... ولكن وجدت ولله الحمد.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: يعني كان في فترة كنت أعتقد إذا أتاني شخص آخر ربما لا أستطيع، ولكن قبل أن يأتي شخص آخر والله يأتيني الـ
الشيخ:
…
الملقي: مال بسيط وأشتري به السلاح، وإذا أتاني فإذا هو جاهز للدخول إلى المعركة، ولله الحمد ما دخلنا معركة إلا نجحنا فيها، لم ننهزم إلى الآن ولله الحمد والمنة، صح لم نحقق الأهداف، ولكن حققنا الثبات.
الشيخ: طيب هنا يرد في البال سؤال.
الملقي: تفضل.
الشيخ: هل استطعتم أن تفهموا ما هو نهاية هالهجمة الشرسة من الصرب على البوسنة والهرسك، هل هو الاستيلاء على الحكومة هذه التي يمثلها المسلمون كأكثرية، والا بدهن مناطق معينة؟
الملقي: هناك ثلاثة أشياء في الأهداف الصربي، الهدف الأول: هو القتال الديني العقيدة.
الشيخ: عن عقيدة.
الملقي: نعم. فهم يقاتلون عن عقيدة هو نشر أو قتل كل من هو ليس أرثوذكسي. لأن القتال في البداية بدأت
الشيخ: حتى لو كان كاثوليكياً.
الملقي: كاثوليكياً، وفعلاً كانت في البداية ضد الكاثوليك، ولكن بسبب تدخل الكنسية الأوروبية الفاتيكان إنه كيف تقاتلون أبناء عمومتكم وأمامكم العدو الكبير المسلم.
الشيخ: هاه.
الملقي: فتحول القتال إلى ضد المسلمين من الصرب، فهي أولاً قتال عقائدي. الشيء الثاني: انتقامي، فهم يرددون بعض الأناشيد وبعض الحكايات في كنائسهم أن المسلمون يجب أن يقتلوا لأنهم قتلوا أجدادهم، -أيضاً- يذكرون بما معناه فتوحات العثمانيين.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: في تلك المنطقة، وأن العثمانيين حكموا حوالي أربعمائة سنة.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: والشيء الثالث: هو التوسعي، وهذا بالتسلسل يعني اللي ذكرتها بالتسلسل يعني أكبر هدف هو عقائدي، والهدف اللي أقل منه الانتقامي، والهدف الثالث
الشيخ: التوسع.
الملقي: التوسعي، فالمناطق التي تمكنوا منها وهي مناطق كانت أكثر عدد السكان فيها صربيين، فأرادوا أن ينضموا إلى صربيا، وهؤلاء الصربيين ليسوا أصليين، وإنما استوطنوا خلال معركة الاستعمار الصربي في المنطقة، وكانت الحكومة الصربية توزع الأراضي الحكومية عليهم؛ لأنهم هم أصحاب الاحتلال
الشيخ: أي نعم.
الملقي: أصحاب الفتح، أما الكروات -أيضاً- في الشمال، المنطقة التي فيها أكثرية كروات فهم الآن يضعون أعلام كرواتيا وليس أعلام البوسنة والهرسك.
الشيخ: آه.
الملقي: يعني هم الآن
…
الشيخ: هنا كانوا ملتحقين بالبوسنة والهرسك.
الملقي: لا لا
…
وإنما كانوا مستوطنين هناك، من زمان، ربما أصليين في المنطقة.
الشيخ: عفواً أنت تقول الآن: يرفعون الأعلام الكروات.
الملقي: علم كرواتيا.
الشيخ: من قبل ماذا كانوا؟
الملقي: كانوا بوسنويين. كانت في دولة يوغسلافيا كلها دولة يوغسلافيا دولة واحدة.
الشيخ: آه، أيوه.
الملقي: الأقاليم كلها، ولكن الآن لأنهم يخططون للانضمام لأنهم وجدوا الصرب أنهم يستطيعوا أن ينضموا إلى صربيا، فقالوا: نحن -أيضاً- ننضم إلى كرواتيا، أما البوسنوي
…
هي المنطقة الآن تقريباً موزعة بـ ثلاث، ثلث ثلث
ثلث، الصربيين مسيطرين على ثلث المنطقة، والكروات ثلث المنطقة، والمسلمون باقون في ثلث المنطقة.
الشيخ: آه.
الملقي: فهذه يعني الأشياء.
الشيخ: طيب فهم لا يزالون في الخطة الثالثة كما قلت، يعني في التوسع.
الملقي: نعم، يحاولون.
الشيخ: يحاولون.
الملقي: ربما لإيجاد حدود آمنة كما يعني اللغة التي تستعملها إسرائيل الآن، الحدود الآمنة، فهم الآن يريدون أن يطبقوا نفس النظرية بإيجاد حدود آمنة، حتى إذا صار هجوم يكون لا زالوا هم في منطقتهم حتى ولو تركوا المنطقة الكثيرة، وأحب أن أذكر أن الكثير من الإشاعات تشاع من ضمنها أن الدولة أو الحكومة لا تريد الجهاد أو المجاهدين، ولكن ولله الحمد قابلت أخونا الفاضل الدكتور علي عزة رئيس الجمهورية، بل هو الذي طلبني لزيارته في إحدى المدن غير سراييفو.
الشيخ: جميل.
الملقي: فزرته بعد تحرج؛ لأنني أخاف أن ربما يعني يقدم بعض الشروط أو من هذا القبيل فكنت متحرج وكنت أطلب أن يرافقني أخونا الفاضل محمود كرلتش أمير القوات المسلمة، ولكن لم أجده فاستخرت الله سبحانه وتعالى فذهبت هناك، فكانت الجلسة يعني رسمية بوجود قادة الجيش وعرفني بهم، ورحب بي أحسن ترحيب، وقلت له: إننا أتينا هنا للجهاد فقط،
وليس لنا أي نية في تغيير نظام الحكم أو من هذا القبيل، وإذا انتهت الأزمة سنعود إلى بلادنا كما فعلنا في أفغانستان، وهكذا وعندما انتهى الحديث بعد نصف ساعة فوجدت من المناسب أن أترك المكان، فهو وقف معي وأتى ليودعني عن الباب، وإذا به يمسك بيدي ويقول لي: إنني أحبك، قلت له: وأنا كذلك نحن نحبك في الله، ومن أجل ذلك أتينا، فقال: ولكنني أريد أن أجلس معك أكثر، فقلت له: أنا في الخدمة، قال: ليس هنا، ولكن ما رأيك نذهب سوياً إلى غرفتي الخاصة، طبعاً سررت من ذلك الشيء، فكان معي أحد الأخوة العرب، وأيضاً مترجم آخر، وأحد الأخوة البوسنويين الذين يسكنون في المنطقة الذي نحن فيه، فطلعنا إلى فوق في مكان غرفته الخاصة، وأمر حرسه أن يخرجوا؛ لأنه يقول: هؤلاء أخوتي لا خوف منهم، مع علماً أنني كنت أحمل مسدساً ظاهر، وليس في .... حتى أنني كنت مستعد أن أسلم إذا طلب مني الحرس أن أسلم السلاح.
الشيخ: ....
الملقي: كنوع من الاحترام
الشيخ: إيه.
الملقي: ولكن لم يطلب مني ذلك، وهو يرى ذلك، فجلسنا تقريباً ثلاثة أرباع الساعة، وعندما أذكر له عن أهمية الجهاد وهذا كان دموعه من عينيه وهو يشجعنا وقال: -وعندي شهود على ذلك- ذلك إنني أعلم جيداً أنا لا منجاة من هذه المأساة إلا الجهاد في سبيل الله.
الشيخ: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الملقي: فقال: أتمنى أن آتي إليكم لأصافح كل مجاهد؛ لأنني أستغرب كيف هؤلاء الأخوة تركوا ديارهم قصورهم أوطانهم وأتوا هنا، فلا أجد إلا أن الجهاد هو الذي أتى بهم.
الشيخ: طيب.
الملقي: وقال إن الجهاد هو الحل الوحيد، وإنني الآن في موقع إعلان جبهة، لأنني ذكرت له أن هناك كروات، قال: الآن هذه الجبهة الأولى، ولكن متأكد أنه ستفتح جبهة أخرى بعد أن تنتهي جبهة الصرب هم والكروات ولكن أستطيع أن أقول إلا أن تطلب من الأخوة وأن يرسلوا إلى دولهم أن يدعو لنا أن الله ينجينا من هؤلاء الصربيين وهؤلاء الكروات، وكانت جلسة يا شيخنا، كانت جلسة فعلاً
الشيخ: مؤثرة.
الملقي: بإخلاص
…
الشيخ: مؤثرة.
الملقي: مؤثرة؛ لأنه كنت أرى الدموع في عينيه، وأرى الإخلاص في العمل ولكنه محاط بالكثير من المشاكل، وهو رئيس سجن من أجل كتابته للإسلام، حكم عليه بالسجن 15 سنة، ولكن مكث تسع سنوات، وكان السنة الأخيرة هي الاستقلال فأفرج عنه.
الشيخ: هو في ظني يتكلم العربية.
الملقي: هو لا يتكلم العربية ولكن مترجم كان يترجم
الشيخ: ما يتكلم العربية.
الملقي: لا هو يتكلم اللغة البوسنوية.
الشيخ: كأنه في التلفاز كأني رأيته يتكلم.
الملقي: ربما. لكن كان يتكلم معي بالبوسنوي، حتى سألته
…
كان يتكلم معي اللغة الإنجليزية لأنني أجيدها.
الشيخ: هاه. طيب وما عرفت عنه شيئاً، هل درس في الأزهر مثلاً أو في جامعة.
الملقي: لا هو حسب علمي أنه محامي، درس المحاماة.
الشيخ: آه.
الملقي: والله أعلم.
الشيخ: آه.
الملقي: هو أخذ الدكتوراة في هذا المجال.
الشيخ: طيب.
الملقي: أنا أتوقع خيراً كثيراً خاصة إذا بدأنا بنقل جهد القتال جهد الدعوة والإرشاد، فأتمنى أن المؤسسات الخيرية ترسل دعاة، والأرض خصبة ولم يدخلها أحد من أصحاب المذاهب الهدامة إلا هؤلاء الشيعة ولكن في قلة قليلة، ولكن نستطيع من الدول الإسلامية خاصة أصحاب الدعوة الصحيحة السليمة السلفية الصافية أن يدخلوها لأن الاستجابة هناك استجابة سريعة، وأنا عاشرتها ووجدت، يعني مثلاً قد دربت أكثر من مائتين من قوات الـ (تي أو) من الذين كانوا يتعاطون الخمر وغير ذلك، والله يا شيخنا وجدتهم يعني أزورهم
في خنادقهم وإذا بهم يؤدون الصلوات الخمس وينشرون الدين، حتى أنه في إحدى الجبهة اللي فيها الأخوة الذي دربتهم إنهم حوالي 540 شخصاً جميعهم مع قائدهم انضموا للقوات المسلمة؛ لأنه قالوا هذا هو الصحيح القتال الصحيح.
الشيخ: هو هذا الذي ينفع يا أبا عبد العزيز هو الدعوة.
الملقي: نعم.
الشيخ: هي التي تنفع وهي التي تحيي القلوب.
الملقي: نعم.
الشيخ: أما الجهاد بمعنى القتال هذا لا يفيد، الجهاد بمعنى.
الملقي: ولكنه.
الشيخ: الجهاد بمعنى القتال لا يفيد، القتال باسم الجهاد هو الذي يفيد. يعني الجهاد في سبيل الله عز وجل.
الملقي: نعم هذا هو
…
الشيخ: آه، نعم بس أنا أقول: أنت ومن معك من المسلمين الذين نشؤوا على الإسلام والإسلام الصحيح هؤلاء يعرفون الجهاد ويعرفون الفرق بين الجهاد وبين القتال.
الملقي: نعم.
الشيخ: أما البوسنويين البعيدين عن الإسلام حتى الإسلام التقليدي لم يعودوا يسمعون شيء اسمه الجهاد.
الملقي: نعم.
الشيخ: ولذلك هم يقاتلون الصرب كما يقاتل الصرب البوسنوي، يعني ليس هناك جهاد في سبيل الله، لذلك نحن اعتقادنا أن العمل المشكور الآن هناك ليس هو الجهاد بمعنى القتال؛ لأنه ما في هالاستعدادات الممكنة التي تساعدكم على الجهاد في سبيل الله حقاً، أنا
…
أن أقول في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، هذه الآية نص صريح في الإعداد المادي، لكن هذا الخطاب وجه لمن؟ إلى أصحاب الرسول عليه السلام
الملقي: صلى الله عليه وآله وسلم
…
الشيخ: الذين وجهوا قبل أن يوجهوا في هذا الخطاب: أن آمنوا بالله ورسوله، تفهم مني هذا الكلام. أعدوا الخطاب لأصحاب الرسول عليه السلام، ثم من يسير على خطهم أو سبيلهم أو منهجهم، ولذلك أنا شخصياً
…
الملقي: أريد تفصيلاً أكثر أوضح.
الشيخ: أنا في هذا الصدد.
الملقي: نعم يعني مرة أخرى
…
الشيخ: آه، طيب، أنا أقول: هذه الآية من حيث نصها هي نص صريح في الأمر بالجهاد المادي السلاحي كما شرحنا آنفاً، أو قبل دقائق قوله تعالى:(من قوة) بحديث الرسول عليه السلام: «ألا إن القوة الرمي» إلى آخره، لكن أنا أفهم شيئاً آخر: هذا ما لا يذكر عادة بمناسبة ذكر هذه الآية، أفهم من توجيه
رب العالمين عز وجل هذا الأمر بقوله: (وأعدوا) ليس هو موجه للبوسنويين أي الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، وإنما هو موجه للمسلمين المؤمنين بالله ورسوله حقاً، ولذلك فأنا منذ سنين أدندن حول ما أسميه ما أدري أتيح لك أن تسمع حول هذا الموضوع الذي أسميه بـ التصفية والتربية. هل سمعت يوماً ما شيئاً من هذا؟
الملقي: نعم.
الشيخ: جميل، أنت والحمد لله كما يبدوا معنا على الخط كتاب وسنة ومنهج السلف الصالح، لكن أيش علمك في عامة المسلمين، غلب عليهم التمذهب في الفقه على مذاهب أربعة، في العقيدة على مذهبين: أشاعرة وماتريدية، آه، إذاً نحن بحاجة الآن إلى أن نربي أنفسنا أولاً ثم من يلوذ ومن يحيط بنا ثانياً على الإسلام الصحيح هو: كتاب وسنة ومنهج السلف الصالح، إي هذا اليوم مع الأسف وأقول في السعودية هاللي هي بلاد التوحيد هذا المنهج ما هو عام شامل، فيه بركة وخير بالنسبة للبلاد الأخرى، أما البلاد فكما تعلم فيها تعادي هذا المنهج السليم، آه، فأنا أفهم إنه هذه الآية إذاً لا بد أن يكون هناك أناس متأهلون لتقبل هذا الأمر الإلهي: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ
…
} [الأنفال: 60] إلى آخره. فالبوسنويين بل والأفغانيون هؤلاء بحاجة إلى الدعوة السلفية إلى الدعوة السلفية فإذا اقترن مع هذه الدعوة جهاد فنور على نور، وأنت ترى الآن أيش آثار جهاد عشر سنين تفرق وتمزق ومن قبل كنا نستوجس نستوجس خيفة من هذا التحزب السباعي هذا، وهي إلى الآن، والآن ظهرت آثار أنه هذا الجهاد ذهب هباءً منثوراً؛ إذاً: من رأى العبرة بغيره فليعتبر.
الملقي: نعم.
الشيخ: فنحن ما يهمنا الآن الجهاد السلاحي في البوسنة والهرسك؛ لسببين اثنين: أولاً: أن هؤلاء الأفراد لا يستطيعون أن يجاهدوا، منذ ليلتين وأنا موقف الآن الأسئلة، كل ليلة عندي ساعتان من الزمان أسئلة، تردني من مختلف البلاد، البارحة بالذات جاءني سؤال حول الجهاد في البوسنة والهرسك قلت: يا أخي الجهاد يتطلب مقدمات، أين الأمراء الذين يأمرون المأمورين ويستجيب هؤلاء المأمورون، نحن نعرف أننا نعيش كالغنم بدون راعي، يحتاج للجهاد في سبيل الله مقدمات ومؤهلات كثيرة وكثيرة جداً، فالجهاد ما يصير جهاد بدون أمير، بعدين جيش بدون قائد ما بيصير يا أخي، بعدين جيش وقائد بدون سلاح ما بيصير، فالآن الذهاب إلى تلك البلاد مش مفتحة الأبواب كما كان الأمر في أفغانستان، وأنت نفسك تقول: سراً، طيب أنته سراً واحد خمسة عشرة مائة مائتين إلى آخره، الألوف المؤلفة من الجيش هذا الصربي والجيش الكرواتي كما قلت إلى آخره، هؤلاء ما يعني يكون من عرض نفسه للجهاد في سبيل الله حقاً دون أن يتخذ هذه المقدمات التي أنا أشير إليها أولاً بالملاحظة حينما قال تعالى:{وأعدوا} ، وثانياً الإعداد المادي {ما استطعتم من قوة} ، طيب أنا كنت أتساءل: طيب لو جاءتكم طائرة لا سمح الله وأنتم خمسمائة فرد من هؤلاء المجاهدين العرب والبوسنويين، ما في عندكم سلاح تقاوموا طائرة، فسيذهب دماؤكم لا سمح الله هدراً لا قيمة لذلك، ذهبت دماء بالألوف المؤلفة في أفغانستان ثم ماذا كانت عاقبة ذلك؟ الفرقة والخسارة وو إلى آخره،
…
أقول: تمام سؤالي قلت لهذا السؤال: إذا لم تقم الدول التي تقول عن أنفسها بأنها دول إسلامية إذا هي
لم تقدم جيوشها المتمرنة متمرنة على القتال العصري الحديث اليوم، وتقدم الأسلحة من المدافع الثقيلة من الدبابات من الطائرات لا ينجح هذا الجهاد، لكن الذي ينجح هو الذي أنت تتحدث عنه، وهو: فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة، هذا هو الجهاد الآن في البوسنة والهرسك، أما الجهاد المادي فأنا أخشى والله عاقبة الخسارة لهذه الدماء الطاهرة البريئة، ولذلك نحن نريد منك شيئين أولاً:
الملقي:
…
الشيخ: نعم
…
الملقي: ممكن
…
نستوضح بعض الأشياء حتى قبل أن تقترح.
الشيخ: تفضل تفضل.
الملقي: أولاً يعني الذي نقوم به الآن هو التعليم والتدريب للبوسنويين، والشيء الثاني بسبب وجودنا في خطوط النار تشجعوا الشباب وصاروا عندهم الجلد، وعدم الخوف والإيمان بالقضاء والقدر، وأن الموت بيد الله سبحانه وتعالى، والشيء الآخر عندما ذكرت أنه لا بد من وجود أعداد كبيرة هي الآن أصبح أكثر من ألف شخص بالنسبة للبوسنيويين فقط، خلاف الأخوة العرب، وليس كما كان في البداية، والشيء الآخر إذا كان ليست هناك الإعداد الكبير من الصواريخ أو من الدبابات والأشياء هذه، فهل يعتبر. هل نعتبر أنفسنا إننا لسنا جيش متكافئ ولذلك نترك الأخوة يعني في الجبهات القتالية ما نتكلم ليس في الدعوة، الدعوة طبعاً أنت تشجعها حتى ولو كان شخصاً واحداً مننا ربما فيه الخير الكثير
…
أتكلم من الناحية العسكرية والقتالية، فهذه الأشياء أتوقع أن أذكرها لأنه لا أتوقع أنه أي دولة إسلامية تستطيع أن
ترسل جيش بسبب القوانين الدولية والأمم المتحدة وتحريم الدخول حتى في المنظمة في مؤتمر منظمة
…
الشيخ: أريد منك يا أبا عبد العزيز أن تتكلم بدقة شرعية. قلت أخيراً بسبب القوانين وإلى آخره.
الملقي: نعم.
الشيخ: ليس هذا هو السبب، السبب أنه (ليس هناك حكومات إسلامية تجاهد في سبيل الله).
الملقي: صحيح.
الشيخ: طيب هذه المشكلة مش المشكلة إنه في عوائق خارجية، المشكلة بيقولوا في بعض الأمثال العربية القديمة: دود الخل منه فيه.
الملقي: صح.
الشيخ: فالآن أحسن دولة كنا نأمل أنه يعني تقوم بالواجب الديني في الدعوة وفي الجهاد في سبيل الله هي السعودية، الآن السعودية تعلن شو بيسموها هي الشرعية الدولية، الشرعية الدولية.
الملقي: الشرعية الدولية، نعم.
الشيخ: هاه.
الملقي: نعم.
الشيخ: الله أكبر، أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، الشرعية الدولية التي تسير تحت رايتها اليوم، أحسن دولة كنا نأمل فيها خير السعودية فنازلاً، لذلك أنا أقول:
الملقي: تفضل الآن
…
تقترح أن.
الشيخ: نعم.
الملقي: تريد أن تقترح اقتراح.
الشيخ: آه. عنيت ما أقول
…
الملقي: نعم تفضل.
الشيخ: أنا أنصحك أن يكون بقاؤك هناك في سبيل الدعوة، أي الكلمة الطيبة، ثم الدفاع، ثم الدفاع.
الملقي: الدفاع كيف؟
الشيخ: المادي هذا السلاحي.
الملقي: نعم.
الشيخ: آه.
الملقي: يعني ندافع عن هؤلاء.
الشيخ: نعم.
الملقي: طيب ما هو العمل الذي نقوم به الدفاع.
الشيخ: أنا ما أنتقد
…
هههه
الملقي: ههه هه.
الشيخ: سامحك الله.
الملقي: جزاك الله خير.
الشيخ: هههه، لا أريد أن تتقصد مهاجمة الكفار وأنت بهذا العَدد، وبهذه العُدد، وإنما أنت افترض نفسك كرجل ملازم داره، فجاءه العدو فيدافعه، فإن قتل العدو فهو في النار، وإن قتل المهاجم فهو في الجنة فهو شهيد كما تعلم في الحديث:«من قتل دون ماله فهو شهيد» ، لكن نحن الآن نرى الكفر منتشراً من كل جانب، فأنا أقول مثلاً الآن لأوضح لك فكرتي جيداً.
مداخلة: عفواً شيخنا
…
قتل فهو في النار، ومن قتله
…
الشيخ: إن قتل المُهَاجَم المُهَاجِم فهو في النار، وإن قتل المهاجَم فهو في الجنة هو عيد.
مداخلة: أعيدها أعيدها شيخنا
…
الشيخ: إيه تفضل.
الشيخ: فأنت الآن ومن حولك ومن قد يأتيك متحمس بحماس إسلامي جهادي.
الملقي: نعم.
الشيخ: طيب. لو قلنا لكم: هنا فلسطين أقرب إليكم من البوسنة والهرسك، فلماذا ذهبتم بعيداً، ماذا ستقول؟ أليس
…
الملقي: أقول إن.
الشيخ: أليس اسمح لي، أليس الجهاد في فلسطين فرض.
الملقي: نعم.
الشيخ: طيب، لماذا لا تؤدي هذا الفرض وهو أقرب إليك؟ ستقول الذي أنا أقوله، لكن قولي غير قولك ستقول: لا أستطيع.
الملقي: نعم.
الشيخ: في عندك غير هذا الجواب؟
الملقي: لا أستطيع.
الشيخ: آه، وأنا أقول: لا تستطيع أن تجاهد هناك أنت إلا بالكلمة الطيبة؛ لأن عاقبة الأمر ستكون كما كان في أفغانستان.
[لا تستطيع] أن تجاهد هناك أنت إلا بالكلمة؛ كما كان في فلسطين، ما الذي أدخل اليهود إلى فلسطين؟ هو ضعف المسلمين أولاً، ثم عدم تعاون الدول الإسلامية مع الشعب الفلسطيني، فالآن ماذا أنت تستطيع أن تفعل هناك بالنسبة للجهاد السلاحي المادي، على هذا بنيت فكرتي السابقة، أنت ابق هناك للكلمة الطيبة، فإذا هوجمت فدافع عن نفسك، أما أنت بخمسمائة شخص بألف شخص بألفين بخمسة آلاف بالبارودة هذي بالرصاص، وهم بالطائرات والدبابات والصواريخ ونحو ذلك، ما يكون أنت قمت بواجب:{أعدوا} ما تكون أنت قمت بهذا الواجب، صحيح أنت لا تستطيع، فأقول: كما لا تستطيع في فلسطين أنت معذور، لكن لست معذوراً في أن لا تبلغ كلمة، الكلمة الطيبة، لست معذوراً في أن لا تدعو من قريب أو من بعيد من كان بعيداً عن الإسلام، إي هذا أنا أتصور الموضوع شرعاً وعقلاً أن تكون
داعية إلى الإسلام وبخاصة ناحية التوحيد تدندن حولها؛ لأنه كل البلاد الأعجمية وأنا منها ما يعرفون التوحيد إطلاقاً، يعرفون توحيد المشركين هو توحيد الربوبية كما تعلم، فتدندن حول هذا أبداً؛ لأنه بعض الدعاة يرون الاهتمام بالصلاة والأخلاق ونحو ذلك، أما {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19] لا يدندنون حولها أبداً، بل بعضهم قد يرى أن البحث في هذه الكلمة الطيبة يفرق الصف، لعلك بلغك شيء من هذا؟
الملقي:
الشيخ: طيب.
الملقي: وهم في البداية منعونا من دخول البوسنة من أجل ذلك؛ لأنهم يعرفون عني شخصياً.
الشيخ: آه طيب.
الملقي: فمنعوني وحاولوا يوسطوا لي بعض المشايخ.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: أن عدم الذهاب إلى الداخل، وأن ليست وقت الآن ....
الشيخ: هذا هو.
الملقي: بالنسبة لأبو عبد العزيز.
الشيخ: هذه مصيبة العالم الإسلامي، فأنت بقى الآن إذا بقيت هناك تدعو إلى الإسلام بالمفهوم الصحيح، الصلاة على ما كان عليه الرسول عليه السلام، الأخلاق كذلك، وكل شيء، فهذا واجب لا تعذر في ترك القيام به،
أما أن تُعَرِّض نفسك ومن معك للقتل باسم الجهاد هذا ليس أولاً جهاد لأنك ما اتخذت؛ وأقول مقيداً حتى ما تسبقني ما اتخذت الإعداد الواجب معذوراً، شأنك هناك شأن فلسطين شأن كل البلاد الإسلامية التي تهاجم من الكفار، لكن الكلام ما دام باستطاعتك:«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه» ، فما دام هناك الآن يسمح لك بتربية هالأفراد التي جمعت منهم العدد الطيب، وتعليمهم، والإشراف عليهم بالتي أمر الله به ورسوله، فهذا هو الجهاد، أما الجهاد المادي فأنا لا أعتقد أنه ينجح إلا بطريق أن تدافع عن نفسك إذا هوجمت، تدافع عن دعوتك إذا هوجمت، أما أن تعرض نفسك للهجوم، وأنت ما عندك وسائل الهجوم، أنا لا أرى هذا مشروعاً أبداً، وعلى هذا أنا أدندن في كل ما يتعلق بالجهاد، مثلاً: الجزائر، نحن لسنا مع الجزائريين الذين ثاروا على هؤلاء الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله؛ لأنهم:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46] ما استعدوا لمثل هذا القتال ولمثل هذا الجهاد، ولذلك أيش كانت العاقبة: التقطوا
…
أفراداً وجماعات، ورموا في السجون، وانتظر بقى، انتظر حتى يخرجوا، بينما لو لو استمروا في دعوة الشعب الجزائري إلى التوحيد كان هناك مكسب كبير جداً، نحن اجتمعنا مع أفراد منهم لما جاء رئيسهم الذي تسمع به اسمه الحاج علي.
مداخلة: علي علي بن الحاج.
الشيخ: قلنا لهم: يا جماعة أنتو تعدون خمساً وعشرين مليون ترى يكفيكم عشرة من الأطباء لمعالجة الأمراض المادية؟ قالوا: لا، يكفيكم مائة؟ قالوا: لا، إه بدكن ألوف، هم يعترفون بهذا، طيب كم عالماً عندكم مقابل خمسة وعشرين مليون مسلم؟ قالوا: ما عندنا علماء، طيب هدونه اللي ما عندهن
علماء يعلمونهم يعلموهم الصلاة إلى آخره، هؤلاء يستطيعون أن يطيحوا بهؤلاء الكفار الذين يحكمون بقانون فرنسا، يستطيعون إذا استطاعوا القضاء عليهم أنه يحكموا بالإسلام وليس عندهم علماء يعرفون الإسلام، فلو عرفوا الإسلام وجب أن يدعوا المسلمين إلى الإسلام، وأنت تعلم جيداً -إن شاء الله- معنا أن الرسول عليه السلام أول ما دعى لإقامة الدولة المسلمة، وإنما أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، وعاش ما عاش عشر سنين وهو مضطهد مظلوم أصحابه يعذبون إلى آخره في مكة، إلى أن أذن الله عز وجل له بالهجرة، كما هو معروف في السيرة، فلماذا هؤلاء المجاهدون لماذا لا يبدؤون بما بدأ به الرسول عليه السلام، فإذا بدؤوا وتكتلوا تكتلاً على أساس هذه الكلمة الطيب والتربية الإسلامية الصحيحة، هؤلاء هم المجاهدون، أما الهمامات من هنا ومن هنا، كل واحد يحمل فكرة، كل يحمل خلق، هؤلاء لا يمكن المجاهدة معهم في سبيل الله، والواقع أكبر دليل على ذلك.
مداخلة: لعلك سمعت
…
الشيخ: لا ما سمعت شيء.
مداخلة:
…
الشيخ: لا، أيش أيش فيه، هجوم؟
مداخلة: معركة ضارية بين الفصائل الأفغانين
…
الشيخ: عجيب.
مداخلة: أمس أمس
…
في كابل.
الشيخ: سبحان الله.
مداخلة:
…
هه
الشيخ: هي المصيبة، لعلك فهمت علي يا أبا عبد العزيز. طيب، تفضل.
الملقي: استفسار بسيط.
مداخلة: لحظة شيخنا هنا شبهة كثيراً ما يثيرونها، في كل مكان
الشيخ: أي نعم
مداخلة: يندفع فيه الشباب المسلم للـ
الشيخ: للجهاد
الملقي: للجهاد، هذه الشبهة التي تثار يقولون: طيب يعني هل سنبقى ننتظر.
الشيخ: هذا الكلام.
شقرة: تربية هؤلاء أو هذا الجيل أو هذا العدد وكم سيكون هذا العدد، وما الزمن الذي سيستمر فيه المربون أو العلماء يربون هؤلاء، وهل ننتظر حتى يعني يهجم علينا العدو في عقر دارنا ثم يَخْرُج، يعني هذه الشبهات المجتمعة تثار شيخنا في كل مكان يكون فيه مثل الأمر، فلذلك يا ليت -أيضاً- توضح هذه الشبهة لـ ....
الشيخ: أنا
…
الملقي:
…
شيء اللي هو نواجه الآن.
الشيخ: تفضل.
الملقي: هؤلاء المسلمين في البوسنة والهرسك نتركهم ولا نقف معهم.
الشيخ: أنا ما قلت لك تتركهم. كيف.
الملقي: في الصفوف القتالية، نتركهم في الصفوف القتالية.
الشيخ: نعم.
الملقي: وأن لا نقف معهم في صف واحد للقتال.
مداخلة: هذا
الشيخ: نعم.
الملقي: وهم يهاجمون من الصرب.
الشيخ: أنت
الملقي:
…
هذه النقطة أحب أن توضح لي
…
الشيخ: معليش أنا قدمت الجواب تدافع.
الملقي: تدافع عن هؤلاء.
الشيخ: عن هؤلاء وعن نفسك.
الملقي: هذا هو اللي صار.
الشيخ: لكن لا تهاجم.
الملقي: لكن.
الشيخ: لا تهاجم.
الملقي: أنا لا أهاجم، لكن أريد أن أسترد أرضي الذي اغتصبوها منا.
الشيخ: هذا هو الهجوم.
الملقي: هذا هو الهجوم.
الشيخ: أي نعم. هلا أنت أين أنت في منطقة فلنسمها رقم واحد.
الملقي: نعم.
الشيخ: آه، فأنت إذا هوجمت دافع، لماذا؟ لأنه الأصل فيك أن تدعوا أن تعلم من حولك ومن استطعت -أيضاً- من أن تتصل بهم من البوسنويين، أن تعلمهم الدين؛ لأن هؤلاء أنا أقول لك بصراحة: لا تستطيع أن تجاهد من ليس معك في العقيدة، تستطيع أن تقاتل لكن لا تستطيع أن تجاهد.
الملقي: هذه الشعرة البسيطة.
الشيخ: هاه.
الملقي: تستطيع أن تقاتل ولا تستطيع أن تجاهد. هل لأنه
الشيخ: واضح جداً.
الملقي: واضح جداً بالنسبة لي، لكن
مداخلة: المصطلحات الشرعية.
الملقي: المصطلحات الشرعية حبيت أوضحها للمستمع يعني.
الشيخ: إي جزاك الله خير، فأنا أقول: الآن الحروب القائمة على وجه الأرض والتي وقعت في الحرب العالمية الأولى والثانية لم تكن جهاداً؛ لأنه دول الكفر يقاتل بعضها بعضاً، لكن هؤلاء ما كان يجاهدون بعضهم بعضاً، كان يقاتل بعضهم بعضاً، الإسلام الذي شرع القتال إنما شرعه للجهاد في
سبيل الله، أي: لتكون كلمة الله هي العليا، هكذا فأنا أقول الآن: أنت ومن حولك من البوسنويين تستطيع أن تقاتل معهم عدوهم، لكن لا تستطيع أن تجاهد مع هؤلاء المسلمين الكفار، أنت تجاهد، ومن يحمل عقيدتك الصحيحة فأنت تجاهد، أما هؤلاء الذين الآن نفترض أنهم دخلوا في دين الله أفواجاً لسا ما تربوا يا أخي على العقيدة الصحيحة، وعلى التربية الإسلامية الصحيحة، كما شرحت لك آنفاً.
الملقي: نعم.
الشيخ: آه، لذلك فأنت حسبك إذا بقيت هناك للدعوة للدعوة إذا بقيت هناك أن تدافع، أما أن تهاجم فمعنى ذلك أنك تريد أن تخسرني قوة ندخرها لليوم الأهم، لعلك فهمت.
الملقي: نعم. اللي فهمته الآن أن أستطيع أن أقف وأشارك في العمليات الدفاعية.
الشيخ: نعم.
الملقي: أما العمليات الهجومية أتركها للأخوة البوسنويين أنفسهم، فيقاتلون.
الشيخ: أحسنت.
الملقي: أما في العمليات الدفاعية عندما نرى العدو يتقدم فنحن -أيضاً- نرمي بهم ونقاتلهم.
الشيخ: نعم.
الملقي: وشبابنا يجب أن يقاتلوا في الصفوف أو يجاهدوا
الشيخ: يجاهدوا.
الملقي: في صفوف البوسنويين في حالة الدفاع في المنطقة إذا هوجموا من العدو.
الشيخ: أي نعم، أي نعم، لكن.
مداخلة: في بالله شيخ.
الشيخ: لكن إذا سمحت، من شان ما يفوته شيء، لماذا أنا أقول هذا؛ لأننا نحن بحاجة إلى أمثالكم.
الملقي: جزاك الله خيراً.
الشيخ: وما نريد أن تعرضوا أنفسكم للهلاك، فنخسر دعوتكم.
الملقي: جزاك الله خيراً.
الشيخ: واضح أظن الفكرة.
الملقي: واضح نعم.
الشيخ: تفضل.
مداخلة: أقول شيخنا مما يؤكد هذه المسألة تأكيداً قاطعاً أن الجيش الـ (تي أو) الذي
…
الشيخ: آه.
الملقي: (تي أو) هو الجيش
…
الذي في يده القوة.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: قوة السلاح.
الشيخ: صح.
مداخلة: وهذا لا يدين بالولاء لله ولا للإسلام.
الشيخ: هون هي المشكلة.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: آه.
مداخلة: فهؤلاء الأخوة اللي موجودين هناك أمثال الأخ أبو عبد العزيز وغيره، ليس عندهم شيء مما عند هؤلاء، ولذلك اضطروا أنهم يتصلوا حتى ظهر ضعف فيهم شديد جداً، عندما هدد قائد الجيش بأنه سيجلس في بيته، ومن شاء منكم أن يذهب فليذهب.
الشيخ: هذا هذا أكيد. هو كذلك.
مداخلة: هذه ظاهرة الضعف التي ليست عند الـ (تي أو) ولذلك الـ (تي أو) ما يسألك، ذهبوا بقوا جاؤوا انفضوا ماذا لا يسأل عنها وأظن أدركت هذا أنت تماماً. يعني ماذا كان من هؤلاء عندما
…
ما سألوا أبداً، ولا قالوا: لماذا تقطعون هذا. هذه واحدة. تعقيب بسيط على كلام شيخنا اللي هو إذا أنتم هاجمتم سنخسركم، هي الخسارة مش لذاتكم أنتم، وإنما هي للدعوة، لأنكم أنتم تقومون بواجب كبير هناك.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: وهذا الواجب لا يمكن أن يؤديه غيركم.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: أبداً حتى من أهل البلاد الملتزمين اللي هم النفر القليل؛ ليه؟ لأنهم قلة قليلة جداً.
الشيخ: قلة وحديثوا عهد.
الملقي: إي نعم.
الشيخ: حديثوا عهد.
الملقي: أي نعم. حتى لو مثلاً قال تخرجنا من الجامعة الإسلامية.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: أو في الجامعات في البلاد العربية وكذا إلى غير ذلك، هذا الحقيقة لا يغني من الحق شيئاً.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: لذلك الحقيقة نصيحة شيخنا هي النصيحة التي يجب أن تكون شعاركم في هذه الأرض وفي تلك البلاد، حتى يكون -إن شاء الله- في فوز وغلبة على الأقل وظهور للدعوة.
الملقي: إذاً إذاً.
الشيخ: «لئن يهدي الله على يديك رجلاً واحداً أحب إلي من حمر النعم» .
الملقي: نعم.
الشيخ: لئن يهدي الله على يديك بوسنوياً للتوحيد خيره من أن يموت قتيلاً قتيلاً.
الملقي: ولـ ولـ
…
الشيخ: ليش شهيداً.
الملقي: قتيلاً نعم، هذا الذي كان يحدث في أفغانستان عندما قتلوا حوالي يعني أكثر من مليون والله أعلم بنياتهم.
الشيخ: بنياتهم، هذا هو، ولذلك بارك الله فيك أرسل حكيماً ولا توصه، أفهمت علي جيداً، فنحن عندما نقول لا جهاد هناك قد فهمت ما هو الجهاد ولماذا نقول هذا الكلام، هؤلاء الشباب الذين يريدون هناك أن يذهبوا فعلاً للجهاد في سبيل الله، هؤلاء نحن نحتفظ بهم لليوم الموعود ثم عندهم النشاط فليفرغوه للدعوة في سبيل الله عز وجل، ولئن هوجموا فحق لهم أن يدافعوا، أما أنا بدي أهجم، في مثل عامي عندنا في سوريا يمكن هونا -أيضاً- بس يمكن هو ما يعرفه يقولون عندنا في سوريا: عين ما بتقاوم مخرز.
مداخلة: احنا عندنا: كف ما بتناطح مخرز.
الشيخ: عندنا في سوريا هه، في سوريا العين أدق من الكف، العين لا تقاوم مخرز يعني إبرة.
الملقي: طبعاً طبعاً.
الشيخ: إي هذا كلام منطقي جداً، وهذا من معاني:{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، يعني الآن يستطيع عشرة أو عشرين أو مائة من الشباب يتكتلوا ويهجموا على اليهود، هذا ليس جهاداً هذه ثورة ولا ثورات في الإسلام، الإسلام منظم في كل شيء ومنه الجهاد، ولذلك قال: {وأعدوا
لهم} إلى آخره، فبارك الله فيك أنت الآن فهمت الفكرة تماماً وأنت خير من ينقلها بدقة وأمانة.
الملقي: -إن شاء الله تعالى-.
مداخلة: شيخنا برضه تعقيب
…
الله عز وجل جعل الأشياء مرتبة بأسبابها
…
ظهورها
الشيخ: نعم.
مداخلة: فإذا استعجلنا سبباً.
الشيخ: آه.
مداخلة: تأخر معنى المسبب.
الشيخ: صحيح.
مداخلة:
…
قبله، ولذلك من من
الشيخ: من استعجل الشيء قبل آوانه ابتلي بحرمانه.
مداخلة: حرمانه نعم.
الشيخ: حكمة.
مداخلة: وبعدين لاحظ القرآن الكريم كيف يسوق، يعني مثلاً الآية التي جعلها شيخنا محور فقه المسألة وهي قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60] هذه كانت من الآيات التي نزلت بعد غزوة بدر، وهي الغزوة التي كانت فاصلاً بين الإيمان وبين الكفر.
الشيخ: ما شاء الله.
مداخلة: وتسببت في ظهور الإسلام، كان نزل قبلها قوله تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، أذن للذين يقاتلون، هذا تنبيه ولفت نظر إلى ما ينبغي: أذن للذين، ما قال جاهدوا، ولا قال ابذلوا، ولا قال قاتلوا، وإنما قال:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
الشيخ: صدقت.
مداخلة: فمفهوم الدعاء ..
الشيخ: وقصة بدر.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: هوجموا.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: فدافع المسلمون.
مداخلة: دافع المسلمون نعم.
الشيخ: لماذا لم يهاجم الرسول أهل مكة.
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: في مكة؛ لأنه ما كانت عندهم هذا الاستعداد المادي.
مداخلة: وما كان
…
الشيخ: لكن هوجموا في عقر دارهم إذاً عليهم أن يدافعوا.
الملقي: إذاً ممكن الجهود المالية لابد أن تبذل -أيضاً- في مد القوة قوة السلاح لهؤلاء الإخوة البوسنويين، حتى وإن كان الهجوم.
الشيخ: لكل شيء ممكن تقويتهم، هذا واجب الدول الإسلامية.
الملقي: هم والأفراد
…
الشيخ: والأفراد لكن ليس هذا محصوراً بالأفراد؛ لأنه مهما الأفراد مدوا يد المساعدة فلا يصنع شيئاً.
الملقي: طيب الأخوة البوسنويين هجومهم هل هذا هجوم شرعي كدفاع، يعني نمدهم بالسلاح ليستطيعوا أن يهجموا.
الشيخ: ممكن إذا كان هذا فيه مجال. هذا واجب.
الملقي: نعم. أما نحن لا نهاجم ولكن نشجع البوسنويين للهجوم.
الشيخ: نعم هذا سبق أن قلته. ووافقنا عليه، وتعيده ونعيد الموافقة عليه.
الملقي: جزاك الله خيراً.
الشيخ: لكن أعيد لماذا الفرق؟
الملقي: نعم، فهمته.
الشيخ: فهمته.
الملقي: جداً -إن شاء الله-.
الشيخ: جزاك الله خير.
مداخلة: شيخنا لاحظ -أيضاً- مسألة دقيقة تتعلق بمفهوم الدفاع؛ لأنه هذا البوسنوي إذا لم يتحرك خطوة إلى الأمام.
الشيخ: فهو
…
مداخلة: نعم.
الشيخ:
…
مداخلة: أي نعم، وهذا ألزم واجب عليه.
الشيخ: أي نعم.
مداخلة: وهذا جزء من مفهوم نعم من مفهوم قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
الشيخ: أي نعم.
الملقي: فنحن أحببنا أن نركز
…
الشيخ: حتى القصة نفسها تذكرون في قصة بدر كيف أنه لاحقوهم.
مداخلة: أي نعم أي نعم.
الشيخ: آه، تذكر هذا؟
الملقي: نعم.
مداخلة: هذا يا شيخنا هو يعني حتى في بدر يعني اضطروا لهذا لأنهم لم يخرجوا للقتال أصلاً، ما خرجوا للقتال.
الشيخ: صحيح. نعم.
الملقي: أحببت أن أقول الجملة السابقة أنه نشجع البوسنويين للقتال حتى لا يعتقدوا أن هجومهم، إذا كان العرب هجومهم غير سليم، فلماذا نحن نهجم؟ نقف عند
…
وندافع كما يدافعون العرب.
الشيخ: لا لا سيكون العاقبة كما سمعت أنهم يخسرون كل شيء.
مداخلة: أي نعم.
الملقي: جزاه الله خير أبو مالك وضح
…
الشيخ: أي نعم.
الملقي: بالدليل القاطع.
الشيخ:
…
وضعك اللاحق فيتطلب منك حنكة وانتباه وهو ما يشعروا منك أنك.
الملقي: تخاذلت
…
الشيخ: هاه.
الملقي: تخاذلت مثلاً.
الشيخ: يعني إيه، يعني انفصلت عنهم، ولم تعد تهتم بهم؛ لأن هون قد يظهر شيء من الفرق بين الموقف السابق وبين الموقف اللاحق هذا، فيجب أن تداري الأمر حتى ما يحصل هذا المحذور.
الملقي: طيب بالنسبة.
الشيخ: يعني تجمع باختصار بين جلب المصلحة ودفع المفسدة.
الملقي: -إن شاء الله تعالى- نحاول بكل جهدنا على الأقل نشجع الهجوم للأخوة أنهم البوسنويين ويبلغو
…
ونحن نستطيع أن ندافع الخطوط الخلفية في سرادييفو.
الشيخ: آه.
الملقي: أو من الجوانب الذي إذا هوجموا.
الشيخ: هذا هو.
الملقي: فبإذن الله تعالى، ونحاول بقدر الإمكان إفهامهم ما معنى القتال وما معنى الجهاد.
الشيخ: هو هذا، -بارك الله فيك-. وزادك توفيقاً.
الملقي: البوسنويين والمجاهدين العرب. نرجوا من.
مداخلة: شيخنا.
الشيخ: نحن ندع الآن الكلمة الختامية للأستاذ أبو مالك.
مداخلة: لا أنا كنت بدي أعجب بالشيء
…
الشيخ: معليش هذه وتلك.
مداخلة: لا شيخنا هو تسجل كلمة باللغة.
الشيخ: الألبانية.
مداخلة: آه.
الشيخ: لا هناك ما يفهمون باللغة الألبانية.
مداخلة: لا.
الشيخ: هذه لغة كرواتية يوغسلافية يعني، هلا في عندنا هون جماعة بوسنويين حضر بعضهم عندي ومعهم اليوغسلاف الألبانيين.
مداخلة: آه.
الشيخ: هدوله بيفهموا علي، أما هداك ما بيفهم علي، ولا أنا بفهم عليه؛ لأنه اللغة مختلفة تماماً.
الملقي: ولكن هؤلاء الأخوة خاصة أئمة المساجد خرجوا من دول يفهمون اللغة العربية.
الشيخ: نعم نعم.
الملقي: وهم يعرفونك جيداً، فحتى وإن كانوا بعض منهم لا زال حديث عهد
…
كما تقول بالدعوة.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: وتصحيح العقيدة، فيعني يشتاقوا أن يسمعوا كلامك.
الشيخ: نعم.
الملقي: وإن شاء الله يلتزموا به.
الشيخ: إيه، على كل حال، وصيتي للمسلمين بصورة عامة ولإخواننا البوسنويين المعتدى عليهم من الصربيين خاصة أولاً أن يهتموا بفهمهم للإسلام الذي هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للأمة، سواء كانت أمة الدعوة أو أمة الإجابة فهو الإسلام الذي أنزله الله على قلب محمد -عليه
الصلاة والسلام-، ولكن هذا الإسلام الذي جاء به القرآن وصرح فيه بقوله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]، هذا الإسلام مع مضي العصور والدهور قد دخل فيه ما لم يكن فيه، الإسلام هو علاج معنوي لكل الأمراض التي تصيب القلوب والمجتمعات في كل زمان ومكان، فهي الوصفة الإلهية الطبية لمعالجة هذه الأمراض القلبية، ولكن وقع في هذه الوصفة الإلهية ما ذكرته آنفاً أنه دخل فيها ما ليس منها، كالوصفة الطبية المادية إذا وصفها للمريض طبيب حاذق فأدخل فيه أو فيها ما ليس منها فهي سوف لا تعطي ثمارها المفروض أن تثمرها هذه الوصفة بالنسبة للمريض الذي يطبقها؛ لأنه قد دخل فيه ما ليس منه، بل ما هو نقيضة تماماً، هذا مثال نقربه لإخواننا الذي يسمعون كلمتي هذه، وأنا في الأردن في عمان في أرض جرى فيها جهادات كثيرة وكثيرة جداً من العرب المسلمين الأولين حتى تمكن الإسلام من هذه الأرض، فنحن نعيش اليوم فيها نتمتع بخيراتها وبركاتها المعنوية أولاً ثم المادية ثانياً، هؤلاء المسلمون المجاهدون الذين تسلمنا منهم هذه الأراضي ونعيش كما قلت آنفاً في خيراتها، كانوا يداوون أمراض قلوبهم ومساوئ أخلاقهم بهذا الإسلام الصافي، أما اليوم فليس الإسلام كما كان يوم قال الله عز وجل:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]، هذا الإسلام اليوم له مفاهيم كثيرة وكثيرة جداً، ولست الآن في صدد شرح ذلك، لأن الوقت لا
يساعد، وإنما أنا مذكر والذكرى تنفع المؤمنين، فوصيتي لإخواننا في العالم الإسلامي كله، ولإخواننا البوسنويين بصورة خاصة، أن يكون أكبر همة، خاصة والعدو يحيط بهم من كل جانب أن يسعوا سعياً حثيثاً ليتفهموا هذا الإسلام الذي ارتضاه لنا ربنا ديناً، وذلك بأن يتصلوا بأهل الدعوة دعوة الحق التي ليست هي إلا التي
تستند دعوةً صريحةً وتطبيقاً عملياً على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأقول: سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة؛ لأنه أصابها ما أصاب الإسلام بعامة أنه دخل فيها ما ليس منها، ففيما يظن أنه من السنة أحاديث ضعيفة وموضوعة، ولذلك فأنا أقول: عليهم أن يتعرضوا وأن يهتموا لفهم الإسلام مستقى من مصدريه الصافيين: كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة، الصحيحة، وزيادة على ذلك كما أمر الله عز وجل ورسوله أن يفهموا الكتاب السنة على منهج سلفنا الصالح على ما كانوا عليه كما يدلنا على ذلك قول ربنا تبارك وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ [وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ] نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
(الهدى والنور /681/ 30: 01: 00)
فربنا عز وجل في هذه الآية الكريمة لا يقتصر على إيعاد المخالفين والمشاقين للرسول بل ويعطف على ذلك فيقول: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} وإنما يعني بهم الأصحاب الأولين الذين نزل القرآن على قلب الرسول عليه السلام ونقله إليهم غضاً طرياً وفهموه منه عليه السلام فهماً سليماً، لذلك من يخالف هؤلاء يخالف سبيلهم فقد أوعده الله عز وجل بأن يصليه جهنم وساءت مصيراً، لذلك نحن نوصي المسلمين كافة كما ذكرنا آنفاً بأن يكون جهدهم دائماً منصرفاً إلى فهم الإسلام بهذا المفهوم الصحيح كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح، يؤكد هذا المعنى الذي ذكرناه فهماً من الآية السابقة قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي فيه:«وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «هي التي على ما أنا عليه وأصحابي» «على ما أنا عليه
وأصحابي»، هذه وصيتي الأولى للمسلمين كافة، ولإخواننا البوسنويين خاصة، ووصيتي الثانية ولعلها الأخيرة بالنسبة لضيق الوقت أن يجعلوا قتالهم لأعدائهم ليس قتال الأعداء بعضهم لبعض، وإنما قتال المسلمين لأعدائهم أي أن يجعلوا ذلك جهاداً في سبيل الله عز وجل، فقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشْعَرِي -رضي الله تعالى عنه- أنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أحدنا يقاتل شجاعة، فهل هو في سبيل الله؟ قال:«لا» ، قال ثانٍ: أحدنا يقاتل عصبية هل هو في سبيل الله؟ قال ثالث شيئاً آخر هل هو في سبيل الله، في كل ذلك يجيب الرسول عليه السلام بقوله:«لا» ، قالوا: فمن المجاهد في سبيل الله؟ قال عليه الصلاة والسلام: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» ، صحيح أن إخواننا البوسنويين هوجموا من أعدائهم المشركين الصرب في عقر دارهم فوجب عليهم أن يدافعوا عن دارهم كما يجب عليهم أن يدافعوا عن مالهم وعن أنفسهم وعن أعراضهم، ولكن
يجب أن يكون دفاعهم دفاعهم هذا ليس كدفاع الكفار الذين يهاجمهم الكفار أي إن الكفار حينما يدافعون عن أرضهم عن أنفسهم عن أعراضهم عن أموالهم لا يبتغون بذلك وجه الله، أما المسلم فهو إن دافع عن ماله عن عرضه عن أرضه فإنما يدافع لتكون كلمة الله هي العليا ليعيش في بلده سليماً قوياً ليقيم حكم الله عز وجل في الأرض، وليس للدفاع عن أرض، لأن الدفاع عن أرض أمر طبيعي غريزي في النفوس كلها، كطلب الحياة والخوف أو الهرب من القتل، ومن هنا أنا أذكر بهذه المناسبة بحديث شائع بين الناس ولا أصل له، لكنه محسوب على السنة، ذاك الحديث هو الذي يقول:«حب الوطن من الإيمان» ، حب الوطن ليس له علاقة أبداً، إنما حب الوطن إذا أحبه المسلم؛ لأنه يتمكن فيه من شعائر دينه فمن أجل ذلك يحبه، أما إذا لم يتمكن
من هذه الإقامة في أرضه، فالأحب إليه تلك الأرض التي ليست أرضه، وليست وطنه ما دام أنه يتمكن من أن يقيم أحكام دينه في تلك الأرض، فحب الوطن من الإيمان، كل الوطن يدافعون عن وطنهم فهل هم مؤمنون؟ الجواب: لا، حب الوطن أمر غريزي كحب الحياة، {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} [النساء: 66]، لذلك نصيحتي الأخيرة أن يجعلوا قتالهم لأعدائهم جهاداً في سبيل الله، وقد ذكرنا آنفاً ما هو شرط الجهاد في سبيل الله أن تكون كلمة الله هي العليا، وثمرة ذلك أن الله عز وجل إذا نصرهم على عدوهم إذا نصرهم على عدوهم وطردوهم من ديارهم المسلمة فيجب عليهم أن يقوموا كشكر لله ولو أنه هو واجب في الأصل أن يقيموا حكم الله في أرضهم، أن يحكموا بما أنزل الله، وإلا فلا يستفيدون شيئاً من إخراج الكافر الصليبي من أرضهم إذا كانوا هم يريدون -لا سمح الله- أن يستمروا في حكمهم على القوانين الصليبية، هذه ذكرى، والذكر تنفع المؤمنين -إن شاء الله-.
ونرجوا أن نسمع عنكم قريباً أن الله عز وجل نصركم على عدوكم، لكني أعود لأذكركم شرط هذا النصر أن تحققوا قول الله عز وجل:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7]{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7]، وربنا عز وجل إنما يكون نصركم إياه بتطبيقكم لأحكام دينه، وإلا فـ {اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].
مداخلة: جزاكم الله خيرا.
الشيخ: وأهلاً وسهلاً.
الملقي: شيخنا، بس جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل.
الشيخ: الله يحفظك.
الملقي: في هذا اليوم المبارك.
الشيخ: جزاك الله خيرا.
الملقي: من يوم الخامس من شهر ديسمبر 1992 م، هذا فقط أحببت أن أذكر حتى إذا وصل هناك فتاوي قبلها وبعدها نعلم ما هي المقدمة وما هي المؤخرة، وهذا ليلة الاثنين المبارك -إن شاء الله تعالى-.
الشيخ: بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأود لك أن تؤرخ -أيضاً- بالعربي هه.
الملقي: الـ التاريخ.
الشيخ: بالتاريخ الإسلامي هه.
الملقي: التاريخ الـ
الشيخ: وإن كانوا هم لا يفهمون، فقد ذكرت ما يفهمون فأذكر معه ما ينبغي أن يفهموه.
الملقي: فحسب ما أعلم اليوم الثاني عشر من جماد الآخر
الشيخ: أي نعم
الملقي: للعام 1413 هـ
الشيخ: جزاك الله خيراً. نعم.
الملقي: فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علمكم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مننا الجهاد.
الشيخ: اللهم آمين.
الملقي: إن كان جهاداً دعوياً، أو جهاداً دفاعياً.
الشيخ: -إن شاء الله-.
الملقي: أو إن كان في المستقبل -إن شاء الله-
الشيخ: -إن شاء الله-
الملقي: جهاداً بمعنى الكلمة.
الشيخ: بمعنى نقل الدعوة
الملقي: -إن شاء الله-.
الشيخ: وتعم الأرض كلها إن شاء الله
الملقي: فتكون فعلاً حققنا قول الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [الأنفال: 60].
الشيخ: -إن شاء الله-، وبالتالي يحق وعد الله للمؤمنين:{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] نعم.
الملقي: وجزى الله أبو مالك محمد شقره على حسن استقباله لي.
الشيخ: جزاه الله خيراً.
الملقي: وأتاني هنا، فجزاه الله خير، ونرجوا الله سبحانه وتعالى أن يكتب للجميع.
الشيخ: اللهم آمين.
الملقي: حسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الشيخ: استجاب الله منك -إن شاء الله-.
الملقي: والسلام عليكم ورحمة الله.
الشيخ: أهلاً وسهلاً، وعليكم السلام ورحمة الله.
مداخلة: كلمة صغيرة ما أريد أن أطيل عليك. ولكن: بسم الله الرحمن الرحيم، أقول: جزى الله عنا شيخنا أبا عبد الرحمن على هذا الساعات المباركات التي قضيناها منه، وأعطانا من علمه
…
والذي نرجوا الله تبارك وتعالى أن يديم نعمته عليه، ليكون فيه نفع وخير للمسلمين في أرجاء الأرض كلها، وجزى الله عنا كذلك خيراً أخانا أبا عبد العزيز الذي كان سبباً في هذه الجلسة الطويلة المباركة، والتي سمعنا فيها ما سمعنا من علم شيخنا الذي عودنا عليه في أيامه الطيبات المباركة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإن كان لي من كلمة أقولها فأقول: إن ما سمعناه يذكرنا بالكثير الكثير من الواجبات الملقاة على عاتق المسلمين وبخاصة منهم أهل العلم، وهنا أذكر وأرجو أن يسمع ذلك إخواننا في كل بلاد الدنيا وفي بلاد البوسنة والهرسك بخاصة، أن هذا الكلام الذي يسمعونه من إمام أهل السنة في هذا الزمان هو كلام عزيز نفيس، وليس من اليسير عليهم أن يحصلوه من غيره، وأرجو منهم ألا يلتفتوا إلى سواه من الكلام، ذلكم لأننا نسمع في مثل هذه الأيام الفتاوى الكثيرة التي تجري على ألسنة أهل العلم أو منتسبة أهل العلم، الكلام الذي ليس مؤسساً على دليل شرعيٍ ولا نص فقهي أو نص أقول: من قواعد الأصول العامة المؤسسة أو المستنبطة من الأدلة الصحيحة من سنة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن آيات كتاب الله تبارك وتعالى؛ لذلك أقول: عضوا على هذه الكلمات النفيسة بالنواجذ، واستمسكوا بها، واعتقدوا جازمين بأن ما يقال لكم في مثل هذه المناسبات أو بهذه الكلمات هو الخير -إن شاء الله- إذا تمسكتم به أفدتم الكثير الكثير وتجنبتم العثرات التي يوقع الكثيرون من المسلمين الجهلة أو الأغمار من الناس الذين لا يفيدون من العلم إلا ما يسمعون من قعقعة أو جعجعة أو كما يقول المثل: أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، هذه واحدة.
أما الثانية فتعقيباً على كلام شيخنا -جزاه الله خيراً- وهو يوصي الوصية الأخيرة حيث يقول: أوصيهم بأن يجعلوا جهادهم أو قتالهم جهاداً في سبيل الله، ونسأل الله أن يحقق لهم النصر السريع، ثم عقب على ذلك قائلاً: وأن يبدوا الشكر وإن كان هذا واجباً في أصله وهو أن يقيموا حكم الله، أقول بأن الواجب عليهم الآن بأن يتداعوا مسرعين إلى إقامة حكم الله تبارك وتعالى في هذه البلاد، وأن يعلموا بأن من أسباب النصر التي يعجل الله لهم بها، ولا شك في هذا، هي من أهمها بل لا سبب سواها: إقامة حكم الله تبارك وتعالى؛ لقوله: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وكثير من المسلمين يتعللون بأننا -إن شاء الله- وهذه وعود معسولة نسمعها من الكثيرين ممن ابتلوا بالإمارة في حياة المسلمين وبخاصة في هذا الزمان، ربما تسمع منهم أحياناً فلتات لسان يقولون بأننا إذا حقق النصر أو أجلينا الأعداء عن أرضنا أو تمكنا من طرد خصومنا أو نحو ذلك من العبارات سوف نقيم حكم الله ونطبق الشريعة، الحقيقة بأن الشريعة لا تحتاج إلى هذا الانتظار الطويل والتريث في تطبيقها بل الواجب على من مكنه الله من الحكم وأن يكون مسؤولاً وراعياً للأمة في أي جزء من أجزاء بلاد المسلمين أن يبادر إلى تطبيق شريعة الله وإقامة حكمه في الأرض وإلا فهو متقلد إثماً
عظيماً إذ أنه يبطئ ولو ساعة واحدة وهو قادر على تطبيق حكم الله، إذ أبطأ فهو لا شك أنه يقع في حوبة إثم هذه الساعة التي أبطأ بها، ولم يسارع إلى تطبيق حكم الله تبارك وتعالى بالأرض في الأرض، فالأصل أن يقوم بهذا وأن يؤديه على أتم وجه، وليسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة» .
الشيخ: الله أكبر.
مداخلة: ويكفينا في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤول عن رعيته» ، فإمام الأمة أو المسؤول الذي مكنه الله من ناصية الحكم وتسيير شؤون الرعية والقيام على أمرها، ورعاية مصالحها، الواجب عليه أن يبادر؛ لذلك نصيحتنا لإخواننا هناك في البوسنة والهرسك أن لا يترددوا في هذا الأمر، لكن على أن يكون الأمر بالتريث والأناة وعدم إثارة الفتنة، وأن يكون ذلك بمشاورة أهل العلم النصحة الفضلاء الذين يمكن أن يتجنبوا العثرات التي وقع فيها الكثيرون من المسلمين في أقطار الأرض، والتي حاول فيها أولئك ومع يعني اعتقادنا أو ظننا على الأقل بأنهم كانوا يريدون الإحسان لأنفسهم ولأمتهم ولشعوبهم، ولكن أخطأهم التوفيق في ذلك لأسباب كثيرة لا داعي للحديث عنها، لكن نقول لإخواننا في البوسنة والهرسك وبخاصة الدكتور علي.
الملقي: عزة.
الشيخ: علي عزة إن هذه فرصة ثمينة ويجب عليك أن تهتبلها ولو أقمت حكم الله في الأرض ساعة واحدة فتبرأ ذمتك، وإذا قدر الله عز وجل وأرجوا الله عز وجل أن يطيل في عمره حتى يرى ثمرات الجهاد محققةً
قائمة لا تبرأ ذمته وهو على غير نية إقامة حكم الله عز وجل، بل وإن الحوبة تلحقه إذا كان قادراً على تطبيق حكم الله وقصر ساعة من نهار، لذلك أرجوا أن تنقل هذه الرسالة له، وأن يعلم بأن المسلمين في كل أرجاء الأرض ينظرون إلى ذلك اليوم الذي ترتفع فيه راية التوحيد فوق أرض البوسنة والهرسك، ويومئذٍ كما قال الله تبارك وتعالى:{يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: 4 - 5].
الشيخ: وعسى أن يكون ذلك قريباً، ولا فض فوك.
مداخلة:
…
عفواً شيخنا معلش، آخراً.
الملقي: شيخنا الفاضل نستطيع التهرب من الأمانة.
مداخلة:
…
الملقي: والله يعني لا أتمناها لأي أحد.
الشيخ: هذا.
الملقي: والله
…
يا شيخنا، والله
الشيخ: هو كذلك.
الملقي: كما ذكر أخونا، والله فأنا بعض المنكر لا أستطيع أن أرده بين إخواني. والله أقف حائراً وحائراً، يا شيخنا، والله صاروا الإخوة البوسنويين يحبوننا، ورفعونا فوق رؤوسهم، اعتبرونا أننا ملائكة.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: والله إنهم يتسابقون لتحيتنا وتقبلينا.
الشيخ: أنا أعرف الأعاجم إلهم حسن ظن في العرب شيء عجيب جداً، لكنهم مساكين يظنون أن العرب في هذه الأيام هم العرب الأولون، أنا قلت لإخواننا مرة بهالمناسبة هذه لما كنت في ألبانيا وأنا صغير السن كنت أرى المُطَوِّف أو المزوِّر هاللي يجي من مكة أو من المدينة من شان يحصل له كم حاج يحترموه ويعظموه وضيافات متتابعات وهو أجهل من أبو جهل فقط لأنه عربي، وعندنا باللغة الأعجمية ما بيقولوا عرب، بيقول: هرب، لأنه العين ما بتطلع معهم. بيقولوا: هرب، وبعدين بدل ما يقولوا مسلم بيقولوا: هرب، يعني بيلتزموا.
مداخلة: بمعنى واحد
…
الشيخ: كل عربي فهو مسلم، ما بيعرفوا إنه في عرب نصارى وفي يهود وفي كذا إلى آخره، الحقيقة هذه هالعاطفة هالإسلامية لو استغلها العرب المسلمون حقاً والله بينتصروا بهم بالأعاجم قبل العرب أنفسهم، العرب مع احترامنا لجنس العرب إنه في عندهن شيء من الانحراف أو الغرور بالنسب أو ما شابه ذلك، أما أولئك يعرفون أنهم أعاجم وأن العرب مفضلون بأن القرآن بلغة العرب، ونبيهم هو عربي إلى آخره، ولذلك فلا غرابة أن تجد هذا الاحترام وهذا الإكرام، لكني أنا أقول لك الآن: لا تستقل من الإمارة لكن استغل هذه الثقة استغلها وليس كل استغلال محرم طبعاً شرعاً الاستغلال المادي المصلحي الشخصي هذا هو المحرم، وأنت -إن شاء الله- بعيد عن ذلك كل البعد.
الملقي: ولكن.
الشيخ: استغله في تلقينهم الدعوة.
الملقي: ولكن أنا يا شيخنا الفاضل بعض الأخوة يستغلون هذه المحبة فيأتون ببعض الأشياء لا أرضاها، مثل أنهم يدخلون بيوتهم ويمازحونهم، ربما هناك إخوة يعني بنات كبيرات في السن، أو أنهم يرغبون في زواجهم، علماً أن المدة ليست كبيرة حتى نثق أن هل هي متدينة، فاظفر بذات الدين تربت».
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: ولكن وجدنا، مثال ذلك أن الإخوة تزوج من ورائي، وسبب لي الحرج الكثير؛ لأنني منعت الزواج إلا من أرى فيه أنه حقاً أتى للزواج الشرعي.
الشيخ: يعني ما كنت واثقاً من الخاطب.
الملقي: لا من الخاطب ولا من المخطوبة.
الشيخ: آه.
الملقي: فقلت له عندما علمت أنه تزوج في ليلة واحدة خطبها وعقد عليها ودخل بها حتى يضعني في موقف حرج، فقلت له: فلتذهب لأنك لم تأت للجهاد.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وتذهب وترعى نفسك بنفسك. فاعتبر من قبل بعض الأخوة أنني طردته أو أنني خالفت الحلال؛ لأنه أتى بشيء حلال، وأنا أعلم جيداً والناس يعلمون من هذا الأخ، فمثل هذه، فهي لم تكن متدينة للأسف الشديد، ولكن
رضيت أن تضع الحجاب أمامه أو أمامنا وكانت تأتي أحياناً للصلاة، وللأسف الشديد دون أن أذكر اسمه أو الواقعة يعني الـ
الشيخ: الشخص يعني.
الملقي: الشخص نفسه، ولكن رأيت بنفسي ورآها ثم إخواني عندما هذا الأخ خرج للسفر على أن يرجع إليها مرة أخرى، وإذا بها تضع الحجاب وتتبختر بالأحمر والأبيض، فتأسفوا إخواننا أنه كيف حصل هذا؟ قلت لهم: لأنه خالف أمري، لأنه كنت أعلم جيداً أن هؤلاء الأخوة البوسنويين نعم فيهم الخير الكثير ولكنهم جديدي العهد بالإسلام.
الشيخ: ما تربوا بعد بعد الإسلام
…
هذه الذي نشكوه.
الملقي: نعم، فهل منعي لهذا الأخ الزواج أو منع الشباب للزواج ولو فترة بسيطة وقلت لهم: من يريد الزواج فليأتيني وأنا أتأكد من الشخص نفسه ومن الفتاة التي يريد أن يخطبها حتى لا يكون هناك المشكلة تتكرر كما حصل في أفغانستان وفي بيشاور أن بعض الشباب الأخوة العرب تزوجوا وعند نهاية مدته تركها وهرب، هرب لم يطلقها -أيضاً-. وبعضهم طلقها وهو في طريقه إلى المطار.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: وغير ذلك من الحوادث سمعناها كثير. وهم يتخذونها يعني لا أدري من أين ولكن يقولون إن الشيخ ابن باز أو الشيخ العثيمين أفتى بأنه يجوز الزواج بنية الطلاق، فلا أدري ما صحة هذا الخبر أو إن كان هناك شرح
…
فالله أعلم على ذلك. فيعني ألقى في حرج شديد، وبذلك أطلب هل
يجوز لي أن أترك وأعلنها لهم أنني لست أميرهم فليفعلوا ما شاؤوا، يجدوا أميراً؛ لأن هناك مشاكل كثيرة حتى أننا أنني سمعت من بعض الأخوة أنني أسأت للعمل في البوسنة والهرسك أو تسببت للجهاد سمعة سيئة، مثل هذه الأشياء.
الشيخ: بهذا العمل أو في شيء آخر.
الملقي: لا بسبب هذا العمل أو شيء آخر الله أعلم، المهم أن أسأت الجهاد وأسأت العمل في البوسنة والهرسك.
الشيخ: نعم.
مداخلة: إذا كان هذا الـ إذا كان هكذا يعني هذه الإخوان اللي هم مشتركين في الجهاد إذا كان هذا مفهومهم
…
الشيخ: هذا هو ههه.
مداخلة:
…
هذا وجه
…
على رأي.
الشيخ: هذا المقصود.
مداخلة: أي نعم.
الملقي: فهل يجوز لي أن أمنع الإخوان من الزواج؟
الشيخ: اسمع، أنا عندي.
الملقي: كأمير.
الشيخ: عندي في نفسي الآن تجاه سؤالك هذا ثلاث أمور أريد أن أبينها لك.
وجه الله عز وجل في كل ذلك، هذا هو الأمر الأول. ولا شيء أكثر من هذا عندي فيه، الأمر الثاني: كأني أتخيل وأرجوا أن أكون واهماً في تخيلي الذي سأصفه لك، أتخيل بأنك ما قدمت لهذا النهي أو التفريق أو التبعيد بين الخاطب والمخطوبة، ما قدمت، أتخيل هذا، فأنا أنصح.
الملقي:
…
ما قدمت.
الشيخ: هذا الذي سأقوله فأنا أنصح بأن تنشر الفكرة التي تريد أنت أن تتقدم إليها وأن تطبقها عملاً، أن تنشر الفكرة بين هالأشخاص الذين يعيشون معك، أولاً أقول حسب تفصيلي السابق يعيشون معك في الدعوة، ثم يعيشون معك في الجهاد أو في القتال، هؤلاء تنشر بينهم الفكرة التي تريد أن تجعلها نافذة واقعة، مثلاً تلقي محاضرات تلقي مذكرات ما بين آونة وأخرى أنه أنا أنصح إخواننا الذين يجاهدون معنا ويقاتلون معنا، ويدعون معنا أن لا يتسرعوا فيتزوجوا بأي امرأة هاهنا؛ لأنه فيهم الصالحة وفيهم الطالحة فيهم المتدينة إلى آخره، هذا التذكير ينبغي أن يطرق بابه بمناسبات عديدة جداً حتى إذا منعت أحداً منهم ما يفاجأ بما ليس في حسبانه؛ لأنه يكون قد ذكر بمثل هذا الكلام وحينئذٍ لا أحد ينتقدك ويؤاخذك بما فعلت.
الملقي: هذا الذي فعلته في بداية الجهاد هذا الذي بالزبط فعلته، وقلت لهم: لا أسمح لأي شخص أن يتزوج دون علمي؛ لأن السبب لا أريد أن يتكرر مأساة البشاور في البوسنة والهرسك، وبما حصل.
الشيخ: جميل، لكن أنا أقصد تكرار هذا الموضوع؛ لأنه المسألة -بارك الله فيك- ما بترسخ خاصة مع هدون البعيدين عن مثل هذه الأمور.
الملقي: لا.
الشيخ: ما بترسخ لمرة أو مرتين، وإنما يعني يكثر منها حتى الغافل يكون متيقظاً، هذا على كل حال على سبيل التذكير.
الملقي: نعم، وقالوا له زملاؤه إن أبا عبد العزيز تعلم أنه منع.
الشيخ: طيب.
الملقي: قال: هو ليس بوالدي ولا ولي أمري حتى يمنعني.
الشيخ: هذا مش
…
الملقي: وفعل ما فعل.
الشيخ: هذا مش
…
الملقي: فهل يجوز لي أن أقول له: فلتذهب وتعيش لنفسك، ولا تنضم معنا.
الشيخ: لا، هنا أنا أقول: رفقاً به هذا يحتاج إلى احتواء وإلى تذكير وكما تعلم من حديث عائشة رضي الله عنه لما دخل ذاك اليهودي وقال: السام عليك يا رسول الله أو يا محمد، قال:«وعليك» ، فعائشة كادت أن تنشق شقتين قالت: وعليك السام واللعنة والغضب إخوة القردة والخنازير. بعدما خرج الرجل قال عليه السلام لها: «ما هذا يا عائشة؟ » قالت: يا رسول الله ألم تسمع ما قال؟ قال: «ألم تسمعي ما قلت؟ يا عائشة ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه» ، فعلى العموم -بارك الله فيك- يجب أن تتصور أنهم مرضى علاجهم كما قلنا آنفاً في الإسلام مرضى، والمريض يجب الترفق به، فهذا بدل أن يُنْهَر ويُطرد يحتوى ويلاحظ دائماً أكثر من غيره حتى يستقيم على الطريقة. هذه المسألة الثانية.
والمسألة الثالثة والأخيرة:
وهي هل يجوز للمسلم أن يتزوج بنية أنه إذا كما يقع مع الشباب كثيراً تنتهي دراسته سنتين ثلاثة أربعة بيطلقها أو في الجهاد مثلاً أو في أي مناسبة أخرى، أنا يبلغني عن الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين -حفظهم الله جميعا- مثل هذه الفتوى وأتعجب، لا أتعجب لأنه لا يجوز، لكن أنا أقول: لماذا يجاب بأنه يجوز دون لفت النظر إنه هذه النية وجودها وعدمها سواء، بمعنى زيد من الناس تزوج امرأة سواء أفغانية أو أوربية أو إلى آخره، وعاش ما عاش معها، بعدين جاء وقت عودته إلى بلده، ورأى أنه ليس من مصلحته أن تبقى زوجة له، فطلقها، حصل المقصود من النية السابقة التي لم ينوها زيد من الناس، وأفترض الآن العكس، رجل تزوج بنية أنه بس تنتهي دراسته مثلاً بيطلقها، وإذا به يرى من هذه المرأة أنها تصلح له زوجة أبد الحياة، ألا يجوز لها أن تظل زوجته أبد الحياة؟ بلى، إذاً أيش الفرق بين نوى وما نوى، فأنا أود الحقيقة من مشايخنا الأفاضل كما بيقولوا يجوز يلفتوا النظر إنه هذا ما في منه فائدة، سلباً أو إيجاباً، رجل نوى وخالف النية نكاحه صحيح، ورجل ما نوى وطلق طلاقه صحيح، إذاً أيش الفائدة من هالنية هذه، سوى التذكير بنكاح المتعة.
مداخلة: تشجيع الشباب
…
الشيخ: آه، التذكير بنكاح المتعة وأنه هي شبه بنكاح المتعة فيقال: لا، هذا ليس نكاح متعة، صحيح، لكن لماذا نحن لا نوجه الناس إلى الفعل المعقول الصحيح والمشروع، يا أخي لماذا تنوي أنت نويت أو ما نويت على حد سواء لا فرق أبداً، واضح، هكذا. فالمهم أنا أنصحك أنك تظل في مكانك، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وكما قلت فيما مضى من الحديث: ولئن يهدي
الله على يديك رجلاً واحداً أحب إلي من حمر النعم. وبعدين لا بد أن تسمع كلاماً كثيراً، ورسول الله سمع كثيراً وكثيراً هه، إذاً لا يهمك الناس ابتغ وجه الله وانتهى الأمر. يالله حجتك أبو ليلى.
مداخلة: شيخنا
…
قضية الـ
الشيخ: النية.
مداخلة: نية الطلاق.
الشيخ: إيه.
مداخلة: هذه للأسف الشديد دعت كثير من الشباب أن يقولوا بجواز ومشروعية نكاح المتعة.
الشيخ: الله أكبر.
الملقي: أي نعم. لأنه هذا القول بالذات يعني.
الشيخ: أي نعم.
الملقي: يجوز الزواج بنية الطلاق، إذاً أيش الفرق بينه وبين
…
زواج المتعة، هذا الحقيقة شيء مؤسف يعني، لأنه هم بيقولوا لك: يا أخي أنا بدي أتزوج
…
الآن، أنا ما بدي أتزوج للشهر والشهرين والثلاثة أنا بدي أربط زواجي بانتهاء دراستي إذا
…
صارت هذه المدة كأنها مدة متفق بين الزوجين وإن كان هو من جهة فقط.
مداخلة: جزاكم الله خيراً شيخنا.
الشيخ: هذا هو
…
أهلاً وسهلاً يا أبو عبد العزيز، نعم.
الملقي:
…
يا شيخنا.
الشيخ: وأرجوا لك مزيداً من إخوانك
…
الملقي: ادع لأولادي -أيضاً- بالهداية
الشيخ: أسعدهم الله في الدنيا والأخرى.
(الهدى والنور /682/ 33: 00: 00)
(الهدى والنور /682/ 35: 37: 00)