الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نصيحة للمجاهدين بعد وقوع
الفتنة بين الأفغان أنفسهم
إخوة الإيمان! تم تسجيل هذا المجلس في 29/شوال/1412 هـ.
الشيخ: نعم.
مداخلة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فنشكر الله عز وجل أولاً أن من علينا بلقاء فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وعلامة عصره، حيث أتينا من البحرين مشتاقين إلى رؤياك وإلى رؤيا إخواننا في الله، ثم إن أسئلتنا تتحدث عن الجهاد الأفغاني أولاً، فمنها السؤال الأول: فبعد النصر والفتح الكبير الذي حازه المجاهدين الأفغان خاصة والمسلمين عامة في أفغانستان فما نصيحتك لقادة المجاهدين لتكوين دولة إسلامية صلبة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً نصيحتك للمسلمين عامة من الموقف الراهن والمستقبل القريب.
الشيخ: قبل الإجابة عن السؤال لا بد لي من التذكير الأخ السائل الفاضل إن شاء الله ببعض الأمور من باب: الدين النصيحة.
أولاً: أن يهتم بتقويم لسانه لكي لا يخطئ على الأقل في رواية أحاديث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن العلماء في علم المصطلح قد نبهوا القراء والطلاب بهذا العلم لضرورة تعلمهم اللغة العربية وآدابها بمقدار ما يقومون به ألسنتهم وينجون من النطق بالحديث النبوي محرفاً عما نطق به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجوز نصب المرفوع أو جر المرفوع والمنصوب ونحو ذلك؛ لأن مثله يغير المعنى الذي أراده الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأهل العلم يقولون: الألفاظ .. كل الألفاظ سواءً كانت قرآناً أو حديثاً أو عبارة من صحابي أو حكيم أو نحو ذلك .. هذه الألفاظ هي قوالب للمعاني وليست الألفاظ مقصودة بذاتها وإنما هي وسائل للتعبير عما في نفس المتكلم في هذه الألفاظ، فهذه نصيحة أرجو أن يكون لها أثرها الطيب إن شاء الله في نفس السائل حتى يستطيع فيما بعد أن يروي أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما نطق بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
استرعى انتباهي وحفزني لتقديم مثل هذه النصيحة أن الخطبة التي ألقاها أخونا بين يدي سؤاله هي الخطبة التي تسمى عند العلماء والفقهاء: بخطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمها أصحابه، فقد وقع في أثناء قراءتك لهذه الخطبة كثير من الخطأ اللغوي النحوي ولو كان هذا كلام أحد البشر لم يكن ذلك مما يدفعنا إلى التذكير بمثل هذا، وإنما هو كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينبغي أن يكون في أنفسنا وقع غير وقع أي كلام من كلام البشر، هذه النصيحة الأولى.
والثانية: أنني أظن إما في هذه الخطبة وغالب الظن هكذا جاء حشو لفظة: (تعالى) إن الحمد لله أظن هنا جاءت زيادة تعالى أو في غيرها، المهم: زيادة تعالى هذه ليس لها أصل في هذه الخطبة وأظننا نحن متفقون جميعاً على أنه ..
فهذه الزيادة في أي مكان كانت من هذه الخطبة فهي زيادة ونحن متفقون على أن كل زيادة في ورْد ورَد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينبغي أن نأتي بها.
ومثل هذه الزيادة تقع من كثير من الذين يسلمون فيقولون: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، كلمة:(تعالى) هنا أيضاً من هذا القبيل، والحكمة التي تقال في بعض البلاد: الزائد أخو الناقص، هذا كلام صحيح، فكما أنه لا يجوز أن ننقص من الورد الذي علمنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كذلك لا يجوز أن نزيد فيه.
هذا ما خطر في بالي من النصيحة قبل الإجابة عن السؤال.
مداخلة: جزاك الله خير.
الشيخ: أما بالنسبة للجهاد في أفغانستان والنتيجة التي وصل إليها هذا الجهاد فهي مفاجئة لم تكن في حسبان كثير من الناس، لكننا مع الأسف كنا نخشى من الخلافات التي كانت تصل أخبارها إلينا تارة بعد أخرى من الخلافات التي وقعت بين بعض الفصائل والأحزاب والجماعات التي اشتركت في الجهاد في القضاء على الحزب الشيوعي في تلك البلاد.
ويكفينا مثالاً على هذا فتنة الحرب التي وقعت بين طائفتين أو جماعتين من المجاهدين كان من آثارها قتل الشيخ الفاضل جميل الرحمن؛ ولذلك فهذه الخلافات الحقيقة كانت نذيراً تبشر بشر كبير، والآن تجسدت هذه الآثار فيما بلغنا من تلك الأخبار المؤسفة حيث أن الخلاف الآن على أَشُدِّه بين الذي
تيسرت له الأسباب أن يدخل كابل وهو المعروف بأحمد مسعود شاه ولا ندري هل كان دخوله بوازع من الجهاد الخالص لوجه الله تبارك وتعالى أم كان ذلك دعماً من بعض من لا يريد للمسلمين النجاح وإقامة الدولة المسلمة.
ولكن كما قيل: ويأتيك بالأنباء من لم تزود، فقد تأتي الأخبار فيما بعد تكشف لنا عن هذه الحقيقة التي وقعت وهي أن يدخل كابل هذا الرجل وأن يدعم من قبل الشيعة في إيران ومن غيرها من بعض الدول الأخرى التي نعلم مع الأسف الشديد أنها تمشي في ركاب الأمريكان الذين يحاولون الآن استعباد العباد في كل البلاد.
وآخر ما بلغنا بأن الشيخ أو القائد حكمتيار قدم إنذاراً لأحمد مسعود هذا بأن يخرج فصائله والمليشيا التي يسمونها اليوم من كابل وإلا هو سيضطر ليضرب كابل، أي: ليجاهد المجاهدون بعضهم بعضاً.
ولذلك فنحن الآن ليس لنا أن نتدخل في مثل هذا الخلاف الذي لا ندري عواقبه؛ لأنها فتنة ونحن مأمورون في أيام الفتن أن نلزم بيوتنا كما جاء في حديث صحيح ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «كونوا أحلاس بيوتكم» نحن كأفراد، أما الدول الإسلامية فمع الأسف الشديد ليس لنا ما نقوله لهذه الدول؛ لأن فتنة الخليج كانت أكبر ظاهرة إلا أنه لا يوجد الآن دولة إسلامية تستقل في أن تتصرف تصرفاً حراً مطلقاً لصالح الدعوة الإسلامية؛ ولهذا فليس لنا إلا أن ندعو دعاء الغريق وهو أن ييسر الله عز وجل لهؤلاء المجاهدين الذين أراقوا دماءهم وبلغت الملايين من المسلمين في سبيل طرد الشيوعيين من الأفغان وبخاصة من عاصمتها كابل أن ينصر المخلصين منهم وأن يدخلهم هذه العاصمة للقصد الذي كانوا يعلنونه من قبل وهو إقامة
الدولة المسلمة ورفع راية الإسلام، وجعل الأحكام الإسلامية هي المسيطرة على الدولة الأفغانية.
ذلك ما نرجوه وإنا لله وإنا إليه راجعون، هذا ما عندي جواباً عن هذا السؤال.
مداخلة: بالنسبة إلى المجاهدين العرب الذين في أفغانستان ماذا ..
الشيخ: قد أجبت عن هذا السؤال بارك الله فيك ..
مداخلة: هل يخرجون من هذه الفتنة؟
الشيخ: لا يشاركون الآن .. يخرجون بمعنى: يعودون إلى بلادهم أو يستقرون هناك حتى تتجلى الحقيقة هذا شيء آخر، إنما الذي أراه الآن ألا يشاركوا هؤلاء مع هؤلاء وهؤلاء مع هؤلاء فتقع المعركة بين المسلمين بين أنفسهم وهذا ما يريده الكافر؛ ولذلك فأنا أنصح الجميع أن يحافظوا على دمائهم للساعة الواجبة التي يجب عليهم أن يريقوها في سبيل الله عز وجل.
(الهدى والنور/520/ 01: 25: 00)
(الهدى والنور/520/ 29: 38: 00)