الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم الانتفاضة الفلسطينية
مداخلة: ما رأيك فيما يسمى بالانتفاضة في فلسطين؟ وما حكم من يقتل فيها؟ وهل يجب على المسلمين هناك أن يدعموا هذه الانتفاضة بالمشاركة فيها؟
الشيخ: هل يجب على المسلمين هناك تقول؟
مداخلة: نعم، نعم. في فلسطين.
الشيخ: وأيش صاير
…
هو هذا الذي صاير.
مداخلة: أنا أقول: هل يجب وجوباً يعني أسأل.
الشيخ: نعم.
مداخلة: وهل يجب على المسلمين هناك أن يدعموا هذه الانتفاضة بالمشاركة والتفاعل معها وتصعيدها؟ وما هو موقفنا نحن؟
الشيخ: طيب. أنا موقفي جوابي على هذا السؤال معروف من سنين. أنا أعتقد أن هذه الانتفاضة غير شرعية، وهي داخلة في عموم الكلام السابق، لأنه لم يُسْتَعد لها لا روحياً ولا مادياً. وخير الكلام ما قل ودل.
مداخلة: يعني الآن
…
الانتفاضة هناك، يعني لا يشرع مقاومة هذا الاحتلال.
الشيخ: لا يمكن؛ يجب لكن أنت حصرت الموضوع في فلسطين، الذين في فلسطين ما يستطيعون أن يعملوا شيئاً، لكن يجب على العالم الإسلامي نصرة الفلسطينيين وهذا غير موجود، لكن أنت سؤالك محصور في الانتفاضة وفي الفلسطينيين وها هو جوابي، وأنا لا فرق عندي بين الجهاد في أفغانستان وبين الجهاد في فلسطين، كلٌ من الجهادين يجب تأييدهما لكن عندي فرق كبير بين الجهاد في فلسطين إن كان هناك جهاداً، وبين الجهاد القائم في أفغانستان.
مع الأسف الشديد كما نعلم كان الطريق إلى عهد قريب بالنسبة لأفغانستان مفتوحاً لإعانة أولئك المسلمين بالمسلمين الآخرين من كل بلاد الإسلام، كان الطريق مفتوحاً، ولعله بدأ يضيق وقد يغلق.
أما في فلسطين فهو مغلق بالكلية، فلا يمكن إمدادهم بما يجب إمدادهم به من الأشخاص أو السلاح، وعلى ضوء هذا الواقع المؤلم أقول: إن الانتفاضة هذه في فلسطين لا تفيدهم شيئاً إطلاقاً، وإنما يعني يقتل يهودي فيقتل مقابله عشرات من المسلمين غير الذين يسجنون وغير الذين يعذبون إلى آخره.
فالمهم أنه يجب الاستعداد، أنا أفهم الآية المعروفة التي يلهج بها كثير من الدعاة ثم ينسون فحواها، ألا وهي قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].
المعنى الظاهر منه واضح جداً وهو الإعداد المادي، وهذا غير متحقق في فلسطين أو في أي بلد آخر يتحمس فيه بعض أولئك الشباب الذين يريدون أن يقفوا وأن يحاربوا الطواغيت. ماذا فعل هؤلاء الشباب؟ هل حققوا هذه الآية في دلالتها الصريحة؟ لا يمكنهم، فإذا كان لا يمكنهم فهل يمكنهم أن يقفوا
أمام أو هل يكلفون أن يقفوا أمام الطواغيت بدون سلاح؟ هذا أي هذا الإعداد المادي الذي يشترك في فهمه كل الناس من هذه الآية، لكن هناك شيء آخر أنا ينقدح في نفسي أنه معنىً صحيح ولكن لا يتنبه له، ذلك في قوله تعالى:{وَأَعِدُّوا} [الأنفال: 60] الخطاب لمن؟ الخطاب بلا شك للمؤمنين الذين أعدوا ما أمكنهم من الإعداد الروحي والديني والخلقي في نفوسهم، هؤلاء هم الذين خوطبوا بما استطعتم:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [الأنفال: 60].
فهل نحن حينما نحمس الناس بهذه الآية نلفت نظرهم أن هذه الآية إنما يخاطب بها الذين استعدوا الاستعداد الأول وهو الاستعداد النفسي، وهنا بهذه المناسبة تعجبني تلك الكلمة التي صدرت من بعض رؤوساء حزب مشهور اليوم لكن الحزب لم ينتفع بهذه الحكمة ألا وهي قوله: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم.
الآن الذين يريدون أن يجاهدوا لو فرضناهم مخلصين في جهادهم - في أي بلد كانوا - فهم لم يعدوا العدة الروحية حتى يتمكنوا فيما بعد ولو بعد لأي أن يعدوا العدة المادية التي هي صريحة في الآية السابقة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
جاء في الحديث الصحيح قوله عليه السلام: «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي» لا شك أن الرمي المقصود في هذا الحديث الرمي المعهود يومئذ وهو الرمي بالسهام والنبال، اليوم لا مفعول لهذا النوع من السلاح القديم، لكن هناك رمي من سلاح جديد فهل هذا معد من أي جماعة وبخاصة التي تعلن عن نفسها وتسمي نفسها بأنها جماعة الجهاد، هؤلاء يا جماعة ما يستطيعون أن ينهضوا بتطبيق هذه الآية ما دام أنهم يعيشون تحت حكم كافر كما يصرحون هم.
فإذاً ماذا عليهم أن يعملوا كما عمل الرسول عليه السلام وأصحابه الكرام في أول الدعوة؟ أن يؤسسوا الجماعة على العقيدة الإسلامية الصحيحة وعلى الأخلاق الإسلامية وعلى السلوك الإسلامي، وأنا أعتقد جازماً: أن هؤلاء الذين يدعون أنفسهم بأنهم جماعة الجهاد ليسوا على قلب رجل واحد كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين تكتلوا حوله صلى الله عليه وآله وسلم وبهم استطاع أن يجاهد الكفار، وكانوا أعني الكفار أكثر عدداً وقوة منهم ومع ذلك نصرهم الله عز وجل بسبب أنهم كانوا على كلمة سواء وعلى تربية صحيحة.
وتاريخ السيرة النبوية كما نعلم جميعاً فيها عبر، لما أَخَلُّوا بأمر من أوامر الرسول عليه السلام في غزوة أحد كادت العاقبة أن تكون عليهم، وفي غزوة حنين لما خرجوا عن السلوك الإسلامي وأعجبتهم كثرتهم كان ذلك أيضاً وبالاً عليهم، فأين المسلمون المتكتلون في جماعة على هذه التربية الإسلامية الصحيحة؟ !
أنا أعتقد أن الناس اليوم في غفلة ساهون عن هذه الحقائق، يظنون أن مجرد هذا الحماس هو الذي ينصرهم، لكن لما كما يقولون عندنا في الشام: يحط الحطيط .. حينئذ يظهر هل كانوا على صخر أم كانوا على رمال من تحتهم.
ومع الأسف الشديد ويؤسفني أن أضرب مثلاً بالأحزاب في أفغانستان، أفغانستان اليوم مع الأسف يخشى عليها تماماً بسبب ماذا؟ التكتل والتفرق وكأنهم ما قرؤوا القرآن:{لَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} [الروم: 31 - 32] ولذلك لا يمكن النهوض إلا على أساس من التكتل. أخذك الحاجة يا شيخ
…
مداخلة: بكى.
الشيخ: صاحبي.
مداخلة:
…
لما رأى.
الشيخ: الدرب دونه.
مداخلة: وأن.
الشيخ: وظن أنا لاحقين بقيصرا.
الشيخ: فقلت له لا تبك عينك: إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذر
[انقطاع] لحزب التحرير، هم يصرحون إقامة دولة الإسلام ثم التصفية والتربية شيء من أغرب ما يقول الإنسان. فكنت أُنَكِّت بهم وأقول في ليلة لا قمر فيها قامت دولة حزب التحرير، سيطلع حسب التقاليد الأوربية اللي عليها يمشون، سيطلع شو يسمون القرار الذي يطلع؟
مداخلة: بيان.
الشيخ: بيان رقم واحد. شو بدهم يساوي حزب التحرير؟ بده يقلب المجتمع، صارت الدولة ماذا؟
مداخلة: إسلامية.
الشيخ: في ملكه، رقم واحد. لا يجوز لامرأة أن تخرج متبرجة، أول من يخالف هذا القرار نساء الجماعة أنفسهم.
مداخلة:
…
الشيخ: لأنهم ما ربوهم على هذا الأساس.
(الهدى والنور/321/ 57: 10: 00)