الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هجر المساجد التي ليست على السنة
الملقي: هو عندما قلت لك إن مجموعة من إخواننا في إحدى المدن الهولندية يهجرون المساجد وهم ينتظرون فتوى منك إذا قلت لهم بالجواز فهم -إن شاء الله- سيكونون على أتم استعداد للذهاب إلى المساجد؛ بحجج أنهم كما ذكرت لك أنهم مبتدعة وأن بعض الأئمة يحلقون لحاهم، ويسبلون ثيابهم إلى غير ذلك.
الشيخ: يعني هذا السؤال ليس له علاقة بجماعة التكفير والهجرة؟
الملقي: هم يعني كأنهم يعني تخلوا عن بعض الأفكار، لكن لا زالت بعض الرواسب. وذلك من بينها هجر المساجد وعدم الصلاة فيها، وإقامة الجمعة.
الشيخ: إن كان هؤلاء الذين هجروا المساجد من جماعة الهجرة والتكفير؛ فقد سبق الجواب. أما إن كانوا ..
أما إن كانوا من جماعة آخرين يعني لم يتأثروا بأفكار جماعة الهجرة والتكفير فمثل هؤلاء منتشرون في العالم الإسلامي بكثرة حيث يرون أن الصلاة وراء ظهر المخالفين أو المبتدعين أو نحو ذلك لا تصح، فهذا فيما نعتقد غلو في الشرع ليس له أصل، فلا أدري إذا كنت ذكرت في تلك الجلسة أو في غيرها بعض النصوص الشرعية التي منها قوله عليه الصلاة والسلام في حق الأئمة:
«يُصَلُّون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» ، هل تذكر ذكرنا مثل هذا الحديث؟
الملقي: لا ما ذكرت
…
الشيخ: ما ذكرت.
الملقي: راجعت الشريط أنا.
الشيخ: إذاً هذا هو الجواب، أي: لا يجوز لأي مسلم أن يتخلف عن الصلاة في مسجد من المساجد ما دام أن هذا المسجد يصلي فيه إمام مسلم ولو كان في وجهة فكره أو عقيدته أو في سلوكه وأخلاقه شيء من الانحراف عن بعض الأحكام الشرعية، فالإسلام يأمر كما نعلم جميعاً ودائماً وأبداً بالاجتماع والتوحد والابتعاد عن أسباب التفرق، حتى وصل الأمر به عليه الصلاة والسلام إلى أن يقول مثل هذا الحديث الصريح في الدلالة على صحة صلاة المقتدي وراء الإمام ولو كان هذا الإمام مقصراً في بعض النواحي، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» ، فنحن إن كان لنا رأي أو أمر أو نصيحة نوجهها إلى أولئك الناس الذين ذكرتهم فنحن نأمرهم بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال في حق الأئمة ما سمعت آنفاً:«يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم» ، هذا هو الجواب.
الملقي: جزاك الله خير.
(الهدى والنور /523/ 16: 33: 00)