الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دخول الإسلاميين في الجزائر
برلمان الدولة
السؤال: وهو ملح جداً في الجزائر عندنا، وهو ما حكم دخول الإسلاميين برلمان الدولة؟
الشيخ: نحن لا نرى هذا جائزاً بل هو إضاعة للجهود الإسلامية فيما لا فائدة من دخولهم البرلمان لأن.
أولاً: هذه البرلمانات، كما تعلمون تحكم بغير ما أنزل الله.
وثانياً: هؤلاء الذين يدخلون البرلمانات بعضهم قد يدخلون بنية طيبة وصالحة، يعني يظنون أن بإمكانهم أن يغيروا من النظام الحاكم، لكنهم يتناسون إن لم نقل ينسون حقيقة مُرَّة، وهي أن هؤلاء الذين يدخلون في البرلمان هم محكومون وليسوا حكاماً، وإذ الأمر كذلك فهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، بل هم سيضطرون أن يسايروا النظام الحاكم ولو كان مخالفاً للإسلام، ونحن الآن هنا نعيش في مشكلة ما يسمى بالميثاق الوطني، ولعلكم سمعتم أو لعلكم ابتليتم أيضاً بما ابتلينا نحن به، فالميثاق الوطني معناه الاعتراف بكل الأديان والأحزاب الكافرة التي تعارض الإسلام، والاعتراف بوجودها في البرلمان، وحينئذ ستقوم معارك كلاميه وجدليه في البرلمان، وتؤخذ القضية بالتصويت وحينئذ الذي صوته أكثر يكون هو المنتصر ولو كان
مبطلاً، فلهذا لا يجوز أن يدخل الشباب المسلم في البرلمان بقصد إصلاح النظام، لا يكون إصلاح النظام بهذه الطريقة المبتدعة، من أصلها هي بدعة، لأنكم تعلمون أن نظام البرلمان قائم على أساس الانتخابات، والانتخابات أيضا ستشمل الرجل والمرأة ومن هنا يبدأ بطلان هذا النظام ومخالفته للإسلام، ثم نظام الانتخاب يشمل الصالح، ويشمل الطالح، فلا فرق بين الصالح والطالح، لكل منهما حق أن ينتخب وأن ينتخب، ثم لا فرق في هذه الأجناس كلها بين العالم وبين الجاهل، بينما الإسلام لا يريد أن يكون مجلس البرلمان الذي هو مجلس الشورى إلا أن يكون من نخبة الشعب المسلم علماً وصلاحاً ورجالاً وليس نساء.
فإذاً: تظهر المخالفة من أول خطوه في موضوع البرلمان القائم على الانتخاب الذي يتناسب مع نظام الكفار، ولا يتناسب مع نظام الإسلام، وعلى هذا فيجب أن يظل المسلمون يعنون بالعلم النافع والعمل الصالح وأن يربوا أنفسهم، وشعوبهم على هذه التصفية والتربية، وأن يبتعدوا على البرلمانات الجاهلية هذه.
(الهدى والنور /440/ 48: 11: 00)
السائل: تتمة للسؤال شيخنا، إخواننا في الجزائر دخلوا تجربه، وهذه التجربة نجحوا فيها إلى حد كبير، وهي تجربة البلديات، وتقريباً خمسه وثمانين في المائة كما علمت من بعض الأخوان كان بعض البلديات حققوا فيها تسعين أو خمسه وتسعين في المائة، وبعض البلديات أقل من هذا ،إلى غير ذلك، المهم أنه كان لهم نجاح ظاهر في هذا المضمار، فهم يرتبون لدخول البرلمان، يعني النجاح الذي حققوه في البلديات، يريدوا أن يقيسوا
عليه نجاح دخول البرلمان، ويقولون على أنه طبعاً حتى البلديات، الشعب الجزائري أقبل على البلديات الذي غالبيتهم مسلمين؛ لأنهم رأوا الإصلاحات ظاهرة فيها، وما كانوا حتى بعض الذي كانوا تخلفوا عن انتخاب المسلمين في هذه المناطق، ندموا على عدم انتخابهم؛ لأنهم رأوا دور المسلمين في هذه البلديات ظاهراً وبارزاً ويعدونهم أنه حتى إذا دخلوا انتخابات البرلمانية أن يكونوا معهم وإلى جانبهم، فالإخوان في الجزائر لعله هذا النجاح الذي حققوه في البلديات يؤملون مثله إذا دخلوا في انتخابات البرلمان، وبخاصة الآن فيه هناك ما يعرف بالجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهذه مجموعه ائتلفت فيها بعض الحركات الإسلامية، وإخواننا السلفيين دخلوا هذه الجبهة، مزبوط؟
مداخلة:
…
مداخلة: يعني صحيح، فهم يقولون بأن هذا الائتلاف الإسلامي القوي الذي حقق نجاح في البلديات، يرجى أو يؤمل أن يحقق مثله في نجاح البرلمان، هذا الذي يدندنون حوله الآن.
فلذلك نريد من شيخنا أيضاً أن يبين الفصل بين هذه وتلك، حتى يتبين لهم الحق، إن شاء الله؟
الشيخ: (انقطاع) أنفاً، أليس ما بني على فاسد فهوا فاسد؟ أليس دخول البرلمان معناه تأييد للنظام القائم؟
مداخلة: لا يا شيخنا أنا أريد أن تبين للإخوان.
الشيخ: صحيح، أنا الكلام ليس بيني وبينك، لكن قصدي الكلام السابق هو الجواب لمثل هذا الأمر.
يعني: النظام ليس نظاماً إسلامياً، فهذا التكتل الإسلامي، إذا صح التعبير أن كلهم جماعات إسلامية وأحزاب إسلامية هم سينضمون تحت هذا النظام الذي يعتبر نظام غير إسلامي، وهذه نقطه ما أظن فيها خلاف عند الجميع، إذا كان الأمر كذلك، فهل يبدأ الإصلاح بهذه الطريقة، طريقة الانضمام إلى حكم واضح جداً أنه يخالف شريعة الإسلام بقصد محاولة إصلاح هذا النظام، هل هكذا يكون طريق الإصلاح، أم طريق الإصلاح يبدأ من التأسيس وليس رأساً من الوصول إلى البرلمان.
نحن رأينا في تاريخ العصر الحاضر كثيراً من الجماعات الإسلامية، سواءً في سوريا أو هنا أو في مصر دخلوا في البرلمان وما استطاعوا أن يعملوا شيئاً، وصل الأمر عندنا في سوريا أن أحد الجماعات الإسلامية صار وزير الإعلام أو نحو ذلك، لا أذكر جيداً، المهم كان له صلاحية أن أوعز إلى الإذاعة ألا تسمح بتلاوة أحد من القراء لعشر من القرآن فيه ذم للنصارى، محافظة على العلاقات الحسنة والطيبة بين المسلمين وبين هؤلاء الكفار.
(الهدى والنور /440/ 02: 16: 00)
السائل: اليوم شيخنا اتصل بي واحد من الإخوان، فقال لي: أخي ما هي المصيبة التي تحدث في إذاعة المسلمين، هذه كأنهم يريدون أن يسلخوا المسلمين عن دينهم، ويجعلوا الإسلام ديناً للنصارى واليهود، قلت له: كيف؟
قال: سمعت في إذاعة دمشق أظن أو في التلفزيون السوري، يقول واحد يسأل أحد المشايخ هناك سؤال عن العلاقات الاجتماعية بين أصحاب الأديان المختلفة، فقال له الشيخ المستفتى: هناك مقولة تقول: لا فرق بين عربي وأجنبي إلا بالتقوى.
الشيخ: الله أكبر.
مداخلة: شغله عجيبة
…
الشيخ: الله أكبر، يا سيدي ما في غرابه الآن الحكم كما تعلمون يعني بعثي، لكن يومئذ كان في شباب مسلمين دخلوا البرلمان بنفس الغاية هذه، وإذا هم يدخلون فبدل أن يُطَوِّروا يَتَطوَّرون.
مداخلة:
…
الشيخ: هذا هو، نحن نضرب لكم مثلاً سهلاً جداً: يدخل المسلم المتحمس البرلمان بلباسه العربي وبلحيته الجميلة، فلا يكاد يمضي عليه شهر، شهرين، ثلاثة إلا وينزع الثياب العربية ويلبس الجاكت والبنطلون وربما الجرافيت، واللحية هذه يبدأ يأخذ منها يأخذ منها حتى تكاد تصير كما يقولون عندنا في الشام: خير الذقون إشارة تكون.
يدخلون لأجل الإصلاح والتطوير وإذا هم أنفسهم يتطورون، ويتطورون ليس إلى صالح وإنما إلى طالح.
مداخلة: الدخول ليس مثل الخروج.
الشيخ: أي نعم. أتفضل.
السائل: بارك الله فيكم.
الشيخ: وفيكم.
(الهدى والنور /440/ 51: 20: 00)
مداخلة: قد يكون الجزائر مغاير عما هو في مصر أو في سوريا، والحمد لله إخواننا في الجزائر كما يقول البعض متعصبون أكثر من غيرهم لدينهم، ولحد الآن تجربة البلديات والولايات التي نجحوا فيها لم يتنازلوا بشهادة حتى الخصوم على أدنى المبادئ ولا شيء من الشريعة أبداً، لا تنازل ولا مساومة، وهذا ما يُؤَمَّل أن يكون في البرلمان وهم إخواننا متمسكين لهذا، ولما يدخلوا البرلمان هم عند دخولهم هم كافرون بهذا النظام يكفرون بهذا النظام ويصرحون بهذا قبل الدخول وأثناء الدخول، حتى هذا كان غرابة للغرب كيف يسمح لهؤلاء لا يعترفون بالنظام الذي منحهم الرخصة لكي يعملوا تحت مظلة لهذا النظام ويكفرون به، وعلى هذا الأساس هم يدخلوا البرلمان ولنا أمل فيهم، في تاريخهم وفي دعوتهم على ما غير ما هو موجود في مصر أو حتى في الأردن أو في الشام، فإن شاء الله يعني أملنا تكون التجربة في الجزائر تكون يعني ناجحة، لما نراه من تشبث إخواننا تمسكهم بدينهم وأملنا في الرجال القائمين على الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهذا من باب دفع أكبر لمفسدتين إن كان ولا بد إذا أخذنا بهذه القاعدة
…
شقرة: شيخنا دعني أسأل الأخ أحمد
…
الآن الحال في مراكز البلديات، هل يتحاكمون إلى القوانين والأنظمة المعمول بها والتي أسست عليها البلديات من قبل، هل غيروا وبدلوا؟
مداخلة: الآن الشيء الجاري ما موجود من القوانين، ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية في المعاملات فهم يمضون على هذا، وما تعارض مع الشريعة الإسلامية ضربوه عرض الحائط، أعطي لكم أمثلة: مثلاً في عندنا في بعض المحافظات أو ما تسمى بالولايات ..
شقرة: عفواً لما تقول لي ضربوا به عرض الحائط، كأن في مقدورهم ومستطاعهم التغيير.
الشيخ: إيش المعنى.
أحمد: مثلاً هناك بيوت دعارة في بعض المحافظات الولايات، والخمارات يعني هناك شي بارز، فالآن مثلاً عندنا في الولايات ومعظم الولايات أغلقت بيوت الدعارة، النظام اعترض قال هذا ليس من صلاحيات رؤساء البلديات، هي من صلاحية وزارة الداخلية وكذا وكذا، ولكن نرى من هذا إخواننا حملوا بقوه وكانت هناك مسيره شعبية وأغلقت وأذكر في مدينة قسطنطينا مركز البارات في الجزائر، فأغلقت كل البيوت إلى آخره والحمد لله قبل شهر، وكذلك في كثير من الولايات مثلاً ولاية الطيف كبيرة وبعض الولايات أغلقت كل الخمارات، وأذكر في مدينة عنابة مشهورة على الحدود التونسية فيها خمر مصنع للخمر كبير يصدر للخارج أغلق هذا المصنع، وكانت عليه مشاكل كثيرة ولكن أغلق رغم هذا، الحمد لله لما النظام يعترض على رؤساء البلديات يهب الشعب مع الجبهة الإسلامية، تكون مسيرة ضخمه فيها الآلاف فيطبق القانون، والآن حقق إخواننا رغم فيه النظام يعرقل، لكن ساعون في هذا وحققوا نجاحات طيبة جداً في هذا المجال، ولكن الشيء الذي يتعارض مع الشريعة الإسلامية لا يأخذون به ولو تسبب هذا في بعض المحافظات اعتقلوا بعض رؤساء البلديات؛ لأنهم تحدوا النظام، ولكن إخواننا ماضين في هذا الطريق ويسعون حتى يفكون هذه العقدة أن يأخذوا البرلمان بالأغلبية كما يتمنون، والآمال كل المؤشرات تدل إن شاء الله تعالى وإذا ما وفق أن يصلوا
إلى البرلمان بالأغلبية والشعب كله من سفراء الجبهة الإسلامية، والله أعلى وأعلم.
الشيخ: ماذا تتصورون النظام القائم الآن مدعم من قبل الكفار الذين احتلوا الخليج، وفعلوا ما فعلوا أم لا؟
والا ناحية السياسة لا تقرب؟
مداخلة: لا،
…
مداخلة:
…
عيد السؤال.
مداخلة:
…
السؤال حتى يجاوبك.
الشيخ: كأني شعرت أنه انحرج من هذا.
مداخلة: لا والله ما كنت معك.
مداخلة:
…
الشيخ: طيب إذا ما هو الجواب.
مداخلة: لو سمحت السؤال ما أذكر السؤال، سيدي السؤال أريد أعادة السؤال.
مداخلة:
…
لا بأس.
الشيخ: أقول، ماذا تعتقد النظام الحاكم الآن في دولتكم وفي كل الدول التي نقول إنها دول إسلامية؛ نظراً إلى شعوبها وليس إلى حكامها، هؤلاء الحكام مرضي عنهم من الكفار الذين فعلوا ما فعلوا في الخليج وفي العراق،
أم مغضوب عليهم، كلمة مختصره أرجو أن يكون الجواب، مرضي عنهم أم مغضوب عليهم؟
مداخلة: مرضي عليهم من الكفار؟
الشيخ: هوا هذا السؤال، حسناً، فحينما هؤلاء الكفار يرون أن الشعب الجزائري سيضع يده على الحكم، ويجعل الحكم إسلامي هل عندهم من الإيمان والصلاح أن يتجاوبوا مع الشعب أم مع الراضي عنهم؟
مداخلة: طبعاً مع الراضي عنهم.
الشيخ: حسناً.
حينئذ ماذا تتصور هل ستكون العاقبة أن يقع الصدام بين الدولة الحاكمة وبين الشعب الذي دخل البرلمان في سبيل الإصلاح تقع الواقعة أم لا؟
مداخلة: طبعاً سوف يكون هناك صدام.
الشيخ: هنا الآن بيت القصيد كما يقال، هل الشعب مستعد للخروج عن الحاكم؟ نعود إلى البحث الأول، هل الشعب مستعد للخروج عن الحاكم؟ استعداداً من النوعين: استعداد المعنوي الروحي، والاستعداد المادي، إن كان كذلك فأنا أقول عجلوا ولا تتخذوا هذه الوسائل الدبلوماسية أن نحن نريد أن ندخل في البرلمان من أجل الإصلاح بطريقة لا يشعر الحاكم كيف تؤكل الكتف، لكن هل تظن أن الشعوب المسلمة في أي شعب يعني عندها مثل هذا الاستعداد للخروج على الحاكم، ولو بهذه الطرق الملتوية الوئيدة اللطيفة الناعمة، فحينما تسلسلنا في تصور الموضوع حتى وقع الصدام بين الحاكم والمحكوم، هل الشعب عنده استعداد في مقاومة الحاكم وقوته ومن ورائه؟
مداخلة: بالنسبة للجزائر حسب ما هو موجود وظاهر، أن الشعب مستعد بقيادة الجبهة الإسلامية أن يخرج على الحاكم.
الشيخ: أرجوك لا تحيد عن الجواب، أنا ما سألت مستعد والا لا، أنا سألت شيئين هناك موجودان أم لا، الاستعداد الإيماني الروحي، والاستعداد المادي السلاحي، هذا الاستعداد موجود؟ واضح سؤالي؟
مداخلة: واضح السؤال.
الشيخ: فإذاً فليكن إذاً الجواب واضحاً أيضاً.
مداخلة: واضحاً إن شاء الله.
فأما عن الجانب الروحي، فهناك ما يكفي أن يجعل الشعب الجزائري يهب وتدفعه عقيدته إلى أن يخرج على الظالم إذا كان في مقدمة هذا الشعب الشيوخ الذين نذروا أنفسهم لله سبحانه وتعالى، فهناك ما يدفع، يعني ما أقول هناك الجانب الكافي الكلي، ولكن هناك ما يدفع الشعب لكي يخرج في وجه الظالم ليسقطه هذا من الجانب الروحي.
أما الاستعداد المادي، قد لا تكون عندي معرفه كبيرة بهذا الجانب، ولكن فيه ما يمكن أن يؤدي لإسقاط النظام أقل شيء.
الشيخ: يا شيخ بارك الله فيك، وأرجو أن تكون نظرتكم بعيدة، لأنه أنا حين أتكلم على النظام أربط معه الراضي عنه، وأنت حينما تجيب لا تربط معه الراضي عنه.
السائل: صح، وهذا موجود لاسيما نحن فرنسا تلعب دور كبير في الجزائر.
الشيخ: طيب فإذاً: ما هي الاستعدادات بارك الله فيكم فيما إذا وقعت الواقعة؛ لأني أخشى أن يصيبكم ما أصاب غيركم، في مصر وغيرها، أن ترجعوا مهزومين مقهورين مقتولين بدون فائدة، ولذلك فانا ألفت نظركم أخيراً إلى المبدأ الإسلامي خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما هو السبيل الذي طرقه الرسول عليه السلام حتى أوجد الحكم الإسلامي، هل ساير الكفار وشاركهم في نظامهم لكي يستولي عليهم، أم دعاهم لكلمة الحق:{أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]؟
أليس هذا هو السبيل الذي نؤمن به نحن معشر المسلمين وبخاصة السلفيين جميعاً، إذاً: هل هذا هو السبيل الذي يراد سلوكه بالانضمام إلى البرلمان، هل هو سبيل الرسول عليه السلام الذي قال لنا ربنا في القرآن:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر، الشعوب الإسلامية الحركة القائمة الآن في الجزائر ما هي الأولى من نوعها، ولعلكم تعلمون هذه الحقيقة، فماذا استفادت هذه الحركات التي حاولت، أول حركة قامت هنا جماعة الإخوان المسلمين الذين أرادوا أن يصلوا إلى الحكم في مصر بطريق الانتخابات، وكانت العاقبة دسوا واحد يرمي حسن البنا وإذا به قتل، راحت القوة كلها هباءً منثورا، لماذا؟
لأن الشعب لم يُرَبَّى تربيه إسلاميه بأفرادها، وإنما رُبِّي تربية حزبية للوصول إلى الحكم، ثم نحن بعد ذلك نصلح الشعب.
أوردها سعد وسعد مشتمل
…
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
ولذلك: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، فأنا أرجو أن إخواننا هناك تكون نظرتهم بعيدة وأن لا يَصْدُق فيهم المثل العربي القديم:(فلان لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه)، هذه العين وهذه الأرنبة.
نرجو أن تكون نظرتكم بعيده وبعيده جداً، هب أن الشعب الجزائري الآن هو من القوة المادية كالجيش العراقي ماذا يفيد؟ ماذا أفاد الجيش العراقي؟
ولذلك فالإيمان قبل كل شيء، ولا يكفي الإيمان بخمسة بعشرة، بألف بألوف مؤلفة، الشعب نفسه لازم يكون مسلماً، أنا لا أدري كيف الحياة عندكم لكني أتساءل: هذه الجماعات الإسلامية على تنوعاتها لا يوجد فيهم ناس يتعاملون بالربا؟
مداخلة: عند القواعد قاعدة الجماعة مثلاً اتباعها اتباعها طبعاً فيها الصالح وفيها المخطئ ودون ذلك.
الشيخ: طيب، وهكذا كان الأمر في العهد الأول في الإسلام؟
السائل: لا أبداً.
الشيخ: فإذاً بارك الله فيك، المكتوب مبين من عنوانه كما يقولون، فما يحتاج الأمر إلى أكثر من التروي والتفكير ومعالجة الأمر جذرياً.
السؤال: سؤال فقهي.
الشيخ: تفضل.
مداخلة:
…
(الهدى والنور /440/ 44: 23: 00)
(الهدى والنور /440/ 38: 47: 00)