الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من وقع في بدعة مُكَفِّرة
الملقي:
…
أشرتم أن الذي نشأنا عليه أو اطلعنا عليه من كتب شيوخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى أنهم لا يُكَفِّرون من، ولا يسارعون إلا من أتى ببدعة ولو كانت مكفرة إلا بعد أن يبلغه العلم وتقام عليه الحجة، فهذه النقطة كثيراً ما تغيب يعني عن أذهان الإخوة، فيعتبر الواحد منهم أو يرى أنه إذا تكلم مع هذا المبتدع سواء كان إماماً أو غير ذلك، وبخاصة فهم يحاورون ويجادلون الأئمة في هذا الأمر حول هذه البدعة وبيان خطورتها ومخالفتها لدين الإسلام أصلاً وفرعاً، فترى المبتدع يجادل في هذا، في كثير من الأحيان لا يبالي بهذا الدليل وبهذه المناقشة، فيبقى على ما هو عليه من بدعة ضالة، فيرى الإخوة أنهم قد بَلَّغوه وأقاموا عليه الحجة؛ فهل يعتبر هذا النقاش أو الحوار أو الدليل أو النصح الذي قَدَّموه أنه كافٍ في إقامة الحجة عليه؟ فهذا الذي نريده.
الشيخ: هذا أيضاً ما أشرنا إليه في كلامنا السابق حينما قلنا: لا ينبغي التسرع في إصدار فتوى التكفير؛ لأننا نرى اليوم كثيراً من إخواننا الناشئين في الدعوة أنهم قد أصيبوا بشيء من الغرور، وشيء من دعوى المعرفة والعلم، فلذلك أنا لا أعتقد أن كل طالب علم، بل أعتقد أن كل عالم فضلاً عن طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على خصمه مهما كان هذا الخصم عريقاً في الضلال؛ لأن طالب
العلم، بل العالم ولنقل السلفي قد يكون في عقيدته سليماً، لكن لا علم عنده بالحجج التي تبطل دعوى المبتدع المخالف، إلا في عنده هيك بعض أشياء اطمأن هوه في الأصل لصحة العقيدة بها وبغيرها، ثم بقيت لديه قليل من كثير من تلك الأدلة، فهو حينما يُقَدِّمها لمن يخالفه من المبتدعة يظن أنه قد أقام الحجة وليس الأمر كذلك، هذا أولاً لما يتعلق بهؤلاء من إخواننا طلاب العلم.
ثانياً: ما الذي يترتب وراء: هل أقام الحجة أم لا؟ هل تبينت الحجة للخصم أم لا؟ يترتب أحد شيئين: إما أن لا يصلي خلفه، وإما أن لا يزاوجه أو يناكحه، طيب، في قوله عليه السلام الذي يُعْتَبر من القواعد الأساسية في الشريعة:«دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» ، لكن لا تتسرع وتقطع بأنه هذا كافر؛ لأنه أنا أقمت الحجة عليه، لكن عامله عملياً كما لو كان فعلاً كافراً، لا تصلي خلفه، ولا تنكاحه لا تتزوج منه.
مداخلة: ولا تواليه.
الشيخ: نعم.
مداخلة: ولا تواليه.
الشيخ: هو هكذا، أما قضية تكفير مسلم، فخطورته معروفة في الإسلام، لهذا نحن ننصح إخواننا الناشئين أن يتجاوبوا مع الثمرة النهائية فيما لو كان أقام الحجة فعلاً، وهو الابتعاد عن هؤلاء المبتدعة، وبخاصة أن السلف كانوا يُحَذِّرون من مُجَالسة المبتدعة، خاصة الذين يُعْرَفون بعلماء الكلام، أي الذي عندهم شبهات آرائية عقلية، يقف طلاب العلم أمامها حيارى، ما يحيرون جواباً، لأنه ما عندهن هالعلم الواسع والعقل القوي المتمكن في الشريعة حتى يستطيع
أن يقيم الحجة عليه نقلاً أولاً ثم عقلاً ثانياً، لا إذا كما يقولون عندنا في الشام: ابعد عن الشر وغني له.
الملقي: جزاكم الله خيراً.
الشيخ: وإياك.
(الهدى والنور/754/ 30: 22: 00).