الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جهاد النساء في فلسطين ورصد
أموال للقتال في فلسطين
السؤال: هناك سؤالان فضيلة الشيخ: أشرتم في معرض إجابتكم عن أحد الأسئلة السابقة إلى مسألة وجوب وجود راية إسلامية حتى يُجَاهد تحت ظل هذه الراية، الآن السؤال الأول الذي أريد أن أطرحه: ما رأيكم فيما يدور الآن في فلسطين من جهاد ضد العدو، وخاصة في مسألة النساء.
الشيخ: مسألة النساء.
السائل: النساء، لأنه نسمع كثيراً ويدور على ألسنة كثير من الناس هذه العمليات البطولية التي تقوم بها نساء غير ملتزمات بالشريعة الإسلامية أو بالشرع الإسلامي، وتمجد هذه الأفعال وترفع ال
…
لدرجة أننا سمعنا من بعض أولئك عندهم فهم من العلم الشرعي أنهم يمجدونها إلى آخره. هذا هو السؤال الأول.
أما السؤال الثاني: فإن بعض الجماعات الإسلامية تجمع أموالاً، هذه الأموال ترصد لكي تصرف على الذين يقاتلون الأعداء في فلسطين، ما هو رأيكم بارك الله فيكم.
الشيخ: أولاً: ليس هناك جهاد، قلنا نحن صراحة، وفي فلسطين ليس هناك جهاد، هناك مقاومة، وهذه المقاومة لا تفيد شيئاً، فالواجب الشرعي على
سكان فلسطين أن يفعلوا كما فعل المهاجرون الأولون، وكما فعل الذين هاجروا أول وجبة من الفلسطينيين لما اليهود دخلوا البلاد وبدؤوا (يفظعون) فيها فهاجروا إلى بلاد عربية، فبقاء هؤلاء المسلمين تحت هؤلاء الكافرين هذا خلاف الشرع الحكيم.
ثانياً: هذا ليس جهاداً، لأن الجهاد نحن نقول دائماً وقلنا أيضاً في هذه الأمسية قبل هذا الجمع: الجهاد يحتاج إلى استعداد من ناحيتين، ناحية إيمانية وناحية مادية، وكل من الناحيتين غير متحقق في فلسطين، ومن كان في شك من هذا فليصرح حتى نتحاور معه في ذلك، وإذ لا استعداد لا من الناحية الإيمانية ولا من الناحية المادية فحينئذٍ ما على المسلمين هناك إلا أحد شيئين: إما أن يرضخوا لهذا الحكم الكافر الظالم، وهذا لا يجوز، وإما أن يهاجروا، وهذا هو الواجب:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97]، والآن أنا أعجب مما حكيت أن هناك نساء غير ملتزمات ويأتون أو يأتين ببطولات يمجدها بعض رجالات الإسلاميين تقول، كيف هذا التمجيد؟ أنا أظن هذا التمجيد يسلم على ذاك التمجيد تبع العراق وصدام .. وإلخ، آية واحدة يا إخواننا المسلمين لو فكر المسلمون جميعاً فيها لعرفوا أنهم لا حياة لهم إلا بتحقيقها، وأن كل هذه المظاهر التي تمجد وتسمى بالبطولات ما هي في الواقع إلا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء، أو كما يقول المثل العامي: رغوة صابون، أو سحابة صيف عما قريب تنقشع، لا مطر ولا غيث تحتها.
ما هي هذه الآية؟
{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] فالمسلمون اليوم ينصرون الله بعامة، ينصرون الله من يقول إنهم ينصرون الله يلزمه أحد الشيئين: إما أن يكون كاذباً
وهذا هو الواقع، وإما أن يكون خبر الله كذباً وهذا كفر حين قال:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: 7] فالآن نساء غير ملتزمات هل نصرن الله في ذوات أنفسهن؟ الجواب: لا، كيف نتصور أن الله ينصرهم، هذا أمر مستحيل، لكن هؤلاء النساء يفعلن كنساء اليهود، النساء اليهوديات يقاتلوا، وهن أيضاً يرين أنفسهن أنهن يدافعن عن بلادهم ودينهم على عجره وبجره، كما هذول غير المسلمات غير الملتزمات أيضاً يجاهدوا في ظنهم، لكن ليس هذا من الجهاد بسبيل إطلاقاً، لذلك أنا لا أعتقد أنه يوجد في العالم الإسلامي اليوم جهاد بمعنى الكلمة، ولا يمكن أن يتحقق النصر للمسلمين ما لم ينصروا رب العالمين، (ونحن نرى الحكومات نقطع جميعاً نحن كأفراد أن الحكومات الإسلامية لا تنصر شريعة الله)، وهذه الظاهرة التي نحن نحياها الآن أكبر دليل على ذلك، لكن هناك مشكلة: هذه الظاهرة التي يعتقد بها أفراد الشعوب الإسلامية وهي أن الحكومات الإسلامية وأن حكامها لا يحكمون بما أنزل الله ننسى أنفسنا، ونجعل دأبنا ودأب هؤلاء الحكام ونقول: هؤلاء كفار لا يحكمون بما أنزل الله، وقد يكون الأمر كذلك وقد لا يكون هذا يحتاج إلى بحث، لكن نحن نسينا أنفسنا: هل نحن نحكم بما أنزل الله، نحن هناك كما تعلمون من قوله عليه السلام: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية وهي مسؤول، والعبد حتى هو راعي ومسؤول عن رعيته.
فالحاكم مسؤول عن الرعية كلها وهو الحاكم الأعلى، فمن افتتان المسلمين وانصرافهم عن نصرة رب العالمين أنهم يهتمون بغيرهم وينسون أنفسهم، خلاف قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] فنجد كثيراً من الشباب المسلم كأفراد، ونجد كثيراً من الجماعات الإسلامية دأبهم الحكام أن هؤلاء