الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة للشباب في الجزائر
مداخلة: جزاك الله خيراً، فالسؤال الأول، ما رأيكم في ما حصل مؤخراً في الجزائر وما السبب فيما حصل، وبما تنصح الشباب المسلم في مثل هذه الأمور؟
الشيخ: السبب، سبق جوابه آنفاً حينما جاءت مناسبة فقلنا من استعجل الشيئ قبل أوأنه ابتلي بحرمانه، هؤلاء بعض طلبة العلم هنالك في الجزائر دفعهم الحماس الذي لم يقيد بالعقل والشرع معاً، فتكتلوا وتحزبوا واظهروا عداءهم للحاكم الذي لا يراعي في المسلمين إلا ولا ذمه، ووقعت المشاكل كما عرف الجميع، ثم هم مع الأسف الشديد نقول يجنون الآن ثمرة تعجلهم وعدم استعدادهم للقيام بمثل ما قاموا به من إعلان المظاهرات والإضرابات ونحو ذلك حتى تأزم الموقف بينهم وبين الحاكم الذين يعلمون هم أكثر من غيرهم أنه لا يحكم بما انزل الله، فنحن نصحناهم هنا في هذه الغرفة وهناك اجتمعنا بهم أكثر من مرة بأن يدعوا الآن هذا التكتل وهذا التحزب الذي يجمع الناس على العواطف، وليس على العلم والتربية الإسلامية الصحيحة، وذكرناهم بأنهم عليهم أن يقتدوا بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء ومنها طريقة إقامة الدولة المسلمة، فنحن نعلم جميعاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، استمر في مكة ثلاثة عشر سنة وهو يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ثم سن للمسلمين الهجرة أولاً إلى الحبشة حيث كان هناك الملك النجاشي كان نصرانياً لكن
كان مشهوراً بالعدل، ولما بلغة خبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم آمن به ولم يره لما بلغه من دلائل نبوته الصادقة ما بلغه، فآمن، ولذلك صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صلاة الغائب صلاة الجنازة، ثم شرع، أو سن لهم الهجرة إلى المدينة، وبدأ الرسول عليه السلام يضع هناك النواة لإقامة الدولة المسلمة، فما يجوز إعلان محاولة الدولة المسلمة والمسلمون بعد هم ليسوا مسلمين حقاً علماً وتربية ونحن حينما نقول هذا الكلام، لا نعني هذه الملايين الملينة يصيروا كلهم فقها وعلماء ومسلمين حقاً لا لكن أي جماعة تريد أن تقيم فعلاً المجتمع الإسلامي والدولة المسلمة لا بد أن يكونوا كذلك، والدولة المسلمة لا يمكن
إقامتها إلا بعد إقامة المجتمع الإسلامي.
والمجتمعات اليوم في الدول الإسلامية ليست مجتمعات إسلامية والسبب، لأن المسلمين منذ قديم الزمان فضلاً عن قريب الأيام الذي قضي على الخلافة الإسلامية، واستعمرت البلاد الإسلامية من كفار، فصار المسلمون بعيدين كل البعد عن المعرفة بالإسلام أولاً، ثم عن تطبيق ما يعرفون من أحكام المسلمين ثانياً، ولذلك فلا بد لمن يريد إقامة الدولة المسلمة أن يحقق المجتمع الإسلامي، وبذالك يمكن إقامة الدولة المسلمة، يعني الأرضية التي تصلح لإقامة الحكم بالإسلام لا بد أن تكون أرضيه صالحة والآن لا ارض مثل هذه الأرض، هذا الكلام نحن نكرره دائماً وتارة نختصر وتارة نفصل أما ماذا ننصح أخواننا هناك، ننصحهم كما ننصح كل المسلمين في كل بلاد الإسلام، ونعني المسلمين لما نقول بهذه النصيحة كلهم، ولكننا نخصص بالذكر أولئك الذين يهتمون بإقامة المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية فهؤلاء عليهم أن يدرسوا العلم النافع، ويتبعوه بالعمل
الصالح ودون ذلك لا يمكن أن تقوم قائمة المجتمع الإسلامي ثم الدولة الإسلامية، ها أنتم تسمعون الأخبار الآن المزعجة جداً مما يصيب الجزائريين بعامه، سواءً كانوا حزبيين أو كانوا غير حزبيين الآن لحق الأذى بكل المسلمين حتى الأكثرية الساحقة منهم لأن الحزبيين معدودين مليونين ثلاثة أربعه خمسه، فمع الأسف شمل ظلم الحكام بكل هؤلاء المسلمين وكما سمعتم آنفاً وأنا ما سمعت ولكن بعض إخواننا الجزائريين، اخبروا أخانا علي هذا، بأنه صدر قرار الآن يمكن يكون قرار رسمي أو قرار عملي ما ادري والله أنه ما يجوز للمسلم أن يلتحي، وأظن هذا موجود في ليبيا نفسه، أليس كذلك؟
مداخلة: وأكثر من هذا.
الشيخ: وأكثر من هذا.
مداخلة: لا يجوز له الدخول إلى المدرسة ولا إلى شغله ولا التجول في الأسواق ولا كل شيء، ولا يلبس الطاقيات البيضات كل شيئ ممنوع.
الشيخ: الله أكبر والله الكفار مو هيك، والكفار ليسوا هكذا لماذا، مش لأنهم عن دين عن أخلاق، لكن يعلمون كيف تؤكل الكتف، يعرفون بأن دولتهم لا تقوم بمثل هذا الظلم، وهذا ما أشار الله عز وجل إليه في القرآن الكريم حينما يقول:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 117]، الكفار عرفوا معنى هذه الآية الكريم لا لإيمأنهم بهذه الآية وإنما لأنهم عرفوا تجربة أن الظلم لا يقيم دولة، أما هؤلاء المسلمون اسماً أو جغرافياً فهم لا آمنوا بالقرآن ولا عرفوا الحقائق التي عليها تقوم الدولة، فالله المستعان، فلذالك فما دام في هذا التضييق وهذا التحذير، فأنا أظن أن هؤلاء المسلمون المضيق عليهم بإمكانهم أن يتدارسوا الشرع، وأن
يطبقوا هذا الشرع على الأقل في بيوتهم في أولادهم في بناتهم، في نسائهم إلى أن يأذن الله عز وجل بالمخرج وبالفرج.
إذاً: فألخص هذه النصيحة بكلمتين لا بد من التصفية والتربية، هذا هو الواجب على كل الشعوب الإسلامية الآن، لأن الظلم مهما بغى ومهما طغى لا يمكن أن يتوصل إلى عقل المسلم وإلى فكره وإلى عقيدته، مثل هذه المظاهر التي أشرت إليها بأنها ظاهره ممكن أن يحجر على المسلمين، لكن ماذا تقرأ؟ ، ماذا تدرس؟ ، ماذا تعتقد؟
الحمد لله ما وصل أمرهم إلى مثل هذا ولا أعتقد أنه يمكن أن يصل، ثم أن تحافظ على عبادتك وصلاتك على الأقل في عقر دارك أيضاً هذا بإمكانك، ولذلك فالتربية والتصفية، ليس إلا، طيب غيره ايش عندك.
(الهدى والنور /573/ 40: 00: 00)
مداخلة: عندي تعقيب على سؤال ذكره أخ هنا من مده، أخ ليبي هنا بخصوص الهجرة، من قبل وقد زل أخينا سامحه الله بقوله: لا يمكن نشر الدعوة في ليبيا، فهناك مجهودات سريه، ما شاء الله من طبع أشرطة وتوزيعها وبيع رسائل وكتب طيبة، وما إلى ذلك، ناهيك عن الاجتهاد في الأهل فما رأيكم بعد أن وضحت الرؤية؟
الشيخ: يا أخي يكفينا من كلامك ما ذكرته آنفاً، يعني المسلم هناك مضطهد ولا يستطيع أن يعبد الله عز وجل في كثير من الأعمال وقد ذكرت أنت آنفاً بعض الأمثلة، ولذلك فإذا تيسر له الهجرة إلى مكان يستطيع أن يتمتع بالحرية الدينية أكثر فهذا هو الواجب وإلا فنحن قلنا آنفاً إنه إذا كان هذا الضغط هناك موجود فعلى الأقل أن يكون المسلم في بيته يدرس العلم ويربي نفسه ويربي
أهله على ذلك، لكن إذا وجد بلد آخر بجانبكم أو بعيداً عنكم يتمكن المسلم من أن يمشي مسلماً ظاهراً وباطناً، لماذا لا يهاجر إلى ذلك، فألاخ الذي تشير إليه وربما يكون من الأخ الذي كان حضر هناك في المدينة الرياضية، ما أظن يعني هو حكى بخلاف الواقع.
مداخلة: شيخي والله إحنا بنتذكر
…
احنا وين، فما شاء الله تبارك الله تذكرته.
الشيخ: الله يحفظك يا سيدي، استغفر الله، المقصود لا نزال أحنا عند هذه الفتوى، طيب غيره.
(الهدى والنور /573/ 26: 11: 00)