الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب منه
السؤال: بعض الأسئلة أرسلها بعض إخواننا من أفغانستان في منطقة بيشاور بالذات، يقول: يقول بعض الناس يعين: عارضين عدة شبه حول تطبيق من واقع الجهاد، ومعروفة فتواكم في وجوب الجهاد في أفغانستان، فيقول هؤلاء المثبطون أو المشككون بأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من قاتل تحت راية عمية يقاتل لعصبية ويغضب إلخ الحديث، فمات فميتته جاهلية، فهؤلاء المجاهدون رئيس دولتهم وهو مجددي يعتقد أن العالم يتحكم به أربعة أقطاب، وهو يعتقد أيضاً دعاء الأموات وكثير من الأقوال الكفرية التي هي مخرجة من الملة، فيقول: أليس من يعتقد مثل هذا الكلام كافراً، فإن كان كافراً أليس من يعطي البيعة له يكون مثله، فكيف نقاتل مع هؤلاء وهم على مثل هذا؟
الشيخ: أنا أقول: أولاً ليس هناك بيعة، لأنه لم يوجد خليفة يدعى المسلمون لمبايعته، إنما كل ما يمكن أن يقال: إن هناك تعاوناً مع هذا الرجل الذي يقال: إنه صوفي وأنه يعتقد بالأقطاب الأربعة مما هو كفر لا شك فيه عند أهل السنة والجماعة.
ثانياً: في ظني أنه ليس من العدل في شيء أن ننسب هذه العقيدة لكل المجاهدين في أفغانستان، وإلا نكون قد خالفنا قوله تعالى:{أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى* وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 36 - 39].
ثالثاً: لعل الكثيرين من إخواننا الحاضرين هنا الآن سمعوا وهذه عودة إلى الموضوع السابق أن ما كان يخشاه بعض الناس مما لو أن صداماً هاجم السعودية واحتل البلاد السعودية أو على الأقل احتل المواطن الحساسة الاقتصادية مناجم البترول على الأقل، ليس معنى هذا أن حزب البعث هو الذي سيطر على السعودية؛ ذلك لأن صداماً وحكومته وإن كانوا يمثلون حزب البعث وهو بلا شك حزب غير إسلامي بل هو كافر، لكن صداماً لا يمثل الشعب العراقي، كما أنه حزب البعث السوري لا يمثل الشعب السوري، فهنا يوجد بعض السوريين الآن، فهل نحن نقول: إنه يمثلنا؟ لا، ولا يمثل يمكن بالألف واحد أو أقل.
فإذاً: كما أننا نقول ولا نزال نقول: إن حزب البعث في العراق أو في سوريا لا يمثل الشعب العراقي المسلم، والشعب السوري المسلم كذلك نقول: بأن هذا الذي سميته مجددي لا نستطيع أن هذا يمثل عقيدة قواد ورؤوس المقاتلين هنا، والذين رفعوا راية الجهاد في سبيل الله لأول مرة في بلاد إسلامية، لا نستطيع نحن أن نقول: إذاً بأن كل الأفغانيين الذين رفعوا راية الجهاد والقتال في سبيل الله هم كلهم أجمعون أكتعون أبتعون يعتقدون اعتقاد مجددي هذا بالأقطاب الأربعة.
فإذاً: هو في هذه العقيدة مع التحفظ نقول إذا صحت الأخبار التي تنقل، ويؤسفني أن النفس تطمئن إلى تصديقها لكثرتها، ولا نستبعد وجودها في مثل هذا الرجل، لأننا بلينا بأمثاله في سوريا كثيراً وكثيراً جداً، لكن النقطة الحساسة في الموضوع أننا لا نستطيع أن نقول: إنه يمثل الشعب الأفغاني كله، أو يمثل قواد المجاهدين في سبيل الله كلهم، إذاً: لا يجوز أن يكون هذا مثبطاً
للذين يريدون أن يجاهدوا حقاً في سبيل الله من المسلمين سواء كانوا أفغانيين أو كانوا غيرهم من الأعاجم، أو كانوا عرباً، فالإسلام جمعهم، بل أنا أعتقد لو كان هناك وحدة تفكير أنه يجب على الإسلاميين وبخاصة منهم السلفيين في كل البلاد الإسلامية أن يتوجهوا بكليتهم إلى تلك البلاد ليجاهدوا مرتين، المرة الأولى يجاهدون الشيوعيين الذين لا يزال الروسيون يساعدونهم ويغذونهم، هذا هو الجهاد الأول، والجهاد الثاني لتصحيح بعض العقائد وبعض المفاهيم التي قد توجد في الشعب الأفغاني وليس فقط في هذا الرجل، لأن هؤلاء أعاجم.
فإذاً: الجهاد ينبغي أن يظل هناك مستمراً وقد سئلت مراراً وتكراراً، قيل لي: ألا تزال تعتقد أن الجهاد هناك فرض عيني كما كنت تقول من قبل مع وجود الفرقة والخلاف والنزاع بين القواد؟ قلت: بل هذا يزداد فرضية حتى يحصل أحد شيئين: الشيء الأول وهو المرجو أن يقضى على الحكم الشيوعي هناك، وترفع الراية الإسلامية لأول مرة في بلد إسلامية، أو لا سمح الله أن تكون الأخرى، وهي أن تضع الحرب أوزارها على انهزام المجاهدين بسبب اختلافهم بعضهم مع بعض، حينئذٍ يبقى حكم الجهاد في أفغانستان كحكم الجهاد في فلسطين، وأنتم تعلمون ما هو حكم الجهاد في فلسطين، لا تظنوا أن حكم الجهاد في فلسطين ساقط، هو قائم لكنه غير مستطاع، بينما كان في أفغانستان قائماً ومستطاعاً، فإذا كانت الأخرى لا سمح الله وضعت الحرب أوزارها، وعلى أساس من الرضى بهذا الواقع الأليم من التفرق، فحينئذٍ يصبح الواقع هناك كما الأمر هنا، نرجو ألا يكون الأمر كذلك.
(الهدى والنور / 453/ 38: 26: 00)
السؤال:
…
الشبهة الثانية التي طرحها هؤلاء، بأنه معلوم التناحر والاختلاف والتدابر حتى التقاتل ما بين قادة المجاهدين فضلاً عن أفرادهم، يقولون: فكيف نقاتل مع قوم موعودين بالهزيمة والفشل، كما قال الله تعالى:{وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]، فهل هذا يجوز؟
الشيخ: لا، هذا لا يجوز، ما هو الذي يجوز، التقاتل أم الجهاد معهم؟
السائل: الجهاد مع هؤلاء الموعودين بالفشل.
الشيخ: هذا في الواقع أقول أنا مع الأسف الشديد هذا يصدر من بعض إخواننا من طلاب العلم سواء كانوا منا وعلى منهجنا السلفي أو كانوا من مناهج أخرى، هذا يدلنا ويشرعنا بأنهم لا علم عندهم ولا فقه عندهم، نحن أول من يعتقد أن الخلاف هو سبب الفشل بدليل القرآن الصريح في هذا المجال، وبعض الحوادث الإسلامية التي وقعت في العهد الأول الأنور، كغزوة حنين، لكن هذا لا يعني أنه لا نجاح لهم ولا نصر لهم فيما إذا عادوا واتفقوا كما يريد الله أو بعبارة أصح: كما يحب الله منهم، ولذلك فنفض اليد عن هؤلاء المجاهدين بسبب أنهم وقعوا في مخالفة شرعية هذا ليس شرعاً، وبالتالي لازمه ليس مشروعاً وهو ما دام اختلفوا فنحن ما نجاهد معهم.
إذاً: ماذا يريد هؤلاء بسطاء التفكير، هل يريدون من هؤلاء المجاهدين الذين وقع منهم مثل هذا الاختلاف والتنازع أن يلقوا السلاح ويقدموا الأرض الأفغانية التي عجنت بالدماء لهؤلاء الشيوعيين؟ هكذا يريدون؟ هذا معنى كلامهم، وهذا لا يقوله إنسان فيه ذرة من عقل وفهم، ولذلك فأنا أقول العكس تماماً: يجب على المسلمين في كل بلاد الدنيا أن يزالوا مناصرين لهؤلاء بكل قوة باستطاعتهم أن يقدموها إليهم حتى يتحقق أحد الأمرين
اللذين ذكرتهما آنفاً: إما النصر وإما الهزيمة، فإذا حق النصر إن شاء الله فذلك ما يرجوه كل مسلم، وإن كانت الأخرى لا سمح الله عادت القضية كما قلنا بالنسبة لفلسطين.
(الهدى والنور / 453/ 41: 36: 00)
السؤال: يذكرون شبهة ثالثة فيقولون ناقلين عن أحد المجاهدين، ذكروا أنه من الصادقين ولا يزكونه على الله، يقولون: بأنه ذهب عند أحد القادة الميدانيين في كابل حول كابل فوجد عنده جهاز إرسال، وهذا جهاز الإرسال لاسلكي مع المخابرات الباكستانية، فلا يتحركون ولا ينطلقون إلا بالمشاورة مع المخابرات الباكستانية، والمخابرات الباكستانية كما هو معلوم للجميع على حد تعبيرهم متفقة مع المخابرات الأمريكية بتنسيق معها وترتيب معها .. إلخ، وربنا تبارك وتعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [آل عمران: 149]، فهذا أيضاً يلحق بما سبق.
الشيخ: على كل حال أيضاً نقول في صحة هذا الخبر أولاً: عندنا توقف؛ لأنه كما نعلم من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]، وقوله عليه السلام:«بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع» والحكمة التي استنبطت من الآية والحديث: وما آفة الأخبار إلا رواتها.
ثانياً: على فرض أن هذا الخبر صحيح فما ذكر وما بني على هذا الخبر هو استنباط، والاستنباط معرض للخطأ وللصواب، ونحن نقول لهذا المخبر ونرجو أن لا يكون مخبراً بالمعنى العرفي، نقول له: ترى هذا الجهاز لم يكن
في زمن ضياء الحق ولا يستطيع أن يقول: أي نعم لم يكن، إنما حدث بعد ذلك؛ لأننا سنقول له: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وإذاً: فإذا كان من المحتمل أن يكون هذا الجهاز موجوداً عنده من قبل فيحتمل حينئذٍ أن يستعمل في صالح الإسلام والمسلمين، ويحتمل أن يكون العكس، والدليل كما يقول الفقهاء إذا تطرق الاحتمال سقط به الاستدلال.
وأخيراً أقول: هل هذا أيضاً يمثل القادة كلهم؟ الجواب كما قلنا عن مجددي، هذا يمثل هذا الشخص، ونحن لا نستطيع أن ننكر حقيقة مرة وهي أن في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا يجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم ناس من المنافقين مردوا على النفاق لا يعرفهم الرسول عليه السلام بنص القرآن الكريم، ترى أي جهاد يقع بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمكن أن نتصور أنه نظيف بالمائة مائة من مثل أؤلئك المنافقين، لا نستطيع أن نتصور ذلك، إذا كان الأمر كذلك وهو كذلك بالمائة مليون فمعنى هذا الكلام أنه أي جهاد ترفع رايته فلا ينبغي أن نناصره لماذا؟
لأنه قد يكون منافقون، قد يكون في القادة بعض المنافقين، وهذا لا نستطيع أن ننفيه، لكن هذا لا يلزم منه أن نقول: كل القادة منافقين، وإذا الأمر كذلك كل هذه الشبهات أخشى في الواقع أن تكون صادرة من مخبرين بالمعنى العرفي، يراد بها تضعيف حماس المسلمين الذين تحمسوا للجهاد مع الأفغانيين في بلاد الأفغان، وإن كان تحمسهم هذا دون تحمس غير المجاهدين الذين يريدون أن يجاهدوا مع من لا يجاهد.
السؤال: بعضهم يقول: عندما وقعت الأحداث الأخيرة في السعودية جاء بعض المجاهدين من الإخوة السعوديين الماكثين في بيشاور وأفغانستان
للجهاد مع السعودية على حسب ظنهم، فعندما جاءت القوات الأمريكية رفض هؤلاء الإخوة المجاهدون الاشتراك، فهل ينتظرون بجوار أهليهم إحاطة لهم ورعاية إياهم، أم يرجعون إلى الجهاد هناك.
الشيخ: أعد ينتظرون أيش؟
السائل: فهل يبقون مع أهليهم منتظرين يعني: يرعونهم ويحفظونهم ويكلؤونهم أم يرجعون للجهاد؟
الشيخ: يرجعون إلى جهادهم.
السائل: جزاكم الله خير.
بسم الله
إخوة الإيمان! والآن مع مجلس آخر.
الشيخ: هات ما عندك.
(الهدى والنور / 453/ 52: 39: 00)