الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشدة عند السلفيين
مداخلة: طيب في مباحثات الأخ كمال نعت السلفيين بالغلظة وعدم الرفق فلا أدري هل ترون .. أن هذه السمة هي سمة الكثرة الكاثرة، الناس التي هي الطائفة المنصورة إن شاء الله هم الغرباء، أم هي ميزة لبعض الأشخاص وما هي نصيحتكم حول هذا الأمر؟
الشيخ: والله يا أخي، أنا أعتقد أن لهذه التهمة أصلاً لكن يبالغ فيها، لا نستطيع أن نبرأ أنفسنا من مثل هذا العيب، لكن أيضاً أعتقد دائماً أن خصوم الدعوة يبالغون بتقديرها، ولذلك أسباب بعضها من طبيعة الجماعة، وبعضها من طبيعة خصومها، طبيعة الجماعة إن كان هناك جماعة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من المسلمين عامة، فهي هذه الطائفة، ولذلك فحينما هم يلحون على بعض الأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يصبح هذا بالنسبة للآخرين المتساهلين بالقيام بهذا الواجب فيه شدة، فيه تطرف، ولذلك الآن الإعلام العالمي الكافر الظالم يسمي هؤلاء المتطرفين بالأصوليين؛ لأنهم صاروا متميزين عن الآخرين بأنهم حريصين كل الحرص للرجوع بدينهم وبإسلامهم إلى أن يجعلوه حكماً يمشي على وجه الأرض، فهذا ما يتعلق بواقع هؤلاء الغرباء أو أهل العقيدة أو الطائفة المنصورة.
شيء آخر قد يكون عيباً فيهم أو في بعضهم وهذا لا يخلو منه أي طائفة وأي
جماعة، أنهم قد يصدر منهم أحياناً بعض الشدة كان لا ينبغي أن تصدر، لكن هذه يبالغ فيها ويتعمم إلى كل من ينتسب إلى هذا المنهج الصحيح، فتخرج حينئذ المسألة عن الحقيقة إلى الخيال، فلهذين السببين أحدهما يتعلق بحقيقة هؤلاء الذين يقومون بواجب لا يقوم به الآخرون إلا ما قل وندر، والآخر يتعلق بخصومهم الذين لا يرضون هذا المنهج الذي هم يسيرون فيه خاصة حينما يعالجون أموراً هم الآخرون يسمونها بثانوية، هذا إذا ألان التعبير وإلا سماها قشوراً وسماها سبب في التفريق .. إلى آخر ما هناك من التعابير
…
فهذا ما أراه جواباً عن سؤالك.
(الهدى والنور/609/ 16: 22: 00)