الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجهاد الفردي في فلسطين
السؤال الأول: حكم دخول العمليات الفردية على فلسطين فيها للنصح، وهي عملية فردية؟
الشيخ: حكم دخول العمليات ماذا؟
مداخلة: الفردية.
الشيخ: الفردية، نعم.
مداخلة: الفردية يعني: مع أنه يعرف الذي يدخل أنه لن يكون هناك يعني نتيجة أو كذا إنما يعني سوف
…
الشيخ: نحن دائماً نقول: بأن هذه الانتفاضة القائمة الآن في فلسطين ليست انتفاضة شرعية، وإنما هي انتفاضة عاطفية فقط.
أما الإسلام فيأمر المسلمين أولاً: بتقوى الله تبارك وتعالى في ذوات أنفسهم وفي أهليهم وذويهم.
وثانياً: أن يستعدوا للخلاص من أجل الاستعمار والاستيلاء لليهود عليهم.
أما أن يتعاطوا وسائل ما تفيدهم شيئاً، ولا يعني: تنكأ في عدوهم، بل على العكس العدو ينكأ منهم، فهذا الواقع أولاً: من باب الإيقاع بالنفس في التهلكة.
وثانياً: على خلاف منهج الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام حيث أن كل جماعة مسلمة تقع في مثل هذه الهجمة الشرسة لابد أن ينحوا في مقاومتها منحى الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام.
ونحن نرى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما دعا دعوة الإسلام بدأ بدعوتها فأول شيء بدعوة التوحيد سراً، ثم بدأ أن يجهر بها رويداً رويداً، وآمن به بعض الصحابة كما هو معروف في التاريخ الإسلامي الأول، ولقي هؤلاء الصحابة الأولون ما لقوا من الشدة والضغط والضرب والتعذيب الشديد ما يلقاه كل مسلم مع عدوه، ومع ذلك فما كان موقفهم هو التسرع إلى مجابهة الكفار دون أن يستعدوا لهذه المجابهة بالعدة الواجبة.
ونعتقد بأن عزة المسلم واستعداده ينبغي أن يشتمل على أمرين اثنين:
الأمر الأول: هو الإيمان بالله عز وجل إيماناً صحيحاً قوياً.
والشيء الثاني: أن يتخذ من الوسائل المادية التي تُمَكِّنه أولاً من تقليل المصائب والأضرار في جماعة المسلمين.
وأول ذلك: الهجرة، وثاني ذلك: الأسلحة المادية المعروفة في كل زمان.
وإذا ما عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشرع في مقاتلة الكفار، ومجابهة القوة بالقوة والسلاح بالسلاح إلا بعد أن كتل جماعة مؤمنين حقاً، ويبيعون أرواحهم رخيصة في سبيل الله عز وجل.
ثم بعد ذلك حينما تيسرت له الأوقات المناسبة حينما هاجر من مكة إلى المدينة بدأ يستعمل القوة والسلاح المادي بعد أن هيأ في المسلمين السلاح الروحي المعنوي.
هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً.
وكما كان عليه الصلاة والسلام يخطب دائماً في خُطَبِه وبخاصة في خطب الجُمَع، فيقول:«أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم» .
ولذلك فالواجب على المسلمين في كل زمان ومكان أن يضعوا نصب أعينهم هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يتأسوا وأن يقتدوا به صلى الله عليه وآله وسلم، ولما كانت الانتفاضة القائمة الآن لم تتهيأ النفوس تربية إسلامية صحيحة أولاً، ثم لم تتهيأ بالنسبة للسلاح المادي ثانياً.
ولذلك فنحن كنا ولا نزال نقول: إنه لا يجوز للمسلمين أن يفسحوا لسفك دمائهم رخيصة ضعفاً لهم وقوة لأعدائهم، بل عليهم أن يدخروها ليوم يستعدون لبذل هذه الدماء رخيصة مجاهدين في سبيل الله عز وجل بأنفسهم وبأموالهم، وكل حبيب إليهم، ونحن نعتقد أن العالم الإسلامي كله مع الأسف الشديد، وليس الفلسطينيون فقط هم لم يصلوا إلى مرحلة الجهاد في سبيل الله حقاً؛ لأنهم ما رُبُّوا التربية الصحيحة الإسلامية، ولا تهيؤوا أيضاً من الناحية السلاحية المادية.
فإذا عرفنا هذه الحقيقة التي نحن ننهج بها، وندندن بها من يوم أول الانتفاضة، تعرف حقيقة حينئذ من باب أولى جواب السؤال الذي طرحته آنفاً وهو: أنه لا يجوز للأفراد من المسلمين أن يُعَرِّضوا أنفسهم للهجوم على الأعداء من اليهود؛ لأن العاقبة ستكون لصالح اليهود، وليس لصالح المسلمين المهاجمين، تفضل.
(الهدى والنور /344/ 41: 00: 00)